issue16668

الـــصـــحـــافـــة فــــي عــمــومــهــا جـــــزء مـــهـــم مـن املجتمع الحديث، وهي إحدى أدوات التوازن بـــــن ســـلـــطـــات الـــحـــكـــم مـــــن خــــــال مـــــا تـــوفـــره مــــن مـــعـــلـــومـــات ومــــعــــرفــــة، وفـــيـــمـــا يــــشــــاع أن الصحافيي يجلسون في املقاعد املتقدمة من التاريخ لتسجيله حيًا وحارًا. ولكن الصحافة ال تـــكـــون أيـــــ مــــن ذلـــــك عـــنـــدمـــا تــصــبــح طــرفــ سياسيًا، أو صاحبة مصلحة في ترجيح رأي على آراء أخرى، أو عندما تلقي أضواء ساطعة على موقف أو طرف سياسي وتصرف األنظار عن كل املواقف واألطراف األخرى. ذلك في حد ذاتــــه يـصـيـر تـحـيـزًا غـيـر مـحـمـود، وتضليل لــلــرأي الــعــام بـعـيـدًا عـمـا يـــرى فـيـه مصالحه، بخاصة وأن الطاقة الصحافية باتت أكثر من املدفعيات الثقيلة حينما ال تشمل صحفًا فقط وهــــذه لـديـهـا تـحـديـات هـائـلـة، وإنــمــا تنضم إليها أعـــداد ال تعد وال تحصى مـن القنوات التلفزيونية واملـــواقـــع اإللـكـتـرونـيـة وتـقـاريـر وتـقـديـرات مـراكـز الـبـحـوث. وخــال األسابيع األخـيـرة انشغلت الصحافة األمـيـركـيـة، ومن ورائـــهـــا بـقـيـة الــصــحــف الــعــاملــيــة، بـاملـنـاظـرة الرئاسية االنتخابية بـن الرئيس األميركي الحالي جـوزيـف بـايـدن، والـرئـيـس األميركي 10 الـسـابـق دونــالــد تـرمـب. وقـبـل أسـبـوع فـي يــولــيــو (تـــمـــوز) نــشــرنــا فـــي هــــذا املـــقـــام مــقــاال عـــن «املـــنـــاظـــرة والــديــمــقــراطــيــة األمـــيـــركـــيــة!»، مناقشي مـا تواجهه األخـيـرة مـن إشكاليات جوهرية تقوّض النظرة املثالية للممارسات الديمقراطية. ولــكــن مـــا حـــدث بـعـد املــنــاظــرة كـــان أكـثـر إدهــــــاشــــــ، وهــــــو أن الـــصـــحـــافـــة األمـــيـــركـــيـــة، وتبعتها كما هي الـعـادة الصحافة الدولية، سـرعـان مـا أخـــذت قصة واحـــدة وهــي الحالة املــــزريــــة الـــتـــي وقــــف عــنــدهــا الـــرئـــيـــس بــايــدن بـن التلعثم والـنـسـيـان والـقـصـور فـي إجابة األسئلة املوجهة إليه. لم يكن هناك خطأ في القراءة األولى للموقف، ولكن أن تتحول هذه القراءة قصة كبرى ينفخ فيها من دون انتظار أو تـــأكـــد أو بــحــث عــمــا إذا كـــانـــت هــــذه حـالـة عـارضـة لرئيس الــدولــة أم أنـهـا حـالـة دائـمـة؟ عـــلـــى الـــعـــكـــس مــــن ذلـــــك بــــــدأت فــــــورًا عـمـلـيـات الـبـحـث عـــن بـــديـــل؛ وهـــو مـــا يــدفــع الـصـحـافـة دفعًا للدخول في العملية السياسية من دون دعـــوة أو تـشـريـع، وصاحبها الـحـصـول على تصريحات بنية شخصيات ديمقراطية مهمة على مصارحة الرئيس بضرورة خروجه من الساحة. الغريب في األمر أن الخصم دونالد ترمب اختفى من الصورة، وباتت االتهامات املــوجــهــة إلـــيـــه، واإلدانـــــــات الــتــي وقــعــت عليه نسيًا منسيًا. الـــــــصـــــــورة الـــــتـــــي بــــقــــيــــت مــــــن الــــطــــوفــــان الــصــحــافــي كــانــت الــرئــيــس الــــذي فـــي طـريـقـه إلى الخروج؛ والشكوى فيما إذا كانت نائبة الـــرئـــيـــس كــــامــــاال هــــاريــــس يـمـكـنـهـا أن تــقــوم بـــالـــفـــوز فـــي االنـــتـــخـــابـــات، وإذا نــجــحــت هل تستطيع أن تـقـوم بمهام املـنـصـب، ولــم يبق مـــن قـيـمـة الـخـصـم إال أنـــه وقـــد ضـــرب بـايـدن بـالـقـاضـيـة فــــإن نـتـيـجـة الــجــولــة مـــع الـنـائـبـة سوف تكون نوعًا من تحصيل الحاصل! مرة أخرى تدخل الصحافة في ممارسة السياسة التي تدخلها في االختيار واتخاذ القرار من الجمهور الـعـام. بـايـدن رغــم حالته الصحية غـيـر املـواتـيـة عَـــرف بـقـدراتـه السياسية كيف يــواجــه املــوقــف مستفيدًا أوال مــن أنـــه الـرجـل في املائة من األصوات في 87 الذي حصل على االنتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي؛ وثــانــيــ أن الــطــريــق ال تـــــزال طــويــلــة النـعـقـاد مؤتمر الحزب، وخلل هذه املدة سوف يكون هـنـاك الـتـقـاريـر الطبية واسـتـطـاعـات الـــرأي الـــعـــام ومـــواقـــع سـيـاسـيـة يـــكـــون الـــضـــوء كله مسلطًا على الرئيس. بـايـدن فـي كـل األحــوال كان متحديًا، ونجح خلل فترة قصيرة في أن يعيد األوضاع داخل الحزب إلى سابق عهدها بالوحدة عندما تحدى الذين يطالبونه سرًا بـــالـــخـــروج أن يـــتـــحـــدوه عــلــنــ داخــــــل مـؤتـمـر الــحــزب الـــقـــادم. اجـتـمـاع حـلـف األطـلـسـي في الـعـاصـمـة األمـيـركـيـة واشـنـطـن أعـطـى بـايـدن الـــفـــرصـــة األخــــــرى لــكــي تــعــقــد املـــقـــارنـــات بي موقفه من الحلف الرئيسي إلـى التساؤل مع مـا سـوف يكون عليه موقف ترمب مـن حلف األطلسي؟ األمـــــــــــور الـــــتـــــي عــــلــــى الــــجــــمــــهــــور الــــعــــام متابعتها في االنتخابات األميركية هي أوال الحالة الصحية للرئيس، وهذه سوف تكون مـتـاحـة بـــإفـــراط؛ وثــانــيــ اســتــطــاعــات الـــرأي الـــعـــام والـــبـــحـــث عــمــا إذا كــــان بـــايـــدن ســوف يسد فجوة النقاط الست التي جـاءت نتيجة املناظرة أم أنها تتلشى مع الزمن واألحداث ومؤتمر الحزبي الجمهوري والديمقراطي، حيث تكون املساءلة لكل املتنافسي وليس ملــتــنــافــس واحــــــد؛ وثـــالـــثـــ حـــركـــة املــحــاكــمــات واإلدانـــــــــــــــات الــــخــــاصــــة بــــالــــرئــــيــــس الـــســـابـــق تــرمــب والـــتـــي تـــتـــراوح مـــا بـــن رشــــوة ممثلة األفـــام اإلبـاحـيـة؛ والتحريض على مهاجمة الكونغرس ملنع التصديق على االنتخابات املاضية؛ وإخفاء ملفات رئاسية وجدت نفسها تنتقل إلـى قصر الرئيس في «مـار الجـو» في واليـــة فـلـوريـدا، والـضـغـط غير املــشــروع على مـوظـفـن فــي واليـــة جـورجـيـا مـن أجــل تغيير نتيجة التصويت في الوالية. ببساطة، سوف تعود املعركة االنتخابية إلى أصولها األولى وتـتـوازن فيها الــرؤى، ويستقيم فيها الحكم وتطبق القواعد القانونية واملواد الدستورية التي تتعلق باملوقف واملوضوع. الصحافيون يمتنعون؟! OPINION الرأي 13 Issue 16668 - العدد Wednesday - 2024/7/17 األربعاء المعركة االنتخابية األميركية ستعود إلى أصولها األولى وتتوازن فيها الرؤى ويستقيم فيها الحكم عبد المنعم سعيد اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani اختاره نائبًا له وهو في نصف عمره، ممَّا يعني أيضًا أن ترمب يصنع رئيسًا أميركيًا محتمل في عام . جيمس فانس يبدو على يمي ترمب، أي أكثر 2028 شراسة وإيمانًا بمواقفه وآرائِــه. سيضيف وزنًا كبيرًا إلدارتــه، وهي األقــرب للفوز، مع أن علينا أن نتذكَّر أن االنتخابات األميركية حُبلَى باملفاجآت. يهمُّنا التَّعرف على شخصية وأفكار السيناتور عـــامـــ ) مـــن نـــدواتِـــه ومــقــابــاتِــه اإلعــامــيــة، 39( فــانــس هــــو مــــع إعــــــــادة الـــعـــقـــوبـــات عـــلـــى إيــــــــران، ومـــنـــعِـــهـــا مـن الــسّــاح الــنَّــووي. يـؤيـد االتـفـاقـيـة الـدفـاعـيـة األميركية السعودية، رغم أن بايدن هو مهندسُها، لكنَّه ليس مع ربطِها بـحـرب غــزة. ومثل كـل املرشحي، مـع إسرائيل كـونـهـا الـحـلـيـف الـــدائـــم. ضــد املـتـطـرفـن فــي منطقتِنا والتنظيمات املتطرفة ومشاريعِها السياسية. فـانـس نـسـخـة مــطــورة مــن تــرمــب، ويـتـمـيَّــز عليه، حتى مـع صـغـر سـنـة، أنَّـــه يعمل فـي املــجــال السّياسي قبلَه، وبدأ من أسفل السُّلم. هل منصب نائب الرئيس مهمٌ؟ عــادة وظائف النائب بروتوكوالتيةٌ، االحتفاالت واملـــآتـــم ونـحـوهـا. لـكـن فــي إدارة تــرمــب، إن كـسـب، قد يكون فانس فاعل بحكم عمر الرئيس الفائز، على باب الثماني، وبسبب كثرة خصومات ترمب داخــل حزبِه ومع القوى السياسية املهمة. اخــتــيــارات تـرمـب تجعلُه يتميَّز عــن بــايــدن بـأنَّــه يحيط نفسَه بـقـيـادات إداريـــة قـويـة، فـي حـن يستعي بايدن ببيروقراطيي مكتفيًا بخبرتِه الواسعة. ربَّما بايدن األكثر تجربة في تاريخ أميركا املعاصر، وهو يعمل فـي الـسـيـاسـة منذ السبعينات، لـكـن رجــالَــه من حوله قدراتُهم متواضعةٌ، مقارنة بمن عملوا في البيت األبيض من إدارة ترمب أو جورج بوش االبن. عــلــى أي حــــال، اخــتــيــار فــانــس يـــوضّـــح أن تـرمـب عــازم على مـلء اإلدارة بقيادات يمينية قوية تنسجم معه فـي القضايا الرئيسية، ولـيـسـوا مـجـرد موظفي وحـمـلـة رســائــل. ويــوحِــي تعيي فـانـس أنَّـــه عـــازم على تبنّي سياسة الضغط واملواجهة التي بدأها في عهده املـاضـي ضـد إيـــران والـصـن، وليس كما علَّق البعض بـــأن تـرمـب سـيـكـون أقـــل شــجــارًا مــع حـكـومـات الـعـالـم، وقـد بنَوا تحليلَهم هـذا على سلوكِه الجديد «الهادئ التصالحي». الكثير مـن املـديـح لفانس أمـطـرَه بـه قـــادة الـحـزب الجمهوري فـور اإلعـان عن ترشيحه، يقول عنه جون سـنـونـو، مــن واليــــة نـيـو هـامـبـشـر: «أعـتـقـد أنَّــــه يجعل كل أميركي أكثر ارتياحًا إلدارة ترمب الثانية. إنَّــه من املــاريــنــز (نـخـبـة العسكر األمــيــركــيــن). إنَّـــه أبٌ. وذكـــي بشكل ال يصدّق. وخريج جامعة ييل. خرج من حذائه (كبر على نفسه). أعني أنَّه مثال رائع على ما تريد أن تراه في منصب تنفيذي والقيادة السياسية». فـــي «مــعــهــد كـــويـــنـــســـي»، قــــال فـــانـــس: «نـــريـــد من اإلسـرائـيـلـيـن والـسـنـة (الـــعـــرب) مـراقـبـة منطقتِهم في العالم. نريد أن يراقب األوروبيون منطقتَهم في العالم، ونـريـد أن نـكـون نحن قـادريـن على التركيز أكـثـر على شرق آسيا». يعبّر بلغة صريحة رنانة، بعد اختياره نائبًا، قال فانس «إذا كنت ستضرب اإليـرانـيـن، اضربْهم بقوة. وهـــذا مــا فـعـلَــه تــرمــب. قضينَا عـلـى قـاسـم سليماني. باملناسبة، قــال الــنــاس إن هــذه الـخـطـوة سـتـؤدي إلى حرب أوسع. لكنَّها في الواقع جلبت السَّلم. لقد أوقفت اإليـرانـيـن وأبطأتهم قليلً»، ويضيف فانس بأهمية تجفيف مواردهم بوقف عملياتِهم النفطية. أين يقف سياسيًا؟ مع التَّفاوض مع الـروس على أوكرانيا، وتحميل األوروبيي مسؤولية أكبر في الحرب، ومع التَّضييق على الصّي، وهو مع إسرائيل والقضاء على «حماس». في مجال الطاقة يدعو لجعل أميركا القوة األكبر في إنتاج البترول والغاز ورفع القيود البيئية عليها. قـــد يـــكـــون حـــديـــثُـــه انــتــخــابــيــ ، لــكــنَّــه يــنــســجــم مع الخط السياسي لترمب في رئاسته السابقة، ويوضّح توجهات السنوات األربع املقبلة إن كسب االنتخابات. محليًا، فانس ملهم لألميركيي، يختلف عن ترمب فـي صـعـوده، ألـــف كتابًا تـحـوَّل إلــى فيلم. يـقـول مذيع «فـوكـس» الــذي التقاه أمــس: «(مرثية هيلبيلي) كانت من أكثر الروايات مبيعًا وتحوَّلت إلى فيلم، وألنَّني لم أكن أعلم عنك الكثير... قرَّرت مشاهدة الفيلم، وعندما رأيـــتُـــك، سـألـتـك هــل هـــذه حـقـ مــا كــانــت عـلـيـه حـيـاتُــك؟ جنديًا في القوة البحرية. والدتُك مدمنة على املخدرات والـــكـــحـــول. ووالـــــــدُك، لـــم يـكـن بــالــضَّــبــط أفـــضـــل أب في العالم. ونشأت في وسط فقير، لكنَّك التحقت باملارينز وخــدمــت فـي الــعــراق. ودرســـت حتى التحقت بجامعة يــيــل، وأبــــدعــــت هـــنـــاك. ثـــم حــقَّــقــت نــجــاحــ فـــي أعـمـالـك التجارية... ثم دخلت السياسة ونجحت فيها. إنَّها قصة مذهلة، وحياة صعبة. تلك التي مررت بها». المنطقة في رأي نائب ترمب عبد الرحمن الراشد اختيارات ترمب تجعلُه يتميَّز عن بايدن بأنَّه يحيط نفسَه بقيادات إدارية قوية

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==