عائلات الأسرى تطالب نتنياهو بالعمل على إطلاق سراحهم فوراً

اعتصام أمام وزارة الدفاع وقلق من «التصرفات المشبوهة للحكومة»

متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)
متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)
TT

عائلات الأسرى تطالب نتنياهو بالعمل على إطلاق سراحهم فوراً

متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)
متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)

من خلال الاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، لليوم الخامس عشر على التوالي، ومظاهرة أسبوعية (السبت)، وتضامن شعبي واسع، ناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العمل على إطلاق سراح أبنائهم وبناتهم فوراً، وعدم الإقدام على إجراءات تضعهم في خطر الموت.

وقالت شيرا الباغ، التي وقعت ابنتها ليري في الأسر، وهي جندية في نقطة مراقبة على غزة في إحدى الثكنات العسكرية في الجنوب، إن النشاطات التي يقومون بها «صرخة ألم كي يسمعها نتنياهو وأولئك الجالسون معه في مجلس إدارة الحرب وجميع أعضاء الكنيست (البرلمان)». وأضافت من موقعها في خيمة الاعتصام، أن «هؤلاء القادة لا يكترثون لآلامنا. لم يجد أي منهم وقتاً لزيارتنا وإخبارنا بما يحدث، وإن كان يحدث شيء فعلاً لإطلاق سراح أولادنا، أو على الأقل لمواساتنا في همومنا، أو تهدئتنا في ثورة أعصابنا».

ومثل الباغ، يشكو جميع الموجودين في خيمة الاعتصام، من غياب الاكتراث لهم، ويقولون إن هذا التصرف من الحكومة «ينذر بالسوء»، ويخيفهم من احتمال أن تكون قد وضعتهم في قاع سلم الأولويات. ومع ذلك فإنهم يأملون أن يتمكن الرئيس الأميركي، جو بايدن، من التوصل إلى اتفاقات تضمن صفقة تبادل أو أي شيء آخر يؤدي إلى تحرير الأسرى.

إسرائيلية تبحث عن معلومات حول مفقودين عبر ملصقات على جدار في تل أبيب (أ.ف.ب)

يُذْكر أن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أعلن عن ارتفاع عدد الأسرى إلى 212 أسيراً، بعد معلومات جديدة، لكن الحكومة الإسرائيلية تصر على أنها لا تجري أي مفاوضات لإطلاق سراحهم.

ومن يقوم بهذه المهمة هي حكومة قطر بالتنسيق مع الإدارة الأميركية. وتتصرف حكومة نتنياهو على هذا النحو؛ لأنها كانت قد كبّلت أيديها بسن قانون يمنع إبرام صفقات تبادل تفضي إلى إطلاق سراح أسري فلسطينيين من سجونها. وقد تسابق المسؤولون الإسرائيليون حول من يتشدد أكثر في هذا الموضوع.

اعتصام أهالي الأسرى الفلسطينيين أمام «الصليب الأحمر» برام الله مطالبين بالإفراج عن أبنائهم في 17 أكتوبر (أ.ف.ب)

وشددت هذه الحكومة الإجراءات القمعية على الأسرى الفلسطينيين، وسلمت أمرهم للوزير اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي تباهى بقوانين التنكيل بهم. واليوم يتعرض هو والحكومة إلى نقد شديد في الشارع وفي الإعلام، فالحكومة بقيادة نتنياهو وبن غفير انشغلت في كميات الشامبو المسموح بها للسجناء الفلسطينيين، وتركت أمن المواطنين، وأخلت الدولة أمام هجوم (حماس)». والمعروف أن أحد أهم أهداف هجوم «حماس» الأخير، كان أخذ أسرى إسرائيليين لإجبار حكومة تل أبيب على صفقة تبادل أسرى.

وللأسبوع الثاني على التوالي، خرجت هذه العائلات إلى مظاهرة مساء السبت، في قلب تل أبيب، وحصدت تضامناً واسعاً في المجتمع الإسرائيلي. وخلال المظاهرة جرت إضاءة شرفات البيوت في مئات البلدات الإسرائيلية، وإضاءة برج مطار بن غوريون وبرج شركة الكهرباء وعشرات البنايات، وراح الإسرائيليون ينشدون النشيد الوطني «هتكفا» في الشوارع وفي المطار وفي الطائرات التجارية. واشترك معهم قادة الاحتجاجات التي سبقت الحرب ضد خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم، وإضعاف القضاء، وأقاموا خيمة اعتصام أمام مقر وزارة الدفاع، يظهر فيها ممثلو العائلات ومتضامنون معهم ليل نهار.

نتنياهو استقبل جلعاد شاليط عام 2016 في قاعدة تل نوف الجوية بجنوب إسرائيل (أ.ب)

تجاهل الحكومة

تحاول الحكومة تجاهل هذه العائلات بدعوى أنها لا تريدهم أن يساعدوا حركة «حماس» على استغلال ورقة الأسرى لوقف الحرب ضد غزة وضد الضفة الغربية. وقد عبّر عدد من الوزراء والنواب في أحزاب اليمين عن رفضهم الرضوخ لحملة الاحتجاج هذه، وأطلقوا تصريحات يلمحون فيها إلى «بروتوكول هنيبعل»، الذي بموجبه يُقْتل الآسرون مع المأسورين. وهذا التوجه يفزع أهالي الأسرى، ويشعرهم بأن الحكومة تنوي هدر حياة أولادهم.

وعبّر الكاتب جدعون ليفي عن هذا الموقف في مقال لصحيفة «هآرتس»، الأحد، قائلاً إن «من يريد إطلاق سراح الـ210 مخطوفين ومن لا يريد، يجب عليه الآن النضال بكل القوة ضد الغزو البري لغزة، وفي الوقت نفسه استخدام أي ضغط ممكن على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق على إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين».

وذكر ليفي أن إسرائيل أطلقت سراح 1027 سجيناً فلسطينياً مقابل الجندي جلعاد شاليط، بوساطة مصرية في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، وأن «إسرائيل التي تتفاخر بالحفاظ على سلامة مواطنيها من أي خطر، وتعد الدماء اليهودية مقدسة بالنسبة لها وحياة مواطنيها أثمن من أي شيء آخر، يجب عليها إثبات ذلك الآن، هذه المرة بالأفعال وليس بالأقوال».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

لم يشهد سكان غزة، الجمعة، ما يدعوهم للأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، مع إعلان مقتل 21 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده في معارك بشمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقتل أحد جنوده في معارك في شمال قطاع غزة. وأضاف أن الجندي القتيل يدعى رون إبشتاين (19 عاماً) وكان ينتمي إلى لواء غيفعاتي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رحّبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية النائب الإسرائيلي غادي آيزنكوت (رويترز)

آيزنكوت يتهم إسرائيل بـ«فشلها في خطة الحرب على غزة بشكل خطير»

قال النائب عن حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، إن خطة إسرائيل لحربها ضد «حماس» في غزة «فشلت بشكل خطير»، واتهم الحكومة الإسرائيلية بالضياع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

وسط دعوات لإقالة بن غفير... إسرائيل إلى أزمة دستورية

إيتمار بن غفير (إ.ب.أ)
إيتمار بن غفير (إ.ب.أ)
TT

وسط دعوات لإقالة بن غفير... إسرائيل إلى أزمة دستورية

إيتمار بن غفير (إ.ب.أ)
إيتمار بن غفير (إ.ب.أ)

تسببت عريضة قدمتها مجموعة من المنظمات غير الحكومية للمحكمة العليا بإسرائيل، مطالبةً فيها بإصدار أمر إقالة لوزير الأمن الوطني المنتمي لليمين المتطرف إيتمار بن غفير، في حدوث انشقاق داخل حكومة بنيامين نتنياهو، مما قد يزج بإسرائيل في أزمة دستورية.

وفي رسالة إلى نتنياهو، الأسبوع الماضي، طلبت المدعية العامة غالي باهراف ميارا من رئيس الوزراء أن يدرس إقالة بن غفير، مستندة إلى أدلة تشير لتدخله المباشر في عمليات الشرطة، واتخاذ قرارات الترقيات بداخلها بناء على أسباب سياسية.

وجاءت هذه الرسالة قبل أن تقدم باهراف ميارا رأيها إلى المحكمة العليا في الأسابيع المقبلة بشأن ما إذا كان ينبغي لها قبول العريضة التي قدمتها المنظمات غير الحكومية في سبتمبر (أيلول) والنظر فيها، أم لا.

وفي رسالتها التي نشرها مكتبها، أيدت باهراف ميارا الاتهامات التي ساقتها المنظمات غير الحكومية عن تدخل بن غفير شخصياً في الطريقة التي تعامل بها قادة الشرطة مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

واستشهدت أيضاً برسالة من المفوض السابق للشرطة يعقوب شبتاي الذي ترك منصبه في يوليو (تموز)، والتي جاء فيها أن بن غفير أصدر تعليمات لكبار قادة الشرطة بتجاهل أوامر مجلس الوزراء بحماية قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة.

وقد أثارت رسالة باهراف ميارا رد فعل حاداً من بن غفير الذي دعا علناً إلى إقالتها، قائلاً إن طلبها تُحركه دوافع سياسية. ونفى الوزير ارتكاب أي مخالفات.

وحصل بن غفير على مهام واسعة عندما انضم إلى ائتلاف نتنياهو في نهاية عام 2022، منها المسؤولية عن شرطة الحدود في الضفة الغربية المحتلة، على الرغم من إدانته في عام 2007 بالتحريض العنصري ضد العرب ودعم حركة (كاخ) اليهودية المتطرفة التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وقد أدى (قانون الشرطة) الذي أقره الكنيست في ديسمبر (كانون الأول) 2022، وهو أحد الشروط التي وضعها بن غفير للانضمام إلى الائتلاف، إلى توسيع سلطاته على الشرطة والسماح له بوضع السياسات العامة، وتحديد أولويات العمل والمبادئ التوجيهية.

وقال بن غفير إن القانون سيعزز قوة الشرطة وقدرتها على مكافحة الجرائم، وزعم أن الشرطة في كل البلدان الديمقراطية تتبع وزيراً منتخباً. وقال منتقدون إن التعديلات منحت بن غفير سلطات شاملة على العمليات، وحوّلته إلى «رئيس للشرطة (بسلطات) مطلقة».

وقال أربعة من قادة الشرطة السابقين وخبيران قانونيان لـ«رويترز» إن التغييرات التي أجراها بن غفير على الكيان الشرطي وثقافته قادت إلى تسييسه.

وقال أمونون الكالاي، وهو سيرجنت سابق في الشرطة استقال في 2021: «يحاول الوزير بن غفير من خلال سلطته الموافقة على التعيينات أو التدخل في الترقيات لخدمة مصالحه السياسية الخاصة».

ولم ترد شرطة إسرائيل ولا مكتب بن غفير على طلبات للتعليق على دور الوزير في تعيينات الشرطة أو التأثير في عملها.

وقاوم نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد، دعوات سابقة لإقالة بن غفير. وإذا انسحب حزب عوتسماه يهوديت (القوة اليهودية) الذي يرأسه بن غفير من الائتلاف الحاكم، فلن يكون لدى نتنياهو إلا أغلبية ضئيلة. وإلى جانب المشكلات القانونية التي تواجه رئيس الوزراء، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة لاعتقاله، الخميس، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في صراع غزة. ويصر نتنياهو على براءته من جميع التهم.

ويقول بعض الخبراء القانونيين إن إسرائيل قد تنزلق إلى أزمة دستورية إذا أمرت المحكمة العليا رئيس الوزراء بإقالة بن غفير ورفض ذلك، حيث ستظهر الحكومة وكأنها تضرب بقرارات القضاء عرض الحائط.

وقال عمير فوكس، وهو أحد كبار الباحثين في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز أبحاث مقره القدس: «لا نعرف ماذا سيحدث في مثل هذا الوضع». وأضاف أن هذا قد يضع إسرائيل «في موقف خطير للغاية».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (إ.ب.أ)

موقف متشدد من الاحتجاجات

في العام الماضي، استقال قائد شرطة تل أبيب عامي إيشد، وأشار لأسباب سياسية وراء قراره، وذلك بعد أن صرح علناً أنه لن يستخدم القوة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، على الرغم من طلبات بن غفير بذلك. وفي بيان بثه التلفزيون، قال إيشد إن «المستوى الوزاري» كان يتدخل بشكل صارخ في عملية اتخاذ القرار المهني.

ولم يرد مكتب بن غفير علناً على تعليقات إيشد. وكانت المحكمة العليا قد أمرت بن غفير بالتوقف عن إعطاء تعليمات للشرطة حول كيفية استخدام القوة للسيطرة على الاحتجاجات في العام الماضي، قبل أن تعاود الأمر في يناير (كانون الثاني).

وقال قادة الشرطة الأربعة السابقون الذين تحدثوا إلى «رويترز»، إن ثمة تغييراً طرأ على عمل الشرطة تحت قيادة بن غفير. وأوضحوا أن الدليل على ذلك هو عدم تنفيذ الشرطة أي اعتقالات عندما اقتحم متظاهرون من اليمين مجمعين عسكريين في يوليو، بعد وصول محققين لاستجواب جنود في اتهامات بإساءة معاملة سجين فلسطيني.

وعلى النقيض من ذلك، اتخذت الشرطة إجراءات صارمة في مواجهة المظاهرات المناهضة للحكومة. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في يونيو (حزيران) أن 110 أشخاص قُبض عليهم في إحدى ليالي الاحتجاجات، وهو رقم قياسي، ولم توجّه اتهامات إلا إلى شخص واحد منهم.

وقالت الشرطة، رداً على الانتقادات الموجهة إليها باعتقال أعداد كبيرة، إن سلوك بعض المتظاهرين اتسم بالعنف خلال الاحتجاجات، ومنهم من هاجموا قوات إنفاذ القانون وأشعلوا الحرائق.

الحرم القدسي

أدت تعيينات في مناصب عليا في الأشهر القليلة الماضية إلى تحول في قيادة الشرطة، فبعد أن وافقت الحكومة في أغسطس (آب) على مرشحه لمنصب مفوض الشرطة، دانييل ليفي، قال بن غفير إن المفوض الجديد سوف يتبع «أجندة صهيونية ويهودية»، ويقود الشرطة «وفقاً للسياسة التي وضعتها له».

ويشكل العرب ما يزيد قليلاً على 20 في المائة من سكان إسرائيل، ويتعرضون لمعدلات أعلى بكثير من جرائم العنف. ولم يحضر بن غفير ولا ليفي اجتماعاً دعا إليه نتنياهو في سبتمبر لمواجهة ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع العربي بإسرائيل.

وخفف أمير أرزاني، الذي تم تعيينه قائداً لشرطة القدس في فترة تولي بن غفير منصبه، قيود الوصول إلى المسجد الأقصى، في مكان يطلق عليه اليهود اسم جبل المعبد، وهو أحد أكثر الأماكن حساسية في الشرق الأوسط.

وقال أحد كبار المسؤولين سابقاً عن إنفاذ القانون في القدس لـ«رويترز»، إنه في السابق عندما كان يحاول الوزراء الوصول إلى الحرم القدسي لممارسة الطقوس اليهودية كان كبار الضباط يطلبون تصريحاً من وزارة العدل لاعتقالهم على أساس أن ذلك يشكل تهديداً للأمن الوطني.

وصعد بن غفير إلى الحرم القدسي عدة مرات منذ توليه منصبه دون أن يوقفه رجال الشرطة.

وقالت شرطة إسرائيل، في بيان، رداً على أسئلة من «رويترز» بشأن الإرشادات، إن أعضاء الكنيست يمكنهم طلب الوصول إلى الحرم القدسي عبر (حرس الكنيست)، وإن الموافقة تعتمد على تقييم أمني يجري في وقت قريب من موعد الزيارة المطلوبة.

وقال أحد المسؤولين السابقين، الذي خدم في فترة بن غفير وطلب عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة لمنصبه السابق، إن بن غفير لم يُمنع من الوصول إلى الحرم القدسي، حيث عُدّ أنه لا يشكل تهديداً.

أضرار طويلة الأمد

قال يوجين كونتوروفيتش، رئيس قسم القانون الدولي في منتدى كوهيليت للسياسات، وهو مركز أبحاث ذو توجه محافظ مقره القدس، إن الأمر الذي أصدرته المحكمة العليا لرئيس الوزراء بإقالة الوزير قد ينطوي على تجاوز لحدود السلطة القضائية.

وأضاف: «إذا لم يكن لرئيس الوزراء الاختيار بشأن الوزراء الذين يعينهم أو يقيلهم فهو ليس رئيساً للوزراء، بل مجرد دمية في يد المحاكم». وأضاف أن المدعية العامة لم تحدد قوانين بعينها انتهكها بن غفير.

وطعنت (الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل)، وهي حملة تهدف إلى تعزيز معايير الديمقراطية، على قانون الشرطة لعام 2022 أمام المحكمة العليا.

وقال أوري هيس، المحامي في الحركة، إن القانون أعطى بن غفير سلطة خطيرة للتدخل في السياسة الإسرائيلية؛ لأنه يستطيع استخدام الشرطة لقمع المشاعر المناهضة للحكومة.

وذكر يوآف سيغالوفيتش، وهو عضو في الكنيست عن حزب معارض وضابط إنفاذ قانون سابق ترأس قسم التحقيقات والاستخبارات في الشرطة، إن التغييرات التي أجراها بن غفير يحتمل أن تسبب أضراراً لا رجعة فيها، وقد يستغرق تصحيحها سنوات.

وقال سيغالوفيتش: «ينبغي ألا يتمتع أي سياسي بسلطة على كيفية استخدام الشرطة؛ لأن الشرطة ليست مثل الجيش، فالشرطة تتعامل مع المواطنين؛ الشرطة تتعامل مع القضايا الأكثر حساسية».