«زرع البراز» من شخص آخر يخفف أعراض باركنسون !

«زرع البراز» من شخص آخر يخفف أعراض باركنسون !
TT

«زرع البراز» من شخص آخر يخفف أعراض باركنسون !

«زرع البراز» من شخص آخر يخفف أعراض باركنسون !

يمكن استخدام نقل البكتيريا السليمة من شخص إلى آخر عن طريق «زرع البراز» لتحسين أعراض مرض باركنسون.

وفي تجربة سريرية حديثة، أدت عمليات زرع الكائنات الحية الدقيقة البرازية (FMTs) من متبرعين أصحاء إلى مرضى باركنسون في المراحل المبكرة إلى تحسن طفيف ولكنه مهم في الأعراض الحركية التي تشمل الهزات ومشاكل التوازن على مدار عام.

ويعتقد فريق البحث من بلجيكا أنه يمكن تطوير علاجات ذات صلة لإبطاء تقدم مرض باركنسون وربما حتى عكسه.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال طبيب الأعصاب أرنوت بروغمان من جامعة غنت «إن نتائجنا مشجعة حقًا. فبعد اثني عشر شهرًا، أظهر المشاركون الذين تلقوا عملية زرع البراز من متبرع سليم تحسنًا ملحوظًا في درجاتهم الحركية، وهو المقياس الأكثر أهمية لأعراض مرض باركنسون». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «eClinicalMedicine» الطبية.

وتم إجراء عملية زرع البراز من خلال أنوف مرضى باركنسون للوصول إلى الأمعاء الدقيقة؛ وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من هذه الحالة، فقد يكون من المفيد وقف المرض في مساراته.

وتم علاج ما مجموعه 46 مريضا؛ 22 حالة مع زرع براز من أشخاص أصحاء و24 حالة مع دواء وهمي. كما تم إجراء متابعة لمدة تصل إلى عام بعد عملية الزرع، مع تحسينات ملحوظة فقط بعد مرور 6 أشهر.

وفي هذا الاطار، يعتقد الباحثون أن تحسن الأعراض قد يكون مرتبطًا بتغيرات حركة الأمعاء، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد.

ولم يكن الأمر مجرد أعراض حركية أيضًا؛ إذ ان أولئك الذين تلقوا عملية زرع للبكتيريا أظهروا أيضًا تطورًا أبطأ بشكل ملحوظ للإمساك، والذي غالبًا ما يأتي مصاحبًا لتطور مرض باركنسون.

من جانبه، يقول عالم التكنولوجيا الحيوية روزمارين فاندنبروك من مركز «VIB-UGent» لأبحاث الالتهاب «توفر دراستنا تلميحات واعدة بأن FMT يمكن أن يكون علاجًا جديدًا قيمًا لمرض باركنسون. إلّا ان هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، ولكنها توفر طريقة آمنة وفعالة ومنخفضة التكلفة لتحسين الأعراض ونوعية الحياة لملايين الأشخاص المصابين بمرض باركنسون في جميع أنحاء العالم».

وفي حين أن هناك الكثير مما لم نفهمه بعد حول مرض باركنسون، فقد أظهرت الأبحاث السابقة أنه قد يكون مرتبطًا بتغيرات كبيرة في البكتيريا المعوية.

ويُعتقد أن كتل البروتين التي تتشكل في الأمعاء يمكن أن تنتقل إلى العصب المبهم وتزيد من خطر التنكس العصبي المسؤول عن مرض باركنسون.

وإذا كان مزيج الأمعاء يؤثر على هذه العملية، فإن العثور على المزيج الصحيح يمكن أن يقلل على الأقل من شدة الضرر.

ومع وجود تريليونات من البكتيريا التي تعيش داخل كل بطوننا، فإن محاولة معرفة تأثيرها الفريد على مرض باركنسون سيكون أمرًا صعبًا. لكن، ما يمكننا قوله هو أن العلماء يقتربون من معرفة ما يحدث.

ويخلص عالم الكيمياء الحيوية ديبي لوكينز من جامعة غنت الى القول «ان خطوتنا التالية الآن هي الحصول على التمويل لمحاولة تحديد البكتيريا التي لها تأثير إيجابي. وقد يؤدي هذا إلى تطوير حبوب بكتيرية أو علاجات مستهدفة أخرى يمكن أن تحل محل FMT في المستقبل».


مقالات ذات صلة

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك مرضى الفشل الكلوي المزمن يعتمدون على الغسل الكلوي للبقاء على قيد الحياة (جامعة ستانفورد)

علاج نفسي يخفف آلام مرضى الغسل الكلوي

أفادت دراسة أميركية بأن تدريب مهارات التكيف مع الألم، وهو نوع من العلاج النفسي، ساعد مرضى الفشل الكلوي الذين يعتمدون على الغسل الكلوي في تقليل تأثير الألم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم «القمامة العقلية» أكثر ضرراً من تناول «شطيرة برغر بالجبن والبطاطا المقلية»

«القمامة العقلية» أكثر ضرراً من تناول «شطيرة برغر بالجبن والبطاطا المقلية»

شاشاتنا الحديثة تضر بشكل لا يصدق بالسعادة والأداء لأنها تتوجه للإشباع الحسّي على حساب الذكاء الاجتماعي

صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
صحتك الجهود الصحية الوطنية بالقطاع الصحي سخرت التقنية في سبيل تعزيز صحة الإنسان (الشرق الأوسط)

«برنامج تحول القطاع الصحي» السعودي يبرز الجهود الصحية خلال 2024

أعلن برنامج تحول القطاع الصحي أحد برامج «رؤية السعودية 2030» عن أبرز الإنجازات التحولية التي جاءت تتويجاً للجهود الصحية الوطنية بالقطاع الصحي خلال عام 2024

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تقرير: «جِيلُ زِد» يفضل أدوية إنقاص الوزن على الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية

عودة الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق كثيراً من الأشخاص (د.ب.أ)
عودة الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق كثيراً من الأشخاص (د.ب.أ)
TT

تقرير: «جِيلُ زِد» يفضل أدوية إنقاص الوزن على الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية

عودة الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق كثيراً من الأشخاص (د.ب.أ)
عودة الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق كثيراً من الأشخاص (د.ب.أ)

قالت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية إن كثيراً من الشباب الأميركيين يفضلون استخدام أدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك» على ممارسة الرياضة في صالات الألعاب، وفق استطلاع رأي جديد.

وذكرت الصحيفة أن الاستطلاع، الذي أجرته منصة «تيبرا» للرعاية صحية، وجد أن أكثر من ربع الأميركيين يفكرون في هذه الأدوية وسيلةً لإنقاص أوزانهم، وأن هذا اتجاه ملحوظ بشكل خاص بين الأجيال الأصغر سناً.

وتابعت أن «جِيلَ زِدْ (الجيل المولود بين 1995 و2005 وفق بعض التقديرات)» كان في المقدمة؛ فـ37 في المائة منهم يخططون للتخلي عن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية من أجل استخدام أدوية إنقاص الوزن في العام المقبل.

وذكرت أنه بالإضافة إلى الفجوة بين الأجيال، فإن هناك أيضاً فجوة بين الجنسين، فمن المرجح أن تختار النساء هذه الأدوية أكثر من الرجال، حيث تقول 30 في المائة من النساء، مقارنة بـ20 في المائة من الرجال، إنهن سيعتمدن عليها، كما أن النساء لديهن أهداف أعلى لفقدان مقدار أكبر من الوزن.

صالة رياضية (أ.ف.ب)

وأضافت أن هذا التفاوت لا يشكل مفاجأة، فقد كانت النساء أكثر عرضة من الرجال للقول إنهن يعانين من زيادة الوزن منذ عام 1999، وفقاً لمؤسسة «غالوب»، وعادة ما يواجهن مزيداً من الملاحظات بشأن أجسادهن، مقارنة بالرجال.

وتابعت أنه على الرغم من الاهتمام المتنامي والاستخدام الشائع الواضح لهذه الأدوية، فإن كثيراً من الأميركيين لا يزالون يرون أنها بعيدة المنال بسبب التكاليف المرتفعة.

وفي الواقع، أشار 64 في المائة من المهتمين باستخدامها إلى التكلفة بوصفها أكبر مخاوفهم، تليها المخاوف بشأن الآثار الجانبية (59 في المائة).

ويمكن أن تكلف أدوية إنقاص الوزن هذه، التي كانت مخصصة في البداية لعلاج مرض السكري من «النوع الثاني»، آلاف الدولارات، وتؤدي إلى قائمة طويلة من الآثار الجانبية الخطرة المحتملة، وحتى الموت. ومع ذلك، تقول الغالبية العظمى (86 في المائة) إن الفوائد تستحق المخاطرة.

وهذا هو السبب المحتمل وراء اعتقاد 66 في المائة من الأميركيين الآن أن هذه الأدوية أكثر فاعلية من طرق إنقاص الوزن التقليدية، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

وعلى الرغم من أن «جيل زد» هو الأكبر اهتماماً بتناول هذه الأدوية، فإن الأجيال الأكبر سناً أكثر ثقة بفاعليتها، حيث يعتقد 72 في المائة منهم أن هذه الأدوية تعمل بشكل أفضل من الطرق التقليدية.

إبر وحبوب خفض الوزن الحديثة

ولفتت إلى أنه مع إغراء مزيد من الناس باستخدام هذه الأدوية لفقدان الوزن، فقد لجأ البعض إلى طرق خطرة، بما في ذلك شراء الأدوية المقلدة واستخدامها دون توجيه من طبيب، فيما تظل المخاوف بشأن «الإدمان» و«التوجيه الطبي المناسب» عقبات كبيرة أمام استخدام تلك الأدوية على نطاق واسع.

وقد تكون الشعبية المتنامية لتلك أدوية مرتبطة بالإحباط الذي يشعر به كثير من الأشخاص بعد فشلهم المتكرر في تحقيق أهداف إنقاص الوزن.

ولفتت إلى أنه، بغض النظر عن الفوائد الصحية المحتملة، يجب استخدام تلك أدوية فقط من قبل الأفراد الذين وصفها لهم طبيب.