أسير فلسطيني في القائمة القصيرة لـ«البوكر» العربية... ورجاء عالم مرة أخرى

الترشيحات تتوزع على 5 بلدان

روايات وروائيو «القائمة القصيرة»
روايات وروائيو «القائمة القصيرة»
TT

أسير فلسطيني في القائمة القصيرة لـ«البوكر» العربية... ورجاء عالم مرة أخرى

روايات وروائيو «القائمة القصيرة»
روايات وروائيو «القائمة القصيرة»

أعلنت «الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)» (الأربعاء) عن الروايات المتأهلة لـ«القائمة القصيرة» في دورتها السابعة عشرة.

ووصل إلى القائمة القصيرة سيدتان وأربعة كتّاب، وضمّت القائمة روايات لستة كتّاب من خمسة بلدان عربية، هي: السعودية، والمغرب، وسوريا، وفلسطين، ومصر، وتميزت رواياتهم بالتنوع في المضامين والأساليب، وتعالج قضايا راهنة ومهمة.

ومن بين المتأهلين للقائمة القصيرة، الروائية السعودية رجاء عالم، التي فازت بالجائزة سابقاً عن روايتها «طوق الحمام» (مناصفةً مع محمد الأشعري عن روايته «قوس الفراشة») عام 2011.

وفي حدث هو الأوّل في تاريخ الجائزة، تصل رواية يقبع صاحبها لسنوات طوال خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي هو الفلسطيني باسم خندقجي.

وضمت القائمة القصيرة ست روايات هي: «مقامرة على شرف الليدي ميتسي» لأحمد المرسي (مصر)، و«سماء القدس السابعة» لأسامة العيسى (فلسطين)، و«قناع بلون السماء» لباسم خندقجي (فلسطين)، و«باهبل: مكة Multiverse 1945 - 2009” لرجاء عالم (السعودية)، و«خاتم سليمى» لريما بالي (سوريا)، و«الفسيفسائي» لعيسى ناصري (المغرب).

وسيُعلن عن الرواية الفائزة في أبوظبي، يوم الأحد 28 أبريل (نيسان) 2024.

وجرى الإعلان عن «القائمة القصيرة» في مؤتمر صحافي عُقد بالرياض، حيث كشف نبيل سليمان، رئيس لجنة التحكيم، عن العناوين المرشحة للقائمة، وشارك في المؤتمر أعضاء لجنة التحكيم: حمور زيادة الكاتب والصحافي السوداني، وسونيا نمر كاتبة وباحثة وأكاديمية فلسطينية، وفرانتيشيك أوندراش أكاديمي من الجمهورية التشيكية، ومحمد شعير ناقد وصحافي مصري، بالإضافة إلى رئيس مجلس الأمناء ياسر سليمان، ومنسقة الجائزة فلور مونتانارو.

أسئلة الحب والجسد

وفي إطار تعليقه على «القائمة القصيرة»، قال نبيل سليمان رئيس لجنة التحكيم: «تميزت روايات هذه القائمة بالحفر الروائي المعمَّق في التاريخ، على نحو تشتبك فيه أزمنة الماضي القريب والبعيد مع الحاضر والمستقبل، كما تتفاعل فيه مختلف الحضارات والإبداعات الإنسانية والصراعات أيضاً».

وأضاف: «مِن روايات هذه القائمة ما شغلته أسئلة الحب والجسد والتفكك الأسري، وأسئلة الهوية والقمع والتوحش مقابل صبوات البشر، فرادى وجماعات، إلى الحرية والعدالة. ومن الروايات ما تفاعل بعمق وحرارة مع ما يعصف ببلدانه وبالعالم من الحروب والتهجير والانتفاضات، حيث عبَّر الإبداع الروائي بامتياز عن وعي الذات، وعن وعي الآخر، وعن وعي العالم، فتحقق الاندغام بين القاع الاجتماعي والمحلي والعالمي، وتنوعت الرؤى، وتعددت الجماليات من تفكير الرواية بنفسها وتشكلها على مشهد من القارئ، إلى ألوان التخييل الذي لا تفتأ أجنحته تخفق».

روائي من خلف قضبان السجون

من جانبه، قال ياسر سليمان رئيس مجلس الأمناء: «تطل علينا روايات (القائمة القصيرة) لهذه الدورة بسرديات متنوِّعة للأمكنة والأزمنة والديموغرافيا رابطةً الماضي القديم بمساراته المتشعبة، بحاضر تتلاطم على شطآنه أمواج التشظي الطاحن، وفضاءات الآمال المتلاشية في عوالم تفرِط ما اجتمع عقده».

وذكر أن «بعض روايات (القائمة القصيرة) إلى مدن كرَّست وجودها في مخيالنا العربي بحضورها التاريخي. هنا مكّة، أم القرى، تناديك لتنخرط في عوالمها الداخلية بحذق وحنين. وهناك القدس، زهرة المدائن، كما وسمتها فيروز، تطل عليك من خلف جدرانها العتيقة لتخاطبك بمآلات تحيق بها. وبينهما حلب الشهباء تقف واجمة مدرارة الدمع شيمتها الصبر. وفي حدث أوّل في تاريخ الجائزة تصل رواية يقبع صاحبها لسنوات طوال خلف قضبان سجون الاحتلال مخاطباً قرّاءه بنَفَس روائي يتوق إلى الحرية، رافضاً منطق الاستلاب والتركيع. في هذه القائمة تلتقي المغرب بجزيرة العرب، وسوريا بمصر، وجميعهم بفلسطين في سرد روائي عربي ينفتح على العالم».


مقالات ذات صلة

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

يوميات الشرق الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

أقامت جمعية الصداقة الكويتية – البريطانية حفلها السادس والعشرين لإعلان جوائز مسابقة عبد الله المبارك الصباح لأفضل الكتب الصادرة بالإنجليزية عن الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون كمال داود محتفلا بفوز روايته "حوريات"

الجزائري الأصل كمال داود يفوز بجائزة «غونكور» الفرنسية عن «حوريات»

تُعدُّ «حوريات»، Houris، رواية سوداوية بطلتها الشابة «أوب» التي فقدت قدرتها على الكلام بعدما طعنها أحد الإسلاميين في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1999.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق جانب من حفل الدورة السابقة لتحدي القراءة العربي (الشرق الأوسط)

تحدي القراءة العربي يُتوج أبطال دورته الثامنة الأربعاء المقبل في دبي

يُتوج تحدي القراءة العربي، في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أبطال دورته الثامنة، وذلك خلال احتفالية كبيرة تُنظم في مدينة دبي الإماراتية،…

«الشرق الأوسط» (دبي)
ثقافة وفنون فتح باب الترشيح لـ«جائزة بيت الغشّام دار عرب للترجمة»

فتح باب الترشيح لـ«جائزة بيت الغشّام دار عرب للترجمة»

أعلنت «جائزة بيت الغشّام دار عرب للترجمة» عن فتح باب التقدم لدورتها الثانية 2024 - 2025. وتنقسم الجائزة إلى فرعين رئيسيين، هما: «فرع المترجمين» و«فرع المؤلفين».

«الشرق الأوسط» (مسقط (عمان))
يوميات الشرق المسلماني يُسّلم الكاتب عبده خال «وسام شرف» اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا

اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا يمنح عبده خال أول «وسام شرف»

ضمن مخطط لتكريم كبار الكتاب والأدباء، منح اتحاد كتّاب أفريقيا وآسيا، أول وسام شرف في تاريخ الاتحاد، للروائي السعودي عبده خال، تقديراً لدوره في الحياة الثقافية.

عبد الفتاح فرج (القاهرة )

رواية أميركية تمزج البهجة بالتاريخ

رواية أميركية تمزج البهجة بالتاريخ
TT

رواية أميركية تمزج البهجة بالتاريخ

رواية أميركية تمزج البهجة بالتاريخ

«لا أتذكر آخر مرة اكتشفت فيها رواية ذكية ومبهجة كهذه وعالماً واقعياً، إلى درجة أنني ظللت أنسى معها أن هؤلاء الأبطال ليسوا أصدقائي وجيراني الفعليين، كافئوا أنفسكم بهذا الكتاب من فضلكم حيث لا يسعني إلا أن أوصي بقراءته مراراً وتكراراً».

هكذا علقت إليزابيث جيلبرت، مؤلفة كتاب «طعام صلاة حب» الذي تحول إلى فيلم شهير بالعنوان نفسه من بطولة جوليا روبرتس، على رواية «جمعية جيرنزي وفطيرة قشر البطاطس» التي صدرت منها مؤخراً طبعة جديدة عن دار «الكرمة» بالقاهرة، والتي تحمل توقيع مؤلفتين أميركيتين، هما ماري آن شيفر وآني باروز، وقامت بترجمتها إيناس التركي.

تحكي الرواية كيف أنه في عام 1946 تتلقى الكاتبة جوليت آشتون رسالة من السيد آدامز من جزيرة جيرنزي ويبدآن في المراسلة ثم تتعرف على جميع أعضاء جمعية غير عادية تسمى «جمعية جيرنزي للأدب وفطيرة قشر البطاطس».

من خلال رسائلهم، يحكي أعضاء الجمعية لجوليت عن الحياة على الجزيرة وعن مدى حبهم للكتب وعن الأثر الذي تركه الاحتلال الألماني على حياتهم، فتنجذب جوليت إلى عالمهم الذي لا يقاوم فتبحر إلى الجزيرة لتتغير حياتها إلى الأبد.

وفي ظلال خيوط السرد المنسابة برقة تكشف الرواية الكثير عن تداعيات الحرب العالمية الثانية في إنجلترا، وهي في الوقت نفسه قصة حب غير متوقعة وتصوير للبطولة والنجاة وتقدير رقيق للرابطة التي يشكلها الأدب.

وتسلط الرسائل التي يتألف منها العمل الضوء على معاناة سكان جزر القنال الإنجليزي في أثناء الاحتلال الألماني، لكن هناك أيضاً مسحة من الدعابة اللاذعة إثر انتقال جوليت إلى «جيرنزي» للعمل على كتابها؛ حيث تجد أنه من المستحيل الرحيل عن الجزيرة ومغادرة أصدقائها الجدد، وهو شعور قد يشاركها فيه القراء عندما ينتهون من هذا النص المبهج.

وأجمع النقاد على أن المؤلفتين ماري آن شيفر وآني باروز أنجزا نصاً مدهشاً يقوم في حبكته الدرامية على الرسائل المتبادلة ليصبح العمل شبيهاً بأعمال جين أوستن من جانب، ويمنحنا دروساً مستفادة عبر قراءة التاريخ من جانب آخر.

عملت ماري آن شيفر التي توفيت عام 2008 محررة وأمينة مكتبة، كما عملت في متاجر الكتب وكانت «جمعية جيرنزي للأدب وفطيرة قشر البطاطس» روايتها الأولى. أما ابنة شقيقها «آني باروز» فهي مؤلفة سلسلة الأطفال «آيفي وبين» إلى جانب كتاب «النصف السحري» وهي تعيش في شمال كاليفورنيا.

حققت هذه الرواية العذبة نجاحاً كبيراً واختارتها مجموعة كبيرة من الصحف والمجلات بوصفها واحدة من أفضل كتب العام، كما تحولت إلى فيلم سينمائي بهذا الاسم، إنتاج 2018. ومن أبرز الصحف التي أشادت بها «واشنطن بوست بوك وورلد» و«كريستشيان ساينس مونيتور» و«سان فرانسيسكو كورنيكل».

ومن أجواء هذه الرواية نقرأ:

«لم يتبق في جيرنزي سوى قلة من الرجال المرغوبين وبالتأكيد لم يكن هناك أحد مثير، كان الكثير منا مرهقاً ومهلهلاً وقلقاً ورث الثياب وحافي القدمين وقذراً. كنا مهزومين وبدا ذلك علينا بوضوح، لم تتبق لدينا الطاقة أو الوقت أو المال اللازم من أجل المتعة. لم يكن رجال جيرنزي يتمتعون بأي جاذبية، في حين كان الجنود الألمان يتمتعون بها. كانوا وفقاً لأحد أصدقائي طويلي القامة وشُقراً ووسيمين وقد اسمرّت بشرتهم بفعل الشمس ويبدون كالآلهة. كانوا يقيمون حفلات فخمة ورفقتهم مبهجة وممتعة، ويمتلكون السيارات ولديهم المال ويمكنهم الرقص طول الليل.

لكن بعض الفتيات اللواتي واعدن الجنود أعطين السجائر لآبائهن والخبز لأسرهن، كن يعدن من الحفلات وحقائبهن مليئة بالخبز والفطائر والفاكهة وفطائر اللحم والمربى، فتتناول عائلاتهن وجبة كاملة في اليوم التالي. لا أعتقد أن بعض سكان الجزيرة قد عدوا قط الملل خلال تلك السنوات دافعاً لمصادقة العدو، رغم أن الملل دافع قوي كما أن احتمالية المتعة عامل جذب قوي، خاصة عندما يكون المرء صغيراً في السن. كان هناك، في المقابل، الكثير من الأشخاص الذين رفضوا أن يكون لهم أي تعاملات مع الألمان، إذ إنه يكفي أن يلقي المرء تحية الصباح فحسب حتى يُعد متعاوناً مع العدو».