issue16670

رغـــــــم انــــقــــضــــاء ثـــمـــانـــيـــة أشــــهــــر مـــــن بــــدء الــهــجــمــات الــحــوثــيــة ضـــد الــســفــن تــحــت مــزاعــم نـصـرة الفلسطينني فـي غـــزة، لـم يفلح التدخل األمـــــيـــــركـــــي تــــحــــت مـــســـمـــى تــــحــــالــــف «حـــــــارس االزدهـــــــــــار» فــــي وضـــــع حــــد لـــتـــهـــديـــد الــجــمــاعــة املـــدعـــومـــة إيـــرانـــيـــا، وســــط تــصــاعــد االنـــتـــقـــادات املوجهة من الداخل إلدارة بايدن في التعامل مع املعضلة التي التزال تستنزف املوارد العسكرية واألصول دون أية مؤشرات على تراجع التهديد أو تقليم قدرات الجماعة. على الـرغـم مـن انقضاء ثمانية أشـهـر من بدء الهجمات الحوثية ضد السفن تحت مزاعم نصرة الفلسطينيني في غــزة، لم يفلح التدخل األميركي تحت اسم تحالف «حـارس االزدهـار» في وضع حد لتهديد الجماعة املدعومة إيرانيًا، وســط تصاعد االنـتـقـادات املـوجـهـة مـن الـداخـل إلـى إدارة بايدن في التعامل مع املعضلة التي ال تــــزال تـسـتـنـزف املـــــوارد الـعـسـكـريـة واألصــــول دون أي مؤشرات على تراجع التهديد أو تقليم قــــــدرات الـــجـــمـــاعـــة. وتــشــيــر الـــتـــقـــديـــرات إلــــى أن الــقــوات األمـيـركـيـة، مــع مـسـاعـدة بريطانية في يـنـايـر (كـانـون 12 أربـــع مـنـاسـبـات، نــفّــذت مـنـذ غارة على األرض، إلى 600 الثاني) املاضي قرابة صــاروخــ مـن طـراز 150 جـانـب إطـــاق أكـثـر مـن «تـــومـــاهـــوك» مــع عــشــرات الــقــذائــف املستخدمة خـــــال عــمــلــيــات الـــتـــصـــدي لـــلـــطـــائـــرات املـــســـيّـــرة والصواريخ الحوثية، وهو ما يعني كلفة كبيرة من املــوارد واألمــوال وإهـاك األصـول العسكرية دون نتيجة مؤثرة. ويــــدّعــــي الـــحـــوثـــيـــون، مــــن جــهــتــهــم، أنــهــم ســـفـــيـــنـــة، وكــــــان مــــن أبــــرز 170 هـــاجـــمـــوا نـــحـــو نتائج هــذه الهجمات غــرق سفينتني وقرصنة سفينة بأضرار، 29 سفينة ثالثة وإصابة نحو فضل عن تراجع امللحة عبر باب املندب وقناة في املائة، وما أدى إليه 40 السويس بنسبة نحو ذلك من هجرة كبريات شركات النقل إلى طريق الـــرجـــاء الــصــالــح؛ وهـــو مــا يعني طـــول املسافة وزيادة أجور الشحن والتأمني. ملــعــرفــة مــابــســات هــــذا املـــــآل مـــن اإلخـــفـــاق األمـيـركـي وبــقــاء الـتـهـديـد الـحـوثـي وتـصـاعـده، استطلعت «الشرق األوســط» وجهات نظر عدد مــن الـبـاحـثـ السياسيني اليمنيني؛ إذ تبلور مــا يشبه اإلجــمــاع عـلـى أن إدارة بــايــدن ليست عاجزة عن توسيع املواجهة لتقليم أظافر اليد اإليرانية في اليمن، وإنما ال تريد ذلك ألسباب تـتـعـلّــق بــاالســتــراتــيــجــيــة األمــيــركــيــة فـــي إدارة النزاعات واالستثمار فيها، إلى جانب ما يتعلّق بأولويات التهديدات األكثر خطرًا، وفي مقدمها النفوذ الصيني. وبـالـنـظـر إلـــى الـكـلـفـة املـرتـفـعـة املـتـوقـعـة، حـــال تـوسـيـع املــواجــهــة مــع الـجـمـاعـة الحوثية التي ال تخسر كثيرًا لرخص أسلحتها اإليرانية وبـدائـيـتـهـا، يسبق كــل ذلـــك عـجـز واشـنـطـن عن اسـتـعـادة ثـقـة الـحـلـفـاء التقليديني فــي املنطقة -وفـق ما يقوله الباحثون اليمنيون-، ووصـوال إلى ما يفرضه عام االنتخابات من عدم محاولة الــتــورّط فـي صـــراع أوســـع قـد تـكـون نتائجه في صالح املنافس للوصول إلى املكتب البيضاوي. أولوية الخطر الصيني «الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة لــــم تـــعـــد راغــــبــــة فـي خـــــوض مــــعــــارك جــــديــــدة فــيــمــا يــســمــى الـــشـــرق األوســـــــط، خــصــوصــ بــعــد تــجــربــة أفـغـانـسـتـان والـعـراق»، بهذا يرى الباحث السياسي اليمني مصطفى ناجي توجه واشنطن، ويجزم بأنها تـدخـر طاقتها ملواجهة منافسها؛ وهــو التنني الـصـيـنـي. يــقــول نــاجــي لـــ«الــشــرق األوســـــط» إن الحرب في اليمن بالنسبة إلـى أميركا ستكون بـــا طـــائـــل، وتــعــنــي تــوســعــة رقـــعـــة الـــحـــرب من األراضـي الفلسطينية إلى مناطق أخرى، وهذه رغبة إيران. ويذهب الباحث واملحلل السياسي اليمني عبد الستار الشميري إلـى وجهة مقاربة، فإلى جـــانـــب الــكــلــفــة الـــتـــي ال تـــريـــد واشـــنـــطـــن دفـعـهـا إلنهاء الذراع اإليرانية في اليمن، يرى في حديثه لـ«الشرق األوسط»، أن استمرار أزمة امللحة في البحر األحـمـر وخليج عـدن ال يؤثر فـي أميركا وإســرائــيــل اقـتـصـاديـ ، وإنــمــا يـؤثـر فــي الصني عـلـى املـــدى الـبـعـيـد؛ إذ سـتـكـون األكــثــر تـضـررًا. يستدل الشميري بتقديرات تذهب إلى أن الصني تـصـدّر وتستورد عبر البحر األحـمـر مـا يعادل مليار دوالر سنويًا، وهو نحو ربع واردات 300 بكني وصادراتها في املنطقة، وعليه «ربما ترى أميركا أن في هذا الواقع إنهاكًا القتصاد الصني على املستوى البعيد». ويـــتـــطـــابـــق فـــــي هــــــذه الـــجـــزئـــيـــة املــتــعــلــقــة بالصني ما ذكره توفيق الجند، الباحث اليمني فــــي «مــــركــــز صـــنـــعـــاء لـــــلـــــدراســـــات»، لــــ«الـــشـــرق األوســــــــط»؛ إذ يــــرى أن الـــقـــواعـــد الــصــيــنــيــة في أفــريــقــيــا مـــصـــدر قــلــق ألمـــيـــركـــا، وأن وجـــودهـــا الـعـسـكـري الــدائــم واملـنـظـم هــو اسـتـمـرار تهديد الحوثي أمن امللحة في هذا املمر التجاري املهم. ضبط إيقاع ومصالح أي مـقـاربـة لفهم طبيعة الــــدور األمـيـركـي خلل الصراع الدائر في البحر األحمر يستدعي - طبقًا للشميري - التساؤل: هل اإلدارة األميركية السابقة أو اللحقة لديها رغبة في إنهاء املصد اإليراني في اليمن، وهي الجماعة الحوثية، أو غيرها من املصدات األخرى، أم أنها ال تريد ذلك، وإنــمــا تــريــد ضـبـط إيــقــاع عـمـل هـــذه املــصــدات؟ ويعتقد الباحث اليمني أن أميركا إذا توافرت لـديـهـا الــرغــبــة فـهـي قـــــادرة بـقـواتـهـا فـــي البحر مــع الـشـرعـيـة اليمنية واملـحـيـط اإلقـلـيـمـي على إنـهـاك الحوثيني وانــتــزاع ميناء الـحـديـدة على أقل تقدير عسكري؛ لكنه يرى أنها ال تريد ذلك. ويستند الشميري إلى «النظرية االستراتيجية في السياسة األميركية» منذ عهد «كسينجر»، وهي إدارة األزمات والصراعات وليس إنهاءها، ويعتقد أن أميركا تسلك هذا السلوك في أكثر من منطقة في العالم؛ إذ تحاول إبقاء أوراق يمكن اللعب بها مستقبلً، فهي تـريـد إبـقـاء الـتـوازن بني العرب وإيران وتركيا وإسرائيل في املنطقة، وتركهم يضربون بعضهم بعضًا. وال يــــــرى أن إدارة بــــايــــدن لـــديـــهـــا خـطـة حقيقية لـلـمـواجـهـة مــع الـحـوثـيـ ، إذ يقتصر األمــر على الـتـأديـب، ومـحـاولـة إرســـال الرسائل وحماية السفن حتى تتجلّى الـرؤيـة النهائية، وهـــي: هــل يـشـكّــل الـحـوثـيـون خـطـرًا عميقًا جـدًا على املصالح األميركية أو التسبب في إصابات كبيرة في األرواح؟ هــذا الـــرأي يشاطر الشميري فيه الباحث الـيـمـنـي فــي شــــؤون اإلعــــام واالتـــصـــال، صــادق الــوصــابــي، فــي حـديـثـه لـــ«الــشــرق األوســـــط»؛ إذ يـقـول: «إذا تـغـيّــرت الــظــروف على األرض، مثل تصاعد الهجمات الحوثية أو حــدوث تطورات جـديـدة فـي املنطقة، قـد تجد اإلدارة األميركية نفسها مضطرة إلى اتخاذ خطوات أكثر حزمًا، مـــثـــل تـــعـــزيـــز الـــعـــمـــلـــيـــات الـــعـــســـكـــريـــة أو زيـــــادة الــتــعــاون مــع الـحـلـفـاء فــي املـنـطـقـة، مــع التركيز على الحفاظ على االسـتـقـرار وتجنّب االنـجـرار إلى صراع طويل األمد». تناقض وابتزاز يقرأ باحثون ترددًا وارتباكًا لدى واشنطن عـــنـــد تـــعـــامـــلـــهـــا مـــــع األزمـــــــــة الـــيـــمـــنـــيـــة. ويـــعـــزو الباحث اليمني فارس البيل، وهو رئيس مركز «املستقبل اليمني لـلـدراسـات االستراتيجية»، ذلك إلى أنها تنظر إليها بصفتها ورقة في ملف الصراع مع إيران، وال تعدها مشكلة منفصلة إال في تصريحاتها السياسية والدبلوماسية. «املراوحة في امللف اليمني من جهة أميركا، قربًا أو ابتعادًا، هي حسب توازنات املعادلة في املنطقة، وتجاذبات الصراع؛ إذ ال تملك واشنطن تصورًا مستقل لحل املشكلة اليمنية، وإن كانت تعلن دعمها للسلم، لكنه دعم غامض، أو على األقل ال تملك اإلدارة رؤية واضحة لهذا السلم، وضماناته، وما بعده». وال يــــرى الــبــيــل أن إدارة بـــايـــدن وصـلـت إلـــى قـنـاعـة اإلضـــــرار بامليليشيات الـحـوثـيـة أو إضعافها، فضل عن القضاء عليها؛ «إذ ال تزال تـراهـا حـالـة مرتبطة بـقـواعـد اللعبة، ويمكنها االستفادة منها، بابتزاز دول املنطقة أو بتوازن العلقة بإيران». يساند الجند هذه الرؤية؛ إذ يشير إلى أن واشنطن ترسم خططها وفقًا ملصالحها، وليس بناء على الفعل ورده، «فهي لم تصعّد قصفها السـتـهـداف العنصر الـبـشـري للحوثيني مـثـاً، وإنما اكتفت بالتصدي للمسيّرات والصواريخ وفي أبعد مدى لقصف منصات اإلطلق». وحـــــول إذا كــــان أحــــد الـــعـــوامـــل األمـيـركـيـة اإلبـــقـــاء عــلــى الــحـوثــيـ «ورقـــــة ابــــتــــزاز»، يــؤيّــد الجند هذا الطرح، ويقول: «هذا يسمح بوجود واشنطن الدائم والفاعل في البحر األحمر، وبما يسمح لها أيضًا بابتزاز حلفائها فـي اإلقليم، وعلى رأسـهـم الــريــاض، ووفـقـ لهذا فالتخلص من خطر الحوثيني في البحر األحمر ليس هدفًا، بـل استثماره هـو الـهـدف الــذي يستدعي بقاءه ضمن قواعد اشتباك يتم التفاهم عليها غالبًا مع طهران وليس مع صنعاء». ضغوط الداخل األميركي يــقــرأ الــبــاحــث الـيـمـنـي فــي شــــؤون اإلعـــام واالتــــصــــال، صـــــادق الـــوصـــابـــي، عــــدم الـفـاعـلـيـة األمـيـركـيـة بـخـصـوص ردع هـجـمـات الحوثيني مـــن نــاحــيــة ضــغــوط الـــداخـــل األمـــيـــركـــي والــــرأي العام الغربي، ويرى أن إدارة بايدن تعاني فعل مـعـضـلـة؛ ألن الـعـمـلـيـات الـدفـاعـيـة والهجومية املحدودة التي شنتها، بالتعاون مع دول أخرى، تكشف الحرص على عـدم االنغماس في صراع طويل األمد وغير محبوب داخليًا. ويربط الوصابي ذلك باقتراب االنتخابات الـــرئـــاســـيـــة الـــتـــي تـــشـــكّـــل عـــامـــل ضـــغـــط كــبــيــرًا؛ إذ يـسـعـى الـــحـــزب الــديــمــقــراطــي لـلـحـفـاظ على شعبيته وعدم إثارة مزيد من االستياء الداخلي بـسـبـب الــتــدخــات الـعـسـكـريـة الــخــارجــيــة، وفـي الوقت نفسه يرغب في تجنّب الدخول في حروب حقيقية مع أطراف إقليمية. ومن الواضح أن العمليات العسكرية التي تـقـوم الـــواليـــات املـتـحـدة وحـلـفـاؤهـا بـهـا تهدف -كما يقول الوصابي- بصفة رئيسية إلى تهدئة الرأي العام الغربي، الذي يطالب بردع هجمات الحوثيني املتكررة، إذ تُظهر هـذه العمليات أن اإلدارة تتخذ خطوات لحماية املصالح األميركية وامللحة الدولية، لكنها في الوقت نفسه تتجنّب التورّط في مواجهات مباشرة واسعة النطاق. تغيير الموازين يـــؤكـــد املــســـتـــشـــار اإلعــــامــــي فــــي الـــســفــارة اليمنية بليغ املـخـافـي، وجـهـة نـظـر الحكومة الشرعية، فـي قـراءتـه للعجز األميركي عـن ردع الهجمات الحوثية، ويجزم أنـه لن يكون هناك أثـــــر مــلـــمــوس لــعــمــلــيــات واشـــنـــطـــن إال بـتـغـيـيـر مـــــوازيـــــن الــــقــــوى عـــلـــى األرض بـــالـــتـــحـــالـــف مـع الشرعية ودول اإلقليم. ويشير املخلفي إلـى بـدايـة التصعيد مع استهداف الحوثيني امللحة في البحر األحمر، ومـــــن ثــــم تــشــكــيــل واشـــنـــطـــن تـــحـــالـــف «حـــــارس االزدهــــــــــــار»، ويــــقــــول: «هــــــذا الـــتـــحـــالـــف لــــم يـكـن فــاعــا بسبب الــعــزوف اإلقـلـيـمـي عــن املـشـاركـة؛ ألســبــاب كــثــيــرة، لـعـل أبـــرزهـــا انـــعـــدام الـثـقـة في اإلدارة الـديـمـقـراطـيـة الــتــي أخــلّــت بـالـتـزامـاتـهـا تـجـاه حلفائها فــي املـنـطـقـة حــ أوقــفــت الـدعـم اللوجيستي وتصدير األسلحة وقطع الغيار». ويرى املستشار اليمني أن غياب األطراف اإلقليمية عن تحالف واشنطن كان له تأثير كبير في أداء هذا التحالف ونجاعته، وأيضًا بالنظر إلى الطريقة التي تُدار بها العمليات. ويجزم بأن واشنطن ليست عاجزة عن مواجهة امليليشيات الحوثية أو دعم عملية عسكرية قادرة على تقليم أظافر الجماعة، وإنما ال تريد توسيع العمليات في املنطقة، لذلك تحاول أن تكون عملياتها إما ردود أفعال وإما استباقية لتخفيف األضرار. 2 أخبار NEWS Issue 16670 - العدد Friday - 2024/7/19 اجلمعة لم يفلح التدخل األميركي تحت اسم تحالف «حارس االزدهار» ًفي وضع حد لتهديد الجماعة المدعومة إيرانيا ASHARQ AL-AWSAT : واشنطن ال تريد الحسم لعوامل خارجية وداخلية باحثون يمنيون لـ أشهر من التصعيد... لماذا لم يردع التدخل األميركي هجمات الحوثيين؟ 8 بعد واشنطن سحبت حاملة الطائرات «آيزنهاور» من البحر األحمر وأرسلت «روزفلت» (أ.ف.ب) عدن: علي ربيع ثالثة إخوة عُمانيين وراء هجوم «الوادي الكبير» في السلطنة قـــالـــت شـــرطـــة عُـــمـــان الــسّــلــطــانــيــة، يــوم الـــخـــمـــيـــس، إن الـــجـــنـــاة الـــثـــاثـــة املـــتـــورّطـــ فــــي حــــــادث إطــــــاق الــــنــــار بـــــالـــــوادي الـكـبـيـر عُمانيون وهــم إخـــوة، الفـتـة إلــى أنـهـم «لقوا حتفهم نتيجة إصرارهم على مقاومة رجال األمــن». وأضافت: «دلّــت إجــراءات التحرّيات والتحقيقات على أنهم من املتأثرين بأفكار ضالة». وأوضــــحــــت الـــشـــرطـــة الـــســـلـــطـــانـــيـــة، أن الهجوم الذي وقع يوم االثنني املاضي أسفر أشخاص، واستشهاد أحد رجال 5 عن وفاة الشرطة، ووفـــاة الجناة الثلثة، إضـافـة إلى شـخـصـ مـــن جـنـسـيـات مختلفة 28 إصـــابـــة أشـخـاص فـي أثـنـاء تـأديـة واجبهم 4 بينهم الوطني من رجــال الشرطة ومنتسبي هيئة الـــدفـــاع املــدنــي واإلســـعـــاف جـــرى نقلهم إلـى املـؤسـسـات الصحية لتلقي الــعــاج. وقـالـت إنـــهـــا تــــواصــــل عــمــلــيــات الـــتـــحـــري والــبــحــث والتحقيقات في ملبسات الحادثة. ومن بني القتلى في الهجوم الذي أعلن تـنـظـيـم «داعـــــــش» اإلرهــــابــــي يــــوم الـــثـــاثـــاء، مــــســــؤولــــيــــتــــه عـــــنـــــه، مـــــواطـــــنـــــان اثــــــنــــــان مــن باكستان، وفــق مـا أوردتـــه وزارة الخارجية الباكستانية. وقـالـت الـسـفـارة الباكستانية فـــــي عــــمــــان إنــــهــــا تـــعـــمـــل بـــشـــكـــل وثــــيــــق مــع السلطات العمانية، لتحديد هوية صاحبي الرفات، وإعادتهما إلى الوطن. وتعهدت باكستان من جانبها بتقديم كـــامـــل الــــدعــــم لــلــتــحــقــيــق، «مـــــن أجـــــل تــقــديــم املسؤولني عن هذا العمل الشنيع للعدالة». وكـانـت السعودية ودول أخــرى أعلنت عن تضامنها مع عُمان وإشادتها بإجراءات الـــســـلـــطـــات املـــخـــتـــصـــة فــــي الــســلــطــنــة حــيــال الحادثة وسرعة وكفاءة التعامل معها. مسقط: «الشرق األوسط» آخرين (رويترز) 28 أشخاص وإصابة 5 الهجوم أسفر عن وفاة منظمة أممية: ربع السكان إصاباتهم في حاجة إلى تدخل صحي وسط غياب الرعاية واإلحصائيات... اضطرابات نفسية تخنق اليمنيات بـيـنـمـا تــقــدر تــقــاريــر دولـــيـــة أن ربــــع سـكـان الــيــمــن يــعــانــون اضـــطـــرابـــات نـفـسـيـة؛ تـتـضـاعـف معاناة النساء من تلك االضطرابات، في ظل تدني إمكانية حصولهن على العلج والدعم النفسيني ألســــبــــاب تــتــعــلــق بـــانـــهـــيـــار املـــنـــظـــومـــة الـصـحـيـة والتمييز القائم على النوع االجتماعي. وتشهد املنظومة الصحية في اليمن انهيارًا عامًا، خصوصًا تلك التي طالتها الحرب وآثارها، ومـــراكـــز تـجـمـع الـــنـــازحــ ، بــاإلضــافــة إلـــى عـمـوم املـنـاطـق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، حــيــث تــعــانــي الــنــســاء ضــغــوطــ نـفـسـيـة وعـقـلـيـة نـتـيـجـة مـضـاعـفـة أعـــبـــاء الـــحـــرب بـسـبـب الــنــزوح واضــــطــــرارهــــن إلــــى تــحــمــل املـــزيـــد مـــن الــضــغــوط والقيود واملخاوف. تـــــذهـــــب أمـــــــل عــــبــــد الــــــنــــــور، وهـــــــي نـــاشـــطـــة مجتمعية، إلـــى أن مـخـيـمـات الـــنـــزوح وضـواحـي املـــــــــــدن تــــحــــظــــى بــــالــــقــــســــط األوفـــــــــــــر مـــــــن حـــــــاالت االضطرابات النفسية التي يكاد انتشارها يشبه الوباء، حسب تعبيرها، وبينما يكون لدى الذكور وسائل للتخفف أو الهروب من الضغوط املؤدية لـتـلـك االضـــطـــرابـــات، تــكــاد تـلـك الــوســائــل تنعدم تمامًا لدى النساء. من خلل عملها واطلعها على بيانات عدد من املنظمات املحلية والـدولـيـة، وجــدت أمـل عبد الـنـور أن العائلت فـي ضـواحـي املــدن ومخيمات الـنـزوح تحتل مرتبة األشــد فـقـرًا، ويجد أفـرادهـا صعوبة في الوصول للتعليم أو الترفيه، «بل إنها تعجز في األصل عن توفير احتياجاتها الغذائية؛ ما يجعلها بيئة خصبة للضطرابات النفسية». «االضطرابات النفسية التي تصيب الذكور بفعل األوضاع املعيشية وتأثيرات الحرب، تنتقل تأثيراتها إلـى النساء بأشكال مختلفة». هـذا ما وصلت إليه عزة أحمد، وهي اختصاصية نفسية تشارك في املسوح امليدانية لعدد من املنظمات، وقـــد تـكـون تـلـك الـتـأثـيـرات أشـــد خــطــورة بحسب االخــتــصــاصــيــة؛ «كـــونـــهـــن يـــواجـــهـــن اضـــطـــرابـــات الـــــذكـــــور، إمـــــا مـــدفـــوعـــات بـــالـــواجـــب األســـــــري أو خاضعات ملمارسات الذكور وضغوط املجتمع». أعباء مضاعفة تظهر تقارير املنظمات األممية أن معدالت انتشار االضطرابات النفسية في اليمن تختلف بـــ الــجــنــســ ؛ إال أنـــهـــا ال تـــــورد إحــصــائــيــات تكشف هذه التباينات. وتــبــ عـــزة أحـمـد لـــ«الــشــرق األوســـــط» أن الكثير من النساء تضطرهن الحاالت النفسية الصعبة ألوالدهن أو أزواجهن أو أشقائهن إلى مـواجـهـة املــزيــد مــن األعــبــاء املـنـزلـيـة لرعايتهم وحمايتهم مـن املـزيـد مـن التدهور أو مـن إيـذاء أنفسهم أو اآلخرين، كما يحاولن توفير الراحة لـهـم ومـنـع تعرضهم للتنمر واملـضــايــقـات، في الوقت نفسه الـذي يكون عليهن توفير الرعاية آلخرين وأحيانًا اكتساب الرزق بأيديهن. «لـــكـــن األســــــوأ مـــن ذلــــك أن يـــكـــون األب أو الــشــقــيــق األكــــبــــر، وحـــتـــى األصــــغــــر، أو الــــــزوج، مصابًا باضطراب نفسي مرتبط بسلوك عنف»، تــضــيــف االخـــتـــصـــاصـــيـــة: «وفـــــي بــيــئــة يسيطر عليها التمييز الـقـائـم على الـنـوع االجتماعي، فإن النساء قد يتعرضن لتعنيف خطير يؤدي إلــــى إصــابــتــهــن بـــاضـــطـــرابـــات نـفـسـيـة يصعب التعافي منها». يـــزيـــد غـــيـــاب األمـــــن والــحــمــايــة الـقـانـونـيـة الــقــويــة لـلــنــسـاء، مـــن صــعــوبـة الـــوصـــول إلـيـهـن لتقديم الــعــون الـقـانـونـي أو الـرعـايـة الصحية، فبحسب إفــــادة الـنـاشـطـة وداد عـبـده لــ«الـشـرق األوســـــــــــــــط»، ال تـــــجـــــرؤ الـــــنـــــســـــاء عــــلــــى الــــبــــوح بـــمــعــانــاتــهــن حـــتـــى لــــفــــرق املـــنـــظـــمـــات الـــدولـــيـــة واملــحــلــيــة خــــال زيـــاراتـــهـــا الــــنــــادرة واملـــحـــدودة ملخيمات الـنـزوح واألحــيــاء املـزدحـمـة بالسكان الفقراء واملعدمني. وتـــــأســـــف االخــــتــــصــــاصــــيــــة الـــنـــفـــســـيـــة فـي تـــعـــز نــــجــــاء ســـلـــطـــان مـــــن عــــــدم اإلفـــــصـــــاح عـن اإلحصائيات الخاصة باالضطرابات النفسية لـلـنـسـاء الـيـمـنـيـات، فطبقًا ملـعـلـومـاتـهـا، توجد الـكـثـيـر مـــن الــجــهــات الـــتـــي عـمـلـت عــلــى مـسـوح بحثية ميدانية، وحصلت على بـيـانـات كافية لتقييم الوضع النفسي لليمنيات بشكل عام. لكن، وكما تقول نجلء سلطان لـ«الشرق األوســــــط»، تـكـتـفـي املـنـظـمـات والــجــهــات بجمع تــلــك الــبــيــانــات وتـضـمـيـنـهـا أبــحــاثــهــا الـــتـــي لم يــتــم اإلعـــــان ســــوى عـــن الـقـلـيـل مــنــهــا؛ وهــــو ما يساهم في حرمان النساء حتى من الكشف عن معاناتهن الخطيرة، وبقائهن قيد املعاناة دون الحصول على الدعم الكافي في مواجهة أوضاع قاسية تلحق باملجتمع الكثير من الخسائر. بسبب الحرب تضاعفت معاناة اليمنيات ووقعت غالبية األعباء المعيشية على كواهلهن (رويترز) عدن: وضاح الجليل

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==