issue16672

في رسالته األخيرة بعد اكتمال عقد املجلس النيابي الجديد، حيث كانت مفاجأة حصول اليسار املـوحّــد على الكتلة البرملانية األكـبـر، والتحالف املاكروني على الكتلة الثانية، و«التجمّع الوطني» اليميني على الكتلة الثالثة، يـــذهـــب الـــصـــديـــق، املـــفـــكــر واألديــــــــب الـــفـــرنـــســـي، بـــعـــيــدًا فـي مكاشفته. فهو يتحدّث عما سماه «املرض الفرنسي». ليس بمعنى «مـــرض الـعـصـر» الـــذي كــان ينتاب الرومنطيقيني في القرن التاسع عشر، ويمأل نفوسهم كآبة، بل ما يعدّه حـال الغموض الراهنة فـي املجتمع الفرنسي، التي تقلقه كـثـيـرًا. ويــذكــر الـصـديـق الـفـرنـسـي فــي مستهل رسـالـتـه أن إقــامــتــه لــســنــوات فـــي «بـــــاد األرز» ضــمــن مـجـتـمـع مـعـقـد، تعاني جماعاته املتعددة مشكلة الهوية، وتدفق اللجئني والنازحني إليه من الـجـوار، قد أغنى نظرته إلـى مجتمعه الفرنسي، وحـرّره ممّا يسميه «املثالية» في رؤية كثير من األوروبيني إلى الشعوب األخرى، األقرب برأيه إلى السذاجة. هو يـرى أن النتيجة األهــم لهذه النتخابات النيابية بروز «اتجاهني أساسيني متعارضني بالكامل في املجتمع الفرنسي» (ولـيـس اتـجـاهـات ثـاثـة، يسار ويمني ووســط، كما في الظاهر). ذلك أن «الحلف الجمهوري»، أي تحالف جميع الـقـوى السياسية الفرنسية بـا استثناء ملواجهة حـــزب «الـتـجـمـع الــوطــنــي» اليميني املــتــشــدد، ال يـعـبّــر عن مصالح انتخابية آنية وعابرة فقط، بل عن واقـع سياسي ثـابـت أيـضـا. إن «الحلف الـجـمـهـوري»، مـن اليمني املعتدل إلـى أقصى اليسار الراديكالي، مــرورًا بـاألحـزاب الوسطية األربعة امللتئمة حول ماكرون، إلى الحزب االشتراكي، إلى الحزب الشيوعي، إلى الخضر، إلى حزب «فرنسا العصية» بزعامة ميلنشون، هـو حلف التمسك بالتركيبة القائمة والتعامل معها. فجيرار الرشيه، اليميني الكثير االعتدال على رأس مجلس الـشـيـوخ، والـرئـيـس مــاكــرون، والرئيس األسبق فرنسوا هوالند، وجان - لوك ميلنشون اليساري املـتـشـدد، وســواهــم، هـم فـي الحقيقة على مركب واحـــد، إن غرق غرقوا. ويـــوضـــح الــصــديــق الـفـرنـسـي كـيـف أن «كــــا مـــن هـذه األطـــراف املتناقضة على سطح املـركـب، يجني من الوضع القائم ما يناسبه: ميلنشون يشجع على الهجرة الكثيفة (الـــعـــام املـــاضـــي، نـصـف مـلـيـون مـهـاجـر) ويـــرى فيها «أمــل فرنسا»، كما يـرى فيها ضمنا خزانا بشريا ال ينضب من األصوات في الحاضر واملستقبل تصب في اليسار املتشدد، وتؤسس لـ«فرنسا الكريولية» امللوّنة الطامحة إلى إغراق «فرنسا الفرنسية» في بحيرتها العاتية. أما جيرار الرشيه وأقرانه في اليمني املعتدل فهم يعتقدون ضمنا أن مشكلة الهجرة ال حــل لـهـا، وال قـــدرة لهم على مواجهتها، واملهم االستفادة قدر اإلمكان من الوضع القائم لتأمني مصالحهم ومـصـالـح بــورجــوازيــات املـــدن و«الــضــواحــي الـراقـيـة» التي يمثلونها. وماكرون وأحزابه يفكرون بالطريقة نفسها، مع اهتمام الرئيس الفرنسي ومعظم صحبه بتأمني مصالح الرأسمالية الكبرى، عابرة الحدود والـسـدود والقوميات. وهــوالنــد واالشـتـراكـيـون، وإن انـتـقـدوا تماهي املاكرونية مـع الرأسمالية الكبرى، وإن دعــوا إلـى سياسة اجتماعية ملـصـلـحـة الـــفـــئـــات الـــدنـــيـــا (مــثــلــهــم مــثــل حــــزب مـيـانـشـون والـــحـــزب الــشــيــوعــي...)، فـهـم يــمــارســون سـيـاسـاتـهـم وفقا لقواعد الوضع القائم منذ أربعني عاما، ويأخذون منه ما يلئمهم. فـــي وجــــه هــــذا «الــحــلــف الـــجـــمـــهـــوري» الـــشـــامـــل، يقف «الــتــجــمــع الـــوطـــنـــي» الــيــمــيــنــي وحــــيــــدًا، داعـــيـــا إلــــى «قـلـب الطاولة»، بحثا عما يسميه «النهضة القومية الفرنسية»، لتنظيم الهجرة أو إيقافها، ومعالجة الجزر األمنية الكثيرة فـــي الـــبـــاد، الســتــعــادة «هـــويـــة فـرنـسـا ومــنــعــتــهــا»... إنـهـا ملــغــامــرة كــبــرى، يـصـعـب إدراك نـتـائـجـهـا واهــتــزازاتــهــا إن حصلت. وتتعدى هذه املغامرة حدود فرنسا لتطول املجموعة األوروبـــيـــة الـتـي «للتجمع الـوطـنـي» مـآخـذ كـثـيـرة عليها. ويـتـفـهـم الــصــديــق الـفـرنـسـي كـثـيـرًا مـــن هـــذه املـــآخـــذ. لكنه يـــرفـــض بـــشـــدة تـــعـــاطـــف «الـــتـــجـــمـــع الـــوطـــنـــي» مــــع روســـيـــا بـــوتـــ ، وعــــدم اكــتــراثــه بـمـصـيـر أوكـــرانـــيـــا وســـائـــر شـعـوب أوروبــــا الـشـرقـيـة الـتـي تــحــررت مــن الـسـطـوة السوفياتية. فهو ال يفهم إطـاقـا كيف يمكن القوميون الفرنسيون أال يدعموا بشدة القوميني األوكرانيني والبولنديني وسواهم فــي «مـعـركـة الــحــريــة»، وكـيـف يمكنهم تــجــاوز مـئـات اآلف القتلى األوكرانيني، وغض الطرف عن التضحيات الهائلة التي «تقدمها هذه األمـة اليوم ثمنا لحرية شعوب أوروبـا جمعاء». وتشير الرسالة إلـى أن الحضور اليساري البارز في املـجـلـس الــجــديــد، خـصـوصـا حـــزب مـيـانـشـون، مــن شأنه تعزيز اإلنفاق االجتماعي لصالح الفئات الدنيا. لكن إلى أي حد تتحمّل املوازنة الفرنسية، الغارقة في ديون هائلة، هذا اإلنفاق؟ وهذا الحضور نفسه سيعزّز الهجرة إلى فرنسا، وسـيـعـزّز أيضا سيطرة املهاجرين على كثير مـن األحياء والضواحي، وما يتركه ذلك من تفاعلت على سطح املركب. وينهي الصديق رسالته بمثل فرنسي يقول: «حيث الغموض، يكون الذئب». نحن أمام مشهد شديد السيولة من واشنطن إلى غزة، ومن طهران إلى أوكرانيا، وكله يشي بأننا نقترب مـن لحظة جـنـون خطيرة الـعـواقـب، فـي حــال لـم يـدرك الجميع خطورة التحوالت الحاصلة. خـــذ االنـــقـــســـام األمـــيـــركـــي - األمـــيـــركـــي، مــــثــــاالً، أو الــديــمــقــراطــي - الــديــمــقــراطــي، فــحــزب الــرئــيــس بــايــدن بفوضى استبداله، وهي الفوضى التي أجادها الحزب منذ ظهور بــاراك أوبـامـا السياسي، حيث التسريبات وتبدل املواقف، وهو ما يحدث مع الرئيس املنهك اآلن. بالنسبة للجمهوريني، الــواضــح أن تـرمـب عائد بقوة، والـفـارق بني ترمب األمــس والـيـوم أنـه يعرف ما يريد، ومحدد أهدافه، والدليل اختيار نائب الرئيس، وسيكون أشــرس، سلما أو حربا، ألنـه سيكون رئيس الفترة الواحدة، حال فوزه. يحدث كل ذلـك بواشنطن بينما يضرب االرتباك الحلفاء بـحـرب أوكــرانــيــا، وأولــهــم الـرئـيـس األوكــرانــي الذي تحدث مع ترمب هاتفيا. هنا قد يقول قائل: ماذا عن منطقتنا، فهي ما يهمنا؟ وهذا صحيح. قناعتي أن السيولة باملواقف بمنطقتنا أخطر، وقد تجر املجتمع الدولي للتدخل مرغما، ولكن بعد فوات األوان، خصوصا مع تصاعد األحداث، التي لم يفهمها «بــعــض» الــغــرب بــوضــوح، والــدلــيــل التقلب األمـيـركـي الغربي بملف الحوثي، وهو األبسط واألوضح. حتى كتابة املقال تقول األخـبـار إن اإلسرائيليني قصفوا الحديدة ردًا على استهداف مسيرة ملبنى في تــل أبــيــب، ومـقـتـل إســرائــيــلــي، وهـــو األمــــر الــــذي تبناه الـــحـــوثـــيـــون، مــمــا يـــوجـــب طــــرح الــــســــؤال: هـــل الـضـربـة اإلسرائيلية تغيير باملواقف، أم على الطريقة اليمنية «اقتل وبا يقع صلح»؟ أي اقـتـل، ثـم بعد ذلــك يتم الـصـلـح، وهــو هنا بني إيران واإلدارة األميركية لتهدئة األوضاع، بحيث قامت إســرائــيــل بـحـق الــــــردع، ويـكـتـفـي الــحــوثــي بــ«الـرقـصـة اإلعلمية» وهو جل ما يريد، ويبحث عنه! أكـــرر عــبــارة الـسـيـولـة ألن واقـــع منطقتنا واضـــح، ولـــكـــن واشــنــطــن والــــغــــرب، يــرفــضــان االعــــتــــراف بــذلــك، واستيعابه جيدًا، حيث يريدان االستقرار والسلم دون اإلقدام على خطوات من شأنها تحقيق ذلك. واقــــــــــــع مــــنــــطــــقــــتــــنــــا واضــــــــــــح ألن «حــــــــــــزب الـــــلـــــه» ميليشياوي، وأول ضحاياه اللبنانيون والسوريون. و«حـــمـــاس» تـــمـــارس هــرجــا سـيـاسـيـا، والــدلــيــل أنـــه لم يتبق من فلسطني املنشودة إال جزء من الضفة الغربية، حيث أعـادت عملية السابع من أكتوبر (تشرين األول) االحتلل اإلسرائيلي لجل األراضي. وبـالـنـسـبـة لـلـحـوثـي فـمـا نـــرى إال «مـــرجـــا»، حيث ال فـكـر سـيـاسـيـا، وال منهج يمكن الـتـعـاطـي مـعـه، وال الــتــزامــات، أو تـقـديـر عــواقــب األمــــور، ســـواء باليمن أو املنطقة، ومنها امللحة البحرية. و«اإلخوان املسلمون» جـمـاعـة صناعتها الـفـشـل. وجـمـيـع مــا سـبـق مكونات الشق الثاني من اإلرهاب الذي لم يكسر. ومن أجل أن تستقر املنطقة فل بد من القضاء على اإلرهاب أيا كان، وبكل صوره ومذاهبه. اليوم يحتل «حزب الله» لبنان وأجزاء من سوريا، ويتحرك بالعراق واليمن، ونفس مشهد اإلرهاب السني الـذي كسر. لذا آن األوان للقضاء على اإلرهــاب أيا كان مـصـدره. وبعد ذلـك تحميل إسرائيل مسؤوليتها في عملية السلم. عدا عن ذلك يعني مزيدًا من الحروب والدمار. المني يامال كما يسميه اإلسبان، أو أمني جمال مثل ما يلقبه املغاربة، هو نجم صاعد بــامــتــيــاز، وأصـــغـــر العــــب شـــــارك فـــي الـــــدوري اإلســبــانــي املــمــتــاز، وأصــغــر العـــب ســاهــم في صناعة هدف عاملي في كأس األمم األوروبية » األخـيـرة. تمكن هـذا الشاب من 2024 «يــورو أصـــــول مــغــربــيــة، ومــــن صــنــاعــة الـــهـــجـــرة، من صقل موهبته الـكـرويـة، وأبـــان عـن إمكانيات ضخمة في سن مبكرة ليتم اختياره للصعود إلــى الـفـريـق األول مـع بـدايـة املــوســم، وأصبح يامال أصغر العب في تاريخ كأس أمم أوروبا ينجح في التسجيل قبل أن يكمل عامه السابع عشر بهدفه في شباك املنتخب الفرنسي في ». كما 2024 «املـربـع الذهبي» لبطولة «يـــورو أنــه سـاهـم بـثـاث تـمـريـرات حاسمة فـي هاته البطولة. زد على ذلك أن هذا الشاب أضحى أيضا نجما بارزًا على وسائل التواصل االجتماعي، حــيــث ذكـــــرت مــنــصــة «تـــيـــك تـــــوك» أن مـقـاطـع الـــفـــيـــديـــو الـــخـــاصـــة بــــامــــ يـــــامـــــال، حـظـيـت مليون مشاهدة خلل البطولة 170 بأكثر من القارية، التي استمرت شهرًا، وهو أكثر بكثير من أي العب آخر. وفـــي كـــل مـــرّة يُــسـجّــل فيها المـــ يـامـال هـدفـا، فـإنـه يشير بفخر وســعــادة بيديه إلى ، وهـو الـرمـز البريدي لروكافوندا، 304 الـرقـم املــنــطــقــة الــكــتــالــونــيــة املـــتـــواضـــعـــة الـــتـــي نشأ فـيـهـا والــتــي يقطنها عـــدد كـبـيـر مــن الـسـكـان املهاجرين، والتي يشير إليها حزب «فوكس» املــنــتــمــي ألقـــصـــى الــيــمــ بــــأوصــــاف تـــنـــم عن كـره األجـانـب... كما أن حـزب اليمني املتطرف فـي فرنسا دائـمـا مـا يشير بــــازدراء إلــى غلبة األصول األفريقية في املنتخب الفرنسي لكرة القدم. نـعـم، إنـــه خـطـاب الـكـراهـيـة! فأينما كـان وأيـنـمـا تــم تـرويـجـه فـإنـه يـطـرح تـــســـاؤالت ال مـنـتـهـيـة وحـــــــوارات عـقـيـمـة عـــن مــــدى قـابـلـيـة تعايش جزء من الناس مع اآلخـر بسبب لون بشرته أو بسبب عرقه أو انتماءاته الحضارية والثقافية، وهو يعتمد على مرجعيات فكرية مـــغـــرضـــة، ويــــحــــاول أصـــحـــابـــه تـسـيـيـسـه فـي املــجــتــمــعــات لـيـقـضـي عــلــى أصـــــول الـتـعـايـش والعيش املشترك. ولــكــن هــــؤالء املـهـاجـريـن يـسـاهـمـون في إثـــراء مجتمعات املهجر، وهــم نعمة وليسوا بــنــقــمــة، وهــــم فـــاعـــلـــون حـقـيـقـيـون فـــي مـجـال التنمية والبناء الـحـضـاري، ويمكن أن نذكر فـي هــذا الــصــدد، السيد إيـلـون ريـيـف ماسك، صاحب شركة «سبايس إكس»، وهو مهندس ومخترع خارج العادة، وهو من أصول جنوب أفريقية، ثم انتقل للعيش في أميركا وأصبح مـلـيـارديـرًا، ورســخ وجـــوده على عـرش القادة الصناعيني. ويـــمـــكـــن أن نــــذكــــر أيــــضــــا مـــــا يـــمـــكـــن أن يـضـطـلـع بــه املــهــاجــرون مـــن أصــــول إسـامـيـة في بلد املهجر، وبالضبط مع قصة العمالي صــــادق خـــان الــــذي اســتــطــاع أن يــفــوز بـواليـة ثالثة على رأس العاصمة البريطانية، وخان هــو ابـــن ملـهـاجـريـن باكستانيني، عـــاش حياة صعبة في سكن اجتماعي، وكان هذا املحامي قـد فـاز برئاسة بلدية لندن للمرة األولـــى في ، وأصـبـح أول مسلم على رأس عاصمة 2016 غــربــيــة. وملـــــدة الـــواليـــتـــ الـسـابـقـتـ وخـــال األســــابــــيــــع املـــاضـــيـــة أثــــــار هـــــذا الــــرجــــل الــــذي يجسد ما يمكن أن تساهم به الهجرة في دول املهجر، صخبا عـارمـا على وسـائـل التواصل االجتماعي وفــي وسـائـل اإلعـــام البريطانية والدولية. ولكن المني يامال وإيلون ماسك وصادق خــــــــان، وغــــيــــرهــــم بــــــــــاآلالف، يـــعـــطـــون صـــــورة مـشـرقـة عــن املـهـاجـريـن الــذيــن يـسـاهـمـون في إثـــراء املجتمعات مـن خـال قدراتهم البشرية واالقـتـصـاديـة واالجـتـمـاعـيـة، ودمـجـهـم لدفع التنمية عـلـى املـسـتـويـات املـحـلـيـة والـوطـنـيـة واإلقـلـيـمـيـة والـعـاملـيـة، نـاهـيـك عــن تحويلت املهاجرين في العالم لدولهم األم، وهي تمثل في املائة من 9 مليار دوالر، أي نحو 450 نحو الناتج العاملي. هــــنــــاك تــغــيــيــر جـــــــذري تُـــحـــدثـــه ظـــاهـــرة الـــهـــجـــرة فــــي مــــســــار الــــعــــاقــــات الــــدولــــيــــة عـن طـــريـــق مـــا يــســمــى بــعــوملــة مـــوجـــات الــهــجــرة، وتــقــويــة الـشـبـكـات الــعــابــرة لـــلـــدول، والــخــرق املستمر للحدود الوطنية. وأصبحت الدولة الوطنية بمفهومها الفستفالي التقليدي هي الخاسر األول، وإن كانت ما زالت تقاوم، ولو باستحياء في بعض األحيان، مواطن السيادة التي تملكها، كما أن الخاسر اآلخر هو خطاب الكراهية فـي حـق املـهـاجـريـن؛ ألن هـــؤالء وإن أبـــتـــهـــم بـــعـــض األحـــــــــزاب املـــتـــطـــرفـــة والـــفـــئـــات املجتمعية، فإنهم يشكلون جزءًا ال يتجزأ من تلك الـبـلـدان، ويساهمون فـي عمليات البناء والتنمية ليس فقط فـي بـلـدان املهجر، ولكن أيـضـا فـي بلدانهم األصـلـيـة، وهـاتـه الحقيقة وتــبــعــاتــهــا هـــي الـــتـــي نـــدافـــع عــنــهــا فـــي إطـــار كــرســي تــحــالــف الـــحـــضـــارات الــــذي لــنــا شــرف ترؤسه، وهـذا ما يخلق تقاربا بني الشعوب، ويُـــصـــلــح مـــا شــــاب الــســيــاســات واألفــــكــــار من اعــــوجــــاج، ويـــســـاهـــم فـــي االلــــتــــزام بـــاألهـــداف الــتــي تــعــزز الــقــيــم واملــــبــــادئ اإلنــســانــيــة الـتـي هــي الـقـاسـم املـشـتـرك بــ جميع الـحـضـارات والثقافات، ويؤسس لبناء األسـرة اإلنسانية الواحدة والبيت املجتمعي املشترك، وينشئ طرقا مُــعـبّــدة للتسامح والتحالف والجمال، وتجعل صناعة الحاضر واملستقبل تبتعد عن املخاطر والويلت، وتزيل الكثير من املخاوف التي يتقاسمها الكثير من املجتمعات. OPINION الرأي 12 Issue 16672 - العدد Sunday - 2024/7/21 األحد تغيير... أو «اقتل وبا يقع صلح»؟ «حيث الغموض... يكون الذئب» مواهب من صناعة الهجرة وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com عبد الحق عزوزي تحويالت المهاجرين في العالم لدولهم األم تبلغ % من الناتج العالمي 9 واقع منطقتنا واضح ولكن واشنطن والغرب يرفضان االعتراف بذلك طارق الحميد على سطح مركب واحد إن غرق غرقوا أنطوان الدويهي

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==