issue16676

على الرغم من الغضب الذي ساد الشارع الــيــمــنــي بـسـبـب مـــوافـــقـــة الــحــكــومــة الـيـمـنـيـة عـلــى اتـــفـــاق لـخـفـض الـتـصـعـيـد الاقــتــصــادي مع الحوثيين، الــذي أعلنه، الثلاثاء مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ، فإن مؤيدي الــحــكــومــة يـــراهـــنـــون عــلــى تــعــنّــت الـحـوثـيـ وعــــدم الــتــزامــهــم بـتـنـفـيـذ هــــذا الاتـــفـــاق الـــذي رأوا فيه تراجعاً عن الإجراءات العقابية التي اتــخــذت ضــد الـجـمـاعـة الـتـي كـانـت سبباً في الانقسام المالي وبدء الحرب الاقتصادية. ولا يــــخــــفــــي الــــيــــمــــنــــيــــون فــــــي المــــقــــاهــــي والتجمعات الشعبية سخطهم مـن الموافقة الـــحـــكـــومـــيـــة عــــلــــى الاتـــــــفـــــــاق، ويـــــــؤكـــــــدون أن الإجـــــــــــراءات الــــتــــي اتـــخـــذهـــا الـــبـــنـــك المــــركــــزي فــي عـــدن كــانــت الأقــــوى والأكـــثـــر تـأثـيــراً على الـحـوثـيـ بـعـد ســنــوات مــن الإجـــــراءات التي اتـخـذتـهـا الـجـمـاعـة المـسـيـطـرة عـلـى صنعاء، وفـــــي طـلـيـعـتـهــا مــــصــــادرة أمـــــــوال المـــودعـــ والبنوك التجارية وفرض الانقسام المالي. ويـؤكـد عبد الحكيم سالم وهـو موظف حكومي لـ«الشرق الأوسـط» أن الخطوة التي كــان اتـخـذهـا البنك المــركــزي فـي عــدن أعــادت ثقة الـنـاس بالحكومة، وكـانـت الأكـثـر إيلاماً للحوثيين، وينتقد الموافقة على إلغائها دون الحصول على تنازل حقيقي من الحوثيين، ويـــرى أن أبـسـط المـواضـيـع الـتـي كــان ينبغي مقايضتها مع الحوثيين هو قرار منع تداول الطبعة الجديدة من العملة الوطنية. أمــــا أحـــمـــد عــبــد الـــلـــه، وهــــو مـــوظـــف في الــقــطــاع الـــتـــجـــاري، فـيـشـعـر بـخـيـبـة أمــــل من الاتــفــاق، لأن البنك المــركــزي اسـتـطـاع أن يهز الــحــوثــيــ الـــذيـــن ظـــلـــوا يــتـــخــذون إجــــــراءات تـصـعـيـديـة مـــن جـــانـــب واحــــــد، ابــــتــــداء بمنع تـــــداول الـعـمـلـة إلـــى مـنـع المــعــامــ ت البنكية ومنع تصدير النفط وفرض جمارك إضافية على البضائع القادمة من موانئ الحكومة. خطوطعريضة يــرى نـــادر محمد، وهــو أحــد الناشطين اليمنيين أن ما ورد في بيان المبعوث الأممي هــــو مـــجـــرد خـــطـــوط عـــريـــضـــة لاتــــفــــاق أولــــي ســيــحــتــاج بـــعـــده إلــــى مــــشــــاورات ونــقــاشــات طــويــلــة لــتــنــفــيــذه، ووضـــــع ضـــمـــانـــات فعلية لــ لــتــزام بـكـل بـــنـــوده إلـــى جــانــب أن الاتــفــاق يـتـطـلـب تــرتــيــبــات أمــنــيــة ودولـــيـــة مـــع مصر والـهـنـد مـن أجــل تسيير رحـــ ت تـجـاريـة من صنعاء إلــى هذين البلدين، مـؤكـداً أن هناك تـــجـــارب عـــديـــدة ثــبــت خــ لــهــا أن الـحـوثـيـ يمتلكون القدرة على إفشال أي اتفاق. هـذه الـرؤيـة يشاركه فيها رضــوان وهو معلم يعيش في مناطق سيطرة الحوثيين، إذ يقول إن الحديث عـن اجتماعات لمعالجة الــتــحــديــات الإداريـــــــة والــفــنــيــة والمـــالـــيـــة الـتـي تـواجـهـهـا شـركــة الـخـطـوط الـجـويـة اليمنية تعني أن أزمة الطائرات المختطفة لم تحل وأن مشكلة تجميد أرصدة الشركة ما تزال قائمة. ويبدي رضوان شكوكاً كبيرة في جدية الحوثيين بمعالجة كل القضايا الاقتصادية، لأن الاشتراطات التي يعلنون عنها من قبل تعني أن الـتـوصـل إلــى اتـفـاق سيكون بعيد المنال، لأنهم يريدون الحصول على امتيازات اقتصادية دون تقديم أي تنازلات. ويتفق مـسـؤول يمني تحدث لـ«الشرق الأوسط» مع ما ذهب إليه المتحدثون، ويؤكد أنـــه مـنـذ ســريــان الـتـهـدئـة الـتـي رعـتـهـا الأمــم المـتـحـدة لــم ينفذ الـحـوثـيـون أي الـــتـــزام رغـم تنفيذ الحكومة كل التزاماتها. ويـــقـــول المــــســــؤول الـــــذي طــلــب عــــدم ذكــر اســـــمـــــه؛ لأنــــــه غـــيـــر مــــخــــول بـــالـــتـــصـــريـــحـــات الـــصـــحـــافـــيـــة، إن المــــحــــادثــــات الاقـــتـــصـــاديـــة هـــي المـــحـــك الــفــعــلــي، حــيــث اشـــتـــرط مجلس الـــقـــيـــادة الـــرئـــاســـي الــــذهــــاب إلــــى مــحــادثــات اقتصادية تــؤدي فـي النهاية إلـى استئناف تصدير النفط الـذي توقف بسبب استهداف الحوثيين موانئ تصديره، وكذلك الأمر فيما يتعلق بانقسام العملة، حيث بدأ الحوثيون من خلال منع 2019 الحرب الاقتصادية منذ تداول الطبعة الجديدة من العملة اليمنية في مناطق سيطرتهم. مكسب للجميع على خــ ف ذلـــك، يــرى المـحـامـي اليمني والوسيط المحلي عبد الله شــداد أن الاتفاق بـــ الــحــكــومــة الــشــرعــيــة والــحــوثــيــ بـشـأن إعـــــــــادة رحـــــــ ت طـــــيـــــران الــــخــــطــــوط الـــجـــويـــة اليمنية من مطار صنعاء، وزيـــادة الرحلات وإلــغــاء جميع الـــقـــرارات الـــصـــادرة عــن البنك المركزي اليمني في عدن وصنعاء واستمرار الــحــوار، سيزعج المنتفعين كـثـيـراً، وقـــال إنه ‏تــبــقــى الاتــــفــــاق عـــلـــى إعـــــــادة تـــصـــديـــر الـنـفـط والغاز وتوحيد العملة. وبخلاف اللهجة التي تحدث بها رئيس فــــريــــق المــــفــــاوضــــ الـــحـــوثـــيـــ مـــحـــمـــد عـبـد السلام، أكد عبد الملك العجري، عضو الفريق الحوثي المفاوض، أن اتفاق خفض التصعيد الاقــــتــــصــــادي ضــــد الـــبـــنـــوك مـــكـــســـب لــعــمــوم الـشـعـب الـيـمـنـي فــي شـمـالـه وجــنــوبــه شـرقـه وغــربــه وأن «الــخــاســر الـحـقـيـقـي هــو أمـيـركـا وإسرائيل»، وفق قوله. وفــــــــي حــــــ يــــــــرى قـــــطـــــاع عـــــريـــــض مــن اليمنيين أن الـتـوصـل إلـــى اتــفــاق اقـتـصـادي سيكون مؤشراً فعلياً على الجدية في المضي على مـسـار الــســ م، يـؤمّـل الـقـيـادي الحوثي الــعــجــري أن يـشـكـل الاتـــفـــاق الــجــديــد حــافــزاً نحو البدء في خطوات تنفيذ الشق الإنساني والاقــتــصــادي مــن خـريـطـة الـطـريـق - بحسب الاتفاق - وعلى رأسها المرتبات. وبالاستناد إلـى الاتفاقات التي أبرمت برعاية الأمـم المتحدة منذ بداية الصراع في اليمن، فإن الحوثيين عـادة ما يذهبون نحو عرقلة أي التزامات تخصهم، ولعل أبرز ذلك عرقلة اتـفـاق «استوكهولم» بشأن انسحاب كل القوات من مدينة وميناء الحديدة، واتفاق اســتــئــنــاف الـــرحـــ ت الــتــجــاريــة مـــن صـنـعـاء وتخفيف الـقـيـود عـلـى الـسـفـن الـواصـلـة إلـى ميناء الحديدة في مقابل فتح الطرقات بين المـــــدن وإنــــهــــاء حـــصـــارهـــم لمــديــنــة تــعــز ودفـــع رواتب الموظفين من إيرادات موانئ الحديدة. 2 أخبار NEWS Issue 16676 - العدد Thursday - 2024/7/25 الخميس مسؤول يمني : لـ المحادثات الاقتصادية هي المحك الفعلي ASHARQ AL-AWSAT الرياض أكدت دعم الحفاظ على التهدئة وحوار الأطراف برعاية أممية ترحيبسعودي وخليجي بالاتفاق الاقتصادي بين الحكومة اليمنية والحوثيين رحـــــــبـــــــت الـــــــســـــــعـــــــوديـــــــة، بــــالــــبــــيــــان الـصـادر عـن مكتب مبعوث الأمــ العام لـــأمـــم المـــتـــحـــدة الـــخـــاص لـلـيـمـن هـانـس غـــــرونـــــدبـــــرغ، بــــشــــأن اتـــــفـــــاق الـــحـــكـــومـــة اليمنية والحوثيين على إجراءات خفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والـــخـــطـــوط الــجــويــة الــيــمــنــيــة، وأعـــربـــت عن دعمها لجهوده الرامية إلى تحقيق السلام والأمن لليمن وشعبه. وأكــدت وزارة الخارجية السعودية اســــتــــمــــرار وقـــــــوف الـــــريـــــاض مــــع الــيــمــن وحــكــومــتــه وشـــعـــبـــه، وحـــرصـــهـــا الـــدائـــم عـلـى تـشـجـيـع جــهــود خـفـض التصعيد والحفاظ على التهدئة. وأعـــربـــت الـــــــوزارة فـــي بــيــان نـشـرتـه عــلــى حـسـابـهـا فـــي مـنـصـة «إكـــــس» يــوم الأربـعـاء، عن تطلعها إلى أن يُسهم هذا الاتــــفــــاق فـــي جـــلـــوس الأطـــــــراف الـيـمـنـيـة عـلـى طــاولــة الــحــوار تـحـت رعــايــة مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن لمناقشة جميع القضايا الاقتصادية والإنسانية، وبما يُسهم في التوصل إلى حل سياسي شامل لـأزمـة اليمنية فـي إطــار خريطة الطريق لدعم مسار السلام في اليمن. مــــــن جـــــانـــــب آخــــــــــر، رحــــــــب مــجــلــس الـتـعـاون الخليجي بــإعــ ن غـرونـدبـرغ، وعــبّــر أمـيـنـه الــعــام جـاسـم الـبـديـوي عن دعم المجلس الجهود الإقليمية والدولية والجهود التي يقودها المبعوث «الرامية إلــى تحقيق الـسـ م والأمـــن فـي اليمن»، مؤكداً أن صدور هذا الإعلان يأتي تأكيداً للهمية الـتـي يوليها المجتمع الـدولـي للزمة اليمنية. وعـــبّـــر الأمـــــ عـــن أمـــلـــه أن يسهم الإعـــــ ن فـــي تـهـيـئـة الأجــــــواء لــأطــراف اليمنية لبدء العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة. وجـــدد تأكيد اسـتـمـرار دعــم مجلس الــــتــــعــــاون ووقـــــوفـــــه الـــكـــامـــل إلــــــى جــانــب اليمن وحكومته وشعبه، وحرصها على تشجيع جميع جـهـود خفض التصعيد والـــحـــفـــاظ عــلــى الــتــهــدئــة لـــلـــوصـــول إلــى السلام المنشود. وجــرى اتـفـاق بـ الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية، الثلاثاء، على تدابير للتهدئة وخـفـض التصعيد الاقـتـصـادي بـيـنـهـمـا تــمــهــيــداً لمـــحـــادثـــات اقــتــصــاديــة شاملة بين الطرفين. ويــشــمــل الاتــــفــــاق إلـــغـــاء الإجـــــــراءات الأخـــــيـــــرة ضـــــد الــــبــــنــــوك مـــــن الـــجـــانـــبـــ ، واســـتـــئـــنـــاف طـــيـــران «الـــخـــطـــوط الــجــويــة اليمنية» للرحلات بين صنعاء والأردن، يـــومـــيـــ ، 3 وزيـــــــــادة عــــــدد رحـــ تـــهـــا إلــــــى وتــســيــيــر رحــــــ ت إلـــــى الـــقـــاهـــرة والــهــنــد يومياً، أو حسب الحاجة، والبدء في عقد اجتماعات لمناقشة القضايا الاقتصادية والإنـــســـانـــيـــة كــــافــــة، بــــنــــاءً عـــلـــى خــريــطـة الطريق. السعودية أكدت استمرار وقوفها مع اليمن وحكومته وشعبه (الشرق الأوسط) الرياض: «الشرق الأوسط» سخط يمني إزاء قيود الانقلابيين للتوظيففي المنظمات الدولية أثــــار فـــرض الـحـوثـيـ قــيــوداً جــديــدة للتحكم فــي عمل المنظمات الـدولـيـة والأمـمـيـة والمـحـلـيـة، سخطاً فـي الأوســـاط الـحـكـومـيـة والإنــســانــيــة، وســـط تـصـاعـد المـطـالـب بـنـقـل مقار المنظمات إلى المناطق الخاضعة للشرعية بعد أن بات العمل الإنساني يُسخّر لأجـنـدة الجماعة الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وفـــــي حــــ جـــــدد المـــبـــعـــوث الأمــــمــــي إلـــــى الـــيـــمـــن هــانــس غـرونـدبـرغ فـي أحــدث إحاطاته أمــام مجلس الأمـــن، الثلاثاء، الـتـذكـيـر بـانـتـهـاكـات الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة ضـــد المــوظــفــ في الوكالات الأممية والمنظمات الدولية، لا تزال الأنشطة في هذه المنظمات مستمرة رغم القمع والاعتقالات والتهديدات. وكــانــت الـجـمـاعـة فـرضـت قــيــوداً جــديــدة عـلـى المنظمات الـدولـيـة والأمـمـيـة العاملة فـي مناطق سيطرتها فـي الوقت نفسه الـــذي تـواصـل فيه احتجاز الـعـشـرات مـن موظفي هذه المنظمات منذ أكثر من شهر ونصف الشهر. وكـشـفـت وثـيـقـة مـسـربـة عــن تعميم مــوجّــه مـمـا يُسمى «المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الـدولـي» إلـى المنظمات الدولية والأممية العاملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، بالتشاور معه والحصول مسبقاً على موافقته بشأن أي عملية توظيف جديدة، سواء للكوادر المـحـلـيـة أو الأجـنـبـيـة، وإلــزامــهــا بـسـرعـة مــوافــاتــه بالهياكل الــوظــيــفــيــة لــكــل مــنــظــمــة، مـــشـــمـــولاً بـــأســـمـــاء المـــوظـــفـــ كـافـة ومسمياتهم الوظيفية. وأمــــهــــل الــتــعــمــيــم الـــــصـــــادر الأربـــــعـــــاء المــــاضــــي مـمـثـلـي المنظمات الـدولـيـة والأمـمـيـة أسـبـوعـ واحـــداً لمــوافــاة المجلس بـهـيـاكـلـهـا الـوظـيـفـيـة، والـتـقـيـد بــأخــذ المــوافــقــة المـسـبـقـة قبل اسـتـكـمـال أي إجــــــراءات تـوظـيـف لــديــه بـحـسـب احتياجاتها ومتطلبات مشاريعها وأنشطتها؛ وذلـك وفقاً لاتفاق مسبق بين المجلس والمنظمات حول آلية تنظيم العمل الإغاثي بين الجانبين. وكُـــشـــف عـــن هـــذا الـتـعـمـيـم عـقـب يـــوم واحــــد مـــن توجيه المسؤول الثاني في المجلس الحوثي اتهامات مباشرة لممثلي وموظفي المنظمات الإنسانية والإغاثية في مناطق سيطرتها بالانخراط في أنشطة سياسية وتخريبية تحت غطاء العمل الإنساني. وجاءت الاتهامات على لسان القيادي إبراهيم الحملي، المُـــعـــّ أمـيـنـ عــامــ لـلـمـجـلـس، لمـمـثـلـي ومــســؤولــي ومـوظـفـي المنظمات الأممية والدولية والمحلية في محافظات الحديدة، وحجة، والمحويت. ونـقـلـت وســائــل إعـــ م الـجـمـاعـة عــن الحملي تحذيراته لممثلي المنظمات الدولية والأممية من تنفيذ أعمال سياسية وتخريبية، عبر مشاريع وأجندة خارجية تحت مظلة العمل الإنساني، ملوحاً باستعداد الجماعة لاختطاف وسجن من وصفهم بـ«عملاء الولايات المتحدة وإسرائيل». وأعــلــنــت الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة الأســـبـــوع المـــاضـــي افـتـتـاح وتدشين العمل في مشاريع للمياه والصرف صحي بأكثر من ملايين دولار بتمويل من منظمات دولية وأممية. 8 وذكــرت وسائل إعـ م الجماعة أن القيادي عبد الرقيب الشرمان، المُعّ وزيراً للمياه في حكومتها غير المعترف بها، مشروعاً للمياه والصرف الصحي 25 افتتح ودشن أكثر من في مناطق خاضعة لسيطرتها في محافظات إب وتعز وذمار، ملايين ونصف المليون دولار، بتمويل 8 بكلفة إجمالية تقارب مـن «يونيسيف»، ومكتب الأمــم المتحدة لخدمات المشاريع، ومنظمة الإغاثة الإسلامية. تواطؤ وتخاذل يـثـيـر الــتــعــاطــي الأمـــمـــي مـــع المـــمـــارســـات الــحــوثــيــة ضد المنظمات الدولية والـوكـالات الأممية وموظفيها الاستغراب والاستنكار الشديدين، حيث تبدو ردود فعل هذه المنظمات ضعيفة وخجولة، بحسب آراء الناشطين اليمنيين والمراقبين. ويــرى مطهر البذيجي، رئيس التحالف اليمني لرصد انــتــهــاكــات حــقــوق الإنـــســـان، أن المـنـظـمـات الــدولــيــة تتعاطى بــبــراغــمــاتــيــة وســلــبــيــة مـــع مـــمـــارســـات الــجــمــاعــة الــحــوثــيــة، وتتغاضى عنها بدعوى استمرار عملها وتقديم خدماتها، ويــحــرص المــســؤولــون الأمـمـيـون والــدولــيــون عـلـى الـبـقـاء في مناصبهم وتـقـديـم تــنــازلات كبيرة للحوثيين للحفاظ على رواتبهم ومداخيلهم الكبيرة التي يحصلون عليها بحجج المخاطر وطوارئ الحرب. ويشير البذيجي في إفـادتـه لـ«الشرق الأوســـط» إلـى أن المـوظـفـ الــذيــن تفرضهم الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة، يعملون على إعـــادة صياغة الـبـرامـج والمـشـاريـع التمويلية والإغـاثـيـة بما يتوافق مع نهج ومتطلبات أجندتها الطائفية، وتوجيهها لخدمة مشروعها وأغراضها ورفاهية قادتها وأتباعها على حــســاب مــ يــ المـحـتـاجـ مــن الـيـمـنـيـ الــذيــن أضــــرت بهم سياسات الإفقار الحوثية. ونــــوّه إلـــى أن المـنـظـمـات الـدولـيـة أبـــدت الـقـبـول والـرضـا بتلك الإمـــ ءات والانـتـهـاكـات، ولــولا حملات المجتمع المدني والصحافيين ووسائل التواصل الاجتماعي، لما أمكن الكشف عنها وفضحها. أمــا الـكـاتـب اليمني بـاسـم مـنـصـور، فـيـرى أن المنظمات الأمـمـيـة والــدولــيــة لــم يـعـد ثـمـة مــبــرر لــوجــودهــا فــي مناطق سـيـطـرة الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة إلا الـحـضـور الشكلي فـقـط، ومـا سـوى ذلـك فهي تمكّن الجماعة مزيداً من السيطرة والنفوذ والإثراء. وبــّ منصور لـ«الشرق الأوســـط» أن المنظمات الأممية رضـخـت دائـمـ لإمــــ ءات الجماعة وشـروطـهـا الـتـي يفترض أنها لا تعترف بسلطتها، لكنها اتخذت من معاناة السكان مـــبـــرراً لاســـتـــمـــرار أنـشـطـتـهـا فـــي مــنــاطــق نــفــوذ الانــقــ بــيــ ؛ لتحظى فقط بالسمعة السيئة وغضب اليمنيين. مطالبحكومية يـــأتـــي كـــل هــــذا بــعــد أيـــــام مـــن تــوجــيــه رئـــيـــس الـحـكـومـة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، رسالة إلى الأمين العام للمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالب فيها بضرورة العمل على بدء نقل الوظائف الإدارية والفنية الرئيسية لوكالات المنظمة الأممية إلى العاصمة المؤقتة عدن؛ لتخفيف ضغط الجماعة الحوثية عليها وحماية قواعد بياناتها ومراسلاتها وتأمين حياة وسلامة العاملين المحليين. كما تضمنت الإجـــراءات التي طالب بها بن مبارك عدم تمكين الحوثيين من الوصول إلى هذه البيانات واستخدامها وتـــحـــريـــفـــهـــا لـــــإضـــــرار بـــالمـــوظـــفـــ والمـــســـتـــفـــيـــديـــن وتـــبـــريـــر اختطافهم، لافتاً إلى ما تعرّض له هشام الحكيمي، الموظف لـدى منظمة إنـقـاذ الطفولة الـدولـيـة، الــذي توفي فـي سجون أجهزة أمن الجماعة بعد اختطافه بفترة وجيزة. وانتقد رئيس الحكومة في رسالته تدابير مكاتب الأمم المـتـحـدة فـي اليمن لحماية العاملين فيها وإنــقــاذ حياتهم، والـتـي لـم تـكـن، حسب رأيـــه، بالمستوى المـقـبـول ولا المتوقع، ولا يـرقـى لمـسـتـوى الـخـطـر الـــذي يـتـهـدد حياتهم وحريتهم، مستعرضاً الانتهاكات التي تمارسها الجماعة الحوثية ضد العمل الإنساني والعاملين في المنظمات الأممية. وسبق أن كشفت مصادر في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوســـــــط»، عـــن أنــهــا أبــلــغــت الأمــــم المــتــحــدة بـــضـــرورة اتــخــاذ مـواقـف قوية تضمن إطــ ق ســراح الموظفين المعتقلين وعـدم تــكــرار مـثـل هـــذه المــمــارســات فــي المـسـتـقـبـل، إلا أنـهـا فوجئت بالمواقف الأممية التي لم تتجاوز التصريحات فقط، بعد أن كان الجانب الأممي وعد بتأمين إطلاق سراح المعتقلين خلال ثلاثة أيام، لكن ذلك لم يتم، بل رد الحوثيون بتوسيع نطاق الاعـــتـــقـــالات. ويــتــزايــد قـلـق الـعـامـلـ المـحـلـيـ فــي المنظمات الأممية والدولية أخيراً بعد الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة الـواقـع تحت سيطرة الجماعة الحوثية؛ خوفاً من اتــخــاذ هـــذه الـــغـــارات سـبـبـ جــديــداً للتنكيل بـهـم واتـهـامـهـم بالتواطؤ والتخابر لتنفيذها. عدن: وضاح الجليل يمنيون يتوقعون إفشال الحوثيين اتفاقخفضالتصعيد الاقتصادي تعز: محمد ناصر المبعوث الأممي إلى اليمن هانسغروندبرغ حذر من خطر التصعيد الاقتصادي في اليمن (د.ب.أ)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky