إسهامات السعودية تتوّج بعضوية «تنفيذي اليونيسكو» للمرة الثانية

وزير الثقافة نوّه بدعمها تعزيز التعليم والثقافة والعلوم في العالم

وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمة السعودية في مؤتمر «اليونيسكو» بباريس (واس)
وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمة السعودية في مؤتمر «اليونيسكو» بباريس (واس)
TT

إسهامات السعودية تتوّج بعضوية «تنفيذي اليونيسكو» للمرة الثانية

وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمة السعودية في مؤتمر «اليونيسكو» بباريس (واس)
وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمة السعودية في مؤتمر «اليونيسكو» بباريس (واس)

تتويجاً لإسهاماتها في تعزيز التعليم والثقافة والعلوم حول العالم، فازت السعودية بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» للدورة 2023 - 2027، وللمرة الثانية على التوالي، وذلك خلال انعقاد أعمال الدورة الثانية والأربعين في باريس.

ونوّه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، بدعم بلاده تعزيز التعليم والثقافة والعلوم في العالم، بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وبصفتها من أوائل الدول المؤسسة للمنظمة عام 1946، ولإيمانها التام بجوهرية دور القطاعات الثلاثة.

وعدّ هذا الفوز «نتيجة لثقة الدول الأعضاء بالمساهمة الفاعلة للمملكة دعم القطاعات الثلاث في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولتكون عوامل تمكين وازدهار حول العالم»، مؤكداً أنها ستسعى عن طريق عضويتها وبالتعاون مع الأعضاء إلى تعزيز التعاون الدولي المشترك، وتحقيق المستهدفات الاستراتيجية للمنظمة، واستدامة دورها الحيوي في «اليونيسكو».

وأضاف الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان أن السعودية كانت أولى الدول المبادرة بضمّ البُعد الثقافي في جدول أعمال «قمة العشرين»، و«اليونيسكو» كطرفٍ في الاجتماع المشترك الأول لوزراء الثقافة بالمجموعة، وذلك إبان رئاستها للقمة عام 2020، كما تسهم مع الأعضاء في تعميق الأثر الإيجابي للتعاون الدولي بتلك القطاعات.

وحول الشراكة التي تجمع بلاده والمنظمة في مجالات التربية والعلم والثقافة، أشار إلى الصندوق السعودي في «اليونيسكو»، الذي أطلقت من خلاله المملكة ستة مشاريعٍ ريادية لصُنع أثرٍ إيجابي على التراث الثقافي حول العالم، ودعم حماية وتعزيز الثقافة والتراث.

السعودية دعمت مشاريع ذات أثر إيجابي على التراث الثقافي حول العالم (واس)

كان وزير الثقافة السعودي، أعرب أمام المؤتمر العام الـ42 للمنظمة في باريس، عن اعتزاز بلاده بما أُنجز خلال العامين الماضيين في «اليونيسكو»، بفضل المساهمة الفعّالة للمنظمة والدول الأعضاء لتحقيق التعاون الدولي المشترك، مؤكداً حرصها على المشاركة الفاعلة في المنظمة عبر الوجود بعدد من المجالس التنفيذية لبرامجها، وتعزيز حضور الثقافة لتكون عامل تمكينٍ وازدهار.

وثمّن الجهود الحثيثة كافة التي تبذلها «اليونيسكو»، والدولُ الأعضاء للإسهام في نشر السلام العالمي، ومدِّ جسور التواصل الثقافي، وإطلاقِ الإمكانات التنموية للعلوم والثقافة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشدداً على أهمية مضاعفة التعاون الدولي لدعم حماية الممتلكات الثقافية من أي انتهاكات.

تعمل السعودية على تعزيز حضور الثقافة لتكون عامل تمكينٍ وازدهار (واس)

وطرحت السعودية خلال عضويتها بالمجلس للدورة 2019 – 2023، مختلف مشاريع القرار المهمة، وأيدت بالمقابل مشاريع أخرى بما يخدم المصلحة العامة، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وذلك ضمن عملها المتواصل مع «اليونيسكو»، وشراكاتها الاستراتيجية عبر عضويتها بعدد من المجالس واللجان والمجموعات التابعة، كما اخُتيرت بالإجماع لاستضافة أعمال الدورة الـ45 الموسعة للجنة التراث العالمي.

ويعد المجلس التنفيذي أحد الأجهزة الدستورية الثلاثة لـ«اليونيسكو»، إضافة إلى المؤتمر العام والأمانة العامة، ويتم انتخاب الأعضاء في المؤتمر العام، الذي يُقام كل عامين، ويقوم وفق توجيهاته بتقييم أداء عمل المنظمة وبرامجها، وتقديرات ميزانيتها، ويتكوّن من 58 دولة عضواً تُنتخب كل أربعة أعوام.


مقالات ذات صلة

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

العالم طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

حذّرت منظمة «اليونيسيف» من التحول الديموغرافي والتداعيات المتزايدة لظاهرة الاحترار وتهديد التكنولوجيا المتصلة، وكلها «توجهات كبرى» ترسم مستقبلاً قاتماً للأطفال.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة (أميركا))
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
المشرق العربي مبنى مقر «اليونيسكو» في باريس (رويترز)

«اليونيسكو» تعزز مستوى حماية 34 موقعاً تراثياً في لبنان

أعلنت «اليونيسكو» أنها منحت عشرات المواقع التراثية المهددة بالغارات الإسرائيلية في لبنان «حماية مؤقتة معززة»، لتوفر لها بذلك مستوى أعلى من الحماية القانونية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

شاركت مصر في الأسبوع العربي للتراث بمنظمة اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين، بأنشطة متنوعة بين حفلات للغناء والرقص التراثي، وعروض الأزياء المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.