issue16673

بينما دعــت البعثة الأمـمـيـة فـي ليبيا، مجلسَي «الـنـواب» و«الأعلى للدولة» إلى ما وصفته بـ«مسار واضـح لإجــراء الانتخابات المؤجلة في البلاد»، عاد العمل، الأحد، بشكل طبيعي فــي الـطـريـق الساحلية المــؤديــة إلـى معبر «رأسجدير» على الحدود المشتركة مع تونس، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة مجدداً بين مجموعة مسلحة من زوارة، وقوة تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» (المؤقتة) برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وقالت بعثة الأمـم المتحدة، إنها أخذت عـــلـــمـــا بـــاجـــتـــمـــاع أعـــــضـــــاء مـــجـــلـــس الــــنــــواب والمجلس الأعلى للدولة في القاهرة، مشيرة إلـى ترحيبها بـ«جميع الجهود التي تصبّ فـــــي تـــحـــقـــيـــق تـــــوافـــــق لـــيـــبـــي يـــســـهّـــل عـمـلـيـة سياسية يقودها ويملك زمامها الليبيون، وتفضي إلــى إجـــراء الانـتـخـابـات الوطنية». وجـــددت التأكيد على «ضـــرورة أن تكون أي خـطـوات مـن هــذا القبيل شـامـلـة، ومتضمنة مساراً واضحا نحو الانتخابات». شــــجّــــعــــت الـــبـــعـــثـــة، فـــــي بــــيــــان لـــهـــا، ⁠ و المشاركين في اجتماع القاهرة، على «البناء عـلـى مـــا تـــم الاتـــفـــاق عـلـيـه، وتـــوخـــي مـقـاربـة تشمل الأطراف الليبية المعنية الأخرى، حتى تفضي مـخـرجـات اجتماعهم إلـــى حــل قابل لـلـتـنـفـيـذ ســيــاســيــا». وتــعــهــدت بـــ«مــواصــلــة جـــهـــودهـــا مــــن أجـــــل الــــتــــوصّــــل إلـــــى الاتـــفـــاق الـــســـيـــاســـي، الـــــذي تــحــتــاجــه لـيـبـيـا لمـعـالـجـة القضايا الخلافية جميعها». إلــى ذلـــك، أكـــدت مـصـادر محلية، إعــادة فــتــح الــطــريــق الـسـاحـلـيـة بـــ مــديــنــة زوارة ومـعـبـر «رأس جـــديـــر» المــشــتــرك مـــع تـونـس، بعد ساعات من اشتباكات مـحـدودة، مساء السبت، بين «مجموعة خارجة عن القانون» مـــع الـــجـــهـــات الأمـــنـــيـــة بــالمــعــبــر، أســـفـــرت عن إصــابــة شـخـص مــن زوارة، وإغــــ ق الطريق إلى المعبر لبضع ساعات، وسط توتر أمني. ولم تعلق وزارة الداخلية في حكومة «الـــوحـــدة الـوطـنـيـة» عـلـى هـــذه الــتـطــورات، لكن إدارة إنفاذ القانون، التابعة لها، كررت إعــ ن ضبطها، مساء السبت، كميات من الوقود داخل مركبات المسافرين عبر المنفذ، وبعض المواد الغذائية والسلع الأخرى، في إطــــار مــا وصـفـتـهـا بـــ«جــهــودهــا فــي تأمين المنفذ». وأُعـيـد افتتاح المعبر في الأول من أشهر على 3 الشهر الحالي، بعد مرور نحو إغلاقه؛ نتيجة لاضطرابات أمنية. وفـــــي إطــــــار مـــمـــاثـــل، أعـــلـــنـــت مـــصـــادر محلية، اقتحام قــوات تابعة لجهاز «دعـم »، الـتـابـعَـ لحكومة 555« الاسـتــقــرار» والــــــ «الــــــوحــــــدة»، مــنــطــقــة كـــمـــون فــــي ضـــواحـــي مدينة غريان، لليوم الثاني على التوالي، وســـــط ســـمـــاع أصـــــــوات رمــــايــــة كــثــيــفــة فـي أحـد الأحـيـاء السكنية في المدينة، الواقعة كـيـلـومـتـراً، جـنـوب العاصمة 80 عـلـى بـعـد طرابلس. وتجاهل الدبيبة، التعليق على هذه الـتـطـورات، لكنه افتتح، مساء السبت، في العاصمة طرابلس فعاليات مهرجان «أيام الــصــيــف» الــــذي يـضـم عــديــداً مـــن الأنـشـطـة الثقافية والترفيهية والفنية والرياضية، ومــــنــــافــــســــات وبــــــطــــــولات مـــتـــنـــوعـــة تـنــظـم للمرة الأولـــى فـي ليبيا. وأكـــد فـي كلمة له بالمناسبة، «أهـمـيـة مثل هــذه المهرجانات فـــي تــعــزيــز الــســيــاحــة الـــداخـــلـــيـــة، وتـوفــيـر فرص الترفيه والتنشيط للمواطنين خلال فصل الصيف»، عادّاً ذلك «مؤشراً إيجابيا على عودة الحياة». إلى ذلك، قال رئيس«المجلس الرئاسي»، مـحـمـد المــنــفــي، إنـــه بـحـث مــســاء الـسـبـت في أكـرا، مع الأمين العام الجديد لاتحاد المغرب الـــعـــربـــي، طــــــارق بــــن ســــالــــم، «الـــتـــكـــامـــل بـ الاتـــحـــاد الأفــريــقــي واتـــحـــاد المـــغـــرب الـعـربـي وبـقـيـة المـجـمـوعـات الاقـتـصـاديـة الإقليمية، وإعـــــادة تفعيل الـلـجـان الـــوزاريـــة القطاعية ومؤسسات وهيئات الاتحاد». كـمـا نـاقـش المـنـفـي، مــع عـضـوة اللجنة الــتــوجــيــهــيــة لــــرؤســــاء الـــــــدول والـــحـــكـــومـــات الأعضاء بالوكالة الأفريقية للتنمية (نيباد)، نـــاردوس بيكيلي، نتائج زيـــارة وفـد اللجنة فــــي أبــــريــــل (نــــيــــســــان) المــــاضــــي إلــــــى لــيــبــيــا، مشيراً إلــى أن بيكيلي أطلعته على مقترح مــشــروع الــشــراكــة الاسـتـراتـيـجـيـة بــ ليبيا و«نـيـبـاد»، الــذي يهدف لتقديم الـدعـم الفني والمشورة للقطاعات المعنية بالبنية التحتية، والــتــعــلــيــم، والأمــــــن الـــغـــذائـــي، والاقـــتـــصـــاد، والمشروعات الصغرى والمتوسطة. مــــــن جــــهــــتــــه، اســــتــــغــــل الـــــقـــــائـــــد الــــعــــام لــ«الـجـيـش الــوطــنــي»، المـشـيـر خليفة حفتر، اجـــتـــمـــاعـــه فــــي بـــنـــغـــازي بـــشـــرق الــــبــــ د، مـع وفــــد مـــن مــشــايــخ وأعــــيــــان ومــثــقــفــي «قـبـيـلـة الـحـسـاونـة»، للتأكيد على «أهمية التشاور والـتـنـسـيـق بـــ مـخـتـلـف مــكــونــات المجتمع الـلـيـبـي؛ لــلــوصــول إلـــى المـصـالـحـة الـوطـنـيـة الشاملة وتحقيق الاسـتـقـرار الــدائــم». ونقل عــــن أعــــضــــاء الــــوفــــد «اعــــتــــزازهــــم وتــقــديــرهــم لمــواقــفــه تــجــاه وحــــدة لـيـبـيـا واســـتـــقـــرارهـــا». وأشــادتــهــم بــــ«الـــدور الـرئـيـسـي للجيش في حفظ أمن الوطن واستقراره». فـــي غـــضـــون ذلـــــك، أكــــد وزيـــــر الــداخــلــيــة بـحـكـومـة «الاســــتــــقــــرار»، عــصــام أبــــو زريــبــة، خـــــ ل اجـــتـــمـــاع (الأحـــــــــد)؛ لمــنــاقــشــة الـــوضـــع الأمني في مدن ومناطق المنطقتين الشرقية والجنوبية، «ضــــرورة تطوير الأداء الأمني داخل مديريات الأمن، من خلال تشكيل غُرف أمنية تتولى مسؤولية بسط الأمن ومكافحة الــظــواهــر الـسـلـبـيـة». كـمـا شـــدد عـلـى أهمية الـتـنـسـيـق والــتــكــامــل بـــ مـخـتـلـف الأجـــهـــزة الأمــــنــــيــــة، «بــــمــــا يـــضـــمـــن تـــحـــقـــيـــق الأهـــــــداف المنشودة، والتصدي للتحديات الراهنة». 8 أخبار NEWS Issue 16673 - العدد Monday - 2024/7/22 الاثنين البعثة الأممية تتعهد مواصلة جهودها للوصول الى اتفاقسياسي تحتاجه ليبيا ASHARQ AL-AWSAT البعثة الأممية طالبت «النواب» و«الدولة» بـ«مسار واضح» للانتخابات المؤجلة ليبيا: «تفاقم» الوضع الأمني في معبر «رأسجدير» الحدودي عناصر أمنية ليبية عند معبر «رأسجدير» (إدارة إنفاذ القانون) القاهرة: خالد محمود بعد توتر شديد مع البكوشعلى خلفية النزاع مع الرباط عودة المياه إلى مجاريها بين الجزائر وأمانة «الاتحاد المغاربي» قــــــال وزيـــــــر خــــارجــــيــــة الــــجــــزائــــر أحـــمـــد عــطــاف، إن تـونـس «اتـــخـــذت خــيــاراً صائبا» بتعيين الدبلوماسي طـــارق بـن سـالـم أمينا عـامـا لـــ«اتــحــاد المــغــرب الــعــربــي»، فــي إشـــارة ضـمـنـا، إلـــى اسـتـيـاء بــــ ده الـكـبـيـر مــن فترة تولي الطيب البكوش ذلك المنصب، واتهامه بأنه كان «دوما منحازاً للمغرب» بخصوص نزاع الصحراء الغربية. وأفـــــادت وزارة الــخــارجــيــة الــجــزائــريــة، في بيان، الأحد، أن عطاف أجرى لقاء ثنائيا مـع السالم فـي أكــرا عاصمة غـانـا، بمناسبة مشاركتهما فـي «الاجـتـمـاع نصف السنوي السادس، بين الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقـتـصـاديـة والآلــيــات الإقليمية بأفريقيا»، مــؤكــداً أن تــونــس «اخـــتـــارت لـأمـانـة الـعـامـة لاتـحـاد المـغـرب العربي دبلوماسيا محنكا، يـشـهـد لـــه تـمـسـكـه والـــتـــزامـــه تــجــاه الـقـضـايـا التي تعني المنطقة المغاربية». ووفـــق الـبـيـان ذاتــــه، أكـــد الــوزيــر عطاف للدبلوماسي التونسي أن الجزائر ستمد له يــد الــعــون فــي أداء مـهـامـه، خــدمــةً لتطلعات ومصالح الشعوب المغاربية. وكــــانــــت وزارة الـــخـــارجـــيـــة الــتــونــســيــة أعـلـنـت، فـي نهاية مـايـو (أيــــار) المــاضــي، عن تعيين طـــارق بـن سـالـم أمينا عـامـا لــ«اتـحـاد ســـنـــوات، بــدايــة من 3 المــغــرب الــعــربــي»، لمـــدة ، ليخلف مواطنه وزير 2024 ) يونيو (حزيران الخارجية التونسي الأسبق الطيب البكوش، .2016 الذي شغل المنصب منذ منتصف عام وقالت تونس إن تعيين بن سالم «جاء وفـــقـــا لمـقـتـضـيـات مـــعـــاهـــدة تــأســيــس اتــحــاد ، وبـــاقـــتـــراح من 1989 المـــغـــرب الـــعـــربـــي عــــام الرئيس التونسي قيس سعيد، وبعد موافقة جـمـيـع قــــادة الـــــدول الأعـــضـــاء فـــي الاتـــحـــاد»، دول. 5 وهي وتميزت علاقة الجزائر بالبكوش طيلة الــفــتــرة المــاضــيــة بـتـوتـر حــــاد. فـقـد هاجمته بــشــدة الـــعـــام المـــاضـــي، واتــهــمــتــه بــ«تـضـلـيـل الرأي العام المغاربي وتزييف الحقائق»، على خلفية اتهامه لها بـ«عرقلة العمل المغاربي»، ومطالبتها بتسديد ديون لفائدة «الاتحاد». وأخــــــــــــــذت الـــــــجـــــــزائـــــــر عـــــلـــــى الــــبــــكــــوش «انـــحـــيـــازه» لـخـطـة الــحــكــم الـــذاتـــي المـغـربـيـة بشأن الصحراء. والمعروف أنها تدعم موقف «بـــولـــيـــســـاريـــو» بـــخـــصـــوص رفـــــض الــخــطــة، وتـشـجـعـه عـلـى المـطـالـبـة بــ«اسـتـفـتـاء تقرير المصير برعاية أممية». ويـــشـــار إلــــى أن المـنــصـبـ الأســاســيــ في «الاتـحـاد»، هما الأمـانـة العامة ومجلس الشورى. الأول مقره الرباط، ودرجت العادة عـــلـــى أن يــــتــــولاه تـــونـــســـي. والــــثــــانــــي مــقــره الــــجــــزائــــر، ورئـــيـــســـه الـــحـــالـــي الــدبــلــومــاســي الجزائري سعيد مقدَم. وأطـلـق قــادة المـغـرب والـجـزائـر وتونس وليبيا وموريتانيا «اتحاد المغرب العربي»، ، بمدينة مراكش 1989 ) فبراير (شباط 17 في المـغـربـيـة، وكـــان الـهـدف «الـنـهـوض بالمنطقة اقـتـصـاديـا وسـيـاسـيـا واجـتـمـاعـيـا». غـيـر أن هـذا التكتل لم يكتب له أن يحقق أي مكسب في الميدان، بسبب الخلاف الجزائري المغربي حول نزاع الصحراء، الذي ازداد تصعيداً في ، عندما قررت الجزائر قطع علاقتها مع 2021 الرباط. 1994 وعـقـدت آخـر قمة لــ«الاتـحـاد» فـي في تونس. وفي العام نفسه، أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب، بسبب اتهام مخابراتها بتنفيذ عمل إرهابي بفندق في مراكش. ومـــطـــلـــع مــــــارس (آذار) المـــــاضـــــي، عـقـد الـــرئـــيـــســـان الــــجــــزائــــري عـــبـــد المـــجـــيـــد تــبــون والـــتـــونـــســـي قــيــس ســعــيــد ورئـــيـــس المـجـلـس الــرئــاســي الـلـيـبـي محمد المـنـفـي، بـالـجـزائـر، «لــــقــــاء مـــغـــاربـــيـــا ثـــ ثـــيـــا»، وفـــــق مــــا أعـلـنـتـه الـــرئـــاســـة الـــجـــزائـــريـــة الـــتـــي قـــالـــت إن الـــقـــادة الثلاثة «استعرضوا القمة السابعة للغاز» الــــتــــي عــــقــــدت فـــــي تـــلـــك الــــفــــتــــرة بـــالـــجـــزائـــر، وحضرها سعيد والمنفي. كما بحث اللقاء، حــســبــهــا، «الأوضــــــــاع الـــســـائـــدة فـــي المـنـطـقـة المـــــغـــــاربـــــيـــــة، وضـــــــــــــرورة تـــكـــثـــيـــف الـــجـــهـــود وتوحيدها، لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمـــنـــيـــة، بــمــا يــعــود عــلــى شــعــوب الــبــلــدان الثلاثة بالإيجاب». وفــــي أبـــريـــل (نـــيـــســـان) المـــاضـــي، الـتـقـى القادة في تونس، ما ترك انطباعا بأن الأمر يتعلق ببديل لــ«الاتـحـاد المغاربي» المشلول بسبب الخلاف بين أكبر عضوين فيه. وسئل تبون من طرف الصحافة الجزائرية، عن هذا المـــوضـــوع، فــقــال إن «المــســعــى لا يــهــدف إلـى إقصاء أي أحـد»، ودعا «الأشقاء في المغرب» للانضمام إلى الاجتماع التشاوري المغاربي أشهر، 3 الـذي تم الاتفاق على عقده مـرة كل في إحـدى العواصم الثلاث. وإلـى الساعة لا يعرف موقف موريتانيا منه. الجزائر: «الشرق الأوسط» وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف(الوزارة) طارق بنسالم (مواقع التواصل) السيسي لوّح سابقاً بالتدخل لحماية «سيادة مقديشو» الاتفاقية الدفاعية المصرية ــ الصومالية لاحتواء «الطموح» الإثيوبي وموازنة «النفوذ» التركي أثـــــار «اجـــتـــمـــاع اســتــثــنــائــي» للحكومة الصومالية لإقــرار اتفاقية دفاعية مع مصر تساؤلات وردود فعل حول توقيت الاجتماع وآثــــار الاتـفـاقـيـة المـوقـعـة عـلـى منطقة الـقـرن الأفـريـقـي، الـتـي بـاتـت «سـاحـة لـصـراع دولـي على النفوذ». الاتـفـاقـيـة بــ مـصـر والــصــومــال عـدّهـا خـــبـــراء تـــحـــدثـــوا لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» تـأتـي مــا بــ «احـــتـــواء اسـتـراتـيـجـي» لــــدول جــوار إثيوبيا، التي بدورها تطمح لفرض نفوذها بـ«القرن الأفـريـقـي»، وأيضا «مـوازنـة النفوذ الــتــركــي الـــواســـع بــالمــنــطــقــة»، فـــي ظـــل إدراك مصر لوضعية الصومال الخاصة، وأهميته للمن القومي المصري والعربي. والـــســـبـــت، أعـــلـــن الـــتـــلـــفـــزيـــون الــرســمــي الصومالي، في تدوينة نشرها على منصة «إكـــــس»، عـــن مــوافــقــة الـحـكـومـة الـصـومـالـيـة خــ ل «اجـتـمـاع استثنائي» لمجلس الـــوزراء الصومالي، جرى مساء الجمعة، على اتفاقية دفـاعـيـة بـ مصر والـصـومـال، تـم توقيعها بــــ الـــبـــلـــديـــن فــــي يـــنـــايـــر (كـــــانـــــون الـــثـــانـــي) الماضي. وتــــأتــــي الاتـــفـــاقـــيـــة عـــقـــب تـــوقـــيـــع إقـلـيـم «أرض الصومال» الانفصالي مذكرة تفاهم في يناير (كانون الثاني) مع إثيوبيا، تمنح الأخــــيــــرة بـمـوجـبـهـا حــــقّ اســـتـــخـــدام واجــهــة كيلومتراً من أراضـي أرض 20 بحرية بطول عاما، عبر اتفاقية «إيجار». 50 الصومال لمدة وهو ما رفضته مقديشو ومصر، واستدعى اجـتـمـاعـا عـربـيـا طــارئــا آنــــذاك أدان الاتــفــاق، وتضامن مع الموقف الصومالي، الذي عدّها «باطلة وغير مقبولة». وإقـلـيـم «أرض الــصــومــال» هــو محمية ،1991 بريطانية سابقة، أعلن استقلاله عام لكن لم يعترف به المجتمع الدولي. تـــــســـــتـــــهـــــدف الاتــــــفــــــاقــــــيــــــة المــــــصــــــريــــــة - الـــصـــومـــالـــيـــة، وفــــق الــخــبــيــر الاســتــراتــيــجــي المصري، اللواء سمير فرج، «تعزيز العلاقات ودعــــــــم الـــــصـــــومـــــال، عــــبــــر تـــــدريـــــب الـــجـــيـــش الــصــومــالــي، فـــي ظـــل الـــحـــرب الــشــرســة الـتـي يخوضها ضـد الجماعات الإرهـابـيـة، وعلى رأســـهـــا (حـــركـــة الـــشـــبـــاب)، فـــي ظـــل الـخـبـرات الكبيرة للجيش المصري، ومن دون أي وجود لقواعد عسكرية»، وهـو أمـر سبق أن نفّذته القاهرة خلال السنوات الماضية. فــــالــــصــــومــــال مــــهــــم لمــــصــــر، كــــمــــا يـــقـــول اللواء سمير فرج، لـ«الشرق الأوسـط»، كونه «يلعب دوراً كبيراً في الملاحة بالبحر الأحمر لموقعه قـرب مضيق بـاب المـنـدب، الــذي يمثل بوابة جنوبية للبحر الأحمر، وهو ما يؤكد الأهمية الجيوسياسية بالنسبة للقاهرة». كما أن الاتفاقية تمثل أيضا «رسالة غير مباشرة» لإثيوبيا بعد اتفاقيتها مع «أرض الصومال» ومساعيها لإنشاء قاعدة عسكرية هناك، في ظل طموحها لفرض السيطرة، ما دفــع الـقـاهـرة إلــى «الاحــتــواء الاستراتيجي» لدول جوار إثيوبيا، كما تسعى مصر لموازنة الوجود التركي بالمنطقة، بحسب فرج. وتــولــي الــقــاهــرة أهـمـيـة كـبـيـرة لتعزيز علاقاتها مع دول القرن الأفريقي، وفق وزير الخارجية المـصـري بــدر عبد الـعـاطـي، خلال استقباله الأسبوع الماضي مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيت فيبر. وأجــــــــرى عـــبـــد الـــعـــاطـــي أولـــــــى رحـــ تـــه الخارجية، منذ توليه منصبه مطلع يوليو (تــمــوز) الـحـالـي، إلـــى الـصـومـال وجيبوتي، لافـتـتـاح أول خــط طــيــران مـبـاشـر بــ الـــدول الـــــثـــــ ث، وهــــــو مــــا يـــعـــكـــس «عــــمــــق وأهـــمـــيـــة عــ قــات مـصـر مــع الــدولــتــ ، وحـــرص مصر على تحقيق قــدر أعلى مـن الـتـرابـط مـع دول القرن الأفريقي لما تمثله من عمق استراتيجي للمن القومي المصري»، وفق بيان للخارجية المصرية. أمين سر «لجنة الدفاع والأمن القومي» فــــي مـــجـــلـــس الـــــنـــــواب المــــصــــري (الــــبــــرلمــــان)، النائب محمد عبد الرحمن راضـي، ربط بين تــصــريــحــات الـــرئـــيـــس المـــصـــري خــــ ل زيــــارة نـــظـــيـــره الـــصـــومـــالـــي حـــســـن شـــيـــخ مــحــمــود للقاهرة في يناير (كانون الثاني) والاتفاقية الـجـديـدة، حـ أكــد آنـــذاك «الــوقــوف ضـد أي تهديد» يواجه دولة عربية في ظل محاولات إثيوبية لـــ«بــثّ الاضــطــرابــات» فـي محيطها الإقليمي. موقف مصر، وفــق راضـــي، ثابت تجاه أمــن الـصـومـال ودعــمــه، لافـتـا إلــى أن رسائل السيسي آنذاك عكست إدراك القيادة المصرية لــوضــعــيــة الــــصــــومــــال الـــخـــاصـــة وأهــمــيــتــهــا لـــلـــقـــاهـــرة، مـــشـــيـــراً إلـــــى أن اتـــفـــاقـــيـــة الـــدفـــاع الـــحـــالـــيـــة «تـــرمـــيـــم ثــــغــــرات فــــي جــــــدار الأمــــن القومي العربي». الــــبــــرلمــــانــــي المـــــصـــــري أكـــــــد أن الاتــــفــــاق الـــدفـــاعـــي يـمـثـل تــأكــيــداً لـلـمـفـاهـيـم المـصـريـة بشأن القرن الأفريقي والبحر الأحمر، كما أن القاهرة والصومال تربطهما «اتفاقية الدفاع العربي المـشـتـرك»، وتنويه الرئيس المصري لإمـــكـــانـــيـــة تــفــعــيــلــهــا فــــي أي وقـــــت «يــعــكــس نـــيـــة مـــصـــر الـــــوقـــــوف إلـــــى جــــانــــب أشــقــائــهــا الصوماليين إذا تـعـرضـوا إلــى تـهـديـد، وفق ، وتتضمن 1950 الاتفاقية الـتـي تـعـود لـعـام بـنـداً ينص على أن أي عـــدوان على أي دولـة مـوقـعـة عـلـى الـبـروتـوكـول يـعـدّ عــدوانــا على بقية الدول». وفــــي يــنــايــر (كـــانـــون الـــثـــانـــي) المــاضــي، اســـتـــقـــبـــل الـــســـيـــســـي الــــرئــــيــــس الـــصـــومـــالـــي، وشهد المؤتمر الصحافي «رسائل قوية» إلى إثيوبيا بشأن اتفاقها مع «أرض الصومال» لاسـتـخـدام واجـهـة بحرية مـن أراضـيـهـا عبر اتفاقية «إيجار»، فضلاً عن رسائل دعم قوية إلــــى الـــصـــومـــال، تـضـمـنـت الــتــذكــيــر بـمـيـثـاق الجامعة العربية بالدفاع المشترك لأي تهديد له وحماية سيادته. يــولــيــو (تـــمـــوز) الـــحـــالـــي، تلقى 4 وفــــي الرئيس المـصـري اتـصـالاً هاتفيا مـن نظيره الـصـومـالـي، تــنــاول «سـبـل تـعـزيـز الـعـ قـات الثنائية» والترحيب بـ«الزخم الـذي يشهده الـتـعـاون بــ الـبـلـديـن» فــي الـفـتـرة الأخــيــرة، وحرصهما على توسيع آفاقه. القاهرة: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky