الأزهر يتفادى التعليق على فتوى باكستانية حرّمت «تيك توك»

الأزهر يتفادى التعليق على فتوى باكستانية حرّمت «تيك توك»
TT

الأزهر يتفادى التعليق على فتوى باكستانية حرّمت «تيك توك»

الأزهر يتفادى التعليق على فتوى باكستانية حرّمت «تيك توك»

جددت فتوى باكستانية بتحريم استخدام تطبيق «تيك توك» الجدل بشأن موقف المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر من التطبيقات الإلكترونية الحديثة، خصوصاً «تيك توك»، الذي وصفته فتوى الجامعة البنورية بمدينة كراتشي الباكستانية بأنه «أعظم إغراء في العصر الحديث»، وعدّته «يؤدي للانحلال الأخلاقي ونشر الرذيلة والفحش في المجتمع، بما ينشره من فيديوهات».

وعلق «مرصد الأزهر» بالقاهرة على هذه الفتوى قائلاً: «هناك العديد من الدراسات التي أجراها علماء النفس والاجتماع أثبتت وجود أضرار أخلاقية ونفسية واجتماعية جراء استخدام هذا التطبيق»، ولفت المرصد في بيان إلى أن تطبيق «تيك توك» ذا الشعبية الواسعة يستنزف الوقت والطاقة دون جدوى، ويصدر «قيماً سلبية للأطفال»، ويؤدي للانعزال والتقوقع، ويضعف من الارتباط بالأسرة. وتفادى البيان الحديث عن تحريم التطبيق.

ويرى أستاذ الثقافة الإسلامية، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر الدكتور محمود الصاوي، أن لكل عصر وسائله وأدواته المتطورة التي تناسب احتياجات البشر، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الإسلام ليس ضد الوسائل الحديثة ولا استخدامها طالما أنها تحقق مقاصد الإسلام الكبرى التي جاءت بها كل شرائع السماء، من حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال». وتابع أن «كل ما من شأنه الحفاظ على هذه المقاصد والغايات فهو مشروع وجائز، وكل ما ضيّع هذه الغايات والمقاصد فإنه منعدم المشروعية والجواز».

كانت هيئة تنظيم الاتصالات الباكستانية قد حظرت تطبيق «تيك توك» 4 مرات خلال عامي 2020 و2021، ووصفت محتواه بأنه «غير أخلاقي وفاحش»، وعدّته يساعد على نشر الرذيلة بين العامة بعد حكم قضاء جاء بهذا المعنى. وحذفت إدارة «تيك توك» 6 ملايين مقطع فيديو من التطبيق في باكستان ليعود للعمل.

ولفت الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر إلى «أن هذه الفتوى التي صدرت بشأن وسيلة (تيك توك) إن كانت مبنية على ما حققته واقعياً من مفاسد وأضرار بشباب هذا المجتمع أو ذاك، فضلاً عن إهدار الأوقات وإضاعتها واستنزاف طاقات الشباب والناشئة في انحرافات سلوكية وجنسية وخلافه، فتكون الفتوى موجهة لهذه الاستخدامات السلبية»، مضيفاً أن «مدى تأثير تلك الوسائل على الشباب مسألة ترصدها مراكز أبحاث وقياسات للرأي العام واستبيانات»، ورافضاً القراءة المتربصة والمتحفزة من قبل بعض التيارات لكي تتهم المؤسسات الدينية بأنها ضد التقدم وضد الوسائل الحديثة، وعدَّ ذلك «توظيفاً سيئاً للفتوى».

في وقت سابق في يناير (كانون الثاني) من عام 2023 أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فتوى حول استخدام تطبيق «تيك توك» في يناير 2023م، جاء فيها: «أن وسائل توصيل المعلومات تعتبر من أخطر الوسائل التي تستدرج الشباب والمشاهدين إلى طرق الرذيلة، ومن تلك الوسائل ما يعرف بـ(التيك توك)، وما يشابهه من مواقع وتطبيقات، حيث يبث مشاهد مختلفة، ومنها المشاهد الجنسية التي تغري الشباب وغيرهم على المفاسد»، وانتهت الفتوى إلى أن «منع مثل هذه الوسائل والتطبيقات من الأمور الواجبة شرعاً».

وعدَّ الصاوي أن «من حق المجتمعات الإسلامية الحفاظ على سلامة أبنائها وبناتها وشبابها وفتياتها من أي محتوى غير أخلاقي تنشره وسائل مثل (تيك توك) أو غيرها»، وأضاف أنه «من واجب المؤسسات الدينية أن تحقق تطلعات الأمة وتستجيب وتجتهد في حلول لمشكلاتها القيمية والأخلاقية».

كان تطبيق «تيك توك» شهد جدلاً في مصر، وأقيمت العديد من الدعاوى القضائية التي تطالب بمنعه وحذفه من متاجر التطبيقات الإلكترونية، بعد انتشار فيديوهات عدّتها إحدى الدعاوى «مبتذلة وتحرض على العنف والبلطجة والتنمر والفسق».


مقالات ذات صلة

«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

شمال افريقيا شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)

«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

بداعي «تهديده للأمن القومي» ومخالفة «الأعراف والتقاليد» المصرية، قدم عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، عصام دياب، «طلب إحاطة»، لحجب استخدام تطبيق «تيك توك».

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الأمير ويليام خلال تسجيل أول فيديو عبر منصة «تيك توك» (اندبندنت)

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك» خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا احتجاجات صحفيين وسط العاصمة للمطالية بعدم التضييق على رجال الإعلام (إ.ب.أ)

سجن مؤثرين في تونس يفجر جدلاً حول استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي

اشتعل جدل حاد في الأوساط الحقوقية والسياسية في تونس حول محتوى منصة «تيك توك»، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وتسبب في انقسام الآراء بشكل واضح.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ تحظر «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» المنشورات التي تسعى إلى ترهيب الناخبين (رويترز)

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

أكثر شبكات التواصل الاجتماعي نفوذاً -بما في ذلك «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»- لديها سياسات وخطط جاهزة لإدارة التهديدات الانتخابية والمعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».