issue16678

11 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16678 - العدد Saturday – 2024/7/27 السبت اختيار هاريسقد لا يكفي لتجنيب الديمقراطيين الهزيمة فــــــي حــــمــــلــــة الانـــــتـــــخـــــابـــــات الــــرئــــاســــيــــة الأمـــيـــركـــيـــة، ثــمــة انــــزيــــاح الــجــمــهــوريــن إلــى ســــيــــاســــات انــــعــــزالــــيــــة خــــارجــــيــــا وحـــمـــائـــيـــة اقـتـصـاديـة داخـلـيـا، معطوفة على سياسات اجـتـمـاعـيـة يـمـيـنـيـة مـــتـــشـــددة، قـــد يــكــون من الـصـعـب إقـــنـــاع بـعـض الـــشـــارع بـخـطـورتـهـا. وفـــــي المـــقـــابـــل، مــــا لــــم يـــقـــدم الــديــمــقــراطــيــون حلولاً للمشاكل التي أبعدت ولا تـزال تبعد، شريحة واسعة من أبناء الطبقة العاملة إلى الــتــصــويــت مـــرتـــن لمـصـلـحـة دونــــالــــد تــرمــب، فإنهم سيفقدون السيطرة على حملتهم. الأمر لا يقتصر على أفراد الطبقة العاملة البيضاء الـذيـن غـــادروا الـحـزب الديمقراطي بــــأعــــداد كـــبـــيـــرة خـــــال الـــعـــقـــود الأخـــــيـــــرة، إذ أظـــهـــرت اســـتـــطـــاعـــات الــــــرأي أن تـــرمـــب يُـعـد لاجـــتـــذاب الـنـاخـبـن الــســود والـاتـيـنـيـن من الـطـبـقـة الـعـامـلـة بـنـسـب تـاريـخـيـة محتملة. ومـــع اعـتـنـاق تـرمـب ومـرشـحـه لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، لسنوات، سياسات «شعبوية» فإنهما سعيا أيضا إلى استخدام حتى بعض الانــتــقــادات «الـتـقـدمـيـة» للسوق الحرة، ولو كانا سيخدمان الأثرياء في نهاية المطاف. ولاغـــــتـــــنـــــام هــــــــذه الـــــفـــــرصـــــة، قــــــد يــفــكــر الــــديــــمــــقــــراطــــيــــون فــــــي قـــــــــــراءة كــــيــــف تـــمـــكّـــن حـزبـهـم مـــن الـتـعـافـي مـــن الأزمــــــات الـخـطـيـرة فـــي مــاضــيــهــم. ومـــعـــلـــوم أنــــه فـــي حـــن كـانـت الانتخابات الماضية تـدور حـول السياسات، وليس التدهور الذهني للمرشحيوالتشكيك بقدرتهم على الفوز، كما كان الحال مع بايدن فــــي هـــــذه الانـــتـــخـــابـــات، فـــإنـــهـــم لــــم يـنـجـحـوا إلا عـنـدمـا قـــدّمـــوا أجـــنـــدة اقــتــصــاديــة، تـــروّج لرأسمالية أكثر أخلقية وأقل ضراوة وقسوة. توحد حول «أجندة تقدمية» يقول مايكل كوزين، أستاذ التاريخ في جامعة جــورجــتــاون، إنــه منذ الـقـرن التاسع عـــشـــر، لــــم يــنــجــح الـــديـــمـــقـــراطـــيـــون فــــي قـلـب هــزائــمــهــم، إّ بــعــد تــوحــيــد صـفـوفـهـم خلف أجندة، قدمت مساراً مختلفا لمعالجة الأزمات، من «الكساد الكبير» إلى التصدي للعنصرية، وكـسـر الـخـطـاب الشعبوي - الـــذي هــدف إلى كسب تأييد المــزارعــن وعـمـال المناجم - ومن ثـم طـرحـوا حـلـولاً بـشـأن العمل والضمانات الاجتماعية والصحية والمال. في العشرينات من القرن الماضي، دارت أزمـــــة الــديــمــقــراطــيــن حــــول قــضــايــا الـثـقـافـة والـــعِـــرق بـــدلاً مــن تـحـديـد مــن فـــاز ومـــن خسر فــيــمــا كـــــان آنـــــــذاك اقــــتــــصــــاداً مـــــزدهـــــراً. ولــقــد تـطـلـب الأمــــر أســــوأ كــســاد فـــي تـــاريـــخ الــبــاد، لإعــطــاء الـديـمـقـراطـيـن الـفـرصـة لـوضـع هـذه ،1932 الاخــــتــــافــــات وراء ظـــهـــورهـــم. وعــــــام تحت قيادة فرانكلي روزفلت، فازوا بغالبية كـبـيـرة فــي الـكـونـغـرس وأنـــشـــأوا أكـبـر توسع في السلطات المحلية للحكومة الفيدرالية في تاريخ الولايات المتحدة. ، بدا أن انسحاب 1968 وبعدها، في عام لـــــيـــــنـــــدون جـــــونـــــســـــون مــــــن الـــــســـــبـــــاق أشـــبـــه بــانــســحــاب جـــو بـــايـــدن هــــذا الــــعــــام... إذ كــان الرجلن يخطّطان للترشح لإعادة الانتخاب، لكن المعارضة الشرسة داخل حزبهما أثنتهما عن ذلك. واليوم، كما حصل سابقا، أخذ نائب الــرئــيــس مـكـانـه عـلـى رأس الــقــائــمــة. غـيـر أن معارضة عــودة جونسون كانت بسبب أكثر أهمية بكثير من القلق بشأن أداء الرئيس في مناظرة، أو على قـدراتـه الجسدية والمعرفية التي قسا عليها الزمن. كان الخلف يومذاك حـــول «حـــرب فـيـتـنـام» يقسم الـديـمـقـراطـيـن، والأمــــيــــركــــيــــن عــــمــــومــــا، وهــــــو مـــــا أدى إلـــى خـسـارتـهـم أمــــام الـجـمـهـوريـن وفــــوز المـرشـح الجمهوري ريتشارد نيكسون. اصطفاف التيار التقدمي اليوم، باستثناء الحرب في غزة، وانتقاد التيار التقدمي لإسرائيل، فإن الديمقراطيي متّحدون بشكل ملحوظ حول القضايا التي ركّــــز عـلـيـهـا بـــايـــدن فـــي حـمـلـتـه الانـتـخـابـيـة. وبــــدا أن تـمـسـك هـــذا الـتـيـار بــه والاصـطـفـاف اليوم وراء نائبته كامالا هاريس، دليل على إجـــمـــاع عـلـى أن «خـــطـــر» إدارة تــرمــب أخـــرى قــد طـغـى عـلـى اسـتـيـائـه مـنـهـمـا. وفـــي غياب أي اسـتـثـنـاءات تـقـريـبـا، يتفق ممثلوهم مع أعضاء الحزب في مجلسي الشيوخ والنواب، على تشجيع الـعـمـال على تشكيل النقابات ويريدون القيام باستثمارات جادة في مجال الطاقة المتجددة، ويـؤيـدون بالإجماع زيـادة الضرائب على الأغنياء وتسليح أوكرانيا. بـيـد أن تغير مـوقـف «الـتـيـار التقدمي» بـــــشـــــأن هــــــاريــــــس - الـــــتـــــي لــــطــــالمــــا تـــعـــرضـــت لــــانــــتــــقــــادات مـــنـــه - يـــعـــكـــس إلــــــى حــــد كـبـيـر الــديــنــامــيــكــيــات الــســيــاســيــة المــتــغــيــرة داخـــل الــــحــــزب الـــديـــمـــقـــراطـــي نـــفـــســـه. وحــــقــــا، مـنـذ الـــتـــراجـــع المــــطّــــرد لـــــدور الـــيـــســـاري المــخــضــرم بـــيـــرنـــي ســــــانــــــدرز وتــــحــــوّلــــه إلــــــى شــــــيء مـن الماضي، وكون النجوم التقدميي مثل النائبة ألكساندريا أوكازيو كورتيز، ما زالوا أصغر من أن يتمكنوا من الترشح للرئاسة، لا يوجد بــديــل واضــــح عــنــد هــــذا الـــتـــيـــار. وأيـــضـــا، مع تهميش أولـــويـــات «الـتـقـدمـيـن» التشريعية السابقة كالتعليم الجامعي المجاني والرعاية الصحية الشاملة، واستمرار تعثر القضايا الــحــالــيــة كـــالـــحـــرب فـــي غــــزة مـــن دون نـهـايـة واضــحــة، تقلصت فــرص «تـيـارهـم» فـي لعب دور أكبر داخل الحزب. ولــكــن إذا أعــطــى انــســحــاب بــايــدن الديمقراطيي فرصة لإحياء حظوظهم فـيـمـا بـــدا لـفـتـرة وكـــأنـــه ســبــاق خـاسـر، فــإنــه قـــد لا يـفـعـل ذلـــك الـكـثـيـر لمعالجة الأزمة الأعمق التي واجهوها منذ أعاد ترمب تشكيل الحزب الجمهوري. الديمقراطيون تجنّبوا الانقسام فــــإجــــمــــاع الـــديـــمـــقـــراطـــيـــن عـــلـــى الـــدفـــع بـكـامـالا هــاريــس خــيــاراً لا بــد مـنـه، قــد يكون جــنــبــهــم عـــلـــى الأقــــــل خـــطـــر الانــــقــــســــام. ورغــــم كــــونــــهــــا خـــطـــيـــبـــة مــــفــــوهــــة، عــــلــــى خــلــفــيــتــهــا بـوصـفـهـا مــدعــيــة عـــامـــة وســـيـــنـــاتـــوراً سـابـقـا عـن كاليفورنيا - كـبـرى الــولايــات الأميركية وأهمها - يظل العديد من الأميركيي ينظرون إليها على أنها «ليبرالية» و«تقدمية» تهتم بشدة بالحقوق الإنجابية والتنوع العرقي. وهـــم أيــضــا يـــأخـــذون عـلـيـهـا أنــهــا لـــم تظهر، حتى الآن على الأقـــل، قدرتها على التواصل بــالــقــوة نـفـسـهـا مـــع نـاخـبـي الـطـبـقـة الـعـامـلـة الذين يعتقدون أن لا الحزب الديمقراطي ولا الـحـكـومـة أظــهــرا الاهـتـمـام نفسه بمشاكلهم الاقتصادية... وخوفهم من أن حياة أطفالهم قد تتعرض للخطر. واســتــنــاداً إلـــى اسـتـطـاعـات رأي تشير مــــنــــذ عـــــــدة ســـــنـــــوات إلـــــــى أن أغــــلــــب الــــنــــاس يـعـتـقـدون أن الـــولايـــات المـتـحـدة «تـسـيـر على المـــســـار الـــخـــطـــأ»، اســـتـــخـــدم جـــي دي فــانــس، نائب ترمب، هـذه المخاوف التي عرضها في كتابه «مـرثـيـة هيلبيلي» لتصعيد الخطاب الـــشـــعـــبـــوي، الــــــذي عــــــدّه الـــبـــعـــض دعــــــوة إلـــى إعــــادة عــقــارب الــزمــن عـبـر إحــيــاء الصناعات المنقرضة، بدلاً من الاستثمار في المستقبل. صعود المظالم مــع هـــذا، إذا اكـتـفـت هــاريــس بالترويج والــــدفــــاع عـــن إنــجــازاتــهــا وبـــايـــدن فــقــط، فقد تــفــشــل فــــي مــعــالــجــة هـــــذه المـــــخـــــاوف، وربـــمـــا تسمح لترمب بـالـفـوز مــرة أخـــرى. الاعـتـراف باللمساواة بي الجنسي وقبول «الهويات» الــجــنــســيــة، ونـــقـــد الاســـتـــعـــمـــار والــعــنــصــريــة وكـــراهــيـــة الأجــــانــــب، وصـــعـــود حــركــة حـمـايـة الـــبـــيـــئـــة، كـــلـــهـــا مـــظـــالـــم وتــــحــــديــــات لـــشـــرائـــح واسـعـة تعتقد أنها تتعرّض للخطر وتدعو الساسة للعودة إلـى الأنـمـاط القديمة دفاعا عنها. كما أن اضطرابات أخـرى لعبت أيضا دوراً فــــي صــــعــــود هــــــذه المــــظــــالــــم، مــــن تـغـيـر المناخ والتحديات الاقتصادية التي فرضها، واســـتـــمـــرار الـــتـــفـــاوت فـــي الــــدخــــل، ومـــوجـــات المـهـاجـريـن إلـــى أوروبـــــا والـــولايـــات المـتـحـدة، ، وجائحة 2008 والانــهــيــار الاقــتــصــادي عـــام » الـــتـــي ألـــحـــقـــت أضــــــــراراً بـالـغـة 19- «كـــــوفـــــيـــــد بالاقتصادات في جميع أنحاء العالم. ومــــــع تـــصـــاعـــد الــــشــــكــــوى مـــــن الـــهـــجـــرة والمهاجرين والتغير الديموغرافي والعولمة فــــي كــــل مــــكــــان، يــــهــــدّد خـــطـــاب «الــشــعــبــويــة» الـجـديـد الـديـمـقـراطـيـات الليبرالية القديمة. وبدا أن احتضان الناخبي الأميركيي لترمب، يـــشـــبـــه تــــحــــول الـــنـــاخـــبـــن الـــفـــرنـــســـيـــن نـحـو حــزب «التجمّع الـوطـنـي» اليميني المناهض للمهاجرين بزعامة مارين لوبان، الذي يدّعي أنــه يمثل «فرنسا الحقيقية»، ومعه صعود العديد من أحزاب اليمي المتطرف في أوروبا، وفق الكاتب الأميركي إدواردو بوتر. فشل ديمقراطي مـع ذلــك، فشل الديمقراطيون منذ عهد بــــــاراك أوبــــامــــا فـــي تــقــديــم بـــرنـــامـــج سـيـاسـي مـتـمـاسـك حــــول الــوجــهــة الــتــي يـــريـــدون أخــذ أمـــيـــركـــا إلـــيـــهـــا، والـــتـــكـــلـــم عــــن أولــــئــــك الـــذيـــن يـكـافـحـون مــن أجـــل تغطية نـفـقـاتـهـم، وهـــذا، بصرف النظر عن دفاعهم عن مصالح الطبقة الوسطى والتسامح مع الاختلفات الثقافية والتحرك نحو اقتصاد أكثر خضرة. ومــــــع أن تـــرشـــيـــح كــــامــــالا هــــاريــــس قـد يــعــطــيــهــم الــــفــــرصــــة لـــلـــبـــدء فـــــي تـــغـــيـــيـــر تـلـك الــــصــــورة، يــظــل الــخــطــر كــامــنــا فـــي أنـــهـــم قد يعتقدون أن الأزمـــة الأخـيـرة الـتـي مـــروا بها، أمــــكــــن حـــلـــهـــا بــتــغــيــيــر المــــرشــــحــــن مـــــن دون معالجة حالة السخط التي تعصف بالبلد. وهذا ما بدا من خطابهم الذي عاد للتشديد عـــلـــى أن المـــهـــمـــة الــرئــيــســيــة هــــي مـــنـــع عــــودة تـرمـب. فقد التحمت الأصــــوات الديمقراطية في خطاب شبه موحّد لتصوير الانتخابات على «أنها بي مجرم مُدان لا يهتم إلا بنفسه ويحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بما يخص حقوقنا وبلدنا، ومدعية عامة سابقة ذكـيـة ونـائـبـة رئـيـس ناجحة تجسد إيماننا بـأن أفضل أيـام أميركا لا تـزال أمامنا»، على ما كتبته الثلثاء، هيلري كلينتون في مقالة رأي في «نيويورك تايمز». ربما لا حاجة إلـى التذكير بـأن خسارة كــلــيــنــتــون نــفــســهــا لــلــســبــاق الـــرئـــاســـي أمــــام ، كـان بسبب إحجام ناخبي 2016 ترمب عـام ولايـــــات مـــا يــعــرف بـــــ«حــــزام الـــصـــدأ» - حيث قاعدة العمال البيض - عن تأييدها، بعدما خسر مرشحهم بيرني سـانـدرز الانتخابات الـتـمـهـيـديـة لـلـحـزب الـديــمــقــراطــي، الــــذي كـان ينظر إلـيـه على أنــه مـرشـح واعـــد لـلـدفـاع عن حـقـوق الطبقة الـعـامـلـة، ومنحهم أصـواتـهـم لترمب الذي نجح في مخاطبة هواجسهم. فرصة هاريس الــيــوم، فـي ضــوء انــتــزاع هـاريـس - إلى حد بعيد - بطاقة الترشيح قبل انعقاد مؤتمر أغسطس (آب) المقبل، ما يوفر 19 الحزب في عـلـيـهـا خـــوض انــتــخــابــات تـمـهـيـديـة جـديـدة والـــفـــوز فـيـهـا، فـإنـهـا تحظى بـفـرصـة لإعـــادة تقديم نفسها. وخلل الأيام الأخيرة، تعززت حملتها بفضل زيادة الحماسة والدعم وجمع 48 التبرعات الذي حقق أرقاما قياسية خلل ساعة، وكل ذلك كان مفقوداً في حملة بايدن وسط مخاوف بشأن عمره وصحته. لـــكـــن الـــــحـــــزب مـــــا زال مــنـــقــســمـــا حـــيـــال الــــرد عـلـى هـجـمـات الــجــمــهــوريــن، إذ يشعر الـبـعـض بالقلق مــن أن الــغــرق فــي مناقشات حـــول العنصرية والتمييز الـجـنـسـي، يمكن أن يـسـتـهـلـك حـمـلـة هـــاريـــس لــــدى انـشـغـالـهـا بـمـخـاطـبـة جـمـهـور الـنـاخـبـن الأوســـــع. ولــذا تصاعدت الأصوات الديمقراطية الداعية إلى جسر الهوة إزاء الهجرة والجريمة والتضخم، الــــتــــي يــــركــــز الـــجـــمـــهـــوريـــون عـــلـــيـــهـــا، بـيـنـمـا يتساءل آخـــرون، عمّا إذا كـان الكلم الصارم عن الإجهاض والضرائب والعنصرية، وغير ذلــــك مـــن بـــنـــود جـــــدول الأعـــمـــال الـــتـــي يسعى الـديـمـقـراطـيـون بـشـدة إلـــى إعـادتـهـا إلـــى قمة الأولــــــويــــــات الـــعـــامـــة، هــــو الـــطـــريـــقـــة الأفـــضـــل لخوض السباق ضد ترمب. كامالا هاريس... أمام الاختبار السياسي الأكبر (رويترز) هــل نـجـح انـسـحـاب الـرئـيـس الأمــيــركــي جــو بــايــدن من سـبـاق الـرئـاسـة فـي تجنيب الديمقراطيين هـزيـمـة... كانت تتجمع نُذُرها حتى من قبل «مناظرته الكارثية» مع منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونـالـد ترمب بكثير؟ الإجابة عن هذا السؤال، لا يختصرها الإجماع السريع الذي توافقت عليه تــيــارات الـحـزب لـدعـم كـامـالا هــاريــس، نائبة الرئيس الحالية. ذلـك أن الصعوبات التي يواجهها الديمقراطيون، والأزمـات التي لم يتمكنوا بعد من ابتكار الحلول لها، أكبر مـن أن يحتويها استعاضتهم عـن مـرشـح مـسـنّ ضعيف وغير ملهم، بمرشحة شابة ملوّنة. ولكن مع ذلك، يبدو أن الديمقراطيين مقتنعون الآن بأنه باتت لديهم الفرصة لإعادة تصوير السباق على أنــه تـكـرار لهزيمة مرشح «مهووس بالغرور والانتقام»، في حين يعيد خصومهم الجمهوريون تشكيل سياسات حزبهم، وفق أجندة قد تغير وجهه ووجهة أميركا، التي عدّها البعض، «دعوة للعودة إلى الوراء». تحدّي ترمب يحتاج برنامجاً يعالج السخط الذي يعصف بأميركا واشنطن: إيلي يوسف لطّف الجمهوريون خطابهم المتشدد... بينما يبحث الديمقراطيون عن نائب لهاريس لا يـخـفـى، لـــدى تـفـحّـص المـشـهـد الانـتـخـابـي الأمـيـركـي، > أن الـجـمـهـوريـن سـعـوا لـاسـتـفـادة مــن مـكـاسـب اسـتـطـاعـات الــرأي مع الأميركيي الذين كانوا مترددين في السابق تجاه دونـــالـــد تـــرمـــب، وخـــاصـــة الــنــاخــبــن غــيــر الــبــيــض. إذ أعـــــادوا تنظيم مؤتمرهم الوطني للتأكيد على «الوحدة»، بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها ترمب، وتقديمه كرجل دولـة وليس مــحــاربــا لـلـثـقـافـة والـــعـــرق. وتـضـمـن المــؤتــمــر كـلـمـات دحـضـت الاتهامات بالعنصرية ضد ترمب، إلى جانب عدد من المتكلمي الـذيـن أكـــدوا على خلفياتهم المـهـاجـرة وعـلـى أن الجمهوريي مهتمون فقط بأمن الحدود. وبـيـنـمـا يـقـلّـب الـديـمـقـراطـيـون الأســـمـــاء لاخـتـيـار نائب الرئيس على بطاقة الاقتراع مع كمالا هاريس، برز عدد من الأسماء على رأسهم جوش شابيرو حاكم ولايـة بنسلفانيا المتأرجحة. وحظي شابيرو، وهو يهودي أبيض، بالاهتمام ، متغلبا على 2022 كونه حقق فوزاً كبيراً في انتخابات عام سيناتور يميني متشدد أنكر فوز بايدن في انتخابات عام ، ويلقى دعما كبيراً من الرئيس السابق باراك أوباما. 2020 أيــضــا، بـــرز الـسـيـنـاتـور مـــارك كيلي (مـــن ولايـــة أريــزونــا المـتـأرجـحـة أيــضــا) الــــذي عُــــدّ مـنـافـسـا مـحـتـمـاً فــي مـواجـهـة نائب ترمب، السيناتور جي دي فانس (مـن ولايـة أوهايو). ويقف الرجلن على النقيض في العديد من قضايا السياسة الـــخـــارجـــيـــة، وخـــصـــوصـــا فــيــمــا يــتــعــلــق بـــمــســـألـــة مــســاعــدة أوكرانيا. وبدا كيلي مرشحا مثاليا ضد فانس؛ للموازنة بي الحفاظ على الولايات المتأرجحة، والحفاظ على سياستهم الـخـارجـيـة. واتـهـمـه بـأنـه «سيتخلى» عــن أوكــرانــيــا لصالح روســيــا. وأردف كيلي قــائــاً، إنـــه «أمــــام مــا قــد يفعله ترمب وفانس للتخلي عن حليف، فهذا من شأنه أن يؤدي إلى عالم أكـثـر خـطـورة بكثير». ورغـــم رفـضـه تأكيد أن يـكـون مـن بي المرشحي، قـائـاً إن الأمــر يتعلق بهاريس، «المدعية العامة جناية 34 التي تتمتع بكل هذه الخبرة، وترمب الرجل المدان بـ ولديه خيار بشأن المستقبل، قد يعيدنا إلى الماضي حي كنا أقل أمانا». «لـقـد كـــان شـرفـا لحياتي أن أكــون رئيسا لكم، لكنّني أعتقد أنّ الدفاع عن الـديـمـقـراطـيّـة الــتــي بــاتــت عـلـى المــحــكّ، أكثر أهمّية مـن أيّ لقب. لــذا؛ قـــرّرتُ أنّ أفضل طريقة للمضيّ قدما هي تمرير الشعلة إلى جيل جديد. هذه هي أفضل طــريــقــة لــتــوحــيــد أمّـــتـــنـــا فـــي الأســابــيــع الأخيرة... حان الوقت لكي تكون هناك أصوات جديدة...». الرئيس الأميركي جو بايدن «الـجـوع هـو أشــدّ أشـكـال الحرمان الإنـسـانـي إذلالاً... وفــي الـقـرن الـحـادي والعشرين، ما من شـيء مرفوض أكثر مـــن اســتــمــرار الـــجـــوع والــفــقــر. إنــنــا في حاجة إلى حلول دائمة وعلينا أن نفكّر فيها ونعمل مــعــا... لقد تــأثّــرتُ لأنّني أعـلـم أنّ الـجـوع ليس أمـــراً طبيعيا، بل هو مرتبط بالقرارات السياسيّة». الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا «دفن الـرأس في الرمال لن يدفعنا قـيـد أنـمـلـة إلـــى الأمــــــام. الــتــشــاؤم ليس حـــــاً، وفـــقـــط عــنــدمــا نــبــنـي مستقبلنا بــشــجــاعــة وإبــــــــداع، وبـــالـــدرجـــة الأولــــى بشكل جماعي، سنتمكن كبلد ومجتمع مــن تـجــاوز عصر الـتـحـول الـعـالمـي هذا بــشــكــل أقـــــوى وأكـــثـــر مـــــرونـــــة... ألمــانــيــا قـــــادرة أن تــكــون نـقـطـة الــتــقــاء للتحول الدولي في مجال الطاقة...». وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك «سـعــيـد بـالمـنـافـسـة مـــجـــدداً بـاسـم بـادي. لسوء الحظ تدربت للستعداد للفردي والزوجي، لكنني صرت متقدما فــــي الــعــمــر الآن ومـــــا عـــــاد لـــــدي الــوقــت الـكـافـي... مع هـذا أنـا سعيد بالمشاركة فـــي الـــزوجـــي مـــع دان (إيـــفـــانـــز) ونلعب بـشـكـل جــيــد مــعــا وآمـــــل أن نـتـمـكـن من تقديم مسيرة جيدة...». آندي موراي نجم كرة المضرب البريطاني الديمقراطيون متّحدون اليوم حول القضايا التيركّز عليها بايدن

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky