issue16650

يوميات الشرق «كان على التصفيق أن يسبقه التعليم والتكوين المهنيّ الصحيح مع التحلّي بأخلاق المهنة لبلوغ الأفضل وعدم الاكتفاء بما حقّقه مَن يناله» ASHARQ DAILY 22 Issue 16650 - العدد Saturday - 2024/6/29 ًالسبت فناناً مصريا 18 معرض للكاريكاتير والفوتوغرافيا بمشاركة «المنحنيات والأسلاك»... بورتريهات آسيوية على نيل القاهرة وجــــــوهٌ آســيــويــة تـــبـــدو وافــــــدة مـــن عـالـم الأســاطــيــر أطــلّــت عـلـى نـيـل الــقــاهــرة مُحمّلة فناناً شاركوا في معرض جماعي 18 برؤية بـــعـــنـــوان «المــنــحــنــيــات والأســـــــــاك... تـصـويـر الفنانين المصريين للوجوه النيبالية». المعرض الذي افتتحه سفير نيبال لدى الــقــاهــرة فــي مــقــرّ الــســفــارة المــطــلّ عـلـى النيل بـــوســـط الـــعـــاصـــمـــة، لا تــخــلــو الــبــورتــريــهــات والـــوجـــوه الـتـي يضمّها مــن الــحــسّ الشعبي والـتـراثـي والـحـضـاري الـــذي تتمتّع بـه دولـة بلده. وتضمّن مجموعة مـن الأعـمـال لفنانين مصريين، من بينهم فنان الأســاك والخشب والـحـجـر جـــال جـمـعـة، والمـــصـــوّر الصحافي والمــخــرج الوثائقي أشـــرف طلعت، الـــذي قـدّم لـــقـــطـــات مــــن رحــــاتــــه إلـــــى وادي مــوســتــانــج ولومبيني بنيبال فــي مـــارس (آذار) ومـايـو (أيـــــــار)، والمــــصــــوّر يــاســر عــــاء مـــبـــارك، الـــذي شـــــارك بــمَــشــاهــد عـــــدّة لمـعـبـد بـاشـوبـاتـيـنـاث خــــــال احـــتـــفـــالـــيـــة «شـــــيـــــفـــــاراتـــــري» بـــمـــارس الماضي. فـــي هــــذا الـــســـيـــاق، قــــال مــنــسّــق المــعــرض فنان الكاريكاتير المصري فـوزي مرسي: «إنّ هدفه مدّ جسور التقارب الثقافي عبر الفنّ». وأضــاف لـ«الشرق الأوســـط»: «المـعـرض شكّل فـــرصـــة لــيــتــعــرّف الــفــنــانــون المـــصـــريـــون أكـثـر إلـى الشخصيات والثقافة النيبالية؛ وكذلك للجمهور للتعرّف إلــى هــذه الــوجــوه»، لافتاً إلى أنها «المــرّة الأولـى التي تُتاح فيها إقامة مـــعـــرض لـلـتـعـريـف بـثـقـافـة بــلــد انــطــاقــ من وجوهه الشهيرة». وذكــــر مــرســي أنّ «نــيــبــال مـقـصـد هـــواة متسلّقي الجبال، بموقعها المتميّز في جبال الـهـيـمـالايـا بــ الـهـنـد والــصــ ، فيتوجّهون إليها للستمتاع بالمناظر الطبيعية هناك»، مـشـيـراً إلـــى الـعـمـل عـلـى تـنـظـيـم مــعــرض مع فـــنـــانـــ مـــنـــهـــا لــــرســــم الـــــوجـــــوه والـــحـــضـــارة المــــصــــريــــة: «حـــــــدث هـــــذا ســـابـــقـــ حــــ افــتــتــح ســفــيــر نــيــبــال فـــي الـــقـــاهـــرة (مـــعـــرض نجيب محفوظ) في متحف الأديب الراحل بالقاهرة التاريخية، حيث شارك فيه أحد الفنانين من نيبال، فرسم (بورتريه) له». وكـــــان مـــرســـي قـــد نــظّـــم مــعــرضــ ثـنـائـيـ بــــ فـــنـــانـــ مـــصـــريـــ وآخـــــريـــــن مــــن الــهــنــد رسموا بورتريهات لأديبَي «نوبل»، الهندي رابندرانات طاغور، والمصري نجيب محفوظ فــي مـعـرض أُقــيــم بـالــقـاهـرة، لـتـعـزيـز جسور التواصل الثقافي بين البلدين. ورأى ســـفـــيـــر نــــيــــبــــال لـــــــدى الــــقــــاهــــرة، ســوشــيــل كـــومـــار لامــــســــال، أنّ هــــذا المــعــرض ينضوي «ضمن الجهود الرامية إلـى تعزيز التعاون الثقافي بين مصر ونيبال»، معرباً، خـــــال الافــــتــــتــــاح، عــــن تـــقـــديـــره لــلــمــصــوّريــن والفنانين المصريين الذين قدّموا تصويراً حيّاً للوجوه المتنوّعة والمناظر الطبيعية والتراث الثقافي لنيبال. وقــــدّم السفير التحية للفنان المـصـري، جـال جمعة، ووصفه بأنه «مخضرم وبـارع ليس فقط في إنشاء فنّ استثنائي بالوسائط الــتــقــلــيــديــة، لــكــنــه أيـــضـــ مــــوهــــوب بــشــكــل لا يُــصــدّق فــي إنــشــاء الــفــنّ بــالأســاك والخشب والــحــجــارة». واسـتـعـاد فـي كلمته قصة «تن تن» وصديقه الصيني الذي تحطّمت طائرته على جبال الهيمالايا، ومغامرات «تن تن» في العاصمة النيبالية كـاتـمـانـدو، مـدخـاً لهذا المعرض الفنّي. كما أشار إلى الشخصيات البارزة التي تضمّنها المعرض من نيبال، وهي: تينجينغ نورغاي شيربا، أول متسلّق لجبل إيفرست، مع إدمـونـد هـيـاري، وباسانغ لامـو شيربا، أول امــــرأة نـيـبـالـيـة تـتـسـلّـق إيـفـرسـت أيـضـ ، والـــشـــاعـــر الــنــيــبــالــي الأول، وبــــانــــو بــهــاكْــتــا أتشَارْيا، كوماري، إضافة إلى مصمّم الأزياء بـــرابـــال غـــورونـــغ، والمــغــنّــي نـــارايـــان غــوبــال، وعدد من الشخصيات الأخرى. وقــــــدّم المـــعـــرض مــجـمـوعــة مــتــنــوّعــة من الأعـمـال الفنّية، أبـرزهـا المنحوتات السلكية لــجــال جـمـعـة، وأعـــمـــال الـكـاريـكـاتـيـر لـفـوزي مـــرســـي، وخـــالـــد المـــرصـــفـــي، وخـــالـــد صـــاح، وشيماء الشافعي، وأحمد جعيصة، ومـروة إبراهيم، ونورا مكرم، وصفية يحيى، وهاني عبد الـجـواد، وحسن فـــاروق، وخضر حسن، وأحـمـد عـلـوي، وأحـمـد سمير فـريـد، وأحمد مصطفى، وهدير يحيي، وثروت مرتضى. القاهرة: محمد الكفراوي الاحتفالات والمناسبات المختلفة في لوحات المعرض(الشرق الأوسط) الفنانون المصريونرسموا الوجوه النيبالية بطريقة كاريكاتورية (منسّق المعرض) ينتقد «الفنّ المُهدّم» ومقتحمي المهنة ومشوّهيها : أنا في غربة فنّية أنطوان وديع الصافي لـ يــــرى الـــفـــنـــان الــلــبــنــانــي أنــــطــــوان وديـــع الــــصــــافــــي، الــشــخــصــيــة المــــرمــــوقــــة فــــي الـــفـــنّ المـــعـــاصـــر والمـــتـــشـــرّب عـــذوبـــة الــنــغــمــات منذ الـــصـــغـــر؛ بـــالأســـئـــلـــة المـــطـــروحـــة عــلــيــه حـــول أحـــوال الأغنية ومصيرها «وضـعـ للإصبع عــلــى الــــجــــرح». فـــالـــحـــوار عـــن آلام مُــعــاصَــرة الـكـبـار، ثـم الارتــطــام بـمَـن هـم دونـهـم بكثير، يـقـول إنـــه «مـــسّـــه». يُـخـبـر «الــشــرق الأوســـط» بـأنـه عَـــرَف قـامـات الغناء العربي بـ لبنان ومــصــر، منهم عـبـد الحليم حــافــظ، ومحمد عـــبـــد الـــــوهـــــاب، وفــــريــــد الأطــــــــــــرش... «إلا أم كلثوم». غُربته مردّها أنّ ما شهده يُناقض ما وصل إليه عصرهم. يُــــحــــمّــــل الإعــــــــــام المــــســــؤولــــيــــة، وقـــلّـــمـــا يـــســـتـــثـــنـــي. بــــــرأيــــــه، «يــــنــــعــــدم دوره حـــيـــال الــحــفــاظ عـلـى المــســتــوى الــعــالــي، بـدعـمـه مَـن لا يستحقّون الـــوصـــول، وإذعـــانـــه لأصـحـاب المـال في مسارهم لاقتحام الفنّ وتشويهه». تصبح المعادلة على هذا الشكل: «الفنّ يحتاج إلـى مجتمع وبيئة فنّية بـمـؤازرة الصحافة المسؤولة ليُثمر. في لبنان، كلهما مفقود». لعلّه «مُـتـعِـب» أن يكون المــرء ابـن وديـع الـــصـــافـــي فـــي زمــــن قــــلّ كــــبــــاره. نــســألــه كيف يُقيّم واقــع الأغنية اللبنانية فـي هـذه الأيـام المـتـقـلّـبـة؟ أهـــي انـعـكـاس لانــحــدار عـــام، أم أنّ النوع الهابط رفيق جميع العصور؟ يوافق على الجانب الثاني: «حــلّ الهبوط فـي زمن الكبار أيضاً، لكنه حُصِر وقُيّد. لم يكن يُعمّم. وجـودهـم لـم يمنع صعود الـخـواء والأشـيـاء الـــعـــاديـــة؛ تــلــك الأقـــــل مـــن أن تـــكـــون عـظـيـمـة. فـي الـبـدايـة، لـم يمثّل هــذا الانــحــدار الجزئي مشكلة. فوجود الكبار لم يمنع ظهور الأقلّ مـــرتـــبـــة. لـــكـــنّ الــــســــؤال أصــــبــــح: كـــيـــف قــــوّض الخواء استمرارَ الكبار؟ كـأنّ وُجهة التركيز تـــحـــوّلـــت مــــن إعــــــاء الـــقـــيـــم إلـــــى الاســـتـــثـــمـــار بالفراغ». يـسـأل «لمـــــاذا؟»، ويجيب «لا أدري». ثم يـذكُـر مـا ورد أعـــاه عـن الإعـــام والمصفّقين. يـسـتـثـنـي الـــســـوبـــرانـــو هــبــة الــــقــــواس، وعــمّــه المــوســيــقــي المــتــقــاعــد إيــلــيــا فــرنــســيــس، وهــو يـــتـــحـــدّث عـــمَـــن يـــبــقــى. «لا كـــبـــار غــيــرهــمــا»، نقطة على السطر. يلوم المهرجانات أيضاً: «يـأتـون فقط بـمَـن يتنقّلون على الشاشات. ثـــمـــة أســــمــــاء يـــكـــرّســـهـــا الإعــــــــام ويـــحـــوّلـــهـــا مـرجـعـيـة يـسـتـدعـيـهـا كـلـمـا احـــتـــاج إلـــى سـدّ الـــفـــراغ. المــهــرجــانــات تــتــواطــأ لـتـكـريـس هـذه الوظيفة. كأنّ ثمة شراكة بين الطرفين للإبقاء عـلـى مـسـتـوى يُـــــراوح مــكــانــه. الإشــكـالـيـة أنّ مَـن شَهَرَتهم برامج الغناء قبل عقود؛ ممّن يـتـحـلّـون بـــبـــذرة مــوهــبــة؛ لـــم يـخـضـعـوا بما يــكــفــي لــلــتــوجــيــه والاخـــتـــصـــاص والــتــكــويــن الفنّي والأخلقي. هذا التغيير لم يطلهم ولم يسعوا إليه. وإنْ طرأ، حلّ على شكل تراجع. إلى الخلف. وفي أحسن الأحـوال، بقوا حيث هم». «كـان على التصفيق أن يسبقه التعليم والـــتـــكـــويـــن المـــهـــنـــيّ الــصــحــيــح، مـــع الـتـحـلّـي بأخلق المهنة لبلوغ الأفضل وعـدم الاكتفاء بـمـا حـقّـقـه مَــن يـنـالـه. لـكـنّـه (الـتـصـفـيـق) حـلّ أولاً». يُكمل أنـطـوان وديــع الصافي: «لكبار الــــفــــنّ فــــي لـــبـــنـــان والـــــشـــــرق الأوســــــــط فــضــلٌ فـــي مَــنْــحــه الـقـيـمـة وجـعـلـه أمــثــولــة، كـــان من المُـسـلّـمـات احــتــذاء المـغـنّـي بـهـا. لـكـنّ العكس حــصــل. فــمَــن اقــتــحــمــوا، قــطــفــوا زرع الـكـبـار وأفــســدوا الأرض. المشكلة الكبرى أنّ عَــرْض اللون الواحد والنوع الواحد على الجمهور يـــحـــجـــب الـــتـــمـــيـــيـــز بـــــ الــــســــيــــئ والأســــــــــوأ. المقارنة حين تشير إلى الهبوط، تؤكد المسار الانـــحـــداري. وحــ تُلمح إلــى الـصـعـود، كـأنْ تـــقـــول: (هـــنـــاك مَـــن هـــو أفــضــل مــنــك، ويـنـصّ مــــجــــرى الــــتــــطــــوّر عـــلـــى عــــــدم الــــتــــوقّــــف عـنـد الــنــجــاح)، عـنـدهـا تـسـيـر المــقــارنــة فــي اتـجـاه التفوّق». ينعى الفنّ من أجـل الفنّ، ويُحزنه تبخّر آلية «الإذاعـــة اللبنانية» التي خرّجت المُستحقّين، «فالكلمة، الـيـوم، لمَـن يملك المال والمدعوم بسلطة الميديا». يــــردّ ســرعــة انـطـفـاء الأغـنـيـة إلـــى ضآلة جـــودتـــهـــا: «أغـــنـــيـــات الـــيـــوم تُــحــاكــي الــغــرائــز أكثر مما تفعل حيال الروح البشرية. نمطها تشاؤمي وسلبي. ومعظمها يُعنى بإحداث الحالة الراقصة. موسيقى للأقدام، لا للأذن والـــوجـــدان. طـــوال عـصـور، كــان الـفـنّ وسيلة لتقريب الـــروح البشرية مـن خالقها. الـيـوم، الـتـوجّـه لتقريب الـفـنّ مـن الـغـزائـز، مـا يدمّر الروح. إنه فنّ مُهدّم». أمــام الحقيقة المُــــرّة، كيف يصون أبناء وديـــع الـصـافـي إرثـــه؟ يشترط أولاً «التحلّي بـــأخـــاقـــيـــاتـــه والـــحـــفـــاظ عـــلـــى نـــهـــجـــه». هـــذا عـلـى المـسـتـوى الـشـخـصـي، «وعــلــى المستوى الـــعـــام، اتـفـقـنـا مـــع (جــامــعــة الـــــروح الـــقـــدس) بحفظ أرشيفه المـرئـي والمـكـتـوب والمسموع، فــي مـكـتـبـاتـهـا، لــ جــيــال المـقـبـلـة. هـــذا مفيد أكاديمياً». غنّى «جـنّـات»؛ تحفة والـــده، في مئوية «اللبنانية الأميركية»، فماذا يبقى من لبنان وجـــنّـــاتـــه؟ «يــبــقــى وديـــــع الـــصـــافـــي، ولـيـتـنـا نحافظ على القليل المتروك لنا. الشجر حُرق وتسبّبت قـوانـ العمارة المُجحفة بصعود غابات الباطون. لكنّ فكرة لبنان التي زرعها أجدادنا لا تزول». يذكُر «علقة الانصهار» مع والده: «كنتُ فـــي أســـرتـــي. وُجــــد بـيـنـنـا مـــا يُشبه 4 الـــرقـــم الاتـفـاق الــدائــم. فما يقوله أوافـــق عليه، وما يأكله آكله. نهلت أذني كلّ نظيف وغرفتُ من النبع. أعترفُ بأنني لم أستطع النظر إلى مَن هم دون أبي. مع الوقت، تعلّمتُ تقدير اللمعة فـــي كـــل مــوهــبــة. كـــان الـــوالـــد شـقـيـق روحـــي، وكـنـتُ مرافقه وطبيبه الجسدي والداخلي. أحبّ رفقتي. عشتُ من أجله وبقينا معاً حتى نَفَسه الأخير. ولم أتـردّد ببيع بيتي لأضمن لـــه نــهــايــة كـــريـــمـــة. فـــقـــدان الأب يُــشــبــه مقتل الروح. ابني المبلّل بعطر جدّه، عزائي وجبر خاطري». بيروت: فاطمة عبدالله «مُتعِب» حفظ الإرث فيزمن قلّ كباره (صور أنطوان الصافي) انحدار المستويات يؤلم أنطوان الصافي (صور الفنان)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky