issue16610

8 أخبار NEWS Issue 16610 - العدد Monday - 2024/5/20 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT حضّ المتحاربين على وقف النار فوراً والعودة إلى «منبر جدّة» التفاوضي اتفاقسوداني بين حركتين مسلحتين وحمدوك ينصّ على علمانية الدولة فاجأ توقيع رئيس «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، رئيسالوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، على اتــفــاق سـيـاسـي مــع كــل مــن رئـيـس «حـركـة تحرير السودان» عبد الواحد محمد النور، وقائد «الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال» عبد العزيز الحلو، أطلق عليه «إعــــــان نـــيـــروبـــي»، الأوســـــــاط الـسـيـاسـيـة والإقليمية على حدّ سواء. الاتــــفــــاق يـــنـــصّ عــلــى إنـــهـــاء الـــحـــرب، وتـــأســـيـــس دولـــــة «عــلــمــانــيــة» تــفــصــل بين الـديـن والــدولــة، وإقـــرار حـق تقرير المصير للجماعات السودانية. وكانت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» وجهت دعــوات لكل من الحركتين لـتـوحـيـد الــصــف المـــنـــاوئ لــلــحــرب، وبــنــاء جبهة مـدنـيـة، وفـــق حــد أدنـــى تتفق عليه الأطــــــــراف، وأعـــلـــن وقــتــهــا عـــن مــفــاوضــات تـجـري مـن أجــل ذلــك الــهــدف، لكن حمدوك وقّـع مع عبد الواحد محمد النور بصفته «رئـيـس الــــوزراء الـسـابـق»، بينما وقّـــع مع الحلو بصفته رئيساً لـ«تقدم» . ونـــــــصّ «إعــــــــان نــــيــــروبــــي» الـــــــذي تـم توقيعه برعاية من الرئيس الكيني ويليام روتـــــــو، عـــلـــى تـــأســـيـــس «دولـــــــة عــلــمــانــيــة» غــيــر مـــنـــحـــازة، تــقــف عــلــى مــســافــة واحــــدة مـــن الأديــــــان والــثــقــافــات والـــهـــويـــات كــافــة، وإقامة حكم مدني يشترك فيه بالتساوي الـسـودانـيـون كـافـة، وعـلـى تقاسم السلطة والـثـروة بشكل عـــادل، وكفالة حرية الفكر والأديان. وأعـــطـــى «إعــــــان نـــيـــروبـــي» مـــا أطـلـق عـلـيـهـا الــشــعــوب الــســودانــيــة «حـــق تقرير المــــصــــيــــر»، فــــي حــــالــــة عــــــدم الاتـــــفـــــاق عـلـى تضمين علمانية الــدولــة والـحـكـم المـدنـي، وبقية مبادئ الإعــان في الدستور الدائم للبلد. ومــــــن الـــــافـــــت، أن كــــــاً مــــن الـــرجـــلـــ وقّــــع عـلـى انـــفـــراد مـــع حـــمـــدوك نـسـخـة من الاتـــفـــاق، ثـــم وقّـــعـــا نـسـخـة ثـالـثـة بينهما، وشــــهــــد الـــرئـــيـــس الـــكـــيـــنـــي ويـــلـــيـــام روتــــو مراسم التوقيع، ليظهر الأربعة في صورة تناقلتها وسائل الإعلم ووكالات الأنباء. وحضّ الاتفاق، الجيشوقوات «الدعم السريع» على العمل من أجـل وقـف إطلق نار فوري، يمهد لوقف دائم للحرب، وإلى التعاون الجاد بإرادة حقيقية مع الجهود الإقـلـيـمـيـة والـــدولـــيـــة، والـــعـــودة إلـــى منبر «جــــدة» الـتـفـاوضـي. ونـــصّ عـلـى تأسيس وبـنـاء منظومة عسكرية وأمـنـيـة جـديـدة، تتوافق مع المعايير المتفق عليها دولياً، من أجل تكوين جيش وطني ومهني وقومي، بعقيدة عسكرية تُعبّر عن كل السودانيين بحسب الأوزان السكانية، من دون التدخل في العمل السياسي أو الاقتصادي للدولة. وأولى الاتفاق أهمية كبيرة للقضايا الإنـــســـانـــيـــة، ونـــاشـــد الأطـــــــراف المــتــحــاربــة إزالـــــــة مـــعـــوقـــات الــــعــــون الإنـــســـانـــي كـــافـــة، وفــتــح المـــســـارات لمــــرور مــــواد الإغـــاثـــة عبر دول الـــــجـــــوار، وعـــبـــر خـــطـــوط المـــواجـــهـــة، بـمـا يضمن وصـولـهـا للمواطنين جميعاً دون عـــوائـــق، وتـوفـيـر الـحـمـايـة للعاملين الإنسانيين. ودعا الاتفاق أيضاً إلى العمل المشترك بــــهــــدف مـــعـــالـــجـــة شـــامـــلـــة لمـــــا اتــــفــــق عـلـى تسميته «الأزمـات المتراكمة»، استناداً إلى عملية تأسيسية تقوم على وحدة السودان أرضـــ وشـعـبـ ، وحـفـظ سـيـادتـه ومــــوارده، والـــوحـــدة الـطـوعـيـة لـشـعـوبـه، مـــع ضـمـان وكــفــالــة تــأســيــس حــكــم مــدنــي ديـمـقـراطـي فيدرالي. كــمــا نـــص الاتـــفـــاق عــلــى عــقــد مـؤتـمـر «مـــــائـــــدة مــــســــتــــديــــرة»، بـــمـــشـــاركـــة الـــقـــوى الوطنية المؤمنة بمبادئ «إعلن نيروبي»، ووجـــه دعـــوة لـ«الشعب للصطفاف حول الـجـهـود الـوطـنـيـة الــرامــيــة لـوقـف الـحـرب، ومــــحــــاربــــة خــــطــــاب الــــكــــراهــــيــــة والمــــســــاس بمكونات الوحدة الوطنية». وتُــعــد قـضـيـة «عـلـمـانـيـة الـــدولـــة» من القضايا المعقدة التي ظل السودان يعاني منها، منذ إجـازة قوانين سبتمبر (أيلول) فــــي عـــهـــد الـــرئـــيـــس الأســــبــــق جـعـفـر 1983 النميري، وإعـان تطبيق قوانين الشريعة الإســـامـــيـــة، ويــــرى الــكــثــيــرون أنــهــا كـانـت السبب في «انفصال جنوب السودان». لكنّ النص على «دولة علمانية» ليس جـديـداً، فقد اتفق رئيس مجلس السيادة عبد الـفـتـاح الـبـرهـان وعـبـد الـعـزيـز الحلو ، قبيل انقلب أكتوبر 2021 ) في مارس (آذار الذي أطاح بالحكومة 2021 ) (تشرين الأول المــــدنــــيــــة، عـــلـــى فـــصـــل الــــديــــن عــــن الــــدولــــة، وتـــكـــويـــن جـــيـــش وطـــنـــي مــــوحــــد، بـنـهـايـة الفترة الانتقالية. مــــن جـــهـــتـــه، أشــــــاد الـــرئـــيـــس الـكـيـنـي ويليام روتــو الــذي رعـى الاتـفـاق بموقعي «إعــــــان نـــيـــروبـــي»، ودعـــاهـــم «لـلـعـمـل من أجـل عملية السلم في الـبـاد»، وأكـد على دور بــــــاده بــصــفــتــهــا «شـــريـــكـــة رئـيـسـيـة فـي جـهـود تحقيق الـسـام فـي الــســودان»، ودعا المجتمع المدني والجماعات المنظمة الأخــــرى «لـلـمـشـاركـة فــي الإعــــان مــن أجـل تحقيق الـــســـام، وتـكـويـن حـكـومـة مدنية ديمقراطية» تعالج أزمات البلد. بـــدوره، قــال رئـيـس تنسيقية «تـقـدم» عــــبــــد الــــلــــه حـــــمـــــدوك عــــقــــب الــــتــــوقــــيــــع، إن الاتــــفــــاق «مـــمـــتـــاز وخــــاطــــب جــــــذور الأزمـــــة الـــســـودانـــيـــة»، وخـــطـــوة نـحـو عـقـد «مــائــدة مستديرة» تشارك فيها شريحة واسعة من السودانيين. والـــحـــركـــتـــان الـــلـــتـــان وقـــعـــتـــا «إعـــــان نــــــيــــــروبــــــي»، كــــانــــتــــا تــــقــــاتــــل نـــــظـــــام حــكــم الإسلميين، ورفضتا توقيع اتفاق «جوبا» لــســام الـــســـودان مــع الـحـكـومـة الانـتـقـالـيـة برئاسة حمدوك وقتها، وظلتا تتمسكان بــمــطــلــب إقــــامــــة «دولــــــــة عــلــمــانــيــة مــدنــيــة ديمقراطية». وتسيطر «الـحـركـة الشعبية لتحرير السودان - الشمال» بقيادة عبد العزيز آدم على منطقة «كـاودا» 2011 الحلو منذ عام الجبلية الحصينة بولاية جنوب كردفان والمـــحـــاذيـــة لـــدولـــة جـــنـــوب الــــســــودان، إلــى جانب أجزاء من جنوب ولاية النيل الأزرق، وتـــعـــدهـــا مــنــطــقــة «مـــــحـــــررة» تـــابـــعـــة لــهــا، وتنص أطروحتها السياسية على إقامة ما تسميه «السودان الجديد» على أنقاض الـدولـة السودانية التي أعقبت الاستقلل .1956 السياسي في عام بينما تسيطر حـركـة «جـيـش تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد النور، على مناطق في «جبل مرة» بإقليم دارفور، وهي حركة دارفورية ظلت تحارب الجيش ، بيد أنها وسعت 2003 السوداني منذ عام مـــن مــنــاطــق سـيـطـرتـهـا إبـــــان الـــحـــرب بين الجيش وقـوات «الدعم السريع»، ورفضت هــي الأخــــرى تـوقـيـع اتــفــاق جــوبــا، وعـدتـه مـــجـــرد «مـــحـــاصـــصـــات وتـــقـــاســـم للسلطة يــتــجــاهــل الــقــضــايــا الأســـاســـيـــة، بتحقيق الأمـــــــن والاســـــتـــــقـــــرار، ولا يـــصـــنـــع ســـامـــ شاملً». الرئيسالكيني يتوسط الموقّعين على الاتفاق (الشرق الأوسط) أديسأبابا: أحمد يونس أعطى الاتفاق «الشعوب السودانية» حق تقرير المصير بحالة عدم الاتفاقعلى تضمين علمانية الدولة في الدستور الدائم لجنة النزاهة البرلمانية رأت أنها «لم تأتِ بجديد» السفيرة الألمانية لدى العراق تعلن تعرض شركات بلادها لحالات ابتزاز ورشوة أكــــــــــدت الــــســــفــــيــــرة الألمـــــانـــــيـــــة لــــــــدى الـــــعـــــراق كريستيانه هـومـان مـا أثـيـر منذ سـنـوات طويلة بـــشـــأن تـــعـــرض مــعــظــم الــــشــــركــــات الأجـــنـــبـــيـــة فـي الــعــراق، لـحـالات ابــتــزاز ومـطـالـبـات بـدفـع الرشى من قِبل مسؤولين في الوزارات العراقية للحصول على عقود التنفيذ والاستثمار التي تنفذها تلك الشركات في البلد، الأمر الذي وضع العراق دائماً في قائمة الدول ذات البيئة الخطرة وغير المفضلة للعمل والاسـتـثـمـار بالنسبة لـلـشـركـات العالمية الرصينة. وفـــي أول ظـهـور لـهـا بـعـد ثـمـانـيـة أشـهـر من تـسـنـمـهـا مـنـصـب ســـفـــارة بـــادهـــا بــبــغــداد، قـالـت هـــــومـــــان، فــــي مـــقـــابـــلـــة تـــلـــفـــزيـــونـــيـــة: «نـــعـــم هــنــاك مستثمرون ألمــان طُلب منهم دفـع نـوع مـن الرشا والإتــاوات مقابل حصولهم على عقود، لكنهم لم يدفعوا، فالأمر غير قانوني في بلدنا وسيقعون تحت طائلة القانون إن فعلوا ذلك». ورأت السفيرة أن ذلك «سوف يتسبب بتعثر قضية الاستثمارات، ولن تقبل الشركات على ذلك ويدفعها للنسحاب من العراق». ورفضت الإجابة على سؤال حول طبيعة الشخصيات التي تمارس أعـــمـــال الابــــتــــزاز عــلــى الـــشـــركـــات، وإذا مـــا كــانــوا مسؤولين كباراً في الوزارة أو جماعات خارجة عن القانون، واكتفت بالإشارة إلى أن «القضية ما زالت متواصلة وتشمل معظم القطاعات الحكومية في العراق، ويجب التصدي لها بحسم». مـــــن جـــانـــبـــهـــا، رأت عـــضـــو لـــجـــنـــة الـــنـــزاهـــة بالبرلمان الاتــحــادي، النائبة ســروة عبد الـواحـد، أن السفيرة الألمانية «لم تأت بجديد» بشأن قضية الابــــتــــزاز والمــطــالــبــة بـــالـــرشـــوة والـــعـــمـــولات الـتـي تتعرض لها الشركات الأجنبية العاملة بالعراق. وقـالـت عبد الـواحـد، لــ«الـشـرق الأوســـط»، إن «تصريحات السفيرة ليست مفاجئة لنا، وهناك حالات ابتزاز للشركات تُمارَس حتى داخل اللجان البرلمانية وفي مؤسسات حكومية عدة». وكشفت أن «مشكلة الاسـتـثـمـار والـعـمـل في الـــعـــراق ارتـبـطـت غـالـبـ فــي شــركــات غـيـر رصينة وهي تعرف كيف تحمي نفسها عبر منح الأموال والـــرشـــى لـلـشـخـصـيـات المــســؤولــة والـــنـــافـــذة، أمـا الشركات العالمية الرصينة فل تقبل بذلك وتُفضل عــدم الـتـورط فـي بيئة أعـمـال غير نظيفة مـن هذا النوع». وتـــعـــتـــقـــد عـــبـــد الـــــواحـــــد أن ســـلـــوكـــيـــات مـن هـــــذا الــــنــــوع تــســهــم فــــي «تـــقـــويـــضجـــديـــة الـعـمـل والاســتــثــمــارات فــي الـــبـــاد، ولـــن نـــرى عـلـى المــدى الـــقـــريـــب أو المـــتـــوســـط شــــركــــات رصـــيـــنـــة وعــالــيــة المستوى تدخل للعراق». وعن مستوى محاربة الفساد في عهد رئيس الـــوزراء محمد السوداني الـذي جعلها على رأس أولويات حكومته، قالت إن «ما نسمعه في الإعلم أكثر بكثير مما هو في الواقع، الفساد آفة خطيرة ومــحــاربــتــه لـيـسـت بـالـسـهـولـة المــتــوقــعــة، مـــا زال الفاسدون يسيطرون على معظم مفاصل الدولة وهــم بمنأى عـن المـحـاسـبـة، لكن ذلــك لا يمنع من الاعتراف ببعض الخطوات الجيدة التي اتخذتها حكومة السوداني في هذا الاتجاه». وبـصـدد مـا يـتـردد عـن قــرب حسم قضية ما 2.5 بـات يُـعـرف بـ«سرقة الـقـرن» التي سـرق فيها مليار دولار من أموال التأمينات الضريبية، ذكرت عبد الـواحـد أن «الغموض سيبقى مرتبطاً بهذه السرقة الفضيحة، وإن وصل الأمر للحسم فيجب الــكــشــف عـــن أســـمـــاء جـمـيـع المـــتـــورطـــ فـيـهـا من ساسة وشخصيات نافذة». مــــن نـــاحـــيـــة أخـــــــرى، أبــــرمــــت هــيــئــة الـــنـــزاهـــة الـــعـــراقـــيـــة، أخــــيــــرا مــــع هــيــئــة الـــرقـــابـــة ومــكــافــحــة الــفــســاد فـــي المـمـلـكـة الــعــربــيــة الــســعــوديــة مــذكّـــرة تفاهم لــ«تـعـزيـز الـتـعـاون فـي مـجـال منع الفساد ومكافحته، وتـطـويـر الــقــدرة المؤسّسية للطرفين وتعزيزها»، وفق بيان صادر عن الهيئة. وقّع المذكرة عن الجانب العراقيّ رئيس هيئة الــنــزاهــة الاتــحــاديــة الـقـاضـي حـيـدر حــنــون، وعـن الجانب السعودي رئيس هيئة الرقابة ومُكافحة الفساد مازن بن إبراهيم الكهموس. وتهدف المذكرة إلى «تبادل الخبرات وأفضل الممارسات ذات الصلة بمكافحة الفساد، وتبادل المـــعـــلـــومـــات المـتـعـلـقـة بـــجـــرائـــم الـــفـــســـاد مـــن حيث الضبط والتحقيق وتتبّع الأصــول واستردادها، فـضـاً عـن العمل على تـبـادل المعلومات المتعلّقة بـــالأســـالـــيـــب والأنـــشـــطـــة الإجـــرامـــيـــة المــــؤدّيــــة إلــى الفساد وسبل الوقاية منها». بغداد: فاضل النشمي العراق: مخاوفمن تحالفمحتمل بين السوداني والعيساويلإقصاء «عجائز» السياسة كـشـفـت مــصــادر عـراقـيـة متطابقة لــ«الـشـرق الأوســـط» الأسـبـاب التي أدت إلــى عرقلة انتخاب شهور 6 رئيس جديد للبرلمان العراقي بعد مرور على إقالة رئيسه السابق محمد الحلبوسي. وطبقاً لهذه المصادر فإنه «بعد انتهاء العد والفرز للجولة الثانية من الجلسة الأولى المؤجلة منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وتفوق مرشح السيادة سالم العيساوي على مرشح تقدم محمود المشهداني بعدد الأصوات أصبح محتماً الـــلـــجـــوء إلــــى الــســيــنــاريــو الـــثـــانـــي، وهــــو تعطيل الجلسة تمهيداً لرفعها». أحــــد الـسـيـاسـيـ الــعــراقــيــ أكــــد لـــ«الــشــرق الأوسط» أن «المفاجأة التي لم تكن متوقعة أن زعيم ائتلف دولة القانون نوري المالكي أوعز إلى نواب كتلته داخــل البرلمان بطلب تأجيل الجلسة التي كــان مــن المـقــرر استئنافها بعد جلسة قصيرة»، مبيناً أن «الـنـائـب الأول لرئيس الـبـرلمـان محسن المندلاوي الذي يدير بالبرلمان بالإنابة منذ إقالة الحلبوسي طلب استراحة تعقبها الجولة الثالثة، بينما النائب الثاني الـكـردي شـاخـوان عبد الله طلب أن يتم المضي فوراً بإجراءات الجولة الثالثة حتى لا يكون هـذا التأخير مبرراً للتعطيل وهو ما حصل». وأشـــــار إلـــى أن «الــســبــب الــــذي جـعـل المـالـكـي يطالب بتأجيل الجلسة يعود إلـى مـا وصله من أنباء عن تدخل حكومي بِشأن مجريات الجلسة»، عاداً أن «هناك نائبين أحدهما من (تقدم)، والآخر نائب مستقل كتبا تغريدتين أخافتا على ما يبدو بعض الـزعـمـاء السياسيين المسنين فـي العملية الـسـيـاسـيـة، قـوامـهـمـا أن تـدخـل رئـيـس الحكومة محمد شياع السوداني بمجريات انتخاب رئيس البرلمان مع أن كليهما لم يقدما أي دليل على ذلك إنما يعني وجـود تحالف محتمل بين السوداني وبـ سالم العيساوي المـرشـح الــذي كـان يفصله أصوات فقط»، ومن شأن ذلك التحالف 8 عن الفوز أن يؤدي إلى إقصاء عجائز السياسة في العراق. إلى ذلك أكد مصدر آخر من داخل أروقة جلسة الـسـبـت لـــ«الــشــرق الأوســــط» أن «تعطيل الجلسة كان مقرراً من خلل قيام عدد من النواب بتوزيع الأدوار فيما بينهم داخــل الجلسة ومـع مجريات الـتـصـويـت، حيث بـــدأت أسـهـم الـعـيـسـاوي ترتفع فـيـمـا تـقـل أســهــم المــشــهــدانــي»، مبيناً أن «نـهـايـة التصويت كانت حاسمة باتجاه فـوز العيساوي لو تم الاستمرار بجولة تصويت ثالثة، الأمر الذي أدى إلى قيام نائب من حزب (تقدم) بالصعود إلى منصة الرئاسة لإحــداث نـوع من الفوضى، حيث حــــاول رئــيــس الــبــرلمــان بــالإنــابــة احـــتـــواء المــوقــف لكن سرعان ما تصاعدت الخلفات، وهو ما كان مطلوباً لإرباك عمل رئاسة البرلمان وعدم قدرتها عـلـى إدارة الجلسة مـمـا اضـطـر الـرئـيـس لرفعها حتى إشعار آخر». وفــــي ســيــاق الـــجـــدل بــشــأن الــتــدخــل مـــن قبل رئـيـس الـــــوزراء محمد شـيـاع الــســودانــي لصالح سالم العيساوي، فإنه ومع قيام أحد نواب «تقدم» بتوجيه الاتــهــام إلــى رئـيـس الحكومة بالتدخل، فإن أروقة البرلمان شهدت حضور وزير الصناعة والمعادن خالد بتال، وهو قيادي في حزب «تقدم» بـــزعـــامـــة مـحـمـد الــحــلــبــوســي، حــيــث كــــان الــهــدف مـن حـضـوره التثقيف لصالح خصم العيساوي والسوداني معاً وهو محمود المشهداني. لكن اضطر بتال إلى الخروج من البرلمان مع تصاعد الجدل حول حضوره. وكـــان الـنـائـب يحيى المـحـمـدي كتب تغريدة على مـوقـع «إكـــس» قــال فيها إن «الـدسـتـور نصّ عـــلـــى مــــبــــدأ الـــفـــصـــل بــــ الـــســـلـــطـــات، والأعــــــــراف السياسية تنص على احـتـرام مبدأ الأغلبية، هل هذه الثوابت أصبحت غير ملزمة؟». وأضاف: «نلمس تدخلً واضحاً من الحكومة بــاخــتــيــار رئـــيـــس مـجـلـس الــــنــــواب، وهـــــذا يسجل خــرقــ صــارخــ لـلـدسـتـور ومـــبـــادئـــه». أمـــا الـنـائـب مصطفى سند فقد كتب قـائـاً إن «تـدخـل رئيس الوزراء باختيار سالم في إشارة إلى النائب (سالم الـعـيـسـاوي) والمـبـالـغـة بـهـذا المــوضــوع، أثــر سلباً عـلـى كثير مــن الــنــواب بالتصويت لـــه». وأضـــاف ســنــد قــــائــــاً: «شــخــصــيــ غــــــادرت جـلــســة الــجــولــة الثالثة قبل قليل، وكفى الله المؤمنين شر القتال». إلـى ذلـك طالب النائب المستقل باسم خشان بإنهاء عضوية النائب والقيادي في حزب «تقدم» هيبت الحلبوسي الـــذي شـــارك فــي شـجـار داخــل الـقـبّـة التشريعية أثـنـاء التصويت على انتخاب رئيس جديد للمجلس. وقــــــال خـــشـــان فــــي تـــغـــريـــدة لــــه إنـــــه «بـــعـــد أن تـــلـــى رئـــيـــس الــجــلــســة قــــواعــــد الـــتـــصـــويـــت، وقــبــل مباشرة الـنـواب بالتصويت، هــدّد النائب هيبت الحلبوسي بمنع التصويت بالقوة، وبهذا يكون قـد منع المجلس مـن مـمـارسـة واجـــب دســتــوري». وأضاف خشان أن «هذا حنث باليمين الدستورية، ينهي عضويته في مجلس النواب، وعلى المجلس أن يتخذ ما يلزم ليسترد هيبته». بغداد: حمزة مصطفى جانب من جلسة البرلمان العراقي (وكالة أنباء العالم العربي)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky