issue16673

Issue 16673 - العدد Monday - 2024/7/22 الاثنين الإعلام 17 MEDIA يعملراهناً في الأردن إذاعة 39 محطة فضائية و 19 ًنحو موقعاً إخباريا 156 و ترند قنوات «واتساب» للأخبار... بين تعزيز التفاعل وضعف الأرباح بــــعــــد مــــــــرور أكــــثــــر مـــــن ســــنــــة عــلــى خدمة القنوات الإخبارية بـ«واتساب»، أثـــــيـــــرت تــــــســــــاؤلات أخـــــيـــــراً حــــــول مـــدى تحقيق المستهدف مـن الـخـدمـة. وأشــار متخصصون التقتهم «الشرق الأوسط» إلــــى أهــمــيــة الــتــفــاعــل وتـــعـــزيـــز الــعــاقــة المـــبـــاشـــرة بـــن الــنــاشــر والمُــســتــخــدمــن، غير أن الفشل في تحقيق أرباح لمنصات الأخبار يجعل «واتساب» بديلً محدوداً لـ«فيسبوك». شــــركــــة «مـــيـــتـــا» كــــانــــت قــــد أطــلــقــت 8 خدمة «القنوات» على «واتساب» يوم ؛ وهي عبارة عن 2023 ) يونيو (حزيران نظام تـوزيـع محتوى أحـــادي الاتـجـاه - أي لا يسمح بالنشر إلا من مالك القناة (الناشر) - مدمج في تطبيق «واتساب» الــرئــيــســي، بـعـكـس خــدمــة «مـجـتـمـعـات 2000 واتــــســــاب» الـــتـــي يــمــكــن أن تــضــم عضو حداً أقصى. وكــــــــان لــــــدى الــــنــــاشــــريــــن تـــوقـــعـــات كـبـيـرة عـنـد إطــــاق الــقــنــوات الإخـبـاريـة على «واتـسـاب» آملي في زيــادة تفاعل الجمهور والتكيف مـع المشهد المتغير لاســـــتـــــهـــــاك الأخـــــــبـــــــار عــــلــــى مـــنـــصـــات الـــــتـــــواصـــــل الاجـــــتـــــمـــــاعـــــي. وعـــــــــزز هــــذا الاتجاه استطلع أجراه «معهد رويترز ، وذهب 2023 للصحافة» في نهاية عام ناشراً 314 إلى تحليل إجابات واردة من دولــــة. وأشــــارت نتائج 56 لـأخـبـار فــي فــــي المــــائــــة مـن 61 الاســـتـــطـــاع إلـــــى أن عينة الاسـتـطـاع بـصـدد بــذل مـزيـد من الجهد لتحسي خـدمـة قـنـوات الأخـبـار على «واتساب»، أملً في زيادة التفاعل المـــبـــاشـــر مــــع المُـــســـتـــخـــدمـــن وتــعــويــض الخسائر. ويـــشـــار إلــــى أنــــه عــلــى مـــــدار الــعــام المــــاضــــي، نــجــح الـــنـــاشـــرون الـــكـــبـــار في الـــوصـــول إلــــى مــايــن الأشـــخـــاص عبر قــــنــــوات «واتــــــســــــاب» (الـــتـــطـــبـــيـــق الــــذي يــــســــتــــخــــدمــــه نــــحــــو مـــــلـــــيـــــاري شــخــص حـول العالم وفقاً لأحــدث تقديرات عام )، مثلً صحيفة «نيويورك تايمز» 2024 الأميركية قائمة الأكثر متابعة بأكثر من مليون مشترك، ما يعد بنتائج واعدة 12 بـالـنـسـبـة لـلـنـاشـريـن الـــذيـــن يتطلعون إلـــى بــنــاء زيـــــادة الــقــاعــدة الـجـمـاهـيـريـة وتحسي سبل التفاعل المباشر. الدكتور السر علي سعد، الأستاذ المـــشـــارك فــي تـخـصّـص الإعــــام الجديد بجامعة أم القيوين فـي دولـــة الإمـــارات العربية المـتـحـدة، قـــال: «إنـــه على الرغم مـن التوقعات الإيجابية الـتـي استقبل بها الناشرون خدمة قنوات (واتساب)، فإنهم واجـهـوا تحديات فـي الاستفادة الكاملة مـن إمـكـانـات (واتــســاب) بسبب قـــيـــود مـــثـــل الـــعـــمـــل الــــيــــدوي المـــطـــلـــوب، وإهمال استراتيجيات إشراك الجمهور، مـا حـال دون حــدوث تـحـوّل فـي العلقة بـــالـــقـــراء». وأشـــــار كــذلــك إلـــى «صـعـوبـة تكييف اللغة الصحافية مع الخصائص الفريدة لـ(واتساب) بوصفه أداة تواصل عـبـر الــهــاتــف المــحــمــول والـــتـــواصـــل بي الأشخاص، ما خفّض توقعات الوصول بـــنـــجـــاح إلـــــى الـــجـــمـــهـــور الأصــــغــــر سـنـ وإقامة علقات ذات مغزى بالقراء». مــــــن نــــاحــــيــــة أخــــــــــــرى، رأى ســعــد فــــي خــــدمــــة الــــقــــنــــوات الإخــــبــــاريــــة عـلـى «واتساب» عدة مزايا لصناعة الأخبار، بـــيـــنـــهـــا «زيــــــــــــــادة تــــفــــاعــــل الــــجــــمــــهــــور، والــتــواصــل الــفــوري مــع الـــقـــراء، بجانب أن الـــعـــرض عـلـى (واتــــســــاب) لا يتطلب تنسيق الأخبار بطريقة محددة ما سمح بـالـتـنـوع، وجميعها قــرائــن تُــدلــل على خدمة صُناع الأخبار». وأردف: «أظهرت الأبـحـاث أن (واتـسـاب) بوصفه تطبيقاً يسمح للمؤسسات الإعـامـيـة بتعزيز جــــودة مـــصـــادر أخـــبـــارهـــا وزيــــــادة عــدد الزيارات وبناء علقة أوثق بقرائها». وأضــــاف ســعــد: «عــــاوة عـلـى ذلــك، تـــتـــيـــح إمــــكــــانــــات الــــوســــائــــط المـــتـــعـــددة الـــتـــي تــتــمــتــع بـــهـــا المـــنـــصـــة نـــشـــر صـيـغ مختلفة مـــن المــحــتــوى مـثـل الـنـصـوص والصور ومقاطع الفيديو والتسجيلت الصوتية، مما يساهم في نمو تطبيقها بوصفها قـنـاة لـتـوزيـع الأخـــبـــار». وعــدّ قنوات «واتساب» أداة قيّمة للصحافيي خــــال أوقــــــات الأزمـــــــات، مــشــيــراً إلــــى أن «(واتـــســـاب) بــات يـوفـر مساحة جديدة للوساطة الإعلمية والتعليق والظهور، ومـــن ثــم تـوسـيـع نـطـاق وصـــول وتأثير التقارير الإخبارية». وفـــي الـسـيـاق نـفـسـه، أوضـــح سعد أن مستقبل خدمة قنوات الأخـبـار على «واتـــــســـــاب» يـــبـــدو واعـــــــداً، مــوضــحــ أن «التطور المستمر في استخدام واتساب أداة لـــلـــتـــواصـــل الاجـــتـــمـــاعـــي وتـــوزيـــع المحتوى ينعكس على أداء الناشرين من خلل تطوير محتوى مخصص لقنوات الـخـدمـة يتناسب مــع طبيعة التطبيق وتفضيلت المستخدمي». فــي المـقـابـل، يـــرى مـراقـبـون أن أحـد عــــيــــوب قــــنــــوات «واتــــــســــــاب» بــالــنــســبــة للناشرين هو أنها «لا ترسل الإشعارات تــلــقــائــيــ عـــنـــد نـــشـــر مـــحـــتـــوى جـــديـــد»، بـيـنـمـا «يـضـطـر المُــســتــخــدم إلـــى الـقـيـام بــذلــك يـــدويـــ لـكـل قــنــاة يـشـتـرك فـيـهـا». كـــذلـــك تــفــتــقــر «قـــــنـــــوات واتـــــســـــاب» إلـــى فــــرص الـــربـــح المـــبـــاشـــر، بـيـنـمـا تقتصر الفوائد الربحية على توجيه الزوار إلى المـــواقـــع الإلــكــتــرونــيــة، ومـــن ثـــم تحقيق زيارات أو الاكتفاء بميزة التفاعل. وهنا قــــال مـعـتـز نــــــادي، الــصــحــافــي والمـــــدرب المــتــخــصــص فـــي الإعــــــام الـــرقـــمـــي: «إن الــــربــــح المـــبـــاشـــر لــــم يـــكـــن الــــهــــدف الأهــــم لدى الناشرين من البداية». وأضاف أن «هناك عـدة مكاسب تحققت من قنوات الأخـبـار على (واتــســاب) أهمها تطبيق مـــبـــدأ الــخــصــوصــيــة؛ حــيــث يُــمــكــن لأي مـسـتـخـدم الـــدخـــول دون الإفـــصـــاح عن هويته، كما أن سهولة الوصول للخبر ساهمت في انتشار الأخبار، فضلً عن الـتـفـاعـل بالتعليق بــرمــوز تعبيرية أو إعــادة النشر، ومـن ثم الـوصـول لقاعدة جــمــاهــيــريــة كــبــيــرة ربـــمـــا خـــــارج نـطـاق المشاركي في القناة». وحــــســــب نــــــــــادي، فـــــــإن الـــنـــاشـــريـــن يــــســــتــــطــــيــــعــــون تــــحــــقــــيــــق أربـــــــــــــــاح مـــن «واتـسـاب» على نحو غير مباشر، ذلك أن «نـشـر الأخــبــار بأشكالها المـتـعـددة، هو طريقة لجذب المستخدم إلى قنوات أخـــــــــرى، مـــثـــل المـــــوقـــــع الإلــــكــــتــــرونــــي أو القناة على (يوتيوب)، ومن ثم تحقيق مشاهدات وزيارات تدر عائداً مادياً من منصات أخرى، وهنا يتحقق ربح يُمكن قــيــاســه عــلــى نــحــو أكـــثـــر دقــــة مـــن خــال الناشرين». القاهرة: إيمان مبروك فـــقـــدت الـــصـــحـــافـــة الــــورقــــيــــة الأردنــــيــــة خــال الـسـنـوات العشر الأخــيــرة، صدارتها فــــي صـــنـــاعـــة الـــــــرأي الــــعــــام المـــحـــلّـــي بـعـدمـا تـــوســـعـــت رقـــعـــة الإعـــــــام الـــرقـــمـــي ومـــواقـــع الـــتـــواصـــل الاجــتــمــاعــي، مـــع تـــراجـــع مـقـابـل لعوائد الإعلن التجاري الورقي الذي يؤشر مستثمرون على تراجعه بنسبة لا تقل عن في المائة. 60 ورغــــــــم «صــــــدمــــــات الإنــــــعــــــاش» المـــالـــيـــة العديدة، التي حاولت الحكومات المتعاقبة فـــي الأردن تــوجــيــهــهــا لــلــصـحــف الـــورقـــيـــة، خـــاصـــة الـــتـــي تــمــتــلــك مـــؤســـســـات حـكـومـيـة فـيـهـا حـصـصـ بـوصـفـهـا شــركــات مساهمة عامة، فإن التضخّم الإداري لتلك المؤسسات الـــصـــحـــافـــيـــة واعــــتــــمــــادهــــا عـــلـــى الإيــــــــــرادات الــحــكــومــيــة مــــن دون أن تــشــكــل مـنـصـاتـهـا الـرقـمـيـة منافساً جــــادّاً، تسببا فــي «تـراجـع الـــتـــأثـــيـــر». وهـــنـــا، لا يـنـفـصـل عـــن الـــصـــورة الكاملة أيضاً «حجم الرقابة» على أداء هذه المـــؤســـســـات، مـــا أفـــضـــى إلــــى تـــراجـــع مـؤشـر الحريات الصحافية، وفقاً لتقارير رصدية ًمحلية عديدة ودولية. » أثرتسلبا 19 - جائحة «كوفيد .»19 - الـواقـع أنـه منذ جائحة «كوفيد تـــراكـــمـــات أزمــــــات الــصــحــف الـــورقـــيـــة، ولـقـد أمــــر رئـــيـــس الـــــــوزراء الأردنــــــي الــســابــق عمر بوقف طباعة 2020 ) الـــرزّاز في مــارس (آذار الصحف والاكـتـفـاء بالنشر الرقمي نتيجة ». قبل أن تعاود الصدور 19 - تفشي «كوفيد في يونيو (حزيران) من العام ذاته. إلا أن أثر هــذا الانـقـطـاع امـتـد لسنتي بسبب اشـتـراك المـــؤســـســـات الـصـحــافــيـة فـــي بـــرامـــج سميت بـ«استدامة»، وهي برامج طبقتها الحكومة على مـا أسمته «القطاعات الأكـثـر تـضـرّراً»، تحمّلت فيها الكوادر الصحافية الأردنية في المؤسسات الثلث اليومية الكبرى اقتطاعات مالية غير مسبوقة. وبــــالــــتــــوازي، طـــالمـــا شــكّــلــت مـطـالـبـات المـــؤســـســـات الــصــحــافــيــة الــحــكــومــة بـــإعـــادة بـرمـجـة الــدعــم المــالــي لـهـا فــي عـهـد حكومة بـــشــر الـــخـــصـــاونـــة، وكــــانــــت حـــكـــومـــة هــانــي ) قد اتخذت قـراراً برفع 2018 - 2016( الملقي 2017 سـعـر الإعــــان الـحـكـومـي الـــورقـــي فــي قرشاً 25 في المائة للكلمة (مـن 120 بنسبة قـــرشـــ )، وكـــذلـــك الـــحـــال في 55 لـلـكـلـمـة إلــــى وتحديداً 2022 عهد حكومة الخصاونة عام فـي شهر أكتوبر (تشرين الأول) حيث قرر مجلس الوزراء، رفع سعر الإعلن الحكومي مـــرة أخــــرى لـيـصـبـح ديـــنـــاراً أردنـــيـــ للكلمة الواحدة في الإعلن. وخـــــــــال الــــنــــقــــاشــــات المــــتــــواصــــلــــة بــن الحكومة وإدارات الصحف الورقية، تعددت مـــطـــالـــبـــات دعـــمـــهـــا بـــــن زيـــــــــادة الإعـــــانـــــات الـــحـــكـــومـــيـــة عـــــدا عــــن إعــــانــــات الــتــبــلــيــغــات الـــقـــضـــائـــيـــة الــــتــــي تــســتــفــيــد مـــنـــهـــا غــالــبــيــة الصحف الورقية الكبرى والصغيرة، وبي مـــــن طــــالــــب بـــتـــخـــصـــيـــصصـــــنـــــدوق وطـــنـــي لدعم الصحافة الورقية، إلا أن هذه المطالبة اصطدمت بتوّجه الحكومة لوضع معايير للستفادة مـن مخصصات هـذا الصندوق، وهــــــو مــــا قــــوبــــل مــــن المــــؤســــســــات بـــالـــرفـــض بــحــســب مــــصــــادر مــطــلــعــة أكــــــدت لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــــط»، بــــدعــــوى الـــحـــاجـــة إلـــــى «جـــهـــات مستقلة لوضع المعايير». رواتب الصحافيين تفاقم الأزمة فـــــي خــــضــــم كـــــل ذلــــــــك، تـــشـــهـــد بــعــض هـــــذه المـــؤســـســـات الـــصـــحـــافـــيـــة، تـــعـــثـــراً فـي صـــــرف الأجـــــــور الـــشـــهـــريـــة لـــلـــعـــامـــلـــن، فـي بـلـد بـلـغ مــعــدل الـتـضـخـم فـيـه لـشـهـر مايو فــي المــائــة. 1.8 نـحـو 2024 (أيـــــار) الـحـالـي ولــلــعــلــم، لـــم تــخــل الـــســـنـــوات المـــاضـــيـــة من تـنـفـيـذ قـــــــرارات تــســريــح وفـــصـــل تـعـسـفـي، بينما تتفاعل المعضلة الحقيقية المتعلقة بانتقال الصحف الورقية من خانة صناعة الخبر والـــرأي الـعـام، إلـى خانة نقل الخبر وملحقته. وبـاسـتـثـنـاء الإعـــــام الــرســمــي المــمــوّل مـــن الــخــزيــنــة الـــعـــامـــة، دخــــل الـصـحـافـيـون عـــلـــى حــــســــابــــات خـــــط الـــفـــقـــر بـــعـــد تـــوقـــف دخلهم، وتعثرهم فـي ســـداد مديونياتهم لــصــالــح الـــبـــنـــوك، وغــيــرهــا مـــن مـؤسـسـات الإقــــــــراض. وهـــــذا حــــال كــثــيــريــن مـــن زمـــاء المهنة الـذيـن لـم يـجـدوا دعـمـ مـن نقابتهم لتستمر معاناتهم وتداعياتها حتى يومنا هــــذا، بــل إن نـقـابـة الـصـحـافـيـن الأردنــيــن قــــرّرت هـــذا الــعــام تسجيل دعـــوى قضائية عـلـى عـــدة مــؤســســات إعــامــيــة وصـحـافـيـة مـخـتـلّـفـة عـــن تــسـديـد الــتــزامــاتــهــا للنقابة منذ سنوات، وهي التزامات فرضها قانون في 1 نقابة الصحافيي، بتوريد ما نسبته المائة من أرباح هذه المؤسسات من الإعلن الـــتـــجـــاري لــلــنــقــابــة، عــــدا عـــن الاشـــتـــراكـــات المالية السنوية. وفي هذا الصدد، يشير التقرير المالي والإداري لنقابة الصحافيي الــصــادر في . عـــن الـسـنـة المـالـيـة 2024 ) أبـــريـــل (نــيــســان السابقة، إلى أن إيـرادات النقابة الإجمالية ألـــف ديــنــار، 376 فـقـط 2023 قــد بـلـغـت فــي 9 في المائة» نحو 1« يضاف لها من عوائد الـ آلاف دينار أردني الواردة لها من المؤسسات الصحافية عن هـذه النسبة. وبـنّ التقرير أن الديون المتراكمة على الصحف اليومية في 1« كإيرادات غير متحصلة تحت بند الـ ألف 669 المائة»، قد بلغ مجموعها مليون و دينار أردني. نــذكــر هـنـا أن عـــدد الـصـحـف اليومية فــــي الــــبــــاد يـــبـــلـــغ الآن ســــت صـــحـــف هـــي: «الــــدســــتــــور»، وهــــي أقـــــدم صــحــف المـمـلـكـة، و«الـــــــرأي» و«الـــغـــد» و«الأنــــبــــاط» و«صـــدى الـشـعـب» و«نـبـض الـبـلـد»، وهـــذه الصحف تتوقفعن الطباعة يومي الجمعة والسبت، سـعـيـ وراء تخفيض أكــــاف الـطـبـاعـة مع استمرار عمل منصاتها الإلكترونية، غير أن بعض الصحف الـورقـيـة مـا تــزال تُبالغ فـي طباعة عــدد الصفحات والمـاحـق على حساب المحتوى الجاذب. تعددت الأسباب والنتيجة واحدة يــــقــــول رئــــيــــس تـــحـــريـــر أســــبــــق لإحــــدى الصحفاليوميةإلى«الشرقالأوسط»،فضل إغفال اسمه، إن أزمة الصحافة الورقية كانت «بــخــذلان الـحـكـومـات لــهــا». وفـــي ذروة قـوة الـــصـــحـــف الـــيـــومـــيـــة، عـــنـــدمـــا كــــانــــت تـطـبـع عشرات الآلاف من نسخها وتجني أرباحها بـفـعـل الإعــــانــــات الــتــجــاريــة والاشـــتـــراكـــات، كــــانــــت حــــكــــومــــات تـــســـتـــخـــدمـــهـــا «لــــتــــرويــــج ســيــاســاتــهــا، حــتــى لـــو عــلــى حــســاب مـؤشـر الثقة لدى جمهور القراء». ثــــم يــضــيــف قــــائــــاً إنـــــه بـــلـــغ الأمــــــر فـي زمــن حـكـومـات ليست بعيدة بأنها «عيّنت أرقاماً زائدة على اللزوم من كوادر الصحف اليومية، بل وعيّنت كذلك قيادات صحافية وتـــــدخـــــلـــــت فــــــي مـــــســـــاحـــــات الـــــنـــــشـــــر، وكــــــان مـقـص الـرقـيـب الـرسـمـي مسلطاً عـلـى رقــاب رؤســـــــاء تـــحـــريـــر والــــقــــيــــادات الــصــحــافــيــة». ويــســتــطــرد: «... وكـــانـــت بـعـض الـحـكـومـات تُـــرســـل مـــقـــالات تُـبـجـل سـيـاسـاتـهـا بـأسـمـاء مستعارة ووهمية». ويؤكد رئيس التحرير الأســـبـــق أن كـــل تــلــك الـــتـــدخـــات كـــانـــت على حـسـاب مصداقية مـا تنشره الصحف شبه الـرسـمـيـة، وأنـــه بعد «الـربـيـع الأردنــــي» عام بــدأ مـؤشـر الثقة بمضامي الصحف 2011 الورقية بالانخفاض، ولـم تهتم الحكومات بـــانـــخـــفـــاض مــــعــــدل إيــــــــــرادات الـــصـــحـــف مـن الإعلنات التجارية، بسبب قلة إقبال القراء على شرائها أو الاشتراك بها. وحقاً تشير دراسة بحثية علمية، كانت الأولـــــى مـــن نــوعــهــا، وأعـــدهـــا مـعـهـد الإعـــام الأردنــــي (مـعـهـد متخصص فــي مـنـح درجــة . إلى تراجع 2022 الماجستير في الإعلم) عام حاد في متابعة الأردنيي للصحف الورقية فــي المـائـة 2 كـمـصـدر لـأخـبـار وبـمـا نسبته فـقـط. فـي حـن أشـــارت الــدراســة الـتـي نُـفّـذت على عيّنة ممثلة لمحافظات المملكة، حجمها شخص، إلـى أن القنوات التلفزيونية 1800 تتمتع بترتيب متقدّم في اعتماد الجمهور عليها في الوصول إلى الأخبار، وهي الأكثر ثــقــة ومـــصـــداقـــيـــة فـــي أخـــبـــارهـــا، بـــل حققت الـــقـــنـــوات الــتــلــفــزيــونــيــة الـــعـــامـــة المــصــداقــيــة الأعلى بي وسائل الإعلم كافة. كــــذلــــك أوضــــحــــت الــــــدراســــــة، أن هــنــاك تـراجـعـ كبيراً فـي الاعـتـمـاد على الصحافة الـــيـــومـــيـــة، كـــمـــا أن هـــنـــاك تـــراجـــعـــ فــــي ثـقـة الجمهور بالوظيفة التفسيرية والتحليلية لـلـشـؤون الـعـامـة الأردنـــيـــة، وذلـــك وفـــق عـدد المــتــابــعــن ومـــســـتـــوى الــثــقــة بــمــا يُـــطـــرح في الإعـــــــــام مـــــن آراء وتـــحـــلـــيـــل. ومــــــن نــاحــيــة أخــرى تبي أن شبكات الإعـــام الاجتماعي، وتـــحـــديـــداً «فـــيـــســـبـــوك»، بـــاتـــت تـــعـــدّ المــصــدر الأول للخبار لدى الأردنيي، وإن كانت في الوقت نفسه الأقل ثقة ومصداقية. - 2016( ومـــع أن حـكـومـة هـانـي المـلـقـي ) والحكومة الحالية قررتا زيادة سعر 2018 الإعــــــان الــحــكــومــي فـــي الـــصـــحـــف، فــــإن هــذا القرار لم يحقق نقطة التعادل في الإيــرادات والنفقات في المؤسسات الصحافية، لا سيما أن بعضها قد تراكمت ديونه وبيعت أصوله، ولم تنجح المبادرات في التحول الرقمي من تـخـفـيـض كــلــف الـــــورق والــحــبــر والــطــبــاعــة. والواقع أن «الشرق الأوسط» تحتفظ بأرقام مديونيات صحف لم تأخذ الإذن في نشرها. أزمة مصطلحات وتعريفات فــي أي حـــال، يعمل راهــنــ فــي المملكة إذاعــــــــة، 39 مـــحـــطـــة فـــضـــائـــيـــة و 19 نــــحــــو مـوقـعـ إخــبــاريــ عـلـى الـفـضـاء 156 وكــذلــك موقعاً مرخصاً 18 الإلكتروني، مـن بينها لأحزابسياسية. ولكن كل هذا وسط تراجع مــلــحــوظ لمــتــوســط مـــداخـــيـــل الــصــحــافــيــن، كما يغلب طابع التغطية الخدماتية على محتوى هـذه المؤسسات، بـدلاً من مساءلة السلطات العامة وانتقاد سياساتها. أيــــــضــــــ ، لا يـــــوجـــــد تــــعــــريــــف مـــحـــكّـــم لمـــفـــهـــوم الإعــــــــام الـــرســـمـــي والمـــســـتـــقـــل فـي الـبـاد، فمعظم الصحف تكاد تتشابه في عــنــاويــنــهــا ومــضــامــيــنــهــا وفـــــق مـــراقـــبـــن، وســـط غــيــاب «لافـــــت» لمـــقـــالات الـــــرأي، الـتـي كــــانــــت تــــؤثــــر نـــســـبـــيـــ فـــــي المــــــــــزاج الــــعــــام. وبــاســتــثــنــاءات مـــحـــدودة قـــد يــكــون كــتّــاب الرأي المتفاعلون غائبي عن ورق الصحف اليومية، وذلــك إمـا بسبب عـدم تخصيص مخصصات لهم أو التعثر في دفع الرواتب، أو لـتـراجـع ســقــوف الــحــريــات وســـط تعدد أزمـــات الصحافة الـورقـيـة، وتنامي الأذرع الإعلمية «الرسمية الموجهة» على حساب الإعلم المستقل. ومن ثم، أصبحت معايير التجربة الأردنية المهنية، وخاصة الإعلم الاســـتـــقـــصـــائـــي غـــيـــر حــــاضــــرة فــــي مــلــفــات مهمة. وختاماً، يمكن القول إن الحاصل لدى جمهور النخب التقليدية في الأردن، هو أن الصحافة الورقية - وحتى المحتوى الخبري - صارت مرهونة بالكامل لمرجعيات رقابية، على حد وصف مراقبي، تسمح لها بالبقاء لكنها لا تسمح لها بالانتعاش. وبالتوازي، ترفض قيادات الصحف رفع صوتها بعيداً عـــن الــخــط الـــرســـمـــي، الــــذي يـلـزمـهـا الـسـيـر ضمن خطوط مرسومة مسبقاً. الصحف الورقية الأردنية تواجه أزمات متلاحقة (الشرق الأوسط) عمّان: «الشرق الأوسط» بشر الخصاونة (د.ب.أ) عمر الرزاز (رويترز) نقاشات متواصلة من أجل الحصول على دعم حكومي «صدمات الإنعاش» لا تنعشالصحافة الورقية الأردنية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky