خـمـسـون يــومــا هـــي الــفــتــرة االنــتــقــالــيــة، وفــقــا لـلـدسـتـور اإليــرانــي، الـــذي طُبقت قوانينه بحذافيرها مـن دون أي خلل يوما على رحيل الرئيس إبراهيم رئيسي 50 في املواعيد. بعد انتخبت إيران مسعود بزشكيان رئيسا جديدًا، في حني تجاوز يوما من دون رئيس للجمهورية وحكومة منتخبة، 626 لبنان فمنذ خـروج ميشال عون من قصر بعبدا (املقر الرئاسي) في ، وإلـــى هـــذه اللحظة يتعثّر 2022 ) أكـتـوبـر (تـشـريـن األول 30 انـــتـــخـــاب رئـــيـــس جـــديـــد لــلــجــمــهــوريــة، فــــي تــعــطــيــل مـقـصـود للدستور والقانون واملؤسسات والحياة السياسية، واملفارقة أن أصدقاء أو حلفاء أو أتباع إيران أو املوالني لها يقفون خلف محنة الفراغ الدستوري الذي تعيشه الجمهورية اللبنانية. خمسون يوما ما بني رحيل رئيسي وانتخاب خلف له، لــم يسمح الـنـظـام بــحــدوث فـــراغ فــي مؤسسته الـرئـاسـيـة، تم االحتكام إلـى الدستور مباشرة فانتقلت صالحيات الرئيس إلى نائبه الذي أدار الفترة االنتقالية، وأشرفت حكومته على االنـتـخـابـات، الـتـي جـــاءت نتائجها وفـقـا لصناديق االقـتـراع وخــــيــــارات الـــنـــاخـــب اإليـــــرانـــــي، حــتــى لـــو حــصــر الـــنـــظـــام عــدد املــرشــحــ ، ولـكـنـه لــم يـشـتـرط عـلـى أحـــد أو طـــرف أو تــيــار أو جماعات عرقية أو مذهبية الحوار أو التشاور أو التوافق أو االتفاق املسبق على اسم الرئيس قبل انتخابه أو اختياره؛ كما يحدث في لبنان. فــــي الـــفـــتـــرة االنـــتـــقـــالـــيـــة، لــــم يــســتــعــن الـــنـــظـــام اإليــــرانــــي بأصدقائه فـي الـخـارج، مـن أجـل حـل أزمــة الـفـراغ الدستوري، لم تُشكّل لجنة خماسية أو سداسية، لم ترسل الدول الصديقة أو الكبرى مبعوثيها، لـم تـعـ مبعوثني خـاصـ أو دائمني ملـسـاعـدتـهـم عـلـى إنــهــاء الـــفـــراغ؛ أمـــا فــي لـبـنـان بـلـد املبعوثني والــقــنــاصــل والــلــجــان اإلقـلـيـمـيـة والـــدولـــيـــة فـلـم يــبــق أحـــد في العالم لـم يتدخل مـن أجـل املساعدة على إنـهـاء الـفــراغ، منهم عــن حُــسـن نـيـة، وآخــــرون عــن حـاجـة خــاصــة، فــي حــ طـهـران بوصفها أحـد الناصحني املهمني أو الالعبني األساسيني في األزمـــة اللبنانية لـم تـقـدّم نصيحة إلــى املــوالــ لها أو الذين يـسـتـمـعـون إلــيــهــا بــــأن يــخــفّــفــوا مـــن شــروطــهــم الــ دســتــوريــة والالميثاقية على رئاسة الجمهورية، وكأن «الثنائي» («حزب الله»، و«حركة أمل») املتحكم بالدولة والسلطة في لبنان يقوم مقام املجلس الدستوري في إيران، ويشخّص مصلحة النظام اللبناني، وفقا للشروط التي تناسبه، فيضرب بعرض الحائط الـقـوانـ والـدسـتـور واملــؤســســات، ومــا تبقّى مـن ديمقراطية هشّة من خالل اشتراطه دراسة أهليّة املرشحني للرئاسة، فهذا «الثنائي» منذ بداية الفراغ الدستوري وحتى اآلن لم يعثر إال على مرشح واحــد لرئاسة الجمهورية، ويـحـاول فرضه على اللبنانيني. في إيران، ووفقا لظروف داخلية وخارجية حرجة، اختار النظام شخصية قادرة على إرضاء الجميع، يمكن وصفه بأنه في املائة 100 «متعدد اآلباء» أقله داخليا؛ إذ ال يمكن تصنيفه مع جهة ضد جهة أخرى، فهو مقبول نسبيا من بعض الجهات ومرفوض نسبيا من بعض الجهات األخرى، أما في لبنان فإن الشروط على الرئيس املفقود تجعل انتخابه أكثر تعثرًا، فهو لن يأتي إال بشروط طرف على اآلخـر، ويحقّق رغبات أطراف عـلـى حـسـاب أطــــراف أخـــرى أو جـمـاعـات، وهـــذا مــا قــد يجعله رئــيــس أزمـــــة مـــع الـــداخـــل والــــخــــارج. فــفــي الـــوقـــت الـــــذي يـقـول فيه الرئيس بزشكيان إن حكومته العتيدة ستستمر بنهج التصالح مع أصدقاء إيران خصوصا مع جوارها اإلقليمي، ال يبدو في لبنان أن هناك من يراهن على متغيّر دولي يمكنه من استبعاد أصدقاء لبنان كافّة، خصوصا جواره العربي لصالح جهة واحدة. تدرك القيادة اإليرانية حجم التحوالت الدولية ومخاطر الـحـرب على غــزة ومــا بعدها على االسـتـقـرار اإلقليمي، وهي تحاول استدراكها من خالل شخصية بزشكيان البراغماتية وفريقه اإلصالحي أو املعتدل للسياسة الخارجية، في حني في لبنان يستمر «الثنائي» في رفـض أي شخصية تمثّل توازنا محليا يمكن أن يشكّل فريقا حكوميا يساعد لبنان على تجاوز هذه األزمة، ففي املخاوف الحقيقية ما بعد الحرب اإلسرائيلية عـــلـــى غـــــزة وارتــــبــــاطــــهــــا بـــاملـــتـــحـــول األمــــيــــركــــي أعـــــــاد الـــنـــظـــام اإليـرانـي تعويم الشخصيات التي يرغب املجتمع الدولي في مفاوضتهم، أما في لبنان فقد أعلن «حـزب الله» أن الحكومة هي الجهة الوحيدة التي تفاوض، ولكنه نسي أو تناسى أنه هو وحده من يحتكر قرار الحرب والسلم وليس الدولة. التطرف مثل امليكروبات التي تنتشر بمجرد التساهل مـعـهـا وتــركــهــا تـنـمـو وتــتــكــاثــر. وقـــد عــرفــت منطقتنا هـذه املـيـكـروبـات جــيــدًا. أُهـمـلـت لـوقـت طـويـل حـتـى انـتـشـرت في املجتمع واملدارس واملنازل وكل مكان تقريبا. ولكن في الوقت الــذي نُظفت فيه ميكروبات الكراهية والتطرف فـي الشرق انتقلت إلـــى أوروبــــا والــغــرب بشكل عـــام. وبـعـد أن أُسكتت أصـــوات دعـــاة التحريض فـي الخليج، أصبحت تلعلع في لندن وباريس ومونتريال. لن تسمع أي خطبة متطرفة في الرياض، ولكن، هناك «منيو» طويل لدعاة الكراهية والعنف في العواصم الغربية يمكن أن تختار مَن تريد منهم. ومن املفارقة أن الحكومات الغربية تحارب التنظيمات اإلرهابية وتـتـرك املنظِّرين لها واملتعاطفني معها ينشرون أفكارهم اإلجرامية بحرِّية في بلدانهم. حرفيا، دواعـش في التفكير والتنظير والتنفيذ بيد آخرين. تَــرْك هؤالء املتطرفني ينشرون امليكروبات يتسبَّب في أمـريـن خطيرين. األول أنها تقوم بشحن األقليات املسلمة بــخــطــاب الــكــراهــيــة، وتــعــزلــهــا عـــن االنــــدمــــاج والــتــفــاعــل مع املجتمعات األوروبــيــة والغربية التي تعيش فيها، وتعزز فيها إحــســاس املظلومية واالضــطــهــاد، وتـسـبِّــب حـالـة من الصدام الثقافي والحضاري مع محيطها، ولهذا رأينا من أبـنـاء هــذه املجتمعات مَــن يختار االنـضـمـام لــــ«داعـــش» أو «النصرة» و«حزب الله». ملــاذا يقرر شـاب وُلِــد ونشأ في مجتمع متطور حديث االلتحاق بالتنظيمات املتطرفة؟ وقـد رأينا قصصا عديدة لــشــبــاب، رجـــــاال ونـــســـاء، تـسـلـلـوا ســـرًا مــن بـيـوتـهـم الـدافـئـة السعيدة إلى التنظيمات املتطرفة الشيعية والسنية؟ السبب ألنــهــم يـعـيـشـون فــي أجــســادهــم فــي هـــذا املـجـتـمـع املـتـطـور، ولكن ذهنيا ووجدانيا يعيشون في عالم آخـر من تصميم الـظـواهـري والـبـغـدادي ونـصـر الـلـه. املتطرفون حاصروهم من صغرهم وغمسوهم بمغطس الكراهية الدينية والحرب الصليبية. حشوا عقولهم بميكروبات التطرف التي تنجس املجتمع حولهم، ويعدّونه مجتمعا كافرًا مصيره الحتمي الجحيم األبــدي. ال يـرون فيهم بشرًا وال يـريـدون االختالط معهم إال في الحدود الدنيا. ال يرون فيهم أي رابطة إنسانية يـمـكـن أن تـجـعـل بـيـنـهـم شـيـئـا مـشـتـركـا، وال هــويــة قومية وال لـغـة تــواصــل وحــــوار. وبـسـبـب هـــذا رأيــنــا صــدامــات بني هـــذه األقــلــيــات ورجــــال األمــــن، وخـــرج منهم مـنـعـزلـون قتلة وإرهابيون قساة، مثل الجهادي جون الذي كان يتلذذ بجز رؤوس األبرياء الذين عاش بينهم وأكل معهم. سيطرة الجماعات املتطرفة فكريا على هذه األقليات هو الـذي خلق بينها وبني مجتمعاتها حواجز نفسية وفكرية ودينية وثقافية. ولن يتغير الحال إال بإنهاء هذه السيطرة الــكــامــلــة مـــن جـــمـــاعـــات اإلســــــ م الــســيــاســي عــلــى عـقـولـهـم، وتــصــوراتــهــم لـلـحـيـاة مـنـذ وقـــت مـبـكـر. وفـــي هـــذا مصلحة للمسلمني فـي أوروبـــا أكـثـر مـن أي أحــد آخـــر. ولـهـذا عندما يطالب بعض القادة األوروبيني بالقضاء على هذه الجماعات فإنهم يقدمون خدمة كبيرة للمسلمني، ألنهم سيخلصونهم وسيحررونهم من سطوتها حتى يستعيد املسلم روحانيته وفهمه للدين اإلسـ مـي األخـ قـي والـحـضـاري واإلنساني املـنـزوع من الكراهية والعنف املـمـزوج باملحبة والتسامح. ولهذا يتعرض هؤالء القادة لحملة تشنيع مستمرة من قِبَل هذه الجماعات، ألنها تعرف مصيرها، وال تريد أن تخسر نفوذها. ومن الخطأ أن يهاجمهم البعض بحجة أنهم يمني مـتـطـرف. الـــذي يقضي عـلـى الـتـطـرف لـيـس مـتـطـرفـا، ولكن املتطرف (أو الجبان واالنتهازي أو املـتـردِّد) هو مَن يسمح للميكروبات بالنمو واالنتعاش، وهـذا يضر املسلمني قبل غيرهم الذين يتعرضون لالستغالل من قبل الساسة لكسب أصواتهم والظهور زيفا بصورة املعتدلني. األمـــر الخطير الـثـانـي أن املـتـطـرفـ ال يكتفون بنشر امليكروبات في أوروبا، ولكنهم باتوا يحرِّضون على الدول املعتدلة الـتـي غسلتها فـي وقــت سـابـق. ومــن املـفـارقـة أننا كنا نتحدث قبل سنوات عن اإلسالم األوروبي الذي سيقوم باالنتشار والتأثير على املسلمني إيجابيا، ولكن مـا نـراه اآلن اإلسالم الظالمي وليس األوروبـي. الغرب أصبح معقل اآليديولوجيات املوبوءة وتخرج منها أصوات تحرض على االعتدال في الخليج واالنفتاح الثقافي واإلنساني واالزدهار االقتصادي الذي تمر به. في السابق كانت منطقتنا تصدر التطرف للعالم، ولكن في العقد األخير تغير الحال بشكل جــــــذري، حــيــث تـــدفـــع دولـــــة مــثــل الـــســـعـــوديـــة بــكــل شـجـاعـة وتصميم خطاب التعايش اإلنساني داخل وخارج حدودها، ولهذا تأثير كبير بحكم مكانتها الدينية. للمرة األولى نرى ضـــوءًا فـي نهاية الـنـفـق، ونـــرى فـرصـة للخالص واالنـتـقـال ملرحلة حضارية جديدة ينسجم فيها العلم والدين والتقدم واألخالق، وتنتصر فيها ثقافة الحياة والسعادة على املوت والكآبة. وبالفعل أصبحنا نقرأ عن املنجزات االقتصادية والــصــفــقــات االســتــثــمــاريــة أكـــثـــر مـــن الــعــمــلــيــات اإلرهـــابـــيـــة وتفكيك الخاليا السرية. حمالت التحريض موجهة تحديدًا لـهـذه الـــدول الـتـي طـهَّــرت ثقافتها ومجتمعها مـن كـل هذه امليكروبات التي نقلوها معهم، ويتم توظيف كل القضايا بهدف إضعافها ويصمتون، بطريقة مكشوفة، عن غيرهم. كنا نتوقع الحل من أوروبـا، ولكنها صارت املشكلة. كــنــا نــتــوقــع أن تــهــب مـنـهـا ريـــــاح الــتــســامــح، ولـــكـــن ريـــاح التطرف هي التي وصلتنا. انتظرنا التعايش وتفاجأنا بـالـتـكـفـيـر. تـأمـلـنـا أن نــقــرأ كـتـبـا تـفـهـم الـــديـــن اإلســ مــي الـحـنـيـف والـعـظـيـم بـطـريـقـة علمية وإنـسـانـيـة وأخـ قـيـة وفلسفية، ولكننا استقبلنا من أوروبا خطب «املكفراتية» الظالمية الـتـي تـشـوه صـورتـنـا وتــحــرِّض علينا. كـل هذا تدفع ثمنه األقليات املسلمة العاجزة عن الخروج من هذه الورطة. والحجة دائما هي نفسها؛ حرية الرأي والتعبير، ولكنها حـريـة تـــؤدي إلــى العنف فعليا والـعـزلـة سلوكيا واإلحـسـاس باالضطهاد نفسيا، وهــذا ما يضر املسلمني واألوروبيني الذين يشتكون من ظاهرة التطرف والصراع الثقافي املتزايد. الـــحـــل بــســيــط ومـــبـــاشـــر: تــعــلــمــوا مـــن غـــيـــركـــم، نـظـفـوا امليكروبات من على السطح وفـوق السقوف وداخـل األدراج وبني الشقوق وكل مكان وتنتهي املشكلة. بــــــــدأت تـــطـــفـــو عــــلــــى الــــســــطــــح بـعــض الـظـواهـر الغريبة فـي مـجـال الـفـن العربي بـشـكـل خــــاص؛ إذ إن هــنــاك مــمــارســات لم تــكــن مـــوجـــودة فـــي األجـــيـــال الــســابــقــة من املــطــربــ والــفــنــانــ الـــعـــرب. كـنـا ال نعلم عــــن الـــحـــيـــاة الـــخـــاصـــة لــلــفــنــان أي شــــيء. ال نعلم إن كـــان مـتـزوجـا أو إذا كـــان لديه أطفال أو ال. كانت حياة الفنانني الخاصة ملفوفة بالغموض. بل إنه حتى الحوارات الصحافية معهم كـانـت نـــادرة جـــدًا، وإذا تمت فإن األسئلة تدور حول الفن. كـــانـــت هـــنـــاك ثــقــافــة مـخـتـلـفـة تجعل الــــــفــــــنــــــان مـــــحـــــاطـــــا بـــــهـــــالـــــة مـــــــن الـــســـحـــر والـــغـــمـــوض. وإلــــى الـــيـــوم مـــا زال الــســؤال يتكرر حول حياة أم كلثوم الخاصة، وكم مرة تزوجت، وأي رجل كان حبيب الست. ونفس الشيء بالنسبة إلى العندليب األســـمـــر عــبــد الــحــلــيــم حـــافـــظ. ورغـــــم قــوة الصحافة الفنية الرسمية وقـدرتـهـا على االختراق وامتالك املعلومات، فإنه ال شيء واضـــحـــا ومــحــســومــا فـــي خــصــوص زواج عبد الحليم من عدمه، وأي عالقة كانت له مع الجميلة سعاد حسني... كــانــت الـصـحـافـة الـفـنـيـة قـائـمـة على الــخــبــر ولـــيـــس عــلــى الــــحــــوار الــصــحــافــي. ذلــك أن الـحـديـث الصحافي بالنسبة إلى الــفــنــانــ الـــكـــبـــار كـــــان يــمــثــل حـــدثـــا نــــادر الحصول. ولم يكن ذلك اعتباطيا بقدر ما يعبر عـــن مـــدرســـة كــامــلــة كـــانـــت ضـــد اسـتـهـ ك الـــفـــنـــان وضـــــد تـــ شـــي ســـحـــر الـــغـــمـــوض. اليوم هذه املدرسة سقطت وحلت مدرسة حولت الفنانني إلى منتوج دائم الحضور. بــــل إن تــــواتــــر الـــحـــضـــور أصـــبـــح مـقـيـاس نجومية بعد أن كان الحضور والحوارات مع األجيال السابقة هي للمبتدئني فقط. ولـــأمـــانـــة الـــفـــنـــانـــون الــــجــــيّــــدون والــكــبــار اليوم يحاولون التقليل من كثرة الحضور اإلعالمي خالفا لآلخرين الذين يستغلون أي فرصة للظهور والستعراض تفاصيل حــيــاتــهــم الــشــخــصــيــة، وحـــتـــى لـــلـــرد على أبسط إشاعة أو تصريح من أجل تسجيل حـضــورهــم، متناسني تــأثــيــرات ذلـــك على صـورتـهـم والـغـمـوض الـــذي وحـــده يصنع الهالة حول الفنان. لـــنـــوضـــح املــــســــألــــة أكــــثــــر: الــجــمــهــور تربطه بالفنان عالقة خيال وجمال وعالم بـتـركـيـبـة مـخـتـلـفـة مـــن الـــضـــوء واملــشــاعــر واأللــــــوان. وعـنـدمـا يـقـحـم الــفــنــان، مطربا كان أو ممثالً، تفاصيل حياته الشخصية، فإنه يزعج الخيال ويطفئ السحر. نحن هنا في البعد النفسي للفن. ومثال الفنان الــــذي يــحــرص عـلـى حــضــور زوجـــتـــه معه في البرامج التلفزية والحديث عن حياته الخاصة وتفاصيل الـتـعـارف واالنفصال وصــــــوال إلــــى الـــــرد عــلــى اإلشـــــاعـــــات... كل هذا يقتل صورة الفنان ويقضم من حرية الــجــمــهــور فـــي تـــأويـــل صــــوره وحـــضـــوره؛ ألن حـضـور واقـعـه الـخـاص يعطل محرك الــــســــحــــر والـــــغـــــمـــــوض ويــــصــــبــــح الـــفـــنـــان مـسـتـهـلـكـا ومـــســـحـــوب الــســحــر ومــــن ثمة الهيبة. وهـنـا الـفـنـان هـو أول الخاسرين وسيذهب الجمهور إلى غيره وإلـى حيث يـمـكـن لـخـيـالـه أن يـنـمـو مــن دون حضور طاغ للواقع. الفنان املشهور الذكي هو الذي يبعد عائلته عن الضوء تماما ويعتبرها خطا أحمر. ويخطئ من يعتقد أنه عندما يقحم زوجــتــه وأطــفــالــه فــي الــضــوء ويــضــع لهم مقاعد أمـام الكاميرا سيكون فقط بصدد تـقـديـم صــــورة عــن األب املـثـالـي أو الـــزوج املثالي. إن املـــطـــلـــوب مــــن الـــفـــنـــان هــــو األداء الجيد وامتالك املوهبة الحقيقية، وما عدا ذلك فهو شأنه الخاص، والذكي هو الذي يفهم لعبة الفن والسحر والـغـمـوض، وال يستعرض أفراد عائلته وال يشرك الزوجة فـي لعبة األضــــواء والــبــرامــج، معتقدًا أنه بذلك ستنتهي الغيرة عليه أو هكذا يعالج الفنان مشاكله الخاصة. وإلــــــــــى جـــــانـــــب ظــــــاهــــــرة اصــــطــــحــــاب الـــــــــزوجـــــــــات واألزواج املـــــشـــــاهـــــيـــــر إلـــــى املــــهــــرجــــانــــات والــــبــــرامــــج الـــتـــلـــفـــزيـــة، فـــإن األخـطـر هـو ظـهـور أطـفـال الفنانني اليوم فــــي الــــبــــرامــــج مــــن دون أن يــــــدرك الــفــنــان املشهور أنه بصدد التعدي على حق طفله فــي الخصوصية وحـقـه فــي االبـتـعـاد عن الـضـوء إلـى حـ بلوغ السن التي تخوله تحديد اخـتـيـاراتـه. ليس مـن حـق الفنانة أو الــفــنــان إقـــحـــام طـفـلـه فـــي لـعـبـة الـضـوء الخطيرة؛ ألن ذلــك سيخترق عالم الطفل ويــــؤثــــر عـــلـــيـــه ويـــضـــعـــه أمـــــــام تـــجـــربـــة لـم يخترها، إضافة إلى ما يمكن أن يتعرض إليه من تضييقات وتنمر في عالقاته وفي املـدرسـة والـفـضـاء الـعـام فـي حــال حصول أي مـــشـــكـــل فــــي حــــيــــاة والــــــــده أو والــــدتــــه الـفـنـانـة املــشــهــورة. ثــم أي فــائــدة مــن نشر الفنانني لـصـور أطفالهم؟ وأي فـائـدة من اصطحابهم في البرامج والحوارات؟ إن هـــــذا األمــــــر الــــــذي يــعــكــس إدمـــانـــا على الظهور اإلعالمي وشبكات التواصل االجتماعي يقتل سر الفن ويحرم الفنان مــن تـجـربـة فنية شـاهـقـة األســــوار ويمنع الجمهور مـن الشعور بــأن الفنان ملك له في خياله ويبني له الصور التي يريد. الــــخــــ صــــة: يـــحـــتـــاج نـــجـــوم األغــنــيــة والــــدرامــــا والـسـيـنـمـا الــعــربــيــة الـــيـــوم إلــى إجــــــــادة رســــــم خــــط بــــ حـــيـــاتـــهـــم الــفــنــيــة وحياتهم الخاصة. OPINION الرأي 12 Issue 16670 - العدد Friday - 2024/7/19 اجلمعة الميكروبات تنتقل من الشرق إلى الغرب يحق لإليرانيين ما ال يحق للبنانيين أخطاء مشاهير اليوم وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com آمال موسى يحتاج نجوم األغنية والدراما والسينما العربية اليوم إلى إجادة رسم خط بين حياتهم الفنية وحياتهم الخاصة ممدوح المهيني مصطفى فحص
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==