البطولات الثنائية المصرية تُميِّز مسلسلات النصف الثاني من رمضان

هكذا تجارب من المتوقَّع تعميمها في المواسم المقبلة

شيكو وكريم محمود عبد العزيز في لقطة من مسلسلهما (الشركة المنتجة)
شيكو وكريم محمود عبد العزيز في لقطة من مسلسلهما (الشركة المنتجة)
TT

البطولات الثنائية المصرية تُميِّز مسلسلات النصف الثاني من رمضان

شيكو وكريم محمود عبد العزيز في لقطة من مسلسلهما (الشركة المنتجة)
شيكو وكريم محمود عبد العزيز في لقطة من مسلسلهما (الشركة المنتجة)

يشهد النصف الثاني من الموسم الرمضاني المصري عرض أعمال درامية جديدة تسيطر عليها البطولة الثنائية، وذلك بعد انتهاء حلقات نحو 10 أعمال قصيرة مع انتصاف الشهر الكريم.

من الأعمال التي يتصدّر بطولاتها نجمان: «بقينا اتنين» من بطولة شريف منير ورانيا يوسف، و«بدون سابق إنذار» الذي يجمع آسر ياسين وعائشة بن أحمد للمرة الأولى في البطولة، و«خالد نور وولده نور خالد» الذي يشهد أول بطولة ثنائية بين شيكو وكريم محمود عبد العزيز، بالإضافة إلى «مليحة» من بطولة دياب وميرفت أمين.

ووفق نقاد، فإنّ حكاية العمل هي الفصل في اختيار أبطاله، فتوضح الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن الأعمال الدرامية بشكل عام تتطلّب تصدُّر فنان وفنانة للبطولة، سواء أكانا بحجم النجومية عينها أو تفوّق أحدهما على الآخر.

الكاتبة أماني التونسي وشريف منير ورانيا يوسف (الشرق الأوسط)

وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «تصدُّر البطولة بفنان أو أكثر يُعدّ انعكاساً لرغبة صناع العمل في بلورة الحكاية بالشكل المناسب. ولكن اللافت أحياناً، بعيداً عن مستوى نجومية الفنانين المشاركين، هو تصدُّر نجمين أو نجمتين؛ وفي هذه الحالة يصحّ إطلاق مصطلح البطولة الثنائية».

في السياق عينه، يُعرَض مسلسل «مليحة» من تأليف رشا الجزار، وإخراج عمرو عرفة، وبطولة دياب بجانب ميرفت أمين، كما يشهد مسلسل «بقينا اتنين»، مشاركة رانيا يوسف وشريف منير، وطارق رفعت، وهو من تأليف أماني التونسي التي تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ الحكاية تلائم المشاركين بالعمل، واصفة إياها بـ«المثيرة والمشوقة التي تُقدَّم في إطار كوميدي اجتماعي نفسي أيضاً، وتتناول ما يتعرّض له الرجل والمرأة بعد الانفصال من صدمات ومواقف ومتاعب نفسية»، مشيرة إلى أنّ «التسلسل الدرامي للحكاية يتيح وجود نجم أو أكثر في الواجهة».

ميرفت أمين في لقطة من الإعلان الترويجي لمسلسل «مليحة» (الشركة المنتجة)

بدوره، يرى الناقد الفني المصري كمال القاضي أنّ «إسناد البطولة لثنائي يتمتّع بالإمكانات عينها وحجم النجومية، هو أمر جيّد واتجاه موفَّق، فيه أوجه إيجابية عدّة، أولها الإفادة من قدرة النجمين من الناحية الإبداعية والجماهيرية، وأيضاً إحداث التأثير المطلوب».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «تعدُّد حالات الأداء وتنوّعها، وعدم حصر العمل بنجم واحد وربط نجاحه به، جميعها عناصر تمهّد لأصداء درامية مختلفة»، مؤكداً أنّ «هكذا تجارب نُفِّذت سابقاً، وتُنفَّذ اليوم، من المتوقَّع تعميمها في المواسم المقبلة، وستسفر عن نتائج إيجابية مهمة سيترتّب عليها مزيد من الفرص لتألُّق عدد كبير من النجوم الجدد».

دياب في لقطة من الإعلان الترويجي لمسلسل «مليحة» (الشركة المنتجة)

ويشير القاضي إلى أنه «من الخطأ ترسيخ مبدأ النجومية الفردية، ورهن العمل الإبداعي الدرامي بالعمر الافتراضي الفني لنجم واحد فقط، لذلك فإنّ المستقبل الحقيقي للدراما المصرية سيكون أفضل في ظلّ البطولات الجماعية والثنائية».

بجانب أعمال البطولة الثنائية، يشهد النصف الثاني من رمضان عرض أعمال أخرى تتميّز بالبطولة المطلقة، من بينها «رحيل» من بطولة ياسمين صبري، و«فراولة» من بطولة نيللي كريم، و«كوبرا» من بطولة محمد إمام، و«جودر» من بطولة ياسر جلال.

أما الكاتبة السورية ألمى كفارنة، مؤلِّفة مسلسل «بدون سابق إنذار»، فتؤكد أنّ الدراما المصرية تمثل حالة خاصة بالنسبة إليها، حتى قبل أن تُتاح لها فرصة الحضور في سياقها خلال السنوات الأخيرة.

«بوستر» مسلسل «بدون سابق إنذار» (الشركة المنتجة)

وتُعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «في الدراما المصرية هناك مساحة للتفكير والإبداع بحرّية من خلال طرح أفكار تجد مَن يسمعها، ويبلورها، ويسهم في تطويرها فنياً. وهي التي تحدّد شكل العمل بكل تفاصيله الدقيقة».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».