issue16679

فــــرقٌ كـبـيـرٌ بـــن الــخــطــابــات الــثــاثــة الــتــي ألـقـاهـا بنيامي نتنياهو من على المنصةِ الرئيسية للكونغرس وبي الخطابِ الرابع الذي ألقاه أخيراً، وحربُه على غزة تقتربُ من دخول شهرها العاشر. الفرق الذي أراه كبيراً ظهرَ أولاً من داخل إسرائيل، حـــيـــث تــــحــــوّل نــتــنــيــاهــو مــــن مـــلـــك مــــتــــوّج لــــم يـسـتـطـع منافسوه النيلَ مـن احـتـكـاره رئـاسـة الحكومة لأطـول فــتــرة زمـنـيـة، إلـــى شخصية إشـكـالـيـة تـطـالـب أغلبيةُ الــجــمــهــور الإســرائــيــلــي بــالــتّــخــلّــصِ مــنــه ومــــن إدارتــــه الفاشلة لأطول حرب خاضتها إسرائيل منذ تأسيسها. أمّــــا فـــي أمــيــركــا ذاتِـــهـــا فـقـد تـــحـــوّل نـتـنـيـاهـو من زعــيــم نـشـط وفـــعّـــال ومــحــبــوب وحّــــد الـــدولـــة العظمى وراء قيادته وحتى مغامراته، إلى عنصر نشط وفعّال فـي إثـــارة انـقـسـام داخـــل الطبقة السياسية والحزبية الأميركية وتـبـديـد الإجــمــاع عليه، الـــذي لـم يعبر عنه خلو مـائـة وعـشـريـن مقعداً مـن الــنــواب الديمقراطيي الذين اعترضوا على مجرد دعوتِه، بل سبقَت ذلك أقوى المظاهرات الشعبية التي أدانت حربَه على غزة وطالبت الإدارة بــالــتــوقــف عـــن شــراكــتــهــا لـــه فـــي هــــذه الـــحـــرب، وتغطياتها لنفقاتها ولما تحتاج من دعم سياسي. جاءَ إلى الكونغرس حيث المستوطنة الأكثر ولاءً له ولمغامراته، غير أنّـه هـذه المـرة وصـل جريحاً نازفاً، أرهقته المظاهرات المليونية التي اجتاحت زعامته قبل حرب غزة وأثناءها، وأرهقته المطالبات الشرسة بوقف الحرب بما في ذلك مطالبات عدد من أقطاب المؤسسة العسكرية والأمنية. جاء إلى الكونغرس حاملً على كتفيه أثقالاً تهد الـجـبـال وقـضـايـا فـسـاد مثبتة، لـــولا الــحــرب لأرسلته إلى السجن، وإلـى جانبها الثقل الأخلقي والقانوني الأهــم الـــذي جسّدته محكمة الـعـدل الـدولـيـة، بإدانتها الصريحة والحاسمة لاحتلله واستيطانه، وتنكيله المـــنـــهـــجـــي بـــالـــشـــعـــب الــفــلــســطــيــنــي وحـــقـــوقـــه الــثــابــتــة الإنسانية والتاريخية والسياسية. ذلك إضافة إلى ما ترتّب له محكمة الجنايات التي أدانته كمجرم حرب ينتظر الملحقة والعقاب. لـــقـــد تــــم تـــرتـــيـــب دعــــوتــــه مــــن وراء ظـــهـــر الإدارة الـــديـــمـــقـــراطـــيـــة، لــيــســهــم فــــي إســــقــــاط بــــايــــدن وإنـــجـــاح ترمب، وأنفقت «الإيـبـاك» ما أنفقت لجعل خطابه في الكونغرس أكبرَ تظاهرة دعم لحملة الجمهوريي، ذلك قبل السقوط المدوّي لبايدن في المناظرة الحاسمة. لقد دُعــيَ نتنياهو ليسدّد ضربة قاتلة للرئيس المترنح بايدن. أثـــنـــاء خــطــابــه الــــرابــــع، ظــهــر جــلــيّــ أنّ الــحــفــاوة مـــدفـــوعـــة الــتــكــالــيــف الـــتـــي تـنـظـمـهـا عـــــادة «الإيــــبــــاك»، والتصفيق وقوفاً بعد كلّ جملة فارغة كان يقولها، لم تغطِ على يافطة صغيرة رفعتها رشيدة طليب مكتوب عليها «مجرم حرب». كانت اليافطة الصغيرة أكثرَ صدقية من التصفيق وقـــوفـــ ، لأنّــهــا بـبـسـاطـة لــم تـكـن مــدفــوعــةَ الأجــــر، ولأنّ كاميرات العالم التي ملّت مشاهدَ الإجـرام الإسرائيلي جعلتها اللقطةَ الأهم في المشهد كله. أمّـــا خـــارج الكونغرس ورغـــم الترتيبات المحكمة التي اتخذت، فقد ارتفع علمُ فلسطي عالياً في مشهد اخــتــزل مــا سـبـقـه، حــن انـدلـعـت انـتـفـاضـة الـجـامـعـات الـجـبـارة، الـتـي ذكـــرّت بـالانـتـفـاضـات الشعبية القوية التي حسمت حربَ فيتنام في القرن الماضي. رحلة الخطاب الرابع كانت استعراضاً من جانب نـتـنـيـاهـو، لمــا تـوصـلـت إلـيـه قـريـحـتـه مــن فـنـون إهـانـة أمـيـركـا وإظـهـارهـا كأصغر مستوطنة إسرائيلية، أو كعربة تجرها أحصنة صهيونية. قــال نتنياهو بـصـريـح الـعـبـارة إنّ إسـرائـيـل هي مـن يحمي أميركا وليس العكس، والشعب الأميركي الــذي تظاهر ضـد حـرب الإبـــادة الإسرائيلية على غزة هو مجرد مجموعات من المرتزقة والمارقي، ومصيبة المـصـائـب أنّ ممثلي الشعب الأمـيـركـي صفقوا وقوفاً لـهـذه الإهــانــات فكل شــيء مـرحـب بـه مـا دام نتنياهو يتكلم و«الإيباك» تدفع. نتنياهو يعرف كل ذلـك فهو خبير في الحالة الأمـيـركـيـة وتقلباتها غـيـر أنـــه لا يـأبـه بـمـا يـعـرف، خصوصاً وهـو يخوض معركته الأخـيـرة، فأميركا بالنسبة له في هذه المعركة هي مجرد خـزّان وقود لـتـطـلـعـاتـه الــســلــطــويــة، وهــــي تــكــفــي كـيـفـمـا كـانـت حالتها للمدة التي يحتاجها للبقاء أو التجديد، فــهــو يــعــدّ أيــــام الــديــمــقــراطــيــن فـــي الــبــيــت الأبــيــض سـاعـة بـسـاعـة، ويتطلّع لمـغـادرتـهـم مـطـروديـن أمـام الجمهوريي وزعيمهم ترمب، ذلك رغم يقينه بأن ما قدّمه له الديمقراطيون في هـذه الحرب كـان الأكثر سخاءً من كل ما قُدم لإسرائيل من قبل كل الإدارات السابقة. غير أن نتنياهو ولأسباب شخصية صرفة يتوق لزعامة ترمب الـذي منحه صفقة القرن بكل موبقاتها ومـآسـيـهـا، مــن دون أن يــدقّــق ولـــو بكلمة واحــــدة، من نصوصها ومؤشراتها. غـــيـــر أنّ هـــــذه المـــعـــادلـــة لــــن تـــوقـــف حـــالـــة الــتــقــدم الأمـــيـــركـــي الــشــعــبــي نـــحـــو تـــــــوازن لا بــــد مـــنـــه، ولــكــنّــه سيكون حتماً فـي غير مصلحة إسـرائـيـل واحتللها واستيطانها. الــــكــــونــــغــــرس والإدارات مــــقــــيــــدون بـــحـــســـابـــات واعتبارات الأصــوات والتمويل، أمّـا الشعب الأميركي الـــذي تظاهر ونـــدّد بـالـحـرب، فيستحق الـرهـان عليه، وهـــكـــذا تــكــســبُ الـــشـــعـــوبُ مـــعـــاركَـــهـــا، ومــنــهــا الـشـعـب الفلسطيني بالطبع. الخطاب الرابع... «الإيباك» تدفع والكونغرسيصفق OPINION الرأي 13 Issue 16679 - العدد Sunday - 2024/7/28 الأحد نبيل عمرو ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidro s Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief A sistants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed Hani فــــي لـــبـــنـــان الــــيــــوم، كـــمـــا فــــي ســــوريــــا والأراضـــــــي الفلسطينية المـحـتـلـة، الـفـرضـيـات كـثـيـرة والـتـوقـعـات أكـثـر... والمُعطيات غريبة؛ لكن مـا تـفـرزه على الأرض أكثر غرابة. واللبنانيون، الـذيـن يئنون تحت وطــأة أزماتهم الاقتصادية والمعيشية، ويعيشون فراغاً دستورياً على رأس السلطة - ولو اسمياً - عيونهم وقلوبهم على ما يستجد على جبهة «جنوبهم»، وما الـذي تخبئه لهم «ترسانة» حزب الله الدبلوماسية. وبي موفد غربي آتٍ وآخر يحزم حقائب العودة والإحــبــاط على وقــع الــا حـلـول، يتفاقم الـوضـع فيما بات عملياً «بلداً محتلً»... ساسته ضيوف ثقال عليه، وقراره خارج أراضيه. ذريـــعـــة «حــــزب الـــلـــه» فـــي إشـــعـــال جـبـهـة الــحــدود الـــجـــنـــوبـــيـــة مـــــع إســـــرائـــــيـــــل، كـــمـــا يـــــقـــــول، أداء مـهـمـة «إســنــاديــة»... تنسيقاً وتضامناً مـع مـا يشهده قطاع غزة. نعم في لبنان، الممنوع من التمتع بحكم دستوري نتيجة احتلله مـن قِبل «حــزب الـلـه»، تتواصل المهمة «الإسـنـاديـة» لقطاع غـزة المحكوم من حركة «حماس» بعيداً عـن سلطة فلسطينية شـرعـيـة... لكنها عاجزة ومعجّزة. أمـــــام خـلـفـيـة الــــعــــدوان الإســـرائـــيـــلـــي الـتـهـجـيـري والاحـــتـــالـــي، ووســـــط مـــعـــارك فــــوق أرضـــــن عـربـيـتـن تــديــرهــمــا فـعـلـيـ «قـــوتـــا أمــــر واقـــــع» خــــارج السلطتي الشرعيتي، تمثل أمامنا إيــران، القوة الإقليمية التي تــمــارس مــع الـــولايـــات المـتـحـدة وإســرائــيــل، بطريقتها الخاصة، «مفاوضات شراكة» على إدارة المنطقة. وهذا الأســـلـــوب مـــن «الـــتـــفـــاوض المـــيـــدانـــي» أجـــادتـــه الـقـيـادة الإيرانية منذ عقد الثمانينات. في المقابل، بعد الحرب العراقية - الإيرانية، وعلى الــرغــم مــن الـخـطـابـات الـنـاريـة والــتــهــديــدات المـبـاشـرة، ولدت حالة لافتة من «التفاهم الضمني» و«الأولويات المشتركة» بي معسكر طهران ومعسكر واشنطن - تل أبيب. بـــل كــلــمــا ارتـــفـــعـــت حــــــرارة الــتــهــديــد الــلــفــظــي في الاتــجــاهــن، كـانـت طــهــران تــوسّــع دائــــرة نـفـوذهـا - بل احـتـالـهـا الــواقــعــي - تـدريـجـيـ داخـــل الـعـالـم الـعـربـي، إلـــى أن شـعـر بـعـض قـادتـهـا الأمـنـيـن بـالـثـقـة الكافية للتصريح بأن بلده يسيطر على أربع عواصم... وهو حتماً محق في هذا!! هـــــذا الـــتـــوسّـــع داخــــــل لـــبـــنـــان والـــــعـــــراق وســـوريـــا واليمن، كما نتذكر، لـم يحدث بغتة ولا فـي غفلة عن مُخطّطي السياسة والحرب الأميركيي والإسرائيليي. بـــل عــلــى الـــعـــكـــس، مـــا كــــان لــيــحــدث لــــولا «الـتـسـهـيـل» الأميركي الإسرائيلي في كل محطة. فــبــحــجــة الــــوجــــود الــفــلــســطــيــنــي المـــســـلـــح، سُــمــح ،1982 لإسـرائـيـل باحتلل بـيـروت ونـصـف لبنان عــام إلا بــــولادة «حــزب 2000 ولـــم يـنـتـهِ ذلـــك الاحـــتـــال عـــام تسليمه الهيمنة 2005 ) الـلـه»، ثم بعد فبراير (شـبـاط على لبنان... وبـــذريـــعـــة ســـــاح صــــــدام حـــســـن الــــنــــووي - غـيـر المـــوجـــود - احــتــلــت الــــولايــــات المــتــحــدة الــــعــــراق، وقـبـل انقشاع الدخان عن بغداد المحتلة عاد حلفاء المللي من منفاهم الإيـرانـي لتولي السلطة وضـم أرض الرافدين إلى ولاية الفقيه... وتــحــت شــعــار الــتــصــدّي لــــ«داعـــش» أعــيــد تأهيل النظام الــســوري، حليف طـهـران «المـمـانـع»، وتغاضت واشـنـطـن والــعــواصــم الـغـربـيـة عـمّـا حـــدث فــي سـوريـا، وتــبــخّــرت «الــخــطــوط الـــحـــمـــراء» الــتــي وضـعـهـا بـــاراك أوبـــامـــا بــــ«قـــدرة قـــــادر». ولـــم يــطُــل الــوقــت حـتـى طمأن دونالد ترمب أركان نظام دمشق بأن الهدف من وجود القوات الأميركية فوق الأراضي السورية قتال «داعش» لا غير... وأخــيــراً لا آخـــراً، لـم تـجِـد المرجعيات الـدولـيـة في اســـتـــيـــاء الــحــوثــيــن عــلــى الــيــمــن تـــهـــديـــداً لا للنسيج اليمني، ولا لدول الجوار، ولا لحرية الملحة في المياه الدولية... هذا السجلّ يعرفه كل متابع للتطورات السياسية والــعــســكــريــة فـــي المــنــطــقــة، ويـــعـــرف أيـــضـــ إشـكـالـيـات العلقات الأميركية - الروسية من ناحية... والروسية - الإيرانية من ناحية ثانية. مما لا شك فيه أن الحرب الأوكرانية خلقت واقعاً دولــيــ جــديــداً كـانـت لــه تـداعـيـاتـه عـلـى منطقة الـشـرق الأوسط. كذلك ثمة تداعيات لتنامي الدورين الصيني والهندي وتمدّد طموحيهما غرباً عبر المنطقة، وأيضاً تسارع الهروب الإسرائيلي من استحقاقات السلم على الرغم من ميل جهات عربية إلـى خيار التطبيع، أملً بإضعاف «الليكود» وإجهاض رهانه على التطرف. فـي هــذا المـنـاخ، وجـــدت طـهـران الفرصة المناسبة لإعــــــادة الــتــذكــيــر بــــدورهــــا الإقـــلـــيـــمـــي، والـــتـــأكـــيـــد على رفضها تجاوز مصالحها كلعب سياسي وعسكري ونفطي مؤثر. وهــــكــــذا عـــبـــر «حــلــفــائــهــا الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــن» كـمـا تـــعـــدّهـــم، و«أذرع طـــهـــران» كــمــا يـنـظـر إلــيــهــم الـــغـــرب، أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) 7 بـــدأت عملية الـتـحـريـك يـــوم المــــاضــــي. ولــــأســــف، جـــــاءت الــعــمــلــيــة لــتــخــدم غــايــات بنيامي نتنياهو، أسـوأ قـادة إسرائيل وأشدهم عداء للسلم وللعرب، وتُحدث معاناة إنسانية فظيعة في الأراضــــي الفلسطينية المـحـتـلـة... مـع دخـــول واشنطن حملة انتخاباتها الرئاسية، وتصاعد شعبية اليمي المتطرف في أوروبا والهند، واحتدام الأزمة مع روسيا بسبب أوكرانيا. ثمة مَــن يقول الآن إن حقبة «التفاهم الضمني» و«الأولــويــات المشتركة» بي معسكر طهران ومعسكر واشـنـطـن - تـل أبـيـب سقطت وانـتـهـت، وهـــذا يعني أن مــواصــلــة طـــهـــران عـمـلـيـة «الـــتـــفـــاوض المـــيـــدانـــي» غــدت مجازفة خطرة. لـكـن فــي المــقــابــل، ثـمـة مــن يـــرى أن واشـنـطـن وتـل أبـــيـــب وصــلــتــا فـــعـــاً إلــــى قــنــاعــة مــــؤداهــــا أن الــقــيــادة الإيـرانـيـة مـا زالــت مقتنعة بأنها تملك مـا يكفيها من أوراق اللعبة لكي تفاوض على نفوذها الإقليمي من موقع قوة. كذلك يرى هؤلاء أن حرب غزة أثبتت اعتماد إســرائــيــل الــكــامــل والمـسـتـمـر عـلـى الــدعــم اللوجيستي الغربي، كما بيّنت أن لدى «أذرع طهران» القدرة على المشاغبة والإرباك والتوتير الإقليمي... مستفيدين من تراجع الثقة عند كثيرين بإمكانية التوصل إلى سلم مع القيادة اليمينية الحالية. علاقات واشنطن ــ طهران أساسلفهم المستقبل القريب للمنطقة إياد أبو شقرا

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky