issue16674

اقتصاد 16 Issue 16674 - العدد Tuesday - 2024/7/23 الثلاثاء ECONOMY وليد خدوري لا يرجّح قيام هاريس بتحولات كبيرة في الاتجاه الذيرسمه بايدن بشأن المناخ صناعة طاقة الرياح البحرية تواجه صعوبات اقتصادية انطلقت منذ أوائـــل العقد المـاضـي صناعتا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح (بالذات صناعة طاقة الرياح البحرية) بحيث هيمنتا على قطاع الطاقات المستدامة في المرحلة الأولى لتحول الطاقة. لكن بدأ مؤخراً بروز انتقادات متزايدة عن الدور الذي يمكن أن يلعبه هذان القطاعان في ضوء الزيادة السنوية للطلب على الطاقة، ناهيك عن صعوبات كل من القطاعين فـي توليد الطاقة الكهربائية باستمرار دون انخفاضات أو انقطاعات، الأمر الذي يؤدي إلى الاعتماد على النفط أو الغاز كوقود مساعد في دعم استمرارية هذين القطاعين. برز مؤخراً أيضاً تحدّ اقتصادي لصناعة طاقة الرياح البحرية، مما أخذ يعرقل سرعة نمو وتوسع وإمكانات هذه الصناعة، بالذات بعد أن أصبحت مصدراً أساسياً لتوليد الطاقة الكهربائية، بخاصة في المناطق الساحلية الواسعة في كل من الولايات المتحدة والأقطار الأوروبية. بـــدأت الـصـعـوبـات الاقـتـصـاديـة تـعـرقـل أو تـــؤدي إلـــى تـبـاطـؤ توسع صـنـاعـة طــاقــة الـــريـــاح. فـــــزادت تـكـالـيـف الإنـــشـــاء لتشييد هـــذه الـصـنـاعـة فــي المــائــة عن 60 إلـــى 40 زيــــادة نـحـو 2023 الـحـديـثـة؛ إذ شكلت فــي عـــام ، مما أدى إلى الاستغناء 2021 الموازنات المقدرة لبعض المشاريع في عام عن عدد من هذه المشاريع للمحافظة على أرباح الشركات المعنية. وصــدرت مؤخراً دراســة للشركة الاستشارية «ماكنزي» تشير فيها إلـى أن التطور والتوسع السريع والعالي للصناعة، الــذي بـدأ منذ نحو ، قـد بــدأ ينخفض ويتباطأ. كما بــدأت سياسات الـتـفـاؤل التي 2010 عــام تتقلص وتتلاشى تدريجياً، بسبب ارتفاع 2010 واكبت الصناعة منذ عام التكاليف والـفـرق السعري العالي بـ تشييد هـذه الصناعة وصناعات الطاقات المستدامة الأخرى. أولــت الحكومات المعنية أهمية كبرى بهذه الصناعة عند نشوئها قبل عقدين؛ نظراً لانخفاض الانبعاثات منها ولموجة التفاؤل التي سادت إمكاناتها ومستقبلها. وقد استمر هذا الاهتمام طوال العقد الماضي حتى أوائل العقد الجاري. تشير دراسة «ماكنزي» المعنونة «طاقة الرياح البحرية: استراتيجيات يوليو (تموز) الجاري، إلى أن صناعة 12 لأوقات صعبة»، والمنشورة في طاقة الرياح تقع حالياً في موقع مختلف عن سنوات انطلاقها الأولى في بداية العقد السابق. يكمن السبب فـي النجاح عندئذ إلــى إمكانية صناعة طـاقـة الـريـاح البحرية توليد الكهرباء بأسعار تنافسية وبانبعاثات منخفضة، مما ســاعــد الـــــدول الــتــي تستعملها عـلـى تـحـقـيـق هـــدف تـصـفـيـر الانـبـعـاثـات المطلوب بحلول منتصف القرن. لكن، تضيف دراسـة «ماكنزي»، أخذت الأوضـاع الاقتصادية الراهنة تضغط عـلـى هـــذه الـصـنـاعـة، مـمـا أخـــذ يـؤثـر سلباً عـلـى سـرعـة توسعها وأربــاحــهــا. وقـــد شـهـدت مــؤخــراً اجـتـمـاعـات مـسـاهـمـي الــشــركــات المعنية ضغوطاً وتساؤلات حول مستقبل الصناعة والشركات المعنية على ضوء في المائة عن التقديرات الأولية لمشاريع 60-40 زيادة تكاليف المشاريع نحو بداية هذا العقد. على عقود 2023 حصلتصناعة طاقة الرياح البحرية العالمية في عام .2030 غيغاواط من الكهرباء بحلول عام 400 لتشييد محطات لتغذية مـن الجدير بالذكر، أن إمكانات طـاقـات الـريـاح العالمية التي دخلت غيغاواط 66 إلى 2010 غيغاواط في عام 3 مرحلة التشغيل قد ارتفعت من (وهذه الطاقة كافية لتلبية الطلب على الكهرباء في إسبانيا، 2023 في عام مثلاً). ومما ساعد الصناعة في بادئ الأمر، المنافسة العالية بين الشركات، وانخفاض أسعار الفائدة، والتقنية المتوفرة. والسؤال الآن، بحسب «ماكنزي»: هل ستستطيع صناعة طاقة الرياح الـبـحـريـة اســتـعــادة تـجـربـة نـمـوهـا الــواســع والــســريــع الـــذي حققته خـ ل العقد الأول من انطلاقها؟ وهل سيكون من الممكن تقليص تكاليف تشييد المشاريع الجديدة لكي تستطيع منافسة أسعار بقية الطاقات المستدامة؟ توقعات بترويجها التقدم المحقّق من الإدارة الحالية في السياسات الاقتصادية كامالا هاريسخصم أشد شراسة من بايدن لصناعة النفط بعد انسحاب الرئيس الأميركي الحالي جــو بـــايـــدن، مــن الـسـبـاق الــرئــاســي، وتـرشـيـح كــامــالا هـــاريـــس، تـتـجـه الأنـــظـــار إلـــى مواقفها حيال صناعة النفط في وقت يُنظَر إليها على أنــهــا مـعـارضـة أكــثــر شــراســة مــن بــايــدن لهذه الصناعة. وبــــصــــفــــتــــهــــا المـــــدعـــــيـــــة الـــــعـــــامـــــة لــــولايــــة كاليفورنيا، رفـعـت هـاريـس دعـــاوى قضائية ضـــد شـــركـــات الــــوقــــود الأحـــــفـــــوري، وحــاكــمــت شـركــة خــطــوط أنـابـيـب بـسـبـب تـسـرب الـنـفـط، وحـقـقـت مـــع شــركــة «إكـــســـون مــوبــيــل» بتهمة تضليل الجمهور بشأن تغير المناخ. الآن، مع تنافس نائبة الرئيس فجأة على تــرشــيــح الـــحـــزب الــديــمــقــراطــي بــعــد أن تخلى الرئيس جو بايدن، عن محاولة إعادة انتخابه يــــوم الأحــــــد، فــــإن هــــذا الــســجــل يـثـيـر اهـتـمـامـ عــمــيــقــ لـــكـــل مــــن صـــنـــاعـــة الـــطـــاقـــة الأمــيــركــيــة ونشطاء المناخ على حدّ سواء. يُنظر إلـى رئـاسـة هـاريـس المحتملة على أنـــهـــا أكـــثـــر عـــدوانـــيـــة مـــن بـــايـــدن فـــي مـواجـهـة شركات النفط بسبب التلوث ومعالجة العدالة البيئية، وفق ما ذكرت «بلومبرغ». وقـــــــال الــــنــــائــــب جـــــاريـــــد هــــوفــــمــــان، وهـــو ديـــمـــقـــراطـــي مــــن ولايــــــة كـــالـــيـــفـــورنـــيـــا، مــوطــن هــاريــس، فـي مقابلة: «إنـهـا نــوع الـقـائـد الـذي سيحاسب صـنـاعـة الــوقــود الأحـــفـــوري، وهــذا مـا نحتاج إليه الآن. إنها بالتأكيد ستستمر وتـبـنـي عـلـى نـجـاح إدارة بــايــدن فيما يتعلق بالمناخ والطاقة النظيفة». فــــي حــــ أنـــــه مــــن غـــيـــر المــــرجــــح أن تــقــوم هـــاريـــس بــتــحــولات كــبــيــرة فـــي الاتـــجـــاه الـــذي رسمه بايدن بشأن تغير المناخ، فإن معارضتها للحفر البحري والتكسير الهيدروليكي تشير إلى أنها ستكون خصماً شرساً لصناعة النفط إذا حصلت على ترشيح الـحـزب الديمقراطي وفـــازت بالبيت الأبـيـض فـي نوفمبر (تشرين الثاني). يقول المحللون والمدافعون عن البيئة إن نهج هـاريـس تجاه تطوير الـوقـود الأحـفـوري يضعها على يسار بايدن، الـذي تحرك لوقف مبيعات عـقـود إيــجــار الـنـفـط الـبـحـريـة مؤقتاً في الأسبوع الأول من توليه منصبه، لكنه لم يـفِ بوعد حملته الانتخابية بالحظر الكامل للسماح بــدخــول الـنـفـط والــغــاز إلـــى الأراضـــي والمياه العامة. عـــلـــى ســـبـــيـــل المـــــثـــــال، دعـــــت هــــاريــــس فـي إلـــــى فـــــرض حـــظـــر عـــلـــى الـتـكـسـيـر 2019 عـــــام الـهـيـدرولـيـكـي، وهـــي مـمـارسـة صـنـاعـة النفط المـــســـتـــخـــدمـــة لاســــتــــخــــراج الـــنـــفـــط والـــــغـــــاز مـن الــتــكــويــنــات الــصــخــريــة الــكــثــيــفــة، عــلــى الــرغــم مـن أن بـايـدن لـم يدعم هـذه الخطوة أبـــداً. كما أنـــهـــا انـــتـــقـــدت بــشــكــل خـــــاص تـــطـــويـــر الــنــفــط الــبــحــري، حـيـث سـعـت إلـــى الـحـد مــن عمليات الــحــفــر الـــجـــديـــدة قــبــالــة ســـاحـــل كـالـيـفـورنـيـا. وبـوصـفـهـا المــدعــي الــعــام لـلـولايـة، ذهـبـت إلـى المحكمة للطعن في سماح الحكومة الفيدرالية بـالـتـكـسـيـر الــهــيــدرولــيــكــي فـــي مـــيـــاه المـحـيـط الهادئ. وقـــال المــدافــعــون عــن الـبـيـئـة، يـــوم الأحـــد، إن هاريس لديها تاريخ في الوقوف في وجه شركات النفط الكبرى. مـــــن المـــــؤكـــــد أن دور هـــــاريـــــس كــمــدعــيــة عامة لـولايـة كاليفورنيا -وهــو المنصب الـذي ســـنـــوات- وضــعــهــا فـــي مـوقـف 6 شـغـلـتـه لمــــدة قتالي طبيعي ضد الشركات التي يُزعم أنها انتهكت قوانين الولاية. ليس هناك ما يضمن أنها ستكون ملاكمة إلـى هـذا الحد في البيت الأبيض. ومـــــــع ذلـــــــــك، أكـــــــــدت هـــــاريـــــس مــعــركــتــهــا فـــي كــالــيــفــورنــيــا ضـــد شـــركـــات الــنــفــط عـنـدمـا قـامـت بحملتها الانتخابية للرئاسة فـي عام ، وفقاً لمنصة المناخ على موقع حملتها 2019 الرئاسية على الإنترنت، فإن كامالا «تعلم أننا بـحـاجـة إلـــى مـواجـهـة شــركــات الـنـفـط الـكـبـرى للفوز في هذه المعركة -وهذا بالضبط ما فعلته طوال حياتها المهنية». فـــي ذلـــك الـــوقـــت، حــــددت هـــاريـــس خططاً لــتــعــزيــز إنــــفــــاذ الـــقـــانـــون الــبــيــئــي الـــفـــيـــدرالـــي و«محاسبة الملوثين»، بما في ذلـك عن طريق تـــوجـــيـــه وزارة الـــــعـــــدل لــــ«مـــعـــالـــجـــة الـــتـــلـــوث التراكمي والتراثي». قــد يعني هـــذا الـنـطـاق مـراقـبـة الـشـركـات الانبعاثات التاريخية لثاني أكسيد الكربون الـذي يـؤدي إلى الاحتباس الحراري والمرتبط باحتراق النفط والغاز. ووعـــــدت حملتها بـــأن «كـــامـــالا ستعطي الأولـــويـــة لـلـصـحـة الــعــامــة وسـتـجـبـر المـلـوثـ على دفع ثمن الضرر الذي يسببونه من خلال زيادة العقوبات على الشركات التي يتبين أنها لا تمتثل للقوانين الفيدرالية». وبـــــصـــــفـــــتـــــهـــــا المــــــــدعــــــــي الــــــــعــــــــام لــــــولايــــــة كاليفورنيا، قامت هاريس بمراقبة المخالفات البيئية وانضمت إلى ولايات أخرى في الدفاع عـــن ســـيـــاســـات المـــنـــاخ فـــي عــهــد أوبــــامــــا. كــان مكتبها أيضاً جزءاً من تحقيق متعدد الولايات حـول مـا إذا كانت شركة «إكـسـون موبيل» قد ضللت الجمهور بشأن تغير المناخ. ورفــــعــــت هــــاريــــس الـــعـــديـــد مــــن الــــدعــــاوى الـقـضـائـيـة الــتــي تـسـتـهـدف المـــرافـــق وشــركــات النفط بسبب الـتـلـوث التقليدي، بما فـي ذلك ضـــــد شــــركــــة غــــــاز جـــنـــوب 2016 قـــضـــيـــة عــــــام كاليفورنيا، بشأن تسرب غاز الميثان من موقع ،2016 تــخــزيــن «ألــيــســو كـــانـــيـــون». وفــــي عــــام مليون 14 حصل مكتبها على تسوية بقيمة دولار مـع الـشـركـات التابعة لشركة «بــي بي» بسبب مـزاعـم بأنها فشلت فـي منع صهاريج التخزين تحت الأرض من تسرب البنزين فيما محطة وقـــود فـي جميع أنحاء 800 يـقـرب مـن كاليفورنيا. وفــي عهد هــاريــس، حصلت كاليفورنيا عـلـى تــســويــات أخــــرى بـمـ يـ الــــــدولارات مع » و«كـــــوكـــــو فــيــلــيــبــس» 66 شــــركــــة «فـــيــلـــيــبــس و«شيفرون يو إس إيه» و«شيفرون ستايشن» لحل ادعاءات مماثلة تتعلق بتسريب خزانات الـبـنـزيـن تـحـت الأرض، وفــقــ لمـكـتـبـهـا. وبـعـد 140 تـمـزق خـط أنـابـيـب وتـسـرب مـا يـقـرب مـن ألــــف غـــالـــون مـــن الـــنـــفـــط، قــــدم مــكــتــب هــاريــس لــــوائــــح اتــــهــــام جـــنـــائـــيـــة ضــــد شــــركــــة «بـــ يـــن أميركان يابلاين» ومقرها هيوستن. وأشار آر إل ميلر، مندوب اللجنة الوطنية الـديـمـقـراطـيـة فــي كـالـيـفـورنـيـا، إلـــى أن تركيز هــاريــس المـكـثـف عـلـى جـعـل المـلـوثـ يـدفـعـون وعلى العدالة البيئية خلق تمييزاً عن بايدن .2020 خلال سباق وقال ميلر: «إنها ستواصل إلى حد كبير إرث جــو بــايــدن –ولــكــن مــع الـتـركـيـز عـلـى تلك النقاط. سوف تأخذها إلى المستوى التالي». ومثل بايدن، كانت هاريس لا لبس فيها في وصف أزمة المناخ بأنها حالة طارئة، قائلة العام الماضي إنها «من أكثر الأمور إلحاحاً في عصرنا». وفي مجلس الشيوخ، شاركت في رعاية التشريع الذي يعزز مبادئ الصفقة الخضراء 10 الجديدة، التي دعت إلى تعبئة وطنية لمدة سـنـوات للقضاء على الانـبـعـاثـات، والانـتـقـال إلى طاقة خالية من الانبعاثات وإصلاح أنظمة الـنـقـل فــي الـــبـــ د. وعــلــى الــرغــم مــن أن قـانـون خفض التضخم الـذي سُـنّ في عهد بايدن هو قــانــون المــنــاخ الأكــثــر شــمــولاً فــي الـــبـــ د، فإنه لا يـــزال لا يصل إلــى نـطـاق الصفقة الخضراء الـجـديـدة الـتـي يـدعـو إلـيـهـا بـعـض التقدميين الديمقراطيين. في الاقتصاد مــــن المـــتـــوقـــع أن تــــــروج هــــاريــــس لـبـعـض التقدم الذي حققته إدارة بايدن في السياسات الاقتصادية، بما في ذلك صفقة بايدن للبنية التحتية وقانون الحد من التضخم. في أبريل (نيسان) الماضي، أعلنتهاريس «جـــولـــة الـــفـــرص الاقـــتـــصـــاديـــة» عــلــى مـسـتـوى الـبـ د لتعزيز تـقـدم الإدارة فـي الاسـتـثـمـارات نحو الشركات الصغيرة والتضخم والإعـفـاء من قروض الطلاب. فـــي الـــســـابـــق، قـــدمـــت هـــاريـــس ســيــاســات لـدعـم الطبقة الـوسـطـى، مثل ائـتـمـان ضريبي آلاف دولار لأولـئـك 3 قـابـل لــ ســتــرداد بقيمة ألــف دولار أو أقــل سنوياً، 50 الـذيـن يكسبون آلاف دولار للأزواج الذين يحصلون 6 وائتمان ألف دولار أو أقل. 100 على كما أنها دفعت من أجـل زيــادة الضرائب عــــلــــى الـــــشـــــركـــــات وانـــــتـــــقـــــدت الـــتـــخـــفـــيـــضـــات الضريبية للرئيس السابق دونالد ترمب. الرعاية الصحية خـــــ ل تـــرشـــحـــهـــا الــــرئــــاســــي الأول، قـــام مــنــافــســو هـــاريـــس بــتــدريــبــهــا عــلــى مـواقـفـهـا المــتــغــيــرة بـــشـــأن الـــرعـــايـــة الــصــحــيــة. فـــي عــام أحدثت هاريس ضجة عندما أصبحت 2019 أول مــرشــحــة رئــاســيــة ديــمــقــراطــيــة محتملة تـتـعـاون مــع الـسـيـنـاتـور بـيـرنـي ســـانـــدرز، من ولايـــة فـيـرمـونـت، فــي خـطـة «الــرعــايــة الطبية للجميع». هاريستتحدث في تجمع انتخابي في فرجينيا (أ.ف.ب) واشنطن: «الشرق الأوسط» السياسة تكسر صعود الأسواق المالية العالمية أطــاحــت الـسـيـاسـة الأســـــواق العالمية من قمم قياسية وعلى مدى أسابيع قليلة مــضــطــربــة صـــعـــدت إلــــى الـــواجـــهـــة، حيث يــــواجــــه المـــســتــثــمــرون احــتــمــالــيــة أوروبــــــا المنقسمة بشكل متزايد وأميركا الانعزالية وتباطؤ نبض التجارة العالمية. فقد تـصـدّرت الجغرافيا السياسية قائمة المخاطر لمديري الأمـــوال السيادية هـــذا الـــعـــام، وبــعــد ارتـــفـــاع هــائــل، تتدفق الأمــــوال مــن بـــؤر الـتـوتـر المحتملة - مثل ســــوق الأوراق المــالــيــة فـــي تـــايـــوان - إلــى مـــــــ ذات مـــثـــل الــــذهــــب، الــــــذي وصـــــل إلـــى أعـلـى مستوياته على الإطـــ ق الأسـبـوع الماضي. خــــط الــتــفــكــيــر هــــو أن فـــتـــرة الـــســـ م والـــتـــجـــارة الـــحـــرة قـــد انــتــهــت وأن الـفـتـرة الـــتــالـــيـــة تـــبـــدو أقـــــل ربـــحـــيـــة، وفـــــق تـقـريـر لـ«رويترز». مــــا يـــقـــرب مــــن نـــصـــف ســـكـــان الــعــالــم يــــصــــوّتــــون هــــــذا الــــعــــام والـــنـــتـــائـــج حـتـى الآن تـــدعـــم الــتــحــول فـــي المـــــــزاج: انـتـخـبـت تـايـوان رئيساً مكروهاً فـي بكين، وتوجه الناخبون إلى اليمين في فرنسا، وحصلوا عـلـى أكـبـر أغـلـبـيـة يـسـاريـة فــي بريطانيا منذ جيل كامل. وعلى مدى ثمانية أيام فقط، أحدثت الحملة الانتخابية فـي الـولايـات المتحدة موجات من الصدمة: أصيب المرشح الأوفر حظاً دونــالــد تـرمـب بـرصـاصـة، واستقال جو بايدن قبل أقل من أربعة أشهر من يوم الاقتراع. وقــد بــدأت الأســـواق تتكيف، ودفعت الأخــــبــــار المــــخــــاوف الــجــيــوســيــاســيــة إلـــى مقدمة أذهان المستثمرين. وقـــال إريـــك كـنـوتـزن، كبير مسؤولي الاســـتـــثـــمـــار مـــتـــعـــدد الأصـــــــول فــــي شــركــة «نــوبــرغــيــر بـــيـــرمـــان» الـــتـــي تـــديـــر أصــــولاً مليار دولار: «إنـهـا بالتأكيد 481 بقيمة واحـــــدة مـــن أهـــم الاعـــتـــبـــارات الــتــي عملنا عليها في عمليتنا طوال العام». وأضاف: «إن الطريقة رفيعة المستوى التي يتم بها إظهار ذلك هي تقييم مستويات المخاطر الإجمالية لمحفظتنا». وقــــد كــــان ذلــــك واضـــحـــ بــالــفــعــل في الأسـعـار، حيث تركز الأســـواق على الفور عــلــى اثـــنـــ مـــن المـــخـــاطـــر المـحـتـمـلـة الـتـي مـن المـرجـح أن تتفاقم بسبب فــوز ترمب: الــتــضــخــم والـــقـــيـــود أو الاضـــطـــرابـــات في مـــبـــيـــعـــات أشـــــبـــــاه المــــــوصــــــ ت، وخـــاصـــة بالنسبة لتايوان. وارتــــــفــــــع الــــــذهــــــب، الــــــــذي يــــعــــدّ أداةً للتحوط من التضخم ومستفيداً من طلب المــصــارف المـركـزيـة فـي ظـل مـنـاخ مـن عدم 2450 الــثــقــة، إلــــى مــســتــوى قــيــاســي فــــوق دولاراً لـــ وقـــيـــة فـــي الأيــــــام الـــتـــي أعـقـبـت محاولة اغتيال ترمب، وهو الحدث الذي حفز أنصاره. في الوقت نفسه، تم القضاء على أكثر مليار دولار مـن القيمة السوقية 100 مـن لشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات فــــي أقـــــل مــــن أســــبــــوع بـــعـــد أن بـــــدا تــرمــب غــامــضــ بـــشـــأن الـــتـــزامـــه بـحـمـايـة تـــايـــوان وصناعة الرقائق. وتراجعت العملة التايوانية إلى أدنى مستوياتها فـي أكـثـر مـن ثماني سنوات يـــــوم الاثــــنــــ مــــع فــــــرار المــســتــثــمــريــن مـن الجزيرة التي تُعدّ في طليعة تكنولوجيا صناعة الـرقـائـق والـخـط الأمــامــي للتوتر بين الولايات المتحدة والصين. مخاطر الذيل نــظــراً لأن مـــديـــري الأمــــــوال أصـبـحـوا أكثر يقيناً من تخفيضات أسعار الفائدة الأمـــيـــركـــيـــة فـــي سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول) وبــقــاء الـــجـــمـــهـــوريـــ فــــي الـــبـــيـــت الأبــــيــــض؛ فـــإن المــــخــــاوف الــجــيــوســيــاســيــة تـــتـــســـرب إلـــى الــتــفــكــيــر طـــويـــل المــــــدى حـــــول الإمـــكـــانـــات الاقتصادية للعالم والمخاطر التي تتراكم في الخلفية. فــقــد بــــدأت أســـعـــار الـــفـــائـــدة المـرتـفـعـة تـــؤثـــر ســلــبــ كـــمـــا يـــتـــبـــاطـــأ نـــمـــو الـــصـــ . وهناك حروب في الشرق الأوسط وأطراف أوروبا، حيث تصطف القوى الكبرى على طرفي نقيض. قـــال ديـفـيـد بـيـانـكـو، كبير مسؤولي الاسـتـثـمـار فــي الأمـيـركـتـ فــي «دي واي إس»: «نرى التوترات لا تزال عالية وتوقف الـعـواقـب السياسية الـتـي مـن المحتمل أن تستمر خلال العقد». وأشـــار إلـى مخزونات وسلع الطاقة والدفاع بما في ذلك النحاس واليورانيوم على رادار الاستثمار. وتـــخـــلـــفـــت الأســـــهـــــم الـــفـــرنـــســـيـــة عــن أوروبـــــا وضــربــت الـــديـــون الـسـيـاديـة أكبر خصم لها على ألمانيا منذ اثني عشر عاماً بسبب مخاوف من أن الحكومة المنقسمة ســـتـــكـــون مــتــشــكــكــة فــــي الــــيــــورو وتــكــافــح لإصلاح الموازنة. وقال ديفيد زان، رئيس الدخل الثابت الأوروبـي في «فرانكلين تمبلتون»: «نحن نعاني نقصاً في الـوزن بالنسبة لسندات فرنسا وإيطاليا؛ لأننا نعتقد أنه سيكون هــنــاك ضـجـيـج سـيـاسـي أثــنــاء الـتـفـاوض بشأن عجز أقل في الموازنة». من المؤكد أنه لا يوجد شعور بالذعر فــي الـبـيـع الـــذي دفـــع مـؤشـر «إس آنـــد بي في المائة فقط من أعلى 3 » إلـى نحو 500 مستوى لـه على الإطـــ ق، وهـو أمـر يعدّه الكثيرون من المشاركين في السوق تراجعاً صحياً - بل إعادة النظر في كيفية التجارة المخاطر السياسية. فــي الــوقــت الــحــاضــر، هـنــاك خـيـارات مـــدتـــهـــا ســـتـــة أشــــهــــر بــــشــــأن الـــتـــحـــركـــات الــجــامــحــة فـــي الــــســــوق، مــثــل الانــخــفــاض الكبير في الأسهم أو التحول المفاجئ في تــداول الـــدولار بسعر رخيص؛ مما يشير إلى أنها غير مرغوب فيها. ولـــكـــن كـــانـــت هـــنـــاك بـــعـــض عـمـلـيـات الـــشـــراء فـــي الآونـــــة الأخـــيـــرة - كـمـا يشهد الأداء الباهت للأسهم الصينية - وانحسار التفاؤل الذي كان سبباً في دفع العائدات في الدورات السابقة. وقــــال مـايـكـل روزن، كـبـيـر مـسـؤولـي الاســـــتـــــثـــــمـــــار فـــــــي شــــــركــــــة «أنــــجــــيــــلــــيــــس للاستثمارات» فـي سانتا مونيكا: «على مـــدى ثــ ثــ عــامــ ، اسـتـفـاد المـسـتـثـمـرون مـــــن أعــــظــــم حـــقـــبـــة الــــعــــولمــــة والاســــتــــقــــرار الجيوسياسي التي شهدها العالم... لقد بدأ عصر جديد أكثر خطورة». عواصم: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky