issue16652

Issue 16652 - العدد Monday - 2024/7/1 االثنني اإلعالم 17 MEDIA د. ياسر عبد العزيز الصحافيون... و«اإلخوة المُسرِّبون»! يـوم األربـعـاء املـاضـي، بـدا أن الستار قد أُســدل على حكاية أحـد أكبر «مُسرِّبي املعلومات» في الـعـالـم... أو جوليان أسانج الــذي مأل الدنيا وشغل الناس سنوات طوال، على إيقاع التسريبات التي أطلقها عبر موقعه الشهير «ويكيليكس»، ليُطوي صفحة مفعمة باإلثارة من صفحات اإلعالم الدولي، بعدما تم اإلفراج عنه من محكمة أميركية، بموجب اتفاق أقر فيه بـ«الذنب». ، زاعـمـا أنه 2006 لقد أطـلـق أسـانـج موقعه اإللـكـتـرونـي (ويكيليكس) فـي عــام يعرض مادة حصل عليها نشطاء وصحافيون من أكثر من دولة، ومعلنا أن بحوزته ماليني الوثائق املهمة والخطيرة. بـعـدهـا بـــدأ الــعــالــم يـتـابـع درامـــــا أســـانـــج الــتــي صـنـعـهـا بـتـسـريـبـاتـه الـخـطـيـرة واالنتقائية، ومن خاللها أمكننا أن نطلع على ما قاله سفراء ووزراء وقادة دول في قاعات مُحكمة الغلق، أو في جلسات ودية لتناول الشاي، أو عبر الهواتف. استطاع الجمهور العاملي بسبب هذا املوقع أن يقرأ نصوصا ووثائق، وتفريغا لكثير من املكاملات الهاتفية، وأن يحصل على رسائل مُرسَلة من بعثات دبلوماسية إلى الحكومات التي تتبعها، مما كشف كثيرًا من وقائع الفساد التي طالت رؤساء دول وحكومات ومسؤولني رفيعي املستوى، وطيفا عريضا من املؤامرات السياسية، فضال عن عشرات األحاديث التي تمت بني سياسيني بارزين، والتي يمكن وصفها بأنها -ببساطة- «نميمة سياسية»، تعكس مواقف حادة ومتباينة، ولم تكن معروفة في العلن. لم يكن أسانج نجم عصر التسريبات الوحيد؛ بل انضم إليه آخرون؛ مثل إدوارد سنودن الذي استطاع عبر تسريباته أن يدفع الرئيس األميركي األسبق باراك ، بـأن حكومته أجــرت عمليات تنصت ومراقبة 2013 أوبـامـا إلـى االعــتــراف، فـي عـام بحق أشخاص، ومسؤولني، وأعضاء في الكونغرس، وأيضا بحق بعثات أجنبية، وحكومات، وأجهزة أمنية تابعة لدول أخرى، بعضها من الدول الحليفة، مثل أملانيا وفرنسا. ولدينا بطل آخر من أبطال التسريبات التي هزت العالم، وهو بطل قصة «وثائق بـنـمـا»؛ إذ أكـــد بـاسـتـيـان أوبــرمــايــر، الـصـحـافـي الـــذي يعمل بصحيفة «زودويـتـشـه ، أن شخصا يطلق على نفسه اسم «جون دو» اتصل به 2016 تسايتونغ» األملانية، في عارضا عليه إعطاءه معلومات غاية في األهمية بغرض نشرها. وقد نقلت «واشنطن بوست» عن أوبرماير، قوله: «كنت في مناوبة عمل في الصحيفة، حني وردني اتصال من شخص مجهول، باغتني قائالً: (آلو... أنا جون دو... هل تريدون معلومات؟)». فـــي حــــال كــانــت روايـــــة أوبـــرمـــايـــر صـحـيـحـة، فــقــد بــــادر شــخــص مـــا بــاالتــصــال مليون وثيقة، مـن الوثائق املحفوظة فـي أرشيف 11.5 بالصحيفة، عـارضـا تقديم معلومات شركة املحاماة البنمية «مـوسـاك فونسيكا»، وهـي وثائق تكشف وقائع فساد وشبهات تتعلق بآالف من أهم السياسيني ورجـال األعمال، في عدد كبير من دول العالم، قبل أن يتم نقلها إلى الصحيفة، لتبدأ في إجراءات نشرها. لــقــد تــبــرع هــــؤالء «الـــنـــاشـــطـــون» بـنـشـر مــ يــ الــوثــائــق واألســـــــرار الـحـسـاسـة واملُصنفة سرية، قبل أن يتعرض معظمهم ملالحقات ذات طابع قانوني، أفضت بهم في معظم األحيان إلى التوقيف والسجن. وبموازاة الدهشة واالهتمام واإلثارة التي واكبت كل تسريب، لم تتوقف األسئلة عن طبيعة املُسرِّبني، وأهدافهم، والوسائل التي استطاعوا من خاللها اكتشاف «مناجم املعلومات» النفيسة. يستبعد بعض النقاد أن يتم التعاطي مع هؤالء املُسرِّبني بوصفهم صحافيني، بـمـا يُــمـكِّــنـهـم مــن التمتع بـمـا تــقــرره الـقـوانـ والـعـهـود الـدولـيـة مــن حـمـايـة واجـبـة ألنشطتهم املتعلقة بنشر الحقائق ذات الصلة بأولويات الجمهور واملصالح العامة. ويقدم هؤالء النقاد ذرائع وجيهة لذلك؛ أهمها أن الصحافة يجب أن تقدم معلومات مــتــوازنــة ومُــعـالَــجـة فــي إطـــار قـصـص مكتملة، ولـيـسـت تـسـريـبـات تـسـتـهـدف إدانـــة أشخاص أو جهات بعينها بشكل انتقائي. وفي املقابل، يعتقد هؤالء املُسرِّبون، وأنصارهم أنهم جديرون بالحماية، بداعي أنهم «يكشفون الفساد، ويتَحدُّون جبروت السلطات، ويستخدمون حق حرية الرأي والتعبير». لكن تلك الـذرائـع ال تبدو مقنعة أحيانا، في ظل ما تكشف عن انتقائية معظم تلك التسريبات، وخدمتها ملصالح سياسية محددة. بالنسبة إلـيـنـا -بـوصـفـنـا صـحـافـيـ - يـجـدر بـنـا أن نـرحـب بـالـتـسـريـبـات، ما دُمنا سنعالجها صحافيا، وسنتأكد أنها ال تخرق قاعدة مهنية أو قانونا نافذًا، وسـنـقـدمـهـا مــن خـــ ل قـصـص مــتـوازنـة مكتملة، وسنتيح لــ طــراف املـتـضـررة من نشرها أن تدلي بآرائها وتشرح مواقفها. تعكس ظـاهـرة التسريبات تـطـورًا فـي الـصـراعـات السياسية، بمواكبة التقدم املذهل في بيئة املعلومات واالتصاالت، وهو تطور يجب أن تستفيد منه الصحافة؛ لكن لتلك االستفادة شروطا حاكمة ال يجب تجاهلها. أما أسانج، فقد دخل إلى خشبة املسرح العاملي من باب السياسة، بوصفه «بطل معلومات»، وخرج من محبسه من بابها أيضا؛ لكن بوصفه مقرًا بـ«ذنبه». ترند كيف يؤثر اعتماد الفيديو مصدرا لألخبار على الناشرين؟ مــــــرة أخــــــــرى يــــبــــرز الـــفـــيـــديـــو وســـيـــلـــة أســــاســــيــــة لـــنـــشـــر األخــــــبــــــار؛ ال ســـيـــمـــا لـــدى فـئـة الــشــبــاب واملـــراهـــقـــ ، األمــــر الــــذي يثير تساؤالت بشأن تأثير زيادة شعبية مقاطع الــفــيــديــو الــقــصــيــرة عــلــى الـــنـــاشـــريـــن. وعـــد خـبـراء أنــه ينبغي لوسائل اإلعـــ م التكيف مع هذه التطورات، واالستثمار بشكل أوسع فــي تقنيات الـواقـعـ االفــتــراضــي واملــعــزّز، والذكاء االصطناعي. فــــقــــد كــــشــــف تــــقــــريــــر اإلعــــــــــ م الـــرقـــمـــي الـــســـنـــوي، الـــــذي أصــــــدره مــعــهــد «رويــــتــــرز» لدراسة الصحافة، في منتصف شهر يونيو (حـــــزيـــــران) املـــنـــقـــضـــي، عــــن «زيــــــــادة أهـمـيـة الـفـيـديـو بـوصـفـه مــصــدرًا للمعلومات عبر اإلنـــتـــرنـــت؛ خـصـوصـا بـــ الـــشـــبـــاب». وقـــال مدير املعهد، راسـمـوس نيلسن، في مقدمة «سيجب على 2024 التقرير السنوي لـعـام الــصــحــافــيــ ووســــائــــل اإلعــــــ م أن يــبــذلــوا جهدًا أكبر لجذب انتباه الجمهور، ناهيك من إقناعه بدفع املـال مقابل الحصول على األخبار». التقرير بنى نتائجه على استطالعات الــــرأي الـتـي أجـرتـهـا شـركـة «يـــوغـــوف» عبر دولة. 47 ألف شخص في 95 اإلنترنت، على وجـــــاءت الـنـتـائـج لـتـؤكـد االتـــجـــاهـــات الـتـي لــوحــظــت بــالــفــعــل فـــي الـــســـنـــوات الــســابــقــة؛ حيث أشـــار ثلثا املـشـاركـ فـي االستطالع عـلـى مـسـتـوى الـعـالـم، إلـــى أنـهـم يـشـاهـدون مقطع فيديو قصيرًا واحدًا على األقل (بضع دقائق) حول موضوع إخباري، كل أسبوع. فــي املـائـة 72 وأوضـــــح الـتـقـريـر –أيـــضـــا- أن من مشاهدات الفيديو تجري على منصات فـي املائة 22 الـتـواصـل االجـتـمـاعـي، مقابل فقط على املواقع الخاصة بوسائل اإلعالم. رامي الطراونة، رئيس وحدة املنصات الرقمية في صحيفة «االتـحـاد» اإلماراتية، قــــال لــــ«الـــشـــرق األوســـــــط» مـعـلـقـا عــلــى هــذا املـوضـوع، إن «الفيديو يتميز بقدرته على جذب انتباه املشاهدين بشكل أكبر عن غيره من أصناف املحتوى، كالنص أو الصورة، ما يجعله خيارًا مثاليا لنقل املعلومات بسرعة وفـعـالـيـة». وأضـــاف أنــه مـن خــ ل التجارب الــشــخــصــيــة وتــحــلــيــل ســـلـــوك مـسـتـخـدمـي ،»19- املـــنـــصـــات مــــا بـــعـــد جـــائـــحـــة «كــــوفــــيــــد ازدادت القناعة بأن شريحة الشباب وصغار الـسـن تميل إلـــى اعـتـبـار الـفـيـديـوهـات أكثر مـوثـوقـيـة وســ ســة ومــبــاشــرة مــن املــقــاالت اإلخـــبـــاريـــة. ثــم تــابــع بـــأن «تـضـمـ مقاطع الفيديو عناصر الصوت والنص والصورة الثابتة واملتحركة معا، يجعلها أسهل في االســتــهــ ك والـــــــرواج، ال سـيـمـا مـــع احــتــدام املــنــافــســة بـــ املــنــصـــات الــرقــمــيــة وتـطـويـر أغــلــبــهــا ملــــزايــــا تــفــاعــلــيــة جــــاذبــــة، سـاهـمـت بـشـكـل كـبـيـر فــي زيـــــادة شـعـبـيـة هـــذا الـنـوع مـــن املـــحـــتـــوى، لــيــس فــقــط بــوصــفــه مــصــدرًا إخـبـاريـا؛ بـل بوصفه مـصـدرًا معرفيا على وجه العموم». وأشـــــــار إلـــــى أن «هــــــذا الــــــــرواج الـكـبـيـر جعل الفيديو أداة من أدوات تأجيج الحرب الـــدائـــرة أخـــيـــرًا شــرقــي الــعــالــم وغـــربـــه، ضد شـــركـــات الـــتـــواصـــل االجــتــمــاعــي الــعــمــ قــة، حــــول مــــدى صــحــة األخــــبــــار املــتــنــاقــلــة عبر منصاتها، وموثوقيتها». الـــطـــراونـــة رأى فـــي الــفــيــديــو «مــحــركــا أســــــاســــــيــــــا فـــــــي تــــغــــيــــيــــر اســــتــــراتــــيــــجــــيــــات ومـــنـــهـــجـــيـــات الــــنــــشــــر الـــــخـــــبـــــري، وتــــراجــــع االعتماد على النصوص بوصفها نموذجا رئيسا لنقل األخـبـار». ولفت إلـى أن «تأثير الــفــيــديــو يـــبـــدو جــلــيــا فـــي اإلقــــبــــال املــتــزايــد نحوه، من جانب معظم الجهات اإلعالمية ذات الخلفيات املطبوعة أو التلفزيونية». واســـتـــطـــرد: «اعـــتـــمـــاد وســـائـــل اإلعـــــ م على الفيديو يزداد؛ ال سيما مع احتدام املنافسة؛ لــيــس فــقــط مـــع نــظــيــراتــهــا؛ بـــل مـــع (صــنــاع املـــحـــتـــوى) الـــرقـــمـــي اإلخــــبــــاري املـسـتـقـلـ ، والذين يستندون في نموذج عملهم بشكل أســـاســـي عـلـى الــفــيــديــو... وتــأثــيــر الـفـيـديـو يـــدفـــع الـجـمـيـع بـــقـــوة نــحــو اسـتـراتـيـجـيـات تـــحـــوّلـــيـــة أكـــثـــر تــكــيــفــا مــــع أدوات الــتــأثــيــر الجديدة». وفـــــي ســـيـــاق مـــتـــصـــل، قـــــال الـــطـــراونـــة: «التكيف ال يعني تحويل املحتوى املقروء أو املــرئــي الــعــادي لصيغ مناسبة ملنصات التواصل فقط؛ بل مراجعة وتحليل عملية إنتاج الفيديو كلها، والتعامل مع تكاليف أدواتـــهـــا وعـمـالـتـهـا ومـتـغـيـراتـهـا، كـدخـول الذكاء االصطناعي... وثمة ضرورة التعامل مع الفيديو بوصفه مصدرًا واعـدًا للمردود املــــــادي املــبــاشــر أو غــيــر املـــبـــاشـــر، مـــن دون إغفال محور حقوق النشر وتشعباته». القاهرة: «الشرق األوسط» رامي الطراونة رائف الغوري التضليل المعلوماتي يجدد الدعوات لتدريس األطفال «التربية اإلعالمية» مع ازدياد التحذيرات الدولية واملحلية مــــن مـــخـــاطـــر مــــا بـــــات يُــــعــــرف بـــ«الــتــضــلــيــل املعلوماتي»، أو انتشار املعلومات واألخبار الزائفة؛ ال سيما مع هيمنة منصات التواصل االجــتــمــاعــي، ازدادت الـــدعـــوات واملـطـالـبـات الــدولــيــة بـتـدريـس «الـتـربـيـة اإلعــ مــيــة» في املدارس، بهدف «حماية األطفال من مخاطر اإلنترنت، ومنحهم األدوات الالزمة للتفريق بني الحقيقي والزائف». صــحــيــفــة «الـــــغـــــارديـــــان» الــبــريــطــانــيــة تـسـاءلـت فــي تـقـريـر نـشـرتـه أخــيــرًا، عـمـا إذا كان من الضروري تدريس التربية اإلعالمية في املدارس، لتكون مادة أساسية، على غرار الرياضيات مـثـ ً. وقـالـت إن «تأثير ضعف الـــوعـــي اإلعـــ مـــي عــلــى املـجـتـمـع ال يقتصر على اإلضرار بالعملية االنتخابية؛ بل يمتد إلـى تأجيج الـصـراعـات واالنقسامات داخـل الــــدول، ويــهــدد بـانـتـشـار نـظـريـات املــؤامــرة، وتآكل الثقة في العلم والخبرة واملؤسسات». ثم تابعت بأنه «على النقيض من ذلك، يُعد اإلنسان الواعي إعالميا عنصرًا أساسيا في املواطنة النشطة واملستنيرة». «الـــغـــارديـــان» نـقـلـت عــن تـانـيـا نـوتـلـي، األســـــتـــــاذة املـــســـاعـــدة فــــي مـــجـــال الـــوســـائـــط الرقمية بجامعة ويسترن، في مدينة سيدني األسترالية، قولها إن «األبحاث التي أجروها تـشـيـر إلـــى أن مـعـظـم األطـــفـــال فــي أسـتـرالـيـا ال يــحــصــلــون عــلــى تـعـلـيـم مـنـتـظـم لـلـثـقـافـة اإلعــــ مــــيــــة، مــــن شـــأنـــه أن يـــســـاعـــدهـــم عـلـى الـتـحـقـق مــن املـعــلـومـات املـضـلـلــة»، مطالبة بـ«مزيد من الجهود في هذا الصدد». وكـشـفـت نـوتـلـي الــتــي أجــــرت مـنـذ عـام ، ثالثة استطالعات وطنية حول عادات 2017 وسائل اإلعالم بني الشباب األستراليني، عن «تقدير األطفال والشباب لألخبار». وأفادت ، كشفت 2023 بأن الدراسة التي أجرتها عام في املائة فقط من األطفال الذين 41« عن أن سـنـة، واثـقـون 16 و 8 تــتــراوح أعـمـارهـم بـ بقدرتهم على التمييز بـ األخـبـار الكاذبة والقصص اإلخبارية الحقيقية». أيضا أوضحت «الغارديان» أن «البيئة اإلعالمية التي يكبر فيها األطفال والشباب الـــيـــوم، بــاتــت أكــثــر تـعـقـيـدًا مــن الـبـيـئـة التي دخلها آبـاؤهـم في السن نفسه، مع مصادر إخبارية مستقطبة، ونشطاء على منصات الــــتــــواصــــل االجـــتـــمـــاعـــي، ومـــخـــاطـــر الـــذكـــاء االصـطـنـاعـي والـتـزيـيـف الـعـمـيـق». ومـــن ثم ذكــرت أن هـذا األمــر دفـع خـبـراء وأكاديميني في دول عـدة للمطالبة بتدريس التربية أو الثقافة اإلعالمية لألطفال. تجارب أخرى من جهة ثانية، استعرضت الصحيفة البريطانية تجربة فنلندا التي تدمج محو األمـــيـــة اإلعـــ مـــيـــة فـــي الــتـعــلــيــم، مـــن ريـــاض األطــــفــــال، وتــأســيــس الـــبـــرازيـــل مـكـتـبـا ملحو األمـــيـــة اإلعـــ مـــيـــة، ووضــعــهــا اسـتـراتـيـجـيـة للتعليم اإلعالمي. وفـــي لــقــاء مـــع «الـــشـــرق األوســــــط»، قـال يـــوشـــنـــا إكـــــــو، الـــبـــاحـــث اإلعـــــــ مـــــــي األمـــــيـــــركـــــي، ورئيس ومؤسس «مركز اإلعــ م ومـبـادرات السالم» في نيويورك، إن «التربية اإلعالمية أو نشر الثقافة اإلعالمية، وما يعرف أيضا بمحو األمــيــة اإلعــ مــيــة، هــو تعبير يشمل بناء القدرات التقنية واملعرفية واالجتماعية واملـدنـيـة واإلبـداعـيـة، التي تسمح للمواطن بـالـوصـول إلــى وســائــل اإلعــــ م، والحصول على فهم نقدي ملا تنشره، والتفاعل معه». وأضـــاف إكــو: «إن هـذه الـقـدرات تسمح للشخص باملشاركة في الجوانب االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمجتمع، فضال عن لعب دور نشط فـي العملية الديمقراطية». وأكـــــد أنــــه يــجــب فــهــم وســـائـــل اإلعــــــ م على نطاق واسع؛ بما في ذلك التلفزيون والراديو والصحف، ومن خالل جميع أنواع القنوات؛ ســـواء التقليدية أو عـبـر اإلنــتــرنــت ومـواقـع التواصل االجتماعي. ووفق الباحث األميركي، ينبغي تعليم األطــفــال الثقافة اإلعـ مـيـة مثلما يتعلمون الـنـظـافـة الـشـخـصـيـة والــفــنــون وغــيــرهــا من املـواضـيـع؛ إذ هـنـاك أهمية لتعليم األطـفـال اإلعـــــــ م فــــي ســــن مـــبـــكّـــرة، كــــي يــتــســنــى لـهـم اســـتـــيـــعـــابـــه فـــــي الـــــوقـــــت املـــــنـــــاســـــب». وذكـــــر أن «نـــمـــط اســـتــهــ ك األخــــبــــار لــــدى الـشـبـاب مـخـتـلـف، فــهُــم أكــثــر درايـــــة بـالـتـكـنـولـوجـيـا، ولديهم املهارة الالزمة الستخراج املعلومات، والتحقق من دقتها». إكــــو شــــدد أيــضــا عــلــى أن «فــهــم كيفية استهالك الجيل القادم لألخبار يعطي رؤى حــاســمــة حــــول كـيـفـيـة مـعـالـجـة احـتـيـاجـات مستهلكي األخبار في املستقبل... وأن لدى الشباب عالقة معقدة ومتطورة مع األخبار، فهم يفهمون القيمة الـتـي يمكن أن تلعبها األخبار في حياتهم؛ لكنهم غالبا ما يكونون غير مهتمني أو محبَطني من كيفية تقديمها لهم». وخـلـص الـبـاحـث إلــى الـقـول بــأن «نشر الثقافة اإلعـ مـيـة يمكن أن يسهم فـي إزالــة الغموض عن نظرية الصحافة وممارستها، كـــمـــا يــمــكــن أن يـــعـــزز الـــطـــلـــب عـــلـــى مـعـامـلـة الصحافة، بوصفها منفعة عامة؛ تماما مثل املستشفيات وخـدمـات اإلطـفـاء واملؤسسات العامة األخرى». مـــــا يـــســـتـــحـــق اإلشـــــــــــارة هــــنــــا، أنــــــه فـي نـوفـمـبـر (تــشــريــن الــثــانــي) املـــاضـــي، حـــذرت منظمة «اليونيسكو» من مخاطر «التضليل املعلوماتي»، وأُعلنت نتائج استطالع أجراه مــعــهــد «إبــــــســــــوس»، بــتــكــلــيــف مــــن املـنـظـمـة 16 آالف شـخـص فــي 8 األمــمـيــة، شـــارك فـيـه .2024 بلدًا ستشهد انتخابات في عام تطبيقات وسائل التواصل االجتماعي تسهل انتشار الملومات الزائفة (شاترستوك) القاهرة: فتحية الدخاخني نائلة حمدي يوشنا إكو خالد القضاة نشرت األمم المتحدة أخيرا مجموعة مبادئ لمكافحة المعلومات «المضلّلة» التي تُنشر عبر اإلنترنت

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==