كتاب هوليوود يعودون لعملهم بعد الإضراب... وبند يخص الذكاء الاصطناعي

TT

كتاب هوليوود يعودون لعملهم بعد الإضراب... وبند يخص الذكاء الاصطناعي

أفراد من نقابة الممثلين والمؤلفين «ساغ-أفترا» ومؤيدون لهم خلال مسيرة في نيويورك (أ.ف.ب)
أفراد من نقابة الممثلين والمؤلفين «ساغ-أفترا» ومؤيدون لهم خلال مسيرة في نيويورك (أ.ف.ب)

وافق المسؤولون في نقابة كتّاب السيناريو الأميركيين مساء أمس (الثلاثاء) على الاتفاق الذي توصلت إليه النقابة النافذة أخيراً مع الاستوديوهات، مع السماح بعودة أعضائها إلى العمل بدءاً من الأربعاء، بعد إضراب شلّ هوليوود لما يقرب من خمسة أشهر.

وكتبت النقابة عبر «إكس» (تويتر سابقاً) أن مجلس إدارتها «صوّت بالإجماع على التوصية بالعمل باتفاقية الرواتب»، مشيرة إلى أن الإضراب ينتهي عند الدقيقة الأولى بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء بتوقيت لوس أنجليس (07:01 صباح الأربعاء بتوقيت غرينيتش).

من الناحية النظرية، لا يزال من الممكن رفض الاتفاقية من جانب كتّاب السيناريو الـ11500 الممثلين عبر نقابة كتّاب السيناريو في الولايات المتحدة (WGA)، إذ من المقرر إجراء تصويت بشأنها «بين الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) والتاسع منه»، بحسب النقابة، لكنّ معظم المتخصصين في القطاع يبدون اعتقاداً بأن الموافقة على هذا الاتفاق الذي يتضمن «مكاسب كبيرة» من حيث الأجور فضلاً عن وسائل حماية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، ستكون مجرّد إجراء شكلي، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وبانتظار اكتمال العملية، سيتمكن المحترفون في القطاع من العودة إلى العمل بدءاً من اليوم (الأربعاء).

وسيتيح ذلك تالياً استئناف تصوير عدد كبير من المسلسلات والأفلام الأميركية العالقة في المراحل الأولى من الكتابة. ومن المتوقع أيضاً أن تعود البرامج الحوارية التي تُعرض خلال الفترة الليلية (لايت نايت شو)، والتي يحتاج مقدّموها إلى نصوص يعدّها كتّاب متخصصون، إلى البث خلال الشهر المقبل.

 

الممثلون ما زالوا مضربين

لكن حتى بعد الموافقة النهائية من جانب كتّاب السيناريو، ستظل هوليوود بعيدة عن العودة إلى وضعها الطبيعي، بسبب استمرار إضراب الممثلين، الذين تمثلهم نقابة «ساغ-أفترا» (SAG-AFTRA).

وقد يستغرق حل هذا النزاع الاجتماعي المستمر منذ منتصف يوليو (تموز) أسابيع عدة أخرى، لأن بعض مطالب الممثلين تذهب أبعد من تلك الخاصة بكتّاب السيناريو.

وبالتالي، يُتوقع أن تكون المفاوضات صعبة، لا سيما أن الاستوديوهات تعلم أن ما توفره للممثلين سيكون بمثابة معيار للمهن الفنية في الصناعة، والتي يتعين تجديد الاتفاقيات الجماعية معها العام المقبل.

وحتى بعد عودة الممثلين إلى العمل، من المؤكد أن الأمر سيستغرق شهوراً لإعادة الجميع إلى مواقع التصوير وتعويض التأخيرات المتراكمة في إنتاج عدد كبير من الأعمال الهوليوودية.

 

كشف مضمون الاتفاق

ونشرت نقابة كتّاب السيناريو الأميركيين أيضاً مساء أمس (الثلاثاء) تفاصيل الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع الاستوديوهات، والذي لم ترشح معلومات وافية عن محتواه الدقيق منذ التوصل إليه الأحد.

وتظهر التسوية أن الاستوديوهات وافقت على معظم المطالب التي طرحتها النقابة، في ما يبدو انتصارا للكتّاب.

ويتضمن الاتفاق خصوصاً تخصيص مكافآت مالية للكتّاب عندما يحقق مسلسل أو فيلم من تأليفهم نجاحاً معيناً على منصات البث التدفقي، أي عندما يشاهد «20% أو أكثر من المشتركين في البلاد العمل على الخدمة» خلال «أول 90 يوماً من طرحه».

وعلى صعيد الذكاء الاصطناعي، حصل كتّاب السيناريو أيضاً على ضمانات حتى لا يتم استبدال الروبوتات بهم.

ويسمح لهم الاتفاق بإعادة صياغة النصوص التي أنشئت في البداية بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع اعتبارهم المؤلف الوحيد لهذا العمل، من دون أن يحصلوا تالياً على أجر أقل.

كذلك، ينص بند في الاتفاق على أنه «يُحظر استغلال مواد كتّاب السيناريو لتدريب الذكاء الاصطناعي». بمعنى آخر، لا يمكن تغذية الروبوتات بالنصوص البرمجية من المؤلفين أعضاء النقابة لتحسين قدراتها السردية، وهي نقطة لزمت الاستوديوهات صمتاً مطبقاً حيالها لفترة طويلة.

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

ترمب وهوليوود... حربٌ من طرفٍ واحد؟

الولايات المتحدة​ انطلق ترمب من عالم الشهرة والإعلام لكن الرئيس الأميركي ليس محبوب المشاهير (أ.ف.ب)

ترمب وهوليوود... حربٌ من طرفٍ واحد؟

ليس دونالد ترمب محبوب المشاهير وهم لم يوفّروا فرصة لمهاجمته خلال ولايته الأولى وخلال فترة ترشّحه، لكنهم هذه المرة سيتجنّبون استفزازه لأسباب كثيرة.

كريستين حبيب (بيروت)
الولايات المتحدة​ المغينة الشهيرة بيونسيه تحتضن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي (د.ب.أ)

بين بيونسيه وتايلور سويفت... لماذا لم يكن دعم المشاهير لهاريس كافياً؟

رغم قدرة نجوم ونجمات من عيار بيونسيه وتايلور سويفت مثلاً على استقطاب الحشود الجماهيرية، لم ينجح دعمهما هاريس في التغلب على ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو (أ.ف.ب)

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

كشف الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو أنه كاد يموت في عام 2020، إثر إصابته بفيروس «كورونا»، قائلاً إنه «لم يكن لديه نبض» عدة دقائق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق «جاك سبارو» في المستشفى (إ.ب.أ)

«القرصان» جوني ديب يُفاجئ أطفالاً في مستشفى إسباني

فاجأ الممثل جوني ديب النزلاء في جناح علاج الأطفال بأحد المستشفيات الإسبانية، وهو يرتدي ملابس شخصية «جاك سبارو» من سلسلة الأفلام الشهيرة «قراصنة الكاريبي».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
آسيا ميريل ستريب خلال حدث «إشراك المرأة في مستقبل أفغانستان» (إ.ب.أ)

ميريل ستريب: القطط تتمتع بحقوق أكثر من النساء في أفغانستان

قالت الممثلة الأميركية الشهيرة ميريل ستريب، الاثنين، إن القطط تتمتع اليوم بحرية أكبر من النساء في أفغانستان التي تحكمها حركة «طالبان».

«الشرق الأوسط» (كابل)

وثائقي ينقل بعيون إسرائيلية وفلسطينية واقع الاستيطان في الضفة الغربية

المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)
المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)
TT

وثائقي ينقل بعيون إسرائيلية وفلسطينية واقع الاستيطان في الضفة الغربية

المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)
المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)

بعد أن أحدث ضجة كبيرة في مهرجان برلين السينمائي أوائل العام، يُطرح في صالات السينما الفرنسية الأربعاء الوثائقي «لا أرض أخرى» No Other Land الذي صوّرت فيه مجموعة من الناشطين الإسرائيليين والفلسطينيين لخمس سنوات عملية الاستيطان في مسافر يطا في منطقة نائية بالضفة الغربية.

وقد فاز الفيلم بجائزة أفضل وثائقي في مهرجان برلين السينمائي، فيما اتُّهم مخرجاه في ألمانيا وإسرائيل بمعاداة السامية بعدما قالا عند تسلّم جائزتهما إن الوضع الذي يعكسه الوثائقي هو نظام «فصل عنصري».

أحد مخرجي العمل، باسل عدرا، ناشط فلسطيني ولد في مسافر يطا، وهي قرية تتعرض لهجمات متكررة من المستوطنين. أما الآخر، يوفال أبراهام، فهو إسرائيلي يساري كرّس حياته للعمل في الصحافة.

ويستعرض المخرجان الثلاثينيان في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية محطات إنجاز هذا الوثائقي، ويكرران المطالبة بإنهاء الاستيطان.

سيارات لفلسطينيين أحرقها مستوطنون في ضواحي رام الله (د.ب.أ)

يقول يوفال أبراهام عن الفصل العنصري: «من الواضح أنه ظلم! لديك شخصان (أبراهام وعدرا) من العمر نفسه، يعيشان في ظل نظامين تشريعيين مختلفين، تفرضهما دولة واحدة. لا أعتقد أن هذا يجب أن يوجد في أي مكان في العالم في عام 2024 (. .. ) لا يجوز أن يعيش الفلسطينيون في هذه الظروف، تحت سيطرة جيش أجنبي. يجب أن يتمتع كلا الشعبين بحقوق سياسية وفردية، في إطار تقاسم السلطة. الحلول موجودة ولكن ليس الإرادة السياسية. آمل أن نرى خلال حياتنا نهاية هذا الفصل العنصري (...) اليوم، من الصعب جدا تصور ذلك».

وعن اتهامه بمعاداة السامية قال: «هذا جنون! أنا حفيد ناجين من المحرقة، قُتل معظم أفراد عائلتي خلال الهولوكوست. أنا آخذ عبارة معاداة السامية على محمل الجد، وأعتقد أن الناس يجب أن يتساءلوا لماذا أفرغوها من معناها من خلال استخدامها لوصف أولئك الذين يدعون إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الفصل العنصري أو إلى المساواة (...). إنها ببساطة طريقة لإسكات انتقادات مشروعة للغاية. معاداة السامية أمر حقيقي يسجل تزايدا في جميع أنحاء العالم. لذا فإن استخدام هذه العبارة كيفما اتفق فقط لإسكات الانتقادات الموجهة إلى دولة إسرائيل، أمر خطر للغاية بالنسبة لليهود».

وعن اكتفاء الوثائقي بعرض وجهة نظر واحدة فقط ترتبط بالفلسطينيين المطرودين من أرضهم، أوضح أبراهام: «لكي يكون الفيلم حقيقيا، يجب ألا يخلط بين التماثل الزائف (بين وجهتي نظر المستوطنين والفلسطينيين) والحقيقة. ويجب أن يعكس عدم توازن القوى الموجود في المكان. ما كان مهما بالنسبة لنا هو إظهار الاضطهاد المباشر للفلسطينيين.

عندما تنظر إلى مسافر يطا، فإن الخلل في التوازن لا يُصدّق: هناك مستوطنون موجودون هناك بشكل غير قانوني بحسب القانون الدولي، ويحصلون على 400 لتر من المياه في المعدل، بينما يحصل الفلسطينيون المجاورون على 20 لترا. يمكنهم العيش على أراضٍ شاسعة بينما لا يحظى الفلسطينيون بهذه الفرصة. قد يتعرضون لإطلاق النار من الجنود عندما يحاولون توصيل الكهرباء. لذا فإن عرض هذا الوضع غير العادل، مع هذا الخلل في توازن القوى، من خلال وضعه في منظور جانبين متعارضين، سيكون ببساطة أمرا مضللا وغير مقبول سياسيا».

مشهد من فيلم «لا أرض أخرى» (أ.ب)

* باسل عدرا

من جهته، قال باسل عدرا عن تزايد هجمات المستوطنين بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023: «الوضع سيئ وصعب للغاية، منذ عام لم نعد نعرف ما سيحدث (...) في منطقة جنوب الخليل. هجر البعض بسبب الهجمات، خصوصا في الليل، لكن قرى أخرى مثل قريتي بقيت تحت ضغط هائل، وقُتل ابن عمي برصاصة في البطن، كما رأينا في الفيلم. (المستوطنون) يريدون أن يخاف الناس ويغادروا (...) وهم المنتصرون في هذه الحرب في غزة، وهم الأسعد بما يحدث وبما تفعله الحكومة (الإسرائيلية)».