عرض مجسم روماني متعدد السطوح غامض في لندن

يعدّ من الألغاز العظيمة في علم الآثار

العثور على 33 من هذه الأشياء الغامضة في بريطانيا (نورتون ديزني للتاريخ والآثار)
العثور على 33 من هذه الأشياء الغامضة في بريطانيا (نورتون ديزني للتاريخ والآثار)
TT

عرض مجسم روماني متعدد السطوح غامض في لندن

العثور على 33 من هذه الأشياء الغامضة في بريطانيا (نورتون ديزني للتاريخ والآثار)
العثور على 33 من هذه الأشياء الغامضة في بريطانيا (نورتون ديزني للتاريخ والآثار)

لا توجد أوصاف أو رسوم معروفة لهذا الشكل في المطبوعات والأدبيات الرومانية، مما يجعل غرضه غير واضح. إنه شكل يُعرف بأنه واحد من الألغاز الغامضة العظيمة في علم الآثار، وهي أشياء مفرّغة مكونة من 12 ضلعاً من الحقبة الرومانية ليس لها هدف أو استخدام. لم يتم العثور إلا على 33 فقط من تلك المجسمات متعددة السطوح الغامضة في بريطانيا، ومن المقرر أن يتم عرض واحد، تم اكتشافه واستخراجه من الأرض خلال أعمال حفر أثرية غير احترافية لهواة بعد 1.700 عام من البقاء تحت سطح الأرض، بشكل علني أمام الجمهور بمدينة لينكن في إطار مهرجان للتاريخ، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ويعد ذلك المجسم، الذي تم العثور عليه في قرية نورتون ديزني، بالقرب من مدينة لينكن، في صيف 2023، أكبر مجسم من نوعه تم العثور عليه حتى هذه اللحظة، حيث يبلغ طوله 8 سنتيمتر، ووزنه 254 غراماً.

واتسمت عملية استكشافه بأهمية كبيرة نظراً للعثور عليه في المكان الذي تم وضعه فيه منذ 1.700 عام، وهو ما يعني أن الموقع قد يحمل مفاتيح لحل لغز استخدامه وغرضه. ولم يتم العثور سوى على 3 نماذج أخرى للمجسمات متعددة السطوح الـ12 خلال عمليات تنقيب عن الآثار. وقال ريتشارد باركر، أمين مجموعة «تاريخ وآثار نورتون ديزني»، التي عثرت على المجسم، إن المؤرخين لم يكونوا أقرب من ذلك إلى اكتشاف ماهية تلك المجسمات رغم بحثهم واسع النطاق الطويل والممتد.

وقال باركر لمحطة «بي بي سي» البريطانية: «ينشط الخيال عند التفكير في الغرض الذي قد يكون الرومان قد استخدموا من أجله ذلك المجسم. هل كان من أجل السحر أو في طقوس أو في إطار دين، ربما لن نعرف أبداً». وذكرت مجموعة «نورتون ديزني» أن تلك المجسمات لم يكن لها حجم معياري قياسي، لذا لم تكن من أدوات القياس، وكذلك لا تظهر عليها آثار بلي وإهلاك، لذا لم تكن تستخدم كأدوات أو أوعية. وأضافت أنه كان يتم بذل وقت طويل، وطاقة ومهارة من أجل إنتاج ذلك المجسم، لذا لم يكن يستخدم لأغراض دنيوية. ويعد مجسم «نورتون ديزني»، المصنوع من النحاس، النموذج الوحيد الذي تم العثور عليه بوسط البلاد، وهو في حالة جيدة، حيث لم يلحق به ضرر، وتم صنعه وإتمامه بمعايير جودة عالية.

وقال باركر إنه قد تم العثور عليه أعلى تل في حفرة كبيرة قديمة، ويبدو أنه قد تم وضعه بشكل مقصود متعمد في ذلك الموقع. ويعتزم الأثريون غير المحترفين من الهواة، الذين اكتشفوا المجسم، العودة إلى الموقع خلال الصيف الحالي لمحاولة اكتشاف مزيد من مفاتيح الحل التي قد تكشف سبب وجوده هناك.


مقالات ذات صلة

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

يوميات الشرق الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.