issue16651

9 مغاربيات NEWS Issue 16651 - العدد Sunday - 2024/6/30 األحد ASHARQ AL-AWSAT الموريتانيون يختارون رئيسا وسط هواجس األمن وضعف اإلقبال تــــوجــــه الــــنــــاخــــبــــون املـــوريـــتـــانـــيـــون، أمــــس (الـــســـبـــت)، إلــــى صــنــاديــق االقـــتـــراع للتصويت على من سيحكم البالد خالل الـسـنـوات الـخـمـس املـقـبـلـة، ولـكـن الطابع األبـــــــرز كـــــان ضـــعـــف اإلقــــبــــال عـــلـــى مـــراكـــز االقتراع، خاصة في مدن البالد الداخلية، 14 حـــيـــث لــــم تـــتـــجـــاوز نـــســـبـــة املــــشــــاركــــة فـــي املـــائـــة بــعــد ســبــع ســـاعـــات مـــن بــدايــة التصويت وبقاء خمس ساعات فقط على إغالق مكاتب االقتراع. وتتزامن هـذه االنتخابات مـع فصل الـــصـــيـــف فـــــي مــــوريــــتــــانــــيــــا، ذات املـــنـــاخ الصحراوي والجاف، حيث تصل درجات الحرارة في بعض مناطق البالد إلى أكثر مـــن أربـــعـــن درجـــــة مـــئـــويـــة، فـيـمـا يـتـوقـع أن تـنـخـفـض درجـــــات الـــحـــرارة مـــع حـلـول املساء، ما يزيد من احتمال ارتفاع نسبة املشاركة. وقــــالــــت الــلــجــنــة الـــوطـــنــيـــة املـسـتـقـلـة لـــ نـــتـــخـــابـــات فــــي نــقــطــة صــحــافــيــة عـنـد منتصف النهار: «إنها لم تسجل أي خروق بعد مضي خمس ساعات من التصويت»، مـــؤكـــدة أنــهــا «مــرتــاحــة بـشـكـل تـــام لسير ، ومكاتب 2024 عملية االقتراع لرئاسيات الـتـصـويـت افتتحت فــي مـوعـدهـا املـحـدد وشـــرع الـنـاخـبـون فــي اإلدالء بأصواتهم بـأريـحـيـة وانـسـيـابـيـة، ولـــم نـسـجـل حتى الساعة أي مالحظات أو خروقات». إجراءات أمنية قبل ساعات من فتح مكاتب االقتراع، بـــدأت السلطات املوريتانية تنفيذ خطة أمـــنـــيـــة فــــي الـــعـــاصـــمـــة نـــواكـــشـــوط وعــــدد مـن املــدن الـكـبـرى، بهدف تأمي االقـتـراع، وخـشـيـة وقــــوع أعـــمـــال شــغــب، عـلـى غـــرار مـــا حـــدث قـبـل أيــــام فـــي مـديـنـة نــواذيــبــو، العاصمة االقتصادية للبالد. وشوهدت وحدات من شرطة مكافحة الـــشـــغـــب تــــرابــــط عـــنـــد مـــلـــتـــقـــيـــات الـــطـــرق الرئيسية، وبالقرب من مكاتب التصويت، كــمــا جـــابـــت دوريــــــات مـــن الـــــدرك الـوطـنـي شـــــوارع الــعــاصــمــة نـــواكـــشـــوط، واتــخــذت إجــــــــراءات شـبـيـهـة فـــي مــــدن أخـــــرى منها نواذيبو وروصو وكيفة وأزويرات. وأصــــــــــدرت وزارة الـــداخـــلـــيـــة بــيــانــا صـــــحـــــافـــــيـــــا عــــشــــيــــة تــــــوجــــــه الــــنــــاخــــبــــن املوريتانيي إلى مكاتب التصويت، قالت فيه: «تم اتخاذ جميع اإلجـراءات الالزمة، ونـشـر األجـهـزة العسكرية واألمـنـيـة على امتداد التراب الوطني، حيث وُجد مكتب تـــصـــويـــت لــتــمــكــن املـــواطـــنـــن مــــن تـــأديـــة واجبهم االنتخابي بكل حرية وطمأنينة على أمنهم وأمن ممتلكاتهم». وأكــــدت الـــــوزارة أن «عملية االقــتــراع سـتـجـري فــي ظـــروف طبيعية، وستكون عـــمـــلـــيـــات الـــتـــنـــقـــل انـــســـيـــابـــيـــة ومـــــن دون عـوائـق، فـي مناطق الـبـ د كـافـة»، قبل أن تعلن تعليق قرار سابق بمنع حركة النقل الـعـمـومـي بــن املـــدن بـعـد منتصف الليل «حرصا على تسهيل تنقل الناخبي إلى مـــراكـــز االقــــتــــراع». الــهــاجــس األمـــنـــي كــان حــاضــرًا حـتـى فــي تـصـريـحـات املرشحي الــســبــعــة لـــهـــذه االنــــتــــخــــابــــات، حـــيـــث قـــال املـرشـح املــعــارض العيد محمدنا مـبـارك: «أتمنى أن يسود األمن واالستقرار، خالل يـــوم االقـــتـــراع وبــعــد إعــــ ن الــنــتــائــج، من أجــل إثـــراء تجربتنا الـديـمـقـراطـيـة، فرغم التنافس واخـتـ ف الـبـرامـج االنتخابية، فـــــــإن الــــــهــــــدف هــــــو صــــيــــانــــة املـــكـــتـــســـبـــات الــديــمــقــراطــيــة، وصــيــانــة أمــــن واســتــقــرار البلد ألن ذلك خط أحمر». وأضاف ولد محمدن في حديث أمام عشرات الصحافيي، من مكتب تصويت في حي شعبي بنواكشوط: «صيانة األمن جــــزء مـــن مــســؤولــيــتــنــا جـمـيـعـا بصفتنا مـــوريـــتـــانـــيـــن، ولـــكـــن الــــعــــبء أكــــبــــر عـلـى الـفـاعـلـن السياسيي والـهـيـئـات املشرفة على االنتخابات واإلدارة... مسؤوليتنا جميعا أن نوفر للشعب املوريتاني أجواء يعبر فيها عن إرادته بكل حرية وشفافية ونزاهة، وأن تتم حماية إرادته». التزام بالنتائج الرئيس املنتهية واليته محمد ولد الشيخ الـغـزوانـي، الساعي للفوز بوالية رئاسية ثانية، بعد أن أدلــى بصوته في أحـــد مـكـاتـب االقـــتـــراع بـنــواكـشــوط، شـدد على أهمية األمـــن والسكينة، وقـــال: «أنـا مـــرتـــاح لــجــو الـــهـــدوء واألمـــــن والـسـكـيـنـة الــــذي تــجــري فـيـه عـمـلـيـات االقـــتـــراع على التراب الوطني كافة». وأضــــاف ولـــد الــغــزوانــي أنـــه حريص عـلـى أن «تــكــون هـــذه االنـتـخـابـات شفافة ونـزيـهـة وذات مـصـداقـيـة»، قبل أن يهنئ املــــوريــــتــــانــــيــــن عــــلــــى مـــــا ســـــمـــــاه «الــــجــــو التنافسي اإليجابي الذي تمت فيه الحملة االنتخابية، والذي أظهر املستوى الرفيع لـوعـيـهـم الـسـيـاسـي وتـشـبـثـهـم وتعلقهم بــالــســلــم األهــــلــــي والـــلُّـــحـــمـــة االجــتــمــاعــيــة والوحدة الوطنية، ومدى ترسخ املمارسة الديمقراطية في البلد»، وفق تعبيره. وخـلـص إلـــى تـأكـيـد أنـــه «مـلـتـزم بما ستسفر عنه نتائج االنتخابات التي تبقى الكلمة الفصل فيها للناخب املوريتاني لــيــحــدد ويـــقـــرر ملـــن تُــســنــد قـــيـــادة الــوطــن فــي الــســنــوات الـخـمـس املـقـبـلـة»، وأضـــاف أن «الـــفـــائـــز األول فــــي الـــنـــهـــايـــة املـــواطـــن والديمقراطية املوريتانية». انتقادات المعارضة وجــــه املـــرشـــح املـــعـــارض بـــيـــرام الــــداه اعــبــيــد انـــتـــقـــادات الذعــــة لـلـجـنـة الـوطـنـيـة املستقلة لالنتخابات، وهي هيئة تتولى اإلشـــــراف عـلـى االقـــتـــراع، وقـــال إن أجـهـزة الحكومة والسلطة «تجمع مستضعفي يـــعـــانـــون مـــن مــشــكــ ت صــحــيــة ومـــاديـــة، وتـرغـمـهـم عـلـى الـتـصـويـت لـهـا بـــاإلغـــراء واالســــتــــدراج، وذلـــك بـمـبـاركـة مــن اللجنة الوطنية املستقلة لالنتخابات». بل إن املرشح املـعـارض اتهم اللجنة بـــأنـــهـــا مـــتـــورطـــة فــــي «الــــدعــــايــــة لــصــالــح املـــرشـــح مـحـمـد ولــــد الــشــيــخ الـــغـــزوانـــي»، وقـــال إنـهـا «صــــادرت هـواتـف ممثليه في مكاتب التصويت، وضايقتهم»، قبل أن يدعو املوريتانيي إلى «الوقوف بكل قوة في وجه سرقة مستقبل البلد ملدة خمس سنوات مقبلة». وعبر ولد اعبيد عن ثقته في الفوز، ما لم تحدث عمليات تزوير. الرئيس المنتهية واليته محمد ولد شيخ الغزواني يدلي بصوته في نواكشوط أمس (أ.ف.ب) نواكشوط: الشيخ محمد قبل ساعات من فتح مكاتب االقتراع نفذت السلطات خطة أمنية في العاصمة وعدد من المدن الكبرى «الوحدة» تُقيّد تحركات قواتها في معبر «رأس جدير» الحدودي بعد دعوة «مسجد باريس» إلى التصويت ضد اليمين المتطرف هدوء حذر في العاصمة الليبية بعد اشتباكات باألسلحة الثقيلة دبلوماسي متقاعد يتحدث عن دور جزائري مزعوم في االنتخابات الفرنسية عـاد الـهـدوء الـحـذر، أمـس السبت، إلى شـــــوارع الـعـاصـمـة الـلـيـبـيـة طــرابــلــس، بعد اشــتــبــاكــات قــصــيــرة دامــــت بــضــع ســاعــات، مـــســـاء الـــجـــمـــعـــة، بـــاألســـلـــحـــة الــثــقــيــلــة بـن ميليشيات محسوبة على حكومة الوحدة املـــؤقـــتـــة، بـــرئـــاســـة عــبــد الــحــمــيــد الــدبــيــبــة، تــزامــنــا مـــع اإلعـــــ ن عـــن تـقـيـيـد الـتـحـركـات الــعــســكــريــة لـــقـــوات الــحــكــومــة، بــالــقــرب من مــعــبــر رأس جـــديـــر الــــبــــري، عـــلـــى الـــحـــدود املشتركة مع تونس. وتــــــحــــــدث شـــــهـــــود عـــــيـــــان عــــــن عــــــودة الـهـدوء لطريق الـسـوانـي جـنـوب العاصمة طرابلس، بعد انسحاب التشكيالت املسلحة وجــهــاز 111 املـــتـــصـــارعـــة، وتـــدخـــل الــــلــــواء دعـــم املــديــريــات الـتـابـعـة لحكومة الــوحــدة، وتمركزهما في املنطقة. ورصـــدت وسـائـل إعــ م محلية انـدالع مـــواجـــهـــات مــفــاجــئــة مـــســـاء الـــجـــمـــعـــة، بـن مــجــمــوعــات مـسـلـحـة مـــن مـديـنـتـي الـــزاويـــة والزنتان، في شـارع ولي العهد بطرابلس، بينما التزمت الحكومة وأجهزتها األمنية الـــصـــمـــت، حـــيـــال هـــــذه االشـــتـــبـــاكـــات، الــتــي لــم تــصــدر أي تــقــاريــر رسـمـيـة بــشــأن حجم خسائرها البشرية واملادية، وتعد األحدث من نوعها هذا العام في املدينة. ولـــم تـعـرف أســبــاب االشـتـبـاكـات التي انـدلـعـت بـن عناصر مـن وزارتــــي الداخلية والـــدفـــاع، لكن تـقـاريـر محلية أفـــادت بأنها بسبب خـ ف فــردي بي هـذه الـقـوات، التي عـــادة مــا تـتـصـارع بـاسـتـمـرار عـلـى مناطق النفوذ والسيطرة في املدينة، منذ سقوط نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام .2011 وجاءت هذه االشتباكات بعد ساعات فقط من إعــ ن السفارة األميركية عن دعم الواليات املتحدة بشكل كامل، للحلول التي يقودها الليبيون لتوحيد الجيش الليبي وضمان السيادة الليبية. وجــــددت الــســفــارة، بمناسبة اجتماع قـــائـــد الــــقــــيــــادة الـــعـــســـكـــريـــة األمـــيـــركـــيـــة فـي أفــريــقــيــا الـــجـــنـــرال النــغــلــي، ورئـــيـــس هيئة األركان األميركية املشتركة الجنرال براون، مـــع مـحـمـد الـــحـــداد رئــيــس أركـــــان الـــوحـــدة، وعبد الــرازق الناظوري رئيس أركـان قوات الجيش الوطني، املتمركز في شرق البالد، خالل مشاركتهما في مؤتمر رؤساء الدفاع ، فــــي وتــــســــوانــــا، الــتــزامــهــا 2024 األفـــــارقـــــة بـــتـــعـــزيـــز الــــتــــعــــاون األمــــنــــي بــــن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة ولـــيـــبـــيـــا، بـــالـــتـــعـــاون مــــع ضــبــاط عـــســـكـــريـــن لــيــبــيــن مـــحـــتـــرفـــن فــــي جـمـيـع املــنــاطــق، لـبـنـاء مــا سـمّــتـه «ليبيا مستقرة وموحدة للشعب الليبي». إلـــــى ذلــــــك، أبـــلـــغ مـــصـــدر مــــســــؤول فـي مجلس زوارة الـبـلـدي، «الــشــرق األوســــط»، بـاحـتـمـال إعــــادة افـتـتـاح معبر رأس جدير الــبــري، على الــحــدود املشتركة مـع تونس، خــــــ ل الــــيــــومــــن املـــقـــبـــلـــن، بــيــنــمــا روجــــت وسـائـل إعـــ م محلية التـفـاق كـل األطـــراف، خـ ل اجتماع مفاجئ عقد اليوم (السبت) في زوارة، على فتح املعبر، صباح األحد. ونفى املصدر وجود أي شروط إلعادة فـتــح املــعــبــر، لـكـنـه كــشــف فـــي املــقــابــل، عما وصـــفـــه بـــأمـــور خـــدمـــيـــة، تـــم طــرحــهــا خــ ل االجــــتــــمــــاع األخـــــيـــــر، الـــــــذي عــــقــــده مـجـلـس الـبـلـديـة مــع عـبـد الـحـمـيـد الـدبـيـبـة، رئيس حكومة الوحدة. وكشف املصدر الذي رفض تعريفه، عن مفاوضات ومساع محلية لحل األزمة، لكنه امتنع عن اإلفصاح عن مزيد من التفاصيل. وأضــــــــــاف: «االجــــتــــمــــاعــــات لـــــم تـــنـــتـــهِ، واألمـــــــور لـــم تـتـضـح بـــعـــد، ولـــيـــس مـعـروفـا متى يعاد فتح املعبر، ربما سيتم االفتتاح هذا األسبوع»، الفتا إلى أن «افتتاح املعابر مـــن اخــتــصــاص رئـــاســـة الــحــكــومــة ووزارة الداخلية التابعة لها». وكان صالح النمروش، معاون رئيس أركـــــان الـــقـــوات املـــوالـــيـــة لـحـكـومـة الـــوحـــدة، قـــد أعــلــن أنـــه أشــــرف عـلـى تـمـركـز الـكـتـائـب املكلفة منها في مداخل ومخارج منطقة أبو كيلومترًا فقط 15 كماش، التي تبعد نحو عــن املـعـبـر، كـمـا أمـــر مـسـاء الـجـمـعـة، بمنع عبور أي آليات مسلحة غير مكلفة في اتجاه املنفذ، وضــرب كل من يخالف ذلـك بيد من حديد. ويعد معبر رأس جدير الشريان البري الرئيسي الـرابـط بي ليبيا وتـونـس، ويقع في أقصى الغرب الليبي بالقرب من مدينة كـيـلـومـتـرًا من 170 زوارة، عـلـى بـعـد نـحـو العاصمة طرابلس. مـــــن جــــهــــة أخــــــــــرى، أعــــلــــنــــت الــــســــفــــارة األميركية، ونيكوال أورالندو سفير االتحاد األوروبي، عن مبادرة من االتحاد األوروبي لعقد اجتماع بطرابلس لـرؤسـاء مجموعة العمل االقتصادية التابعة لعملية برلي. بدت أوسـاط الحكم في الجزائر غير مهتمة لـ«اتهامات» سفير فرنسي سابق لـدى الجزائر، بـ«إصدار توجيهات ملسجد باريس الكبير بشن حملة للتصويت ضد (التجمع الـوطـنـي)»، وهو الــحــزب الــــذي يـمـثـل الـيـمـن املــتــطــرف فــي فرنسا واملــرشــح بـقـوة للفوز باألغلبية فـي االستحقاق البرملاني الذي تبدأ دورته األولى اليوم األحد. وكـــتـــب غــزافــيــيــه دريـــانـــكـــور، سـفـيـر فـرنـسـا 2008 لــــدى الـــجـــزائـــر مـــرتـــن؛ األولــــــى بـــن عـــامـــي ، مقاال نشرته 2020 إلى 2017 ، والثانية من 2012 و صحيفة «لـوفـيـغـارو»، أول مـن أمــس (الجمعة)، جـــاء فـيـه أن الــجــزائــر ال تـتـوانـى عــن الـتـدخـل في النقاش السياسي الفرنسي. وقـال إنها «أرسلت متحدثيها املـعـتـاديـن إلـــى الـجـبـهـة، مــن وسـائـل اإلعــــ م والـصـحـافـيـن الـقـريـبـن أو املـمـولـن من السلطة، ثم استدعت عميد مسجد باريس على الــفــور إلـــى الــجــزائــر، وكـلـفـتـه بـتـحـذيـر الناخبي الفرنسيي، من أصل جزائري، مما أسمته الخطر الـفـاشـي والـحـنـن إلـــى الـجـزائـر الـفـرنـسـيـة، وفقا للمصطلحات املستخدمة في الجزائر». وأكــــد أن الـسـلـطـة الــجــزائــريــة «تـــعـــرف كيف تــتــأقــلــم مـــع الــــواقــــع، وســيــتــعــن عـلـيـهـا بـالـطـبـع الـــتـــكـــيـــف»، فـــي إشــــــارة إلــــى أنـــهـــا ســتــعــرف كيف تـتـعـامـل مـــع وضــــع ســيــاســي جــديــد مـحـتـمـل في فــرنــســا، إذا تـــأكـــدت تــوقــعــات غـالـبـيـة املــراقــبــن، بتولي جوردان بارديال رئيس «التجمع الوطني» اليميني املـتـطـرف، الـــذي يملك جــــذورًا جـزائـريـة لجهة والدته، رئاسة الحكومة الفرنسية. يــــشــــار إلــــــى أن املــــراقــــبــــن يـــرجـــحـــون تــولــي الدبلوماسي املتقاعد دريانكور، وزارة الخارجية، في حكومة اليمي املتشدد املتوقعة، بعد الدورة الـثـانـيـة مــن االنـتــخــابــات املـــقـــررة فــي الـسـابـع من يوليو (تموز) املقبل. وأمام هذا االحتمال، تبدي الجزائر مخاوف على مصير ملفات مشتركة مع فرنسا، خصوصا ما تعلق باآلالف من مهاجريها الـــســـريـــن فــــي فــرنـــســـا وحـــتـــى املــقــيــمــن بـطـريـقـة قانونية، و«قضية التأشيرات» و«مسألة الذاكرة وآالم االستعمار» التي تكسّرت عليها محاوالت عديدة لتطبيع العالقات الثنائية. املــعــروف أن «مسجد بـاريـس الكبير» يتبع لـــلـــجـــزائـــر مــــن نـــاحـــيـــة تـــمـــويـــلـــه (مـــلـــيـــونـــا يــــورو سنويا)، لكن تسييره اإلداري يتم وفـق القواني الــفــرنــســيــة. كــمــا أن رئـــاســـتـــه وأغـــلـــب مـسـؤولـيـه تختارهم الجزائر، وفي الغالب يتحدرون منها. وحـــــث رئــــيــــس «مـــســـجـــد بــــاريــــس الـــكـــبـــيـــر»، شــمــس الـــديـــن حــفــيــز، فـــي مـــقـــال نـــشـــره بـحـسـاب املؤسسة الدينية االسالمية باإلعالم االجتماعي، الـنـاخـبـن الفرنسيي مــن أصـــول جــزائــريــة، وكـل مـسـلـمـي فـرنـسـا الـــذيـــن سـيـنـتـخـبـون األحـــــد، إلـى «الـــتـــصـــويـــت بـــكـــثـــافـــة والـــــوقـــــوف ضــــد شــيــاطــن الكراهية»، في إشارة ضمنا إلى مرشحي اليمي املتشدد فـي االنتخابات الفرنسية، وقــال أيضا: «بـصـفـتـي عـمـيـد (املــســجــد الـكـبـيـر) فـــي بــاريــس، املكان الذي أنقذ العديد من اليهود خالل الحرب العاملية الثانية، أتوجه إلى مواطني اليهود وإلى أصــدقــائــي، وجــيــرانــي ومـــا بـعـدهـم: الــعــدو ليس املسلم». وتابع: «اإلسالم ليس عدوكم. يشهد التاريخ أنه على مر القرون، وجد أهل الكتاب مالذًا وتقديرًا فـي اإلمـبـراطـوريـات اإلسـ مـيـة... استيقظوا. إذا كـان مـعـاداة السامية حقيقيةً، فهي ليست حكرًا على املسلمي، كما أن اإلسالموفوبيا ليست حكرًا على اليهود. مجرد استمرار خطابات الكراهية ال يعني أنها تصبح حقيقة». ودرج دريانكور، في العامي األخيرين، على توجيه انـتـقـادات الذعـــة للسلطة الـجـزائـريـة، من خالل مقاالت صحافية، خصوصا كتابه الشهير «اللغز الجزائري»، عـادًا نفسه أكثر الشخصيات السياسية الفرنسية درايــــة بــشــؤون املستعمرة سابقا. القاهرة: خالد محمود الجزائر: «الشرق األوسط» عميد مسجد باريس شمس الدين حفيز (مسجد باريس)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==