issue16678

أوقـــدت بـاريـس شعلتها الأولمـبـيـة، وسط افتتاح مـذهـل دُشّـــن بمقطع فيديو للكوميدي من أصول مغربية جمال دبوز، ولاعب كرة القدم السابق زين الدين زيدان «من أصول جزائرية» فــــي اســــتــــاد «دو فـــــرانـــــس»، قـــبـــل الــــعــــرض غـيـر 800 آلاف و 6 المسبوق على نهر السين، بمشاركة ريـــاضـــي، أمــــام مـعـالـم تـاريـخـيـة فـــي الـعـاصـمـة الفرنسية. وللمرة الأولـــى يُـقـام حفل الافتتاح خـارج ألـف متفرج من 320 الملعب الرئيسي، يشاهده مـدرجـات بُنيت خصوصاً للحفل على ضفاف ألف من على شرفات المباني 200 النهر، ونحو المجاورة. وعَـــبَـــر أول قــــارب يــقــلّ الـبـعـثـة الـيـونـانـيـة جسر «أوسترليتز» في باريس، ليُطلق موكب الوفود على نهر السين، في بداية حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، الجمعة، في باريس. وانـــفـــتـــح جـــــدار مـــن المـــيـــاه المــتــدفــقــة تحت الجسر؛ ما أتـاح مـرور قـارب البعثة اليونانية، كــمــا تــقــضــي الــتــقــالــيــد بـــوصـــف الـــيـــونـــان مهد 85 الحركة الأولمبية الحديثة، وهو الأول من بين ريـاضـي إلى 800 آلاف و 6 قـاربـ يجب أن تنقل تروكاديرو. وحملت نجمة التايكوندو دنيا أبو طالب عـلـم البعثة الـسـعـوديـة، الـتـي ظـهـرت عـلـى متن قـرب، وارتــدى أفـرادهـا الـزي التاريخي (البشت والشماغ والعقال)، في حين ارتدت الرياضيات زياً نسائياً تراثياً (جلابية وطرحة على الرأس)، ورفرف جميعهم بالأعلام السعودية. ومـــرت الـسـاعـات والــدقــائــق بـبـطء شـديـد، بـــعـــد ظـــهـــر الــجــمــعــة بـــانـــتـــظـــار انــــطــــ ق الـحـفـل للعصر الحديث في 33 الافتتاحي للأولمبياد الـ باريس، التي تحوّلت إلى قلعة حصينة يصعب على المواطن العادي التنقل داخلها ما لم يكن حـاصـً على «الـخـاتـم الـسـحـري»، الـــذي يُطلب منه عند كل مفترق طرق أو عند أي جسر على نهر السين. الحكومة الفرنسية بدت قلقة وهي تضع نــصــب عـيـنـيـهـا تــوفــيــر الأمـــــن المــطــلــق لـلـمـلـوك ورؤســـاء الــدول والحكومات والـــوزراء ورؤســاء المـــنـــظـــمـــات الـــدولـــيـــة والإقـــلـــيـــمـــيـــة، الــــذيــــن أمّـــــوا بـــاريـــس؛ لــلــمــشــاركــة فـــي أضـــخـــم حــــدث أولمــبــي تشهده العاصمة الفرنسية، الذي تريده الأجمل والأكــــثــــر إثــــــارة فـــي تـــاريـــخ الأولمــــبــــيــــاد. كـوكـبـة مسؤولاً كبيراً كانوا على 120 ضخمة تزيد على موعد مع «عاصمة النور» التي عبّأت أجهزتها ألــف 90 الأمـــنـــيـــة بــشـكــل مــطــلــق، إذ يــصــل إلــــى رجــل أمــن عــام وخـــاص وأفــــراد مـن الـجـيـش، بل دولة؛ لتوفير 60 استعانت بعناصر أجنبية من أفـضـل تغطية أمـنـيـة، ولـسـد المـنـافـذ كـافّـة التي يمكن أن تؤثر في المسار الصحيح للاحتفال. أولمبياد باريس: الاستثناء ســمــعــة فـــرنـــســـا كـــانـــت فــــي المـــــيـــــزان. ولأن بـاريـس عـرفـت فـي الـسـنـوات والأشــهــر الأخـيـرة حـــراكـــ اجـتـمـاعـيـ أو أحـــداثـــ أمـنـيـة لـهـا عـ قـة بـــــالإرهـــــاب، ولأن أولمـــبـــيـــادهـــا يـــجـــري فــــي ظـل تــــوتــــرات جـيـوسـيـاسـيـة وحـــربـــ مـشـتـعـلـتـ ، الأولــــــــى فــــي أوكــــرانــــيــــا مـــنـــذ فـــبـــرايـــر (شــــبــــاط) ، والثانية في غـزة منذ عشرة أشهر، فإن 2022 المـــخـــاوف كــانــت أن تـنـعـكـس هـــذه الــحــالــة على الحفل الافتتاحي، ولكن أيضاً على الفعاليات الــريــاضــيــة الــتــي ســتُــجــرى فـــي الـعـاصـمـة وفـي عديد من المدن الأخـرى. ومنذ ما قبل حصوله، بــرز غـيـاب الـرئـيـس الــروســي فلاديمير بوتين، الذي لم يُدع إلى الاحتفال «عقاباً» له على حربه على أوكرانيا. كذلك تقلّصت البعثة الرياضية الروسية فــــــرداً مُـــنـــعـــوا مــــن حـــمـــل عـــلـــم بـــ دهـــم، 15 إلـــــى وسُــمــح لـهـم بـالمـشـاركـة بصفتهم الــفــرديــة، في حــــ كـــانـــت الــبــعــثــة الـــروســـيـــة فــــي المــنــاســبــات رياضي). وكما 300 السابقة من الأكبر (أكثر من غـاب بـوتـ ، غـاب أيضاً الرئيس الصيني شي جينبينغ، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي إيناسيو لـولا دا سيلفا... كـذلـك، فــإن حــرب غــزة كـانـت حـاضـرة مـن خلال الدعوة إلى منع مشاركة الوفد الإسرائيلي في الحفل الافتتاحي، بل في الفعاليات الرياضية. ولأن الـــلـــجـــنـــة الأولمــــبــــيــــة المــــســــؤولــــة عـن الدعوات رفضت الاستجابة إلى هذا الطلب، فقد اتّهمت بـ«ازدواجية المعايير». وخـــــ ل مــــبــــاراة كــــرة الــــقــــدم، الـــتـــي تــواجــه خلالها الفريقان المالي والإسرائيلي، في ملعب «بـــارك دي بــرانــس» فـي بــاريــس، رُفـعـت الأعــ م الــفــلــســطــيــنــيــة وسُـــمـــعـــت أهــــازيــــج فـلـسـطـيـنـيـة وصــفــيــر وتــنــديــد بــالــفــريــق الإســـرائـــيـــلـــي. ومــن بــــ الـــبـــعـــثـــات الـــريـــاضـــيـــة كــــافّــــة، فـــــإن الـبـعـثـة الإسـرائـيـلـيـة تـحـظـى بـأكـبـر حـمـايـة بوليسية، إن فـــــي مــــوضــــع ســـكـــنـــهـــا أو خــــــ ل تــنــقــ تــهــا ومــــشــــاركــــاتــــهــــا الــــريــــاضــــيــــة. وســـــــــارع رئــيــســا الـجـمـهـوريـة والــحــكــومــة ووزيـــــر الــداخــلــيــة إلـى الترحيب بالمشاركة الإسرائيلية وإلـى التنديد بـــدعـــوة المــقــاطــعــة، فـــي حـــ ســـارعـــت الـهـيـئـات الـقـريـبـة مــن إســرائــيــل إلـــى الـتـذكـيـر بـمـا حصل لــلــفــريــق الـــريـــاضـــي الإســـرائـــيـــلـــي خــــ ل ألــعــاب .1974 ميونيخ في عام المفاجأة الأولى أرادت بــاريــس، مــن خـــ ل أولمــبــيــادهــا، أن تدهش الـعـالـم... هــذا مـا دأب مسؤولوها على تــــرداده يـومـ بعد يـــوم. ولـــذا، رُصـــد للأولمبياد مـــا يـــقـــارب سـبـعـة مـــلـــيـــارات يـــــورو لــإنــشــاءات الأولمبية ولتجميل العاصمة. ولـم يكن اختيار مجرى نهر السين، الذي يــقــسّــم بـــاريـــس إلــــى قـسـمـ «شـــمـــال وجــنــوب» للحفل الافـتـتـاحـي إلا لــغــرض إبــــراز الانـقـطـاع عـمـا عـرفـتـه الأولمـــبـــيـــادات الـســابـقـة، خصوصاً مــــن أجـــــل إبــــــــراز الإرث الـــتـــاريـــخـــي الـــعـــمـــرانـــي والـحـضـاري والمـعـمـاري للعاصمة الـتـي نشأت عـلـى ضفتي الـنـهـر. ذلـــك أن الــتــطــواف فــي نهر مــركــبــ ، الــتــي حـمـلـت جـانـبـ كبيراً 94 الــســ لـــــ آلاف 8 بعثات أولمبية (ما يقارب 204 من أفـراد شـخـص)، لمسافة نهرية تـزيـد على ستة 500 و كلم؛ دفع إلى الواجهة أبرز المحطات الباريسية، التي يتعّ على كـل زائــر للمدينة أن يعرفها؛ أكان ذلك «كاتدرائية نوتردام»، ومبنى «بلدية بـاريـس»، وصــولاً إلـى جزيرتي «سـان لويس»، و«لا سـيـتـيـه»، و«جــســر الــفــنــون» (لـــو بـــون دي زار أو جـــســـر الــــعــــشــــاق)، ومـــتـــحـــف «الـــلـــوفـــر»، وقـــصـــر «الــــتــــويــــلــــيــــري»، وامــــــتــــــداداً إلـــــى مـبـنـى «الـجـمـعـيـة الــوطــنــيــة»، وقــصــر «كـــي دورســـيـــه» (وزارة الخارجية)، فضلاً عن «متحف أورسي» وبــرج إيـفـل. وانتهى المـسـار تحت أقـــدام ساحة تروكاديرو الشهيرة وحديقتها المطلة مباشرة على نهر السين؛ إذ كانت الوفود الرسمية التي تقدمها الرئيس إيمانويل ماكرون. ألــفــ 320 ويـــمـــكـــن اعـــتـــبـــار المـــشـــاهـــديـــن الـــــــــ الـذيـن تــوفّــرت لهم الـفـرصـة لمـشـاهـدة التطواف مباشرة مـن مقاعدهم على ضفتي نهر السين مـن المـحـظـوظـ . بيد أنـهـم لـم يـكـونـوا وحدهم مَن تمتع بهذه المشاهد؛ إذ إن الاحتفالية نُقلت مباشرة على شاشات التلفزة في العالم كله، إذ قُدّر أن هناك ما بين مليار ومليار ونصف المليار مشاهد تـابـعـوا الـتـطـواف فـي نهر الـسـ ، وما رافــقــه مــن أنـشـطـة وفـعـالـيـات فنية وموسيقية آلاف 3 ولــوحــات راقــصــة، قـدّمـهـا مـا لا يقل عـن فــنــان وراقــــص ومـوسـيـقـي، وبـمـشـاركـة أسـمـاء عالمية دُعيت خصوصاً إلى هذه المناسبة. ماكرون: كلشيء جاهز قبل الموعد الحاسم، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقطع مصور نشره على موقع «إكـس» للتواصل الاجتماعي: «كل شيء جـــاهـــز»، مـشـيـراً بـشـكـل خـــاص إلـــى الإجـــــراءات الاستثنائية الـتـي عـمـدت الأجـهـزة المعنية إلى اتـــخـــاذهـــا. وأكـــــد وزيـــــر الــداخــلــيــة «المـسـتـقـيـل» جيرالد دارمـانـان، من جانبه، أن الاستعدادات قد تمت، وأنه لا يوجد أي «تهديد محدد» لحفل الافتتاح أو المنافسات. وفــــــي هــــــذا الــــســــيــــاق، لــــجــــأت الـــســـلـــطـــات، فـــي إطـــــار عـمـلـيـة أمــنــيــة واســـعـــة الـــنـــطـــاق، إلــى الصلاحيات التي أقرها قانون مكافحة الإرهاب، شـخـصـ قـيـد إجــــــراءات المـراقـبـة 155 ووضــعــت الصارمة التي تحد من تحركاتهم كثيراً. كذلك عمدت إلى تجميع الأشخاص الذين يفترشون الشوارع والساحات وأخرجتهم من العاصمة إلى مراكز خارجها، في حين فرضت داخـــل بــاريــس، خـصـوصـ فــي المـنـاطـق القريبة مـن مـجـرى الـسـ والـسـاحـات الرئيسية، مثل: «الــتــروكــاديــرو» و«الــكــونــكــورد» و«الأنـفـالـيـد»؛ تـــدابـــيـــر اســـتـــثـــنـــائـــيـــة، إن لـــلـــمـــشـــاة خــصــوصــ الـــســـيـــارات. ولــكــن عـلـى الـــرغـــم مـــن ذلــــك، جـــاءت مفاجأة من العيار الثقيل لتذكّر المسؤولين أن سد الثغرات كافّة ليس بالعمل السهل. وقد برز ذلك مع الأعمال التخريبية، التي ضربت صبيحة يـوم الجمعة شبكة القطارات الــســريــعــة مـــن خــــ ل إشـــعـــال مـجـمـوعـة حــرائــق استهدفت صناديق الإشارة التي تتحكم بسير القطارات. وســــارع المــســؤولــون الـرسـمـيـون وممثلو الأحــــــزاب الـسـيـاسـيـة بـمـخـتـلـف مــشــاربــهــا إلــى الـتـنـديـد بـالـعـمـل الـتـخـريـبـي، وعــمــدت النيابة الــعــامــة إلــــى فــتــح تـحـقـيـق قــضــائــي لاسـتـجـ ء ظــــــــروف مـــــا حــــــــدث. ووصــــــــف رئــــيــــس الـــــــــوزراء الفرنسي غابرييل أتال الهجمات بأنها «أعمال تخريب منسّقة». وغـــرّد عبر منصة «إكــــس»، قـائـً إن آثـار الهجوم على شبكة السكك الحديدية فـي يوم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية ضخمة وحـادة. وأضــــــــــاف: «تـــــمّـــــت تـــعـــبـــئـــة أجـــــهـــــزة المــــخــــابــــرات ووكــــالات إنــفــاذ الــقــانــون، للعثور عـلـى الجناة في هذه الأعمال الإجرامية ومعاقبتهم». وقال دارمـــانـــان إن الأعـــمـــال الـتـخـريـبـيـة «لـيـسـت لها نتائج مباشرة على الحفل الافتتاحي ولا على الفعاليات الرياضية»، مشيراً، في المقابل، إلى ألـف رجـل أمــن، بالإضافة 50 أن هناك أكثر مـن إلـــى الـعـسـكـريـ الـــذيـــن يــســهــرون عـلـى سـ مـة الافتتاح. وقـــــال ديــفــيــد لابـــارتـــيـــان، رئـــيـــس الـلـجـنـة الأولمـبـيـة الـفـرنـسـيـة، إن الـريـاضـيـ المـشـاركـ في الفعاليات وصلوا جميعهم إلـى مواقعهم. وحتى عصر الجمعة، رفض أي مسؤول فرنسي توجيه أصـابـع الاتـهـام إلــى أي جـهـة، والـدعـوة إلى انتظار نتائج التحقيق الذي بدأته الأجهزة الأمـــنـــيـــة. بــيــد أن مـــصـــادر أخـــــرى أشــــــارت إلــى احتمال ضلوع مجموعات يسارية متشددة أو أخــرى بيئوية متطرفة فـي الأعـمـال التخريبية ألـــف مسافر، 800 الـتـي أضــــرّت بـمـا لا يـقـل عــن بينهم الأكـثـريـة الساحقة الـتـي كـانـت تتحضّر لـــلـــذهـــاب إلــــــى المـــنـــتـــجـــعـــات فــــي إطـــــــار الــعــطــلــة الــصــيــفــيــة. واعــــتــــرف المـــســـؤولـــون عـــن الـشـبـكـة ألــف كلم مـن الخطوط 30 بعجزهم عـن حماية الحديدية. قناصةفوقالأسطح...وغطاسونفيمياهالسين منذ ما بعد الظهر، كانت شبكة الأمان قد انـتـشـرت تـمـامـ فــي منطقة الـتـطــواف الـنـهـري. والصعوبة الأولى، وفق المصادر الأمنية، كانت كـلـم على 12 تكمن فــي تـأمـ الـحـمـايـة لمـسـافـة ضفتي نهر السين، إن من خلال تفتيش المنازل والأقبية والأبنية القائمة على جانبي النهر، أو التعرّف إلى هويات الأشخاص الذين يسكنون فـي شققها. فـضـً عـن ذلـــك، كــان على الأجـهـزة أن تنشر قناصتها على أسطح البنايات لتدارك أي عملية إطلاق نار على الوفود الرسمية، كما حصل في إطــ ق النار على الرئيس الأميركي الـسـابـق دونـــالـــد تــرمــب، فــي مـنـاسـبـة مهرجان انــتــخــابــي. واســتــبــقــت الأجـــهـــزة الأمــنــيــة بــدايــة الــــتــــطــــواف الـــنـــهـــري بــعــمــلــيــة تــفــتــيــش واســـعـــة ودقــــيــــقــــة، أســـهـــمـــت فــيــهــا الــــكــــ ب الـبــولــيـســيــة لــلــمــراكــب الـــتـــي شـــاركـــت فـــي الافـــتـــتـــاح، والــتــي حملت أفـــراد البعثات الـريـاضـيـة. بيد أن الهم الأكـبـر الآخــر تمثّل فـي توفير الحماية الجوية لــ فــتـــتـــاح. ولــــــذا، مُـــنـــع تـحـلـيـق أي طـــائـــرة في كلم حـول العاصمة؛ مـا شلّ 150 دائـــرة قطرها حركة الطيران في مطاري باريس الرئيسيين: «رواســــي شـــارل ديــغــول» فــي شـمـال العاصمة، و«أورلي» جنوبها. ووُضـــع الـطـيـران الحربي فـي حـالـة تأهب لإسقاط أي طائرة أو مروحية تنتهك الإجراءات المشار إليها. إلا أن للقلق مــصــدراً آخـــر هــو المـســيــرات. لذا، فقد تم إيجاد مركز تنسيق لمواجهتها في قــاعــدة «فـيـ كـوبـلـيـه» الـجـويـة الــواقــعــة جنوب الـــعـــاصـــمـــة ومــهــمــتــه الـــقـــضـــاء، بـــكـــل الـــوســـائـــل المــتــاحــة، عـلـى أي تـهـديـد يـمـكـن أن تـشـكّـلـه أي مسيرة أكـانـت مثلاً حاملة لعلم مـن الأعـــ م أو أن تــكــون مـفـخـخـة. وعُـــلـــم أن مـجـمـوعـة كـبـيـرة من القناصة الذين تقوم مهمتهم على إسقاط هذه المسيّرات سيتم نشرهم إلى جانب وسائل الدفاع الجوي التقليدية. التطلّع إلى السماء ليس سراً أن باريس تسعى دوماً، في كل ما تفعله، إلى أن تكون متميزة. ولأنها انتظرت مــائــة عـــام لـتـنـظـم الأولمـــبـــيـــاد الـصـيـفـي، فإنها أرادت الــحــدث انـعـكـاسـ لـتـمـيّـزهـا وفــرادتــهــا. مــــن هـــنـــا، أهـــمـــيــة الاســتــثــنــائــيــة الـــتـــي أُفــــــردت للجوانب الجمالية والـفـنـيـة، الأمـــر الـــذي برز في اللوحات الاستعراضية، بداية مع المراكب التي مخرت نهر السين، وما رافقها من أنشطة فـنـيـة، وأخـــيـــراً فـــي الـحـفـل الـغـنـائـي والألـــعـــاب الــنــاريــة الــتــي اخـتـتـم بـهـا الـحـفـل الافـتـتـاحـي. كما استمتع المـشـاهـدون بلوحات فنية أداهـا فنانون مـن على أسـطـح عــدة أبنية تطل على مجرى السين أو على نوافذ بعض الشقق. بيد أن العديد مـن هــذه الأنشطة كـانـت رهــن حالة الطقس المتأرجحة بين الماطرة والغائمة. ووفق تخطيط مصممي الاحـتـفـال، فــإن الـغـرض من بــدء الاحـتـفـال فـي الـسـاعـة السابعة والنصف بــتــوقــيــت بـــاريـــس (أي قــبــل غـــيـــاب الــشــمــس)، وانتهائه قبل منتصف الليل، كان الجمع بين الليل والنهار في حركة انسيابية وانسجامية ذات أبعاد فنية كثيرة. عالم الرياضة SPORTS 18 Issue 16678 - العدد Saturday – 2024/7/27 السبت الحكومة الفرنسية بدت قلقة وهي تضع نصبعينيها توفير الأمن المطلق للملوكورؤساء الدول والحكومات والوزراء افتتاح مذهل على نهر السين... ودنيا تحمل علم البعثة السعودية باريستوقد شعلتها الأولمبية بمشاهد تاريخية وعروضأسطورية باريس: ميشال أبو نجم جسر نهر السين تلوّن بأدخنة العلم الفرنسي (أ.ب) الرئيسالفرنسي ماكرون يصافح باخرئيس«الأولمبية الدولية» قبل انطلاق الحفل (رويترز) البعثة السعودية لدى مرورها أمام المتفرجين وضيوف الحفل (أ.ف.ب) بعثة اللاجئين تشارك للمرة الثالثة في الألعاب الأولمبية (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky