issue16674

OPINION الرأي 12 Issue 16674 - العدد Tuesday - 2024/7/23 الثلاثاء وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com الحوثي في تل أبيب تتجاوز الضربة الأخيرة بالطائرة المسيّرة على تـــل أبـــيـــب، الــتــي أعـلـنـت ميليشيا الــحــوثــي فـــي اليمن مـسـؤولـيـتـهـا عــنــهــا، نـتـائـجـهـا المـــاديـــة المـــبـــاشـــرة. ولا يكفي تبرير وقوع هذه الضربة الأولى من نوعها التي تستهدف تل أبيب، بأنها نتيجة خطأ بشري في تقدير حجم الخطر، للتغاضي عن معانيها الاستراتيجية، حتى بعد الرد الإسرائيلي الضخم عليها. فـمـا حـــدث يـكـشـف عــن تصعيد كـبـيـر فــي قـــدرات الميليشيا المرعية من إيـران ومستوى تهديداتها لأمن إسرائيل، كما لعموم الأمن الإقليمي. كما يكشف أيضاً عن نقاط ضعف استراتيجية في أنظمة الدفاع الجوي لدى الـدول بعامة في مواجهة خطر المسيّرات، فيكفي خطأ واحـد؛ بشري أو تقني، للتمهيد لكارثة متعددة المستويات. والــحــال؛ مـع تنامي الـتـوتـرات الإقليمية، يحجز هذا الحدث لنفسه موقعاً متقدماً على جدول اهتمامات الحكومات، لناحية تحليل تداعياته الأوسع وما تمليه من حاجة إلى إعـادة التقييم الاستراتيجي للمواجهة مع الحوثي ومن خلفه إيران. أظــــهــــر الـــحـــوثـــيـــون زيــــــــادة كـــبـــيـــرة فــــي قـــدراتـــهـــم الـعـسـكـريـة؛ إنْ كـــان لـنـاحـيـة حـــيـــازة طـــائـــرات مـسـيّـرة مـتـقـدمـة، أو لـنـاحـيـة خـبـراتـهـم فــي تـوظـيـفـهـا لتنفيذ ضربات بعيدة المـدى. ولئن ارتبط هذا النجاح بشكل وثيق بتنسيقهم مع إيــران ومـع الميليشيات المدعومة منها، فإن في ذلك ما يعطي إشارات مقلقة حيال ما قد تكون وصلت إليه ميليشيات أخرى مثل «حزب الله»، الأعلى تطوراً وكـفـاءة. ولـو ربطنا ذلـك باستراتيجية «وحــــدة الــســاحــات» وتخيلنا إمـكـانـيـة أن تـشـن، على إســـرائـــيـــل أو أي دولـــــة إقـلـيـمـيـة أخــــــرى، هــجــمــات من جـبـهـات مـتـعـددة، بـمـئـات أو آلاف المــســيّــرات فــي وقـت واحد، فإنه يتضح لنا حجم الخطر الناجم عن القفزة الكبيرة في قدرات شبكة ميليشيات إيران على مستوى تعزيز ترسانتهم وتوسعة مدى عملياتهم. إن هجمات من هذا النوع والحجم ليست أمراً نظرياً، في ظل حالة التصعيد المتسارعة في الشرق الأوسط. وعليه؛ تمتد تداعيات ضربة الحوثيين الأخيرة إلى ما هو أبعد من المخاوف الأمنية الفورية، مشيرة إلـى احتمال حــدوث تحول في الديناميات الإقليمية، وتوازن القوى. فالمسيّرة التي أصابت مبنى في تل أبيب، أصابت قبله الهيبة الأميركية في الشرق الأوسط وبددت المزيد من الثقة بها بين الحلفاء. يبرز الهجوم مجدداً إخفاقات اســتــراتــيــجــيــة إدارة الـــرئـــيـــس جـــو بـــايـــدن فـــي الـبـحـر الأحـمـر، والنتائج المريعة لعملية «حـــارس الازدهـــار» لــضــمــان حـــريـــة المــــاحــــة. فـــا حــظــيــت واشـــنـــطـــن بثقة حلفائها الأوروبــيــ والـشـرق أوسطيين والآسيويين لــيــكــونــوا جــــزءاً مـــن هــــذا المـــجـــهـــود، ولا اســتــطــاعــت أن تكبح جماح إيران وجماعاتها. فقد أطلق الأوروبيون عمليتهم الأمنية الخاصة، وامتنعت دول الخليج عن المــشــاركــة، فــي حــ اخــتــار الـشـركـاء الـرئـيـسـيـون، مثل الهند والصين، عدم الانضمام إلى المبادرة الأميركية. علوة على ذلك، أعطى قرار إدارة بايدن رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب، ثم إعادتهم بشكل منقوص ومتعثر إليها، إشارة ضعف واستسلم للميليشيات المدعومة من إيران، وأثار استياء الدول الخليجية المعنية وعزز شــعــورهــم بـتـخـلـي الإدارة الأمــيــركــيــة عـــن الـتـزامـاتـهـا حيالهم. صحيح أن التهديد المزداد من الحوثيين قد يدفع بالدول الإقليمية كلها إلى تعزيز تحالفاتها لمواجهة التهديد المشترك، لكن الجانب الآخــر يفيد أيضاً بأن اتقاء شر الحوثي وإيران قد يدفع بالدول إلى تجميد عـمـلـيـات الـتـطـبـيـع والــتــكــامــل الإقــلــيــمــي، ويـــــؤدي إلـى تجميد جهود السلم الشامل في ظل حاجة هذا السلم إلى ضمانات أميركية لا تبدو اليوم محل ثقة كبيرة. المـــشـــهـــد الـــتـــعـــاونـــي الإقـــلـــيـــمـــي الــــــذي بـــــرز غــــداة الهجوم الإيراني بالصواريخ على إسرائيل في أبريل (نـــيـــســـان) المـــاضـــي قـــد يـصـيـر مـــهـــدداً إذا مـــا شـعـرت الحكومات في المنطقة بأن صيغ التعاون المباشر أو غير المـبـاشـر بينها وبــ إسـرائـيـل سـتـعـرّض أمنها واســـتـــقـــرارهـــا لمـــزيـــد مـــن المــخــاطــر فـــي غـــيـــاب حـــارس دولي موثوق، قادر على توفير الدعم الأمني والردع؛ الحيويّْ لاستمرار الشراكات والتعاون. إلى ذلك، فإن تنامي الثقة لدى الحوثيين من شأنه أن يعقّد مـسـارات الحل السياسي وجهود السلم في اليمن، ويبقيه بؤرة ابتزاز للأمن والاقتصاد الإقليميّين والـــدولـــيّـــ . ولـئـن كـانـت إيــــران هــي الـــداعـــم السياسي والـعـسـكـري والـتـقـنـي والـلـوجـيـسـتـي لـلـحـوثـيـ ؛ فـإن تصاعد نفوذها في المنطقة هو الحاصل الموضوعي للجاري الآن، بكل ما يعنيه ترسيخ نفوذ طهران في الشرق الأوسط من إعادة هيكلة لتوازنات القوة فيه. تُــذكــر ضــربــة الـحـوثـيـ بـالـطـائـرة المــســيّــرة على تـــل أبــيــب بـالـطـبـيـعـة المــعــقــدة لـلـتـهـديـدات المـتـصـاعـدة فــــي المـــنـــطـــقـــة، وتــــبــــرز الـــحـــاجـــة المـــلـــحـــة إلـــــى تــغــيــيــرات اســتــراتــيــجــيــة فـــي الــجــاهــزيــة الــعــســكــريــة وســيــاســات الـدفـاع، كما فـي التعامل السياسي الاستراتيجي مع إيران وأذرعها وفق حسابات دولية مختلفة. فهل تحمل الانتخابات الأميركية المقبلة تغييراً سياسياً عبر وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض؛ بـمـا يعنيه ذلـــك مــن إعــــادة تـأسـيـس منظومة ردع في وجــــه إيــــــران ومـيـلـيـشـيـاتـهـا وطـــــيّ صــفــحــة الــســذاجــة الاستراتيجية التي ميزت إدارة بايدن؟ نديم قطيش فانس... سَاعِدُ ترمب الصلب اخـــتـــار الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق دونــــالــــد تـرمـب نـائـبـ لــه مــن جـيـل الـشـبـاب الـجـديـد فــي الـحـزب الـجـمـهـوري، الـذيـن يـؤمـنـون بسياسة «أميركا أولاً» في الداخل، وبسياسة خارجية تقوم على مبدأ السلم من خلل القوة في الخارج. عـامـ )، المتحدر 39( جيمس ديفيد فانس مـــن عــائــلــة بـسـيـطـة وطــفــولــة صـعـبـة فـــي الـفـقـر والمشكلت العائلية، يمثّل الحلم الأميركي. فهو انضم إلى «المارينز»، وخدم في العراق، وتخرج مـن جامعة يـيـل، وأصـبـح رجــل أعـمـال ناجحاً. دخــــل الــســيــاســة مـتـكـئـ عــلــى شـعـبـيـة الـرئـيـس تـرمـب وخـــدم فـي مجلس الـشـيـوخ، لكن ذلــك لم يجعله عضواً في نادي السياسة الخارجية في واشنطن، الذي يعدّ سياسته فاشلة بل «نكتة»، في تجربته. فــــي خـــطـــاب لــــه أمــــــام الـــكـــونـــغـــرس أبـــريـــل (نيسان) الماضي، هاجم فانس دوائر السياسة الخارجية الأميركية بسبب «فشلها في الشرق الأوســـط» مستخلصاً دروســـ مـن خـال خبرته جـنـديـ فـــي «المـــاريـــنـــز» فـــي الـــعـــراق مــقــارنــ بين النزاع في العراق وفي أوكرانيا. حــــكــــى كــــيــــف أنـــــــه كـــتـــلـــمـــيـــذ فـــــي المــــدرســــة صـــدّق مــا وصـفـه بــ«دعـايـة 2003 الـثـانـويـة فــي إدارة الرئيس بوش حول الحاجة لغزو العراق، وأن الحرب كانت من أجل الحرية والديمقراطية، وأن الــــذيــــن يـــســـتـــرضـــون صـــــــدام حـــســـ إنــمــا يساهمون في خلق حرب إقليمية أوسع»، وأنه عندما انضم إلى «المارينز»، ووصل إلى العراق، وجـــد أنــهــم كـــذبـــوا فـــي مـــا قـــالـــوه حـــول الـــعـــراق. ووجد هذا شبيهاً بما يُقال اليوم عن نزاع آخر، يعني أوكرانيا، حيث تستخدم «الحجج نفسها بعد عشرين سنة، وإنما بأسماء جديدة». وعــــدّ أن أمــيــركــا لـــم تـتـعـلـم شـيـئـ مـــن تلك التجربة مفضلً الدبلوماسية. قـــال إنـــه كـــان فــي الــعــراق خـــال الاستفتاء الـدســتــوري، حيث كــان أعـضـاء فـي الكونغرس «يرفعون أصابعهم الملطخة بالحبر الأرغواني لـاحـتـفـاء بـالانـتـخـابـات الـعـراقـيـة الـرائـعـة عـام »، عـنـدمـا فـعـل الـعـراقـيـون الــشــيء نفسه. 2005 لـــكـــنـــه حــــــذر مـــــن أن الـــتـــركـــيـــز المـــــهـــــووس عـلـى الأخـــاقـــيـــة والــــقــــول «إن الــديــمــقــراطــيــة جــيــدة، وصـــدام حسين سيئ، أميركا جيدة والطغيان ســيــئ، أن هــــذه لـيـسـت طــريــقــة جـــيــدة لمـمـارسـة سياسة خـارجـيـة، لأنــك تنتهي بــأن تــرى هناك مـــن يــرفــعــون أيــديــهــم داخـــــل قـــاعـــة الـكـونـغـرس بينما يدخلون بلدهم في كارثة». الــدرس الثاني الـذي استخلصه من حرب الــــعــــراق «كـمـسـيـحـي يـهـمـه هــــذا الأمـــــر كــثــيــراً»، هــــو تـــأثـــيـــر الــــحــــرب عـــلـــى الـــجـــالـــيـــة المـسـيـحـيـة هــنــاك، حـيـث «اخـتـفـت هـــذه الـجـالـيـة المسيحية التاريخية تماماً». وفي إشـارة إلى اعتقاده أن الـحـرب وإضــعــاف الــعــراق أفـــادا إيـــران إقليمياً، قال إن نتيجة ما قامت به أميركا في العراق هي خلق «حليف إقليمي لإيران، وهلك إحدى أقدم الجاليات المسيحية في العالم. هل هذا ما قالوا لنا إنه سيحدث؟». حول إيران والشرق الأوسط تحدث فانس مع «فوكس نـيـوز»، قائلً إنـه على إسرائيل أن تنتصر وتنهي الـحـرب فـي غــزة «بــأســرع وقت ممكن»، لكي «تتمكن إسرائيل والدول العربية السنية من تشكيل جبهة موحدة ضد إيران». وقال إن «إطالة بايدن للحرب» تجعل من الأصعب علينا التحرك نحو سـام دائــم، لذلك دعـــا إلـــى إنـهـائـهـا بـسـرعـة وبــعــدهــا «عـلـيـنـا أن نحيي عملية السلم بين إسرائيل والسعودية والأردنـــــيـــــ وغــــــيــــــره..». وهـــــو يـــدعـــم اتـــفـــاقـــات إبــــراهــــام، ويـــعـــدّهـــا «أهـــــم اخـــتـــراق دبـلـومـاسـي لــتــرمــب»، وهـــو لــم يـكـن يعتقد أنـــه ســيــرى ذلـك خلل حياته، كما قال. ونـــائـــب تــرمــب مـــعـــروف بـمـوقـفـه المـتـشـدد ضـد إيــــران. فهو مـثـاً عـــارض الاتــفــاق الـنـووي معها، ويدعم سياسة ترمب الخارجية التي تقع في إطـار «السلم من خـال الـقـوة»، كما وصفه مــديــر مـنـظـمـة «مــتــحــديــن ضـــد إيـــــران نـــوويـــة»، جــيــســون بـــرودســـكـــي، الــــذي أشــــار إلــــى مــواقــف فانس السابقة من تشكيكه بتخفيف العقوبات على إيــران في عهد الرئيس بــاراك أوبـامـا، إلى دعـــم عـمـل ردعــــي ضــد إيــــران مـثـل اغـتـيـال قائد «فـــيـــلـــق الــــقــــدس» ســلــيــمــانــي. لـــكـــن بـــرودســـكـــي قـــال إن فــانــس لـيـس مـــن المـتـحـمـسـ لـضـربـات أميركية على الأراضــي الإيرانية. وفي مقابلته مــع «فــوكــس نــيــوز» أكـــد فـانـس عـلـى مــا وصفه بمبدأ ترمب في السياسة الخارجية، وقــال إن أهم ما فيه «أنك لا تستخدم القوات الأميركية إلا إذا كنت مضطراً، ولكن عندما تفعل ذلك تضرب بقوة». وأشار إلى أن «الكثير من الناس يدركون أنه علينا أن نفعل شيئاً مع إيران»، لكنه أكد أنه لا يفضل «الضربات الصغيرة الضعيفة». وقال: «إذا كنت ستضرب الإيرانيين، اضربهم بقوة»، وقــــدم مـــثـــالاً هــنــا عــنــدمــا أعــطــى تــرمــب أوامــــره بـاغـتـيـال سليماني مـمـا يشير إلـــى أنـــه يفضل ضـرب إيــران في الـخـارج، حيث ترعى وكلءها فـي المنطقة. وهـو عـدّ أن قتل سليماني، وعلى عكس المنتقدين، «لـم يـؤد إلـى حـرب أوســع، بل جلب السلم، وأبطأ إيـران قليلً». وهو يعدّ أن الإسـرائـيـلـيـ وبــعــض الــــدول الـعـربـيـة السنية يمكن أن «يتحدا لخلق التوازن مع إيران». وهو يدعم «سحب أمـوال النفط الإيرانية، كجزء من استراتيجية إضعاف إيران». ولكن هناك من يشير إلى طبيعة الرئيس تــرمــب المــرنــة فــي الـسـيـاسـة، كـمـا فــي الــتــجــارة، ويـتـنـبـأون بــأنــه ربــمــا ينفتح عـلـى إيـــــران، كما فعل مع كوريا الشمالية، خصوصاً مع الرئيس الإيـرانـي الجديد. برودسكي قـال إن ترمب كان دائما منفتحاً على التعامل مع إيران منذ ولايته الأولى، ولا يتوقع أن يتغير هذا، لكنه أشار إلى أن الانفتاح على إيــران لا يضمن أن يــؤدي إلى نتيجة «بسبب تصرفات إيران»، حسب رأيه. انقلاب أبيضعلى بايدن أخطاء وزلات الرئيس بايدن ليست جديدة. ينسى ويتلعثم ويخطئ، ويخلط فـــي الأســــمــــاء حــتــى بـــ أعـــضـــاء إدارتــــــه. ولــــــو نـــتـــذكـــر فـــقـــد جـــعـــل الـــجـــمـــهـــوريـــون وفريق ترمب هذا العيب هدفاً للتصويب عليه. سمّوه النائم والنعسان وقالوا إن هـنـاك سـمـاعـات مـوصـولـة لأذنـــه ويـوجـد شخص يلقّنه الـكـام. هناك كـم كبير من الفيديوهات الصحيحة والمزيفة لبايدن وهـــو يغمغم ويـجـلـس عـلـى كــراســيّ غير مـرئـيـة ويـنـظـر لاتــجــاهــات مـخـتـلـفـة، كما حـــــدث فــــي اجـــتـــمـــاعـــه مــــع أعــــضــــاء الـــــدول السبع. لمــــاذا أصــبــحــت هــــذه الأخـــطـــاء فـجـأة قضية كـبـيـرة؟ بسبب المـنـاظـرة الكارثية بـــالـــتـــأكـــيـــد، ولــــكــــن أيــــضــــ بـــســـبـــب، وهــــذا الأهم، الديمقراطيين. ناقدوه سابقاً كانوا خـــصـــومـــه الـــجـــمـــهـــوريـــ والمــــعــــاديــــن لـــه. نـقـد الـخـصـوم مـشـبـوه ويـحـمـل أجــنــدات، واضــــــحــــــة وخـــــفـــــيـــــة، ولــــــهــــــذا لا تــكــتــســب مصداقية عالية عند الجمهور المستهدف. ولكن إذا انقلب عليك أنصارك وحلفاؤك وداعموك فهذا يعني أنك في مـأزق وهذا ما حدث له. انقلب عليه الإعـام وأعضاء من حزبه ونجوم هوليوود بعد المناظرة وأغلقت الدائرة عليه. فجأة، بعد أن كانوا يهيلون عليه المــديــح أصـبـحـوا يقذفونه بـالـحـجـارة. وجــد نفسه مـحـاصـراً، وبعد أن كـان يقاتل الجمهوريين أمـامـه أصبح يـقـاتـل الـديـمـقـراطـيـ خـلـف ظــهــره، وقــال في حوار معه ممتعضاً منهم: «إنه ضجر من النخبة» التي انقلبت عليه. لقد تسببوا بإضعافه ومن المستحيل أن يكمل، حتى لو كان بصحة جيدة. وفي حـالـة الـتـمـزق والـفـوضـى والـهـجـوم عليه ومطالباته بالانسحاب وردوده القاسية على من يطلب منه ذلـك (يقال إنـه هاجم في اجتماع أحد أعضاء الكونغرس الذي طــالـــبــه صــــراحــــة بــــالانــــســــحــــاب... واتـــخــذ مــوقــفــ دفـــاعـــيـــ مـــن بـــيـــلـــوســـي). فـــي هــذا الـــوقـــت الـــحـــرج بـالـضـبـط حــــدث لـــه أســـوأ ســـيـــنـــاريـــو يــمــكــن أن يــتــخــيــلــه. مــحــاولــة فاشلة لاغتيال خصمه اللدود أظهر فيها شـجـاعـة وإقـــدامـــ وحــــوّل نفسه إلـــى بطل وخلّد اللحظة وهو يرفع قبضته بصورة تاريخية ويردد: «قاتلوا قاتلوا!». هـــــل كـــــــان بـــــايـــــدن يـــــريـــــد الـــــخـــــروج؟ بالطبع لا ولكنه أجـبـر على ذلـــك. كـل ما كـــان يـقـولـه عـكـس تـمـامـ قــــراره المـفـاجـئ. رغــم أن رسـالـة الانـسـحـاب كتبت بطريقة شخص يضع أمته قبل نفسه، فإنه قبل يومين فقط من إعلنها كـان يضع نفسه قــبــل أمـــتـــه، يـتـشـبـث بـمـكـانـه ويـــرفـــض أن يتزحزح منه، ويـؤكـد أنـه الوحيد القادر على هزيمة ترمب، وقادر على أن يفعلها مــرة أخــرى ويشكك بالاستطلعات التي تـظـهـره مـتـأخـراً ويــقــول إنــهــا غـيـر دقيقة ومبكرة. ومــن المـؤكـد أن هــذا هـو مـا يـؤمـن به فـــي قـــــرارة نـفـسـه حــتــى وهــــو يـكـتـب قـــرار وداعه الأخير. والسبب أنه لا يرى أنه غير كـفء أو لا يستطيع هزيمة ترمب (سـواء كان محقاً أم مخطئاً)؛ ولكن لأنه يرى أن المقربين منه انقلبوا عليه انقلباً أبيض، وبالتالي شككوا بشرعيته ولم يعد أحد يدعمه سوى عدد محدود؛ أبرزهم زوجته الــــتــــي اتـــهـــمـــت بـــأنـــهـــا تـــتـــاعـــب بــزوجــهــا وتجبره على البقاء حباً في السلطة. الــــســــؤال: هـــل يـــنـــدم الــديــمــقــراطــيــون لاحـــقـــ عـــلـــى الإطـــــاحـــــة بــــه خـــصـــوصـــ أن خصمه ترمب في أفضل حالاته ويعيش أجــــمــــل أيـــــامـــــه وتـــــعـــــززت شــعــبــيــتــه بـعـد محاولة الاغتيال الفاشلة؟ كما أن هناك حالة كاملة من الالتفاف الجمهوري عليه خصوصاً بعد اختيار شخصية مميزة ولامـــعـــة مــثــل نــائــبــه؟ تــرمــب لا يُــــرى الآن فــقــط رئــيــســ قـــادمـــ ، ولــكــن صــانــع مـلـوك فـي الـحـزب الجمهوري، بسبب الشعبية الـهـائـلـة الـتـي يتملكها والــتــي مكنته من الفوز بترشيح الحزب من دون أن يخوض أي مناظرة. هل تستطيع نائبة الرئيس الأميركي كـــمـــالا هــــاريــــس هـــزيـــمـــة شــخــصــيــة قــويــة وشــعــبــيــة مــثــل تـــرمـــب؟ وهــــل تـتـمـكـن من رص الـــنـــاخـــبـــ خــلــفــهــا؟ هــــل تـسـتـطـيـع أن تــــفــــعــــل مــــــا عـــــجـــــزت عــــنــــه شــخــصــيــة متمكنة وسياسية خبيرة مثل هيلري كـلـيـنـتـون؟ لا أحـــد يـعـرف الإجـــابـــة، ولكن رأيـــــــي الـــشـــخـــصـــي ســـتـــكـــون مــــفــــاجــــأة لـو فـعـلـتـهـا. خــــال الـــثـــاث ســـنـــوات ونـصـف السنة الماضية لم يلمع نجمها، وانتقدت بـطـريـقـة تـعـامـلـهـا بقضية الــهــجــرة التي أوكِـــلـــت إلــيــهــا. وهـــنـــاك مـــن يــقــول إنــهــا لا تـمـتـلـك الــســمــات الــرئــاســيــة المـــتـــوفـــرة في غيرها من المرشحين الديمقراطيين. ولكن قـــد تـــتـــجـــاوز هــــذه الــعــقــبــات إذا وضـعـت تحت الضغط والأضــواء. وقد تكون أكبر مــزايــاهــا أن الــكــارهــ لـتـرمـب سيلتفون حولها لمنعه من فترة ثانية. ولكن كل ما نـقـولـه مــجــرد تـخـمـيـنـات ولا أحـــد يعرف فــــعــــاً مـــــــاذا ســـيـــحـــدث ومـــــن ســـيـــفـــوز فـي أشهر. 4 الانتخابات بعد الأكيد أن بايدن يشعر بالمرارة بسبب إجـــبـــاره عــلــى الــــخــــروج، وتـــرمـــب وفـريـقـه ســــعــــيــــدان لــلــتــخــلــص مــــن خـــصـــم عــنــيــد، وهـــاريـــس أمـــــام مـهـمـة عــســيــرة وصـعـبـة، ونــحــن دخـلـنـا فــي مـرحـلـة جــديــدة مليئة بالإثارة والدراما. ممدوح المهيني آمال مدللي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky