أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع متميزون في استخدام الذكاء الاصطناعي

يتوقون إلى التجربة والمشاركة وإيجاد طرائق للاستكشاف

أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع متميزون في استخدام الذكاء الاصطناعي
TT

أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع متميزون في استخدام الذكاء الاصطناعي

أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع متميزون في استخدام الذكاء الاصطناعي

عندما يتعلّق الأمر بالذكاء الاصطناعي، يملك أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع امتيازاً لا يملكه الآخرون.

ما هي مشاعركم حيال استخدامات الذكاء الاصطناعي؟

• ربّما أنتم مستعجلون وتتوقون لاستخدامه في العمل والحياة.

• ربّما تجدونه مخيفاً بعض الشيء وتتساءلون ما إذا كانت تهديداته تفوق مكاسبه.

• ربّما تشعرون أنّ الأمر برمّته مثير للاهتمام ولكنّكم لستُم واثقين بعد بماذا تفكّرون.

طرائق الاستكشاف

ما هو القاسم المشترك بين هذه الاستجابات الثلاث الشائعة؟ إنها جميعها تعتمد على العاطفة. لهذا السبب؛ عندما يتعلّق الأمر بالذكاء الاصطناعي، يملك أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع امتيازاً مقارنة بالآخرين.

لعلّنا سننظر إلى عصرنا الحالي كبداية الانتشار الواسع للذكاء الصناعي بالطريقة نفسها التي نظرنا بها إلى أواخر التسعينات كبداية الانتشار الواسع للإنترنت. إذن، الأذكياء عاطفياً يقتربون من الذكاء الاصطناعي بفضول وحذر: تجربة، ومشاركة، وإيجاد طرائق للاستكشاف.

ما هي الطريقة الأسهل للتعبير عن هذا النوع من الروح الفضولية، أي روح حب الاطلاع؟ أعتقد أنّها التعود على استكشاف روبوتات ومولّدات الذكاء الاصطناعي المتوافرة بكثرة وبالمجّان وبكلفة قليلة كـ«تشات جي بي تي»، و«بينغ»، و«بارد».

لعلّكم بدأتم حتّى باستخدام «تشات جي بي تي» أو غيره من وسائط الذكاء الاصطناعي لإنتاج الرموز، وصيغ جداول البيانات، وغيرها من المخرجات البسيطة، وإنه لأمر مهمّ ومثير للإعجاب.

تحسين المهارات

ولكن يمكنكم أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين المهارات النّاعمة الكامنة في قلب الذكاء العاطفي. في هذه الحالة، نقدّم لكم في ما يلي: 17 طريقة قليلة المخاطر وعالية المكاسب بدأ الأشخاص الذين يتمتّعون بذكاء عاطفي مرتفع في استخدامها للحاق بموجة الذكاء الاصطناعي.

بعض هذه الأمور بسيط وتدريجي، وبعضها قد يغيّر حياتكم:

1. تقليل مخاطر التراسل النصيّ من خلال الاستفسار عن ما إذا كانت الكلمات التي ستستخدمونها لها معنى غير الذي تقصدونه في لغات أخرى.

2. تحسين مستوى الكتابة عبر طلب نقدٍ عام لأسلوبكم في كتابة مستندٍ أو وثيقة معيّنة.

3. تعزيز الاحترافية باستخدام الذكاء الاصطناعي للتدقيق اللغوي. فبدل قبول مادّة من إنتاج الذكاء الاصطناعي، اطلبوا منه تحضير لائحة بتغييرات مقترحة تساعدكم على المصادقة عليها بحكمكم الخاص.

4. تعزيز الطابع المرح والجاذبية بطلب إيراد دعابة وإدراجها في خطاب.

5. الاستفسار عن أفضل طرائق افتتاح الاجتماعات أو البدء بالمحادثات.

6. الاستفسار عن مصطلحات ذات صلة لاكتشاف كلمات أدقّ تدعم رسالتكم.

7. تحسين العلاقات من خلال الاستفسار عن بدائل لغوية أفضل لقول «آسف».

8. تعلّم قول «لا» بتأثير أكبر من خلال الاستفسار عن طرائق صارمة ومهذّبة في الوقت نفسه لرفض الدعوات والطلبات.

القيادة والأسلوب

9. تحسين القيادة بشرح حاجة الموظّف إلى التحسّن، وحثّ الذكاء الاصطناعي للتوصية بوسائل بنّاءة لمشاركة النقد من دون استدعاء ردود فعل سلبية.

10. ابتكار عروض ترسخ في الذاكرة بحثّ الذكاء الاصطناعي على تحويل خطاب نثري إلى شعر حتّى تتمكّنوا من إلقائه بأسلوب جميل وعاطفي. (نموذج عن السؤال: «إليك خطاباً عليّ أن ألقيه. لا تغيّر كلمات أو جملاً أساسية، ولكن أعِد كتابته بأسلوب شعري مناسبٍ للإلقاء»).

11. تعزيز الثقة والأداء من خلال شرح خطّة استراتيجية، وتوجيه الوسيط لنقدها ونبش فجواتها.

12. التطوّر إلى مستمعٍ نشط عبر شرح وضعٍ معيّن وطلب اقتراح أسئلة يميل الجمهور البشري إلى طرحها.

13. طلب توصيف سردي لخلافٍ أو مواجهة، بالإضافة إلى أفكار لحلّها بشكل ودي.

14. طلب توصيف لشخص قد تودون شراء هدية له، بالإضافة إلى أفكار عن الهدايا.

15. استخدام روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعلّم مهارات جديدة من خلال طلب حصصٍ دراسية عن مهارة معيّنة ترغبون في اكتسابها.

16. الاستفسار عن أجهزة مساعدة للذاكرة لمساعدتكم في تذكّر الأمور المهمّة.

17. طلب «مسودّة مسار لرحلة» إلى مكان ترغبون في السفر إليه، مع تقدير للميزانية، والأذواق، وتواريخ السفر.

وأيضاً، يمكننا إضافة تنمية الانضباط في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي باستخدام لغة مقصودة. على سبيل المثال، يمكنكم استخدام كلمات كـ«حث» أو «استفسار» بدل الأخرى الشائعة كـ«سؤال» لتذكّروا أنفسكم دائماً بأنّ الذكاء الاصطناعي صناعياً إلى هذه الدرجة.

أعتقد أنّ هذا الأمر سيصبح أكثر أهمية مع توسّع الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في حياتنا... باختصار، إنّ استخدام الذكاء الاصطناعي بذكاء سيجعل الحياة أسهل بكثير.

* «إنك» - خدمات «تريبيون ميديا»



ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة
TT

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

ابتكر أليكس ويلشكو، مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي «أوسمو»، وفريقه نسخة «ألفا» من جهاز خيالي بحجم حقيبة الظهر مزودة بمستشعر شمّ يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد المنتجات المقلدة من خلال تحليل تركيبها الكيميائي.

وأقامت شركة «أوسمو» (Osmo) شراكة مع منصات إعادة بيع الأحذية الرياضية لإظهار أن اختبار الشم عالي التقنية قادر على تحديد المنتجات المزيفة بدرجة عالية من الدقة.

الجزيئات المتطايرة تحدد الرائحة

كل شيء في العالم له رائحة، من الملابس إلى السيارات إلى جسمك. هذه الروائح هي جزيئات متطايرة، أو كيمياء «تطير» من تلك الأشياء وتصل إلى أنوفنا لتخبرنا بالأشياء. ويختبر الإنسان ذلك بوعي ووضوح عندما يكون هناك شيء جديد قرب أنفه، مثل شم سيارة جديدة أو زوج من الأحذية الرياضية. لكن حتى عندما لا تلاحظ الروائح، فإن الجزيئات موجودة دائماً.

رائحة المنتجات المقلَّدة

الأحذية المقلدة لها رائحة مختلفة عن الأحذية الحقيقية. إذ لا تختلف الأحذية الرياضية الأصلية والمقلدة في المواد، فحسب، لكن في التركيب الكيميائي. حتى الآن، اعتمدت شركات مثل «استوكس» (StockX) على اختبارات الشم البشري والفحص البصري لتمييز الأصالة - وهي عملية تتطلب عمالة مكثفة ومكلفة. وتهدف التقنية الجديدة إلى تبسيط العملية.

خريطة تحليل الفوارق اللونية

تدريب الذكاء الاصطناعي على الاختلافات الجزيئية

ووفقاً لويلشكو، درَّب فريقه «الذكاء الاصطناعي باستخدام أجهزة استشعار شديدة الحساسية للتمييز بين هذه الاختلافات الجزيئية».

وستغير هذه التكنولوجيا كيفية إجراء عمليات التحقق من الأصالة في الصناعات التي تعتمد تقليدياً على التفتيش اليدوي والحدس. وتهدف إلى رقمنة هذه العملية، وإضافة الاتساق والسرعة والدقة.

20 ثانية للتمييز بين المزيف والحقيقي

ويضيف أن آلة «أوسمو» تستغرق الآن نحو 20 ثانية للتمييز بين المنتج المزيف والحقيقي. وقريباً، كما يقول، ستقل الفترة إلى خمس ثوانٍ فقط. وفي النهاية، ستكون فورية تقريباً.

تم بناء أساس التقنية على سنوات من العمل المخبري باستخدام أجهزة استشعار شديدة الحساسية، كما يصفها ويلشكو، «بحجم غسالة الأطباق»، ويضيف: «تم تصميم أجهزة الاستشعار هذه لتكون حساسة مثل أنف الكلب، وقادرة على اكتشاف أضعف البصمات الكيميائية».

وتعمل هذه المستشعرات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتجمع باستمرار البيانات حول التركيب الكيميائي لكل شيء من البرقوق والخوخ إلى المنتجات المصنعة»، كما يوضح ويلشكو.

خريطة الرائحة الرئيسية

تشكل البيانات التي تم جمعها العمود الفقري لعملية تدريب الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، والتي تساعد في إنشاء فهم عالي الدقة للروائح المختلفة ومنحها موقعاً في نظام إحداثيات يسمى خريطة الرائحة الرئيسية.

إذا كنت على دراية بكيفية ترميز ألوان الصورة في الصور الرقمية، فان الطريقة تعمل بشكل مماثل. إذ تقريباً، يتوافق لون البكسل مع مكان على خريطة RGB، وهي نقطة في مساحة ثلاثية الأبعاد بها إحداثيات حمراء وخضراء وزرقاء.

تعمل خريطة الرائحة الرئيسية بشكل مشابه، باستثناء أن الإحداثيات في تلك المساحة تتنبأ بكيفية ورود رائحة مجموعات معينة من الجزيئات في العالم الحقيقي. يقول ويلشكو إن هذه الخريطة هي الصلصة السرية لشركة «أوسمو» لجعل الاختبار ممكناً في الوحدات المحمولة ذات أجهزة استشعار ذات دقة أقل وحساسة تقريباً مثل أنف الإنسان.

من المختبر إلى الأدوات اليومية

يقول ويلشكو إنه في حين أن أجهزة الاستشعار المحمولة أقل حساسية من وحدات المختبر، فإن البيانات المكثفة التي يتم جمعها باستخدام أجهزة الاستشعار عالية الدقة تجعل من الممكن إجراء اكتشاف فعال للرائحة. مثل الذكاء الاصطناعي لقياس الصورة القادر على استنتاج محتويات الصورة لإنشاء نسخة بدقة أعلى بناءً على مليارات الصور من نموذجه المدرب، فإن هذا يحدث بالطريقة نفسها مع الرائحة. تعدّ هذه القدرة على التكيف أمراً بالغ الأهمية للتطبيقات في العالم الحقيقي، حيث لا يكون نشر جهاز بحجم المختبر ممكناً.

من جهته، يشير روهينتون ميهتا، نائب الرئيس الأول للأجهزة والتصنيع في «أوسمو»، إلى أن مفتاح عملية التعريف لا يتعلق كثيراً بالروائح التي يمكننا إدراكها، لكن بالتركيب الكيميائي للكائن أو الشيء، وما يكمن تحته. ويقول: «الكثير من الأشياء التي نريد البحث عنها والتحقق من صحتها قد لا يكون لها حتى رائحة محسوسة. الأمر أشبه بمحاولة تحليل التركيب الكيميائي».

وهو يصف اختباراً تجريبياً أجرته الشركة مؤخراً مع شركة إعادة بيع أحذية رياضية كبيرة حقق معدل نجاح يزيد على 95 في المائة في التمييز بين الأحذية المزيفة والأحذية الحقيقية.

إلا أن الطريقة لا تعمل إلا مع الأشياء ذات الحجم الكبير، في الوقت الحالي. ولا يمكن للتكنولوجيا التحقق من صحة الأشياء النادرة جداً التي تم صنع ثلاثة منها فقط، مثلاً.

هذا لأنه، كما أخبرني ويلشكو، يتعلم الذكاء الاصطناعي باستخدام البيانات. لكي يتعلم رائحة طراز جديد معين من الأحذية، تحتاج إلى إعطائه نحو 10 أزواج من الأحذية الرياضية الحقيقية. في بعض الأحيان، تكون رائحة البصمة خافتة لدرجة أنه سيحتاج إلى 50 حذاءً رياضياً أصلياً ليتعلم الطراز الجديد.

خلق روائح جديدة

لا يشم مختبر «أوسمو» الأشياء التي صنعها آخرون فحسب، بل يخلق أيضاً روائح جديدة داخل الشركة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات نفسها. أظهر علماء الشركة كيف يعمل هذا بطريقة عملية خلال تجربة أطلقوا عليها اسم مشروع نقل الرائحة. لقد التقطوا رائحة باستخدام مطياف الكتلة للتفريق اللوني الغازي (GCMS)، الذي يحللها إلى مكوناتها الجزيئية ويحمل البيانات إلى السحابة. أصبحت هذه البيانات الملتقطة إحداثيات على خريطة الرائحة الرئيسية. بمجرد رسم الخريطة، يتم توجيه روبوت التركيب في مكان آخر لخلط عناصر مختلفة وفقاً لوصفة الرائحة، وإعادة إنشاء الرائحة الأصلية بشكل فعال.

رائحة مصنّعة لتعريف المنتجات

باستخدام تقنية تصنيع الرائحة نفسها، يتخيل ويلشكو أن «أوسمو» يمكن أن تدمج جزيئات عديمة الرائحة مباشرة في المنتجات بصفتها معرفاتٍ فريدة؛ مما يخلق توقيعاً غير مرئي لن يكون لدى المزورين أي طريقة لاكتشافه أو تكراره. فكر في هذا باعتباره ختماً غير مرئي للأصالة.

وتعمل شركة «أوسمو» على تطوير هذه العلامات الفريدة لتُدمج في مواد مثل الغراء أو حتى في القماش نفسه؛ ما يوفر مؤشراً سرياً لا لبس فيه على الأصالة.

هناك فرصة كبيرة هنا. وكما أخبرني ويلشكو، فإن صناعة الرياضة هي سوق بمليارات الدولارات، حيث أعلنت شركة «نايكي» وحدها عن إيرادات بلغت 60 مليار دولار في العام الماضي. ومع ذلك، تنتشر النسخ المقلدة من منتجاتها على نطاق واسع، حيث أفادت التقارير بأن 20 مليار دولار من السلع المقلدة تقطع هذه الإيرادات. وقد صادرت الجمارك وحماية الحدود الأميركية سلعاً مقلدة بقيمة مليار دولار فقط في العام الماضي في جميع قطاعات الصناعة، وليس فقط السلع الرياضية. ومن الواضح أن تقنية الرائحة هذه يمكن أن تصبح سلاحاً حاسماً لمحاربة المنتجات المقلدة، خصوصاً في أصعب الحالات، حيث تفشل الأساليب التقليدية، مثل فحص العلامات المرئية.

الرائحة هي مفتاح المستقبل

يرى ويلشكو أن النظام جزء من استراتيجية أوسع لرقمنة حاسة الشم - وهو مفهوم بدأ العمل عليه عند عمله في قسم أبحاث «غوغل». إن أساس النظام يكمن في مفهوم يسمى العلاقة بين البنية والرائحة. وتتلخص هذه العلاقة في التنبؤ برائحة الجزيء بناءً على بنيته الكيميائية، وكان مفتاح حل هذه المشكلة هو استخدام الشبكات العصبية البيانية.

إمكانات طبية لرصد الأمراض

إن الإمكانات الطبية لهذه التقنية هي تحويلية بالقدر نفسه. ويتصور ويلشكو أن النظام يمكن استخدامه للكشف المبكر عن الأمراض - مثل السرطان أو السكري أو حتى الحالات العصبية مثل مرض باركنسون - من خلال تحليل التغييرات الدقيقة في رائحة الجسم التي تسبق الأعراض غالباً.

لكنه يقول إنه حذّر بشأن موعد حدوث هذا التقدم؛ لأنه يجب على العلماء أن يحددوا أولاً العلامات الجزيئية لهذه الروائح قبل أن تتمكن الآلة من اكتشاف أمراض مختلفة. وتعمل الشركة بالفعل مع عدد من الباحثين في هذا المجال.

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»