issue16679

بعيداً عن تعثر مسار التسوية في اليمن بــســبــب هــجــمــات الــحــوثــيــن الـــبـــحـــريـــة، أشـــاع الإعلان الأممي اتفاقاً بي الحكومة والحوثيي حول المصارف والطيران أجــواءً من الأمـل لدى قـطـاع عـريـض مـن اليمنيي، مثلما زرع حالة من الإحباط لدى مناهضي الجماعة المدعومة من إيران. ومــــــع إعـــــــ ن غــــرونــــدبــــرغ اتــــفــــاق خـفـض الــتــصــعــيــد بـــن الــحــكــومــة والـــحـــوثـــيـــن بـشـأن التعامل مع البنوك التجارية وشركة «الخطوط الجوية اليمنية»، فإن المبعوث لم يحدد موعداً لـــبـــدء هـــــذه المــــحــــادثــــات ولا مـــكـــان انـــعـــقـــادهـــا، واكـتـفـى بـالـقـول إن الـطـرفـن اتـفـقـا عـلـى الـبـدء فـــي عــقــد اجــتــمــاعــات لمــنــاقــشــة كـــافـــة الـقـضـايـا الاقـــتـــصـــاديـــة والإنـــســـانـــيـــة بـــنـــاء عــلــى خـريـطـة الطريق. بــــدت آراء يـمـنـيـن فـــي الــــشــــارع ومـــواقـــع التواصل الاجتماعي متباينة في كل مضامي اتــفــاق الـتـهـدئـة، باستثناء تمنياتهم بنجاح محادثات الملف الاقتصادي لأن من شأنها أن تعالج وفق تقديرهم جذور الأزمة الاقتصادية والانقسام المالي وانقطاع رواتـب الموظفي في مناطق سيطرة الحوثيي منذ ثمانية أعوام. في المقابل، ناقضت تقارير يمنية نفسها، مثل ما ورد في تقرير لمركز صنعاء للدراسات كتبه نيد والي، ففي حي حاول توجيه السبب الأساسي للاتفاق نحو ضغوطات من دول في التحالف على الحكومة لصالح الحوثيي، عاد واقتبس مـن المبعوث الأمـمـي قـولـه فـي رسالة لمجلس القيادة: «الانقسام الاقتصادي والمالي الـــــذي تــشــهــده الـــبـــ د ســتــتــرتــب عـلـيـه تـبـعـات خطيرة وربما مدمرة، وعـزل البنوك وشركات الصرافة عن النظام المالي العالمي سيؤثر سلباً على الأعمال التجارية وعلى تدفق التحويلات المالية». وكتب الباحث في التقرير نفسه: «عانى الاقـتـصـاد اليمني مــن الـشـلـل نتيجة عـقـد من الصراع، وأي ضغوط إضافية لن تجلب سوى أوضـــاع إنسانية وخيمة، ليس أقلها تعطيل الــــقــــدرة عــلــى تــقـــديـــم المــــســــاعــــدات. يــتـــم تـــــداول عملتي فــي الأســــواق المـالـيـة اليمنية بسعري صرف متبايني، ورغـم أن الانقسام الدائم في النظام المصرفي ومؤسسات الدولة قد يصبح أمـــراً لا مـفـر مـنـه فــي نـهـايـة المــطــاف، لا ينبغي الـتـشـكـيـك بــــأن تـــداعـــيـــات ذلــــك عــلــى الاقــتــصــاد ستكون وخيمة وأليمة بصورة استثنائية». وقالت مصادر غربية لـ«الشرق الأوسط»: «إن السعودية دعمت خريطة الطريق ومشروع إنــهــاء الأزمــــة اليمنية، والــخــ فــات والـعـراقـيـل لــيــســت طــريــقــة لـــلـــوصـــول إلــــى الـــســـ م فـــي كل الأحـــوال». ومن خلال تعليقات حصلت عليها «الـــشـــرق الأوســـــط» عـبـر اســتــمــزاج يمنيي في قــطــاعــات تــجــاريــة وتـــربـــويـــة، تـتـجـنـب المعلمة نجاة التي اكتفت بذكر اسمها الأول الخوض في الجدال المتواصل بي المؤيدين والمعارضي لاتفاق التهدئة وتعتقد أن الذهاب للمحادثات الاقـــتـــصـــاديـــة بــنــيــات صـــادقـــة ونــجــاحــهــا هو البشرى الحقيقية لمئات الآلاف من الموظفي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون الذين ،2016 حــرمــوا مــن رواتــبــهــم مـنـذ نـهـايـة الــعــام ولكل سكان البلاد الذين يدفعون ثمن الانقسام المالي والمواجهة الاقتصادية. وتـتـمـنـى المـعـلـمـة عـلـى ممثلي الجانبي الـــحـــكـــومـــي والـــحـــوثـــيـــن اســـتـــشـــعـــار المـــعـــانـــاة الكبيرة للملايي من اليمنيي الذين يقاسون نتيجة الظروف الاقتصادية وتوقف المرتبات ووجــــــود عـمـلـتـن مــحــلــيــتــن، والــــحــــرص على الـــتـــوافـــق والـــــخـــــروج بـــاتـــفـــاق عـــلـــى اســتــئــنــاف تــصــديــر الــنــفــط والـــغـــاز ووضـــــع آلـــيـــة مـرضـيـة لـصـرف المـرتـبـات، وإنــهــاء الانـقـسـام المـالـي لأن ذلـــــك فــــي تـــقـــديــرهــا ســـيــكـــون المـــنــفــذ الـحـقـيـقـي للسلام. الرواتب وتوحيد العملة يـــقـــول المـــوظـــف الــحــكــومــي رضــــــوان عبد الله إن الأهــم لـديـه، ومعه كـثـيـرون، هـو صرف الــرواتــب وإنــهــاء انـقـسـام العملة، لأنـهـم فقدوا مـــــصـــــدر دخــــلــــهــــم الــــوحــــيــــد ويــــعــــيــــشــــون عــلــى المــــســــاعــــدات والــــتــــي تـــوقـــفـــت مـــنـــذ ســـتـــة أشــهــر وأصــبــحــوا يــواجــهــون المــجــاعــة وغــيــر قــادريــن على إلحاق بناتهم وأبنائهم في المدارس لأنهم لا يمتلكون الرسوم التي فرضها الحوثيون ولا قيمة الكتب الدراسية ومستلزمات المدارس ولا المصروف اليومي. ويـــؤيـــده فـــي ذلــــك المـــوظـــف المــتــقــاعــد عبد الحميد أحمد، إذ يقول إن الناس تريد السلام ولــــم يــعــد أحــــد يــريــد الـــحـــرب وإن الــســكــان في مـنـاطـق سـيـطـرة الـحـوثـيـن يـواجـهـون مجاعة فـــعـــلــيــة. ويــــزيــــد بـــالـــقـــول إن صـــــرف المـــرتـــبـــات وتــوحــيــد الـعـمـلـة أهــــم مـــن أي اتـــفـــاق سـيـاسـي ويـــطـــلـــب مــــن الـــحـــكـــومـــة والـــحـــوثـــيـــن تــرحــيــل خـــ فـــاتـــهـــم الــســيــاســيــة إلـــــى مــــا بـــعـــد الاتـــفـــاق الاقتصادي. ولا يختلف الأمر لدى السكان في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية والذين يعبر أغلبيتهم عن سخطهم من الموافقة على إلغاء الإجـراءات التي اتخذها البنك المركزي في حق البنوك التجارية في مناطق سيطرة الحوثيي، إذ يــرى عـــادل محمد أن إنـهـاء انـقـسـام العملة واسـتـئـنـاف تصدير النفط سـيـؤدي إلــى وقف تــراجــع سـعـر الـــريـــال مـقـابـل الـــــدولار الأمـيـركـي وسـيـوقـف الارتـــفـــاع الـكـبـيـر فــي أســعــار السلع لأن ذلك أضر بالكثير من السكان لأن المرتبات بسبب التضخم لم تعد تكفي لشيء. ويتفق مع هذه الرؤية الموظف في القطاع الـــتـــجـــاري ســامــي مــحــمــود ويـــقـــول إن تـوحـيـد العملة واسـتـئـنـاف تصدير النفط سيكون له مـــردود إيـجـابـي على الـنـاس ومــوازنــة الـدولـة، لأنــه سيحد مـن انهيار الـريـال اليمني (حالياً ريـــالاً فـي مناطق سيطرة 1990 الـــدولار بنحو الــحــكــومــة) كــمــا أن المــوظــفــن والـــعـــمـــال الــذيــن تعيش أسـرهـم فـي مناطق سيطرة الحوثيي ســـيـــكـــونـــون قــــادريــــن عـــلـــى إرســـــــال مـــســـاعـــدات شهرية، لكن في ظل الانقسام وفرض الحوثيي سعراً مختلفاً فإن ما يرسلونه يساوي نصف رواتبهم. مصلحة مشتركة يــرى الصحافي رشـيـد الــحــداد المقيم في مــنــاطــق ســيــطــرة الــحــوثــيــن أن الــتــوصــل إلــى اتـــفـــاق فـــي هــــذا المـــلـــف فــيــه مـصـلـحـة مـشـتـركـة وإعـــــــادة تــصــديــر الــنــفــط والــــغــــاز سـيـسـهـم في عودة أحد مصادر الدخل الوطني من العملات الــصــعــبــة، كــمــا أن اســتــئــنــاف صــــرف مـرتـبـات المــوظــفــن ســـوف يـسـهـم فـــي الــحــد مـــن مـعـانـاة مئات الآلاف من الموظفي. ويــشــدد الــحــداد عـلـى ضــــرورة أن يتوجه ممثلو الـجـانـبـن إلـــى هـــذه المــحــادثــات بصدق ومسؤولية لمفاوضات تحسم هذا الملف، ورأى أن أي اخـتـراق يحدث في هـذا الجانب سيعزز بـنـاء الثقة وسـيـقـود نحو تفاهمات أخـــرى، و سيكون له انعكاسات إيجابية على حياة كل اليمنيي. لكن الجانب الحكومي لا يظهر الكثير من التفاؤل ويعتقد اثنان من المسؤولي سألتهم «الـــشـــرق الأوســـــط» أن الـحـوثـيـن غـيـر جـاديـن ويـريـدون تحقيق مكاسب اقتصادية فقط من خـــ ل هـــذه الــجــولــة، لأنــهــم يـــريـــدون الـحـصـول عـلـى رواتــــب المـوظـفـن فــي مـنـاطـق سيطرتهم لامـــــتـــــصـــــاص الــــنــــقــــمــــة الـــشـــعـــبـــيـــة الـــــواســـــعـــــة، ويرغبون في الحصول على حصة من عائدات تصدير النفط، دون أن يكون هناك مقابل أو تقديم تنازلات فعليه تخدم مسار السلام، فيما يتعلق بتوحيد العملة والبنك المركزي. ووفــــق مـــا أكــــده المــــســــؤولان فــــإن الـجـانـب الحكومي الـــذي قــدم الكثير مـن الـتـنـازلات من أجــــل الــســكــان فـــي مــنــاطــق ســيــطــرة الـحـوثـيـن بـــحـــكـــم مـــســـؤولـــيـــتـــه عــــن الـــجـــمـــيـــع، ســـيـــشـــارك بإيجابية في المحادثات الاقتصادية وسيكون حريصاً على إنجاحها والتوصل إلى اتفاقات بشأنها اسـتـنـاداً إلـى مضامي خريطة طريق الـــســـ م الـــتـــي كـــانـــت حـصـيـلـة جـــهـــود وســاطــة قادتها السعودية وعُمان طـوال العام الماضي وحتى الآن. 2 أخبار NEWS Issue 16679 - العدد Sunday - 2024/7/28 الأحد مصادر غربية: الخلافات والعراقيل ليستطريقة للوصول إلى السلام ASHARQ AL-AWSAT الحكومة قالت إن الجماعة تريد مكاسب بلا تنازلات تطلّع يمنيلإنهاء الانقسام المصرفي ومخاوفمن تعنت الحوثيين تعنّت الحوثيين أفشل جولات متعددة من أجل السلام في اليمن (إعلام محلي) تعز: محمد الغباري عدن: عليربيع موارد مهدرة وأزمات معيشية يغذيها الصراع اليمن بين إمكانية التعافي واستمرار اقتصاد الحرب تـــتـــوالـــى الــــتــــأثــــيــــرات الــســلــبــيــة عـلـى الاقــــتــــصــــاد الـــيـــمـــنـــي، إذ يــــرجــــح غــالــبــيــة المراقبي أن استمرار الصراع سيظل عائقاً أمام إمكانية السماح بالتعافي واستعادة نـــمـــو الأنـــشـــطـــة الاقــــتــــصــــاديــــة واســـتـــقـــرار الأسعار وثبات سعر صرف العملة المحلية وتحسي مستوى معيشة السكان. وتـــشـــهـــد الـــعـــمـــلـــة المـــحـــلـــيـــة (الـــــريـــــال الـــيــمــنـــي) انـــهـــيـــاراً غــيـــر مـــســبـــوق بــعــد أن وصـــل سـعـر الـــــدولار الـــواحـــد خـــ ل الأيـــام ريالاً في مناطق سيطرة 1890 الأخيرة إلى الحكومة الشرعية، في حي لا تزال أسعار الــــعــــمــــ ت الأجـــنـــبـــيـــة ثـــابـــتـــة فــــي مــنــاطــق سيطرة الجماعة الحوثية بقرار انقلابي، كما يقول خبراء الاقتصاد الذين يصفون تلك الأسعار بالوهمية. وتــــتــــواصــــل مــــعــــانــــاة الـــيـــمـــنـــيـــن فـي مــخــتــلــف المــــنــــاطــــق مــــن أزمــــــــات مـعـيـشـيـة مـــتـــتـــالـــيـــة؛ حـــيـــث تـــرتـــفـــع أســـــعـــــار المــــــواد الأســاســيــة، وتــهــدد الــتــطــورات العسكرية والــــــســــــيــــــاســــــيــــــة، وآخـــــــــرهـــــــــا الـــــضـــــربـــــات الإسـرائـيـلـيـة لميناء الـحـديـدة، بـالمـزيـد من تفاقم الأوضاع، في حي يتم التعويل على أن يــــؤدي خـفـض الـتـصـعـيـد الاقــتــصــادي، الــــــذي جـــــرى الاتـــــفـــــاق حـــولـــه أخـــــيـــــراً، إلـــى الـــتـــخـــفـــيـــف مـــــن تـــلـــك المــــعــــانــــاة وتــحــســن المعيشة. ويــعــدّد يـوسـف المـقـطـري، الأكـاديـمـي والــــبــــاحــــث فــــي اقـــتـــصـــاد الـــــحـــــرب، أربـــعـــة أسباب أدت إلى اندلاع الحرب في اليمن من منظور اقـتـصـادي، وهــي ضعف مستوى دخـــــل الـــــفـــــرد، وضـــعـــف هــيــكــل نـــمـــو دخـــل الــفــرد، وهـشـاشـة الـدولــة وعـــدم احتكارها العنف، وعندما تفقد الـدولـة الـقـدرة على الــــردع، تـبـدأ الأطــــراف المسلحة بالصعود للحصول على الموارد الاقتصادية. ويوضح المقطري لـ«الشرق الأوسط» أنه عندما لا يتم تداول السلطة من جميع القوى الاجتماعية والسياسية في البلد، تنشأ جهات انقلابية ومتمردة للحصول عــلــى الــســلــطــة والــــثــــروة والـــحـــمـــايـــة، وإذا غابت الدولة المؤسساتية الواضحة، ينشأ الــصــراع عـلـى السلطة والـــثـــروة، والـحـرب تنشأ عادة في الدول الفقيرة. ويـضـيـف أن اقـتـصـاد الــحــرب يتمثل بـــاســـتـــمـــرار الاقــــتــــصــــاد بــــوســــائــــل بــديــلــة لــــوســــائــــل الـــــــدولـــــــة، وهـــــــو اقــــتــــصــــاد يــتــم بـاسـتـخـدام الـعـنـف فــي تسيير الاقـتـصـاد وتــعــبــئــة المــــــــوارد وتــخــصــيــصــهــا لـصـالـح المــــجــــهــــود الــــحــــربــــي الــــــــذي يـــعـــنـــي غـــيـــاب التوزيع الــذي تستمر الـدولـة فـي الحفاظ على استمراريته، بينما يعتاش المتمردون على إيقافه. إمكانات بلا استقرار أجمع باحثون اقتصاديون يمنيون في ندوة انعقدت أخيراً على أن استمرار الصراع وعــــدم الــتــوصــل إلــــى اتـــفـــاق ســــ م أو تحييد المـــؤســـســـات والأنـــشـــطـــة الاقـــتـــصـــاديـــة سيجر الاقـــتـــصـــاد إلــــى مـــــآلات خــطــيــرة عــلــى معيشة السكان واستقرار البلاد. وفــي الـنـدوة التي عقدها المـركـز اليمني المــســتــقــل لــــلــــدراســــات الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، عــــدّت الباحثة الاقتصادية رائـــدة الذبحاني اليمن بلداً يتمتع بالكثير من الإمكانات والمـقـدرات الاقـتـصـاديـة الـتـي تتمثل بـالـثـروات النفطية والــغــاز والمـــعـــادن الثمينة والأحــيـــاء البحرية والزراعة وموقعها الاستراتيجي على ممرات طرق الملاحة الدولية، غير أن إمكانية حدوث الاسـتـقـرار مـرهـون بعوامل عــدة، على رأسها الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني. وتــــــــــرى الـــــذبـــــحـــــانـــــي ضـــــــــــرورة تــكــثــيــف الاسـتـثـمـارات الاقـتـصـاديـة وتشجيع القطاع الــــخــــاص بـــالـــدعـــم والـــتـــســـهـــيـــ ت لـتـشـجـيـعـه على الاستثمار في مشاريع صديقة للبيئة، مـــشـــددة عـلـى مــشــاركــة المـــــرأة فـــي الـسـيـاسـات الاقـتـصـاديـة لتحقيق التنمية الاقـتـصـاديـة، وعدم إهـدار طاقاتها الفاعلة في صنع القرار وإيجاد الحلول المبتكرة، وزيادة أعداد القوى العاملة، إذ يمكن أن تضيف المــرأة ما نسبته في المائة من الإنتاج المحلي. 26 وفــي جـانـب الإصـــ ح المـصـرفـي يشترط الــبــاحــث رشــيــد الآنـــســـي إعـــــادة هـيـكـلـة البنك المركزي ودعم إدارة السياسة النقدية، وتطوير أنـــظــمــة المــــدفــــوعــــات وأنـــظـــمـــة الــبـــنــك المـــركـــزي والـــربـــط الـشـبـكـي بـــن الــبــنــوك بـاسـتـثـمـارات بنكية وتحديث القوانيواللوائح والتعليمات المصرفية، وفقاً لمتطلبات المرحلة، وتقليص أعــــداد مـنـشـآت وشـــركـــات الــصــرافــة وتشجيع تحويلها إلى بنوك عبر دمجها. وركـــــز الآنـــســـي، فـــي ورقـــتـــه حــــول إعــــادة ھنــدســة البیئة المـصـرفـیـة الیمنیة بوصفها ركـــيـــزة حــیــویــة لــبــنــاء اقــتــصــاد حـــديـــث، على ضـــرورة إلـــزام شـركـات الـصـرافـة بـإيـداع كامل أموال المودعي لديها والحوالات غير المطالب بها كوسيلة للتحكم بالعرض النقدي، ورفع الحد الأدنى من رأسمال البنوك إلى مستويات مليون دولار، وعلى 100 عالية بما لا يقل عن فترات قصيرة لتشجيع وإجبار البنوك على الدمج. كـمـا دعـــا إلـــى إلــــزام الـبـنـوك بتخصيص جــــزء مـــن أسـهـمـهـا لــ كــتــتــاب الـــعـــام وإنـــشـــاء سـوق أوراق مالية خاصة لبيع وشــراء أسهم البنوك والحوكمة الحقيقية لها. انكماششامل توقّع البنك الدولي، أواخر الشهر الماضي، انـــكـــمـــاش إجـــمـــالـــي الـــنـــاتـــج المــحــلــي فـــي الـيـمـن بـنـسـبـة واحــــد فـــي المـــائـــة خــــ ل الـــعـــام الـحـالـي في المائة 2 ، بعد أن شهد انكماشاً بنسبة 2024 1.5 في العام الماضي، ونمواً متواضعاً بواقع في المائة في العام الذي يسبقه. وبـــنّ البنك أنــه فـي الـفـتـرة مـا بـن عامي 54 ، شهد اليمن انخفاضاً بنسبة 2023 و 2015 في المائة في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، ما يترك أغلب اليمنيي في دائـرة الفقر، بينما يؤثر انعدام الأمن الغذائي على نصف السكان. ويذهب الباحث الاقتصادي عبد الحميد المساجدي إلـى أن السياسة والفعل السياسي لـــم يــخــدمــا الاقـــتـــصـــاد الـيـمـنـي أو يـعـمـ على تحييده لتجنيب السكان الـكـوارث الإنسانية، بـــل بـالـعـكـس مـــن ذلــــك، ســعــى الــحــوثــيــون إلــى ترسيخ نظام اقتصادي قائم على الاختلال في توزيع الثروة وتركزها بيد قلة من قياداتهم، مقابل تجويع القاعدة العريضة من المجتمع. وأشــــــار المـــســـاجـــدي، فـــي مــداخــلــتــه خــ ل الـــــنـــــدوة، إلـــــى أن هـــنـــاك مـــلـــفـــات أخــــــرى تــؤكــد استغلال الحوثيي الملف الاقتصادي لتحقيق مـكـاسـب عـسـكـريـة وسـيـاسـيـة، كـإنـشـاء منافذ جمركية مستحدثة، ووقـف استيراد الغاز من المناطق المحررة، وإجبار التجار على استيراد بـضـائـعـهـم عــبــر مــيــنــاء الـــحـــديـــدة، وغـــيـــر ذلــك الكثير. وتـــــحـــــدث الــــبــــاحــــث الاقـــــتـــــصـــــادي فـــــارس الـــنـــجـــار حــــول الـــقـــطـــاع الـــخـــدمـــي الـــــذي يـعـانـي بسبب الحرب وآثارها، مشيراً إلى تضرر شبكة الـطـرق والنقل، وتـراجـع إجمالي المسافة التي ألف كيلومتر قبل 70 تنبسط عليها من أكثر من ألف كيلومتر حالياً، 40 الانقلاب، إلى أقل من بعد تعرض الكثير منها للإغلاق والتخريب، وتحولها إلى مواقع عسكرية. وتـــعـــرض الـــنـــجـــار إلــــى مـــا أصـــــاب قـطـاع النقل من أضرار كبيرة بفعل الحرب، تضاعفت أخـــيـــراً بـسـبـب الــهــجــمـات الـحــوثـيـة فـــي الـبـحـر الأحمر، وهـو ما ألحق أضــراراً بالغة بمعيشة الـسـكـان، فــي حــن وضـعـت الـجـمـاعـة الحوثية يدها، عبر ما يعرف بالحارس القضائي، على شركات الاتصالات، لتتسبب في تراجع أعداد مليوناً 14 مستخدمي الهواتف المحمولة مـن مــــ يــــن، بـــحـــســـب إحـــصـــائـــيـــات الــبــنــك 8 إلـــــى الدولي. عدن: وضاح الجليل غروندبرغ يسعى إلى تحقيق أي اختراق في مسار السلام اليمني بعد إعاقة الحوثيين خريطة الطريق (الأمم المتحدة)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky