issue16674

الــقــراءة لـلـذي يحبها هـي متعة لا تضاهيها مـتـعـة، إذ تـجـعـلـك تـتـنـقّـل بـــن المـــاضـــي والـحـاضـر وتــرنــو إلـــى المستقبل وآمـــالـــه لتعيش فــي عصور مختلفة من خلال قصة أو رواية أو حتى صحيفة، وتمنح القارئ المعرفة حول ما جال ويجول حولنا مــــن أحـــــــوال الأمــــــم الـــســـابـــقـــة والـــحـــالـــيـــة بـــالإضـــافـــة إلــى أمــور شيّقة أو مهمة أخــرى مـن كتابات وآراء وأحداث... مــــع تـــطـــور الــتــكــنــولــوجــيــا أصــبــحـــت الــــقــــراءة الورقية والــقــراءة الإلكترونية خيارين شاسعي، على الـرغـم مـن أن هـنـاك فـرقـ شاسعاً إلاّ أنــه وفي نـفـس الــوقــت لا يـوجـد فـــرق، فـالمـضـمـون هــو نفسه ولــكــن الـشـكـل والـطـريـقـة مـخـتـلـفـان. كـمـا أصبحت لـلـقـراءة الإلكترونية مصطلح يُطلق عليه عملية قــراءة الكتب بالتنسيق الرقمي بـدلاً من التنسيق المطبوع، حيث تتضمّن هذه العملية قـراءة الكتب والـصـحـف مــن عـلـى الـجـهـاز المــحــمــول، أو الـجـهـاز اللوحي، أو الهاتف الذكي. وأكــــــــــد مــــحــــمــــد مــــحــــمــــود حـــــــمـــــــودة، مــــــــدرّس واســتــشــاري الـطـب النفسي بكلية الـطـب بجامعة الأزهــــــر، أن الــــذاكــــرة مـــن الـــــورق أفـــضـــل لأن رائــحــة الكتب تعزز مناطق الذاكرة والتركيز في المخ أيضاً، فالقراءة مفيدة للصحة النفسية بشكل كبير وهي بـمـثـابـة تـمـريـن لــلــدمــاغ لأنـــه عـنـد الـــقـــراءة يـحـدث تخليق لـخـ يـا عصبية جــيـدة فــي المـــخ وتنشيط الــخــ يــا الـعـصـبـيـة مــمــا يــحــسّــن مـــن وظـــائـــف المــخ ووظــــائــــف الـــخـــ يـــا الــعــصــبــيــة. وذكـــــر أن الأطـــفـــال الذين لديهم ضمور في المخ يكون علاجهم القراءة التي تُعدّ من أهم العلاجات السلوكية المعرفية في جـلـسـات تنمية المـــهـــارات لــهــؤلاء الأطـــفـــال، لتنمية وخلق خلايا عصبية جديدة محل الخلايا القديمة التالفة. والــشــيء بـالـشـيء يُــذكــر، فـفـي ظـــلّ التحديات الراهنة التي تواجهها الصحف الـورقـيـة، شهدت الـصـحـافـة تـــطـــوّراً كـبـيـراً بـعـد انــضــمــام الـصـحـافـة الإلكترونية الرقمية لنقل الخبر، لذا فإن مستقبل الصحافة الـورقـيـة مرتبط بقدرتها على التجدّد لمـجـاراة الصحافة الإلكترونية الـتـي تنافسها في ملاحقة الأحـــداث المتسارعة والمـتـجـددة على مـدار الساعة. بالإضافة إلى ميزات تحفيزيّة أخرى أدّت إلى جذب توجه القارئ نحو الصحافة الإلكترونية والمــواقــع على الشبكة العنكبوتية على الـرغـم من الـسـلـبـيـات الـخـطـيـرة أحــيــانــ مـــن أخـــبـــار مغلوطة وغــــيــــرهــــا وأضــــــــــرار صـــحـــيـــة وجــــســــديــــة ونــفــســيــة وغيرها. وإذا عـــدنـــا إلــــى تـــاريـــخ الــصــحــافــة فــــإن فـكـرة الـصـحـف لــعــرض الأخـــبـــار بــصــورة يـومـيـة ظهرت لـلـمـرة الأولــــى فــي الـعـالـم فــي الـعـاصـمـة الإيـطـالـيـة قبل الميلاد من خلال صحيفة 59 روما في نحو عام »، حيث اعتُمد فيصناعة Acta Diurna «أكتاديورنا هـذه الصحيفة ورق الـبـردى الـــرديء النوعية، كما صدرت الصحف المطبوعة للمرة الأولى في العالم في ألمانيا بحلول القرن السابع عشر الميلادي عام ، على يد يوهان كـارلـوس، ويمكن الحصول 1605 م 1609 عــلــى نــســخ مـنـهـا مــتــوفــرة تـــعـــود إلــــى عــــام لتصبح أوروبـــــا مــركــزاً للصحف المـطـبـوعـة بعدة لغات، تجارة رائجة آنـذاك، لكثرة توفرّها ورخص ثمنها بعد أن كانت الصحف قديماً غير متوفرة إلا للقلّة القليلة من طبقة الأغنياء الذين يستطيعون دفع أثمانها الباهظة حينذاك. أما بالنسبة إلى العالم العربي فإن الصحيفة المطبوعة الأولـــى صـــدرت فـي بـغـداد (الـــعـــراق) عام ،»Jurnal Iraq م تحت اســم «جــورنــال الــعــراق 1816 تـبـعـهـا صــــدور أولــــى الـصـحـف الـعـربـيـة الـرسـمـيـة جـمـادى 25 «الــوقــائــع المـصـريـة» حـيـث صـــدرت فــي ديسمبر (كــانــون الأول) عام 3 ، هـــــ 1344 الأول عــام م باللغة العربية واللغة التركية العثمانية 1828 التي أصدرها رفاعة الطهطاوي (رئيس التحرير) بناءً على فرمان محمد علي باشا، مُحدثاً ثورة في مواد وتوجّهات أولى الجرائد الحكومية المصرية. بينما أولى الصحف إلكترونية في العالم صدرت حـيـث أنـشـئـت «شـيـكـاغـو أونــ يــن» 1992 فــي عـــام الصحيفة الإلكترونية الأولــى على شبكة «أميركا أونـــــ يـــــن». ولـــكـــن يــبــقــى الـــــســـــؤال: هــــل الــصــحــافــة الورقية أفضل أم الإلكترونية؟ لا تمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكل نهائي، فحينما نتحدث عن المضمون وجــودة المعلومات، فـكـلـتـا الـصـحـيـفـتـن، الإلــكــتــرونــيــة والـــورقـــيـــة على حـدّ ســواء، تعتمد على مصادر للمعلومات جيدة أحـــيـــانـــ وغـــيـــر جـــيـــدة أحـــيـــانـــ أخـــــــرى. فـــفـــي عـصـر الـسـرعـة الـــذي نعيش فـيـه حـالـيـ تتميز الصحافة الإلــكــتــرونــيــة بــســرعــة نـقـلـهـا المــعــلــومــات ومـتـابـعـة الأحداث بالصوت والصورة مما يثبتصحتها، في 24 حـن أن الصحف المطبوعة تُضطر إلـى انتظار ساعة لطباعة الخبر مما يُفقدها السبق الصحافي، إلى غيرها من السلبيات الأساسية. على الرغم من انتشار الصحافة الإلكترونية، لا يــــزال لـلـصـحـافـة الـــورقـــيـــة قــــراؤهــــا. فــــإن الـــقـــراءة مـــــن الـــكـــتـــب والــــصــــحــــف الــــورقــــيــــة فـــيـــهـــا نــــــوع مـن النوستالجيا أو الحني إلــى المـاضـي، ولـهـا سحر خــــاص لا يــضــاهــيــه شـــــيء، ورائــــحــــة الــــــورق تـدخـل كالأكسجي إلــى الأعــمــاق، وخشخشة الـــورق التي تشنّف الآذان كموسيقى سيمفونية بطريقة مريحة ونظر مريح. ولـكـن يبقى الـتـسـاؤل: هـل الصحافة الورقية ستظل صامدة؟! Issue 16674 - العدد Tuesday - 2024/7/23 الثلاثاء الانتخابات التي أُجريت في أكثر من عاصمة أوروبية تـقـول إن هـنـاك تــحــولاً ثـقـافـيـ وسـيـاسـيـ حـــدث فــي هـذه البلدان، وأن الصور التي خرجت من الحملات الانتخابية ومؤشرات تصويت المناطق والكتل الانتخابية تقول إن الانقسام بي القوى السياسية لم يعد فقط حول البرامج الاقتصادية والسياسة الخارجية والـضـرائـب والهجرة وغيرها، إنما أصبح هناك انقسام أعمق حول الجمهور الذي يستهدفه كل حزب، وصار الموقف من الأوروبيي من أصول جنوبية أحد أبرز مظاهر هذا الانقسام. وقد تكون المقارنة بي ظروف نشأة وخطاب أحزاب يسار ويمي الوسط، وبي الأحزاب التي باتت حالياً جزءاً ، وبخاصة Global South » مـن ظـاهـرة «الـجـنـوب الـعـالمـي حـــن نـــقـــارن بـــن تـجـربـتـي الـــحـــزب الاشـــتـــراكـــي الـفـرنـسـي وحـــزب فرنسا الأبــيــة، سنجد أن هـنـاك تـحـولاً كبيراً في شكل الخطاب ومضمونه وطبيعة الجمهور المستهدف من قِبل كلا التيارين. والـحـقـيـقـة أن تـجـربـة أوروبـــــا الـغـربـيـة بـعـد الـحـرب الـــعـــالمـــيـــة الـــثـــانـــيـــة كـــانـــت تـــقـــول إن الأحـــــــــزاب الـــيــســاريــة واليمينية التي تأسست في ذلك الوقت، لم يكن في مخيلة كثير من قادتها أن المهاجرين الذين تبارى اليمي واليسار إلى جلبهم من بلدان المستعمرات القديمة لكي يساهموا في إعادة بناء ما دمرته الحرب في أوروبا، أن جانباً كبيراً من أبنائهم وأحفادهم سيصبحون مواطني أوروبيي وسيشكلون أحـــد الأســبــاب الرئيسية وراء الاستقطاب السياسي والانتخابي، بخاصة أن موجات الهجرة ظلت تتوالى على أوروبــا حتى منتصف الثمانينات من دون قيود كبيرة. والحقيقة أن الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ظهر وحمل اسم الحزب الاشتراكي الموحد، 1960 في بداية عام انشغل بقضية أساسية هي بناء تيار سياسي يساري يختلف عن النموذج الستاليني في الاتحاد السوفياتي الــــذي كـــان لــه أنــصــار داخــــل الــحــزب الـشـيـوعـي الفرنسي وخـــــارجـــــه. وصـــحـــيـــح أن الاشـــتـــراكـــيـــن أيّــــــــدوا اســتــقــ ل الـجـزائـر وتـعـاطـفـوا مـع قضايا الـجـنـوب، إلا أنــه ظـل من مـوقـعـهـم كــحــزب غــربــي يــضــم أســـاســـ أصـــحـــاب الـبـشـرة الـبـيـضـاء، وتـكـرر الأمـــر نفسه حـن اتـحـد هــذا الـتـيـار مع تـيـار الرئيس الفرنسي الـراحـل فرنسوا ميتران وأسسا الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ظل حزباً 1971 في عام يسارياً أوروبياً يتعاطف مع قضايا الجنوب والمهاجرين الـذيـن كـانـوا فـي ذلـك الـوقـت لا يطرحون الأسئلة نفسها ولا يثيرون المشاكل ذاتها التي يثيرها المهاجرون اليوم. إن الــتــحــول الــســيــاســي والانـــتـــخـــابـــي الـــــذي شـهـدتـه فــرنــســا وكــثــيــر مـــن الـــــدول الــغــربــيــة بــــدأ مـــع وجــــود كتلة تصويتية كبيرة من أبناء وأحفاد المهاجرين ممن حملوا جنسية البلد الجديد، وصاروا مواطني لهم حق الترشح والانـتـخـاب، وهنا بــدأت الخريطة السياسية فـي التغير وأصبح الموقف منهم يشكل أحد أوجه الانقسام السياسي والتنافس الحزبي والانتخابي في أوروبا. إن حـزب اليمي المتطرف (التجمع الوطني) يعتمد على تصويت الخائفي مـن المـهـاجـريـن والـرافـضــن لهم والمــتــشــكــكــن فـــي انـــتـــمـــاء الــفــرنــســيــن مـــن أصـــــول عـربـيـة «للعلمانية الفرنسية» والـذيـن فـي قدرتهم أن يصبحوا مـــواطـــنـــن «كـــامـــلـــن» مــثــل الــفــرنــســيــن «الأصـــلـــيـــن» من أصحاب البشرة البيضاء. يـــقـــابـــل هـــــذا المــــخــــزون الانـــتـــخـــابـــي الــكــبــيــر لأقــصــى الــيــمــن، مـــخـــزون آخـــر أقـــل حـجـمـ مـــن الأوروبــــيــــن ذوي الأصـــول المـهـاجـرة، وهـنـا سنجد أن حــزب فرنسا الأبية بقيادة ميلنشون أصبح المخزون السياسي والانتخابي «للجنوب العالمي» المتمثل في أصوات ملايي الفرنسيي من أصول عربية وأفريقية الذين صوّت كثير منهم له. صحيح أن لديه أيضاً برنامجاً يسارياً يقوم على عـــدم شـيـطـنـة الــهــجــرة وزيــــــادة الــضــرائــب عـلـى الأثـــريـــاء والشركات الكبرى ورفــع الحد الأدنــى لـأجـور، وهنا لم يختلف جوهرياً عن برنامج الحزب الاشـتـراكـي، ولكنه اخـــتـــلـــف مـــعـــه فــــي الـــتـــعـــامـــل مــــع الــفــرنــســيــن مــــن أصــــول مهاجرة. مـــثـــيـــر تــحــلــيــل خــــطــــاب مـــيـــلـــنـــشـــون أثــــنــــاء الــحــمــلــة الانـتـخـابـيـة الأخـــيـــرة، فـالـرجـل ركـــز بشكل أســاســي على أحـــقـــيـــة أبــــنــــاء المـــهـــاجـــريـــن مــــن الــفــرنــســيــن فــــي الـــعـــدالـــة والمـسـاواة، ولم يبالغ كثيراً حي قال في أحد مؤتمراته: «حــــن كــنــت شـــابـــ كـــانـــت تـقـريـبـ نـسـبـة الــفـرنـسـيـن من ،»4 إلى 1 ، أما الآن فقد أصبحوا 10 إلى 1 أصول مهاجرة وأضاف: «آباؤكم وأجدادكم بنوا فرنسا وإياكم أن تقبلوا من أحد أن يفرزكم على أساس أصولكم العرقية أو يعتبر أن حقوقكم أقل من باقي الفرنسيي». وختم حديثة معلقاً على قلة عدد المشاركي في الجولة الأولى من الانتخابات باستخدام كلمة عربية: «حشومه». الانقسام حـول كتل الأوروبـيـن من أصــول مهاجرة أصـبـح واقــعــ ، صحيح أنـهـم لا يحملون جميعاً موقفاً ســيــاســيــ واحـــــــداً، لــكــن هـــنـــاك مـــن يــــرى نـفـسـه جـــــزءاً من المنظومة الثقافية والاجتماعية الغربية، إلا في ملامح وجهه المختلفة، كما كانت حالة رئيس وزراء بريطانيا الـسـابـق ريـشـي ســونــاك وغــيــره فــي أوروبــــا وفـرنـسـا. إلا أن مـن المـؤكـد هناك كتلة جـديـدة وكبيرة وجــدت أحزاباً تـخـاطـبـهـا وأجــنــحــة داخــــل أحـــــزاب كــبــرى تـتـعـاطـف مع قـضـايـاهـا (الــجــنــاح الـتـقـدمـي فـــي الـــحـــزب الـديـمـقـراطـي الأميركي)، وكلهم أصبحوا جزءاً من مشهد جديد ما زال تأثيره على الشمال والجنوب في بداياته. العملية التي نفّذتها إسرائيل في الحديدة التي أُطـلـق عليها «الـيـد الطويلة» لـم تكن سوى ردة فـعـل تــجــاه ســلــوك ميليشيا الــحــوثــي الـــذي يــحــاول تنفيذ أجــنــدة واضــحــة لتأجيج المنطقة والتلبيس بشكل الــدولــة ومـحـاولـة كسب أوراق تــفــاوضــيــة، وهـــو الــفــخ الــــذي وقـــع فـيـه الـتـحـالـف الأمــيــركــي - الـبـريـطـانـي ولـــم يحقق ســـوى تغول الميليشيا خارج نطاق نفوذها ومحاولة كسبها شعبية مبنيّة على مقارعة الـدول الغربية، وهو ما سيكون أشبه بهدية على طبق مع الاستهداف الإسرائيلي لمدينة كانت تاريخياً بـوابـة العبور للهوية اليمنية المتعالية على الطائفية. سـرعـان مـا عكس المـوقـف الـسـعـودي منطق الـدولـة وعقلانية مقاربة الملف اليمني، بوصفه أزمة معقّدة لا يمكن التعامل معها بطريقة «ردة الفعل» من دون معالجة جذور المشكلة التي تعود إلى ما قبل ظهور الحوثيي، ولذا كان القلق الذي أبـدتـه الـسـعـوديـة موقفاً مـتـوازنـ بسبب مـا جاء في بيانها الذي أكد موقفها الثابت المتكرر أن أي مقاربة مجزأة لليمن لا تنظر إلى الصورة الكلية لما حدث يوم السبت، ليست سوى مضاعفة لحدة التوتر في المنطقة وتعقيد وإضـرار بكل الجهود المضنية التي تبذلها دول الاعتدال وفي مقدمتها الــســعــوديــة لإنـــهـــاء حــــرب غــــزة والـــنـــأي بالمنطقة وشـــعـــوبـــهـــا عـــــن مـــخـــاطـــر الـــــحـــــروب والأزمــــــــــات، وبشكل خاص كما ذكر بيان الخارجية المسؤول والـواضـح، ضـرورة دعم جهود السلام في اليمن وتجنيب شعبه مزيداً من المعاناة. هـذه الضربات أعطت ذريـعـة لمـشـروع إيـران ووكـ ئـهـا بعيداً عـن معضلة غــزة لإعـــ ء منطق الـــشـــعـــبـــويـــة والـــــشـــــعـــــارات، وهـــــو مــــا حـــــدث عـقـب الــضــربــة مـــبـــاشـــرةً بــاســتــهــداف مــنــاطــق مـتـعـددة من اليمن والجرائم المـروعـة في عمران وصنعاء ومناطق أخرى لميليشيا الحوثي، مع فشلها رغم كـل الادعــــاءات فـي التعامل مـع مخلفات الضربة الإسـرائـيـلـيـة للبنية التحتية لليمن ومــا خلفته مـن حـرائـق لـم يجرِ التعامل معها إلا بتغريدات من زعيم الميليشيا، يعبر فيها عن سعادته بأن ما حدث جعلهم على خط المواجهة مع إسرائيل، بـــيـــنـــمـــا ســـيـــكـــون عـــلـــى الـــشـــرعـــيـــة وأيـــــضـــــ عـلـى الأطـــراف السياسية فـي اليمن عــبء إدارة الأزمــة عـلـى مـسـتـوى إعــــادة مـوضـعـة مـعـانـاة اليمنيي واختطاف الميليشيا للدولة والحيلولة دون مزيد من الاستثمار في الشعارات التي تحاول استغلال قضية غـــزة لـتـعـزيـز مـكـانـة الميليشيا ومـشـاريـع الـتـعـبـئـة والمـــضـــي فـــي تـعـطـيـل المـــ حـــة والمـــمـــرات المائية للاقتصاد الدولي. المـــكـــابـــرة مـــن مـيـلـيـشـيـا الـــحـــوثـــي، كــمــا هو الـــحـــال مـــع الــكــيــان الإســرائــيــلــي الــــذي يـصـر على ترحيل مشكلة غــزة وتـوسـيـع نـطـاق تأثيراتها، لـيـسـت ســــوى تـــأزيـــم لـلـمـنـطـقـة وعـسـكـرتـهـا وفــك الضغط عن طهران التي تدرك حجم هذه المخاطر وتـــصـــر عــلــى تـجـنـيـب الـتـصـعـيـد بــفــك الارتـــبـــاط المعلن والاستثمار في الأذرع وربما عدم الاكتراث لفقدانها. انهيار اليمن لا يعني فقط تضخم ميليشيا الحوثي، بل تصاعد حضور «القاعدة» و«داعش» وظهور تنظيمات مسلحة جديدة في بلد مفكك مليون قطعة سلاح ويفتقر إلى 60 ومسلح بنحو الـحـد الأدنـــى مـن مـ مـح الــدولــة، وهـــذا مـا عكسه ارتباك مواقف الأطـراف السياسية اليمنية تجاه هذا الاستهداف ونظرائه بي الرغبة في التخلص من تغول ميليشيا الحوثي والخوف من استثمار اسـتـهـدافـهـا لـــزيـــادة شعبيتها. «الــيــد الـطـويـلـة» لإسـرائـيـل أصــابــت الـيـمـن ولـــم تُــصِــب الميليشيا، وربـمـا أسهمت فـي ردود أفـعـال تعزز مشروعها في السيطرة على الممرات التجارية والقيام بمزيد من الحماقات التي سرعان ما تظهر آثارها على أهل اليمن، من طوابير طويلة عند المحطات إلى إغلاق معظم محطات تعبئة الوقود وأزمة خانقة فــي الـــوقـــود وأســـطـــوانـــات الــغــاز ونــــزوح الأهــالــي إلى مناطق خارج الحديدة خوفاً من الاستهداف مجدداً. ديــفــيــد شـيـكـنـر المــســتــشــار الــســابــق بـــــوزارة الـدفـاع الأميركية والخبير فـي ملف دول الشرق الأوســـــــط، نــصــح إدارة بـــايـــدن بــمــقــاربــة جــديــدة وخـــطـــة بــديــلــة لــلــيــمــن، خــ صــتــهــا أن ميليشيا الحوثي مصرّة على الخيار الحربي والعسكري وأنها غير قابلة للتفاوض، بل على العكستسعى إلـــى الــذهــاب بـعـيـداً فــي الاســتــحــواذ عـلـى الحالة اليمنية وتدمير اليمن مقابل بناء دولة راديكالية تـتـجـاوز بـهـا حـتـى تـجـربـة «حــــزب الـــلـــه»، الــدولــة داخل الدولة، وأسوأ حتى من تجربة أفغانستان وأخطر في اليمن، لأن ذلك أيضاً يعني عرقلة أكثر ملايي برميل نفط والمنتجات النفطية من 6 من المــرور للعالم. ومـا قاله الباحث لبايدن يجب أن يقال لكل الدول التي لا تستمع لمنطق الدولة الذي تصر عليه السعودية وهو ضرورة التفكير لإنقاذ اليمن عبر خدمته للتعافي وليس استخدامه. ضرورة التفكير لإنقاذ اليمن عبر خدمته للتعافي وليساستخدامه الانقسام حول كتل ًالأوروبيين من أصول مهاجرة أصبح واقعا عمرو الشوبكي يوسف الديني OPINION الرأي 14 «اليد الطويلة»... أضرت باليمن وخدمت الميليشيا الجنوب «العالمي» عصر السرعة وأزمة الصحافة سعاد كريم على الرغم من انتشار الصحافة الإلكترونية لا يزال للصحافة الورقية قراؤها

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky