issue16670

4 لبنان NEWS Issue 16670 - العدد Friday - 2024/7/19 اجلمعة ASHARQ AL-AWSAT باحث عسكري: لم تردمها األجهزة اإليرانية المشفرة إسرائيل تستفيد من ثغرة أمنية لدى «حزب هللا» لتنفيذ االغتياالت تُـــــــبـــــــرِز االغــــــتــــــيــــــاالت اإلســــرائــــيــــلــــيــــة املـتـواصـلـة ملقاتلي وقـيـاديـن فـي «حـزب الله»، ثغرة أمنية وتكنولوجية لم يستطع الــــحــــزب الـــتـــعـــامـــل مـــعـــهـــا، رغـــــم األجـــهـــزة اإليرانية التي لم توقف االنكشاف األمني لـــعـــنـــاصـــره و«املــــاحــــقــــة الـــقـــاتـــلـــة» الـــتـــي أدت، الــخــمــيــس، إلــــى اســـتـــهـــداف عنصر فـي جبال البطم بالجنوب، بعد ساعات عـــلـــى اســــتــــهــــداف قــــيــــادي فــــي «الـــجـــمـــاعـــة اإلسلمية» بالبقاع في شرق لبنان. واغـــــتـــــالـــــت مــــســــيــــرات إســــرائــــيــــلــــيــــة، صباح الخميس، القيادي في «الجماعة اإلسلمية» محمّد حامد جبارة من بلدة الــقــرعــون، جـــراء غـــارة عـلـى بـلـدة غــزة في منطقة البقاع. كما اغتالت بعد ساعات، عـــنـــصـــرًا فــــي الــــحــــزب اســـتـــهـــدفـــت مـسـيـرة سـيـارتـه مـن نــوع «رابــيــد» بـُـعـيـد خـروجـه مـــن مــنــزل والـــدتـــه فـــي بــلــدة جــبــال الـبـطـم بالجنوب، ونعاه الحزب بعد الظهر. ثغرة أمنية وتكنولوجية واالغتياالن جزء من حلقة طويلة من امللحقات اإلسرائيلية لقيادات في «حزب الـــلـــه» و«الــجــمــاعــة اإلســـامـــيـــة» و«حــركــة حـــــمـــــاس»، عـــلـــى امـــــتـــــداد جــــنــــوب وشــــرق لــبــنــان، ولــــم تــحــل اإلجـــــــراءات والــتــدابــيــر األمـنـيـة دون املـاحـقـة اإلسـرائـيـلـيـة التي «تستفيد مــن ثـغـرة أمـنـيـة وتكنولوجية تـــمـــكـــن إســــرائــــيــــل مــــن مـــاحـــقـــتـــهـــم»، كـمـا يــــقــــول الــــبــــاحــــث بـــــالـــــشـــــؤون الـــعـــســـكـــريـــة واالستراتيجية مصطفى أسعد لـ«الشرق األوسط». ورغـــم أن وتـيـرة االغـتـيـاالت تتراجع أحــــيــــانــــا، وتـــتـــكـــثـــف فـــــي أحـــــيـــــان أخــــــرى، فــإنــهــا «ال تــرتــبــط بــبُــعــد ســـيـــاســـي»، كما يـقـول أســعــد، بــل تـتـصـل «بـبـعـد عسكري بـــحـــت». ويـــشـــرح: «عــنــدمــا تـسـنـح فـرصـة لــدى إسـرائـيـل السـتـهـداف قـــادة ألــويــة أو قـــادة أفـــواج أو قـــادة مـنـاطـق، فلن تضيع الـــفـــرصـــة، وتـسـتـفـيـد فـــي مـاحـقـاتـهـا من كــل أنــــواع الـتـكـنـولـوجـيـا املــتــاحــة لـديـهـا، فضل عن العامل البشري الداخلي لرصد التحركات». ويضيف: «تنتظر املسيرات الشخص املستهدف ليخرج من املنزل أو من مكان آخـر الستهدافه بالطريقة التي اعتادوا عليها». ويــشــيــر أســعــد إلــــى أن «حــــزب الــلــه» لــم يـسـتـطـع حـتـى اآلن «وقــــف الــخــروقــات واالنكشاف رغـم أجهزة اإلرســال املشفرة الـــتـــي اعـــتـــمـــدهـــا، وهــــي أجـــهـــزة مـعـظـمـهـا إيـــــرانـــــيـــــة مـــــطـــــورة عـــــن أجـــــهـــــزة صــيــنــيــة وروســـيـــة وكـــوريـــة شــمــالــيــة، وأثــبــتــت أن هذه األجهزة ليست آمنة، بل مخترقة، ما يعني أن تشفيرها ليس فعاالً». وفــــيــــمــــا يــــخــــص الــــعــــامــــل الــــبــــشــــري، يـشـيـر أســعــد إلـــى أن إســرائــيــل بـقـدراتـهـا الــتــكــنــولــوجــيــة أحـــيـــانـــا «ال تـــحـــتـــاج إلـــى عــمــيــل، بـالـنـظـر إلــــى أن مــجــمــوعــات غير منتظمة ال تحافظ على نفسها، قد توفر كشفا مجانيا لنفسها وملتعاملي آخرين مــعــهــا مـــن خــــال صــــور يــلــتــقــطــونــهــا، أو التخفيف من القيود على التحرك». ويرى أن ما ينطبق على الحزب، ينطبق أيضا عــلــى عــنــاصــر «حــــمــــاس»، أو «الــجــمــاعــة اإلســـامـــيـــة»، لـكـنـه يــــدرج مـاحـقـة هـــؤالء ضمن إطار «التصفية والتهديد»، بالنظر إلــــى أن عــمــلــيــات الــجــمــاعــة و«حــــمــــاس»، «لــيــســت نـشـطـة كــثــيــرًا، وتـــجـــري بــصــورة متقطعة، بينما يتولى (حزب الله) الجزء األساسي من املعركة». اغتيال قيادي بـ«الجماعة اإلسالمية» مرتبط بـ«حماس» ونفذت إسرائيل اغتيالي، الخميس، فــفــي الـــبـــقـــاع، أفـــــادت «الـــوكـــالـــة الـوطـنـيـة لـإعـام» الرسمية بـ«استشهاد القيادي فــي (الـجـمـاعـة اإلســامــيــة) مـحـمّــد حـامـد جـــــبـــــارة»، وقــــالــــت إن «مــــســــيّــــرة مــعــاديــة اســتــهــدفــت صــبــاحــا بـــصـــاروخ ســيــارتــه، وهـي بيك أب من نـوع دودج». وفـي وقت الحـــــــق، أكـــــــدت «الـــجـــمـــاعـــة اإلســــامــــيــــة»، فـي بـيـان، مقتل «الـقـائـد» جـبـارة «بـغـارة صهيونية غــــادرة». وقـالـت إن «الجريمة الـجـبـانـة... لـن تثنينا عـن القيام بـدورنـا وواجــبــنــا فــي الــدفــاع عــن أرضــنــا وأهـلـنـا فــي الــجــنــوب، وال عــن نــصــرة شـعـبـنـا في فلسطي». كذلك، نعت «حماس» القيادي جبارة. وشـــكـــلـــت «الــــجــــمــــاعــــة اإلســــامــــيــــة»، املقربة من «حركة حماس»، هدفا لضربات إسرائيلية عدة، أودت بعدد من قيادييها يونيو (حزيران) الفائت في 22 آخرهم في منطقة البقاع. وقـال الجيش اإلسرائيلي حينها إن القيادي كان مسؤوال عن إمداد فــصــيـلــه وحــلــيــفــتــه حـــركـــة «حــــمــــاس» فـي املنطقة باألسلحة. ونعى الفصيل تسعة مـن عـنـاصـره، بينهم قـيـاديـون، منذ بدء التصعيد. وأكّد املسؤول السياسي لـ«الجماعة اإلســامــيــة» فــي الـجـنـوب الــدكــتــور بسام حـــمـــود أن «هــــــذه االغــــتــــيــــاالت تـــــدل عـلـى مـــدى الـــضـــرر ومــــدى اإلصـــابـــات املـوجـعـة الـــتـــي يــوقــعــهــا املـــجـــاهـــدون بـــهـــذا الـــعـــدو فـــي جـــهـــادهـــم فـــي أرض املـــــيـــــدان»، قــائــا فـي تصريح إذاعـــي: «إنـهـا معركة وجـود وليست مجرد معركة حدود». وقال الجيش اإلسرائيلي، في بيان، إنـــــه هــــاجــــم بـــاســـتـــخـــدام طـــــائـــــرات ســـاح الجو منطقة البقاع، مما أسفر عن مقتل محمد جبارة، املرتبط بمنظمة (حماس) فـي لـبـنـان». وقــال إنــه «تــم تكليف جبارة بــــتــــرويــــج وتـــنـــفـــيـــذ مـــخـــطـــطـــات إرهـــابـــيـــة وعمليات إطــاق مـن لبنان إلـى األراضــي اإلســـرائـــيـــلـــيـــة، وبــعــضــهــا بـــالـــتـــعـــاون مـع (الجماعة اإلسلمية) في لبنان». اغتيال في الجنوب وبعد الظهر، نعى «حزب الله» حسن مهنا، الـذي استهدفته مسيرة إسرائيلية فـــي جــبــال الــبــطــم. وأفـــــادت وســـائـــل إعـــام مــحــلــيــة بــــــأن مـــســـيـــرة أطـــلـــقـــت صــــاروخــــا على سـيـارتـه، قبل أن يـخـرج مـن السيارة ويـــتـــوارى بــن األشـــجـــار، حـيـث اسـتُــهـدف بــــصــــاروخ آخـــــر أودى بـــحـــيـــاتـــه. وتــنــاقــل اللبنانيون مقطع فيديو ألمه تقول فيه إنه قبيل استهدافه بلحظات كان يزورها، ما يعني أن املسيرة رصدت خروجه من املنزل قبل استهدافه. بيروت: نذير رضا تبرز االغتياالت اإلسرائيلية المتواصلة لمقاتلين وقياديين في «حزب هللا» ثغرة أمنية وتكنولوجية لم يستطع الحزب التعامل معها رغم أجهزة التشويش اإليرانية وزير الدفاع مستمر في منع تعيين رئيس ألركان الجيش اللبناني تسوية سياسية «جزئية» تسمح بقبول ضباط في الكلية الحربية أقـــر مجلس الـــــوزراء اللبناني إجـــراء تلميذًا ضابطا 82 مباراة جديدة الختيار لـــصـــالـــح الـــجـــيـــش واملــــؤســــســــات األمـــنـــيـــة األخرى، وإلحاقهم بدورة تلمذة الضباط الــتــي أُعــلــنــت نـتـائـجـهـا قـبـل نـهـايـة الـعـام املــاضــي وعـرقـلـهـا الــخــاف الـقـائـم مــا بي وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الـجـيـش الـعـمـاد جـــوزف عـــون، لـيـفـرج عن دورة الـضـبـاط املعلّقة منذ سبعة أشهر، فــــي حــــن ال تــــــزال الــــخــــافــــات الــســيــاســيــة تـعـطّــل قــــرار تـعـيـن الـعـمـيـد حــســان عــودة رئـــيـــســـا لـــــأركـــــان؛ بــســبــب امـــتـــنـــاع وزيــــر الدفاع عن توقيع مرسوم تعيينه؛ وهو ما أثار استياء وزير التربية القاضي عبّاس الحلبي ألن التسوية لم تشمله. وعـــكـــس حــــل أزمـــــة الـــضـــبـــاط الـــجـــدد، التي رعاها وزيـر الثقافة محمد مرتضى بتكليف مـــن رئــيــس مـجـلـس لـــنـــواب نبيه بـــــــــرّي، ارتــــيــــاحــــا لــــــدى الــــفــــائــــزيــــن بــــــدورة الـــضـــبـــاط ويـــنـــتــظــرون إلــحــاقــهــم بـالـكـلـيـة الــحــربـــيـــة، كــمــا تـــركـــت انــطــبــاعــا إيـجـابـيـا لدى املؤسسة العسكرية، واعترف مصدر مقرّب من املجلس العسكري بأن «قرار فتح ضابطا جديدًا 82 دورة جـديـدة الخـتـيـار جــــاء نـتـيـجـة الــتــســويــة الــســيــاســيــة الـتــي رعـاهـا وزيــر الثقافة». وأوضـــح لـ«الشرق األوســـط»، أن «هــذا الحل كـان طرحه قائد الـجـيـش الـعـمـاد جــــوزف عــــون، حــن طلب 118 إلــحــاق الــتــامــذة الـفـائـزيـن وعـــددهـــم بــالــكــلــيــة الـــحـــربـــيـــة، وفـــتـــح دورة جــديــدة الخــتــيــار آخـــريـــن، إال أن وزيــــر الـــدفـــاع لم يــوقّــع قـــرار إلـحـاقـهـم بــاملــدرســة الـحـربـيـة؛ بــحــجــة عـــــدم مـــــراعـــــاة الـــــتـــــوازن الــطــائــفــي فيها». وعبّر املصدر عن أسفه لـ«عدم حل أزمة مرسوم تعيي رئيس ألركان بالنظر ألهمية موقعه ودوره في هيكلية املجلس العسكري وفي قيادة الجيش». وتـــــا وزيــــــر اإلعـــــــام الــلــبــنــانــي زيــــاد مـــكـــاري مـــقـــررات مـجـلـس الـــــــوزراء، فـأشـار إلى أنه «بعد املداولة، ومع مراعاة األحكام القانونية ذات الصلة، قرر املجلس املوافقة على طلب وزير الدفاع الوطني الرامي إلى املوافقة على مضمون كتاب قيادة الجيش الـذي يقضي برفع العدد اإلجمالي لدورة تلميذ ضـابـط لصالح 200 الـضـابـط إلـــى الجيش وبقية القوى األمنية، على أن يتم إكـمـال الـعـدد عبر مــبــاراة إضـافـيـة تجرى بالسرعة املمكنة ويـتـم إلـحـاق الناجحي تلميذًا ضابطا 82 فيها واملحدد عددهم بـ مـــــع أولـــــئـــــك الـــــذيـــــن نـــجـــحـــوا فـــــي املـــــبـــــاراة الـسـابـقـة». وقـــال إن مجلس الـــــوزراء «أقـــر ضـرورة أن يكون التعيي عبر املباراة من بــن املـدنـيـن الــذكــور والـعـسـكـريـن ذكـــورًا وإنـــاثـــا عــلــى أن يــجـــاز لـلـعـسـكـري الـتـقـدم لصالح أي من األجهزة املذكورة». وشــــــدد وزيــــــر اإلعـــــــام عـــلـــى أن هـــذا الـــقـــرار «يــؤكــد حـرصـنـا (الــحــكــومــة) على كـــيـــانـــيـــة مــــؤســــســــات الــــجــــيــــش والــــقــــوى األمـــنـــيـــة، واســـتـــمـــراريـــة دورهــــــا الــحــامــي لـلـوطـن والـضـامـن لـلـحـريـات، واالحـتـكـام الدائم للقواني واألنظمة»، مضيفا: «لن نسمح بأن يتسلل الفراغ إلى املؤسسات وسنبقى فــي جـهـوزيـة لـتـفـادي أي خطر يـــــهـــــدد مـــــؤســـــســـــات الـــــــدولـــــــة، مــــــن خــــال تحصينها وتحديثها ودعمها (...)، كما نؤكد على عناية الـدولـة بالشباب ألنهم مستقبل الوطن الواعد بالخير، وندعوهم إلـــى االنـتـسـاب إلـــى الــدولــة بمؤسساتها الـعـسـكـريـة واألمــنــيــة واإلداريـــــــة، ونـشـدد عـلـى رفـــد الـجـيـش وقـــوى األمـــن الـداخـلـي واألمــــــن الـــعـــام وأمـــــن الــــدولــــة والـــجـــمـــارك بـــالـــضـــبـــاط». وتـــحـــدث وزيـــــر اإلعـــــام عن أهـــمـــيـــة «رفــــــد الـــقـــطـــاعـــات جــمــيــعــهــا بـــدم شــبــابــي يـــؤمّـــن اســتــمــراريــتــهــا مـــن خــال تـطـويـع الـنـاجـحـن وتوظيفهم فــي دورة خـــــفـــــراء الــــجــــمــــارك أيـــــضـــــا، وهــــــــذا املـــلـــف سنسعى إلــى إيـجـاد حـل لــه، على قاعدة حق الناجحي في الدورة وفق التوازنات في البلد». وشــعــورًا بـمـدى الـضـرر الـــذي يلحق بالجيش واألجهزة األمنية جراء تعطيل دورة الـضـبـاط، اعـتـبـر مـصـدر مـقــرّب من وزيــــر الـــدفـــاع أن «أزمـــــة الــضــبــاط الــجــدد كـان باإلمكان حلّها منذ البداية لـو أُخـذ بـــاقـــتـــراح الــــوزيــــر مــــوريــــس ســـلـــيـــم، وتــــم رفـع عـدد الفائزين فيها، وملـا كـان هـؤالء تـــــأخـــــروا ســـنـــة عـــــن االلــــتــــحــــاق بــالــكــلــيــة الحربية». وأوضح لـ«الشرق األوسط» أن الوزير سليم «مرتاح إلى موافقة مجلس تـلـمـيـذًا ضابطا 82 الــــــوزراء عـلـى تـعـيـن جديدًا، رغم تغيبه عن الجلسة (الحكومة) الــــــتــــــي يــــقــــاطــــعــــهــــا ألســـــــبـــــــاب ســـيـــاســـيـــة معروفة». أمـا عن تأخير صـدور مرسوم تعيي رئيس األركـان، فأشار املصدر إلى أن «قـرار تعيينه غير قانوني ويتعارض مع قانون الدفاع الوطني». وشدد على أن «اآللية القانونية للتعيينات في املجلس العسكري بما فيها منصب رئيس األركان واضحة، وتبدأ باقتراح يصدر عن وزير الدفاع للسماء املرشحة لتولي املناصب الـــــشـــــاغـــــرة، وهـــــــذا مـــــا لـــــم يـــحـــصـــل خـــال تسمية رئيس األركان الجديد»، مؤكدًا أن سليم «لن يوقّع املرسوم؛ ألن ما بُني على باطل هو باطل». وردًا على ســؤال عـن تـداعـيـات إبقاء موقع رئيس األركان شاغرًا، وهو الوحيد املــخــوّل تـسـلّــم مـهـام قـائـد الـجـيـش إذا ما أحـيـل الـعـمـاد جـــوزف عــون على التقاعد يناير (كانون الثاني) املقبل، قبل 10 في تــعــيــن قـــائـــد جــيـــش أصـــيـــل أو الــتــمــديــد للقائد الحالي، رأى املصدر أن «هناك ستة أشهر تفصل عن موعد انتهاء والية قائد الجيش، ومن املبكر الحديث عن فراغ في قيادة الجيش والبحث عن الحلول». ميقاتي مترئسا مجلس الوزراء الذي عُقد أمس (الوكالة الوطنية لإلعالم) بيروت: يوسف دياب «القوات» و«االشتراكي»: اختالفات بالجملة واتفاق على عدم الخصومة تــــمــــر الــــعــــاقــــة بـــــن حـــــــزب «الـــــقـــــوات اللبنانية» والحزب «التقدمي االشتراكي» فـي أســـوأ مراحلها رغــم محاولة الطرفي الــظــهــور عـكـس ذلــــك. الــوقــائــع السياسية عـــلـــى األرض تـــعـــكـــس «فــــــراقــــــا» واضـــحـــا بـيـنـهـمـا وغــــيــــاب الـــــروابـــــط املــشــتــركــة فـي مـــقـــاربـــة مــعــظــم الـــقــضــايــا األســـاســـيـــة فـي الــبــلــد، مــن الـــدعـــوة إلـــى الـــحـــوار النـتـخـاب رئيس جمهورية، والتشريع فـي البرملان في مرحلة الفراغ الرئاسي إلى صلحيات حكومة تصريف األعـمـال ومقاربة قضية النازحي السوريي. وهـــذه االخــتــافــات جعلت الحليفي الـسـابـقـن فـــي مـوقـعـن بـعـيـديـن أكــثــر من أي وقـت مضى، وهـو ما ظهر جليا أخيرًا في املبادرات الرئاسية التي قدّمت، بحيث عمد «االشتراكي» إلى طرح مبادرة تدعم فـي جــزء منها طلب رئـيـس الـبـرملـان نبيه بـــري بــالــحــوار بــن الـكـتـل، لـيـعـود بعدها ويجتمع «القوات» في طرح مبادرة أخرى مع أطـراف في املعارضة، تستبعد الحوار بدعوة ورئاسة رئيس البرملان نبيه بري، وهو ما جاء رد الفعل «االشتراكي» عليها سلبيا، بحيث كان أول من أسقط املبادرة. وكــــان واضـــحـــا حـيـنـهـا الــنــائــب وائـــل أبــــو فـــاعـــور بـــالـــقـــول بــعــد الـــلـــقـــاء: «لــــم نر أن هـــنـــاك عـــنـــاصـــر ســيــاســيــة جــــديــــدة أو أفـــكـــارًا سـيـاسـيـة جـــديـــدة يـمـكـن أن تـقـود االسـتـحـقـاق الــرئــاســي قــدمــا، بــل أكـثـر من ذلــــــك، فـــــإن فــــي املـــــــــداوالت الـــســـابـــقـــة، أكــثــر مــن مـــبـــادرة ألكـثـر مــن طـــرف سـيـاسـي. تم إنـضـاج أفـكـار أكـثـر تـطـورًا أو أكـثـر تقدما أو عمقا، وبقيت هــذه األفـكـار قـاصـرة عن إيجاد حل ملسألة الرئاسة، وبالتالي نحن نـتـمـنـى الــتــوفــيــق فـــي هــــذا املـــســـعـــى، لكن الشعور أن هذه األفكار ال نرى أنها يمكن أن تقود إلى إنجاز االستحقاق الرئاسي». وأتى ذلك، بعدما سبق لـ«االشتراكي» أن قاطع اجتماع املعارضة الذي دعا إليه «الـــقـــوات»، علما بأنهما كـانـا قـد اجتمعا على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور والــتــمــديــد لـــقـــادة األجــــهــــزة األمـــنـــيـــة. لكن االختلف في مقاربة الطرفي للستحقاق الـرئـاسـي يظهر بشكل واضــح عبر تأييد «االشــــــتــــــراكــــــي» لــــلــــحــــوار الـــــــــذي يـــرفـــضـــه «الـــقـــوات»، وتـلـمـيـح رئـيـس «االشــتــراكــي» السابق وليد جنبلط إلمكانية التصويت للوزير السابق سليمان فرنجية، ما يجعل االتفاق على رئاسة الجمهورية مستبعدًا بي الطرفي. ويقر عضو الحزب «التقدمي االشـــــتـــــراكـــــي» الـــنـــائـــب وائـــــــل أبــــــو فـــاعـــور بالتمايزات بالفترة األخيرة بي الطرفي وتـحـديـدًا فـي مـوضـوع الـحـرب على غـزة، لكنه يؤكد عـدم الرغبة في توتّر العلقة، مـنـتـقـدًا مــا ســمّــاه «الــتــراشــق غـيـر املــبــرّر» مـن البعض فـي «الـــقـــوات»، ومــؤكــدًا أنــه ال مصلحة للطرفي بهذا األمر. ويقول أبـو فـاعـور، الـذي اجتمع قبل أيام مع النائب في «القوات» ملحم رياشي لـــ«الــشــرق األوســــــط»: «نـتـمـايـر فــي بعض القضايا مـع (الــقــوات) لكن ال قطيعة معه كما غـيـره مـن األفــرقــاء اللبنانيي، ونـرى فــــي مـــوقـــعـــنـــا الــــوســــطــــي أنــــــه ال مـصـلـحـة الصطفافات جديدة في البلد، ال سيما بعد التجارب السابقة في االستحقاق الرئاسي الـــتـــي لــــم تـــــؤد إلـــــى نــتــيــجــة، بــحــيــث بـتـنـا مقتنعي أنه ال جدوى من أي اصطفاف وال بد من الحوار للتوصل إلى حل». وفـــــــي مـــــوضـــــوع الـــــحـــــرب عــــلــــى غــــزة والجنوب، ذكّــر أبو فاعور أن «االشتراكي 1701 كـان أوّل مـن دعـا إلـى تطبيق الـقـرار وعدم توسيع الحرب». مـــــــن جـــــهـــــتـــــه، يـــــصـــــف عـــــضـــــو كـــتـــلـــة «الـــقـــوات» الــنـائــب مـلـحـم ريــاشــي الـعـاقـة بـن الـطـرفـن بــ«الـجـيـدة»، معتبرًا أنـهـا ال تعدو كونها «اختلفات في وجهات النظر ال يجد الـخـاف مكانا لـه فـيـهـا»، ومـذكـرًا بـــأن مـصـالـحـة جـبـل لـبـنـان (الــتــي أنـجـزت بي املسيحيي والدروز) ال تزال 2001 عام قائمة وثابتة. بيروت: كارولين عاكوم

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==