issue16650

11 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS Issue 16650 - العدد Saturday - 2024/6/29 السبت ضبابية الانتخابات تُدخِل فرنسا في نفق مظلم لا يـــخـــفـــى عـــلـــى أحــــــد مــــصــــدر الــقــلــق فـي العاصمة الألمـانـيـة بـرلـن مـن النتائج المحتملة للانتخابات النيابية الفرنسية. فـــــــأولاً، هـــنـــاك الــثــقــل الـــــذي تـمـثـلـه فـرنـسـا باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبـــــــــــي. وثــــانــــيــــا، فـــرنـــســـا هــــي عـضـو الاتـــــحـــــاد الأوروبــــــــــي الـــــدائـــــم الـــوحـــيـــد فـي مجلس الأمن الدولي المتمتع بحق النقض (الفيتو). وثالثا لأنها تمتلك وحدها القوة النووية. فضلاً عما سبق، لطالما شكّل محور بــــرلــــن - بـــــاريـــــس الـــحـــاضـــنـــة لـــلـــمـــشـــروع الأوروبي الذي جاء لقلب سنوات الحروب بــن الـبـلـديـن. وطـيـلـة الــعــقــود المـنـصـرمـة، شــــكّــــل «الــــثــــنــــائــــي» الألمـــــانـــــي - الــفـــرنــســي القاطرة التي دفعته إلى الأمام، وأفضت به دولة أوروبية ويتأهب 27 لأن يضم راهنا لـفـتـح ذراعـــيـــه أمــــام أوكـــرانـــيـــا ومــولــدوفــا، وثمة مجموعة دول أوروبية أخرى تنتظر أن يفتح لها الباب لولوج جنة الاتحاد. القفز إلى المجهول هذا ليست المرة الأولى التي قرّر فيها رئيس فرنسي حـل الـبـرلمـان والــدعــوة إلى انتخابات مبكرة. الــــجــــنــــرال شــــــــارل ديــــــغــــــول، مـــؤســـس «الجمهورية الخامسة»، فعل ذلك مرتي، وســـــــار عـــلـــى دربـــــــه الـــرئـــيـــس الاشـــتـــراكـــي فرنسوا ميتران، وتبعه خليفته في قصر الإليزيه، جاك شيراك. إلا أن ثمة فروقا تجعل الوضع الراهن مختلفا إلى حد كبير مع ما عرفته فرنسا فـــي الـــســـابـــق. فـــخـــ ل الــعــقــود المـنـصـرمـة، كـــانـــت الانـــتـــخـــابـــات تـفـضـي إمّـــــا إلــــى فــوز اليمي التقليدي متحالفا مـع الـوسـط أو اليسار المسمّى «حكومي» وعَصَبه الحزب الاشــتــراكــي. وعـنـد فــوز الأخـيـر بالرئاسة ، بــنــاءً على 1981 لـلـمـرة الأولــــى فــي الــعــام «برنامج حُكم مشترك» يضم كـل تلاوين اليسار، بما في ذلك الحزب الشيوعي، لم يتردّد ميتران في ضم وزيرين شيوعيي إلى حكومته مع أن فرنسا عضو في حلف شـــمـــال الأطـــلـــســـي (نــــاتــــو) والـــعـــالـــم غـــارق وقتها في «الحرب الباردة». ولــــــكــــــن، رغـــــــم ذلـــــــــك، ســـــــــارت الأمـــــــور بسلاسة وبعيداً عن الهزّات لا في الداخل ولا في الخارج. بــعــكــس ذلــــــك، أحــــــدث قــــــرار مـــاكـــرون زلـــزالاً سياسيا ستكون لـه تبعات لعقود عـــلـــى الـــحـــيـــاة الــســيــاســيــة والاقـــتـــصـــاديـــة والاجتماعية في فرنسا. واللافت، أن أقرب المقرّبي من ماكرون، مثل رئيس الحكومة غـــبـــريـــال أتــــــال ورئـــيـــســـة مــجــلــس الـــنـــواب يائيل براون - بيفيه وشركائه في السلطة ورئيس حكومته السابق أدوار فيليب... كلهم صبّوا جـام غضبهم على قــراره لأنه «غير مبرّر»، ولأن لا شيء كان يُلزمه بحل الــبــرلمــان، وبـــالأخـــص، بـعـد نـجـاح منقطع الــنــظــيــر لـــحـــزب «الـــتـــجـــمـــع الـــوطـــنـــي» فـي الانتخابات الأوروبية حي حصد ضِعفي مــا حـصـل عـلـيـه تـحـالـف الأحـــــزاب الـثـ ثـة الــداعــمــة لـلـعـهـد والــحــكــومــة، أي «تــجــدد» و«الحركة الديمقراطية» و«هورايزون». قـــــرار مــــاكــــرون أحـــــدث صـــدمـــة عــامــة. ولذا؛ سعى غير مرة، لشرح دوافعه وإقناع مواطنيه بصوابية قراره من غير أن يفلح. إذ بينت تقارير صحافية أنه اتخذ قراره بعيداً عن أي تشاور ضاربا عرض الحائط بـمـا يــنــصّ عـلـيـه الــدســتــور، الــــذي يفرض عليه التشاور مع رئيسي مجلسي النواب والـشـيـوخ، مكتفيا بــ«نـصـائـح» مجموعة ضيقة قريبة من المقربي منه. رهانات ماكرون الخاطئة لقد بدا واضحا في الأيام القليلة التي انـقـضـت بـعـد حــل الــبــرلمــان، أن «رهــانــات» الـرئـيـس الفرنسي جـــاءت خـاطـئـة. ولفهم قـــراره، تتعي الإشـــارة إلـى أن الانتخابات الـنـيـابـيـة (الـتـشـريـعـيـة) الـسـابـقـة لــم تعط ماكرون سوى أكثرية نسبية في البرلمان، بعكس مــا كـانـت عليه الأمــــور فــي ولايـتـه السابقة حي تمتعت حكوماته المتعاقبة بـــأكـــثـــريـــات فــضــفــاضــة صـــادقـــت عــلــى كل مشاريع القواني التي قُدّمت إلى البرلمان. وحقا، خلال السنتي المنصرمتي من ولايته الثانية، كان على حكومة إليزابيث بـــورن ثـم حكومة غبرييل أتـــال التفاوض والمـــســـاومـــة، أحــيــانــا مـــع الـيـمـن وأحـيـانـا أخـــــرى مـــع الـــيـــســـار و«الـــخـــضـــر»، لـتـوفـيـر الأكـــثـــريـــة الــــ زمــــة. وكــــان «ســـيـــف» سحب الثقة منها دائما قريبا من عنقها لدرجة أنـه كـان يمكن أن تسقط فـي حـال توافقت المــعــارضــة يـمـيـنـا ويـــســـاراً عـلـى التخلص منها. ولكن رغم هشاشة الوضع السياسي، انقضت سنتان من عمر العهد واستمرت الحياة السياسية على وتيرتها المعتادة. ومــــــن هــــنــــا، فــــــإن المـــحـــلـــلـــن الـــســـيـــاســـيـــن اعتبروا بـادرة ماكرون «متهوّرة» وقائمة على حسابات غير دقيقة. لا، بل إن كثيرين قـــارنـــوا بـــن مـــا حــصــل فـــي ألمـــانـــيـــا، حيث حــصــل الـــحـــزب الــديــمــقــراطــي الاجـتـمـاعـي (الاشـــتـــراكـــي) عــلــى الـنـسـبـة نـفـسـهـا الـتـي حصل عليها تحالف أحزاب ماكرون، ومع ذلك، لم ينخرط المستشار أولاف شولتس فــــي مـــغـــامـــرة شــبــيـهـة بـــمــغــامــرة مـــاكـــرون رداً على القفزة الانتخابية الكبيرة التي حققها حزب «البديل» اليميني المتطرف. وهــــا هـــي الـــحـــيـــاة الــســيــاســيــة فـــي ألمــانــيــا قــــد عــــــادت إلـــــى ســـابـــق عـــهـــدهـــا بــانــتــظــار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. أزمة نظام يقول العارفون إن ماكرون راهن - في قـــــراره - عـلـى أمـــريـــن: الأول، الانـقـسـامـات الـــعـــمـــيـــقـــة داخـــــــل الــــيــــســــار الـــفـــرنـــســـي بـن حــــــزب «فــــرنــــســــا الأبــــــيــــــة» الــــــــذي يــتــزعــمــه المـــــرشـــــح الـــــرئـــــاســـــي الــــســــابــــق جـــــــان لــــوك مـــيـــلـــونـــشـــون مــــن جــــهــــة، وبـــــن المـــكـــوّنـــات الأخرى من جهة ثانية... وتحديداً الحزب الاشــتــراكــي و«الـــخـــضـــر». والآخـــــر، ضَعف اليمي الفرنسي التقليدي ممثلاً بحزب «الـــجـــمـــهـــوريـــون» - وريـــــث الــديــغــولــيــة -، واعتباره أن ثمة فرصة لتشكيل «ائتلاف وســطــي» يـضـم الأحـــــزاب الـثـ ثـة الـداعـمـة لـه تقليديا، والـتـي يمكن أن ينضم إليها مرشحون قادمون من اليسار المعتدل ومن اليمي التقليدي. غــيــر أن الـــرهـــانـــن ســقــطــا: فـالـيـسـار نـجـح خـــ ل زمـــن قـيـاسـي فــي طــي صفحة الـــــخـــــ فـــــات وتــــشــــكــــيــــل «جــــبــــهــــة شــعــبــيــة جديدة» مع برنامج انتخابي محدّد. أما اليمي التقليدي، فإن رئيسه أريك سيوتي التحق باليمي المـتـطـرف، فـي حـن رفض أركـانـه المتبقّون الـعـرض الـرئـاسـي. ثـم أن ســتــيــفــان ســيــجــورنــيــه، وزيـــــر الــخــارجــيــة ورئـيــس حــزب مــاكــرون المـسـمّـى «تـجـدد»، ســــــــارع إلــــــى الإعـــــــــ ن عـــــن أن «الائـــــتـــــ ف الـوسـطـي» سيمتنع عــن تـقـديـم منافسي لمــرشــحــي الــيــمــن «الــوســطــيــن» لتسهيل إعــــــــادة انـــتـــخـــابـــهـــم ولــتــشــجــيــعــهــم لاحــقــا للتعاون في حكومة قادمة. خـ ل الأيــام العشرين المنقضية منذ حــــلّ الـــبـــرلمـــان، كـــانـــت الـــدعـــايـــة الــرئــاســيــة (أي... الرئيس مـاكـرون نفسه) تركّز على التخويف من وصول اليمي المتطرف إلى الـسـلـطـة، وأيــضــا عـلـى إبــــراز التناقضات داخل اليسار، وخصوصا على «التهويل» بسيطرة حــزب «فـرنـسـا الأبــيــة» اليساري المتشدد عليه... فضلاً عن التنديد بزعيمه ميلونشون الذي اتهمته الدعاية الرئاسية بــــ«مـــعـــاداة الــســامــيــة» بـسـبـب مــواقــفــه من الـحـرب الإسـرائـيـلـيـة على غـــزة. وبالفعل، تحوّل هذا الاتهام «لازمة»... تتكرّر إلى ما لا نهاية في التجمعات الانتخابية وعلى شاشات التلفزيون. أنا... أو «الحرب الأهلية» وهـــــــــكـــــــــذا، رســــــــــت صـــــــــــــورة الـــــوضـــــع السياسي في فرنسا على الصورة التالية: ثمة ثــ ث مجموعات سياسية تتقدمها مجموعة اليمي المـتـطـرف - أي «التجمع الـوطـنـي» - بزعامة مـاريـن لـوبـن ورئـاسـة جــــــــــوردان بـــــارديـــــ (مـــــرشـــــح «الـــتـــجـــمـــع» لرئاسة الحكومة) التي ترجّح استطلاعات في 35 الرأي المتعاقبة على حصولها على المائة من الأصوات. المرتبة الثانية تحتلها وفــــق الاســـتـــطـــ عـــات «الــجــبــهــة الـشـعـبـيـة الـجـديـدة» (الـيـسـار) الـتـي تـتـأرجـح نسبة في المائة. أما «الائتلاف 30 أصواتها حول 20 الوسطي» فقد عجز عن تخطي عتبة الـ في المائة. بيد أن ترجمة هذه النسب إلى مقاعد فـي البرلمان الـقـادم تبدو بالغة الصعوبة بــالــنــســبــة إلــــى المـــؤســـســـات المـتـخـصـصـة؛ نظراً للنظام الانتخابي القائم على الدائرة دائـــــرة 577 الــــصــــغــــرى. إذ تـــضـــم فـــرنـــســـا انتخابية لكل منها معطياتها الخاصة، لكن المرجح وفق المعطيات المتوافرة حتى الـــيـــوم، أن أيـــا مـــن المــجــمـوعــات الـــثـــ ث لن تحصل على الأكثرية المطلقة في البرلمان نائبا). وبما أنه يصعب توقع 289( القادم تــحــالــف أي مـجـمـوعـتـن مـــن المـجـمـوعـات الــثــ ث للحكم مــعــا، فـــإن تشكيل حكومة قـــــادرة عـلـى حــيـــازة ثـقـة الــبــرلمــان وتـمـريـر الـقـوانـن وقــيــادة الـبـ د للسنوات الثلاث المـتـبـقـيـة لـلـرئـيـس مـــاكـــرون فـــي الإلــيــزيــه، سيكون بمثابة معجزة. ينص الدستور الفرنسي على أنـه لا يحق لرئيس الجمهورية أن يحل البرلمان مــرة جـديـدة إلا بعد مـــرور سنة على حله لــلــمــرة الأولـــــــى. وهـــــذا يــعــنــي أن مـــاكـــرون سيكون مقيد الـيـديـن وعــاجــزاً عمليا عن إيـجـاد أكـثـريـة برلمانية مطلقة أو أكثرية نسبية لــن يحصل عليها بسبب طغيان الـــيـــمـــن المــــتــــطــــرف و«الـــجـــبـــهـــة الــشــعــبــيــة الـجـديـدة». وهنا يبدو واضحا أن فرنسا تسير باتجاه أزمة حقيقية، أبعد من أزمة سياسية. بـل هـي بــالأحــرى «أزمـــة نظام» بسبب الانـــســـداد الـسـيـاسـي المتجهة إليه بسرعة... إلا في حال فوز اليمي المتطرف بـالأكـثـريـة المـطـلـقـة، وهـــذا أمـــر قــد يحصل وفق عدد من المحللي. فــي رســالــة مكتوبة وجـهـهـا مـاكـرون إلــى الفرنسيي بـدايـة الأســبــوع مـن خلال الـــصـــحـــافـــة الإقـــلـــيـــمـــيـــة، فــــإنــــه ركّــــــــز عـلـى أمرين: أحدهما أن برنامج الحكم لليمي المتطرف، ولما يسميه «اليسار المتطرف»، سيشرع الباب أمــام فرنسا لولوج أزمـات متنوعة. والآخر التأكيد أن لا خلاص لها إلا بتمكي «ائتلاف الوسط» من الحصول على الأكثرية. بيد أن الرئيس ذهب في اليوم التالي أبعد من ذلك؛ إذ حذر في «بودكاست» من انـــزلاق فرنسا نحو «الـحـرب الأهـلـيـة» في حـــال وصـــل حـــزب «الـتـجـمـع الــوطــنــي» أو حـزب «فرنسا الأبية» (مـن خـ ل «الجبهة الشعبية الـجـديـدة») إلـى الحكم. فاليمي المتطرف، كما قال، يصنّف المواطني وفق ديانتهم وأصلهم بينما «فرنسا الأبـيـة» يتبع «نهجا طوائفيا». هذا التنبيه استدعى ردود فعل عنيفة اتهمت الرئيس بـ«اللامسؤولية»؛ إذ قال بارديلا إنه «لا يجوز أن يصدر عن رئيس لـلـجـمـهـوريـة مــثــل هــــذا الــــقــــول»، فـــي حي اتهمه ميلونشون بـ«السعي دوما لإشعال الـــنـــار». كــذلــك، أثـــار هـــذا الــكــ م استغرابا شـــديـــداً حــتــى فـــي صــفــوف «المـــاكـــرونـــيـــة»؛ إذ اتهمه أحـد نوابها بأنه «فقد بوصلته السياسية» وأنه يسعى لإخافة المواطني المـتـقـدمـن فــي الـسـن لدفعهم لـلـعـودة إلـى أحضان حزبه. والواقع، أن استطلاعات الـرأي تبيّ أن الانتخابات القادمة ستشكل نوعا من الاستفتاء على اسم ماكرون الذي أمضى في الحكم، حتى اليوم، سبع سنوات. كما أنـهـا مــرجّــح أن تفضي الانـتـخـابـات إلـى مـجـلـس نـيـابـي تحكمه الـفـوضـى بسبب هـــشـــاشـــة الــــســــيــــنــــاريــــوهــــات الــحــكــومــيــة الــتــي قــد تــكــون مـتـاحـة بــنــاء عـلـى نتائج الانتخابات. ...وأخــيــراً، ثمة أحجية على ماكرون و«ائـــتـــ ف الـــوســـط» حـلـهـا، وهـــي تتناول 7 الـجـولـة الانـتـخـابـيـة الـثـانـيـة يــوم الأحـــد يـولـيـو (تـــمـــوز)، ومــضــمــون «الـنـصـيـحـة» الـــتـــي ســيــقــدّمــانــهــا لـنـاخـبـيـهـمـا فـــي حــال انـــحـــصـــر الـــتـــنـــافـــس بــــن مــــرشــــح يـمـيـنـي مـــتـــطـــرف وآخـــــــر مــــن «الـــجـــبـــهـــة الـشـعـبـيـة الــــجــــديــــدة»... ومــــا الــــذي سـيـتـعـن عليهم اختياره «ما بي الكوليرا والطاعون»! الرئيسماكرون خلال استضافته في مجمع قصر الإليزيه حفلاً موسيقياً... بعيداً عن هموم الانتخابات (غيتي) تنطلق الأحــد، الجولة الأولــى من الانتخابات النيابية مليون مواطن فرنسي 49.5 الفرنسية المبكرة، حيث دعي لـلـتـوجـه إلــــى صــنــاديــق الاقــــتــــراع بــعــد سـنـتـن فــقــط من الانتخابات السابقة المماثلة. ولقد كـان من المفترض أن ، بيد أن الرئيس 2027 تحصل هذه الانتخابات في العام الفرنسي إيمانويل مـاكـرون نسف الأجـنـدة الانتخابية بقراره ليل الأحد في التاسع من يونيو (حزيران) الحالي حــل الـبـرلمـان والـــدعـــوة إلـــى انـتـخـابـات جــديــدة. هـــذا الأمــر أثـــار الــذهــول لـيـس فــي فـرنـسـا وحــدهــا، بــل أيـضـا داخــل الاتـحـاد الأوروبــــي... لا، بـل إن المستشار الألمـانـي أولاف شـولـتـس، المــعــروف بتحفظه، لـم يـتـردد فـي التعبير عن «قلقه» إزاء ما ستحمله نتائج الانتخابات، وتخوّفه من تمكن اليمي المتطرّف ممثّلاً بـ «التجمع الوطني» ورئيسه سنة فقط، 28 الشاب جــوردان بارديلا، البالغ من العمر إلى السلطة. وسط تخوّف القاصي والداني من انتصار كبير لليمين المتطرف باريس: ميشال أبو نجم ... ولن أخرج منه 2027 ماكرون: أنا موجود في الإليزيه حتى مايو إزاء واقـــع الانــســداد السياسي، > لـم تـتـردد مـاريـن لـوبـن، زعيمة اليمي الـــفـــرنـــســـي المــــتــــطــــرف والــــطــــامــــحــــة فـي الــوصــول إلــى رئـاسـة الـجـمـهـوريـة، في دعـــوة الـرئـيـس إيـمـانـويـل مــاكــرون إلى الاستقالة، الأمر الذي يرفضه الرئيس الـحـالـي الـــذي «طــمــأن» الفرنسيي في رسالته حي كتب ما حرفيته: «يمكنكم أن تثقوا بي لأواصل مهمتي حتى مايو بوصفي رئيسكم، حامي 2027 ) (أيـــار جــمــهــوريّــتــنــا وقــيــمـنــا فـــي كــــلّ لـحـظـة، مع احترام التعدّدية وخياراتكم، وفي خدمتكم وخدمة الأمّة». فـــي الــحــقــيـقـة، لا شــــيء دســتــوريــا وقـــانـــونـــيـــا، مــــن شـــأنـــه إلـــــــزام مـــاكـــرون بالاستقالة؛ لأن شرعيته مستمدة من انتخابات الرئاسة الأخيرة ربيع العام . ولقد سبق للرئيسي السابقي 2022 فرنسوا ميتران وجاك شيراك أن خسرا الانتخابات النيابية، ومع ذلك بقيا في منصبهما ورضــيــا بـحـكـومـة مــن غير لونهما السياسي فـي إطــار مـا يسمى «حكومة المساكنة». إلا أن الفارق اليوم هو أن أيـا من الرئيسي السابقي كان يواجه حكومة يمينية متطرفة، كحال مـــاكـــرون إذا وجـــد نـفـسـه إزاء حكومة يمينية تصل إلى السلطة للمرة الأولى في تاريخ فرنسا. هذه الحكومةستكون متسلحة ببرنامج حكم مختلف كثيراً، في الداخل والـخـارج، عن نهجه ونهج حكوماته المتعاقبة؛ ذلــك أنـهـا لا تجد حـــرجـــا فــــي انـــتـــهـــاك مــــبــــادئ أســاســيــة نهضت عليها «الجمهورية الفرنسية»، ومنها على سبيل المثال مبدأ المساواة بي الفرنسيي «الأصلاء» والفرنسيي «الدخلاء». وما يُذكر هنا، أن الزعيم اليميني المـتـطـرف بــارديــ يـريـد منع مـزدوجـي الــــجــــنــــســــيــــة مـــــــن تـــــــولّـــــــي «المـــــنـــــاصـــــب الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة فــــي قـــطـــاعـــي الــــدفــــاع والأمــــــن» بـحـيـث تـبـقـى مــقــصــورة على الــفــرنــســيــن وحــــدهــــم، مــــع أن مـــــزدوج الجنسية مواطن فرنسي ويحق له ما يحق للآخرين. أيــضــا يــريــد بــــارديــــ ، فـــي مـرحـلـة لاحقة وبناءً على استفتاء لا يمكن أن يحصل إلا بموافقة رئيس الجمهورية، إلــغــاء مــا يُـسـمـى «حـــق الـحـصـول على الجنسية الفرنسية لمَـــن يــولــدون على الأراضي الفرنسية»؛ الأمر الذي يصعب عـــلـــى مـــــاكـــــرون الـــقـــبـــول بــــه بـــاعـــتـــبـــاره . كــذلــك 1851 مـــعـــمـــولاً بــــه مـــنـــذ الــــعــــام هــنــاك خــ فــات واضــحــة فــي السياسة الــــخــــارجــــيــــة، مـــنـــهـــا المــــلــــف الأوكـــــرانـــــي وملفات أخرى كثيرة. مارين لوبن (رويترز) ASHARQ AL-AWSAT ماكرونسيكون عاجزاً عملياً عن إيجاد أكثرية برلمانية مطلقة أو أكثرية نسبية زعيمجبهة اليسار جان لوكميلونشون (أ.ف.ب) جوردان بارديلا مرشح اليمين المتطرف(رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky