المستكشف السعودي بدر الشيباني يستكشف أعمق كهف في العالم بفيتنام

المستكشف السعودي بدر الشيباني يستكشف أعمق كهف في العالم الواقع في فيتنام (خاص لـ«الشرق الأوسط»)
المستكشف السعودي بدر الشيباني يستكشف أعمق كهف في العالم الواقع في فيتنام (خاص لـ«الشرق الأوسط»)
TT

المستكشف السعودي بدر الشيباني يستكشف أعمق كهف في العالم بفيتنام

المستكشف السعودي بدر الشيباني يستكشف أعمق كهف في العالم الواقع في فيتنام (خاص لـ«الشرق الأوسط»)
المستكشف السعودي بدر الشيباني يستكشف أعمق كهف في العالم الواقع في فيتنام (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

حقق المستكشف ورجل الأعمال السعودي الدكتور بدر الشيباني، إنجازاً استثنائياً بوصوله إلى أعمق كهف في العالم؛ كهف «هانج سون دونج» الواقع في فيتنام والذي تم اكتشافه عام 2009م، ويتجاوز طول مساراته 9 كيلومترات، وأظهرت استكشافات حديثة جرت في عام 2019 اتساعه الهائل ليصبح أكبر كهف معروف في العالم. في الداخل، يستمتع الزوار برؤية أطول صواعد في العالم يصل ارتفاع بعضها إلى 120 متراً، إلى جانب مشاهدتهم أحافير تعود إلى ملايين السنين، كما يحتضن في جوفه غابات ضبابية وأنهاراً متعرجة، أصبحت بيئة مناسبة تزدهر فيها الكائنات الحية الدقيقة المتكيفة مع العيش في الظلام الدامس.

الشيباني خاض خلال رحلته تجربة مثيرة تطلبت الإبحار والتسلق والزحف والسباحة لعبور الأنهار الجوفية. اكتملت بالتخييم داخل الكهف لأكثر من 4 ليالٍ، تم خلالها التقاط صور استثنائية لهذا العالم السفلي الساحر والذي يمثل شهادة حية على عجائب الطبيعة وقدرتها على الإبهار. رحلة المستكشف السعودي انطلقت من قرية دونج عبر منتزه «فونج نها-كيه بانج» الوطني للوصول إلى كهف «هانج إن»، وهناك خُصصت الليلة الأولى للتخييم. وعلى الرغم من التحديات، فإن المجموعة وجدت ملاذاً في الطبيعة الساحرة واستمتعت بالسباحة في بحيرة قريبة قبل الخلود إلى الراحة.

في اليوم التالي، تقدمت الرحلة الاستكشافية نحو مدخل كهف «سون دونج». وذلك بعد تلقي المزيد من تعليمات السلامة وارتداء المعدات، حيث انطلقوا إلى الأعماق، لمواجهة تكوينات طبيعية خلابة تثير الرهبة والإعجاب. واستمرت التحديات مع تسلق مرتفعات شاهقة والمرور عبر ممرات ضيقة للوصول إلى «Doline 1»، وهي منطقة تحذيرية تُسمى «انتبه للديناصورات!». وبلغت المغامرة ذروتها في اليوم الخامس بتسلق «سور فيتنام العظيم»، الذي يتطلب تسلقه قوة بدنية هائلة وصلابة ذهنية، تمكن الشيباني ورفاقه من قهر هذا الصعود الصعب، ليتلذذوا بشعور الإنجاز العظيم الذي ساد الأجواء.

الشيباني الذي زار أكثر من 96 دولة حتى الآن حول العالم، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن بداية شغفه بالسفر والمغامرات قائلاً: «بدأ معي هذا الشغف منذ الصغر، حينما كنت أشاهد أخبار الرحلات، والأفلام الوثائقية التي تستكشف دول العالم، لكن هذا الشغف لم يُؤخذ بشكل جدي، حتى بلغت 35 عاماً، وقتها فقط تحول هذا الحلم والشغف إلى هدف، فقمت بتدوين كل البلدان التي أرغب في زيارتها، وجميع المغامرات التي أود خوضها، وانطلقت أعيش حلماً تلو الآخر، والغريب أن كل هذه الرحلات والمغامرات لم تُشبع شغفي نحو السفر والمغامرة، لكنها فتحت شهيتي أكثر على التجربة».

وعن الأحلام التي حققها يؤكد الشيباني أن تحدي القمم السبع، وهو تحدٍّ عالمي لزيارة قمم الجبال بكل قارات العالم، استغرق منه 7 أعوام، من المثابرة، والتدريب، والإصرار؛ إذ نجح في زيارة قمة كلمنجارو (أعلى قمة في أفريقيا)، وقمة البروس (أعلى قمة في أوروبا)، وقمة كازايوسكو (أعلى قمة في أستراليا)، وقمة فنسن (أعلى قمة في القطب الجنوبي)، وقمة أكونكاجوا (أعلى قمة في أميركا الجنوبية)، وقمة إيفرست (أعلى قمة في آسيا)، وقمة دينالي (أعلى قمة في أميركا الشمالية). وأقصى بقاع العالم في القطب الجنوبي، وأخيراً زار كهف «هانج سون دونج» الواقع في فيتنام.

مغامرات الشيباني لم تتوقف عند تسلق الجبال؛ إذ زار بركاناً حياً، وتناول طعاماً تم طهيه على حمم البركان، وعلى الرغم من خوضه كثيراً من التحديات، تظل أقرب رحلة إلى نفسه هي رحلة «مسار الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة للمدينة المنورة»، والتي استغرقت 12 يوماً سيراً على الأقدام، وبحسب قوله: «عشت خلال هذه الرحلة أكثر لحظات السعادة والروحانية».

وعن أصعب وأغرب المواقف التي تعرض لها خلال مغامراته، يقول الشيباني: «أغرب المواقف كان حين تسلقت قمة إفرست، حيث وجدت الكثير من الجثث أثناء تسلقي للقمة، والغريب أنها كانت بحالتها الطبيعية، أما أصعب المواقف فكان عندما تسلقت قمة فنسن، حينها تعرضت يدي للسعة الصقيع وكادت تتجمد أصابعي، لكن ولله الحمد تم معالجة الأمر بعد معاناة من التنميل دام 3 أسابيع».

وفي ختام هذه التجربة الفريدة، أعرب الشيباني عن امتنانه العميق لفرصة استكشاف إحدى أعظم عجائب الطبيعة. كما شجع الآخرين على الخروج من مناطق الراحة الخاصة بهم، مؤكداً على أهمية تحديد الأهداف والتحديات لتحقيق الرضا الشخصي.


مقالات ذات صلة

«ناصر الوهبي» أمين سر جماليات «الربع الخالي» ومعالمه الطبيعية

يوميات الشرق «بحيرة أم الحيش» جوهرة تائهة في أعماق الربع الخالي (تصوير: ناصر الوهبي)

«ناصر الوهبي» أمين سر جماليات «الربع الخالي» ومعالمه الطبيعية

وسط بحر من الرمال الناعمة، يشق ناصر الوهبي الطريق في رحلاته المتكررة إلى «الربع الخالي» لتتبع تفاصيله وتأمل جمالياته، وقد اعتاد ذلك منذ 30 عاماً بلا انقطاع.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق «لوبان» المسلسل الفرنسي الأشهر عالمياً يعود في موسم ثالث (نتفليكس)

عودة السارق الخارق... إلى الشاشة

يعود المسلسل الفرنسي الجماهيري «لوبان» في موسم ثالث على «نتفليكس»، ليواكب مغامرات السارق «الجنتلمان» أسان ديوب. تشويق متصاعد وتطوّرات في حياة ديوب الخاصة.

كريستين حبيب (بيروت)
شمال افريقيا مبانٍ متضررة من الزلزال في مراكش (رويترز)

الجزائر تعلن فتح المجال الجوي أمام الرحلات الإنسانية إلى المغرب

قالت الجزائر اليوم السبت إنها ستفتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية إلى المغرب بعد الزلزال القوي هناك، الذي أودى بحياة 1037 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
يوميات الشرق الفتاة اليابانية ري بانو (وكالة أنباء «جيجي برس» اليابانية)

يابانية في الـ11 ستتسلق أعلى جبل بأفريقيا

قرّرت الفتاة اليابانية ري بانو، البالغة من العمر 11 عاماً، أن تخوض بصحبة والدتها، مغامرة في تسلق جبل كليمنغارو؛ أعلى قمة في أفريقيا، في سبتمبر (أيلول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق السماري وحقيبة الظهر مليئة  بالطعام للعيش بعيداً عن الرفاهية

الرّحالة السعودية هيا السماري ورحلة «الألفي ميل» سيراً... تجرّدٌ من «الرفاهية»

يُقال إن «رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة»؛ لكنّ رحلة «الألفي ميل» تتطلب إرادة قوية وعزيمة راسخة للتصدي لكل المخاطر والصعوبات.

إيمان الخطاف (الدمام)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.