issue16669

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16669 - العدد Thursday - 2024/7/18 اخلميس تقاليد مستوحاة من تاريخ يعود إلى مئات السنين خطاب العرش... مراسم ملكية وتاج ماسي وحارس الصولجان األسود فـــي بـريـطـانـيـا لـلـتـقـالـيـد سطوتها وبريقها، تسيطر بـروتـوكـوالت عريقة على أهم مناسباتها وهو ما يظهر في مـــراســـم الـتـتـويـج والـــجـــنـــازات وحـفـات الزفاف وأيضًا في افتتاح البرملان. ورغم ارتفاع أصـوات منتقدة حول فإنها 16 املـــراســـم الــتــي تــعــود لـلـقـرن الـــــ تقاليد راسخة، محببة للشعب، يخرج الـجـمـهـور لــلــشــوارع لــرؤيــة االحـتـفـاالت امللكية، ويصطفون أمــام بـوابـات قصر بـــاكـــنـــغـــهـــام لـــــرؤيـــــة الـــــعـــــربـــــات املــلــكــيــة واسـتـعـراضـات الـحـرس والـخـيـالـة على الطريق الشهير املــؤدي للقصر ولرؤية أفراد العائلة املالكة في الشرفة الشهيرة من الجناح الشرقي بالقصر. والـــيـــوم عــــادت املـــراســـم بـكـل ثقلها التاريخي مرة أخرى مع افتتاح البرملان وإلـــقـــاء كـلـمـة الـحـكـومـة املـنـتـخـبـة الـتـي قرأها امللك تشارلز الثالث مرتديًا الحلة الـرسـمـيـة بـكـل تفاصيلها الــبــاذخــة من التاج املاسي والعباءة املطرزة وغيرها من القطع الشهيرة. العربة الملكية والتاج ورحلة إلى البرلمان بعد وصوله إلى قصر وستمنستر فــي عــربــة رسـمـيـة بـرفـقـة مـجـمـوعـة من ســــــاح الــــفــــرســــان، واجــــتــــيــــازه املـــدخـــل امللكي، ظهر امللك تشارلز الثالث مرتديًا كامل الحلة امللكية بتفاصيلها الدقيقة، بــمــا فـــي ذلــــك الــحــلــة الــرســمــيــة والـــتـــاج اإلمـبـراطـوري املـرصـع بـاألملـاس. وسـاد الصمت القاعة تمامًا، لدى وصول امللك وإلى جانبه امللكة كاميل. ويمثل هذا الحدث البداية الرسمية لــــلــــعــــام الـــــبـــــرملـــــانـــــي، ويــــشــــهــــد تـــحـــديـــد السياسات والتشريعات املقترحة من - 2023 الــحــكــومــة لــــلــــدورة الــبــرملــانــيــة .2024 تــــذكــــر صــحــيــفــة «ذا مـــــيـــــرور» فـي تقريرها حول املراسم أن امللكة الراحلة 67 إليزابيث الثانية ألقت هذا الخطاب مرة على مدار فترة حكمها، ولم تفوت هذا التقليد سوى بضع مـرات، بما في ذلـك عـام وفاتها الـعـام املـاضـي. وسبق أن ألـــقـــى تـــشـــارلـــز الـــخـــطـــاب نــيــابــة عن .2022 ) والدته في مايو (أيار توجه امللك تشارلز إلى مقر البرملان داخـــل الـعـربـة الـرسـمـيـة، برفقة أعضاء من فوج الخيالة. ولدى وصوله، تعالت أنغام النشيد الوطني. بعد ذلك، اتجه نحو غرفة امللبس، حيث ارتـــدى الحلة امللكية االحتفالية املـخـصـصـة لـحـضـور الــبــرملــان - والـتـي تتميز بـذيـل طـويـل مـن املخمل األحمر الـــقـــرمـــزي مـــع تــطــريــز ذهـــبـــي - والـــتـــاج قطعة 3000 اإلمبراطوري املرصع بنحو من األحجار الكريمة. حامل الصولجان األسود بــعــد ذلــــك، جــــرى اســـتـــدعـــاء أعــضــاء الـــبـــرملـــان مــــن قـــبـــل «حــــامــــل الــصــولــجــان ، وهو منصب رسمي Black Rod » األسود تشغله حاليًا السفيرة البريطانية سارة كـــــارك، لـتـصـبـح أول امـــــرأة تــتــولــى هـذا 650 املنصب على امتداد تاريخه البالغ عامًا. وحسب التقاليد العتيقة يُغلق باب الـــبـــرملـــان فـــي وجــــه «حـــامـــل الــصــولــجــان األســـــود»، فــي لفتة رمــزيــة إلـــى استقلل الـبـرملـان عــن الـنـظـام املـلـكـي. وبـعـد ذلــك، يضرب «حامل الصولجان األسود» على الباب ثلث مرات، قبل أن يُفتح. ما التاج اإلمبراطوري؟ لــطــاملــا كــــان الـــتـــاج مــــوجــــودًا بـأشـكـال مختلفة فـي املـاضـي، ويـعـود تـاريـخ صنع النسخة الـحـالـيـة مــن الــتــاج اإلمــبــراطــوري عـنـدمـا ارتـــــداه املـلـك جــورج 1937 إلـــى عـــام السادس في حفل تتويجه، وارتدته امللكة .1953 إليزابيث الثانية بعد تتويجها عام 2900 ويــــضــــم الـــــتـــــاج مـــــا يــــزيــــد عـــــن قطعة مـن األحـجـار الكريمة، بينها أملاسة «كولينان الثاني» و«ياقوتة سانت إدوارد» و«يـــاقـــوتـــة ســـتـــيـــوارت» و«يـــاقـــوتـــة األمــيــر األسود». وفي الجزء األمامي من عصابة التاج، تــوجــد أملـــاســـة «كــولــيــنــان الـــثـــانـــي»، والـتـي تعتبر ثاني أكبر قطعة مقطوعة من «أملاسة كولينان»، واملعروفة كذلك بـ«نجمة أفريقيا قطعة أملاس 1363 الثانية». ويحمل التاج قطعة 142 قطعة ورديــــة، و 1273 رائــعــة، و ياقوتة، 17 لؤلؤة، و 277 أملاس مسطحة، و زمـردة، وأربـع ياقوتات أخـرى. كما أن 11 و له قبعة مخملية أرجوانية ذات حدود فرو ومبطنة بالحرير األبيض. وال يتضمن التاج اإلمبراطوري أملاسة األكـــثـــر إثــــــارة لــلــجــدل بـــن جـــواهـــر الـــتـــاج: «أملـاسـة كــوه نـــور»، الـتـي استبعدها قصر بـاكـنـغـهـام مـــن حـفـل تـتـويـج املـــلـــك، بسبب الجدل الدائر حول ملكيتها. جـــديـــر بـــالـــذكـــر أنـــــه جـــــرى اســـتـــخـــراج أملـاسـة «كــوه نــور» فـي الهند، وهـي واحـدة مـــن أكـــبـــر املــــاســــات املــقــطــوعــة فـــي الــعــالــم، غــــرام). وظهر 21.12( قــيــراط 105.6 وتـــزن ،1628 أول ســجــل مــكــتــوب لـــأملـــاســـة عــــام فــي عـصـر اإلمــبــراطــوريــة املـغـولـيـة. وجــرى وضع األملاسة في عرش الطاووس للحاكم املـغـولـي شـــاه جـــاهـــان، إلـــى جــانــب يـاقـوتـة تيمور. الهاتف المحرج عندما وصل امللك وامللكة إلى العرش، ســــاد الــصــمــت الـــتـــام مـجـلـس الــــلــــوردات - باستثناء رني هاتف جـوال بعد جلوس امللك مباشرة. ولفت املوقف أنظار محبي العائلة املالكة، الذين رأوا أن هـذا املوقف غير الئق على اإلطلق. وســـرعـــان مـــا جــــرى إســـكـــات الـهـاتـف الجوال، واستمرت الفعاليات. وبـدأ امللك بـــالـــكـــلـــمـــات: «أيــــهــــا الــــــلــــــوردات، تـفـضـلـوا بـــالـــجـــلـــوس». وهـــــذه لـيـسـت املـــــرة األولــــى التي يعلو فيها صوت هاتف في مجلس الـــــــلـــــــوردات، مــــا يـــثـــيـــر شــــعــــورًا بـــالـــحـــرج، ، اعـــتـــذر عضو 2023 فــبــالــعــودة إلـــى عـــام حـــزب الـعـمـال الــلــورد وودلــــي بـعـد أن بـدأ هـــاتـــفـــه فــــي تــشــغــيــل نــغــمــة فــيــلــم «مـهـمـة مستحيلة» فـي اللحظة الـتـي جــرى فيها تقديم وزير البيئة آنذاك اللورد دوغلس ميلر إلى املجلس. وقــــال الـــلـــورد وودلـــــي فـــي بــيــان أمـــام الــــبــــرملــــان: «هـــــل يـمـكـنـنـي أوال أن أعـــتـــذر لرئيس مجلس الـنـواب، والـلـورد الجديد معنا دوغــاس ميلر عن رنـن هاتفي. لم أشعر بمثل هذا اإلحراج طوال حياتي. أنا آسف حقًا». الملك تشارلز الثالث والملكة كاميال أثناء وصولهما لمبنى البرلمان (إ.ب.أ)... وفي اإلطار الملك تشارلز الثالث والملكة كاميال في انتظار وصول أعضاء مجلس العموم (أ.ب) لندن: «الشرق األوسط» عادت المراسم بكل ثقلها التاريخي مرة أخرى مع افتتاح البرلمان وإلقاء كلمة الحكومة المنتخبة التي قرأها الملك تشارلز الثالث التاج اإلمبراطوري (رويترز) الضرر أغلق متاجر حِرفيين وضبط التجاوز «صعب جداً» بازار إسطنبول الكبير... التقليد يطيح التقاليد والمزوَّر ينهش األصلي يـخـتـزل الـــبـــازار الـكـبـيـر فــي إسـطـنـبـول - أحــــد أكــبــر األســــــواق املـــغـــطّـــاة فـــي الــعــالــم - بـوصـفـه مَــعْــلـمـ أثــريــ بـــــارز ًا، تـاريـخـ عمره قــرون، ويجسّد صفحات من مآثر السلطنة الـــعـــثـــمـــانـــيـــة. لـــكـــن مَـــــن يـــعـــبُـــر عــتــبــة أبـــوابـــه الضخمة يكتشف تغيُّر املشهد داخل أقبيته؛ فالتقليد أطــاح بالتقاليد، وحلّت املنتجات املزوَّرة مكان أعمال الحِرفيي. وروت «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه في زاوية أحد األقبية، يعرض مراهق عطور دوالرًا، أمام سترات 11 «ديور» زائفة، بنحو «مونكلر» غير أصلية، وفي ممر أبعد يتلقّى دوالرًا مــن أحـــد الـسـائـحـن مقابل 40 تـاجـر حقيبة «مايكل كورس» مزوّرة. عامًا)، 36( في هذا السياق، يقول كمال ســنــة مـــن عـــمـــره فـــي الـــبـــازار 20 وقــــد قــضــى الكبير الذي يقصده مليي السياح سنويًا: «كـــل أوروبــــــا تــأتــي إلـــى هــنــا! حـتـى زوجـــات العبي كرة القدم!». ويضيف البائع، املتردِّد في ذِكْر شهرته خوفًا من الرقابة، إن حقائب الـــيـــد الـــزائـــفـــة املــصــنــوعــة مـــن جــلــد الــعــجــل، الــخــاصــة بــمــاركــة «ســـيـــلـــن»، أو مـــن الـجـلـد املبطَّن لــدار «ســان لــــوران»، «تتمتّع بجودة إلى 5 النسخ األصلية عينها، لكنها أرخص بـ مرات». 10 وكـــان كـمـال اختبر أصـــا سلعًا مقلَّدة عــامــ ، قـبـل أن 15 مـصـنـوعـة فــي تـركـيـا قـبـل تــجــتــاح املــنــتــجــات املُـــقـــلّـــدة لـلـسـلـع الــفــاخــرة مـــتـــاجـــر الـــــــبـــــــازار. يـــــقـــــول: «بـــــاتـــــت مـخـتـلـف موديلت الحقائب موجودة هنا، فإذا كانت مـعـروضـة فـي متاجر الشانزليزيه ستكون مــوجــودة هـنــا». ويـشـعـر قـدامـى الـتـجّــار في الـــســـوق، الـــذيـــن يـحـتـفـظـون بـــذكـــرى الــحِــرف الـصـغـيـرة الـتـي انـتـشـرت فــي أقـبـيـة الــبــازار، باليأس من رؤية اجتياح املنتجات الزائفة. وبــات املتجر األنـيـق للسجاد، اململوك لنائب رئيس جمعية تجّار البازار والعضو في مجلس إدارتها، هاشم غوريلي، مُحاطًا بـتـلـك املـنـتـجـات. يــقــول الــرجــل الخمسيني: «فــــي املــــاضــــي، نَــــــدَر الــتــقــلــيــد، وعـــنـــدمـــا كــان الـــبـــعـــض يـــبـــيـــعـــون حـــقـــائـــب زائـــــفـــــة، كـــانـــوا يُقدِمون على ذلك سرًّا؛ خوفًا من الدولة». ويـرى غـازي أولـــوداغ، الـذي يبيع أطقم شـــاي عـلـى بُــعــد مــمــرّيــن، أن «الـــبـــازار خسر طابعه الفريد، فلم يَعُد يضم سوى منتجات مستوردة أو زائفة، والوضع يزداد سوءًا كل عام». وفي متجرها للسجاد الحِرفي، تأسف فلورنس هايلبرون أوغوتغن؛ ألن صديقتها العاملة في تصنيع الجلود، و«كانت تصنّع حــقــائــب أصــلــيــة مـــن الــجــلــد الـجـمـيـل جــــدًا»، اضــطــرت إلـــى إقــفــال مـتـجـرهـا؛ لعجزها عن كــســب لـقـمـة عـيـشـهـا مـــنـــه. وتـــقـــول الــتــاجــرة : «بـاتـت 1998 الـعـامـلـة فــي الـــبـــازار مـنـذ عـــام أجــمــل املــتــاجــر تـلـك الــتــي تــعــرض منتجات مقلّدة! فأصحابها الوحيدون القادرون على ألف دوالر 15 و 10 دفع إيجارات تتراوح بي شهريًا فـي الـزقـاق الرئيسي، هـم يحتكرون كـــل املـــداخـــيـــل». وتـــؤكـــد أن «مَـــــن يـصـنـعـون مــنــتــجــات حِـــرفـــيـــة ال يـسـتـطـيـعـون مـــجـــاراة السوق، فالبازار يخسر روحيّته»، مُعربة عن قلقها من أن «بعض الزبائن من النوع الراقي أحجموا عن التبضّع منه؛ ألنهم ال يريدون رؤية املنتجات املقلَّدة فقط». والـتـزيـيـف املنتشر فـي مختلف أنحاء تــــركــــيــــا، إحـــــــدى الــــــــدول الـــرئـــيـــســـيـــة إلنـــتـــاج املــنــتــجــات املـــقـــلَّـــدة وعـــبـــورهـــا، بــعــد الـصـن وهونغ كونغ، يحمل مكاسب غير متوقَّعة، ينتهي جـــزء منها فــي جـيـوب الـــدولـــة، على شكل ضرائب خصوصًا. أمـا املبالغ املتبقّية، فتغذّي االقتصاد بـــأكـــمـــلـــه، مــــن صـــغـــار املـــــوزّعـــــن، إلـــــى تـــجّـــار الـــجـــمـــلـــة الـــــذيـــــن يُـــــــصـــــــدِّرون إلـــــــى االتــــحــــاد األوروبي أيضًا. وتقول املُحاضِرة في علم الجريمة لدى «جــامــعــة بــــاث» فـــي إنـجـلـتـرا ديـــــارا بــــورال: «األربــــاح هـائـلـة؛ إذ تُــبـاع حقائب يـد بـآالف الـــــــدوالرات فـــي الـــبـــازار الــكــبــيــر»، مـــؤكـــدة أن الجماعات اإلجرامية قد تكون نشطة، «لكن ال يمكننا القول إن كل عمليات التزوير في تركيا مرتبطة بالجريمة املنظَّمة. هـذا غير صحيح». إسطنبول: «الشرق األوسط» البازار الكبير يقصده ماليين السياح سنويا (أ.ف.ب) الحرس الملكي الرّسمي يحملون الفوانيس ضمن تقليد قديم لتفتيش البرلمان حماية للملك (إ.ب.أ)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==