issue16672

وصـف الرئيس الـدولـي ملنظمة «أطباء بــا حـــــدود»، كـريـسـتـوس كـريـسـتـو، الـوضـع الــصــحــي فـــي الــــســــودان، بـــأنــه «األســــــوأ على اإلطــــــــــاق»، وقـــــــال فــــي مـــقـــابـــلـــة مــــع «الــــشــــرق األوسـط»، إنه يتدهور بسرعة كبيرة في ظل التحديات املعيقة للتحرك، وقلة عدد الجهات اإلنـــســـانـــيـــة الـــدولـــيـــة الــفــاعــلــة عــلــى األرض، ومـحـدوديـة التمويل املخصص للستجابة من قبل الدول املانحة. في 70 وأضـــــاف كـريـسـتـو أن أكـــثـــر مـــن املائة من املرافق الصحية توقفت عن العمل، وأن مـــســـتـــوى ســـــوء الـــتـــغـــذيـــة فــــي ازديــــــــاد، مــتــوقــعــا ارتــــفــــاع انـــتـــشـــار حــــــاالت اإلصـــابـــة بــاملــاريــا واألوبـــئـــة، مـثـل الــكــولــيــرا، مــع بـدء مــوســم األمـــطـــار. وأشـــــار إلـــى أن الـــنـــزاع بني الجيش الـسـودانـي وقـــوات «الــدعــم السريع» أدى إلــــى أكـــبـــر أزمـــــة نـــــزوح وأســـرعـــهـــا نـمـوًا فـي العالم، وتفاقم سـوء التغذية الـحـاد بني الـفـئـات األشـــد حـاجـة مـثـل األطــفــال والـنـسـاء الـــحـــوامـــل واملــــرضــــعــــات. وقــــــال كــريــســتــو إن املرافق الصحية املتبقية في السودان تعاني من الضغط الشديد، ما يهدد بخروجها عن الخدمة، بسبب ازديـاد انعدام األمـن والقتال العشوائي والهجمات والنهب. والتقى كريستو خلل زيارته للسودان فـي اليومني املاضيني، نائب رئيس مجلس الــــســــيــــادة االنــــتــــقــــالــــي، مــــالــــك عــــقــــار، وكـــبـــار املسؤولني في وزارة الصحة االتحادية. وذكــــر أن الـــزيـــارة تــهــدف لـلـتـواصـل مع السلطات الرسمية الفاعلة للعمل على تقوية وزيــــــادة وصــــول املـــســـاعـــدات اإلنــســانــيــة إلــى املواطنني السودانيني. وضع مقلق للغاية ووصف كريستو أنماط النزوح وسوء التغذية واالحـتـيـاجـات اإلنسانية األخــرى بـأنـهـا «مـقـلـقـة لـلـغـايـة»، إذ إن املــســاعــدات اإلنــــســــانــــيــــة ال تـــصـــل إلــــــى عــــــدد كـــــــاف مـن السكان، مضيفا: «نحن بحاجة إلى توسيع نــطــاق االســتــجــابــة اإلنـــســـانـــيـــة»، ويتطلب ذلـــك تـوفـيـر ضـمـانـات للحماية مــن جميع األطراف املتحاربة. ووفــقــا للرئيس الــدولــي لـــ«أطــبــاء بل مرضى يعانون 3 حدود»، فإن واحدًا من كل من إصابات ناجمة عن الحرب تم استقباله مــن قـبـل املـنـظـمـة، وغـالـبـيـتـهـم مــن الـنـسـاء واألطـــفـــال، داعــيــا أطــــراف الـقـتـال إلـــى «بــذل مـا فـي وسعهم مـن جـهـود لضمان حماية السكان املدنيني». وقـال كريستو: «استمعنا في منظمة (أطــــبــــاء بــــا حـــــــدود) لــكــثــيــر مــــن شـــهـــادات املـرضـى حــول تجاربهم مـع العنف املوجه بـــــدوافـــــع عـــرقـــيـــة وجـــنـــســـيـــة، وعــــلــــى وجـــه الخصوص ما تم في واليـات إقليم دارفور (غرب البلد)». وأفــاد بـأن منظمة «أطـبـاء بل حـدود» عـــلـــى اتـــــصـــــال دائـــــــم مـــــع جـــمـــيـــع األطـــــــراف املـتـحـاربـة لـضـمـان اسـتـمـرارهـا فــي توفير الـــرعـــايـــة الــصــحــيــة، قــــائــــاً: «يـــجـــب علينا تـــذكـــيـــرهـــم بــــااللــــتــــزام بـــالـــقـــانـــون الــــدولــــي اإلنـــســـانـــي فــــي حـــمـــايـــة املـــدنـــيـــ والــبــنــيــة التحتية، وعـــدم اسـتـخـدام األسـلـحـة داخـل املرافق الصحية». وأوضــــــح كــريــســتــو أن املــنــظــمــة تـوفـر الــرعــايــة الـصـحـيـة املـنـقـذة لـلـحـيـاة لجميع املـــحـــتـــاجـــ فـــــي الـــــــســـــــودان، مـــــع االلـــــتـــــزام بـــاملـــبـــادئ اإلنــســانــيــة األســـاســـيـــة املـتـمـثـلـة بعدم التحيّز ألي جهة. عراقيل وابتزازات وبـــــشـــــأن حـــــصـــــول مـــنـــظـــمـــة «أطـــــبـــــاء بـــا حـــــدود» عــلــى األذونـــــــات والــتــصــاريــح لـلـقـيـام بـعـمـلـهـا، قــــال: «تـــوجـــد صـعـوبـات فــــي إجــــــــــراءات الــتــخــلــيــص جــــــراء الــقــيــود الـتـي تـفـرضـهـا األطـــــراف املـتـحـاربـة، وهـو مــا يـجـعـل جـلـب اإلمــــــدادات عملية مكلفة وطويلة»، مشيرًا إلـى أن الـغـارات الجوية دمرت البنية التحتية ونقاط الوصول، ما أسهم في تباطؤ العمليات، حيث أصبح يستغرق دخـول البضائع إلـى البلد عدة أسابيع». وأكد أن كثيرًا من املنظمات اإلنسانية والتجارية التي ترغب في إدخال البضائع إلـــــى الــــبــــاد ال تــحــتــمــل وجــــــود تــعــقــيــدات وانـــعـــدام األمــــن الــــذي يـتـسـبـب فـــي ارتــفــاع تـــكـــلـــفـــة اســـــتـــــيـــــراد اإلمــــــــــــــــدادات. وأوضـــــــح أن «األطـــــــــــراف املـــتـــحـــاربـــة تـــقـــيـــد إيـــصـــال املــــســــاعــــدات فــــي مــنـــاطـــق مــــحــــددة بــوضــع العراقيل، ونأمل في أن تضع في الحسبان ضـــــرورة االســتــجــابــة والـــتـــعـــاون لتيسير وصـــول املـسـاعـدات اإلنـسـانـيـة الـضـروريـة إلـــى املـتـضـرريـن مــن املــدنــيــ فــي مناطق النزاعات». انعدام األمن وقــــال كـريـسـتـو إن مـنـظـمـة «أطـــبـــاء بل واليـــــــــات بــــالــــســــودان 8 حـــــــــدود» تـــعـــمـــل فـــــي (الـخـرطـوم، والنيل األبـيـض، والنيل األزرق، والقضارف، وغـرب دارفــور، وشمال دارفـور، ووسط دارفـور وجنوب دارفـور)، وأن انعدام األمـــــــن هــــو مــــن األســـــبـــــاب الـــرئـــيـــســـيـــة لــعــدم وجـــودهـــا حـيـث تــريـــد، مـضـيـفـا: «اضــطــررنــا إلـــى مـــغـــادرة بـعـض املــنــاطــق بـسـبـب الـقـيـود املــفــروضــة عـلـى حـركـة اإلمــــــدادات اإلنسانية ووصــــــــول الـــعـــامـــلـــ فــــي املــــجــــال اإلنـــســـانـــي إليها». وقــــــال: «أصــبــحــنــا مــقــيــديــن فـــي تـوفـيـر االســـتـــجـــابـــة الــطــبــيــة واإلنـــســـانـــيـــة الــكــافــيــة الــتــي يـحـتـاجـهـا الــنــاس بـــشـــدة»، مضيفا أن «انــــعــــدام مــســتــويــات األمـــــن عـــــال فـــي جميع أنحاء السودان، وتم نهب مرافقنا ومصادرة إمــــــداداتــــــنــــــا مــــــن قــــبــــل بــــعــــض املــــجــــمــــوعــــات املــســلــحــة»، وأبـــــدى أســـفـــه لـــاعـــتـــداءات على املرافق الطبية والعاملني في املجال الصحي، الفـتـا إلــى وقـــوع حـــوادث مـتـعـددة فـي مواقع صـــحـــيـــة تـــعـــمـــل فـــيـــهـــا مـــنـــظـــمـــة «أطـــــبـــــاء بـا حدود». وأشار كريستو إلى أن منظمة «الصحة هـــجـــومـــا عـــلـــى مـــرافـــق 82 الـــعـــاملـــيـــة» وثـــقـــت الرعاية الصحية في السودان منذ بدء النزاع في أبريل (نيسان) العام املاضي، ما قلل من إمكانية حصول الناس على الرعاية الصحية في وقت هم بأمس الحاجة إليها. وقــــــال الـــرئـــيـــس الــــدولــــي لـــــ«أطــــبــــاء بـا حــدود»: «مـع عـدم وجـود مؤشرات تلوح في األفـــق عـلـى نـهـايـة الــحــرب بــالــســودان، ندعو إلــى زيـــادة الجهود املـبـذولـة وإزالـــة العوائق أمام اإلمدادات اإلنسانية، بما في ذلك حماية الـعـامـلـ فــي املــجــال اإلنــســانــي واملــدنــيــ »، مذكرًا بأن «أطباء بل حـدود» وفـرت الرعاية ألــــف جـــريـــح بسبب 33 الــصــحــيــة ألكـــثـــر مـــن ألف حالة سوء 14 الحرب، وعالجت أكثر من ألــف استشارة 400 تغذية، كما قـدمـت نحو خارجية في مجال الرعاية الصحية الجنسية واإلنجابية. العنف في دارفور ونـــبـــه كــريــســتــو إلـــــى أن الـــعـــنـــف فـي إقـــلـــيـــم دارفــــــــور اتـــخـــذ بـــعـــدًا عـــرقـــيـــا، كـمـا يظهر من روايات اللجئني الذين فروا من واليـة غـرب دارفــور إلـى تشاد خـال العام 500 املــاضــي، مـشـيـرًا إلـــى لـجـوء أكـثـر مــن ألف شخص إلى تشاد. وقـــــــال إن «أطـــــبـــــاء بـــــا حـــــــــدود» فـي دارفور تعمل على توفر الرعاية الصحية األسـاسـيـة واملتخصصة املـنـقـذة للحياة مـــســـتـــشـــفـــيـــات رئـــيـــســـيـــة، تـشـهـد 5 عـــبـــر مـسـتـويـات مقلقة مــن ســـوء الـتـغـذيـة بني األطفال والنساء الحوامل واملرضعات. وأوضـــــــح أن أكـــثـــر مــــن ألـــــف مــوظــف واليـة 18 واليـــات مـن أصـل 8 يعملون فـي سـودانـيـة بــاألراضــي الخاضعة لسيطرة الجيش وقوات «الدعم السريع». وقــــــــــدر كــــريــــســــتــــو، وفـــــقـــــا لـــتـــقـــاريـــر املـنـظـمـات الـــدولـــيـــة، حـصـيـلـة الـقـتـلـى في ألفا 15 حـــرب الـــســـودان بـمـا يـــتـــراوح بــ 15 ألف قتيل منذ اندالع النزاع قبل 150 و شهرًا. وقال إن دراسـة استقصائية أجرتها مــن 135 املـــنـــظـــمـــة كـــشـــفـــت عـــــن تــــعــــرض الــنــاجــيــات لـلـعـنـف الــجــنــســي بـمـخـيـمـات الــــــاجــــــئــــــ فـــــــي تــــــشــــــاد عـــــلـــــى الــــــحــــــدود في املائة منهن 90 السودانية، مضيفا أن تعرضن للغتصاب من قبل مسلحني. 8 السودان NEWS Issue 16672 - العدد Sunday - 2024/7/21 األحد قال إن المرافق الصحية المتبقية في السودان تعاني من الضغط الشديد مايهدد بخروجها عن الخدمة ASHARQ AL-AWSAT أن الوضع الصحي «مقلق للغاية» كريستوس كريستو أكد لـ رئيس «أطباء بال حدود»: ما رصدناه في السودان هو األسوأ على اإلطالق استهداف المستشفيات في الفاشر أسهم في تردي الحالة الصحية بالمدينة (موقع أطباء بال حدود) بورتسودان: وجدان طلحة كريستوس كريستو (غيتي) السودان: مقتل قائد عسكري بارز في «الدعم السريع» بغارة جوية نعت مواقع تابعة لـ«قوات الدعم السريع»، الـــســـبـــت، أحــــد قـــادتـــهـــا الــعــســكــريــ الـــبـــارزيـــن، الــــذي قُــتــل خـــال املـــعـــارك الـــدائـــرة ضــد الجيش السوداني في سنار، جنوب شرقي البلد. ولم يـصـدر أي تعليق رسـمـي مـن «الــدعــم السريع» على حسابها املـوثـق فـي منصة «إكـــس» يؤكد تلك األنباء. وتــشــيــر مــعــلــومــات أولـــيـــة حـصـلـت عليها «الشرق األوسـط» إلى أن قائد «الدعم السريع» فـي قطاع النيل األزرق، عبد الرحمن البيشي، ربما قُتل في غارات جوية شنّها طيران الجيش السوداني في وقت مبكر من صباح السبت على القوات املتقدمة باتجاه سنار. ويتحدر البيشي من قبيلة «رفاعة» بوالية النيل األزرق، في الجنوب الشرقي للبلد، التي لها امتدادات كبيرة في وسط السودان. وقـــاد البيشي الــقــوات الـتـي اسـتـولـت على مـــشـــاة» فـــي مـديـنـة سنجة 17 رئـــاســـة «الــفــرقــة عـــاصـــمـــة واليــــــة ســــنــــار، بـــعـــد انـــســـحـــاب قــــوات الجيش منها دون خوض املعركة، وكان قبلها قد سيطر على منطقة جبل موية االستراتيجية التي تعد ملتقى ثلث واليات مهمة في جنوب وسط البلد. وأكــــــــد قــــائــــد عـــســـكـــري بــــــــارز فـــــي «الــــدعــــم الـــســـريــع»، تــحــدث لــــ«الــشـــرق األوســــــط»، بشكل قاطع مقتل القائد عبد الرحمن البيشي، لكنه أحـجـم عــن الــخــوض فــي املــزيــد مــن التفاصيل. ويعد البيشي ثاني أبرز قادة «الدعم السريع» الذين قُتلوا في معارك ضد الجيش، بعد مقتل قائد وسط دارفور الجنرال علي يعقوب جبريل، في مدينة الفاشر عاصمة والية شمال دارفور. يذكر أن البيشي استطاع الخروج بقواته مـن واليـــة النيل األزرق بعد ثـاثـة أسـابـيـع من اندالع الحرب في أبريل (نيسان) العام املاضي، والتحق بــ«قـوات الدعم السريع» في العاصمة الــخــرطــوم. ووفــقــا ملــصــادر عـسـكـريـة نــافــذة في «قـــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع»، شـــــارك عــبــد الـرحـمـن الـبـيـشـي فـــي الـكـثـيـر مـــن املـــعـــارك الـــتـــي مــهّــدت إلحكام السيطرة الكاملة على الخرطوم، قبل أن ينتقل بعدها إلـى تأمني الـقـوات التي سيطرت على والية الجزيرة (وسط السودان). وكـــان آخـــر ظـهـور للبيشي فــي تسجيلت مصورة إلى جانب اللواء أبو عاقلة كيكل، قائد الفرقة األولـى بمدينة ود مدني، عاصمة والية الجزيرة، بعد سيطرة «الدعم السريع» على مقر الحامية الرئيسية للجيش السوداني في مدينة سنجة. وشـنّــت «قـــوات الـدعـم الـسـريـع»، الخميس املاضي، هجوما على مدينة سنار، في أقصى جـــنـــوب شـــرقـــي الـــــبـــــاد، تـــصـــدى لـــهـــا الــجــيــش السوداني الـذي حشد كل قواته بعد انسحابه من عاصمة الوالية سنجة ومنطقة جبل موية. وتسعى «قــوات الدعم السريع» للسيطرة على مــديــنــة ســـنـــار إلحـــكـــام نـــفـــوذهـــا بــالــكــامــل على الوالية. واألســـبـــوع املـــاضـــي، أعـلـنـت «قــــوات الـدعـم السريع» استعادة السيطرة على مدينة الدندر، إحــــدى كــبــرى مـــدن واليــــة ســـنـــار، بـعـد مـحـاولـة هجوم فاشلة شنتها القوة املشتركة للفصائل املسلحة الـتـي قـدمـت مـن إقليم دارفـــور إلسناد قـوات الجيش السوداني في املعارك العسكرية السترداد املدينة. ود مدني السودان: محمد أمين ياسين على هامش اجتماع «االتحاد األفريقي التنسيقي» بالعاصمة الغانية مصر تدعو إلى حل لألزمة السودانية تقبلها األطراف كافة دعـــت مـصـر إلـــى «تـسـويـة األزمــــة فــي الــســودان بـالـتـوصـل لـحـل تقبله األطــــراف الـسـودانـيـة كـافـة»، وأكــد وزيــر الخارجية والـهـجـرة وشـــؤون املصريني بالخارج، بدر عبد العاطي، على هامش «االجتماع التنسيقي السادس للتحاد األفريقي» بالعاصمة الغانية (أكرا)، السبت: «ضرورة دعم أمن واستقرار منطقة الــقــرن األفــريــقــي، ومـــن بينها األوضـــــاع في السودان». وفــي أول جـولـة أفريقية لـه منذ توليه حقيبة وزارة الخارجية، أجــرى وزيــر الخارجية والهجرة املــــصــــري، الــجــمــعــة والـــســـبـــت بــالــعــاصــمــة الــغــانــيــة، مشاورات مع عدد من نظرائه األفارقة، بينهم وزراء خــارجــيــة غـــانـــا والــســنــغــال والـــكـــونـــغـــو، والـــجـــزائـــر، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، وموريتانيا، وتنزانيا، أكـد خللها ضـــرورة العمل على «تسوية النزاعات والصراعات األفريقية، ومكافحة اإلرهاب في منطقة الـسـاحـل األفـريـقـي، وتحقيق األمـــن واالسـتـقـرار في الصومال ومنطقة القرن األفريقي». وبحث الوزير عبد العاطي مع رئيس مفوضية االتحاد األفريقي، موسى فقيه، السبت، مستجدات األوضــــاع السياسية واألمـنـيـة فــي الـــســـودان. وقــال إن «اســتــضــافــة الــقــاهــرة ملـؤتـمـر الـــقـــوى السياسية واملدنية السودانية هدف إلى إيجاد أرضية مشتركة بني التيارات املدنية كافة للتوافق في الـرؤى، حول سبل بناء الـسـام الشامل والــدائــم، مـن خـال حـوار وطـــنـــي ســــودانــــي - ســــودانــــي، يــتــأســس عــلــى رؤيـــة سودانية خالصة»، مشيرًا إلى أن املؤتمر جاء ضمن «جهود مصر لوقف الحرب في السودان». واسـتـضـافـت الـقـاهـرة فـي الــســادس مـن يوليو (تـمـوز) الحالي مؤتمر «الـقـوى السياسية واملدنية السودانية»، الـذي جمع تكتلت سياسية أساسية بالسودان. ورأت مساعدة وزير الخارجية املصري للشؤون األفريقية األسبق، السفيرة منى عمر، أن طرح مصر حــلــوال سـيـاسـيـة لـــأزمـــات والـــصـــراعـــات األفـريـقـيـة: «يـهـدف إلــى تحقيق االسـتـقـرار األمـنـي فـي املناطق الـــتـــي تــشــهــد نــــزاعــــات وعـــــدم اســـتـــقـــرار أمـــنـــي، مثل القرن األفريقي ومنطقة الساحل». وقالت لـ«الشرق األوســـــط» إن «الـــرؤيـــة املـصـريـة للحل فــي الــســودان قائمة على مرحلتني: األولى تستهدف وقف االقتتال الداخلي، والثانية تتضمن حلوال سياسية للقضايا الــســودانــيــة، تـتـوافـق خـالـهـا جـمـيـع األطـــــراف على الفترة االنتقالية وتشكيل حكومة وطنية، وإجـراء االنتخابات الداخلية». وعــدّت عمر أن مبادرتي «منبر جـدة، ومؤتمر الــــقــــوى الـــســـيـــاســـيـــة الــــســــودانــــيــــة بــــالــــقــــاهــــرة»، مـن املبادرات التي يمكن دعمها لتحقيق هدف التسوية الشاملة في الـسـودان. وأرجـعـت ذلـك إلـى أن «مسار مؤتمر القاهرة يحقق التوافق بني القوى السياسية حول القضايا األساسية في السودان، حتى ال يتكرر النزاع الداخلي مرة أخرى بعد وقف إطلق النار». 2023 ) ويـشـهـد الـــســـودان مـنـذ أبــريــل (نــيــســان حربا داخلية بني الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركـــــن عـــبـــد الـــفـــتـــاح الــــبــــرهــــان، وقـــــــوات «الـــدعـــم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، راح ضحيتها آالف املدنيني، وعلى مـدى نحو خمسة عشر شهرًا من اندالع الحرب: «لم تحقق املبادرات التي قدمتها أطـــراف دولـيـة وإقليمية نجاحا فـي وقــف االقتتال الداخلي». من جانبه، رأى نائب رئيس «املجلس املصري لــلــشــؤون الـــخـــارجـــيـــة»، الـسـفـيـر صــــاح حـلـيـمـة، أن مبادرة مؤتمر القوى السودانية بالقاهرة «شملت مـــســـارات تـتـعـلـق بـالـحـل الـسـيـاسـي الــشــامــل، الـــذي تـتـوافـق عليه كــل األطـــــراف الــســودانــيــة، إلـــى جانب مسار إعادة اإلعمار وبناء الدولة السودانية». وقال لــــ«الـــشـــرق األوســـــط» إن «الـــحـــل فـــي الـــســـودان يجب أن يشمل كـل أطـيـاف املجتمع الـسـودانـي بمختلف مكوناته، إلـى جانب األطـــراف اإلقليمية والدولية، التي قدمت مبادرات وحلوال للزمة لضمان تحقيق الشمولية في الحل». وقدم البيان الختامي ملؤتمر «القوى السياسية السودانية بالقاهرة» توصيات في ثلثة مسارات أساسية، شملت «وقف الحرب، واإلغاثة اإلنسانية، والرؤية السياسية للحل». غير أن املدير التنفيذي لـ«مركز فكرة للدراسات والتنمية السوداني»، أمجد فريد، دعا إلى تغيير ما سماه «معادلة الحل أو الواقع البديل في السودان»، من خلل «طرح حلول مقبولة لدى الشعب السوداني بمختلف مكوناته، وليس لطرفي الحرب الحالية»، مشيرًا لـ«الشرق األوســط» إلـى أن «الحرب يجب أن تتوقف لصالح السودانيني، وليس لصالح أي طرف من أطرافها». وعــد فريد مؤتمر «الـقـوى السياسية واملدنية الـــســـودانـــيـــة» بــالــقــاهــرة «خـــطـــوة فـــي طــريــق إيــجــاد الحل املقبول لدى السودانيني»، من خلل التوصية «بتشكيل لجنة مستقلة من شخصيات سودانية، تعمل على إيجاد مقاربة لحل وطني سوداني». وانتهى «مؤتمر الـقـاهـرة» إلـى «تشكيل لجنة لتطوير النقاشات، ومتابعة نتائج املؤتمر من أجل الوصول إلى سلم دائم». يـــشـــار إلـــــى أن مـــصـــر تــــشــــارك فــــي «االجـــتـــمـــاع التنسيقي السادس للتحاد األفريقي»، األحد، بوفد رسـمـي بـرئـاسـة رئـيـس الـــــوزراء املــصــري، مصطفى مدبولي. القاهرة: أحمد إمبابي

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==