issue16674

الثقافة CULTURE 18 Issue 16674 - العدد Tuesday - 2024/7/23 الثلاثاء تستحضره عائلته في ذكرى غيابه الثالثة كيف أمضىجبّور الدويهي يومه الأخير؟ كانت جائحة كـورونـا تعصف بالكوكب 3 يـــــوم أغـــمـــضجـــبـــور الـــدويـــهـــي عــيــنَــيــه قـــبـــل أعـــوام. حالت ظــروف الحَجر والمــرض العضال الــذي تمكّنَ مـن جـسـده، دون احتفاله بروايته الأخيرة «سمّ في الهواء». لم يوقّعها للأصدقاء كما جرت العادة ولم يُشرف على ترجمتها إلى الفرنسية. لكنّ سنوات الغياب لم تتراكم غباراً فــوق الـكـتـاب، فهو يـعـود إلــى أيـــادي المتابعين والأصــــدقــــاء ضـمـن احـتـفـالـيّـة تــعــدّ لـهـا عائلة الأديـــب اللبناني الـراحـل فـي المـكـان الأحـــبّ إلى قلبه، بلدة إهدن شمالي لبنان. «سمّ في الهواء» يوليو (تموز) ثقيلاً على 23 يحلّ تاريخ الــزوجــة تيريز والابــنــة مـاريـا الـلـتَـ تخصّان «الشرق الأوسط» بحديث عشيّة الذكرى. «رغم غصّة الرحيل التي لم تفارقنا بعد، سنحتفي بـــأدبـــه نــهــايــة هــــذا الــصــيــف مـــن خــــ ل قــــراءات وشهادات حول شخصه وأعماله، لا سيّما (سمّ في الهواء)»، تقول ماريا الدويهي. تلك الرواية بدأ الدويهي بكتابتها خارج البيت، هو الذي وجد إلهامه في المقاهي وسط زحـمـة الـنـاس الـذيـن شـكّـلـوا خميرة حكاياته. لــكــن عــنــدمــا خـــــارت قـــــواه، نــقــل الــحِــبــر إلــــى ما بين جـدران غرفته، حيث لا رفيق سوى شعاع شمسٍ صغير ومشهد جبل إهدن يسمو قبالة الــنـــافــذة. أمّــــا الــطــقــوس فـبـقـيـت هــي هـــي، على ما تــروي تيريز الدويهي؛ «كــان يتأنّق لملاقاة الحروف، يرتدي البدلة قبل البدء بالكتابة كما لو أنه يهمّ بالخروج من المنزل». لفَرط ما روّض الموت في رواياته، لربّما تآلفَ جبور الدويهي معه. تسترجع زوجته أيامه الأخيرة مؤكّدة أنه «عاشها كأنه ليس مريضاً ولن يموت». طيلة فترة المـــرض، لـم يتحدّث مــرة عـن الرحيل رغم معرفته بأنه كـان على مقربة منه. «هـو أصلاً لم يكن يفتح قلبه ويشاركنا الأفكار الدائرة في رأسه»، تقول تيريز. اليوم الأخير الــســنــتــان الأخـــيـــرتـــان فـــي حــيــاة جـبـور الــــدويــــهــــي، والــــلــــتــــان انـــقـــضـــتـــا بــــ ســطــور الـــروايـــة الأخـــيـــرة وعـــيـــادات الأطـــبّـــاء وأروقـــة 23 المستشفيات، اختُتمتا صـبـاح الجمعة . عن اليوم الأخير تتحدّث تيريز 2021 يوليو قائلة إنه أُصيب بانحطاط كامل في الصباح، فاحتاج إلى المساعدة كي يجلس. لكنه كان مصرّاً على مراقبة كل ما يدور حوله. تتابع السرد: «تحلّقنا حوله نداعب شعره ونقبّل وجــهــه. ابـنـتـاه تُــدفــئــان يــدَيــه وابــنُــه يناديه مــن دون جــــواب. غـــادر كـأنـه نـعـس ونـــام في حضن أولاده». هكذا مضى جبور الدويهي عـامـ ، مستلهماً مشهده الأخـيـر من 72 عـن عــــنــــوان روايــــتــــه الأولـــــــى «المـــــــوت بــــ الأهــــل . لم يكن خائفاً ولا متأ ّاً، بل 1990 ،» نعاس كان محاطاً بالحب والرعاية. «وفي اللحظة الأخـيـرة، كـان مبتسماً كي لا نـحـزن»، تروي الابنة ماريا. لم يسلّم العائلة وصيّة ولا مخطوطات روايـــــــــاتٍ جــــديــــدة، إنّــــمــــا تـــــرك خــلــفــه قـبّـعـتـه الـشـهـيـرة والـكـثـيـر والـكـثـيـر مــن الـكـتـب. «كـل مــا فــي الـبـيـت يــذكّــرنــا بـــه. لـكـن عـنـدمـا نقرأ كتبَه نشعر بحضوره قوياً حولنا، ونشعر بغيابه كــذلــك»، تـقـول مــاريــا والـغـصّـة تملأ صوتها. دخول متأخّر إلى الرواية كان جبور الدويهي زاهداً في الحياة. أحبّ منها أشياءها البسيطة، كالجلسات اليوميّة في المقهى مع الأصدقاء للعب الورق، وكزيارته الأســبــوعــيــة لــبــيــروت لـ طـمـئـنـان إلــــى أحــــوال الــعــاصــمــة. أحــــبّ كــذلــك طـــ ّبـــه فـــي «الـجـامـعـة اللبنانية» حيث درّسَ الأدب الفرنسيّ، وغـداءَ يــوم الأحـــد مـع الأولاد والأحـــفـــاد. لكن أكـثـر ما أحبّ الدويهي، الحكايات... يسردها، يكتبها، يقرأها ولا يملّها. تخبر تيريز بأنه «تعرّض خلال طفولته للتنمّر في المدرسة لأنه كان قارئاً نهماً، لا يفارق الكتاب حتى في الملعب». لكنّ سـخـريـة الـــرفـــاق لــم تـغـيّـر شـيـئـ ، فـظـلّ الكتاب صـديـق الــــدرب. مـن بـ مـؤلّـفـاتـه، كـانـت روايــة ، الأقــرب إلـى قلبه لأنها 2010 ،» «شريد المـنـازل تعكس جزءاً أساسياً من مرحلة شبابه. أما من بين الكتّاب العالميين، فتأثّر الدويهي بأسلوب غابرييل غارسيا مـاركـيـز، كما أحــبّ مارسيل بروست وإميل زولا. الفارق بينه وبـ هؤلاء الأدبـــاء أنـه أتـى إلـى الـروايـة متأخّراً، وتحديداً فــــي عــــامــــه الأربــــــعــــــ . والأغــــــــــرب مــــن ذلــــــك أنـــه اخـتـار الكتابة باللغة العربيّة وهــو المتمرّس بــالــفــرنــســيّــة ومـــدرّسُـــهـــا فـــي الــجــامــعــة. تخبر تــيــريــز الـــدويـــهـــي أن قــصــة حـقـيـقـيـة مـــن الــقــرن عن امــرأة من شمال لبنان رفضت إخـراج 19 الـــ جثة ابنها الوحيد من البيت مبقية عليه داخل صندوق معها، هي التي أوحت لجبور بدخول عـالـم الــروايــة، فكانت بـاكـورتـه الأدبــيّــة «المــوت بــ الأهـــل نـــعـــاس». ثــم كـــرّت الـسـبـحـة روايــــاتٍ تُرجمت إلى لغاتٍ عدّة وحصدت الجوائز، من أبــرزهــا «اعــتــدال الـخـريـف»، و«مـطـر حــزيــران»، و«عــ وردة»، و«حــي الأمـيـركـان». أمـا القاسم المشترك بينها فهو المكان، إذ ينطلق الدويهي دائــمــ مــن لـبـنـان؛ ولــيــس عـبـثـ أن أُطــلــق عليه لـقـب «روائـــــي الــحــيــاة الـلـبـنـانـيـة». لـطـالمـا كـــرّر أنّ «المـــطـــارح هـــي أســــاس الــــروايــــة»، ومـطـرحُـه المفضّل كان وطنه الذي عالجه روائياً بأبعاده التاريخية والاجتماعية والسياسية والدينية والنفسيّة. «رجُل من حبر وورق» مــــع كــــل روايــــــــة أصــــــدرَهــــــا، أثــــبــــتَ جــبــور الدويهي أنـه ليس قلماً عـابـراً فـي عالم الأدب. ورغـــــم دخـــولـــه المـــتـــأخّـــر إلــــى هــــذا الـــعـــالـــم، فهو ســرعــان مــا تــحــوّل إلـــى رائــــدٍ مــن روّاد الــروايــة اللبنانية المعاصرة وأحد أهمّ أعمدتها. غير أنّ كـل ذلـك المجد لـم يُخرجه مـن دائـــرة الـظـلّ التي ارتـــضـــاهـــا لـنـفـسـه. تـخـتـصـر مـــاريـــا الــدويــهــي حـالـة الخفر تلك لــدى والــدهــا بـعـبـارة تصيب الهدف: «روايته أكبر من الصورة التي عكسَها عـن نفسه». لـم يسمح الدويهي للروائي الـذي يسكنه أن يــســرق الــضــوء مــن الـــروايـــة. تتابع مــاريــا شـــارحـــة: «لـــم يـكـتـب مــن أجـــل الـحـصـول عـلـى تـقـديـر أو شـهـرة أو إعــجــاب، فـهـذه كانت سخافات بالنسبة لــه». لكن وفــق الابـنـة، فهو «ربّما كتب سعياً للخلود من خلال كتاباته». ولعلّ تلك العبارة التي قالها في أحد أحاديثه الــصــحــافــيــة الـقـلـيـلـة تُــثــبــت الـــنـــظـــريّـــة: «كـتُـبـي جعلتني رجــً من حبرٍ وورق». وبهذا الحبر والــورق، دخل جبور الدويهي الأبـد فعلاً، رغم ذهابه إلى الأبديّة. بيروت: كريستين حبيب لُقّب الدويهي بـ«روائيّ الحياة اللبنانية» وقد انطلقت معظم قصصه من مجتمعه المحلّيّ (فيسبوك) «الأديب الثقافية»: محور عن الدراسات النقدية ما بعد الأكاديمية صدر العدد العاشر من مجلة «الأديب »، وهـــــي مـجـلـة 2024 الــثـــقــافــيــة - صـــيـــف فصلية عراقية تُعنى بـ«قضايا الحداثة والــــحــــداثــــة الـــبـــعـــديـــة»، يــــــرأس تــحــريــرهــا الـكـاتـب الـعـراقـي عـبـاس عبد جـاسـم، وقد تضمّنت دراسات وبحوثاً ومقالات ثقافية مختلفة. كــتــب رئـــيـــس الــتــحــريــر «افــتــتــاحــيــة» العدد بعنوان «أسلمة العروبة أم عوربة الإسلام». وتــــــضــــــمّــــــن حـــــقـــــل «بــــــــحــــــــوث» ثـــــ ث دراسات؛ «أدونيس بين النصوالشخص» لــلــشــاعــر والـــنـــاقـــد والمـــتـــرجـــم عــبــد الـكـريـم كــاصــد، إذ «يــكــرّر أدونــيــس فــي حـديـث له أخير، ما قاله سابقاً في مناسبات كثيرة، وهو أن القارئ العربي غير معني بالنص قــــــدّر عــنــايــتــه بــالــشــخــص الــــــذي يـــقـــرأ لـــه، وبعبارة أخرى أنه يقرأ النص، فما يشغله هـو الشخص ذاتــه كما يفهمه الـقـارئ من خـ ل الـصـورة التي كوّنها عنه، الصورة الـــتـــي قـــد تـــكـــون مـــفـــارقـــة تــمــامــ لــلــصــورة الحقيقية للشخص». والدراسة الثانية «الخطاطة المعرفية: المــــفــــهــــوم وتـــــعـــــدّد الـــتـــســـمـــيـــات» لــلـــنــاقــدة الدكتورة وسن عبد المنعم، وذلك من خلال تفكيك «المتوالية القصصية» للدكتور ثائر العذاري، وفيه تسعى إلى التوصل لمفهوم جديد للنقد المتفكّر بآركيولوجية معرفية، من منطلق ما يصطلح عليه بـ«الخطاطة المعرفية» مـن حيث المفهوم العابر للنقد الأدبـــــــــي، بـــوصـــفــهـــا تـــمـــثّـــل أهـــــم الــثــيــمــات المفصلية فـي الـتـحـولات المعرفية مـا بعد الــحــداثــيــة بــأفــق ســوســيــو ثــقــافــي أوســــع. ونـــشـــر الـــدكـــتـــور فـــاضـــل عـــبـــود الـتـمـيـمـي «قـــــــراءة فـــي ضــــوء الـــــدراســـــات الــثــقــافــيــة» لـــ«يــومــيــات الـطـفـولـة فــي ســيــرة - أمــــواج» للناقد العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم. وتـــــقـــــدّم «الأديـــــــــب الـــثـــقـــافـــيـــة» مــحــور «الـــدراســـات الـنـقـديـة مــا بـعـد الأكـاديـمـيـة» بـأفـق نـقـدي مـوسـع، يضم دراســـات لنقاد وأكــــاديــــمــــيــــ عـــــــرب وعـــــراقـــــيـــــ ، مـــنـــهـــا: مـشـروعـيـة مــا بـعـد الأكــاديــمــيــة فــي النقد العربي المعاصر - للدكتورة آمـنـة بلعلي من الجزائر/ ما بعد المنهج: مسارات النقد العربي المعاصر مـن التمثل إلــى الكاوس - لــلــدكــتــور فــيــصــل حــصــيــد مـــن الــجــزائــر أيـــضـــ / المـفـاتـيـح الإجـــرائـــيـــة لـلـمـرحـلـة ما بـعـد الأكــاديــمــيــة - لـلـدكـتـور مـحـمـد سالم سعد الله/ النقد العربي ما بعد الأكاديمي (قفزة نوعية برهانات كبيرة) - للدكتور عبد العالي بوطيب من المغرب/ المقاربات الـبـيـنـيـة أفــقــ لــلــدراســات الـنـقـديـة مــا بعد الأكـاديـمـيـة - للدكتور عبد الـحـق بلعابد من جامعة قطر/ النقد وسلطة المؤسسة - للدكتور سامي محمد عبابنة من الأردن/ المـــمـــهـــدات الــنــظــريــة والــفــكــريــة لــلــدراســات الـنـقـديـة مـــا بـعـد الأكــاديــمــيــة - لـلـدكـتـورة إنصاف سلمان/ مقدمة في الفكر النقدي لمـــا بــعــد الــنــظــريــة الــنــقــديــة - عـــبـــاس عبد جاسم. وفــــــي حـــقـــل «ثــــقــــافــــة عــــالمــــيــــة»، نـشـر المترجم والكاتب المغربي عبد الرحيم نور الدين ترجمة لـ«حوار بين المفكر الأميركي مــايــكــل ســـانـــدل والــفــيــلــســوف الاســـتـــراقـــام إلـــى بيتر سـيـنـجـر»، وتـضـمـن مستويات متعدّدة من الفكر والفلسفة: «العدالة في العالم/ الأخــ ق/ منطق السوق/ الثقافة النفعية». وفــي حقل «نـصـوص» أسهمت الـــشـــاعـــرة والــــروائــــيــــة الـــعـــراقـــيـــة المـغـتـربـة نــضــال الــقــاضــي بـقـصـيـدة حـمـلـت عـنـوان «يممت وجهي». وفــــــــي حــــقــــل «تــــشــــكــــيــــل» كــــتــــب عــبــد الكريم كاصد مقالة بعنوان «تعبيريون: كاندنسكي، مونتر، والفارس الأزرق» عن معرض تشكيلي شامل. وفـــــي حـــقـــل «نـــقـــطـــة ابـــــتـــــداء»، تـــنـــاول الـدكـتـور عـبـد العظيم السلطاني «محنة قصيدة النثر»، إذ استتبع فيها العلامات الفارقة في تاريخ قصيدة النثر من حيث الـتـنـظـيـر لــهــا والمــنــجــز مــنــهــا، ابـــتـــداء من كـــتـــابـــهـــا فــــي مـــجـــلـــة «شــــعــــر» فــــي بـــيـــروت مثل أدونــيــس وأنـسـي الــحــاج، وغيرهما، ومــحــمــد المــــاغــــوط قـبـلـهـمـا، وتـــوقـــف عند الـــنـــقـــاط المــفــصــلــيــة لمــــــأزق قـــصـــيـــدة الـنـثـر ومحنتها في المرحلة الراهنة. وتصدر «الأديب الثقافية» بطبعتين؛ ورقية وإلكترونية في آن واحد. » الشرق الأوسط { بغداد: عاندت باريس بشدة دعوات متصاعدة لإعادة التفكير في تنظيم الحدث »... هل تنجح فرنسا في بناء قوتها الناعمة؟ 2024 «أولمبياد لــيــســت دورة الألــــعــــاب الأولمــــبــــيّــــة لــعــام ، الـــــتـــــي ســـتـــنـــطـــلـــق فــــــي بــــــاريــــــس فــي 2024 الـــــســـــادس والــــعــــشــــريــــن مـــــن يـــولـــيـــو (تــــمــــوز) الحالي، بأولى الـــدّورات التي ستستضيفها الـعـاصـمـة الـفـرنـسـيـة، بــل الـثـالـثـة؛ إذ حظيت بشرف تنظيم أول دورة فـي الـقـرن العشرين ، ما يجعلها 1924 )، ولاحقاً دورة عام 1900( المدينة الأكثر استضافة للألعاب تساوياً مع العاصمة البريطانية لندن. وعلى الرّغم من كل الضّجيج الذي سعت الدّولةالفرنسيّةإلىإطلاقهحولكيفستجعل » مـخـتـلـفـة عــــن الـــــــدورات 2024 مــــن «بــــاريــــس الــســابــقــة لـتـعـكـس مـــوقـــع الــــريــــادة الـفـرنـسـيـة فـي الـعـالـم كما فـي خـطـاب تـونـي إستانغيه، رئيس اللجنة المنظمة، العالي النبرة: «نريد أن نعرض أفضل ما في فرنسا. لدينا الكثير لنقدمه، وسنثبت أن هذا البلد لديه كل القوة والإمكانات للتأكد من أن هذه الألعاب ستبقى في الذاكرة إلى الأبــد»، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل مـاكـرون أيـضـ سعى إلــى أن تكون احــــتــــفــــالاً صـــاخـــبـــ فــــي عــــهــــده بــيــنــمــا يــدخــل الـنـصـف الــثــانــي مـــن ولايـــتـــه الأخـــيـــرة، بينما فرنسا تخطو نحو يوم الافتتاح في لجج من أزمـــات سياسيّة متعددة، ويعتريها قلق من أن يـجـعـل المــعــارضــون مــن «الألـــعـــاب» منصّة لـتـسـجـيـل مــواقــفــهــم ضــــدّ الــســلــطــة؛ لا سيما موقفها المدان من الحرب على غزّة، والأسوأ أن الهيئة المنظمة اخـتـارت، على خـ ف المعتاد، أن تجري الأنشطة الأساسية للدورة في قلب المدينة لا على أطرافها (كما في دورتـي لندن ، مثلاً)، 2016 ، وريو دي جانيرو في 2012 عام مما يهدد بتحديات لوجيستية وأمنية جمّة بدأت إرهاصاتها في الظهور منذ اليوم، فيما الجمهوريّة على موعد مع وزير داخلية جديد سيتسلم مسؤولياته قبل أسبوعين فقط من ليلة الافتتاح، بينما نصف سكان العاصمة بـــاريـــس يــعــتــقــدون أن اســتــضــافــتــهــا الــحــدث الرياضي الأهم «فكرة سيئة للغاية». وكـــــانـــــت بـــــاريـــــس قـــــد تـــعـــهـــدت بـخـفـض انــــبــــعــــاثــــات الـــــــغـــــــازات المـــســـبـــبـــة لـــ حـــتـــبـــاس الحراري إلى النصف مقارنة بمستوياتها في دورتـــي «لـنـدن» و«ريـــو دي جـانـيـرو»، وتبنت لــذلــك إجــــــراءات غـيـر مـسـبـوقـة؛ إذ لـــن يسمح مـــثـــً بـــاســـتـــخـــدام مــــولــــدات الــــديــــزل لتشغيل عــــربــــات الـــبـــث المـــبـــاشـــر، وهــــنــــاك كـــمـــيـــات أقـــل مـــن الــلــحــوم عـلـى قـــوائـــم إطـــعـــام الـريـاضـيـ ، وعـدد محدود للغاية من أعمال بناء منشآت جديدة، وذلـك في استعراض لمؤهلات الدّولة الــفــرنــســيــة بــيــئــيــ ، وأيــــضــــ لـتـحـقـيـق طــمــوح «اللجنة الأولمبية الدولية» في إثبات أن أكبر حــــدث ريـــاضـــي فـــي الـــعـــالـــم يــمــكــن أن يصبح صـــديـــقـــ لــلــبــيــئــة. لـــكـــن أكـــاديـــمـــيـــ ونــشــطــاء بيئيين شككوا في إمكانية تحقيق ذلك، وسط تساؤلات حول الحجم الإضافي للسفر الجوي الــــذي تتطلبه دورة بــهــذا الـحـجـم، والـضـغـط الذي ستضيفه على قدرة قلب المدينة لضمان ديمومة حركة النقل وانسيابها؛ الأمــر الـذي دفـــع بــ«مـنـظـمـة مـراقـبـة الــكــربــون» إلـــى الـزعـم أن «خــــطــــط الـــعـــاصـــمـــة الـــفـــرنـــســـيـــة لــخــفـض الانبعاثات لم تذهب بعيداً بما فيه الكفاية، وستكون دورة الألـعـاب دون مساهمة فعلية في مواجهة تغير المناخ». وقد عاندت باريس بشدة دعوات مزدادة لإعـــــادة الـتـفـكـيـر فـــي الـــحـــدث، وتــحــويــلــه إلــى سلسلة أحــــداث محلية يمكن تـوزيـعـهـا على مناطق عدة عبر فرنسا وربما جيرانها أيضاً؛ لأنـــه يفقد حينئذ مـيـزة العملقة الـتـي تخدم أغـــراض الاسـتـعـراض السياسي وبـنـاء القوة الناعمة. ويتهم البعض الحكومة باستغلال المـــنـــاســـبـــة الـــعـــالمـــيـــة لــتــمــكــ مــــشــــروع ضـخـم للمراقبة المكثفة فـي فرنسا عبر نشر شبكة هائلة من كاميرات الرقابة في بلد ظل حساساً دائماً لناحية الحق في الخصوصية. فــهـل خــلـط الــفـرنــسـيــون ريـــاضـــة الـعـالـم بسياستهم؟ إن تاريخ الأولمبياد، منذ استعاد العالم مـــزاج الألــعــاب الـريـاضـيـة الإغـريـقـيـة القديمة (دورة 1896 فـي ثــوب عـصـري بـدايـة مـن عــام أثينا)، ظلّ دائماً شديد الارتباط بالسياسة ومــوازيــن الـقـوى بـ الأمـــم، وعكست مسائل اخـتـيـار المـــدن المـضـيـفـة، والـــــدول الــتــي تُـدعـى فـــرقـــهـــا لــلــمــشــاركــة فـــيـــهـــا، المـــــــزاج الــســيــاســي والـتـحـالـفـات الــدّولــيــة فــي وقـتـهـا، وتـداخـلـت مـع توجهات الأمــم الــرائــدة والـصـاعـدة لبناء مصادر قوتها الناعمة. يقول المـؤرخـون مثلاً إن باريس عندما » كانت تمور بالأفكار 1900 نظّمت «أولمبياد التي وجدت قنوات لها للتجسد في مختلف مجالات الفنون والعلوم والصناعة، وتـ زم تنظيم دورة الألعاب حينها مع استضافتها المعرض الدّولي الذي كان يستقطب الزائرين من مختلف أرجاء العالم للاطلاع على أحدث الاخـتـراعـات والإنــجــازات الصناعيّة المبهرة، فـأصـبـحـت الــــــدورة الــريــاضــيــة كــأنّــهــا مـجـرد نـــشـــاط تــرفــيــهـي مـلـحـق بـــالمـــعـــرض. ولا شــكّ فـي أن فرنسا استخدمت نفوذها السياسيّ الــــطــــاغــــي حـــيـــنـــئـــذ لـــــفـــــرض أجــــنــــدتــــهــــا عــلــى «اللجنة الأولمبيّة الدّولية» ووضع الدورة في خـدمـة أولــويــات الــدولــة الفرنسية اقتصادياً وسياسياً. وتــصــف صــحــافــة تــلــك الــفــتــرة ضـخـامـة أشهر - 5 الـحـدث؛ الـذي استمر لما يزيد على مـن منتصف مـايـو (أيّــــار) إلــى نهاية أكتوبر ألــف ريـاضـيّ 59 (تـشـريـن الأول) - بمشاركة حضروا للمنافسة من مختلف أرجاء العالم، آلاف 10 وجمع لحمايتهم وإسنادهم أكثر من رجل من الإطفائيين والمسعفين والصيادين، وهــؤلاء شاركوا في منافسة لصيد الأسماك مـــن نـهـر الــســ سـعـيـ لـتـوفـيـر الأمـــــوال الـتـي تــدفــع لاســتــيــراد الأســـمـــاك الـبـحـريـة مـــن دول مــــجــــاورة، نــاهــيــك بـــعـــدد هـــائـــل مـــن مـوظـفـي الـحـكـومـة الـفـرنـسـيـة الـــذيـــن أداروا الأنـشـطـة المرافقة لـلـدورة عبر شبكة ضخمة من لجان فـرعـيـة توجهها لجنة تنظيم مـركـزيـة تتبع وزير التجارة الفرنسي. ويــقــول المــــؤرخ الـبـريـطـانـي ديـفـيـد أويــن فـــي كــتــابــه «الــــقــــوات الأخــــــرى: الـــريـــاضـــة عند »)2024( الفرنسيين من وجهة نظر إنجليزية إن الـــتـــقـــريـــر الــنــهــائــي 1900 عــــن دورة عـــــام الـــــذي صــــدر عـــن وزارة الـــتـــجـــارة والـصـنـاعـة الــفــرنــســيــة - لا عـــن جــهــة ريـــاضـــيّـــة - أفـــاض فــي وصـــف الـعـربـات والآلـــيـــات الـتـي تنتجها المصانع الفرنسية - ســواء لـ غـراض المدنية والـــعـــســـكـــريـــة - والـــــتـــــي شـــــاركـــــت فـــــي أنــــــواع مختلفة مـــن ريـــاضـــات الــســبــاق، إضـــافـــة إلـى وصـفـه المكثف نشاطات مـوازيـة استعرضت كــــفــــاءة تـــلـــك الـــعـــربـــات وغـــيـــرهـــا مــــن الآلـــيـــات الثقيلة وسيارات النقل ومعدات القتال أمام الجماهير عـلـى هـامـش سـبـاقـات الأولمـبـيـاد. ويـ حـظ كذلك أن أنشطة الـرّمـايـة وسباقات المناطيد (وصل أحدها إلى جوار كييف على كيلومتر من باريس) والمنافسات 1900 بعد بين وحـدات المدفعية (هـذه الأخيرة اقتصرت المــشــاركــة فيها عـلـى الـفـرنـسـيـ ) شكلت في مجموعها الـجـزء الأهـــم مـن الفعاليات التي نظمت تحت مظلّة الدّورة بما يخدم توجهات العسكرة للدولة الفرنسية حينها. » و«بـاريـس 1900 وهــكــذا؛ بـ «بــاريــس » تـغـيـرت أولـــويـــات الـــدولـــة الـفـرنـسـيـة، 2024 وتـفـاوتـت الــريــاضــات المـشـمـولـة بـالأولمـبـيـاد، ولكن مبدأ اخـتـ ط السياسة بالرياضة ظل ثابتاً لا يتبدل. ندىحطيط كانت باريسحين نظّمت » تمور 1900 «أولمبياد بالأفكار التي وجدت قنوات لها للتجسد في مختلف مجالات الفنون والعلوم والصناعة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky