issue16669

Issue 16669 - العدد Thursday - 2024/7/18 اخلميس كتب BOOKS 17 بدايات ظهور النص الروائي الخليجي كانت في السعودية الرواية الخليجية... بدأت خجولة في الثالثينات وازدهرت مع األلفية يـــتـــنـــاول الـــنـــاقـــد والــــبــــاحــــث الـــيـــمـــنـــي د. فــــارس الـــبـــيـــل نـــشـــأة وجـــــــذور الــــســــرد اإلبـــــداعـــــي فــــي مـنـطـقـة الـــخـــلـــيـــج وعــــاقــــة الـــنـــص بـــالـــتـــطـــورات االجــتــمــاعــيــة واالقتصادية املتلحقة عبر كتابه «الرواية الخليجية - قـراءة في األنساق الثقافية» الصادر مؤخرًا عن دار «األكاديميون» بعَمّان. الرواية السعودية ويـــشـــيـــر املــــؤلــــف إلـــــى أن بــــدايــــات ظـــهـــور الــنــص الروائي الخليجي كانت في السعودية، وتمثل تجربة عبد الـقـدوس األنـصـاري في «الـتـوأمـان» التي صدرت وواكبت بدء تكون املجتمع وبناء مؤسسات 1930 عام الـــدولـــة وبـــدايـــة مـرحـلـة االســـتـــقـــرار، ثــم صــــدرت روايـــة ،1935 «االنتقام الطبيعي» ملحمد نور جوهرجي عام صـــدور عملني هـمـا «فــكــرة» ألحمد 1948 وشـهـد عـــام السباعي ﻭ«ﺍﻟﺒﻌث» ملحمد علي املغربي. ويـــرى املــؤلــف أن روايـــــات هـــذه املــرحــلــة، كـمـا في بدايات أي مرحلة إبداعية؛ تفتقر إلى الجودة الفنية واملعيارية، وانحصرت في ﻗﻀﺎيا ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ محدودة، من حيث استخدامها للسرد بوصفه منبرًا لـــإصـــاح، ومـــن هـنـا غـلـب عـلـيـهـا الــطــابــع التعليمي الوعظي، الذي يسعى لتكريس قيم الخير والفضيلة. ويعتبر كثير مــن الـنـقـاد أن روايــــة «ثـمـن التضحية» لحامد دمنهوري؛ البداية الفنية 1959 الـصـادرة عـام الـحـقـيـقـيـة لـــلـــروايـــة الــســعــوديــة، كــمــا ظــهــرت الـــروايـــة النسوية في بداية الستينات مع سميرة خاشقجي، لتشهد مؤخرًا تراكمًا إنتاجيًا وحضورًا واسعًا واكب االزدهـــار االقـتـصـادي، وانتشار الــتــعــلــيــم والـــتـــثـــقـــيـــف، وازديـــــــاد حــــــضــــــور املـــــــــــــــــرأة، ونــــضــــالــــهــــا للتحرر من القيود االجتماعية وفرض ذاتها، كما أولت الرواية الـــــســـــعـــــوديـــــة مــــنــــذ ثـــمـــانـــيـــنـــات الـقـرن العشرين عناية واضحة بالخصائص الثقافية. ويــــعــــد اإلنــــــتــــــاج الـــــروائـــــي السعودي األكثر غزارة خليجيًا؛ وحـــتـــى 1930 إذ صــــــــدر مــــنــــذ عـمـل 500 مــــا يـــقـــرب مــــن 2010 روائــــي تـتـنـوع فـيـهـا الــــرؤى من الـــروايـــة اإلصـاحـيـة التعليمية فـي الـبـدايـة، إلــى الــروايــة الفنية الـكـاسـيـكـيـة، والـــواقـــعـــيـــة، والـــرومـــانـــســـيـــة، والـــروايـــة الرمزية، والـروايـة الجديدة. وتـدرجـت الـروايـة شكلً؛ إلـى الشكل 1959 من الشكل الـروائـي الكلسيكي منذ الروائي الجديد مع التسعينات واأللفية الثالثة، كما تـوزعـت الــروايــة الـسـعـوديـة مـن الــروايــة املحافظة في النصوص الروائية األولى، إلى الرواية املنفتحة، التي تتميز بالصراحة والجرأة. الرواية الكويتية وتــــأتــــي الــــكــــويــــت تـــالـــيـــة لـــلـــســـعـــوديـــة مــــن حـيـث اإلنـــتـــاج الـــروائـــي واألســبــقــيــة؛ فــــأول نـــص روائـــــي هو ،1948 «آالم صديق» لفرحان راشـد الفرحان، الصادر ثـم صــدرت روايـــة «قـسـوة األقـــدار» لصبيحة املـشـاري، ، كـمـا صـــدرت «مُـــدرّســـة مــن املـــرقـــاب» لعبد الله 1960 .1968 ، و«الحرمان» لنورية السداني 1962 خلف عام وتعتبر هـــذه روايــــات الـــريـــادة والـبـواكـيـر الـتـي تمثل اإلرهاصات األولى املبشرة بميلد جنس أدبي جديد. وشكلت القضايا االجتماعية املوضوعات األساسية للروايات األولـى في الكويت، متمثلة بنشوء مجتمع حديث بملمح وعـــادات جـديـدة، ومـا ترتب على ذلك مـــن تــغــيــرات، إلـــى جــانــب نــزعــة الـحـنـ إلـــى املــاضــي، باإلضافة إلى تناول عالم املرأة وهمومها في علقتها بذاتها وبالجنس اآلخر وسلطة املجتمع. وتـعـد حقبة الثمانينات بـدايـة انـطـاقـة الـروايـة الكويتية التي توسعت مع عقد التسعينات، ليسجل مـــؤشـــر اإلنـــتـــاج تــراكــمــ كــبــيــرًا ومــتــمــيــزًا مـــع ســنــوات الــعــقــد األول مـــن األلــفــيــة الــثــالــثــة. وربـــمـــا كــــان صـــراع الحراك االجتماعي األكثر تداوال هنا، كما أن كثيرًا من النصوص انتسبت من حيث أسلوبها ولغتها وشكل الـبـنـاء الفني إلــى املــدرســة الـواقـعـيـة. وإذا مـا تتبعنا رصـد اإلنـتـاج الكمي للرواية الكويتية نجد أن هناك .2008 حتى عام 1948 رواية صدرت منذ 130 ما يناهز الرواية العمانية وتعد روايـــة «ملئكة الجبل األخـضـر» لعبد الله أول روايــــــة فـــي سلطنة 1963 الــطــائــي الــــصــــادرة عــــام عـــمـــان، إذ نـشـأ هـــذا الــفــن عـمـانـيـ بــالــتــزامــن مـــع نشأة القصة الـقـصـيـرة، بــل إن رائـدهـمـا واحـــد هــو عبد الله الطائي. وتحكي هـذه الـروايـة تجربة الشعب العماني في مقاومة التدخل اإلنجليزي. وللطائي روايـة أخرى بعنوان «الـشـراع الكبير» تتحدث عن كفاح العمانيني ضــد املستعمر الـبـرتـغـالـي فــي الــقــرن الـــســـادس عشر. وتـقـتـرب هــاتــان الــروايــتــان مــن جـنـس الـسـيـرة األدبـيـة الذاتية، املغلفة بنكهة روائـيـة، وتفتقران للبعد الفني بمفهومه الحديث. لكن التجارب الفعلية لفن الرواية في عمان بدأت في الظهور عندما أصدر سعود املظفر التي تناولت األوضاع في البلد 1988 » «رجال وجليد ، وقضايا التطور االجتماعي الذي 1970 قبل النهضة مر به املجتمع بعدها، وأصدر سيف السعدي روايتني في العام نفسه هما «خريف الزمن» و«جـراح السنني». وتعددت النصوص لكتاب آخرين بني القصص الطويلة والتأليف السردي القائم على اإلطالة في السرد وتعدد الشخصيات، من دون أن تحقق الشروط الفنية لكتابة الرواية. وأصدرت بدرية الشحي رواية بعنوان «الطواف ،1999 حول الجمر»، لتكون أول روايـة نسوية عمانية وهي «صرخة احتجاج ضد تجاهل املرأة في املجتمع». ويـــذكـــر املـــؤلـــف أن الــــروايــــة الـعـمـانـيـة كـــانـــت في بداياتها أشبه بسير ذاتية؛ تلتزم النهج الكلسيكي، لكن حدث نوع من التمرد على هذه القوالب وبدأ تيار الوعي يتعمق في نصوصها مع بداية األلفية الجديدة. كما أنها رصدت حركة نمو املجتمع وتحوله من طابع تـقـلـيـدي إلــــى مـجـتـمـع مــتــطــور ومـنـفـتـح عــلــى أشــكــال الثقافات ومظاهر التطور واملـدنـيـة، وانعكست فيها معالم التغير الــذي أصــاب املكان واإلنـسـان العماني، علوة على تسجيلها حركة التحول االقتصادي. الرواية البحرينية وتــــعــــود بـــواكـــيـــر الـــكـــتـــابـــة الــــروائــــيــــة فــــي مـمـلـكـة البحرين ملنتصف الستينات، فـــأول نـص روائـــي هو لـلـكـاتـب فــؤاد 1966 «ذكـــريـــات عـلـى الـــرمـــال» الـــصـــادر عــبــيــد، وهــــو أحــــد رواد الـقـصـة الـــــقـــــصـــــيـــــرة، والـــــــــروايـــــــــة تـــقـــوم بـــســـرد عــــوالــــم مــــا قـــبـــل الــنــفــط، وتـظـهـر شـظـف الـعـيـش بجانب الـبـحـر، وتمتلئ بحكايا الحب والــــطــــاق وغـــيـــرهـــمـــا. ثـــم حــدث بــــعــــد هــــــــذه الــــــــروايــــــــة انــــقــــطــــاع فـــــي املـــشـــهـــد الـــبـــحـــريـــنـــي حـتـى مـــــرحـــــلـــــة الــــثــــمــــانــــيــــنــــات الــــتــــي فـــيـــهـــا بــــــدأ الـــــحـــــراك فـــــي مـــجـــال الــــكــــتــــابــــة الـــــروائـــــيـــــة مـــــن خــــال أســـمـــاء مــثــل مـحـمـد عــبــد املــلــك، الــــــــذي بــــــدأ قــــاصــــ أيــــضــــ لـكـنـه 1980 » أصـــدر روايــتــه «الـــجـــذوة الـــتـــي تــعــتــبــر الـــبـــدايـــة الـفـعـلـيـة للرواية البحرينية. وفي الفترة نفسها، برز عبد الله خليفة الـــذي صـــدرت لـه أعـمـال كثيرة، وفـوزيـة رشيد وأحمد املـؤذن وأمـ صالح وغيرهم. وركـزت الرواية البحرينية على معاناة اإلنسان البحريني قبل مراحل النهوض ولم تغفل قضايا املرأة في املجتمع. الرواية اإلماراتية تـعـتـبـر «شـــاهـــنـــدة» لـــراشـــد عــبــد الـــلـــه، الـــصـــادرة ، أول روايـة مطبوعة إماراتيًا، وهي في املنظور 1976 الفني حكاية بسيطة كإحدى الحكايات الشعبية التي يسردها راو ماهر بقصد اإلمتاع والتسلية. وتطورت الــــروايــــة اإلمــــاراتــــيــــة بـــبـــطء واضـــــح بـــ الـسـبـعـيـنـات والثمانينات، وعلى مدى أكثر من ثلثة عقود تالية، نجد الشكل الفني للرواية قد قطع شوطًا بعيدًا. وإذا كان راشد عبد الله اعتمد شكل سرديًا بسيطًا يتسم بالحكائية؛ فإن الكتاب اللحقني قد سعوا إلى تبني األشكال الفنية املتطورة، إذ تأثر الكتاب اإلماراتيون الجدد واملخضرمون منهم باألشكال الفنية الجديدة، مجارين بذلك النقلت السريعة الجارية على مستوى التطوير العمراني واملؤسسي في البلد؛ حيث جاءت التجارب الروائية اللحقة متبنية أنماطًا حداثية. ويُعد علي أبو الريش، الروائي األول في اإلمارات مــــن حـــيـــث تــــراكــــم إصــــــداراتــــــه وجــــديــــة تـــجـــربـــتـــه مـثـل ، وهــنــاك أســمــاء أخــــرى عــديــدة مثل 1982 » «االعــــتــــراف ثاني السويدي، ومنصور عبد الرحمن، ومحمد غباش وغيرهم ممن تأثروا باألشكال الفنية الحديثة للسرد الــروائــي. وأسهمت املـــرأة اإلمـاراتـيـة فـي إثـــراء العملية اإلبـداعـيـة إذ تـبـدو هـمـوم املـــرأة وانـكـسـاراتـهـا هاجسًا مباشرًا في الرواية اإلماراتية. وتعد رواية «شجن بنت األولى من 1992 القدر الحزين» لحصة الكعبي الصادرة نوعها في هذا السياق. ويبرز حضور البيئة في الرواية اإلماراتية بوضوح، ال سيما ثنائية البحر والنفط. في قطر وتــــأخــــر ظــــهــــور الــــــروايــــــة الـــقـــطـــريـــة إذ صــــدرت ،1993 «أســـطـــورة اإلنــســان والـبـحـيـرة» لـــدالل خليفة وبــعــدهــا بـنـحـو شـهـر تـقـريـبـ صـــدر عــمــان روائــيــان لـشـقـيـقـتـهـا شـــعـــاع خــلــيــفــة، وبـــاإلضـــافـــة لـهـمـا يضم املشهد الروائي القطري عـددًا محدودًا من الروائيني من أبرزهم: أحمد عبد امللك، ومريم آل سعد، وزكية مال الله، وهدى النعيمي. القاهرة: رشا أحمد 2023 مليونا عام 39 إلى أكثر عن 2020 ارتفعت المبيعات من مليون نسخة عام موجة ازدهار في الروايات الرومانسية بأميركا الصيف املاضي، عندما روادت ماي تنغستروم فكرة فتح مكتبة لبيع الروايات الرومانسية بمنطقة فنتورا بكاليفورنيا، كـان أول مـا فعلته البحث عبر اإلنــتــرنــت للتعرف عـلـى مــا إذا كـانـت هـنـاك مكتبات مشابهة في الجوار. وبالفعل، عثرت على مكتبة «ذي ريـبـيـد بـــوديـــس»؛ مكتبة فــي كلفر سيتي تبلي بــاء حسنًا للغاية، لدرجة أنها تتوسع بافتتاح فرع ثان لها في حي بروكلني بمدينة نيويورك. وعن ذلك، قالت: «شعرت بالتهديد». ومـع أن نجاح «ذي ريبيد بـوديـس» بـدا بمثابة مـــصـــدر تــهــديــد، فـــإنـــه يـــوحـــي كـــذلـــك فـــي الـــوقـــت ذاتـــه باحتمالية وجود مساحة أمام مكتبة أخرى للروايات الــرومــانــســيــة. وعـلـيـه، افـتـتـحـت فــي فـبـرايـر (شــبــاط) مكتبة «سمينت» بمنطقة مزدحمة من «مني ستريت»، على بعد نحو ميل من منافسيها. فــــي األشــــهــــر الــــتــــي تـــلـــت ذلـــــــك، تـــحـــولـــت مـكـتـبـة «سـمـيـ » إلـــى مـركـز نـابـض بـالـحـيـاة لــقــراء األعـمـال األدبـيـة الرومانسية، مع توقيعات املؤلفني وقــراءات الـــتـــارو ونـــــوادي الـكـتـب وأمــســيــات الـتـرفـيـه والــحــرف اليدوية. بعض األحيان، يتصل عملء باملكتبة، محملني بطلبات مـحـددة للغاية. عـن ذلـــك، قـالـت تنغستروم: «جـــــاء شــخــص مـــا وقــــــال: أنــــا أحــــب األعــــمــــال األدبـــيـــة الخيالية، وأريد الرواية أن تكون غريبة، وبها تمثيل لثقافة مختلفة. كما أريدها بذيئة قدر اإلمكان». وأضـــافـــت: «لــــدي عــمــاء منتظمون يــأتــون عـدة مـرات في األسبوع. وأسألهم أحيانًا: ألم تشتر لتوك كتابني اليوم السابق؟». اللفت أن األعمال األدبية الرومانسية كانت ذات يـوم مجاال يتجاهله أصحاب املكتبات املستقلة إلى حـد كبير. ومــع ذلـــك، تحولت الـيـوم إلــى إحـــدى أكثر الـفـئـات رواجـــ فـي عـالـم الـكـتـاب، وأصـبـحـت، إلــى حد بعيد، النوع األدبـي األكثر مبيعًا، ونجاحها ال يعيد رسم ملمح املشهد العام لصناعة النشر فحسب، بل وكذلك صناعة بيع التجزئة. وفـــي غــضــون عــامــ فــقــط، تــبــدل املـشـهـد الـعـام بــــالــــبــــاد، مــــن وجـــــــود مــكــتــبــتــ فـــقـــط مـخـصـصـتـ للروايات الرومانسية، «ذي ريبيد بوديس» و«لوفز سـويـت آرو»، فـي شيكاغو، إلــى شبكة وطنية تضم مكتبة، من بينها «تروبس آند ترايفلز» 20 أكثر عن فــــي مــيــنــيــابــولــيــس، و«غـــــرمـــــب» و«صــــــن شــــايــــن» فـي بلفاست بوالية مني، و«بيوتي» و«بوك إن أنكوريج» فـي أالسـكـا، و«لـــوف بـاونـد لـيـبـراري» فـي سولت ليك سيتي، و«بــلــوش بـوكـسـتـور» بمنطقة ويتشيتا في كـنـسـاس. وال يــــزال الـكـثـيـر فــي الــطــريــق، ومـــن بينها «كــيــس آنـــد تــيــل» فـــي كـولـيـنـغـسـوود بـنـيـوجـيـرسـي، و«ذي نــيــو رومــانــتــيــكــس» فـــي أورالنـــــــدو بــفــلــوريــدا، و«غـــــرانـــــد جــســتــشــر بــــوكــــس» فــــي بـــورتـــانـــد بـــواليـــة أوريـــغـــون؛ متجر عـبـر اإلنـتـرنـت متخصص فــي بيع الـروايـات الرومانسية، يتحول اليوم إلى متجر على أرض الواقع. الـــــافـــــت أن غـــالـــبـــيـــة هــــــذه املـــكـــتـــبـــات تـمـتـلـكـهـا وتديرها نساء، ناهيك عن أن النساء يشكلن غالبية قراء الروايات الرومانسية، ويعود الفضل إليهن في االرتفاع الهائل في مبيعات هذا الصنف األدبــي، من 39 إلى أكثر عن 2020 مليون نسخة مطبوعة عام 18 ، تبعًا ملـؤسـسـة «سـيـركـانـا 2023 مـلـيـون نسخة عـــام بوكسكان». فـي هــذا الــصــدد، قـالـت ريبيكا تـايـتـل، املحامية الــســابــقــة، الــتــي تـمـتـلـك الـــيـــوم مـكـتـبـة «مــيــت كــيــوت» املتخصص في الروايات الرومانسية في سان دييغو: «هناك تحول ثقافي يجري على األرض يشير إلى أن اإلعـــــام، بــصــورة أســاســيــة، أصـبـحـت تــجــري كتابته وتوجيهه نحو النساء. اليوم، أدركـت أعـداد متزايدة مــن األفـــــراد أن الـــروايـــات الـرومـانـسـيـة لـيـسـت رائـجـة فحسب، وتحمل كذلك قيمة تجارية، بل وتحمل قيمة فنية وترفيهية كذلك». من ناحية أخرى، يهيمن روائيون رومانسيون، مثل سـاره جيه. ماس وإيميلي هنري وكولني هوفر وريـبـيـكـا يـــــاروس عـلـى قـــوائـــم أفــضــل الـكـتـب مبيعًا. روائــيــ من 10 مـن بـ أفـضـل 6 وتكشف األرقــــام أن حـيـث املـبـيـعـات داخـــل الـــواليـــات املــتــحــدة، عـبـر الـعـام الحالي حتى اآلن، من كتاب األعمال الرومانسية. أمــــا الـــنـــاشـــرون، فــيــعــمــدون إلــــى تــوســيــع نـطـاق قوائمهم الرومانسية، وجـذب املؤلفني الرومانسيني الـــذيـــن يــنــشــرون أعـمـالـهـم ذاتـــيـــ . ويـــبـــدو هـــذا تـحـوال هائل عن أيام سابقة كان يجري خللها النظر بازدراء إلى الروايات الرومانسية باعتبارها سطحية وغير جادة، أو بذيئةً. وحتى سنوات قليلة مضت، حرصت الكثير مــن املـكـتـبـات املستقلة عـلـى عـــرض مجموعة صغيرة منتقاة من الروايات الرومانسية، التي غالبًا ما يجري وضعها في رف خلفي داخل املكتبة. مــن ناحيتها، قـالـت لـيـا كـــوك، الـتـي تــشــارك في ملكية «ذي ريبيد بـوديـس»؛ أول مكتبة متخصصة في عرض الروايات الرومانسية تفتتح أبوابها على ، إنــهــا ال تــزال 2016 مـسـتـوى الـــواليـــات املــتــحــدة عـــام تتذكر عندما كانت تبحث فـي سـنـوات املـراهـقـة عبر املكتبات عن روايات رومانسية، دون جدوى. وكــــان الــشــعــور بــالــتــعــرض لـلـتـجـاهـل جــــزءًا من الدافع وراء سعي كوك وشقيقتها، بيا هودجيز كوك، لفتح مكتبة متخصصة في الروايات الرومانسية. وعـبّــرت كـوك عن اعتقادها بـأن «الكثيرين ممن يـعـمـلـون بــمــجــال الــنــشــر وداخـــــل املــكــتــبــات املستقلة شعروا وكأن الروايات الرومانسية غير جديرة بإهدار وقــت فـي سبيلها. وكـنـت أقـــول فـي نفسي: بإمكانكم جني أموال، لكن ال بأس، أنا سأجني املال». يـذكـر أن مبيعات الـــروايـــات الـرومـانـسـيـة بــدأت تشهد ارتفاعًا كبيرًا خلل سنوات الجائحة، مع إعادة اكــتــشــاف الــــقــــراءة، وتـــحـــول الـكـثـيـريـن نـحـو األعــمــال الخيالية الرومانسية كملذ للهروب من الواقع (من بني القواعد الحاكمة لهذا الصنف األدبي أن الغالبية الكاسحة تنتهي بنهاية سعيدة). وساهم ظهور تطبيق «بوك توك» في تعزيز هذا االرتفاع في املبيعات، مع اجتذاب مؤثري «تيك توك» القراء صغار السن عبر فيديوهات يتحدثون فيها عن كتّابهم املفضلني. الــــيــــوم، تــظــهــر الـــــروايـــــات الـــرومـــانـــســـيـــة بـشـكـل بــــارز عـلـى قـــوائـــم «تـــارغـــيـــت» و«بـــارنـــيـــز آنـــد نــوبــل». وفــي وقــت مـضـى، كــان عـشـاق الــروايــات الرومانسية يشترون الكتب اإللكترونية بشكل أساسي، خصوصًا وأنها أرخـص وأسهل في الـوصـول إليها، وربما من األســـهـــل إخـــفـــاؤهـــا. أمــــا الـــيـــوم، فــإنــهــم يـسـتـعـرضـون الــــروايــــات الــرومــانــســيــة الــتــي يـمـلـكـونـهـا عـلـى أرفـــف مكتباتهم بفخر. ومنح هذا الصعود السريع للمتاجر املتخصصة فـي الــروايــات الرومانسية مكانًا جديدًا لعشاق هذا الصنف األدبـي؛ مكانًا مرحبًا به للقبال على شراء كتبهم املفضلة بحماس. مــــن جـــهـــتـــهـــا، قــــالــــت جــــ نــــتــــر، مــــديــــرة شــــؤون االتــصــاالت والتسويق لــدى دار «كنزنغتون» للنشر، املعنية بالروايات الرومانسية: «يمكنك دخول مكتبة مـخـصـصـة لـــلـــروايـــات الــرومــانــســيــة، وسـتـجـد الـبـائـع يسألك: هل تحب الـروايـات ذات األحــداث الساخنة؟ أم ترغب في رواية تاريخية؟ إنه سيدرك سريعًا ما تريده، ولن يحاول أن يصدر أحكامًا عليك». الــــافــــت أن الـــكـــثـــيـــر مــــن هــــــذه املـــكـــتـــبـــات تـتـسـم بمظاهر جملية جذابة ومشرقة وذات طابع أنثوي، مـثـل االعــتــمــاد الــشــديــد عـلـى الـــلـــون الــــــوردي، املــــزدان بزخارف على شكل قلوب وزهور، ناهيك عن التلعب بــاالســتــعــارات الــرومــانــســيــة املـــألـــوفـــة؛ أعـــــداء الـــغـــرام، والحب املمنوع، والهوية السرية. وتضم هذه املكتبات بني أرففها جميع األنواع التي يمكن تخيلها للروايات األدبـــيـــة: الـتـاريـخـيـة واملــوجــهــة لــلــقــراء صــغــار الـسـن واألعــمــال التي تخلط بـ الرومانسية والفانتازيا، واألخرى التي تدور حول موضوع رياضي. كما تضم جنبات الكثير مـن هـذه املكتبات أعـمـاال أدبـيـة تولى مؤلفوها نشرها باالعتماد على ذواتهم، والتي عادة ما ال تجد طريقها إلى املكتبات الكبرى. فــــي هـــــذا الــــصــــدد، شـــرحـــت مـيـلـيـسـا ســـافـــيـــدرا، صـــاحـــبـــة مــكــتــبــة «ســـتـــيـــمـــي لـــيـــت» املــتــخــصــصــة فـي الــــروايــــات الــرومــانــســيــة، فـــي «ديــرفــيــلــد بــيــتــش» في فلوريدا، أنها اكتشفت الروايات الرومانسية منذ ما يزيد قليل عن عقد، عندما كانت تعمل ضابطة في رتبة صغيرة بالبحرية األميركية. وقالت إن بوابتها إلى عالم الروايات الرومانسية جــاء عبر سلسلة «إي. إل. جيمس» املـثـيـرة «فيفتي )، الـتـي Fifty Shades of Grey( » شــيــدز أوف غـــــراي تمكنت من قراءتها عبر جهازها اللوحي عندما كانت على منت بارجة حربية أميركية. وبعد أن تركت عملها ، عملت وكيلة سفريات لفرق 2017 فـي البحرية عـام رياضية. وعندما تباطأت وتيرة العمل في أثناء فترة الجائحة، طـــرأت على ذهنها فـكـرة «ستيم بـوكـس»، صـنـدوق اشــتــراك ربــع سـنـوي يتضمن مجموعة من الروايات الرومانسية. وحقق املشروع انطلقة قوية. وجــاء «ستيم بـوكـس» بمثابة وسيلة للتخلص من وصمة العار العالقة بالروايات الرومانسية املثيرة. وقـــالـــت ســـافـــيـــدرا، الــتــي ولــــدت فـــي لـيـمـا بــالــبــيــرو، ثم انتقلت إلى ساوث فلوريدا عندما كانت في العاشرة: «ال يـــزال يتعني علينا أنــا نقاتل بشراسة كـي نفرض على الناس احـتـرام هـذا الصنف األدبـــي». وقـد ألزمت سافيدرا نفسها بالعمل على الترويج ألعمال الكتاب الرومانسيني من خلفيات متنوعة. وقــــررت سـافـيـدرا فـتـح مكتبة عـنـدمـا أدركــــت أن مجتمعها في «ديرفيلد بيتش» يخلو من أي مكتبة متخصصة في الروايات الرومانسية، خصوصًا فيما يتعلق باألعمال الرومانسية املتنوعة. وفـــي عطلة نـهـايـة األســبــوع الـــذي شـهـد افتتاح 500 «سـتـيـمـي لــيــت»، أقــبــل عـلـى زيــــارة املـكـتـبـة نـحـو كــــتــــاب. ومــــنــــذ ذلــــــك الـــحـــ ، 900 شــــخــــص، وبــــاعــــت استضافت املكتبة أكثر من حفل توقيع لكتاب، بينهم كيندي رايـــان وعلي هيزلوود وآبــي جيمينيز، التي نـظـمـت احـتـفـالـيـة بـاملـكـتـبـة فـــي مــايــو (أيــــــار)، ظـهـرت بها أعـــداد مـن املـاعـز الصغير، فـي إشـــارة إلــى مشهد Part of Your( » مـن روايـتـهـا «بـــارت أوف يــور وورلـــد ) تظهر به أعداد من املاعز. World وفي ظهيرة أحد أيام األحد الربيع املاضي، كانت «ستيمي ليت» تعج بالقراء الذين يتصفحون الكتب ويـحـصـلـون عـلـى تـوقـيـع الـكـاتـبـة الــرومــانــســيــة إيـــه. إتش. كننغهام، التي كانت تروج لروايتها «آوت أوف ). وقالت كننغهام إن املكتبة Out of Office( » أوفيس كـــانـــت تــعــج بــمــحــادثــات بــاإلنــجــلــيــزيــة واإلســبــانــيــة، مضيفة: «هذه املساحات التي نحتاجها». والـــتـــقـــط الــــقــــراء صـــــورًا تـــذكـــاريـــة أمـــــام الــافــتــات الوردية املضاءة بمصابيح «النيون» الخاصة باملكتبة، بينما تصفح آخرون األعمال اإلسبانية داخل املكتبة. وحـمـلـت بـعـض أرفــــف املـكـتـبـة روايـــــات تـحـت عناوين «الرومانسية املظلمة» و«الرمادي األخلقي» و«عصر البكاء». وقالت سافيدرا: «هذ األرفـف ال تبقى ممتلئة أبدًا»، في إشارة إلى األعمال الرومانسية. مـــــن جـــهـــتـــهـــا، حـــمـــلـــت روزن فـــــوملـــــور، واحــــــدة مــن الـعـمـاء املــواظــبــ عـلـى زيــــارة «سـتـيـمـي لـيـت»، مــجــمــوعــة مــــن الـــــروايـــــات الـــقـــديـــمـــة بـــيـــدهـــا بــاتــجــاه كننغهام كي توقع عليها. كانت فوملور قد سمعت عن املكتبة عندما نشرت رايان، واحدة من الكتاب املفضلني لديها، عبر وسائل التواصل االجتماعي، أنها ستقيم فعالية هناك. ومنذ ذلــــك الــحــ أصــبــحــت عـمـيـلـة مـنـتـظـمـة لــــدى املـكـتـبـة، الـتـي قـالـت عنها إنـهـا «تـضـم جميع األشــيــاء املثيرة والجذابة التي يمكنك تخيلها». وقالت عميلة أخرى، هي أنجيل ثاير، التي تعمل في إدارة شؤون املحاربني القدامى في فلوريدا، إنها تأتي عادة كل أسبوعني، عندما تحصل على راتبها. وفي ذلك األحد، أحضرت ابنتها، آشلي واتكينز، التي كانت متحمسة لرؤية الكثير من الروايات الرومانسية ملؤلفني ملونني. وقالت واتكينز: «إن رؤية الكتب التي تضم أشخاصًا يشبهونني في املواقف الرومانسية أمر رائع حقًا». *خدمة: نيويورك تايمز. *ألكسندرا ألتر بعض واجهات المكتبات الالفت أن غالبية المكتبات التي تبيع الروايات الرومانسية تمتلكها وتديرها نساء باإلضافة إلى أنهن يشكلن غالبية قرائها

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==