فنانون مصريون يرفعون شعار «إعلان واحد لا يكفي» في رمضان

عمرو دياب ومحمد رمضان وعصام عمر الأبرز

عمرو دياب في إعلان لصالح شركة اتصالات مصرية (يوتيوب)
عمرو دياب في إعلان لصالح شركة اتصالات مصرية (يوتيوب)
TT

فنانون مصريون يرفعون شعار «إعلان واحد لا يكفي» في رمضان

عمرو دياب في إعلان لصالح شركة اتصالات مصرية (يوتيوب)
عمرو دياب في إعلان لصالح شركة اتصالات مصرية (يوتيوب)

في ظاهرة باتت متكررة في السنوات الأخيرة، رفع بعض النجوم شعار «إعلان واحد لا يكفي»، وكان أبرزهم في الموسم الرمضاني الحالي عمرو دياب ومحمد رمضان وعصام عمر.

وبينما طرح عمرو دياب أغنية «حكايتنا حلوة» في إعلان لإحدى الشركات العقارية، فإنه قدم إعلاناً آخر لصالح إحدى شركات الاتصالات بعنوان «الكلمة الحلوة» التي لقيت تفاعلاً من جمهور «السوشيال ميديا».

ورغم غيابه دراميا هذا العام، فقد شارك الفنان محمد رمضان مع الفنانة المصرية أنغام في إعلان لإحدى شركات الاتصالات التي قدم لها من قبل أكثر من إعلان، فضلاً عن ظهوره في إعلان آخر لإحدى شركات التمويل، مطلاً بشخصيته الحقيقية متحدثاً عن نجاحاته، وتحقيقه لأحلامه مع استخدامه لهذا البرنامج التمويلي.

رمضان في إعلان لشركة تمويل (يوتيوب)

وبخلاف ظهوره في إعلان لإحدى شركات الاتصالات، مع عدد من النجوم أبرزهم خالد النبوي وهند صبري وإسعاد يونس، شارك الفنان عصام عمر في إعلان ثانٍ لإحدى الشركات العقارية.

وشهدت إعلانات رمضان العام الماضي 2023 تكرار ظهور الفنانين في عدة إعلانات، حيث قام الفنان محمد منير بالغناء في أربعة إعلانات، كما ظهر محمود العسيلي في ثلاثة إعلانات، واكتفى عمرو دياب بإعلانين.

ويرى الدكتور سامي عبد العزيز، أستاذ الإعلام والعلاقات العامة بجامعة القاهرة، أن تكرار ظهور الفنان في أكثر من إعلان «ظاهرة سلبية» معتبراً أن «المُعلِن هو الخاسر الأكبر من هذه الظاهرة».

وقال عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» إن «تعدد ظهور النجم في أكثر من إعلان أمر يفقد العلامة التجارية مصداقيتها وثقتها»، مؤكداً أنه «ينقل للناس إحساسا بأنه يؤدي عملاً تجارياً مباشراً بغض النظر عن قناعته الشخصية بما يقدمه أو يسوق له».

رمضان في إعلان شركة محمول (يوتيوب)

وعن سبب تكرار ظهور نجوم بعينهم، رغم كثرة نجوم الغناء والتمثيل الذين يستطيعون أداء هذه الإعلانات، أوضح أستاذ الإعلام والعلاقات العامة بجامعة القاهرة أن «المعلن أحيانا يفرض رأيه على الوكالة «الإعلانية»، لافتا إلى أن «الوكالات أحيانا تعقد اتفاقات جيدة بالنسبة لها مع النجوم، لذلك تكرر الاستعانة بنفس النجم سعيا وراء تحقيق أكبر مكسب مادي ممكن».

و«دخلت الإعلانات التجارية خلال السنوات الأخيرة كمقياس لمدى شعبية النجم، حيث يقبل المعلنون دائما على النجم الأكثر قدرة على جذب المشاهدين لتحقيق أكبر نسبة ربح ممكنة، وتسويق العلامة التجارية بما يحقق عوائد أكبر»، بحسب أستاذ الإعلام والعلاقات العامة الذي اعتبر ذلك «مؤشراً لتراجع قيمة العلامة التجارية التي يجب أن تعتمد على المصداقية أولاً».

وذكر عبد العزيز أن «العلامة التجارية يجب أن تكون هي البطل والأساس وراء أي إعلان»، معتبراً أن «تكرار الاستعانة بنفس النجم يؤدي لنتائج سلبية على المدى البعيد، ويقلل من حجم ثقة المستهلك فيها». وفق تعبيره.

ويشكو قطاع كبير من المشاهدين المصريين في السنوات الأخيرة من كثرة الفواصل الإعلانية التي يؤكدون أنها باتت تؤثر على فهم السياق الدرامي للأحداث وعلى متعة المشاهدة، ما دفع كثيرين إلى الهروب إلى متابعة المسلسلات عبر المنصات الرقمية.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».