issue16678

كـــــل الأنــــــظــــــار تــــتــــوجــــه نــــحــــو بـــــاريـــــس. فالكل مـوعـود بمشهد لا مثيل لــه. يـقـال إنه قارباً، يحمل 160 سيتضمن موكباً لأكثر من رياضي على طول نهر السين يتألقون 10500 بــأزيــاء تُمثل بـلـدانـهـم. لكن المناسبة ليست عـــرض أزيــــاء كـمـا تـعـوَدنـا عـنـدمـا يُــذكــر اسـم باريس، بل مناسبة رياضية ربما تكون أهم نظراً لقاعدتها الجماهيرية الكبيرة: ألا وهي .2024 الألعاب الأوليمبية لعام يـــومـــ ، سـيـعـيـش عـشـاق 16 عــلــى مــــدى كــل أنــــواع الــريــاضــات مــبــاريــات، سـتـرفـع من نسبة الأدرينالين في الجسم، وتُمتع العيون بمنافسات عالمية على الميداليات. ومــع ذلــك لا يمكن أن نـكـون فـي باريس لأي حدث كان، ولا تحضر الموضة. فبموازاة هــذه المنافسات الـريـاضـيـة، سنتابع صراعاً عــــلــــى مــــســــتــــوى آخـــــــر يــــــــدور بـــــ مــصــمــمــ مستقلين نـجـحـوا فـــي اسـتـقـطـاب ريـاضـيـ شباب إلـى صفهم، أو حصلوا على دعـم من بلدانهم مثل لورا ويبر من آيرلندا وستيفان أشـــبـــول مـــن فــرنــســا ولــولــولــيــمــون مـــن كــنــدا، وعلي الإدريسي من المغرب، والمجموعات ذات الإمكانات الضخمة التي تُـخـوّل لها اقتحام أي فعالية أو حـدث بسهولة، مثل مجموعة «أرمــــــانــــــي» الــــتــــي صـــمـــمـــت مــــابــــس الـــفـــريـــق الفرنسية. LVMH الإيطالي، ومجموعة شركة 75 هذه الأخيرة، تنضوي تحتها منها «ديــور» و«بيرلوتي» و«لــوي فويتون» و«كـــنـــزو» وغــيـرهــا إلـــى جــانــب عـــدد مــن دور مـــجـــوهـــرات مــثــل «شـــومـــيـــه» الـــتـــي ستصمم الميداليات الذهبية تحديداً. لهذا ليس غريباً أن يتوقّع أن يكون لها نصيب الأسد. ثــــم إن المـــجـــمـــوعـــة لا تــمــلــك الإمـــكـــانـــات المادية واللوجيستية التي تخوّل لها التعاقد مـع أي فـريـق أو ريـاضـي فحسب، بـل تمتلك أيضاً الدعم الحكومي لما ضخّته من مليين لـتـمـويـل هــــذا الـــحـــدث. فـــي صـــــورة تـاريـخـيـة تــداولــتــهــا وســـائـــل الإعـــــام، فــي شـهـر يوليو (تـمـوز) مـن الـعـام المـاضـي، ظهر بـرنـار آرنــو، أغـــنـــى رجــــل فـــي فــرنــســا وصـــاحـــب مـجـمـوعـة «إل فـي إم آش» ليعلن فـي مؤتمر صحافي، مــــشــــاركــــة كـــــــلّ مـــــن «ديــــــــــــور» و«بــــيــــرلــــوتــــي» و«لـــــوي فــويــتــون» و«شـــومـــيـــه» وغــيــرهــم في الأوليمبياد. كـلّ حسب اختصاصه. «ديـور» و«بيرلوتي» بتوفير الأزيـاء والإكسسوارات، و«لـــوي فويتون» بالعلب التي ستقدّم فيها المــيــدالــيــات الــذهــبــيــة، و«شـــومـــيـــه» بتصميم الميداليات الذهبية تحديداً. مصممون مستقلون يدخلون المنافسة هذا الخطاب وكون الفعالية تجري في عقر عاصمة الموضة العالمية، التي تحتكرها المـجـمـوعـة تـقـريـبـ ، خـلّـف الانـطـبـاع بأنها ستأكل الأخضر واليابس، لكن ما حدث كـــان غـيـر ذلـــك. اكتسبت الأزيــــاء نكهات متنوعة مستمدة تـــارةً مـن الــتــراث مثل مـــابـــس فـــريـــق مــنــغــولــيــا الـــتـــي ســرقــت الأضـــواء، أو من خبرات مصممين محليين، كـمـا هــو الــحــال بـالـنـسـبـة لــفــرق كــل مــن كندا وآيـرلـنـدا وإسـبـانـيـا. حتى الـفـريـق الفرنسي لم يكتفِ بما ستقدمه «ديــور» أو «كنزو» أو «بيرلوتي» من منتجات، بعد أن تولت اللجنة الأوليمبية، ولأول مرة في تاريخ الأولمبياد، اخــتــيــار مـصـمـم مـسـتـقـل يـــقـــوم بـــهـــذه المـهـمـة رياضة. 60 لأكثر من كـانـت هــذه اللفتة مـن نصيب الفرنسي ستيفان أشــبــول، مـؤسـس «بــيــغــال»، مـاركـة طليعية متخصصة فـي الأزيـــاء الرياضية. طُـــلـــب مــنــه تــوفــيــر مـــابـــس عــالــيــة الـتـقـنـيـة ريــــاضــــة عـبـر 60 لمـــشـــاركـــ فــــي أكـــثـــر مــــن الألـعـاب الأولمـبـيـة والـبـارالمـبـيـة، مـن ركـوب الــدراجــات إلــى الـرمـايـة مـــروراً بكرة السلة عـلـى الــكــراســي المـتـحـركـة، عـلـمـ بـــأن هـذه مــهــمــة كـــانـــت تــحــتــكــرهــا شــــركــــات كـبـيـرة مثل «نايكي» و«أديــداس» من قبل. وفيما اسـتـغـرق تصميم هـــذه المـجـمـوعـات نحو ثلث سنوات من أشبول، حسب قوله، فإن تصنيعها نفذته شركة فرنسية أخرى لها إمكانات لوجيستية لإنتاجها هي «لوكوك .»Le Coq Sportif سبورتيف الفريق الإسباني أيضاً ظهر بأزياء من عــــامــــة إســـبـــانـــيـــة مــتــخــصــصــة فـــــي الأزيــــــــاء »، التي تأسست Joma الرياضية هي «جوما في طليطلة. 1965 عام مــــجــــمــــوعــــة «تـــــجـــــمـــــع بـــــــ الــــتــــقــــالــــيــــد الـكـاسـيـكـيـة والـــحـــداثـــة، وهـــو أســـلـــوب ظهر في الأقمشة عالية الأداء التي تم اختيارها». من الناحية الجمالية، زينتها زهرة القرنفل، كونها رمــزاً متجذراً فـي الثقافة الإسبانية، والـــلـــونـــ الأحــــمــــر والأصـــــفـــــر، ألـــــــوان الــعَــلــم الإسباني. المــــصــــمــــمــــة الآيـــــرلـــــنـــــديـــــة لــــــــــورا ويــــبــــر، الـــتـــي صــمــمــت أزيــــــاء فـــريـــق آيـــرلـــنـــدا وبــاقــي إكــــســــســــواراتــــه، حـــرصـــت هــــي الأخـــــــرى عـلـى أن تــجــمــع الأنــــاقــــة بـــالـــراحـــة، مــضــيــفــةً لمسة شخصية عـلـى كــل زي، مــن خـــال تـطـريـزات على طـرف الأكـمـام تشير إلـى المقاطعة التي ينتمي لها كل رياضي. المـصـمـم المـغـربـي عـلـي الإدريـــســـي الــذي صـمـم مـابـس الـفـريـق الأولمـــبـــي المـغـربـي هو أيـضـ فـكّـر فــي تفاصيل تجعل هـــذه الأزيـــاء خاصة. طرَز على الجزء الداخلي من السترات أسماء لأبطال أولمبيين سابقين لتكريمهم من جهة وفتح حوار بين الأجيال من جهة ثانية. اختار للسترات لون البيج وطرّز أحد جوانبه بنجمة خـــضـــراء، فـيـمـا اخــتــار للبنطلونات اللون الأحمر، في إشـارة إلى العَلم المغربي. حــتــى الأحــــذيــــة، الـــتـــي جـــــاءت ثـــمـــرة تـعـاونـه مــع فـنـان «بـــوب آرت» محمد أمـــ الــبــاوي، المـــعـــروف بـــ«ريــبــل سـبـيـريـت»، غـلـبـت عليها هذه الألوان من خلل أربطة حمراء وخضراء. الـعـامـة الـكـنـديـة، «لـيـفـت أون فــرايــداي »، الـــتـــي أســســهــا مـــديـــرون Left On Friday »Lululemon« تـنـفـيـذيـون ســابــقــون لــشــركــة ، كـــــان لـــهـــا دور فــــي تـصـمـيـم 2018 فــــي عـــــام أزياء وإكسسوارات فريق كرة الطائرة، فيما تـولـت «لـولـولـيـمـون» تصميم بـاقـي الملبس والإكسسوارات. هولندا أيضاً اختارت علمة محلية هي »The New Originals «ذي نيو أوريجينلز لتصميم ملبس فريق رقص «البريك دانس» الــهــولــنــدي، فـيـمـا اخـــتـــارت الـلـجـنـة الأولمـبـيـة Actively النيجيرية عـامـة «أكتيفلي بــاك »، للملبس الرياضية ومقرها لوس Black أنجليس. لا يـــخـــتـــلـــف اثـــــنـــــان عــــلــــى أن تـــفـــويـــض الاتـــحـــادات الـريـاضـيـة مـسـؤولـيـات التصميم لـلـعـامـات الـتـجـاريـة المتخصصة فــي المـجـال الــــريــــاضــــي، وغـــيـــر المـــعـــروفـــة عـــلـــى المــســتــوى العالمي، خطوة شجاعة من شأنها أن تسلط الأضواء عليها، وتنعش تجارتها بالنظر إلى الجمهور العالمي الذي يتابع هذه الفعاليات. حفل الافتتاح وحده يتوقع أن يستقطب نحو مليار شخص من المشاهدين، في حين شــــخــــص، بـــعـــد أن تـم 326000 ســـيـــحـــضـــره لأســبــاب أمنية، 600000 تقليص الــعــدد مــن وهذا ما صرحت به المصممة الهايتية ستيل جين، التيصممت أزياء فريق هايتي وكرمت مـن خللها الفنان فيليب دودار، أيـضـ ابن تاهيتي، باستعمال إحـدى رسماته، ليأخذ هو الآخر نصيبه من الشهرة. بداية علاقة الموضة بالأولمبياد ، دخلت المـوضـة أول مرة 1992 فـي عـام الألـعـاب الأولمـبـيـة. كـان ذلـك عندما طُلب من الياباني إيسي مياكي تصميم أزيــاء فريق ليتوانيا لحضور أولمبياد برشلونة. كانت هـــذه أول مـــرة تــشــارك فـيـهـا لـيـتـوانـيـا كبلد مـسـتـقـل بــعــد تــفــكــك الاتــــحــــاد الــســوفــيــاتــي. حينها تـبـرع المصمم بخدماته مـن دون أي مقابل. حازت التصاميم الكثير من الإعجاب لا سـيـمـا أنــــه دمــــج فـيـهـا أســلــوبــه الــحــداثــي المـتـطـور بعناصر ثقافية جـسـد فيها كيف يمكن أن تُعبِر الرياضة عن حالة فنية. كـانـت هـــذه هــي نقطة الـتـحـول. بعدها بـــدأت مــشــاركــات بـيـوت الأزيـــــاء والمصممين لتصبح منافساتهم تقليداً إلى اليوم. يوميات الشرق اكتسبت الأزياء نكهات متنوعة مستمدة تارةً من التراث مثل ملابسفريق منغوليا، أو من خبرات مصممين محليين مثل فرق كندا وآيرلندا وإسبانيا ASHARQ DAILY 22 Issue 16678 - العدد Saturday – 2024/7/27 السبت صورة نشرها المصمم بينشيرمان لزي الفريق البريطاني (أ.ب) ستيلاجين أبدعت مجموعة أنيقة استعملت فيهارسمة للفنان فيليب دودار (من موقعها على إنستغرام) الأزياء التيصممتها دار «بيرلوتي» للفريق الفرنسي (بيرلوتي) علي الإدريسي اختار للفريق المغربي أزياء مستوحاة منرمال الصحراء (اللجنة الاوليمبية المغربية) أزياء منغوليا في أولمبياد باريسسرقت الأضواء لدمجها الأناقة بالتراث (إكس) فريق كندا اختار ماركة «لولوليمون» لتصميم ملابسوإكسسواراتلاعبيه (أ.ب) شركة «جوما» الرياضية استوحت من العلم الإسباني ألوانه للفريق ووردة القرنفل لرمزيتها الثقافية (موقع جوما) المنافساتعلى الميداليات تحتدم والمصممون المستقلون هم الفائزون لحد الآن (د.ب.أ) الصراع على التألق بين المجموعات الضخمة والمصممين المستقلين أولمبياد باريس: أزياء بنكهات وطنية وروحرياضية لندن: جميلة حلفيشي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky