issue16676

سوف تتعدد زوايا النظر إلى قرار الرئيس الأميركي جــو بــايــدن الانــســحــاب مــن الـسـبـاق إلـــى الـبـيـت الأبـيـض، وســوف توضع كل زاويــة إلـى جــوار الأخــرى في النهاية، وســـوف يـكـون ذلــك طريقاً إلــى فهم شــيء مما يـجـري في بلاد العم سام. زاويــتــي تـرجـع بــي إلـــى مــا يـقـرب مــن أربـــع سـنـوات، ، عندما كان 2021 ) وبالتحديد إلى يناير (كانون الثاني على الرئيس دونالد ترمب وقتها أن يسلم رئاسة البلاد إلـــى المــرشــح الـفـائـز بــايــدن. كـــان تـرمـب يتلكأ فــي تسليم مقاليد السلطة إلى الرئيس الجديد، وقد بلغ به الجرأة فــي التلكؤ إلـــى حــد أنـــه قـــال ذات يـــوم، إنـــه لــن يـخـرج من مكتبه الـبـيـضـاوي فــي الـبـيـت الأبــيــض ولـــن يـــغــادره، لأن اعتقاده كان أنه هو الفائز لا المرشح المنافس. قال هذا في العلن ولم يشأ أن يداريه، وبدا ما يقوله خارج السياق الحاكم في الولايات المتحدة، فلم يسبق أن قال رئيس مغادر مثل هذا الكلام. ولأن السياق الحاكم الذي تمضي في مجراه الأحداث هناك كان أكبر من أن يستوعب ما قاله ترمب، فإن المبادئ المـسـتـقـرة خـلـف هـــذا الـسـيـاق كـــان لا بــد أن تستيقظ وأن تمارس عملها، ولذلك قيل إن طرفاً في البلاد قد همس في أُذن ترمب بأنه لا بد أن يترك البيت الأبيض في الموعد المـــقـــرر، وإلا فـــإن جــهــاز الــحــراســة الــــذي يـتـولـى حـراسـتـه سوف يتصرف. فلما استفسر ترمب عن معنى ذلك قيل له بلطف وهدوء، إن هذا الجهاز سيقوم هو نفسه بإخراجه من البيت الأبيض، إذا ما حان وقت الخروج الذي يشير إليه الدستور. وقــــــد اســــتــــوعــــب الــــرئــــيــــس فـــــي ذلــــــك الـــــوقـــــت مـعـنـى «الـــرســـالـــة» الــتــي وصـلــتــه، فــراحــت حــدتــه فــي الاعــتــراض تخف، وهيأ نفسه للخروج في الساعة المحددة له. هنا بدت قوة المؤسسة في الولايات المتحدة، وبدا أنها قوة عابرة للرؤساء والمسؤولين والأحزاب في البلاد، ولو لم تكن كذلك ما كانت الولايات المتحدة هي الولايات المتحدة التي نراها، وما كانت على هذا القدر من البأس الذي نعرفه ونـلـمـسـه فــي أنــحــاء الـعـالـم عـنـد الـــضـــرورة، ومـــا كــانــت قد صارت تحكم الأرض من موقعها هناك وراء المحيط. ورغـم هذا الهرج والمـرج الـذي يُحدثه ترمب بوصفه مرشحاً رئاسياً هذه المـرة، فإنه يعرف أن الخضوع لقوة المؤسسة لن يستثنيه عند الـلـزوم، وأن الآبــاء المؤسسين لأميركا قد أرادوا ذلك منذ ما يزيد على القرنين ونصف القرن، وأنه لا أحد من الذين تتابعوا على البيت الأبيض يملك أن يقاوم قوة المؤسسة أو يقف في طريقها. وإذا كـــان بــايــدن قــد خـــرج عـلـى الــعــالــم فــي الــحــادي والعشرين مـن هــذا الشهر ليعلن رغبته فـي الانسحاب، فهذه الرغبة لم يكن لها وجــود قبل إعلانها من جانبه، بل كانت رغبة معاكسة تسيطر عليه وتتمكن منه، وكان يتمسك بــأن يسكن البيت الأبـيـض أربـــع سـنـوات أخــرى، ولم يكن يبالي بدعوات قيادات الحزب التي كانت تطالبه بالانسحاب. ولا بد أن قوة المؤسسة التي استيقظت وتحركت في ، قد استيقظت وتحركت هنا في 2021 آخر أيام ترمب في حالة بايدن أيضاً، ولا بد أنه لما رآها تستيقظ وتتحرك قد أيقن أنه مغادر السباق لا محالة، فأراد أن يكون الخروج بيده لا بيد المؤسسة إذا اعترض هو أو تباطأ. لـــم يــذكــر شـيـئـ عـــن الـلـحـظـة الــتــي اتــخــذ فـيـهـا قـــرار المغادرة، ولم نعرف بعد ماذا جرى من وراء ستار ليتخذ هو هذا القرار. فهذه تفاصيل تكمن وراء القرار وتتخفى، وربما تظهر ذات يوم كما ظهرت في التفصيلة التي قيل من خلالها لترمب إنـه إذا لم يغادر طوعاً فسوف يغادر بغير ذلك. قــوة المـؤسـسـة فـي الـحـالـة الأمـيـركـيـة غير مرئية في كثير مـن الأحــيــان، ولـكـن تجلياتها تبقى مرئية طبعاً، وإذا لم يكن الذين يتابعون أحوال السياسة في الولايات المتحدة قد رأوها أو عاشوها في حالة ترمب قبل سنوات أربـــع تـقـريـبـ ، فـفـي مـقـدورهـم أن يــروهــا فــي حـالـة بـايـدن الـذي لو كـان قد تُـرك لشأنه ما كـان قد غــادر، ولكن الأمر فـي مثل حالته لا يمثل شأناً خاصاً بـه، وإنـمـا هـو شأن يخص البلد كله، ولأنه كذلك، فالمؤسسة سارعت لتتدخل وتـحـسـم الـقـضـيـة، حـتـى ولـــو كـنـا لا نـــرى هـــذه المـؤسـسـة رأي العين، إذ يكفي أن نرى ماذا تؤدي إليه وهي تتجلى أمامنا إذا دعت الضرورة. قوة المؤسسة في الولايات المتحدة ليس كمثلها قوة فــي بـلـد آخـــر، وهـــذا تقريباً هــو مــا أســـس لـ خـتـ ف بين واشنطن وبين بقية العواصم على كثير من المستويات، التي يمكن أن تبدأ من قوة الاقتصاد، وتنتهي عند القوة العسكرية، ولا يفوتها أن تمر على ما بين المستويين من مستويات أخرى. صديقي محمد الـحـرز، الشاعر والكاتب المـعـروف، متشكك في محتوى الجدالات التي تدور حول تصنيف الـحـداثـي والتقليدي. فهو يـقـول صــراحــةً إنــه لا ينبغي اتخاذ التصنيف السائد في أوروبا معياراً للتمييز بين أهــل الـحـداثـة ومـعـارضـيـهـا. ويــقــول أيـضـ إنـــه لـيـس من السهل أن يتبنى شخص ما الحداثة صراحةً وعلناً، لأن مجتمعنا ما زال مرتاباً في هذا التوجه ومَن يتبنّاه. في نهاية المـطـاف فـإن الـحـرز لا يقدم فـكـرة، بـل يحكي هماً، أظــن أن كثيراً مـن الـكُـتّـاب وأهـــل الـــرأي قـد عـانـاه أو عبّر عنه في وقت من الأوقـات. وقريباً من هذا المعنى تحدث الأكاديمي المعروف د.حسن النعمي، عن النسق الثقافي العام في العالم العربي، الذي يميل لإنكار هيمنة العقل، خــ فــ لـلـحـال فـــي أوروبــــــا، حـيـث الـعـقـل مــحــور المـعـرفـة ومـصـدرهـا الـوحـيـد. الـحـداثـة تـــدور حــول العقل وكونه مهيمناً على الـعـالـم. وهـــذا معيار رئيسي للتمايز بين الثقافة الأوروبـــيـــة المـعـاصـرة ونظيرتها الـعـربـيـة، التي تستمد معظم طـاقـتـهـا مــن الـتـجـربـة الـتـاريـخـيـة، حيث تميل كفة المـيـزان لصالح النقل وليس العقل أو نتاجه الصرف. الأمر العجيب في جدل الحداثة والتقاليد، في منطقة الخليج بأسرها، أن أكثر المتحدثين عنه هم الأدباء، وأكثر المعارضين لهم هم المشايخ. أقول إنه عجيب، لأن منظومة القيم والمعايير التي تعد جوهر الحداثة، منتشرة في كل جوانب حياة المجتمع، بينما يركز الأدباء على «الأشكال» الأدبية الحديثة، أكثر من تركيزهم على القيم المعيارية للحداثة. أفترض أن العديد من الكتاب الحداثيين خصوصاً، منتبهون إلى هذه الإشكالية. فمجتمعنا يتحرك بثبات وإصرار نحو الحداثة، بقيمها ومعاييرها وتمظهراتها الحياتية. لتوضيح هــذه المـسـألـة، سأشير إلــى التحول الـــجـــاري فـــي ثــ ثــة قـــطـــاعـــات، هــــي: الـتـعـلـيـم، والــصــحــة، والـــتـــجـــارة. تـغـطـي هــــذه الــقــطــاعــات مـــا يــقــرب مـــن ثلثي الحراك الاجتماعي اليومي، في بلدنا وأي بلد آخر، فهي تستقطب قوة العمل وحركة رأس المال وتوجّه الانشغالات الذهنية لـأفـراد. هـذه القطاعات باتت اليوم بعيدة عن القيم التقليدية، أكثر تمثلاً لقيم الـحـداثـة، وأشــد رغبةً فيها. ربـمـا لا يــرى كثير مـن الـنـاس فـي هــذه القطاعات تجسيداً للحداثة الناضجة، لكني واثق تماماً أنه لا يمكن تصنيفها في الدائرة التقليدية، إن أردنا التزام معطيات الواقع المشهود. انظر مثلاً إلى المحاور الرئيسية التي تدور حولها معيشة الـنـاس، هـل تنتمي إلــى عصر الـحـداثـة أم عصر التقاليد؟ أليست البنوك هي قطب الرحى في حركة رأس المال؟ ثم انظر إلى مواقف الناس حين يشعرون بالمرض، هـل يتوسلون بالجن والسحر والأسـاطـيـر أم يراجعون الطبيب؟ صحيح أن هـنـاك مـن يلجأ إلــى الـخـيـار الأول، لــكــن خُـــــذْ إحــصــائــيــة وزارة الــصــحــة عـــن عــــدد مـراجـعـي المستشفيات والعيادات في عام واحـد، ستجد أن جميع الناس تقريباً اختاروا السبل الحديثة في علاج أنفسهم. والــحــال نفسه بالنسبة للتعليم والـنـشـاطـات المعيشية كافة. الـــــذي أردت قـــولـــه أن الـــحـــداثـــة لــيــســت قـــصـــراً على التعبيرات الأدبية، كي نقول إنها موجودة أو مفقودة في المجتمع السعودي ومجتمعات الخليج عموماً. الحداثة منهج حياة يعتمد العقل والعلم مصدراً وحيد للمعرفة، ومعياراً لتمييز ما يصح وما لا يصح. وهذه قد تتجسد في مفاهيم يعبّر عنها لفظياً، أو تتجلى في سبل عيش يتّبعها الناس ويلتزمونها وما يترتب عليها، حتى لو لم يطلقوا عليها اسم الحداثة أو أوصافها. الحداثة بقطبيها تــدور حـول العقل لكونه مهيمناً على العالم، هي ليست نظاماً محدد الأطراف، بل مشروع بنهايات مفتوحة للتطور والتحول. وكلما بلغت مرحلة انكشفت أمـامـهـا مــســارات جــديــدة. لــذا لا ينبغي اعتبار المــســتــوى الـفـعـلـي لمـجـتـمـع مـعـ (الـــغـــرب مـــثـــ ً) مـعـيـاراً نـهـائـيـ تـــقـــارَن بــه المـجـتـمـعـات الأخـــــرى. مــا هــو مـهـم في الحقيقة هو ما ذكره د.حسن النعمي في حديث مسجل: محورية العقل وكــون نتاجه معياراً وحـيـداً لمـا يُقبل أو يُرفض. ولا أرانـا بعيدين عن هـذا، حتى لو قبلنا بعض التحفظات من هنا أو هناك. يـــــصـــــل بــــنــــيــــامــــ نــــتــــنــــيــــاهــــو إلـــــى أمـيـركـا ويــــداه ملطّختان بــدمــاء عـشـرات آلاف الـفـلـسـطـيـنـيـ ، تـــاركـــ خــلــفــه آلاف المعوقين ومبتوري الأطراف، عدا اليتامى والثكالى، وأكثر من مليون جائع، وحرباً مشتعلة لا تزال تحصد الأبرياء. ســــقــــطــــة جـــــــديـــــــدة لــــلــــديــــمــــقــــراطــــيــــة الأمـــيـــركـــيـــة... اسـتـقـبـال وتــكــريــم شخص مُــــــــدانٍ مــــن أغـــلـــب المـــنـــظـــمـــات الإنـــســـانـــيـــة، وتـــســـتـــعـــدّ المـــحـــكـــمـــة الـــجـــنـــائـــيـــة لإصـــــدار مذكرة توقيف بحقه، وتطارده المظاهرات التي تطالب بمحاسبته أينما حــلّ. تلك حـادثـة سيسجّلها الـتـاريـخ؛ لأنها «المــرة الأولــــــى الـــتـــي يــعــطَــى فــيــهــا مـــجـــرم حــرب شرف إلقاء خطاب أمام الكونغرس»، كما علّق السيناتور بيرني ساندرز. نـتـنـيـاهـو ارتـــكـــب مـخـتـلـف الــجــرائــم والمخالفات، متّهم بقضايا فساد بصفته رئـــيـــس وزراء، وبــــإبــــادة شـــعـــب، وســرقــة وبناء مستوطنات على ما يقارب نصف أراضي الضفة الغربية، واللائحة تطول. يــــأتــــي الاســــتــــقــــبــــال بـــعـــد أيـــــــام فـقـط مــــن قــــــرار الــكــنــيــســت رفـــــض إقــــامــــة دولــــة فـلـسـطـيـنـيـة، ونــتــنــيــاهــو نــفــســه اسـتـبـق القرار وكأنما يوجّه صفعة لكل القرارات الأُمَـــمـــيـــة عــنــدمــا أعـــلـــن: «لــــن نـسـمـح لهم بـإقـامـة دولـــة إرهـابـيـة، ولــن يمنعنا أحد مــن مـمـارسـة حقنا الأســاســي فــي الـدفـاع عـــن أنــفــســنــا، لا الـجـمـعـيـة الــعــامــة لـأمـم المتحدة، ولا أي هيئة أخرى». الـكـابـيـتـول، الـــذي يُـفـتـرض أن يكون رمــــــزاً لأرقــــــى المــــمــــارســــات الــديــمــقــراطــيــة، يـــتـــحـــوّل إلـــــى مـــكـــان لـتـحـطـيــم صــورتــهــا وتشويه سمعتها. قبل استقبال نتنياهو سنوات كان الحدث الذي هزّ العالم. 4 بـ ظن البعض في شهر يناير (كانون ، أن حرباً أهلية قد 2021 الثاني) من عام نشبت فـي أمـيـركـا، عندما رفــض دونالد تــرمــب هـزيـمـتـه بـالانـتـخـابـات الـرئـاسـيـة في مواجهة جو بايدن، وهاجم آلافٌ من مؤيديه الكابيتول، في مشهد هوليوودي لـم تعرف لـه أميركا مثيلاً فـي تاريخها. اقـــتـــحـــم مــــنــــاصِــــرو تــــرمــــب المـــبـــنـــى عـلــى المجتمِعين، وحطّموا وكـسّـروا، وضربوا أشــــخــــاص، انـــتـــصـــاراً لـتـرمـب 5 وقـــتـــلـــوا الــــذي رفـــض الـــخـــســـارة، ثـــم تـــمـــادى وقـــال إن الـنـتـائـج مـــــزوّرة، دون أن يــقــدّم دلـيـً ملموساً، لكنه بقي مُصرّاً على عناده. أمـيـركـا لا يـبـدو أنـهـا تعباً بـأضـرار غزوة الكابيتول وأبعادها، أعادت ترشيح ترمب للرئاسة مـرة أخــرى، وتبّ أنـه لم يُنبَذ أو يُــرفَــض، بـل لا يـــزال لـه مـؤيّـدوه، ومَن يَعُدّونه مُخلّص البلاد من أزماتها، وأمـــام هــذا الإعــجــاب اضـطـر جــون بايدن للتخلّي عن ترشّحه تحت ضربات ترمب الساخرة، أقلّها وصفه له بأنه «محتال»، و«مـلـيء بالهراء»، و«لا يمكنه المشي، أو أن يجمع كلمتين معاً». تـــحـــويـــل الـــلـــعـــبـــة الانـــتـــخـــابـــيـــة إلـــى مجموعة من الشتائم بين مسنّين، بدلاً من أن يتنافسا على تقديم برامج انتخابية ناجعة، لبلد يعاني التضخم، والـديـون المتراكمة، وضعف الـدولار، لهو في عمق الاهــتـزاز الثقافي. أمـا خضوع الناخبين لبروبغندا وسائل التواصل، فهذه مسألة لا تقل خـطـراً؛ إذ لا شـيء يمكنه أن يُقنع محبي ترمب بأن عدد العاطلين عن العمل في أدنى مستوياته في عهد بايدن، عكس ما يُشيع ترمب، وأن الوضع الاقتصادي في زمـن هـذا الأخير لم يكن أفضل حـالاً، على غرار ما يدّعي. اخــــتــــلّــــت المــــــوازيــــــن والمــــقــــايــــيــــس فـي بــــــ د الــــعــــم ســـــــام، وانــــــحــــــدرت الـــحـــمـــ ت الانـتـخـابـيـة إلـــى درك مَـعـيـب، بـمـجـرد أن تنحّى جو بايدن كانت فيديوهات الهزء من المرشّحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس جاهزة، «إنها مجنونة»، اتهمها تــرمــب، «أدعـــوهـــا كـامـيـ الـضـاحـكـة، هل رأيتها تضحك؟»، ثم ينشر فيديو خضع لمونتاج رخيص، يجمع ضحكات هاريس المفرقعة، بشكل مـتـوالٍ، لتبدو كأنها في حالة هستيرية. في الحملة السابقة نعت ترمب المرأة بأنها «وحـــش» و«امـــرأة غضوبة»، وهي ألفاظ تنطوي على بُعد عنصري، وتعبّر عن الصورة النمطية للمرأة السوداء في المجتمع الأميركي. أضــــرّت أمـيـركـا بـالـديـمـقـراطـيـة أكثر مـــن الــديــكــتــاتــوريــات المــعــاديــة لــهــا، متى كــــانــــت أمــــيــــركــــا تـــغـــفـــر لمـــرشّـــحـــيـــهـــا عـــدم دفــــع ضــرائــبــهــم، أو الــتــحــرش بـالـنـسـاء، أو الـتـنـمـر عـلـى الـعـجـز والمـــــرض، ووسْـــم الآخـريـن بألفاظ عنصرية؟ تهمة واحـدة كانت تكفي لتطيح بـالمـرشـح، فما بالها تسمح بكل ذلك دفعة واحدة؟ يُــــعــــيــــد ويُـــــــكـــــــرّر المــــــــــؤرخ الـــفـــرنـــســـي إيمانويل تـود، تأكيده مسؤولية أميركا الكبرى في إضعاف الديمقراطية وقيمها في العالم، وهو ما سيؤدي في النهاية، إذا لــــم يـــتـــم تــــــــدارك الأمــــــــر، إلــــــى انـــهـــيـــار غــــربــــي، ويــعــتــقــد هـــــذا الأنـــثـــروبـــولـــوجـــي والمتخصّص في الديموغرافيا، بناءً على أرقــــام وبــيــانــات، أن أمــيــركــا بــــدأت تُـغـرق الـعـالـم فـي العنف منذ حــرب فيتنام إلى اليوم، بحروب جوّالة لم تتوقف، وصولاً إلــــى حــــرب روســـيـــا وأوكــــرانــــيــــا، وهــــو ما ألحق الضرر بنموذج نجح في أن يكون مشتهى الشعوب، وأعطى أحقية لأنظمة ديـكـتـاتـوريـة تــدّعــي أنــهــا تــقــدّم نـمـوذجـ أصـلـح وأكـثـر إنـسـانـيـة، رغــم كـل مـا يقال عنها. فــهــل يــمــكــن لـــكـــامـــالا، أو أي مـرشـح ديمقراطي جـديـد، أن يُنقذ الديمقراطية الأميركية مما آلت إليه؟ OPINION الرأي 12 Issue 16676 - العدد Thursday - 2024/7/25 الخميس الحداثة التيلا نراها كلاهما خضع للمؤسسة سقطة أخرى في الكابيتول وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com سوسن الأبطح سقطة جديدة للديمقراطية الأميركية... تكريمشخصمُدانٍ من أغلب المنظّمات الإنسانية الحداثة تدور حول العقل وكونه مهيمناً على العالم قوة المؤسسة في الحالة الأميركية غير مرئية في كثير من الأحيان سليمان جودة توفيق السيف

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky