issue16667

9 تحقيق FEATURE Issue 16667 - العدد Tuesday - 2024/7/16 الثالثاء ASHARQ AL-AWSAT «سودان بديل» في مصر يمنح أبناءه مالذا آمناً... ويثير حساسيات حـــن كـــانـــت الــشــمــس تــهــبــط فـــي األفـــق لــــتــــأذن لــلــيــل بــــالــــقــــدوم، بـــعـــد نـــهـــار صـيـفـي مــلــتــهــب أشــــــار الــــشــــاب الــــســــودانــــي مـصـعـب عـامـا) بـيـده إلــى «ميكروباص» 33( حـمـدان متوجه نحو نهاية شارع السودان النابض بالحياة والصخب بالجيزة، ليكتشف عقب صــعــوده أن الـسـائـق والـــركـــاب جميعهم من بني وطنه. لم يُبد مصعب (عامل النظافة بإحدى الــشــركــات)، أي إيــحــاء بالتعجب جـــراء هـذا االنــــتــــشــــار الــــافــــت لــــ«الـــجـــلـــبـــاب والــــتــــوب» باألحياء املصرية، التي تكرست ملذًا آلالف الفارين من الحرب. بـــعـــدمـــا أســـــــدل الـــلـــيـــل ســـــتـــــاره؛ وصـــل مصعب إلى شارع «امللكة» املكتظ بالوجوه السمراء، ليجد الفتات املتاجر املضيئة وقد أضيأت بعبارات مثل «سنتر أم درمان ألجود اللحوم السودانية»، ومقهى «ملتقى أحباب الــــســــودان»، ومـخـبـز «بــــاب جـنـقـريـن للخبز الـــبـــلـــدي الــــســــودانــــي»، و«مـــطـــعـــم الـــقـــراصـــة» و«ســلــطــان الــكــيــف» الــتــي تـقـع جميعها في نطاق جغرافي ضيق. «نـــحـــن نــعــيــش فــــي مــجــتــمــع ســـودانـــي متكامل، ال ينقصنا شـيء سـوى املساحات الفسيحة وظلل األشجار الوارفة»، وفق ما يقول مصعب لـ«الشرق األوسط». الحضور السوداني الكثيف في أحياء مـصـريـة، عكسته أرقـــام رسمية أشـــارت إلى وصول أكثر من نصف مليون نازح سوداني إلـــى األراضـــــي املــصــريــة مـنـذ انـــــدالع الـحـرب بـن الجيش و«قــــوات الـدعـم الـسـريـع» العام املاضي، بينما أكـد سوادنيون تحدثوا إلى «الــــشــــرق األوســـــــط» أن «األعــــــــداد الـحـقـيـقـيـة تفوق هـذا الرقم بكثير، ال سيما بعد عبور أعـــداد كبيرة منهم بشكل غير نظامي عبر الصحراء على مدار األشهر املاضية». وتــــــــقــــــــدِّر الـــــحـــــكـــــومـــــة املــــــصــــــريــــــة عـــــدد 9 مـــايـــن مــــن أصـــــل 5 الـــســـودانـــيـــن بــنــحــو مــايــن الجــــئ، فـيـمـا يـصـفـهـم الــرئــيــس عبد الفتاح السيسي بـ«ضيوف مصر». وتــــســــبــــب الـــــتـــــدفـــــق الــــكــــبــــيــــر فــــــي عــــدد السودانيي منذ انــدالع الحرب األخـيـرة في بـادهـم، في الضغط على مكاتب املفوضية الــــدولــــيــــة لــــشــــؤون الــــاجــــئــــن، فــــي الـــقـــاهـــرة واإلســــكــــنــــدريــــة، حـــيـــث يـــتـــم اســـتـــقـــبـــال نـحـو آالف طــلــب لـــجـــوء يـــومـــي، مــمــا رفــــع عــدد 3 5 الـــســـودانـــيـــن املــســجــلــن لـــــدى املـــفـــوضـــيـــة أضعاف عمّا كـان عليه سابقا، ليبلغ اليوم في املائة من 52 ألـف. ويمثل هذا الرقم 300 مـجـمـل عــــدد الــاجــئــن املـسـجـلـن فـــي مصر لدى املفوضية في أبريل (نيسان) املاضي. ولـــهـــذا الــســبــب فــــإن املــفــوضــيــة تـتـوقـع «ازدياد الطلب على التسجيل بشكل مستمر في األشهر املقبلة بسبب الوضع املضطرب فـــي الــــســــودان، مـــع عــــدم وجــــود آفــــاق فــوريــة لــــســــام مـــســـتـــدام فــــي األفـــــــــق»، مـــــقـــــدرة عـــدد السودانيي الذي ينتظرون التسجيل بنحو ربع مليون شخص. تكتالت شـــوارع العاصمة املـصـريـة الـتـي يبدو عـلـيـهـا الـــهـــدوء نـــهـــارًا، بـفـعـل الــحــر الـقـائـظ، يمألها الصخب كلما اقترب قرص الشمس الـذهـبـي مــن املـغـيـب، حـيـث يـجـري تلطيفها باملياه قبل أن تتمدد إليها كراسي املقاهي، الـــتـــي يـفـضـلـهـا ســـودانـــيـــون لــلــقــاء بعضهم فـــي مـــاذهـــم الــجــديــد املــكــتــظ بــأحــيــاء مـثـل: «املــــلــــك فـــيـــصـــل»، وأرض الـــــلـــــواء، وإمـــبـــابـــة بـــالـــجـــيـــزة، وحـــــدائـــــق املـــــعـــــادي بـــالـــقـــاهـــرة، والـــعـــاشـــر مـــن رمـــضـــان بــالــشــرقــيــة، وبـعـض مناطق اإلسكندرية، وأســوان، حيث فرضت املـــتـــاجـــر واملــــطــــاعــــم واملــــخــــابــــز وصـــالـــونـــات الـــحـــاقـــة ومــــحــــال بـــيـــع املــــابــــس والـــعـــطـــارة واللحوم السودانية نفسها بشكل متزايد، وهـو ما وُصــف في وسائل اإلعــام املصرية بـ«التكتلت السودانية». ال تــخــطــئ الـــعـــن املــــامــــح الـــســـودانـــيـــة والـــثـــوب الـتـقـلـيـدي فـــي الـــشـــوارع الرئيسية والـفـرعـيـة بـالـقـاهـرة والــجــيــزة، حـيـث يوجد الـــبـــاعـــة الــــســــودانــــيــــون ومــــواطــــنــــوهــــم مـمـن اقـــتـــحـــمـــوا مــــجــــاالت عـــمـــل كــــانــــت مــقــتــصــرة عـــلـــى مـــصـــريـــن لـــعـــقـــود، مــــن بــيــنــهــا قـــيـــادة سيارات األجرة وامليكروباص داخل األحياء الشعبية؛ وهو ما عـدّه مصعب «أمـرًا معبِّرًا عــــن ســــرعــــة انـــــدمـــــاج الــــوافــــديــــن الــــجــــدد فـي تفاصيل الحياة في مصر». ومــــــن فــــــرط حــــضــــور «الــــــــــــزول»، (كــلــمــة مــعــنــاهــا الـــرجـــل فـــي الــلــهــجــة الـــســـودانـــيـــة)، أصبح معتادًا استخدام املفردات السودانية فــي املـتـاجـر والـــشـــوارع والـــحـــارات ووسـائـل املـــواصـــات، لـكـن محمد عـبـد املـجـيـد سائق إحدى سيارات األجرة، التي تعمل في شارع الــــســــودان بــالــجــيــزة يـتـقـن الـلـهـجـة الـعـامـيـة املصريةً. لقد تكيف عبد املجيد صـاحـب الوجه الــــدائــــري الــبــاســم مـــع تـفـاصـيـل الـــقـــيـــادة في الـــــشـــــوارع الـــقـــاهـــريـــة، فـــبـــات يــحــفــظ أســـمـــاء ومواقع املحطات عن ظهر قلب، مؤكدًا أنه في أوقـات متكررة تكون معظم حمولة سيارته من الركاب السودانيي الذين يندمج معهم بتشغيل أغانيهم الفلكلورية: «تشعر كأنك في فرح وليس في مواصلت عامة». عـبـد املـجـيـد لـيـس الــســائــق الــســودانــي الوحيد على خط «شارع السودان» بالجيزة، ســائــقــا يـحـتـرفـون 30 لــكــنــه واحـــــد مـــن بـــن السير في الزحام ويهربون منه إلى شوارع ضيقة بديلة. فــــي أحـــــد أروقـــــــة حــــي فــيــصــل الـشـهـيـر بــــالــــجــــيــــزة، كــــــان صــــاحــــب مـــتـــجـــر الـــعـــطـــارة الــــســــودانــــي الــســتــيــنــي عــــــادل مـــحـــمـــد، الــــذي عكست عيناه طمأنينة ترسخت على مدى الــســنــوات الـخـمـس الـتـي قـضـاهـا فــي مصر، ينتظر زبائنه املعتادين في املساء. «رغم أن معظم زبائني من السودانيي فــــإن جــيــرانــي مـــن املــصــريــن يــشــتــرون مـنّــي بـهـارات الطعام والـزيـت والسمن والسكر»، وفــق قـولـه لــ«الـشـرق األوســــط». موضحا أن «سبب اكتظاظ املنطقة بالسودانيي يعود إلـــــى تــفــضــيــل كــثــيــر مــنــهــم اإلقــــامــــة بـــجـــوار أقاربهم وعائلتهم لتقليل الشعور بالغربة، وهـــو مـــا خـلـق مجتمعا ســودانــيــا مـتـكـامـا هنا». مؤكدًا أن «السودانيي يتمركزون في الجيزة، بـدايـة من أول محيط شـارع فيصل 10 الشهير حتى نهايته ملسافة تقترب مـن كيلومترات». مالذ بديل لـم تكن مـواقـع «الـتـواصـل االجتماعي» بــعــيــدة عـــن رصــــد هــــذا الــــوجــــود الـــســـودانـــي الـــكـــثـــيـــف فـــــي مــــصــــر، حـــيـــث كــــرســــت بـعـض مقاطع الفيديو فكرة وجــود «ســـودان بديل في البلد، ومن بينها تعليق مؤثّر سوداني تندَّر على الوجود املكثف ألبناء وطنه بحي فيصل بـالـجـيـزة قــائــاً: «إذا كـنـت سـودانـيـا تعيش فــي الـــخـــارج وتــرغــب فــي رؤيـــة أهلك وبـلـدك مـا عليك ســوى الــذهــاب إلــى الجيزة املصرية». وهــــو مـــا يـــؤكـــده مــصــعــب، مــعــتــبــرًا أن «مراكز التعليم واملتاجر واملطاعم واملقاهي السودانية على اختلف أشكالها وأنوعها؛ قـد فـرضـت وجــودهــا على الــشــارع املـصـري، حتى بـات الخبز السوداني األبيض ملمحا مهما في متاجر مصرية». وتـشـعـر زيــنــب مـصـطـفـى، وهـــي سـيـدة خـمـسـيـنـيـة قَــــدِمــــت إلـــــى مـــصـــر مــــن الـــواليـــة الشمالية بالسودان، بـ«األمان» وهي تجلس داخل شقة فسيحة بمنطقة «اللبيني» بحي الهرم (غـرب القاهرة) رفقة أبنائها وأختها وبناتها. مكثت زينب فترة طويلة في مصر من دون زوجها الستيني الذي «لحق بها أخيرًا بعد تمكنه مـن الـدخـول بشكل غير نظامي عبر الصحراء، وهو يبحث توفيق أوضاعه ليتمكن من العمل في أي وظيفة». ويعد عشرات آالف السودانيي الفارين مــن نـــار الــحــرب فــي الـــســـودان، مـصـر «املـــاذ األفـضـل» راهـنـا، المتلكها مقومات الحياة والبنية التحتية، ومـن بينهم فاطمة حسن التي تمكنت مـن دخــول مصر عبر مسارات التهريب الوعرة أخيرًا. خــــشــــيــــت فـــــاطـــــمـــــة عـــــلـــــى بــــنــــاتــــهــــا مـــن «االغتصاب على يد امليليشيات بالسودان»، وقررت دخول مصر بشكل غير نظامي، وفق ما قالته لـ«الشرق األوسط». الــحــر الـشـديـد والـعـطـش أنـهـكـا فاطمة وبـنـاتـهـا الـــثـــاث لــســاعــات طـويـلـة لـــم يـذقـن فيها طعم الراحة أو النوم، قبل أن تنجح في الـوصـول إلـى الجيزة لتنضم إلـى شقيقتها التي سبقتها منذ عدة أشهر. ورغـــــــم اإلعــــــــان عــــن تـــوقـــيـــف حـــافـــات لـنـازحـن سـودانـيـن دخــلــوا الــبــاد بطريقة غـــيـــر نــظــامــيــة فــــي شـــهـــر يـــونـــيـــو (حــــزيــــران) املــاضــي، فــإن عبد الـلـه قـونـي املقيم فـي حي عــامــا ويـقـصـده 15 املـــعـــادي بــالــقــاهــرة مـنـذ الــكــثــيــر مـــن الـــنـــازحـــن الـــســـودانـــيـــن الــجــدد للمساعدة في توفير مسكن أو فرصة عمل، حـافـلـة مـــن أســـوان 11 يــؤكــد «وصـــــول نـحـو تـقـل سـودانـيـن يـومـيـا كلهم مــن املهاجرين غـيـر الـنـظـامـيـن الــذيــن يــدفــع الـــواحـــد منهم دوالر أميركي للمهربي»، وهو ما 500 نحو تؤكده فاطمة كذلك. تعليم ومن بي أهم ملمح «السودان البديل» رؤيــــة الـتـامـيـذ وهـــم فــي طـريـقـهـم مــن وإلــى املـــدارس الـسـودانـيـة الـتـي زاد عـددهـا بشكل مــــطّــــرد خـــــال األشــــهــــر األخـــــيـــــرة، مـــمـــا دعـــا الـسـلـطـات املـصـريـة إلـــى إغــــاق بعضها من أجل «تقني األوضاع». ويـــقـــدِّر ســامــي الــبــاقــر، املـتـحـدث باسم نــقــابــة املـعـلـمـن الـــســـودانـــيـــة، عــــدد املـــــدارس مــدرســة 300 الـــســـودانـــيـــة فـــي مــصــر بــنــحــو للتعليم األساسي واملتوسط. ووجـــــهـــــت الـــــســـــفـــــارة الـــــســـــودانـــــيـــــة فــي الـقـاهـرة الـتـي نقلت مقرها قبل سـنـوات من جــــاردن سـيـتـي إلـــى حــي الـــدقـــي، الـشـكـر إلـى الحكومة املصرية على تعاونها في إنجاح امتحانات الشهادة االبتدائية السودانية في مراكز 6 شهر يونيو (حزيران) املاضي، عبر تعليمية تابعة للسفارة، مشيرة في بيان لها آالف طالب إلـى جانب أكثر 7 إلـى «مشاركة مراقب من املعلمي». 400 من وجـــامـــعـــيـــا قــــــدّر أيـــمـــن عــــاشــــور، وزيــــر التعليم الـعـالـي املــصــري، عـــدد الـسـودانـيـن الــذيــن الـتـحـقـوا الــعــام املــاضــي بـالـجـامـعـات آالف طالب. 10 املصرية بأكثر من وكان من بي النازحي السودانيي عدد كبير من الفناني الذين استقروا في القاهرة عـلـى غــــرار املـمـثـلـة إيــمــان يــوســف، واملــخــرج أمــجــد أبـــو الــعــا واملـــخـــرج مـحـمـد الـطـريـفـي واملــمــثــل نــــزار جـمـعـة، الـــذيـــن يـرتـحـلـون إلـى الخارج لحضور فعاليات فنية ثم يعودون من جديد إلى مصر. وبينما يلجأ السودانيون الذين دخلوا البلد بشكل نظامي إلى توثيق عقود إيجار شققهم السكنية بمكاتب الشهر العقاري إلى جانب تسجيل أبنائهم في املدارس للحصول عـلـى إقـــامـــات قــانــونــيــة، فــإنــه ال يــوجــد أمـــام الـنـازحـن غير النظاميي ســوى «التصالح مـــع وزارة الــداخــلــيــة املـــصـــريـــة» عــبــر إنــجــاز اسـتـمـارة «تقني وضـــع» ودفـــع رســـوم تبلغ ألف دوالر، أو التقدم إلى مفوضية اللجئي والحصول على بطاقة «طالب لجوء». حساسيات مصرية مـــــع هـــيـــمـــنـــة «الــــجــــلــــبــــاب» و«الــــــتــــــوب» السودانيي على شـــوارع وحـــارات مصرية، وتــــداول مقاطع لتجمعات سـودانـيـة كبيرة فــــي الــــقــــاهــــرة عـــبـــر «الــــســــوشــــيــــال مـــيـــديـــا»، والقلق من أخبار طرد مستأجرين مصريي لتسكي سودانيي بدال منهم؛ ظهرت بوادر «الــحــســاســيــة» مـــن «الــتــكــتــات الــســودانــيــة» فــــــي مـــــصـــــر. كــــمــــا أثـــــــــــارت خــــــرائــــــط رفـــعـــهـــا ســـودانـــيـــون لــبــادهــم تـضـم مـثـلـث «حـايـب وشلتي»، (أقصى جنوب مصر مع الحدود السودانية)، جدال واسعا، مما دفع السلطات املـــصـــريـــة أخـــيـــرًا إلــــى اتـــخـــاذ إجــــــــراءات ضد هؤالء النازحي وصلت إلى ترحيل بعضهم، وفق مصادر مصرية. وزاد مـــن وتـــيـــرة الــتــحــفــظــات، اإلبــــاغ عـــن إجــــــراء أســــر ســـودانـــيـــة عــمــلــيــات خـتـان لبناتهم في مصر، وهو ما واجهه مسؤولون مــصــريــون بـالـتـشـديـد عـلـى ضـــــرورة تفعيل القانون املصري الذي يُجرِّم ختان اإلناث. وكــغــيــره مـــن عـــشـــرات املــصــريــن الــذيــن يــــعــــدّون أنــفــســهــم «مـــتـــضـــرريـــن مـــن الـــوجـــود السوداني املكثف»، لم يُخف السباك الستيني عيد محمود، صاحب الجسد النحيل تذمره من «هيمنة النازحي على املربع السكني الذي كان يقيم فيه بالقرب من جامعة القاهرة». يـــقـــول عــيــد بــنــبــرة يــمــ هــا االســـتـــيـــاء: «أجــــبــــرتــــنــــي مـــالـــكـــة الـــشـــقـــة عـــلـــى إخـــائـــهـــا لتسكي أسرة سودانية بدال مني». فتيات 3 وبعدما كـان عيد الــذي يعول جنيه مصري (الـدوالر األميركي 1600 يدفع جـــنـــيـــهـــا) بـــــــدل إيــــجــــار 48 يــــــســــــاوي نــــحــــو شـهـري خـــال الـسـنـوات املـاضـيـة فـــإن مالكة آالف جنيه من 6 العقار تحصل راهنا على املستأجرين السودانيي الجدد. وهو ما دفع مصريي إلــى «دعـــوة الحكومة إلــى التدخل حفاظا على السِّلْم املجتمعي». واضطر عيد إلى البحث عن شقة أخرى 3 فـي منطقة تـوصـف بأنها «مـتـواضـعـة»، بـ آالف جنيه. وأغلقت السلطات املصرية أخيرًا عــــددًا مـــن املــــــدارس الــســودانــيــة بـــداعـــي عــدم استيفاء الشروط. وطالبت سفارة السودان بالقاهرة، أصحاب املدارس، بـ«التزام ثمانية شـــــــروط، وضــعــتــهــا مـــصـــر لــتــقــنــن أوضـــــاع املـــــــــدارس املـــغـــلـــقـــة»، وقــــالــــت إنــــهــــا «تُــــجــــري اتصاالت مستمرة لحل األزمة». ويـرى عضو املجلس املصري للشؤون الــــخــــارجــــيــــة الـــســـفـــيـــر صـــــــاح حـــلـــيـــمـــة، أن «اإلجـــــــراءات املــصــريــة األخـــيـــرة الــتــي هـدفـت إلـــى تـقـنـن أوضـــــاع الــســودانــيــن فـــي الـبـاد «طــبــيــعــيــة جـــــدًا فــــي ظــــل ازديـــــــــاد أعــــدادهــــم بـــالـــبـــاد»، مـضـيـفـا لــــ«الـــشـــرق األوســـــــط» أن «تـنـظـيـم الــلــجــوء واإلقــــامــــة مـــع طــلــب زيــــادة املساعدات من املنظمات الدولية واإلقليمية يعدان الخيار األفضل راهنا للقاهرة». تخفيف األعباء بسبب األزمة االقتصادية، طالبت مصر املجتمع الـدولـي بدعمها فـي «تحمل أعباء الــاجــئــن». ورأى وزيـــر الـخـارجـيـة املـصـري السابق سامح شكري، عقب لقائه مدير عام املنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، أن الدعم الـــذي تتلقاه مصر مـن املجتمع الــدولــي «ال يتناسب مع ما تتحمله من أعباء، في ظل ما يعانيه االقتصاد املصري من تبعات األزمات العاملية. وأطــــلــــقــــت الـــحـــكـــومـــة املــــصــــريــــة أخـــيـــرًا عــمــلــيــة لــحــصــر أعـــــــداد الـــاجـــئـــن املـقـيـمـن عـــلـــى أراضـــــيـــــهـــــا، بــــهــــدف احــــتــــســــاب تـكـلـفـة استضافتهم، والوقوف على األعباء املالية، في ظل أزمة اقتصادية تعانيها البلد. وطــــالــــبــــت مـــفـــوضـــيـــة األمـــــــــم املـــتـــحـــدة لشؤون اللجئي بمصر، في بيان في شهر مليون 175.1 أبريل املاضي، بالحصول على دوالر لتلبية االحــتــيــاجــات األكـــثـــر إلـحـاحـا للجئي السودانيي الـذيـن فــروا إلــى مصر .2023 منذ منتصف أبريل مقهى شعبي في الجيزة يضم تجمعا سودانيا (الشرق األوسط) ال تخطئ العني كثرة الوجوه السمراء والثوب السوداني الـتـقـلـيـدي فـــي الــــشــــوارع الـرئـيـسـيـة والــفــرعــيــة بـالـقـاهـرة والجيزة. فـاألرقـام الرسمية تشير إلـى وصــول أكثر من نصف مليون نازح سوداني إلى مصر منذ اندالع الحرب بني الجيش و«قــوات الدعم السريع» العام املاضي، بينما أكد سوادنيون تحدثوا إلى «الشرق األوسط» أن «األعداد الحقيقية تـفـوق هـــذا الــرقــم بكثير، ال سيما بـعـد عبور أعداد كبيرة منهم بشكل غير نظامي عبر الصحراء على مـــدار األشـهـر املـاضـيـة». وتــقــدِّر الحكومة املـصـريـة عدد ماليني الجئ على 9 ماليني من أصل 5 السودانيني بنحو أراضـيـهـا، فيما يصفهم الـرئـيـس عبد الـفـتـاح السيسي بـ«ضيوف مصر». الجالية الكبرى بين الوافدين... والمفوضية تدق ناقوس الخطر القاهرة: عبد الفتاح فرج انتشار الفت للمحال السودانية بمحافظة الجيزة المصرية (الشرق األوسط) إقبال الفت على مكتب مفوضية الالجئين بالقاهرة (مفوضية الالجئين)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==