issue16650

13 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16650 - العدد Saturday - 2024/6/29 السبت التصعيد بين إسرائيل و«حزبالله»... تمهيد للأسوأ أم للتسوية؟ انطلقت الحرب في «جبهة» جنوب لبنان بــن إســرائــيــل و«حــــزب الــلــه» بحجة «مـسـانـدة غزة»، وفق ما أعلن «حزب الله»، إلا أنها تحوّلت «حــــرب اســـتـــنـــزاف». وهـــي تـتـوسـع مـــن جـنـوب لبنان، حيث دُمّــرت بلدات عدة بشكل كامل أو جــزئــي، إلـــى الـبـقـاع (شــرقــي الــبــاد) وضاحية بــيــروت الـجـنـوبـيـة، حـيـث تعمد إسـرائـيـل إلـى تــنــفــيــذ عــمــلــيــات اغـــتـــيـــال مــســتــهــدفــة قـــيـــادات فــي الــحــزب وفـــي حـركـة «حــمــاس» و«الـجـمـاعـة الاسلمية»، بالإضافة إلـى تركّز القصف على بُنى تحتية للحزب في محاولات لقطع خطوط إمداده، ومنها مخازن أسلحة ومراكز عسكرية، وهو ما أعلنته مرات عدة إسرائيل. كذلك بـدأت عمليات «حـزب الله» باتجاه شــمــال إســرائــيــل تــأخــذ مـنـحـىً تـصـاعـديـا، مع استخدامه أسلحة متطوّرة، بعضها يستخدم لـــلـــمـــرة الأولـــــــــــى، كــــالمــــســــيّــــرات الانـــقـــضـــاضـــيـــة وصـواريـخ «ألمــاس» بأجيالها الأربـعـة، إضافة إلىصاروخي «فلق» و«بركان»، غير أنها بقيت ضمن حدود معيّنة من دون تخطّي «الخطوط الحمراء»، مثل استهداف حيفا ومرافق الغاز. شرط «ربط الجبهتين» ومـــع تــطــوّر المـــواجـــهـــات، رفـــع مـسـؤولـو «حـــــزب الـــلـــه» شـــرطـــا واحـــــداً لــلــتــراجــع تمثل بـــــ«ربــــط» جـبـهـة الــجــنــوب بـجـبـهـة غـــــزة، مع تــأكــيــدهــم الــجــهــوزيــة لــلــحــرب الـــواســـعـــة إذا وقعت. لكن هذه المعادلة رفضها المسؤولون فــــي إســــرائــــيــــل، الــــذيــــن يـــرفـــعـــون بــــن الــحــن والآخـــر سقف الـتـهـديـد... متوعّدين بتدمير لــــبــــنــــان وبــــالاجــــتــــيــــاح الـــــــبـــــــرّي، ومـــحـــمّـــلـــن الحكومة اللبنانية و«حــزب الله» مسؤولية توسّع الحرب. وعـــلـــى الــــرغــــم مــــن اعـــتـــبـــار الـــبـــعـــض أن المواجهات في الجنوب لا تزال ضمن «قواعد الاشتباك» ولن تتوسّع أكثر، يرفض العميد المــتــقـــاعـــد الــخــبــيــر الـــعــســـكـــري خــلــيــل الـحـلـو هـذا الـوصـف، معتبراً ما يحصل اليوم على جـبـهـة الــجــنــوب «حــــرب اســـتـــنـــزاف». ويـقـول لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» إن «احـــتـــمـــالات تــوسّــع الـحـرب ترتفع بشكل كبير؛ وهـو مـا تعكسه الوقائع العسكرية والسياسية، من تهديدات المـــــســـــؤولـــــن الإســــرائــــيــــلــــيــــن والــــتــــحــــذيــــرات الدولية، وغيرها». حرب نفسية متبادلة الـــواقـــع، أنـــه بـعـد أشـهـر مــن الـتـهـديـدات المتبادلة بي «حـزب الله» وإسرائيل انتقلت المـــواجـــهـــات إلــــى «حـــــرب نــفــســيــة» بــامــتــيــاز، وعــــــادت طـــبـــول الـــحـــرب تُـــقـــرع بــعــدمــا كـانـت احتمالاتها قد تراجعت مقارنة مع الأسابيع الأولـــى. وبعدما هــددت إسرائيل بالاجتياح البرّي إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، أعلن يونيو (حزيران) 18 الجيش الإسرائيلي يوم الحالي موافقته على «خطة لتنفيذ هجوم في لبنان»، وتوعّد وزيـر الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالقضاء على «حــزب الله» وضرب لبنان في حال اندلاع «حرب شاملة». فــي المـــــوازاة، أطـلـق «حـــزب الــلــه» رسـالـة هـــي الأولـــــى مـــن نـوعـهـا بــالــتــزامــن مـــع زيـــارة الموفد الأميركي إلى لبنان آموس هوكستي، الـــــذي أكــــد عــلــى ضــــــرورة إنـــهـــاء الــــنــــزاع بي الــــحــــزب وإســــرائــــيــــل «بـــطـــريـــقـــة دبــلــومــاســيــة وبــســرعــة». وتـمـثـلـت رســالــة الــحــزب بنشره مــشــاهــد مـــصـــوّرة بــطــائــرة مــســيّــرة تتضمن مــســحــا لمــنــاطــق فـــي مــديــنــة حــيــفــا وشــمــالــي فـلـسـطـن. وكــشــف الــفــيــديــو، الــــذي تــجــاوزت دقـائـق، عن صـور عالية الدقة لميناء 9 مدته حــيــفــا ومــــطــــارهــــا، ومـــســـتـــوطـــنـــة الـــكـــريـــوت، ومـــواقـــع عـسـكـريـة ومـنـشـآت بتروكيميائية حسّاسة. وتكلّم عن أهداف مدنية وعسكرية واقتصادية، في تلميح إلى التكلفة الباهظة التي ستتكبّدها إسرائيل إذا اندلعت حرب شاملة في لبنان، وهـو ما اعتبرته تل أبيب «الأكثر إثارة للقلق منذ بداية الحرب». بــعــد ذلــــك بـــيـــوم واحــــــد، رفــــع أمــــن عــام «حزب الله» حسن نصر الله سقف تهديداته محذّراً من أن أي مكان في إسرائيل «لن يكون بمنأى» عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع الـحـرب. ولــم يقتصر تحذير نصر الـلـه على إســـرائـــيـــل وحــــدهــــا، بـــل شــمــل أيـــضـــا تـهـديـد قبرص. فبعدما «كشف عن معلومات» تفيد بـأن إسرائيل - التي تجري سنويا مناورات في الجزيرة الصغيرة - قد تستخدم المطارات والــقــواعــد القبرصية لمهاجمة لـبـنـان - هـدد بضربها كجهة مـعـاديـة، وأعـلـن عـن تجاوز عـــــدد مـــقـــاتـــلـــي الــــحــــزب «المـــــائـــــة ألـــــف بـكـثـيـر وحصوله على أسلحة جديدة». وفي المقابل، قال الجنرال هرتسي هاليفي، رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي، خلل زيـارة لشمال إسرائيل إن لـدى قواته «قــدرات أكبر بكثير» من قدرات «حزب الله». تقرير «التلغراف» البريطانية وتـوالـت رسـائـل الـحـرب النفسية التي تنعكس تـوتـراً فـي لبنان عبر نشر صحيفة يونيو تقريراً 23 «التلغراف» البريطانية يوم نـقـلـت فــيــه عـــن «مــبــلّــغــن مـــن المـــطـــار» زيــــادة إمـــــدادات الــســاح عـلـى مــن رحـــات مباشرة مـن إيـــران. وتـحـدث هــؤلاء عـن نقل صناديق كبيرة غير اعتيادية وحضور متزايد لقادة رفيعي المستوى من «حــزب الله» في المطار، لكن السلطات اللبنانية نفت صحة التقرير بـصـورة قاطعة، وطـرحـت عـامـات استفهام كثيرة حول توقيت نشره. وبينما لم يصدر أيّ تعليق من «حزب الله»، اعتبر علي حميه، وزيـــــر الأشـــغـــال المــحــســوب عــلــى الـــحـــزب، أنّ نشر التقرير «يهدف لتشويه سمعة المطار» و«يُلحق ضرراً معنويا» باللبنانيي، مندّداً بما وصفه بـ«حرب نفسية مكتوبة». أيــــضــــا، وضـــــع الــــلــــواء الــــركــــن المــتــقــاعــد الدكتور عبد الرحمن شحيتلي، خــال لقاء مع «الشرق الأوسط»، التهديدات المتصاعدة في خانة الحرب النفسية التي لا تـؤدي إلى حرب فعلية. وتابع: «الناس يعيشون أجواء الحرب نتيجة هذه المواقف التصعيدية، لكن على الأرض فعليا تراجعت حـدّة المواجهات الــعــســكــريــة». وذكّــــــر شـحـيـتـلـي أن تـــل أبـيـب أطــلــقــت الـــحـــرب الـنـفـسـيـة عــنــد إعـــانـــهـــا عن توقيع أمــر الهجوم على لبنان، وردّ «حـزب الــلــه» بـرسـالـة مـسـيّـرة «الـــهـــدهـــد». وأضــــاف: «عسكريا، خطة العمليات تكون عادة سرّية يُـمـنـع الاطــــاع عليها، ويُـعـلـن عــن توقيعها عــنــد بــــدء الــتــنــفــيــذ. وبـــالـــتـــالـــي، فــــإن مــجــرّد الـتـسـريـب يـعـنـي الــتــهــديــد... لا الـــذهـــاب إلـى الحرب». وفـــــــي حــــــن يـــــطـــــرح شـــحـــيـــتـــلـــي عـــامـــة استفهام حــول إعـــان «حـــزب الـلـه» لجهة ما قــامــت بـــه مــســيّــرة «الـــهـــدهـــد»، فــإنــه أوضــــح: «الــــجــــهــــتــــان تــــخــــرقــــان الــــســــرّيــــة الــعــســكــريــة بــتــســريــب المــــعــــلــــومــــات... وهــــــذا يــعــنــي أنــهــا حـــرب نفسية مـوجّـهـة للجيش الإسـرائـيـلـي والمـجـتـمـع داخــــل فلسطي المـحـتـلـة مــن جهة وللبيئة الحاضنة لـ(حزب الله) في لبنان من جهة أخرى». أمــــــا الــــدكــــتــــور عــــمــــاد ســـــامـــــة، أســـتـــاذ الــعــلــوم الـسـيـاسـيـة والـــعـــاقـــات الــدولــيــة في الجامعة اللبنانية الأميركية، فأبلغ «الشرق الأوسط» أنه يمكن النظر إلى الحرب النفسية المـتـصـاعـدة بــن «حـــزب الــلــه» وإســرائــيــل إمـا «كــمــقــدمــة لـــحـــرب فـعـلـيـة أو كـاسـتـراتـيـجـيـة متبادلة لرفع سقف المفاوضات بي الطرفي». وأوضـــح: «إذا اعتبرنا هــذا الأسـلـوب طريقا عقلنية لرفع سقف التفاوض، فإن الطرفي يسعيان لعرض قوتيهما وقدراتهما، ليس فقط لإثــارة مخاوف الطرف الآخــر ومحاكاة حـجـم ونــتــائــج الـــحـــرب إذا شُــنــت فـعـلـيـا، بل أيضا للدفع للمفاوضات والتنازل لتسوية». أسابيع حاسمة... فـــــــي ســــــيــــــاق مـــــــــــــــوازٍ، رغـــــــــم رفـــــــــع ســـقـــف الـــتـــهـــديـــدات مــــن قِـــبـــل الـــطـــرفـــن بــقــيــت أبـــــواب «الدبلوماسية» مفتوحة، بحسب مـا أشــارت تصريحات لمسؤولي في لبنان وإسرائيل؛ ما يعكس سباقا بي التصعيد والحل السياسي. وفـي هـذا الإطــار، أعـرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي عن قلقه من تطوّر الأوضاع فـي الـجـنـوب، معتبراً أنـنـا «أمـــام شهر حاسم والــــوضــــع غــيــر مــطــمــئــن». وبـــعـــد يـــومـــن على لقائه الموفد الأميركي آموس هوكستي، كشف بــرّي عـن أن الأخـيـر «طــرح تـراجـع (حــزب الله) كـيـلـومـتـرات عــن الـــحـــدود لـتـهـدئـة الأوضــــاع 8 بمناطق الشريط الحدودي»، فطالبه بالمقابل «بتراجع الجيش الإسرائيلي المسافة نفسها»، مؤكداً في الوقت عينه «تمسك لبنان بالقرار .»1701 الأممي رقم هـــــــذا، وكـــــــان هـــوكـــســـتـــن وبـــــــــرّي تــــــداولا مجموعة من الأفـكـار، أبـرزهـا الالـتـزام بقواعد 7 الاشـــتـــبـــاك الـــتـــي كـــانـــت ســـائـــدة قــبــل هـــجـــوم أكتوبر (تشرين الأول)؛ ما من شأنه الإسهام بعودة النازحي على جانبَي الحدود اللبنانية - الإســـرائـــيـــلـــيـــة. ومـــــن جـــهـــتـــه، قـــــال مـسـتـشـار الأمــــن الــقــومــي الإســرائــيــلــي تـسـاحـي هنغبي إن «إســرائــيــل ستمضي الأسـابـيـع المقبلة في محاولة حل الـصـراع مع (حــزب الـلـه)»، مؤكداً أنـــهـــم «يــفــضــلــون الـــحـــل الـــدبـــلـــومـــاســـي». غير أن نيتزان نـوريـيـل، الرئيس السابق للمكتب الإســـرائـــيـــلـــي لمــكــافــحــة الإرهــــــــاب، قــــال لــوكــالــة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أننا فـي غضون أسابيع قليلة سنشهد عملية إسرائيلية في لـبـنـان» متوقّعا أن «تستمر شــهــوراً». وأشــار إلى أن هدف العملية البرّية سيكون دفع «حزب الـلـه» إلــى شـمـال نهر الليطاني، على مسافة كــيــلــومــتــراً مــــن الــــحــــدود الــخــاضــعــة 30 نـــحـــو لمـراقـبـة الأمـــم المـتـحـدة، وسـتـتـرافـق مــع غـــارات جــويــة عـبـر الأراضـــــي الـلـبـنـانـيـة «لـيـظـهـر لهم الثمن الذي سيدفعونه». هذه التهديدات أدت إلى استنفار من قِبل الدول الكبرى التي تواصل الدعوة إلى التهدئة، مــع أنـــه كـــان قــد نـقـل عــن مـسـؤولـن أميركيي تأكيدهم لتل أبيب بأن الرئيس الأميركي جو بـــايـــدن ســيــكــون مـسـتـعـداً لـــدعـــم إســـرائـــيـــل إذا اندلعت الحرب. كذلك، التحذير من التصعيد ورد أيــضــا الأمــــم المــتــحــدة عــلــى لــســان مــارتــن غـريـفـيـث، منسق الــشــؤون الإنـسـانـيـة، مشيراً إلـى احتمال توسع رقعة الـحـرب الإسرائيلية ضـــد «حــــمــــاس» فـــي غــــزة إلــــى لـــبـــنـــان، وتـــابـــع: «سيكون ذلك مروعا»، واصفا الوضع بـ«المقلق جداً» وحذّر من «أنها قد تكون مجرد البداية». فــــــي هــــــــذه الأثــــــــنــــــــاء، فــــــي بـــــــيـــــــروت، فــــإن السلطات اللبنانية في حالة استنفار، محاولةً إبـعـاد شبح الـحـرب الشاملة والمـــدمّـــرة. وبعد تصاعد التهديدات فـي الأيـــام الأخـيـرة، ناشد رئـــيـــس حــكــومــة تــصــريــف الأعـــمـــال الـلـبـنـانـيـة نجيب ميقاتي، الأطـراف اللبنانية كافة «أخذ مـصـلـحـة لــبــنــان وعـــاقـــاتـــه الـــخـــارجـــيـــة بعي الاعــتــبــار». وتــوجّــه عـبـد الـلـه بـوحـبـيـب، وزيــر الــخــارجــيــة والمــغــتــربــن فـــي حـكـومـة تصريف الأعـــمـــال، إلـــى بـروكـسـل لإجــــراء مـبـاحـثـات مع مسؤولي فـي الاتـحـاد الأوروبــــي، وانتقل إلى الولايات المتحدة وكندا، حيث التقى مسؤولي أميركيي في واشنطن، ومسؤولي أمميي في منظمة الأمم المتحدة. استبعاد الحرب... إلا إذا! رغـــم كـــل ســبــق، يـسـتـبـعـد الـــلـــواء الـركـن المتقاعد شحيتلي الحرب الموسعة في «المدى المنظور»، معتبراً أن «ما يحصل اليوم ليس إلا تبادلاً للقصف». في حي يعتبر الدكتور ســامــة أن «كــــاً مـــن (حــــزب الـــلـــه) وإســرائــيــل يسعى لخلق توازن رعب يمنع وقوع الحرب ويحافظ على الـوضـع الــراهــن؛ تفاديا بذلك تكلفة الحرب العالية لعلمه بأن أي مواجهة عسكرية شاملة ستكون مـدمـرة للطرفي». ولـكـن، مـع ذلـــك، يــرى سـامـة أنــه «فــي بعض الأحـــيـــان يـمـكـن أن يُـــســـاء تــقــديــر إمـكـانـيـات الطرف الآخر والرهان على كسب المعركة؛ ما قد يؤدي إلى المواجهة»؛ ولذا يؤكد أنه «حتى هذه اللحظة، تبقى المواجهة ضمن الخطوط المـقـبـولـة، ومـــا زال الــطــرفــان يـــديـــران المـعـركـة ضمن ردع متبادل، وتبقى صيحات الحرب الشاملة ضمن الحرب النفسية حتى تتجلى الأمــــور فــي غـــزة وتـعـقـد الـصـفـقـة. وبـالـتـالـي، يمكن القول إن هذه الحرب النفسية في جزء مـنـهـا عــــرض قــــوة ورفـــــع لـسـقـف الـــتـــفـــاوض، وجــــزء مـنـهـا تـهـديـد حـقـيـقـي قـــد يـنـزلـق إلـى مواجهة فعلية إذا ما أخطأ أحد الطرفي في حساباته». من جولات القصف الإسرائيلي علىجنوب لبنان (رويترز) انتقلت المواجهات بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل إلى مرحلة الحرب النفسية مع ارتفاع مستوى التهديدات بـ الطرفين واسـتـمـرار العمليات التي تتصاعد حدّتها وتتراجع وفقاً لمسار المساعي التي تبذل لمنع توسّع الحرب إلى لبنان. اليوم، يستخدم كل من «حزب الله» وإسرائيل وســـائـــل الــتــهــديــد الــتــي انـتـقـلـت مـــن الـــشـــروط والـــشـــروط التفاوضية المضادة إلى الرسائل السياسية والعسكرية، التي وصلت إلى الإعلان عن «بنك أهداف» الحرب المقبلة؛ الأمــر الــذي يطرح جملة مـن «عـ مـات الاستفهام» حول النيات الحقيقية خلفها، منها ما يراه البعض أنها ليست إلا سعياً لرفع سقف التفاوض ؛لأن لا مصلحة للطرفين بتوسيع الحرب، ولا قرار حاسماً بهذا الشأن. أسابيع حاسمة... وتسابق بين التصعيد والدبلوماسية بيروت: كارولين عاكوم «الحرب النفسية» تنعكستوتّراً في لبنان عـــلـــى الــــرغــــم مــــن أن أهــــالــــي جــــنــــوب لــبــنــان > يعيشون حربا حقيقية، فإن اللبنانيي بشكل عام، ومعهم القطاعات الاقتصادية على اختلف أنواعها، يعيشون على وقـع مستوى التهديدات التي ترتفع حينا وتنخفضحينا آخر. في هذا الإطـار، تتناول الدكتورة فاديا كيوان، الأســــتــــاذة فـــي الــعــلــوم الـسـيـاسـيـة والمــــديــــرة الــعــامّـة لـ«منظّمة المرأة العربية»، مفهوم «الحرب النفسية»، فتشير في لقاء مع «الشرق الأوسط» إلى أنها «عادة ما تستخدم كــأداة لتمهّد للحرب العسكريّة وتؤثّر سلبا على معنويات المجتمع والخصم أو العدو». وأردفـــت: «لا يمكن تجاهل أو الاستخفاف بالحرب النفسية. بـل يجب أن نـكـون جـاهـزيـن فـنـؤمّـن بنية تحتية وملجئ للمواطني لتأمي مقومات الصمود لهم لكي لا يتحوّل الناس «أكياس رمل» (متاريس)»، وزادت: «هــنــاك تـهـديـد حقيقي مــن إســـرائـــيـــل... ولا يمكن معرفة ما إذا كانت ستنتهي إلى حرب عسكرية حقيقية وتنفيذ هذه التهديدات، وبالتالي علينا أن نكون حذرين وحاضرين لأي سيناريو مقبل». وحـقـا، أعلنت بعض الـــــوزارات اللبنانية أنها أعـدّت خطّة لمواجهة احتمال الحرب، أبرزها وزارتا الـصـحـة والـــشـــؤون الاجـتـمـاعـيـة، وتـشـمـل إجــــراءات طـوارئ صحية ومراكز لإيـواء النازحي ومساعدات غــــذائــــيــــة. كــــذلــــك اتـــــخـــــذت شــــركــــة «طــــــيــــــران الـــشـــرق الأوسط»، الناقل الوطني، إجراءات احترازية، بينها ركن طائرات في الخارج نتيجة خفض قيمة التأمي على مخاطر الحرب من شركات التأمي. وبـالـطـبـع، انـعـكـس الـتـوتـر سلبا عـلـى القطاع السياحي، وفي حي قال مدير مطار بيروت، فادي الحسن، إنـه يتوقع أن يكون موسم الصيف واعــداً، أكــد نقيب أصـحـاب الـفـنـادق فـي لبنان بيار الأشقر لــ«الـشـرق الأوســـط» أن السياح «غـائـبـون عـن لبنان منذ بدء الحرب، ومَن قرّر منهم زيارة لبنان عاد عن قراره إثر التحذيرات التي أطلقتها بعض السفارات مجددة دعوة مواطنيها لمغادرة لبنان». ويـمـيّـز الأشـقـر بـن عــدد الـطـائـرات الـتـي تحطّ يوميا فـي لبنان محمّلة بالمغتربي وبــن السياح، قائلً: «القطاع السياحي، ولا سيما الفنادق، يعتمد على الـسـيـاح الأجــانــب، لكن الـيـوم مـع غـيـاب هـؤلاء بـــات الـقـطـاع يعتمد عـلـى الـسـيـاحـة الـداخـلـيـة التي تعيش ليس فقط كـل يــوم بـيـومـه... إنـمـا كـل ساعة بــســاعــة، بـحـيـث أن أي تـهـديـد يـنـعـكـس سـلـبـا على الــحــجــوزات فــي المـطـاعـم والأمـــاكـــن الـسـيـاحـيـة التي يـزورهـا المغتربون اللبنانيون خــال إجـازاتـهـم في لبنان». «يـــبـــدو أن إســـرائـــيـــل الـــتـــي دمّــــــرت غــزة تــحــول الآن أنـــظـــارهـــا إلــــى لــبــنــان. ونــــرى أن الدول الغربية تدعم إسرائيل في الكواليس... خطط (رئيس الــوزراء الإسرائيلي بنيامي) نـــتـــنـــيـــاهـــو لـــتـــوســـيـــع الـــــحـــــرب إلــــــى المــنــطــقــة سـتـؤدي إلــى كـارثـة كـبـيـرة... إنــه لأمــر خطر للغاية ومؤسف أن تكون الدول التي تتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان والعدالة رهينة شخص مريض عقليا مثل نتنياهو». الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «بـدأت نهاري في منطقة دونيتسك مـع جنودنا ورئـيـس الأركـــان (ألكسندر) ســـيـــرســـكـــي والــــقــــائــــد الــــجــــديــــد لـــلـــقـــوات المـشـتـركـة الــجــنــرال (أنـــــدري) غــنــاتــوف... غـــنـــاتـــوف رجــــل فـــي مـقـتـبـل الـــعـــمـــر، لكن معرفته بالجبهة وخبرته هي بالضبط مـــــا نـــحـــتـــاج إلــــــيــــــه... وعــــلــــى المـــســـؤولـــن الحكوميي أن يكونوا هناك وفـي أماكن أخرى قرب الجبهة». الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «لــــقــــد أرســــلــــت روســــيــــا إشـــــــــارات إلـــى الـــولايـــات المــتــحــدة بــشــأن احــتــمــال مـبـادلـة الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش، ويجب على واشنطن دراسـتـهـا (جـديــا)... قـد شـددنـا مـــراراً على أن الإدارة الأميركية الـتـي تـبـدي هــذا الـقـدر مـن الاهـتـمـام بشأن مــصـيــره، أن تــــدرس جــديــا الإشــــــارات التي تـلـقـوهـا فـــي واشــنــطــن عــبــر الـــقـــنـــوات ذات الصلة». نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف «لــــم أرّ أي مـنـتـخـب آخــــر يــتــأهــل (فــي بطولة أمم أوروبـا) ويتلقى رداً فعل كهذا. أنا فخور جداً باللعبي على الطريقة التي يـتـعـامـلـون بــهـا مـــع الأمــــــور. لــقــد حـافـظـوا عـــلـــى ربـــــاطـــــة جـــأشـــهـــم فـــــي المــــــبــــــاراة (مـــع سلوفينيا) عندما دخلوا إليها في أجواء مليئة بالتحديات حـقـا. لقد أعــادنــي ذلك إلى الأيام التي كنت ألعب فيها مع منتخب إنجلترا...». غاريث ساوثغيت مدير منتخب إنجلترا لكرة القدم هوكستين وبرّي تداولا مجموعة من الأفكار، أبرزها الالتزام بقواعد الاشتباك التي كانت سائدة قبل هجوم أكتوبر 7

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky