issue16671

12 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16671 - العدد Saturday - 2024/7/20 السبت «حزب ترمب الجمهوري»... جديد األولويات ومتعدد األعراق أوريـــــن كــــاس، املـسـتـشـار االقـــتـــصـــادي الــســابــق لحملة > املرشح الجمهوري الرئاسي السابق السيناتور ميت رومني الرئاسية، توقّع في سنوات سابقة «نشوء تيار محافظ متعدّد األعـراق منسجم مع الطبقة العاملة كأساس لحزب جمهوري فعلي، يمكن أن يحقق غالبية حاكمة دائمة». لكنه قال باألمس إن مــا سمعه مجتمع األعـــمـــال فــي وول سـتـريـت، فــي مؤتمر الحزب «ينبغي أن يُشعرهم بالفزع والقلق العميقني». وحــقــا، يـــرى مـراقـبـون ومـحـلـلـون أن مــا يـجـري الــيــوم من تغييرات على بنية الحزب الجمهوري األميركي وخطابه، هو نتيجة تالقي التغيّرات االقتصادية والديموغرافية والثقافية، بـمـا فــي ذلـــك الـحـركـة الـعـمـالـيـة الــصــاعــدة حـديـثـا، الــتــي يجد الـحـزب الجمهوري نفسه منجذبا إليها بشكل متزايد، على األقـل اسميا. وهـذا التطوّر، خاصة، أدى إلى تسريع مغازلته لـهـا، مـن خــ ل محاولته تجديد نفسه عبر خـطـاب شعبوي. وهنا يعلق النائب الجمهوري اليميني جيم جوردان موضحا: «أعتقد أن الرئيس ترمب جعل حزبنا كما كان ينبغي أن يكون عليه دائما... حزب شعبوي متجذّر في املبادئ املحافظة». في وضع كهذا، كان جي دي فانس هو الخيار األكثر تميّزًا الذي يمكن أن يتخذه ترمب، من أجل الدفع بخطابه السياسي ومحاولته توسيع «الترامبية» السياسية على املدى الطويل. وحقا، بعد ما يقرب من تسع سنوات، تحول ترمب إلى الوجه الوحيد للسياسة الجمهورية والزعيم بال منازع لحركة «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى». ومن جهة ثانية، مع اختيار ترمب لفانس، بدا أنه يدفع به ليكون طليعة القيادة السياسية الجديدة والشابة للحزب الجمهوري، رافعا إياه إلى مكانة بارزة على املستوى الوطني في حركة سياسية كانت تختمر على اليمني منذ عدة سنوات. ومــــــع تـــعـــريـــف نـــفـــســـه بــــأنــــه عـــضـــو فـــــي «يــــمــــ مـــــا بـعـد الليبرالية»، بات فانس أول مرشح جمهوري ملثل هذا املنصب الرفيع، يعلن انتماءه لهذا التيار الجديد. وفـي حني يشترك أتـــبـــاع «مـــا بـعـد الـلـيـبـرالـيـة» فـــي االهــتــمــام بـبـنـاء مجتمعات قــويــة، وبـسـيـاسـات اقـتـصـاديـة حمائية قــد تـسـاعـد فــي كسب تأييد البيئات العمالية التي مزّقها نقل وظائف التصنيع إلى الخارج، فإنهم يضيفون أيضا ثقال فلسفيا إلى هجوم ترمب على «الدولة العميقة». وفي ظل القيد الدستوري الذي يمنع أي شخص من تولي الرئاسة األميركية أكثر من فترتني، فرضت هذه الفترة القصيرة أهمية إضافية إلى مسألة ما سيأتي بعد ذلك بالنسبة لـ«الترامبية»، الحركة التي ارتبطت بترمب الذي نجح في تحويل الحزب الجمهوري بشكل كامل. وبالتالي، من سنة، سيكون على الفور 39 املنطقي، أن جي دي فانس، ابن الـ ،2028 املـرشـح األوفـــر حظا للسباق الرئاسي الجهوري لعام ، إذا فــاز مرتني 2037 وقــد ال يترك البيت األبـيـض إ فـي عــام بالرئاسة. فــي الحقيقة، ال يُــنـظـر اآلن إلـــى فـانـس بصفته سياسيا فحسب، بل بصفته مثقّفا قادرًا على صياغة فلسفة حكم، إلى الحد الذي وصفه فيه الحركي واملفكر اليميني ستيف بانون - كبير مستشاري تـرمـب الـسـابـق -، بـأنـه «كـمـا كــان القديس بولس بالنسبة ليسوع املسيح، فإن فانس املتحول املتحمس، سينشر إنجيل الترمبية أبعد من ترمب نفسه». وبـــالـــفـــعـــل، يـــأمـــل الـــجـــمـــهـــوريـــون فــــي أن يــــــؤدي اخــتــيــار هـــــذا الـــســـيـــاســـي الـــعـــصـــامـــي الــــشــــاب إلـــــى تـــعـــزيـــز الــتــوجــهــات الديموغرافية الجديدة للحزب لدى الطبقة العاملة، والشباب، وبــخــاصــة، بـعـدمـا روى فــي كـتـابـه «مـــرثـــاة هـيـلـبـيـلـي»، الــذي حــولــتــه مـنـصـة «نـيـتـفـلـيـكـس» إلــــى فـيـلـم بـــاالســـم نـفـسـه عــام ، نشأته الصعبة في املناطق الفقيرة في واليتي أوهايو 2020 وكنتاكي. ومــن ثـم أصبح كتابه األكـثـر مبيعا واألكـثـر قــراءة تقريبا، حتى من قبل الليبراليني، الذين يسعون إلى فهم كيف أخفق الديمقراطيون في االنتخابات التي خرج فيها الناخبون البيض من الطبقة العاملة بأعداد قياسية النتخاب ترمب... وهذا ما حصل فعال يومذاك، وال سيما، في واليـات «الصدأ» التي أصبحت متأرجحة، وقد تحسم نتيجة السباق الرئاسي هذا العام. أكثر ما يثير قلق الخائفين على إرث «الريغانية» من فانس مواقفه في السياسة الخارجية الـواقـع أنـه خـ ل مؤتمر الـحـزب الجمهوري بميلووكي، لم يقتصر األمــر على اختيار السيناتور جي دي فانس، املعارض لتقديم الـواليـات املتحدة مساعدات ألوكرانيا، بل تبني الحزب أيضا خطابا اجتماعيا مخففا، بجانب انتقاد الشركات الكبرى، وهــــو مـــا عــــدّه الــبــعــض إشـــــارة إلــــى تـــراجـــع دور اإليـفـانـجـيـلـيـ البروتستانت املتشددين في رسم سياسات الجمهوريني. ومن فوق منصة املؤتمر، خرج برنامج الحزب خاليا من أي ذكــر لـــ«الــزواج بـ رجــل وامــــرأة»، الــذي يـنـدرج كعنصر أساسي في مبادئ الحزب منذ فترة طويلة، ملصلحة تعزيز «ثقافة تقدّر قدسية الزواج» و«الدور التأسيسي للعائالت». األمر الذي رحّب بــه الـجـمـهـوريـون املـــؤيـــدون ملجتمع املـثـلـيـ وعـــــدّوه انــتــصــارًا، فــي حــ رآه كـثـيـرون بـمـثـابـة ضـربـة لـلـجـنـاح املـحـافـظ املـتـشـدّد في الـحـزب، ومـن صفوفه قـال السيناتور املحافظ السابق، ريك سانتوروم: «هذا برنامج حزب املحافظني البريطاني. هذه ليست منصة محافظة. ترمب يستهدف الوسط مباشرة». من جهة ثانية، قـال مـارك شــورت، الـذي شغل منصب كبير 2016 موظفي مايك بنس، نائب ترمب السابق، الذي اختاره عام للحصول على دعم اإليفانجيليني: «أعتقد أن ما نشهده، اآلن، هو هجوم مباشر كامل على التيار املحافظ... يمكنك أن تنظر إلى املنصة، وهي تبتعد عن قضايا مثل الحياة والــزواج التقليدي، وتـتـبـنّــى الـتـعـريـفـات الـجـمـركـيـة فــي جـمـيـع املـــجـــاالت». وأردف: «أشـعـر بـأن الـحـزب ذهـب خطوة أخــرى إلـى األمـــام، عندما يكون لديك متحدثون يقولون بشكل أساسي إن (الناتو) كان مخطئا في موقفه من غزو بوتني ألوكرانيا، ويصفون مَن يخلقون فرص العمل بأنهم (خنازير الشركات)». وخلص إلى القول: «هذا خروج هائل عما كان عليه حزبنا، وال أعتقد أنه وصفة للنجاح». ولكن من جي دي فانس؟ بطاقة شخصية وعائلية وُلـد جيمس ديفيد فانس في مدينة ميدلتاون، بجنوب غـربـي واليـــة أوهـــايـــو، وأمــضــى جـــزءًا مــن طـفـولـتـه فــي مدينة جاكسون، بوالية كنتاكي. وعـلـى أثــر طــ ق والــديــه تـولّــى تربيته جـــدُّه ألمـــه، بينما كانت األم تعاني إدمـان املـخـدرات. وبعد تخرّجه في املدرسة الـثـانـويـة بمدينة مـيـدلـتـاون، الـتـحـق بـسـ ح مـشـاة البحرية سنوات في العراق بمهام إدارية، ما مكّنه 4 «املارينز»، وخدم من توفير كلفة دراسته الجامعية. وبالفعل، في أعقاب تسريحه من الخدمة العسكرية التحق بجامعة والية أوهايو، ثم بكلية الحقوق في جامعة ييل الشهيرة. وبعد تخرّجه عمل في شركة «بـاي بـال»، للملياردير بيتر ثيل، الـذي كان شريكا مع إيلون ماسك فيها. ثم أسّــس فانس شركته الخاصة للعمل فـي رأس املــال االستثماري، ثـم رشـح نفسه عام لعضوية مجلس الشيوخ عن والية أوهايو، وفاز باملقعد. 2022 زوجته، أوشا تشيلوكوري فانس، تتحدر من أصول هندية، فـولـداهـا مـهـاجـران مـن الـهـنـد. ولـقـد درســـت الـحـقـوق فـي جامعة يـيـل، وتـابـعـت دراســــات عليا فـي جامعة كمبريدج ببريطانيا. وحققت في مجال املحاماة مسيرة مهنية جدًا، وعملت كاتبة لدى قاضي املحكمة العليا جـون روبـرتـس، وقـاضـي املحكمة العليا بريت كافانو. وفي كتابه «مرثية هيلبيلي» وصفها فانس بأنها «مرشدته الروحية» التي ساعدته على النجاح. قضايا حملته االنتخابية يركّز املتابعون، الـيـوم، على نظرة فانس إلـى القضايا الـتـي يـرجّــح أن تـكـون مـحـوَر حملته االنتخابية مـع ترمب، خــــ ل األشـــهـــر املــقــبــلــة، وقــــد تُــهـيـمـن عــلــى ســيــاســات الـبـيـت األبيض، في حال فازا بالسباق. بـــدايـــةً، يــعــارض فـانـس حـقـوق اإلجــهــاض بــشــدة، حـتـى في حالة سفاح القربى أو االغتصاب، لكنه مع استثناءات للحاالت التي تكون فيها حياة األم في خطر. وكان قد أشاد بقرار املحكمة العليا األمـيـركـيـة الـتـي أبطلت هــذا الـحـق، وكـــان عـنـوانـا رئيسا ، لكنه، رغــم ذلـك، 2022 لترشحه لعضوية مجلس الشيوخ عــام التحق بموقف ترمب الذي يعارض حظر اإلجهاض على املستوى الفيدرالي ويتركه للواليات. قضية الهجرة كانت أيضا في طليعة اهتمامات حملته عام ، وعكست آراؤه، إلـى حد كبير، آراء ترمب، فهو مع إكمال 2022 بـنـاء الــجــدار الــحــدودي مـع املكسيك، وأعـلـن أنــه «سـيـعـارض كل مـحـاولـة ملـنـح الـعـفـو للمهاجرين غـيـر الـشـرعـيـ ، الــذيــن عـدَّهـم مصدرًا للعمالة الرخيصة التي تُخفّض أجور العمال األميركيني، ماليني أميركي خرجوا من سوق العمل». 7 وتأتي على حساب ثم إنه يفضل ما سمّاه «النظام القائم على الجدارة للمهاجرين»، الساعني إلــى االسـتـقـرار فـي أمـيـركـا، قـائـ إن الـحـدود املفتوحة مـصـدر لـلـمـخـدّرات غـيـر املـشـروعـة وتــدفــق «مــزيــد مــن الناخبني الديمقراطيني إلى هذا البلد». فانس يدعم بقوة، في املقابل، فرض تعرفات واسعة النطاق، خـــاصـــة عــلــى الــبــضــائــع املـــســـتـــوردة مـــن الـــصـــ ؛ «ألنـــهـــا تشكل تـهـديـدًا غـيـر عـــادل لـلـوظـائـف والــتــجــارة األمــيــركــيــة». ولـقـد قــال: «نحن بحاجة إلى حماية الصناعات األميركية من كل منافسة». ويتوافق موقفه هذا، إلى حد كبير، مع ترمب، الذي اقترح فرض في املائة، على بعض البضائع 100 تعرفة جمركية قد تصل إلى في املائة على كل البضائع 10 الصينية، وتعرفات شاملة بنسبة الواردة إلى البالد. وحول البيئة، يرى فانس أن «تغير املناخ ال يشكل تهديدًا»، مشككا في اإلجماع العلمي على أن ارتفاع درجـة حــرارة األرض ناجم عن النشاط البشري، ولذا يؤيد بقوة صناعة النفط والغاز الـتـي تهيمن على واليـتـه أوهــايــو، ويــعــارض توليد الـطـاقـة من الرياح والطاقة الشمسية واملركبات الكهربائية. إرث الريغانية عـلـى صـعـيـد آخــــر، أكــثــر مـــا يـثـيـر قـلـق الـخـائـفـ عـلـى إرث «الـــريـــغـــانـــيـــة» مـــن فـــانـــس مـــواقـــفــه فـــي الــســيــاســة الـــخـــارجـــيـــة، إذ إنـــه مــن أبــــرز «حــمــائــم» األمــــن الـقـومـي فــي الـــحـــزب، ويـــعـــزّز يد القوى االنعزالية الحريصة على التراجع عن إجماع الحزب الجمهوري املتشدد الذي استمر منذ عهد رونالد ريغان. وإذا مـا فــاز تـرمـب فـي االنـتـخـابـات، فسيحظى أنـصـار اإلحـجـام عن التدخل الخارجي بنصير قوي وصريح لهم إلى جانب ترمب. ومــثــاالً، فـانـس مـن أبــرز املـعـارضـ لـدعـم أوكـرانـيـا في الـحـرب مـع روسـيـا. وسبق لـه أن قــال، فـي مقابلة إذاعـيـة مع الــحــركــي الـيـمـيـنـي املــتــشــدد ستيفن بـــانـــون: «أعــتــقــد أنـــه من الـسـخـف أن نــركــز عـلـى هـــذه الـــحـــدود فــي أوكـــرانـــيـــا». وتــابــع: «يجب أن أكون صادقا معك، ال يهمُّني حقا ما يمكن أن يحدث ألوكــرانــيــا...». وفـعـ ً، قـاد فـانـس، قبل أشـهـر، معركة فاشلة في 60 مجلس الشيوخ؛ ملنع إرسال حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دوالر ألوكرانيا. وكتب، في مقالة رأي بالـ«نيويورك تايمز»، موضحا: «لقد صوتت ضد هذه الحزمة في مجلس الشيوخ، وما زلت معارضا ألي اقتراح للواليات املتحدة ملواصلة تمويل هذه الحرب.. بايدن فشل في توضيح حتى الحقائق األساسية حول ما تحتاج إليه أوكرانيا، وكيف ستغيّر هذه املساعدة الواقع على األرض». وعلى مواقف كهذه اتهمته ليز تشيني - التي كانت زعيمة كـتـلـة الــجــمــهــوريــ بـمـجـلـس الـــنـــواب قــبــل إقــالــتــهــا ملـعـارضـتـهـا ترمب - على منصة «إكـــس»، بــ«أنـه يستسلم لروسيا ويضحّي بحريّة حلفائنا فـي أوكــرانــيـا.. لـم يعد حــزب تـرمـب الجمهوري هـو حـزب لنكولن أو ريـغـان أو الـدسـتـور». غير أن فانس أكـد أن تقديم املساعدات ألوكرانيا يتماشى تماما مع إرث رونالد ريغان. وشـــرح: «انـظـر، أعتقد أن ريـغـان كـان رئيسا عظيما، لكنه أيضا سنة في بلد مختلف تماما». 45 أو 40 تولى الرئاسة قبل أما بالنسبة للشرق األوسط، فإن فانس مؤيد ثابت متحمس إلســرائــيــل، قـبـل وطــــوال حـربـهـا فــي غـــزة، ودافــــع عــن سياساتها فـــي مــواجــهــة االنـــتـــقـــادات املـــتـــزايـــدة بــشــأن عـــدد الـقـتـلـى املـدنـيـ الفلسطينيني. وعندما نظر أعضاء مجلس الشيوخ في مشروع قـانـون ينص على توفير مـسـاعـدات عسكرية لكل مـن إسرائيل وأوكرانيا، رفض فانس ذلك، وكتب: «لدى إسرائيل هدف يمكن تحقيقه.. أما أوكرانيا فال». ثـــم إنـــه ردَّد تـصـريـحـات رئــيــس وزراء إســـرائـــيـــل، بنيامني نتنياهو، عن «الحاجة إلى القضاء على (حماس)»، بعد هجوم أكتوبر (تشرين األول) املاضي. وهاجم الرئيس 7 «حماس»، في جـــو بـــايـــدن؛ لــتــأخــيــره شــحــن األســلــحــة إلــــى إســـرائـــيـــل، مـعـتـرفـا بالضحايا املدنيني في غزة، لكنه ألقى اللوم على «حماس» وليس على إسرائيل. وأخـــيـــرًا، بــشــأن عــ قــة فــانــس بــتــرمــب، تــجــدر اإلشــــــارة إلـى أنـه أعـاد تشكيل نفسه تماما باعتباره نصيرًا متحمسا لحركة «لنجعل أمـيـركـا عظيمة مــرة أخـــرى» الترمبية، إذ إنــه لـم يدعم ، بل ذهب أبعد ملمّحا 2016 ترمب في السابق، ولم يصوِّت له عام بأنه يمكن أن يكون «هتلر أميركا»، منتقدًا خطاباته املناهضة للمهاجرين واملسلمني، لكنه تحوّل فجأة إلى أحد أبرز املدافعني عنه، قائال إنه «كان مخطئا» في تقييم سياساته. ،2020 أيـضـا أيّـــد فـانـس ادعــــاءات تـرمـب بـتـزويـر انتخابات وشــكّــك فــي أن (نــائــب الــرئــيــس) مـايـك بـنـس كـــان فــي خـطـر، ألنـه رفض، بصفته رئيسا ملجلس الشيوخ، منع التصويت الذي يؤكد صحة فوز بايدن. ومما صرّح به فانس، لشبكة «سي إن إن» قوله: «أعتقد أن أهل السياسة يحبّون املبالغة في األمور من وقت آلخر. يناير كـان يوما سيئا، لكن فكرة أن دونـالـد ترمب عرّض 6 يـوم حياة أي شخص للخطر عندما طلب منهم االحتجاج سلميا فكرة سخيفة»... وقد حظي بعدها بدعمه للترشح في مجلس الشيوخ .2022 عام ترمب اختار فانس للدفع بـ«الترمبية» قدماً... وتغيير هوية حزب ريغان لسنوات عدة، كان الحزب الجمهوري األميركي يمر بتغيير جذري، حيث يتبنى بشكل متزايد الشعبوية االقتصادية في الداخل واالنعزالية في الخارج، ويغيّر مواقفه في العديد من القضايا االجتماعية. ثم إنه لم يعد فقط حذِرًا من بعض املصالح التجارية الكبرى، بل صار معاديًا لها. ال، بل أكثر من ذلك، إذ عمل على طرح نفسه ليكون حزب الطبقة العاملة، وكل ذلك تحت شعار «أميركا أوالً». ومع أن الرئيس السابق دونالد ترمب عاد، خالل رئاسته األولى، إلى آيديولوجية الحزب الجمهوري األكثر تقليدية بشأن بعض القضايا، فإن اختياره جيمس ديفيد «جي دي» فانس نائبًا له على بطاقة االنتخابات الرئاسية املقبلة، هو الذي يمكن، في نهاية املطاف، أن يعزّز مسار الحزب نحو مرحلة جديدة مختلفة. وهذا ما يبدو أنه حدث في مؤتمر الحزب الذي انعقد خالل األيام القليلة املاضية في مدينة ميلووكي؛ كبرى مدن والية ويسكونسن. واشنطن: إيلي يوسف ASHARQ AL-AWSAT الرئيس ترمب وزوجته ميالنيا وجي دي فانس وزوجته أوشا خالل مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي (أ.ف.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==