issue16671

مـن بـن عــدد كبير مـن أصـحـاب الـتـاريـخ السياسي، يختار املرشح للرئاسة األميركية دونالد ترمب سيناتور عـــامـــا)، ويــــرى أنـه 39( واليــــة أوهـــايـــو الــشــاب دي فــانــس األنسب ملنصب نائب الرئيس. يـعـتـبـر تــرمــب أن دي فــانــس سـيـركـز عـلـى «الــعــمّــال واملــــــزارعــــــن األمـــيـــركـــيـــن فــــي بــنــســلــفــانــيــا ومــيــشــيــغــان وويسكونسن وأوهايو ومينيسوتا». حكما ليست هـذه هـي األسـبـاب املـؤكـدة، األمــر الـذي يجعلنا نتساءل: هل ترمب من اختار دي فانس حقا، أم أن الشاب الوسيم، هو انتقاء دارويني أميركي، يتم تجهيزه ليكون أحد صُنّاع أميركا الجديدة، ووجوهها العابرين بها نهر الروبيكون مرة جديدة؟ لعله من املعروف أن ترمب ال ينسى أبدًا مَن وجَّه إليه كلمة انتقاد الذعة؛ فما بالنا بسيناتور شاب وصفه ذات أنه ضد 2016 مرة بأنه «هتلر أميركا»، وأعلن صراحة عام ترمب، وظل طويال من كبار منتقديه؟ لــــذا يــخــطــر لــنــا الـــتـــســـاؤل: مَــــن هـــو جـــي دي فـانـس الحقيقي؟ وهل هو الناقم على ترمب أم املدافع عنه؟ غالب الظن أننا أمـام مشهد من اثني ال ثالث لهما؛ إمـا أن يكون األمــر موقفا براغماتيا من دي فانس، أعاد مـــن خــ لــه تـشـكـيـل نـفـسـه بـــصـــورة ســـاخـــرة تـتـسـق وفـقـا ملقتضيات الـعـصـر الـتـرمـبـي، أو أن يـكـون شـــاب أوهـايـو ذو اللحية املـنـسـقـة، واالبـتـسـامـة املقتضبة أحـــدث وارد ملنتجات املحافظي األميركيي، في ثـوب جديد مخالف لذاك الذي عرفناه في تسعينات القرن املاضي، من خالل وجـــوه مـألـوفـة ومـعـروفـة، ربـمـا تـجـاوزتـهـا أزمـنـة الـذكـاء االصـطـنـاعـي وحــــروب الـفـضـاء، مـثـل ويـلـيـام كريستول، وروبرت كاغان، وغيرهما. في مجلس الشيوخ، نجح فانس في اكتساب هوية مــــزدوجــــة، بـــاعـــتـــبـــاره حـلـيـفـا رئــيــســيــا لـــتـــرمـــب، وزعــيــمــا للجناح الشعبوي الوطني في الحزب الجمهوري. خــ ل الـسـنـوات الـثـ ث املـاضـيـة، بــدا دي فانس بي شـيـوخ أمـيـركـا صـوتـا جــديــدًا، وشـعـلـة حماسية مثيرة؛ فقد رفع لواء «اليمي الجديد»، وهي حركة فضفاضة من املحافظي الـشـبـاب، الـذيـن يسائلون األزمـنـة واألحـاجـي األميركية، لكن بلغة عصرانية، بعيدة كل البعد عن «اللغة الـخـشـبـيـة الـتـروتـسـكـيـة»، ومـــا خـلَّــفـتـه فــي أرجــــاء الــقــارة األمـيـركـيـة، لـغـة مــن خـ لـهـا يــحــاولــون بــعــزم، ويعملون بحزم، على دفـع الحزب الجمهوري األميركي في اتجاه أكثر شعبوية وقومية ومحافظة ثقافيا. يقف وراء اختيار دي فانس، في الظاهر، على األقل أفراد: دونالد ترمب جونيور، االبن املقرَّب واملحبَّب من 3 قلب األب ترمب وعقله، واإلعالمي األميركي الثائر، وربما الحائر في أعـن البعض، تاكر كارلسون، حيث يـروج له بصورة واسعة في دوائـر «امليديا» األميركية، التقليدية والــحــديــثــة، ويــصــف كـــارلـــســـون دي فــانــس بــأنــه األذكــــى واألعـمـق بـن أعـضـاء مجلس الشيوخ على اإلطـــ ق. أما الـثـالـث، فهو صـاحـب األيـــادي البيضاء على دي فانس، املـحـامـي صـاحــب الـشـركـة الـكـبـرى بيتر ثـيــل، الـــذي دعـم حملته النتخابات مجلس الشيوخ بعشرة ماليي دوالر. دي فانس يُعتبر وجها يمينيا محافظا عصرانيا، ال ينفك يـجـاهـر بـاعـتـقـاده فــي حتمية الـعـمـل ضــد القيم الثقافية للنخب التقدمية، بمعنى أدق اليسار الديمقراطي املنحرف، الــذي جـرف الـبـ د نحو الـهـاويـة، ويعتبر ذلك ضروريا لتعزيز املصالح االقتصادية والسياسية للطبقة العاملة، وهو الداعم كذلك لحظر اإلجهاض. اعـتـبـر دي فــانــس أن مـحـاكـمـات تـرمــب أكـبــر تهديد لـلـديـمـقـراطـيـة األمــيــركــيــة، وربـــمـــا كــــان ذلــــك املـــوقـــف ومــا ورائياته طريقه إلى املؤتمر الوطني للجمهوريي مرشحا لنائب الرئيس. دي فـانـس دارس الـقـانـون فـي جامعة ييل العريقة، صاحب رؤية عميقة لتاريخ أميركا، رؤية تتسق وميول أســـ فـــه مـــن املــحــافــظــن الـــقـــدامـــى، ال سـيـمـا حـــن يــقــارن اللحظة الحالية في التاريخ األميركي، بنهاية الجمهورية قال: «نحن 2022 الرومانية؛ ففي بودكاست له أُذيـع عام في فترة جمهورية متأخرة بأميركا؛ إذا كنا سنقاومها فسيتعي علينا أن نصبح جامحي للغاية، ونذهب في اتــجــاهــات ال يـشـعـر كـثـيـر مــن املـحـافـظـن بــالــراحــة معها اآلن». إلى أين سيذهب فانس الجواد الجامح؟ عند ستيفن بانون، ركن املحافظي املحدثي األكثر صالبة، حتى وإن كلفته مواقفه سجنا لبضعة أشهر، أن دي فانس... «سيترشح للرئاسة يوما ما». إنها قصة الترمبية التي قد تبدأ مع دونالد وتستمر مع دي فانس، إن قُدِّر لها الوصول إلى البيت األبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) املقبل. تشغل األسـئـلـة املـعـقـدة أذهـــان الـسـودانـيـن، ليست تلك املتعلقة، فـقـط، بـمتى تتوقف الــحــرب، لكنها تمتد لتسأل كيف تتوقف الحرب، وبأي نوع من االتفاقات، وما مصير طرفي الحرب، هل سيعودان كأن شيئا لم يحدث، يتقاسمان السلطة والثروة والنفوذ...؟ مَن املسؤول عن القتل والخراب الذي حدث، وال يزال يحدث، من سيحاسب من تسببوا في كل الخراب، ومن فتحوا أبواب الهالك...؟ كيف ومتى وبأي وسيلة سيحاسبون؟ ثم يأتي السؤال األكـــبـــر... كـيـف الـعـمـل مــع الـعـسـكـريـن، وبـــالـــذات «قـــوات الدعم السريع»... هل يمكن قبول وجودها بأي شكل من األشكال...؟ هــذه أسئلة مـشـروعـة، ومــن الطبيعي أن تـتـردد في أذهــان الـنـاس، لكنها تحتاج إلـى بعض الترتيب وربما تقسيمها مراحل، رغم أنها جميعا تعكس الهم العام. الـــهـــم الــكـبــيــر واألســــاســــي هـــو كــيــف ومـــتـــى تـتـوقـف الــحــرب، وكـــل األسـئـلـة األخــــرى تـتـوقـف عـلـيـه، فــ مجال لــإجــابــة عـنـهـا إذا لـــم تـتـوقـف الـــحـــرب؛ ألنــهــا ستصبح أسئلة معلقة في الهواء وكأنها مجرد أطروحات فلسفية للتأمل. ومن املالحظ من الكتابات الكثيرة املتناثرة في امليديا بأنواعها من كتّاب وناشطي وسودانيي مهتمي بـــالـــوضـــع الــــعــــام أن الــبــعـــض يـــربـــط مـــوقـــفــه مــــن الــحـــرب بـاإلجـابـة عـن األسـئـلـة األخـــرى املتعلقة بمرحلة مـا بعد الــحــرب، فيقول إنــه ضـد الـحـرب ومــع الــســ م، لــكــن... ثم يطرح األسئلة الكثيرة املتعلقة بأوضاع ما بعد الحرب. مـــشـــكـــلـــة هــــــذه الــــكــــتــــابــــات واملــــــواقــــــف أنــــهــــا تـنـتـظـر إجـابـات مـن طــرف مــا، مجهول أو معلوم، وكـأنـه يمسك بكل الخيوط في يديه، ويملك حق تقرير نهاية الحرب ونتائجها ومصير أطـرافـهـا. والحقيقة، أن هــذا الطرف غير موجود، ومن ينتظرونه كمن ينتظرون «غودو» في روايـــة الـكـاتـب اآليـرلـنـدي صمويل بيكيت. ال أحــد يملك هذه اإلجابات، بل وال يجب أن يمتلكها أو يحتكرها أي طـرف، وكـل من يحمل أمانة القلم، لديه دور ومسؤولية في محاولة اإلجابة عن هذه األسئلة. ومـع أهمية هـذه األسئلة وضـــرورة أن تعمل عليها بعض األطراف حتى تكون لدينا بعض الخطوط العامة لــإجــابــات عـنـدمـا يـحـن وقـتـهـا، فـلـيـس مــن املـنـطـقـي أن تكون شرطا لتحديد املوقف من الحرب. موقف انتظار اإلجابات من طرف ما، يعني ببساطة انـــتـــشـــار حـــالـــة مـــن الــتــســلــيــم واالتـــكـــالـــيـــة والـــكـــســـل ممن يفترض فيهم أن يلعبوا دورًا طليعيا في املجتمع، كما أنه بدرجة ما يعكس تراجعا في درجة اإلحساس بحجم املــأســاة الـتـي تعيشها الـبـ د وشعبها، وكـــأن هـــؤالء قد أعطوا ضميرهم الوطني واإلنساني إجازة. األرقام التي تـصـدرهـا املنظمات اإلنسانية العاملية مخيفة ومفزعة بدرجة كبيرة، قُتل اآلالف من املدنيي، نـزح املاليي من مـنـاطـق الــحــرب إلـــى مــا يظنونها مـنـاطـق آمــنــة، ولـجـأت ماليي أخـرى إلى دول الجوار وإلـى أبعد منها. مقدرات الــبــ د الـصـنـاعـيـة واالقــتــصــاديــة فــي حـالـة دمـــار شـامـل، وتــمــتــص مـاكـيـنـة الـــحـــرب مـــا تـبـقـى مـــن مــــــوارد، الـــدولـــة بكاملها ومؤسساتها وشعبها تواجه مصيرًا مجهوالً. هـــــــذا الــــــوضــــــع يـــتـــطـــلـــب مــــوقــــفــــا وعــــــمــــــ جـــمـــاعـــيـــا عـــابـــرًا لــلــحــدود الـسـيـاسـيـة واآليــديــولــوجــيــة ومــتــجــاوزًا االصـطـفـافـات الـقـديـمـة، ليشكل اصـطـفـافـا جــديــدًا يوقف الحرب، ثم عندما تأتي مرحلة اختيار األوضاع الجديدة فيما يتعلق بشكل وطريقة بناء الدولة بعد الحرب يمكن لالصطفافات أن تتغير ويقف كـل طـرف فـي املـكـان الـذي يوافق قناعاته. والـــحـــقـــيـــقـــة، أن اخـــــتـــــزال صــــــورة الــــحــــرب ومـــواقـــف األطــراف منها ودوافــع هذه املواقف في طرفي جامدين، «ال للحرب» من جانب و«نعم للحرب» حتى لو أدت إلى تدمير الجميع، مع التفسيرات البسيطة التي تصل حتى السذاجة أحيانا، هي مواقف تبسيطية خاطئة، بدليل أن هـذه املـواقـف لم تتشكل كلها منذ اليوم األول، بالنسبة لكلتا الكتلتي. صحيح كـانـت هـنـاك قـــوى تسعى إلشــعــال الـحـرب، وكان هناك أناس وقوى سياسية ضد الحرب منذ اليوم األول، لـكـن هـاتـن الكتلتي تشكلت وتكونت مواقفهما مع تـطـورات الـحـرب، وانضمت إلـى كلتيهما مجموعات بعدما شـاهـدت نتائج الــحــرب؛ ولـهـذا تـتـفـاوت وتتنوع الدوافع عند كل كتلة، وهناك حراك كبير يحدث داخل كل منهما. تحتاج الـقـوى السياسية واالجتماعية السودانية وجـمـاعـات الـكـتّــاب واملثقفي، التي تــدرك فظاعة الحرب ونـتـائـجـهـا، إلـــى أن تــركــز جــهــودهــا عـلـى وقـــف الــحــرب، وإلـى أن تتالقى هـذه القوى حتى وإن كانت تختلف في تصورات ما بعد الحرب وتصطف تحت هذه الالفتة حتى تعبر الجسر إلـى حيث األمــن والـسـ م، ثـم لها بعد ذلك أن تختلف، وعلى األقـل إن توقفت الحرب فستجد وطنا تختلف عليه وفيه بدال من خالفات املنافي واملهاجر. مـــنـــذ أســـبـــوعـــن، تــــبــــوأت مــنــصــب وزيــــر الخارجية البريطانية الجديد. تتمثل مهمتي فـي تجديد ارتـبـاطـات بريطانيا بالعالم من حولها. فنحن نعيش في عصر متقلِّب يغيب عنه األمـن. وإذا عملنا معا، فسنتمكَّن بشكل أفضل من التغلب على هذه التحديات. والــوضــع املـؤسـف فـي غــزة مـن بـن أكبر هـــــذه الـــتـــحـــديـــات. وهـــــو مــــن أولــــويــــاتــــي، أنـــا والـحـكـومـة البريطانية الـجـديـدة، منذ اليوم األول لعملنا. وكـانـت إحـــدى زيــاراتــي األولــى في نهاية عطلة األسبوع األخيرة، في منصبي الـــجـــديـــد، إلــــى تـــل أبـــيـــب والــــقــــدس ورام الــلــه. تـحـدثـت هــنــاك مــع زعــمــاء مــن كــ الـجـانـبـن، اإلســرائــيــلــي والـفـلـسـطـيـنـي. وكـــنـــت صـريـحـا معهم. بريطانيا تريد وقـف إطــ ق الـنـار فـورًا. ال بد أن يتوقف القتال. ويجب اإلفراج عن كل الرهائن. وال بد أن تتدفق املساعدات إلى غزة بـكـمـيـات أكـبـر كـثـيـرًا «فـيـض مــن املــســاعــدات» كما تعهدت إسرائيل، لكنها لم تـف بوعدها بعد. كذلك، يجب رفع القيود غير املقبولة. كما نحتاج على وجه السرعة إلى أن نرى خفض التصعيد على حدود إسرائيل مع لبنان. نـرحـب بالطبع بـاقـتـراح الرئيس بايدن بـالـوسـاطـة لـلـوصـول إلـــى اتــفــاق وقـــف إطــ ق النار. وأتمنى بصدق أن تنجح هذه الجهود. كما بحثت مع الشركاء، بمن فيهم زعماء في املنطقة، ضرورة التخطيط ملا بعد وقف إطالق النار. لكن الرئيس بايدن قــدّم مقترحاته منذ شهرين تقريبا. ومــن ثــم، فــإن هــذه الحكومة الـجـديـدة لـم تـسـع إلــى إخـفـاء موقفنا بوضع شـروط جديدة. هـذه األهــوال ال بد أن تتوقف اآلن. آثار هذا النزاع مروّعة. في زيارتي األولى للمنطقة، قابلت أسر الرهائن اإلسرائيليي الذين ال تزال تحتجزهم «حـــمـــاس» بـكـل قـــســـوة. ولـكـنـي قــابــلــت أيـضـا فـلـسـطـيـنـيـن نــــازحــــن فــــي الـــضــفـــة الــغــربــيــة، وموظفي إغـاثـة مـن غــزة. كـذلـك، بلغ التوسع في بناء املستوطنات اإلسرائيلية مستويات غــيــر مــســبــوقــة. وهـــــذا مـــرفـــوض تـــمـــامـــا، فقد قلت بـوضـوح للحكومة اإلسرائيلية إن هذه األفعال تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي. وحـــكـــومـــتـــنـــا ســــــوف تـــتـــحـــدى أولـــــئـــــك الـــذيـــن يقوضون فرص الوصول إلى حل الدولتي. كما تحدث العاملون فـي مجال اإلغاثة عـن األوضــــاع املــروعــة فــي غـــزة. حـيـث قُــتـل ما شــخــص، بــاإلضــافــة إلـــى آالف 40000 يــقــارب آخــريــن مــن املــصــابــن. واألمـــهـــات يـعـانـن من سوء التغذية الحاد، لدرجة أنهن ال يستطعن إرضاع أطفالهن. وارتـفـع مستوى األمـــراض بـن األطـفـال، كـــاإلســـهـــال، والـــتـــهـــابـــات الـــجـــهـــاز الـتـنـفـسـي، والتهاب الكبد الوبائي. وعدد موظفي اإلغاثة الذين قُتلوا في غزة يفوق عدد من قُتلوا في كل النزاعات مجتمعة في عاملنا اليوم. وقد أعلنت خالل زيارتي عن زيـادة التمويل ملستشفيات » الطبية UK-Med« ميدانية تديرها منظمة 60000 الـخـيـريـة، الـتـي عالجت مـا يـزيـد على شـــخـــص فــــي غـــــزة مـــنـــذ انـــــــدالع الـــــنـــــزاع. هـــذه املساعدات ضرورة أخالقية في مواجهة كارثة بـهـذا الـحـجـم. لـكـن وكــــاالت اإلغـــاثـــة هــي التي تضمن وصــول مساعداتنا إلـى املدنيي على أرض الواقع. لهذا السبب، فإننا نلغي تعليق تمويل وكــــالــــة األونــــــــــــروا. وســـــــوف تــــقــــدم حـكـومـتـنـا مليون جنيه إسترليني في شكل 21 الجديدة حزمة جديدة من التمويل. فـــــ«األونــــروا» هــي وكــالــة تـابـعـة لـــ«األمــم املـــــتـــــحـــــدة» مـــخـــصـــصـــة ملــــســــاعــــدة الـــ جـــئـــن الـفـلـسـطـيـنـيـن. وال يـــوجـــد أي وكـــالـــة أخـــرى بمقدورها تقديم املساعدات بالحجم املطلوب. وقـد استجابت بقوة لتحقيق مستقل أُجـري لــلــنــظــر فــــي املــــزاعــــم املـــريـــعـــة بـــضـــلـــوع بـعـض 7 موظفي الوكالة في الهجمات اإلرهابية في أكتوبر (تشرين األول). توفر «األونروا» بالفعل الغذاء ألكثر من نصف سكان غــزة. وستلعب دورًا حيويا في إعادة إعمار القطاع، كما تساعد ما يربو على ماليي ونصف مليون فلسطيني في أنحاء 5 من موظفيها في 200 املنطقة. وقد قُتل نحو هذا النزاع. لذلك، فإننا نلتزم بدعم ما تقوم به من عمل إلنقاذ األرواح. إن الـهـدف الرئيسي لبريطانيا فـي هذه األزمــــة واضــــح. دولـــة فلسطينية ذات سـيـادة وقادرة على البقاء إلى جانب إسرائيل تعيش في سالم وأمـن. فما من سبيل إلى املستقبل، دون أمـــــــل حــــصــــول كـــــل مـــــن الــفــلــســطــيــنــيــن واإلســرائــيــلــيــن عـلـى طــريــق لـلـحـيـاة فـــي أمـن وعـــــدل، يـكـفـل لـهـم فــرصــة الـعـيـش عـلـى أرض يــمــكــنــهــم أن يـــســـمُّـــونـــهـــا أرضـــــهـــــم. هـــــذه هـي السبيل الوحيدة لكفالة حقوق كال الشعبي، وأفــــضــــل ســبــيــل لـــضـــمـــان ســـ مـــة واســـتـــقـــرار املنطقة األوسع نطاقا. نـــــحـــــن مـــــلـــــتـــــزمـــــون بـــــالـــــنـــــهـــــوض بـــــــدور دبــلــومــاســي كــامــل فـــي عـمـلـيـة ســـ م جــديــدة. واالعــــتــــراف بـــدولـــة فلسطينية مـسـاهـمـة في تـلـك الـعـمـلـيـة، فـــي وقـــت نـــقـــرره نــحــن، ولـيـس أحـد آخــر. وبإمعان النظر، بعد التواصل مع كل األطراف، في التغييرات األخرى التي ربما نتخذها في مقاربة بريطانيا. إنـــــنـــــي أمـــــثـــــل دائـــــــرتـــــــي فــــــي تــــوتــــنــــهــــام، ســنــة فـــي الــبــرملــان 24 فـــي شـــمـــال لـــنـــدن مــنــذ البريطاني. في دائرتي ناخبون مقتنعون بأن العالم ال يفهم محنة إسـرائـيـل التي يهددها مَـــن يــريــدون زوالـــهـــا. ال يـوجـد أي تـكـافـؤ بي «حـــمـــاس»، املـنـظـمـة اإلرهــابــيــة املــســؤولــة عن أكـتـوبـر، وحكومة 7 الهجمات الوحشية فـي إسـرائـيـل الـديـمـقـراطـيـة. وأديــــن بـشـدة هجوم الحوثيي خالل الليل على تل أبيب. لكن في دائرتي أيضا ناخبون مقتنعون بأن العالم ال يفهم عمق املعاناة التي يعيشها الفلسطينيون. فاملدنيون في غزة محاصرون فيما يشبه جهنم على األرض، بينما يعيش الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي عـــذابـــا مــمــتــدًا لــعــقــود، وسُلبت منهم الـدولـة التي هـي حـق ال يجوز انتزاعه منهم. كوزير خارجية، أفهم كال الرأيي. وأدرك ما يشعر به كال الطرفي من ألـم وكــرب. وهو ما يزيدني إصـــرارًا على بـذل قصارى جهدي بـــحـــكـــم مــنــصــبــي هــــــذا لـــلـــدفـــع قــــدمــــا بـقـضـيـة السالم. * وزير الخارجية البريطاني OPINION الرأي 14 Issue 16671 - العدد Saturday - 2024/7/20 السبت أسئلة ما قبل عبور الجسر دي فانس... الجواد الرابح أم الجامح؟ بريطانيا تريد وقف إطالق نار فوريا في غزة وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com ديفيد *المي فيصل محمد صالح إميل أمين

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==