issue16671

افتتاح موسيقي استعراضي راقـص لـــ«مــهــرجــانــات بـيـبـلـوس الـــدولـــيـــة»، مـسـاء فــنــان على 100 أمــــس، بـمـشـاركـة أكــثــر مـــن املـــســـرح. «الـــعـــرض الـكـبـيـر» الــــذي سـبـق أن قُــــدّم فــي عــواصــم أوروبـــيـــة، حـــط فــي لبنان بنسخة مخصصة لـ«بيبلوس»، يستوحي دور املدينة الحضاري، وأزمنتها املتتالية، ومـــاضـــيـــهـــا الـــثـــقـــافـــي الــــحــــافــــل بـصـفـتـهـا مخترعة للحرف. األساس في العرض هي املوسيقى، وإن جاءت مصحوبة أحيانًا بالغناء واقترنت بـــالـــرقـــص والـــلـــوحـــات االســـتـــعـــراضـــيـــة. إال أن الكاتب وامللحن واملـــوزع ومنتج العمل طوني مخول، يراهن على اإلمـتـاع، وليس فـــقـــط االعــــتــــمــــاد عـــلـــى املـــــعـــــزوفـــــات، الـــتـــي احتاجت إلى سنوات لينجزها ويراكمها، كـــمـــا أخـــبـــر جـــمـــهـــوره. الـــفـــرقـــة املـوسـيـقـيـة عازفًا، كان لها الدور 50 املؤلفة مما يقارب املحوري مع «الكورس». بـــــــــدأ الـــــحـــــفـــــل بــــتــــحــــيــــة إلـــــــــى جـــبـــيـــل، بـــمـــوســـيـــقـــى شــــرقــــيــــة، وراقــــــصــــــن أطــــلــــوا بــمـــابـــس فــيــنــيــقــيــة، وتــصــفــيــق عـــلـــى وقـــع أغنية «يا أرض الحرف»، في حي الخلفية كانت مكانًا لعرض أجمل املواقع اللبنانية. مــــخــــول حـــــــرص فـــــي بــــرنــــامــــجــــه عــلــى الـــتـــنـــوع. فـــجـــاءت األنـــغـــام لــتــرضــي جميع األذواق، مـن «الـكـاسـيـكـي» إلــى «الـغـربـي» إلــى «الــبــوب»، ورأيـنـا رقـصـ متنوعًا تبعًا للموسيقى، من «الديسكو» إلـى «البالية» و«الفالس» و«السالسا» وكذلك «الدبكة». أراد الــــعــــرض أن يـــكـــســـر الــــهــــوة بـن املــوســيــقــات وأنــــــواع الـــرقـــصـــات والــلــغــات. فـــالـــرغـــبـــة هــــي فــــي أن يــــجــــول هـــــذا الــعــمــل عـــلـــى عــــواصــــم كـــثـــيـــرة بـــعـــد لــــبــــنــــان. وإذا كـــانـــت «الــــدبــــكــــة» شـــكّـــلـــت بــــدايــــة الـــعـــرض، فــإن األغـنـيـات املتتابعة تـعـدّدت أنماطها، ورسائلها، وإن بقيت البهجة أساسها. «باليه» منفرد على أنغام أغنية «أبحر مــعــك»، و«تــانــغــو» بـاألحـمـر املـتـوهـج على إيـقـاع «حــن تمسكي بـي قلوبنا تندغم»، و«فــــــالــــــس» عـــلـــى وقــــــع مــــعــــزوفــــة «مـــديـــنـــة العالم». وأحــــــــــــــب مــــــخــــــول مـــــــن خـــــــــال أغـــنـــيـــة «نـــــــادرون» أن يــوجــه تـحـيـة إلـــى كــبــار كـان لهم دور في تغيير العالم، فشاهدنا صورًا تــتــوالــى عـلـى الــشــاشــة الـخـلـفـيـة الـعـمـاقـة الـتـي لعبت دورًا منذ بـدايـة الـعـرض. هذه املــــرة كــانــت تــمــر صــــور لـشـخـصـيـات مـثـل: أيــنــشـتــايــن، وبــيــتــهـوفـن، وســتـيــف جــوبـز، ومـيـرايـا كـــاالس، وشـارلـي شابلن، ومــاري كـــــــــــوري، لـــيـــنـــهـــي اســـــتـــــعـــــراض الـــســـلـــســـلـــة اإلبــــداعــــيــــة مــــع اإلخــــــــوة الــــثــــاثــــة إلــــيــــاس، ومنصور وعاصي الرحباني. ولتأتي كلمة الختام على الشاشة: «األساطير ال تموت». عــشــرون مقطوعة موسيقية عزفتها الـفـرقـة بـقـيـادة طــونــي مــخــول، وبـمـشـاركـة عازف «البيانو» بسام شليطا، و«الكورس» الـــــذي كــــان يـضـيـف أجــــــواء مـــن الــــفــــرح، مع الراقصي، والشرائط املختارة بعناية التي تُعرض في خلفية املسرح. «رجـــــــاء ابــــــق» أغـــنـــيـــة رافـــقـــتـــهـــا زخــــات خـفـيـفـة مـــن املـــطـــر، عـلـى الــشــاشــة الـعـمـاقـة الخلفية الـتـي جلس أمـامـهـا املوسيقيون. ومــــع «فــجـــر جـــديـــد» أراد مـــخــول أن يبعث األمل رغم العتمة الداكنة. ولـــــــــم يــــــخــــــل الـــــحـــــفـــــل مـــــــن الــــلــــمــــســــات اإلنسانية، ورسائل الحب والتعاطف مع كل معذبي العالم، وضحايا الـحـروب، وجياع األطــفــال الـذيـن يبحثون عما يـسـد رمقهم، فــجــاءت موسيقى «األزهـــــار املتيبسة» مع لقطات مؤملة، تظن وأنت تشاهدها أنك في غـزة، فـإذا بك في أفريقيا، أو أي مكان آخر. فـأيـنـمـا يممت وجـهـك وجـــدت األلـــم ينتظر شعوبًا عجزت عن حماية نفسها، من ظلمة جبابرة الكوكب. بي التعاطف، والرغبة في الترفيه عن الحضور في أوقـات يعز فيها بث السعادة في قلوب الناس، جاء الحفل جامعًا، ويشبه رحــلــة ســفــر مـــع «الــســالــســا» مـــن كــوبــا قــدم الراقصون وصلة بهيجة، كما كانت محطة أخـــــرى فـــي أمـــيـــركـــا الــجــنــوبــيــة مـــع «الــعــن البرازيلية» واأللوان اللتينية الفرحة. وغـــنّـــت الــفــنــانــة بــولــيــنــا، وهــــي إحـــدى مغنيات الحفل، على أنغام التينية «الحب الفريد»، ومـع اللبنانية جيسي جيليلتي كـــــانـــــت أكـــــثـــــر مــــــن أغــــنــــيــــة أيــــــضــــــ ، بــيــنــهــا بالفرنسية «كما زهرة». ويـكـتـب ملـــدربـــي فــرقــة الـــرقـــص سـنـدرا عباس وأسـادور أورجيان أنهما تمكنا من تـقـديـم لـــوحـــات مـتـبـايـنـة جــــدًا، فـــي مـواكـبـة للموسيقى التي جــاءت مقطوعاتها أشبه بــوثــبــات جــغــرافــيــة، وثــقــافــيــة، وتـــوقـــف في مـحـطـات، بـــدءًا مـن لـبـنـان، مـــرورًا بــأوروبــا، ومنها إلــى أمـيـركـا اللتينية. كما تمكنت ســــنــــدرا إضــــافــــة إلـــــى الــــتــــدريــــب وتــصــمــيــم الرقصات، أن تجعل من ملبس الراقصي جـزءًا ال يتجزأ من اللوحات املتتابعة التي أرادهـــــا مــخــوّل مـتـقـنـة، ومـشـغـولـة بعناية، سواء لناحية اإلخراج أو املتعة البصرية أو سحر املوسيقى. لـهـذا جـــاءت املـقـطـوعـة األخــيــرة «ســوا ســـوا»، بموسيقاها ولوحاتها وكلماتها، دعوة للجميع على املسرح، وكذلك الجمهور للمشاركة في الغناء والرقص واالحتفال. يوميات الشرق بدأ الحفل بتحية إلى جبيل، بموسيقى شرقية، وراقصين أطلوا بمالبس فينيقية، وتصفيق على وقع أغنية «يا أرض الحرف» ASHARQ DAILY 22 Issue 16671 - العدد Saturday - 2024/7/20 السبت بعد المظاهرات ضد السياحة المفرطة برشلونة تفرض قوانين جديدة على السياح بعد املـظـاهـرات التي شهدتها برشلونة األسبوع متظاهر رشّوا السياح 2800 املاضي؛ إذ تجمّع أكثر من بمسدسات املياه، طالبي منهم «العودة إلى منازلهم»، كان ال بد من إجـراء بعض التغييرات من قِبل السلطات اإلســبــانــيــة؛ لـلـحـد مـــن الـــكـــم الــهــائــل مـــن الــســيــاح الــذيــن يـــتـــوافـــدون إلــــى بــرشــلــونــة وغـــيـــرهـــا مـــن املـــــدن والـــجـــزر السياحية اإلسبانية. وبـــيـــنـــمـــا أدان جــــــــوردي هــــيــــرو، وزيـــــــر الــســيــاحــة اإلسباني، تصرفات املتظاهرين، واصفًا إياهم بأنهم ال يمثّلون ثقافة الضيافة في بــاده، إال أنـه كـان ال بد من االمتثال إلى مطالب الشعب وإجــراء التعديلت اللزمة فيما يخص موضوع تأجير البيوت ملدة زمنية قصيرة في املدينة، التي من شأنها أن ترفع أسعار تأجير العقار؛ ما يجعل األمر صعبًا جدًا بالنسبة إلى اإلسبان. وابـــتـــداء مــن الـسـبـت املـــوافـــق الـعـشـريـن مــن يوليو سـتـبـدأ هـــذه الــوجــهــات اإلسـبـانـيـة، مثل: 2024 ) (تـــمـــوز برشلونة وإبيزا ومالقا، وغيرها من األماكن املتضررة بسبب السياحة املـفـرطـة؛ استراتيجيات غير مسبوقة ومبتكرة ال تهدف فقط إلى إدارة الحشود، وإنما أيضًا إلى الحفاظ على تراثها الثقافي، وحماية البيئة ونوعية الـــحـــيـــاة لــســكــانــهــا، مـــن بـيـنـهـا مــنــع الـــســـيـــاح مـــن شـــراء الكحول مـا بـن الساعة التاسعة والنصف مساء حتى الثامنة والنصف صباحًا، وهذا القانون موجه بطريقة غير مباشرة (للسبب الرئيس في مشكلة إسبانيا) إلى السياح البريطانيي واألملان الذين يأتون بأعداد كبيرة ويقضون أوقاتهم في الشرب في الحانات؛ ما يتسبّب فـي حـــدوث مشكلت كبيرة. كما ستُمنع الــقــوارب التي تحيي الحفلت الصاخبة على متنها مـن االقـتـراب من الشاطئ، وفرضت عليها مسافة يجب االلتزام بها. تـأجـيـر الـشـقـق لـلـسـيـاح مــن األســـبـــاب املـهـمـة التي دفــعــت بـــاإلســـبـــان إلــــى الــتــظــاهــر، إلــــى جــانــب الـسـيـاحـة املفرطة من حيث عدد السياح الذين يأتون بوساطة البر والجو، باإلضافة إلى البواخر السياحية العملقة التي يخرج منها آالف الزوار يوميًا؛ لذا أعلن عمدة برشلونة أن املدينة سوف تمنع تأجير الشقق للسياح بحلول عام ، وهي خطوة جذرية غير متوقعة في إطار سعيها 2028 لـكـبـح جــمــاح تـكـالـيـف الـسـكـن املـرتـفـعـة، وجــعــل املـديـنـة صالحة للعيش بالنسبة إلى السكان. تنظيم السياحة سيتضمن تدابير، مثل: الحد أو حتى إلغاء اإليجارات قصيرة األجل، وما يُعرف بـ«إيربي إنـد بــي»، ووضــع حد أقصى لعدد غـرف الفنادق، وهذا األمـــر مـتـروك للسلطات املحلية واإلقليمية الـتـي تعوّل كـثـيـرًا عـلـى املـــــردود الــســيــاحــي، ولــكــن يـجـب عـلـيـهـا في الوقت نفسه االستماع إلى حاجة الشعب ومتطلباته. االكتظاظ السياحي ليس سـوى جـزء من املشكلة، فــالــجــانــب اآلخـــــر هـــو أزمـــــة اإلســــكــــان الــــحــــادة، ال سيما بالنسبة إلــى الشباب الـذيـن يضطرون إلــى العيش في بـيـت الـعـائـلـة حـتـى ســن الـثـاثـن وأكــثــر بـسـبـب ارتــفــاع األســعــار. ردات الفعل فـي بريطانيا إزاء هــذه القواني واملظاهرات املوجهة «ضمنيًا» ضدهم، جعلت بعضهم يمتعض مــن تــصــرّفــات الـشـعـب اإلســبــانــي املـسـتـاء من السياحة املفرطة ويكره السياح، ولهذا السبب يفكر عدد منهم في إلغاء حجوزاتهم إلى إسبانيا، والتوجه إلى أماكن أخرى لتمضية إجازات الصيف. عـــامـــ)، وهـــو بريطاني 25( ويــقــول إنــــدرو ميللر مقيم في لندن، إن األمر سهل «ال تذهب إلى إسبانيا» بل اذهب إلى بلد آخر، ورأى أن ما تفعله إسبانيا واإلسبان تجاه السياح وفرض القواني الصعبة ضدهم من شأنه أن يؤثر في اقتصاد البلد قريبًا، مضيفًا أن إسبانيا وغـيـرهـا مـن الـبـلـدان الـتـي تمتعض مـن وجـــود السياح «ستندم في نهاية املطاف». السياحة جزء ال يتجزّأ من االقـتـصـاد، والـقـوانـن الـتـي تسنّها إسبانيا قـد تبطِئ عجلة االقتصاد؛ ولكنها حاجة ملحة لتحويل السياحة املفرطة إلى سياحة منظمة. يُــشــار إلـــى أنـــه فــي أبــريــل (نـيـسـان) املــاضــي، أعلن مـجـلـس املـــديـــنـــة فـــي مـــدريـــد الـــتـــي تـــضـــم أكـــثـــر مـــن ألــف شـقـة سـيـاحـيـة -أي ضـعـف عـــدد الـشـقـق الـسـيـاحـيـة في برشلونة-، أنه سيعلّق مؤقتًا منح تراخيص سياحية جديدة. مـــلـــيـــون ســائــح 26 فــــي الــــعــــام املــــاضــــي، زار نـــحـــو برشلونة، حسب مرصد السياحة فـي املدينة، وتجدر مليون 1.7 اإلشــــارة هـنـا إلـــى أن عـــدد سـكـان بـرشـلـونـة نـسـمـة، وهــــذا مـــا يـفـسّــر امــتــعــاض الـشـعـب مـــن الـزحـمـة الــتــي يـتـسـبّــب بـهـا الــســيــاح ومـــا يتبعها مـــن مشكلت وضوضاء. المعنيّون بأزمة السياحة في إسبانيا هم البريطانيون واأللمان (شاترستوك) لندن: جوسلين إيليا خالل أداء إحدى اللوحات (لجنة مهرجانات بيبلوس) طوني مخول مؤلف الموسيقى والكلمات ومنتج االستعراض الكبير رقصات بهيجة أضافت إلى الحفل الفرح (لجنة مهرجانات بيبلوس) فنان بين موسيقي ومغن وراقص 100 مع أكثر من افتتاح «مهرجانات بيبلوس» بمباهج «العرض الكبير» بيروت: سوسن األبطح

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==