issue16678

13 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS Issue 16678 - العدد Saturday – 2024/7/27 السبت تونس... على أبواب انتخاباتها الرئاسية الجديدة تــكــشــف تـــصـــريـــحـــات قــــيــــادات الاتـــحـــاد الــــعــــام الـــتـــونـــســـي لــلــشــغــل وهـــيـــئـــات حــقــوق الإنـسـان والمجتمع المدني وبـاغـات الأحـزاب الـسـيـاسـيـة، عـــن تـركـيـز عـلـى مـطـلـب «تنقية المــنــاخ الـسـيـاسـي والاجــتــمــاعــي» فــي تونس و«تـنـظـيـم حــــوار وطــنــي قـبـل الانــتــخــابــات»، كـمـا ورد عـلـى لــســان نـــور الـــديـــن الـطـبـوبـي، الأمين العام لـ«الاتحاد» وقياديين في «جبهة الـــخـــاص الـــوطـــنـــي» المـــعـــارضـــة مــثــل الـزعـيـم الـيـسـاري عـز الـديـن حـزقـي، والمـحـامـي احمد نـجـيـب الــشــابــي، والـحـقـوقـيـة شـيـمـاء عيس والأكاديمي رياض الشعيبي. بل إن قياديين في أحزاب تعد قريبة إلى «السلطة» يطالبون ايــضــا بــــ»الـــحـــوار بـــ الأطــــــراف الاجـتـمـاعـيـة والـــســـيـــاســـيـــة» بــيـنــهــم المـــرشـــحـــان لـلــرئــاســة الــوزيــر نـاجـي جـلـول، الــوزيــر الـسـابـق وأمـ عــــــام «حـــــــزب الائـــــتـــــاف الـــــوطـــــنـــــي»، وزهـــيـــر المــــغــــزاوي، أمــــ عــــام حــــزب الــشــعــب الـقـومـي الناصري. بل إن المحامي العروبي خالد الكريشي وعـــــــدداً مــــن الـــقـــيـــاديـــ الــــبــــارزيــــن فــــي حـــزب الـــشـــعـــب الـــقـــومـــي الــــنــــاصــــري، الــــــذي يـعـتـبـر «الأقرب سياسيا» إلى قصر قرطاج الرئاسي، أدلـــوا أخـيـراً بـ«تصريحات سياسية نارية» انـــتـــقـــدت الـــســـلـــطـــات الــســيــاســيــة واتــهــمــتــهــا بـ«الفشل فـي تحقيق الـشـعـارات التي رُفعت » وقـرارات 2021 ) يوليو (تموز 25 يوم حـراك حل البرلمان والحكومة السابقين. انتعاشالخطاب الشعبوي خـــــالـــــد الــــكــــريــــشــــي قــــــــال فــــــي تـــصـــريـــح لــ«الـشـرق الأوســـط» إنــه ورفـاقـه الـذيـن كانوا قــــد دعــــمــــوا بـــقـــوة الـــرئـــيـــس ســـعـــيّـــد ســابــقــا، أصـــبـــحـــوا يـــدعـــمـــون تــرشــيــح زعـــيـــم حـزبـهـم زهير المغزاوي، ويعطون أولوية للإصلحات الـــــســـــيـــــاســـــيـــــة «حــــــــرصــــــــا عـــــلـــــى مــــصــــداقــــيــــة الانتخابات الرئاسية المقبلة». وفي السياق ذاتـــه، أعـلـن المــغــزاوي خــال مؤتمر صحافي فـــي أحــــد فـــنـــادق الــعــاصــمــة تـــونـــس أنــــه قـــرّر الـــتـــرشـــح لـــلـــرئـــاســـة؛ لأن مـــشـــروع بـرنـامـجـه الانتخابي يتضمّن بالخصوص«إقامة نظام ديمقراطي والتصدّي لسيناريو حكم الفرد». أمـا ناجي جلول فذهب إلـى مـا هـو أبعد من ذلك؛ إذ تعهد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بــــ«تـــوظـــيـــف خـــبـــراتـــه الــســيــاســيــة وتـــجـــاربـــه السابقة في المعارضة، ثم في الحكومة وفي قصر قرطاج في عهد الرئيس الباجي قائد السبسي لإخراج البلد من أزماتها في ظرف اشهر فقط». 6 واعتبر مـراقـبـون أن هــذه التصريحات تـــكـــشـــف الآن عــــن مــــــدى انـــتـــشـــار «الـــخـــطـــاب الــشــعــبــوي» فـــي أوســـــاط عـــــدّة داخـــــل تـونـس بسبب اقتناع «الـنـخـب» باستفحال معاناة الطبقات الشعبية من البطالة والفقر وغلء الأسعار. إصلاحاتسياسية فورية فــــــي ســـــيـــــاق مــــتــــصــــل، صــــــــــدرت داخــــــل الــــجــــامــــعــــات ومـــــقـــــار نــــقــــابــــات الــصــحــافــيــ والمحامين والقضاة نـــداءات من كبار خبراء الـــقـــانـــون الــــدســــتــــوري والـــعـــلـــوم الـسـيـاسـيـة تـــطـــالـــب رئـــاســـتـــي الـــجـــمـــهـــوريـــة والــحــكــومــة ووزارة الداخلية ببدء «إصـاحـات سياسية جريئة»، بينها تحرير الإعــام والإفـــراج عن الإعلميين والموقوفين في قضايا ذات صبغة سياسية. واعتبر الأكـاديـمـي أمـ محفوظ، وهو أستاذ جامعي للعلوم السياسية والقانونية والدستورية، خلل لقاء مع «الشرق الأوسط» أن الانـتـخـابـات الرئاسية المقبلة فـي تونس «مهمة جداً، بل قد تكون الأهم والأخطر منذ مـايـ ناخب 8 سـنـة». ودعـــا محفوظ الــــ 15 6 تــونــســي إلــــى تـجـنـب مـقـاطـعـة انــتــخــابــات (تشرين الأول) المقبل كما قاطعوا الانتخابات الـنـيـابـيـة والمـحـلـيـة خـــال الــعــامــ المــاضــي، ومـثـلـمـا امــتــنــع مـعـظـمـهـم عـــن المـــشـــاركـــة في احتجاجا على 2022 الاستفتاء على دستور أوضاعهم المعيشية وعلى «غلطات النخب». من جهته، أورد عماد الدايمي، الوزير والمستشار السابق فـي رئـاسـة الجمهورية، الـــــذي أعـــلـــن مــبــدئــيــا تــرشــحــه لــلــرئــاســة أنــه سيعمل على إقناع عموم المواطنين بنجاعة «الــرهــان مـجـدداً على أن التغيير يـكـون عبر صــــنــــدوق الاقــــــتــــــراع». واعـــتـــبـــر الــــدايــــمــــي أن «الانتخابات الرئاسية المقبلة يمكن أن تخرِج الـبـاد مـن أزمـاتـهـا السياسية والأمـنـيـة، ثم الاقـــتـــصـــاديـــة والاجـــتـــمــاعــيــة، وأن تـــدفـــع في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية». غـــيـــر أن مـــعـــارضـــيـــه اتـــهـــمـــوه بـــدورهـــم بــ«الـشـعـبـويـة» وأطــلــق مــن وصــفــوا أنفسهم بـــــ«أنــــصــــار الـــرئـــيـــس ســـعـــيّـــد» حــمــلــة ضــــده، وذكّـــــروه بـأنـه كـــان وزيــــراً مـسـتـشـاراً ومـديـراً لمـــكـــتـــب الــــرئــــيــــس الأســـــبـــــق مـــحـــمـــد المــنــصــف .2014 و 2011 المرزوقي ما بين وفــــي ســـيـــاق مـــــــوازٍ، تــضــمــن الــبــرنــامــج الانـتـخـابـي لمـنـذر الــزنــايــدي، الــوزيــر السابق لـلـتـجـارة والــســيــاحــة والــنــقــل والــصــحــة قبل ، تعهداً بالقيام بـإصـاحـات سياسية 2011 فــــوريــــة، بـيـنـهـا «إعـــــــادة تـحـقـيـق المـصـالـحـة الوطنية بين التونسيين بمختلف انتماءاتهم وبصرف النظر عن خلفات الماضي». ويعتبر الــــزنــــايــــدي عــمــلــيــا المــــرشــــح المـــبـــدئـــي الأقـــــرب لــ«الـحـزب الــدســتــوري» الـــذي كــان فـي الحكم إبان عهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين الـعـابـديـن بــن عــلــي. لـكـنـه ومـجـمـوعـة أخــرى من المرشحين يوجدون خـارج البلد، بينهم الأميرال كمال العكروت، المستشار العسكري للرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي. الورقة الاقتصادية الاجتماعية في المقابل، تكشف تصريحات الأميرال كــمــال الـــعـــكـــروت عـــن تــحــاشــي الــتــركــيــز على المــلــفــات الـسـيـاسـيـة مـقـابـل مــحــاولــة مـواكـبـة «المـــشـــاغـــل المـعـيــشــيــة لــلــطــبـقــات الـشـعـبـيــة». وأعــلــن الأمـــيـــرال رهــانــا مـتـزايـداً عـلـى «إنـقـاذ البلد من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية الــهــيــكــلــيــة» الـــتـــي اســتــفــحــلــت مـــنـــذ جــائــحــة ، وكـذلـك 2021 - 2020 » عـامـي 19 - «كـوفـيـد تــــضــــرر الــــبــــاد مــــن الــــحــــرب فــــي أوكــــرانــــيــــا. ولـلـعـلـم، كـانـت تـونـس تستقبل سـنـويـا قبل ألــف 800 انـــــــدلاع الــــحــــرب الأوكــــرانــــيــــة نــحــو سائح روسي وأوكراني، كما كانت تعتمد في توفير حاجياتها مـن الحبوب والمـحـروقـات بأسعار تفضيلية على وارداتـهـا من روسيا وأوكرانيا. مـــن جــانــبــه، تـعـهـد الإعـــامـــي والــكــاتــب العروبي أحمد الصافي سعيد، الذي يتهمه خـصـومـه أيــضــا بـــ«الــشــعــبــويــة»، بـــأن تـكـون على رأس أولوياته الاقتصادية والاجتماعية «تنويع الشراكات الاقتصادية للبلد عربيا ودولــيــا»، واسـتـحـداث «مـــدن ذكـيـة» وأقـطـاب تـكـنـولـوجـيـة فـــي الــعــاصــمــة وفــــي الــجــهــات؛ مـا يـــؤدي إلــى توفير مـــوارد رزق لمـئـات آلاف الـشـبـاب الـعـاطـل عـن العمل وبينهم عشرات آلاف مـــن خــريــجــي الــجــامــعــات والمـهـنـدسـ الشبان. واعـــتـــبـــر الـــصـــافـــي ســعــيــد فـــي لـــقـــاء مع «الـــــشـــــرق الأوســـــــــط» أن «إصــــــــاح الأوضــــــاع الاقــــتــــصــــاديــــة مــــمــــكــــن... ولــــجــــوء مــــزيــــد مـن الـشـبـاب إلــى الـحـلـول الـيـائـسـة، مثل الهجرة غير النظامية، يمكن معالجته عبر تنويع فرص التنمية وخلق الثروة وتحسين شروط التفاوض مع الاتحاد الأوربي وشركاء البلد الإقليميين والـدولـيـ حــول ملفات كثيرة»، مــنــهــا «تـــشـــديـــد مـــراقـــبـــة تـــونـــس لـسـواحـلـهـا وحدودها البرية كي لا تكون معبراً لعشرات آلاف المــهــاجــريــن مـــن بـــلـــدان أفـريـقـيـا جـنـوب ٍالصحراء سنويا». التغيير آت في هذه الأثناء، ترفع النخب السياسية والشخصيات الـتـي أعلنت مبدئيا الترشح أكتوبر المقبل شـعـارات كثيرة 6 لانتخابات ذات صبغة اقتصادية اجتماعية سياسية، مــنــهــا «الـــشـــعـــبـــوي» ومـــنـــهـــا «الـــتـــغـــيـــيـــري». لـكـن الـخـبـراء الاقـتـصـاديـ المستقلين، مثل رضـا الشكندالي، لا يـتـرددون باتهام هؤلاء بـ«الشعبوية» و«اللواقعية». ويفسّر بعض الخبراء أزمـات تونس الحالية بعوامل عدة، من بينها «حصيلة السلطات المتعاقبة منذ انــــدلاع الأزمــــة المـالـيـة والاقـتـصـاديـة العالمية ، وتضرر صـادرات البلد ومداخيل 2008 في سـيـاحـتـهـا وفــــرص الاسـتـثـمـار والـتـوظـيـف» نــتــيــجــة «الانــــكــــمــــاش الاقــــتــــصــــادي الـــعـــالمـــي، وبخاصة داخـل البلدان الأوروبـيـة التي تعدّ في 70 الشريك الأول لتونس بنسبة تفوق الــ المائة». وعــــــــــودة إلـــــــى الــــــوزيــــــر الــــســــابــــق عـــمـــاد الــــــــدايــــــــمــــــــي، فــــــــــإن المــــــلــــــفــــــات الاقـــــتـــــصـــــاديـــــة والاجتماعية هيمنت على خطابه، ولقد برّر شـعـاره «التغيير قـــادم» بثلثة أسـبـاب تهم الـسـيـاسـات الاقــتــصــاديــة لـلـدولـة وأولـــويـــات القطاع الخاص. ويــــشــــرح الــــدايــــمــــي، فـــيـــقـــول إن الـسـبـب الأول هــــو كـــــون «المـــــنـــــوال الـــتـــنـــمـــوي لـلـبـاد وصـــــل إلـــــى نـــهـــايـــة الـــطـــريـــق، وصــــــار عـــاجـــزاً تماما عـن تأمين حلول للمشاكل» المتراكمة مــنــذ عـــقـــود. والــســبــب الــثــانــي هـــو أن «بـنـيـة الــــدولــــة الــتــونــســيــة ومـــؤســـســـاتـــهـــا تــقــادمــت وتهالكت، ولم ترضخ للتجديد، فباتت على درجـــــة كــبــيــرة مـــن الــبــيــروقــراطــيــة والـتـكـلـس وانعدام الفاعليّة». ولأن منظومة المؤسسات والمـنـشـآت العمومية الـواسـعـة أضـحـت كلها تقريبا مفلسة وحـوكـمـتـهـا مـــدمّـــرة، خرّبها الـفـسـاد والمـحـسـوبـيـة و«بـلـطـجـة الـنـقـابـات». وأمــــــا الــســبــب الـــثـــالـــث والأخـــــيـــــر، فـــهـــو واقــــع «البنية الريعية» للقتصاد التونسي، «الذي تـزايـد اعتماده على عـدد قليل مـن العائلت ورجـــــــال الأعــــمــــال الــــذيــــن يـــحـــتـــكـــرون الـــثـــروة ويهيمنون على كـل القطاعات رغــم ضغوط المستثمرين الشبان والشركاء الأجانب». اهتمامات الرئيسسعيّد ولــــــكــــــن، هــــــــذا الــــتــــركــــيــــز عــــلــــى المــــلــــفــــات الاقـــتـــصـــاديـــة والاجـــتـــمـــاعـــيـــة لــيــس مــحــصــوراً بــــالمــــرشــــحــــ المــــحــــســــوبــــ عــــلــــى المــــعــــارضــــة بــمــخــتــلــف ألــــوانــــهــــا، بــــل يـــهـــم كـــذلـــك الــرئــيــس قيس سعيّد، الـذي استأنف زيـاراتـه للأسواق الـــشـــعـــبـــيـــة ولــــلــــجــــهــــات الــــداخــــلــــيــــة المـــهـــمـــشـــة وللمؤسسات العمومية التي تمر بصعوبات، بـــمـــا فــــي تـــلـــك فــــي قـــطـــاعـــات الـــصـــحـــة والمـــيـــاه والكهرباء والبنوك. ولـــــئـــــن بــــــــرز ســــعــــيّــــد قــــبــــل نــــجــــاحــــه فــي بــــمــــداخــــاتــــه الـــســـيـــاســـيـــة 2019 انــــتــــخــــابــــات والقانونية والـدسـتـوريـة فـي وسـائـل الإعــام، فــإنـــه مــنــذ وصـــولـــه قــصــر قـــرطـــاج قــبــل خمس سنوات صـار يعطي أولـويـة مطلقة للمشاغل الاجتماعية والاقتصادية للطبقات الشعبية. ومن ثم، يتهم «عصابات التهريب والاحتكار» بــتــحــمّــل مــســؤولــيــة ارتــــفــــاع الأســــعــــار ونـسـب البطالة والـفـقـر، وبالتسبب فـي تعطيل عمل شبكات نقل المياه والكهرباء. وحقا، مع اقـتـراب موعد انطلق الحملة الانـتـخـابـيـة الـرسـمـيـة كــثّــف سـعـيّـد تحركاته فــي مـحـافـظـات عـــدة متفقداً أوضــــاع الطبقات الـــشـــعـــبـــيـــة، وكــــاشــــفــــا لـــلـــشـــعـــب عـــبـــر الـــفـــريـــق الإعـــامـــي المـــرافـــق لـــه عـــن مـــا يـــــراه مـــن «حـجـم الـــدمـــار والـــتـــخـــريـــب» الـــــذي حـــمّـــل مـسـؤولـيـتـه إلــــى أجـــيـــال مـــن الـسـيـاسـيـ والإداريــــــــ منذ )1987 - 1956( عـــهـــدي الــرئــيــســ بــورقــيــبــة ) ثـــم فـــي حــكــومــات 2011 - 1987( وبــــن عــلــي » الـشـبـابـيـة 2011 مـــا بــعــد «انــتــفــاضــة يــنــايــر والاجتماعية. وعـلـى الـرغـم مـن وجــود سعيّد فـــي الــحــكــم مــنــذ ســـنـــوات، فــإنــه لا يــــزال يـتـبـرأ في الكلمات التي يتوجه بها إلـى الشعب من «تقصير أجيال من المسؤولين» ومن «التخريب الذي يقوم به متآمرون على الأمن القومي» إلى حـد تعمّد احتكار مــواد الاسـتـهـاك والترفيع في الأسعار وتخريب شبكات الماء والكهرباء. الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فيصدارة الجدل السياسي والانتخابي (إ.ب.أ) تعيش تونس هذه المدة أجواء ما قبل الانتخابات الرئاسية الثالثة منذ إطاحة حكم الرئيس زين العابدين بن علي في يناير (كانون . إذ أعلنت السلطات و«الهيئة العليا للانتخابات» عن 2011 ) الثاني يوليو (تموز) الحالي. 14 انطلاق العملية الانتخابية رسمياً يـوم ومن المقرر الكشف عن القائمة النهائية للمرشحين المقبولين في آخر الأسبوع الأول من أغسطس (آب) المقبل، في حين تنطلق الحملات الانتخابية الرسمية خلال سبتمبر (أيلول) تأهباً ليوم الاقتراع العام أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. بيد أن هذه الانتخابات تنظم 6 وهو في «مناخ استثنائي جـداً» وفـق معظم المراقبين، وسـط استفحال مظاهر أزمة اقتصادية اجتماعية سياسية أثرت في خطب غالبية المـرشـحـ والسياسيين وأولـويـاتـهـم. وبـالـتـالـي، تكثر الـتـسـاؤلات حـــول مـــدى انـعـكـاس المـلـفـات الاقـتـصـاديـة الاجـتـمـاعـيـة «الـحـارقـة» على العملية الانتخابية الجديدة وعلى المشهد السياسي... وهل سيستفيد من هذه الملفات ممثلو المعارضة والنقابات أم الرئيس قيس سعيّد، الذي أعلن رسمياً ترشحه لدورة ثانية، وعاد إلى اتهام «المتآمرين على الأمن القومي للبلاد» بتأزيم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وقطع الكهرباء والماء ومواد الاستهلاك عن المواطنين لأسباب سياسية وانتخابية أو «خدمة لأجندات أجنبية». الصعوبات الاقتصادية تضغط على السلطة ومعارضيها تونس: كمال بن يونس الاهتمام بالشأن السياسي متراجع تحت الضغوط الاقتصادية والمعيشية فــــــي ظــــــل الــــتــــركــــيــــز الـــــشـــــديـــــد مــــــن قِـــبـــل > أنـصـار الرئيس قيس سعيّد ومعارضيه على الـــصـــعـــوبـــات الاقـــتـــصـــاديـــة والمــعــيــشــيــة وغــــاء الأســعــار والـبـطـالـة، تـراجـع الاهـتـمـام بــ«الـشـأن السياسي»، وبالملفات السياسية والدستورية والجيو استراتيجية التي كانت حاضرة بقوة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية والبلدية . بل 2011 ) التي نظمت منذ أكتوبر (تشرين الأول إن التقارير المفصلة لبعض المنظمات المستقلة، التي تحصل على دعم مالي من عواصم غربية، مـــثـــل «مـــنـــظـــمـــة بــــوصــــلــــة»، أصـــبـــحـــت تــتــحــدث بـــوضـــوح عـــن كــــون الــتــحــضــيــرات لـانـتـخـابـات المقبلة تجري في «مناخ لا سياسي». رئـــيـــس المـــعـــهـــد الـــتـــونـــســـي لـلـمـسـتـشـاريـن الجبائيين الأســعــد الـــــذوادي، قـــال فــي تصريح لـ«الشرق الأوســط» إن تياراً واسعا من الشارع الـتـونـسـي دعـــم الــخــطــوات الــتــي قـــام بـهـا قيس سعيّد عندما فتح بعض «ملفات الفساد المالي» الكبرى، وأمر بإيقاف مجموعة من رجال الأعمال والمــســؤولــ الـسـابـقـ عــن الـبـنـوك والـشـركـات الــعــمــومــيــة ومـــــصـــــادرة أمــــــاك بــعــضــهــم. ومـــن جهة ثانية، دعــا عــدد مـن الـزعـمـاء السياسيين والـخـبـراء الاقـتـصـاديـ والنقابيين المستقلين إلـــــى ضـــــــرورة ألا يــتــســبــب تــــزامــــن الـتـحـقـيـقـات الــقــضــائــيــة مـــع «المـــتـــآمـــريـــن عــلــى أمــــن الـــدولـــة» ومع «الفاسدين ماليا» مع العملية الانتخابية فـــي عـمـلـيـة «تــصــفــيــة حـــســـابـــات». ورأى هـــؤلاء أن «الأســبــاب العميقة للصعوبات الاجتماعية والاقـــتـــصـــاديـــة الـــتـــي تـــمـــرّ بـــهـــا تـــونـــس أســـبـــاب هيكلية»، ولقد تعقّدت بعد سنوات من الجفاف سنة من الاضطراب السياسي والإداري. 13 و وهــــنــــا يـــتـــســـاءل الـــبـــعـــض عـــمـــا إذا كــانــت أكتوبر ستساهم في تحسين فرص 6 انتخابات اســـتـــرجـــاع ثــقــة مـــايـــ الــنــاخــبــ والمـــواطـــنـــ بصناديق الاقتراع، أم ترى سيتجدد سيناريو فــي المــائــة عــن المــشــاركــة في 88 «امــتــنــاع» نـحـو التصويت كما حدث خلل السنتين الماضيتين، وهـــــــــــذا بــــيــــنــــمــــا يــــضــــغــــط مـــــلـــــف الــــصــــعــــوبــــات الاقـــتـــصـــاديـــة عـــلـــى كــــل مــــن مـــرشـــحـــي الـسـلـطـة ومعارضيهم. الرئيسقيسسعيّد... يعدّ العدّة لاختبار انتخابي مهم (رويترز) ASHARQ AL-AWSAT سعيّد يحمّل النخب 70 الحاكمة منذ سنة مسؤولية تردي الأوضاع

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky