نيللي كريم: الاختيارات الفنية باتت أكثر صعوبة

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن أزمة السيناريوهات غير المكتملة «مأساة كبيرة»

كريم تعترف أن الاختيارات الفنية باتت صعبة (حسابها على انستغرام)
كريم تعترف أن الاختيارات الفنية باتت صعبة (حسابها على انستغرام)
TT

نيللي كريم: الاختيارات الفنية باتت أكثر صعوبة

كريم تعترف أن الاختيارات الفنية باتت صعبة (حسابها على انستغرام)
كريم تعترف أن الاختيارات الفنية باتت صعبة (حسابها على انستغرام)

قالت الفنانة نيللي كريم إن مسلسل «فراولة» الذي قدمته في شهر رمضان هذا العام يدعو للتفاؤل، مؤكدة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تحب الأفكار الإيجابية، وأنها مثل سائر الناس تعتريها لحظات يأس وضيق، لكنها تذكِّر نفسها دوماً بأن يوماً جديداً ينتظرها، وعليها أن تعده بداية جديدة.

وأضافت أنها كانت بحاجة لتقديم عمل خفيف بعدما أجهدتها الأدوار الصعبة خلال العامين الماضيين، مؤكدة أنها تتأثر نفسياً بالشخصيات التي تؤديها.

وقدمت نيللي لأول مرة منذ 11 عاماً مسلسلاً قصيراً في رمضان بعد أن اعتادت تقديم مسلسلات 30 حلقة على مدى السنوات الماضية، وجسدت به شخصية «فراولة» ابنة البواب التي تتحول لشخصية شهيرة بعدما تتصور قدراتها على العلاج بالطاقة.

الفنانة نيللي كريم تروج لمسلسلها (حسابها على فيسبوك)

نيللي التي تعد إحدى نجمات الدراما الرمضانية المصرية خلال العقد الأخير، تؤكد أنها لم تكن تحتمل على أي نحو تقديم مسلسل من 30 حلقة هذا العام، ولم تكن مستعدة لطرح قضية معقدة بعدما أتعبها على مدى العامين الماضيين مسلسلي «فاتن أمل حربي» و«عملة نادرة»، وفق ما تقول: «هذان العملان كانا متعبين ليس فقط في تنفيذهما، لكن أيضاً في طبيعة الشخصية ومعاناتها التي تنتقل بالتبعية لي من فرط معايشتي لها وتأثري بها نفسياً؛ لأنني أختزن تفاصيلها داخلي، لذا كنت أتطلع لعمل كوميدي خفيف وظريف ووجدته في (فراولة)».

تكشف نيللي تفاصيل البداية مع «فراولة» قائلة: «الفكرة كتبها المنتج أحمد الدسوقي، وأعجبتني لطرحها فكرة العلاج بالطاقة، وكتب لها السيناريو والحوار محمد سليمان عبد المالك من خلال كوميديا تعتمد على الموقف، وانضم لنا المخرج محمد علي الذي عملت معه من قبل في فيلم «بشتري راجل»، وأكثر ما حمسني للمسلسل بجانب القصة أن الفكرة لم تكن تتحمل أكثر من 15 حلقة.

وعن شخصية «فريال» الشهيرة بـ«فراولة» التي قدمتها تؤكد نيللي: «أحببت فيها كونها شخصية متفائلة، والعمل كله يدعو الناس للتفاؤل».

نيللي كريم (حسابها على انستغرام)

ويبدو أن هناك تماساً بين نيللي و«فراولة» ترصده قائلة: «أنا أيضاً بطبعي متفائلة، وأميل للأفكار الإيجابية عموماً، لكنني مثل كل الناس تعتريني أحياناً لحظات يأس وكسل وضيق، لكن لا بد أن أُذكر نفسي أن غداً يوم جديد، وأن كل يوم جديد هو بداية جديدة لأنفض أي هموم عن روحي، وأردد دائماً (تفاءلوا بالخير تجدوه)».

وتنفي نيللي وجود تشابه بين فكرة المسلسل وفيلم «البيضة والحجر»: «ليس بالضرورة أن تكون أي قصة حب مستحيلة هي (روميو وجولييت)، لكن الناس اعتادوا أن يبحثوا لكل عمل درامي عن آخر شبيه، وبالنسبة لـ(فراولة) فهي قصة مختلفة تماماً، والبطلة هنا تصدق أن لديها قدرة على العلاج بالطاقة، ونحن في المسلسل نعرض نماذج، ولا نقوم بتقييمها ونترك العلم يقول كلمته».

وتعتمد الفنانة المصرية على الناس الذين تلتقيهم بمحض المصادفة لتقييم ردود الأفعال على العمل، حيث تثق بصدق انفعالهم بالعمل، وقد اختلف الأمر لديها عن السنوات السابقة: «في البدايات الأولى كنت أترقب ردود الفعل على (السوشيال ميديا)، وأتابع بقلق، فيؤلمني الكلام المستفز ويعذبني، لم يعد الأمر كذلك الآن فقد كبرت ونضجت وفهمت أنه مثلما يوجد ناس طيبة، هناك أيضاً ناس كارهة لنفسها قبل الآخرين، لكن يظل الطيبون أكثر كثيراً».

نيللي كريم في لقطة من (فراولة) (حسابها على فيسبوك)

وعما يعنيها في هذه المرحلة بوصفها فنانة تقول: «ما أتطلع إليه بحق أن أقدم أعمالاً تسعد الجمهور، وتلامس حياته. أستمتع بها وأذهب للتصوير وأنا سعيدة، النجاح أمر مهم، ويتطلب اجتهاداً، وأنا أجتهد قدر الإمكان، لكن العمل الفني يظل عملاً جماعياً، ولا بد أن يجتهد الفريق كله بالدرجة نفسها، فالفنان لا يمثل وحده، وليس هو المسؤول الأوحد عن نجاح العمل، بل هناك فريق كامل يجب أن يعزف بالبراعة نفسها».

وتعترف نيللي بأن الاختيار بات أكثر صعوبة: «لا بد في كل مرة أن أجتهد طويلاً في البحث عن فكرة جديدة وبراقة لم يقدمها أحد من قبل، هذا ليس سهلاً، وحتى إذا وجدتها فكيف أضمن الطريقة التي يكتب بها السيناريو لا سيما أننا نبدأ التصوير ببضع حلقات قبل أن يجري استكمال كتابة بقية الحلقات خلال التصوير».

«فراولة» قصة مختلفة ولا وجود لتشابه بين فكرة المسلسل وفيلم «البيضة والحجر»

نيللي كريم

تضع نيللي يدها بذلك على أزمة تواجه الدراما المصرية: «هذه المأساة نعيشها منذ فترة طويلة، ولم تعد مقبولة عندي، ولا أرغب في تصوير عمل جديد دون اكتمال السيناريو الخاص به، فهو أمر مرهق للجميع، فأنا بوصفي ممثلة لا أعرف شيئاً عن تحولات الشخصية التي أؤديها، والمنتج لا يعرف إذا كان سيعود لبعض أماكن التصوير أم لا».

وترى نيللي أن الحل يكمن في «ألا تقبل شركات الإنتاج بدء التصوير إلا وفي حوزتها الحلقات كاملة، وذلك قبل التصوير بشهور ليكون المخرج قد عمل عليه مع المؤلف طويلاً عبر أكثر من نسخة، ويعمل عليه المنتج مبكراً؛ لأن فكرة العمل في وقت متأخر لا تكون نتيجتها جيدة».

ويبدو أن المسلسل بحلقاته القصيرة أتاح للفنانة مشاهدة أعمال زملائها التي نالت إعجابها مثلما تقول: «هذا العام لدينا أعمال مختلفة مثل (الحشاشين) كعمل كبير ومهم، و(جودر) الذي قدم تجربة مختلفة شكلاً ومضموناً لحلقات (ألف ليلة وليلة)، و(كامل العدد) الذي قدم دويتو ناجحاً بين شريف سلامة ودينا الشربيني، وهشام ماجد بعمل كوميدي رائع (أشغال شقة) مع المخرج خالد دياب، وجيل جديد في «أعلى نسبة مشاهدة» ومسلسلات جيدة مثل (لحظة غضب) و(نعمة الأفوكاتو) و(صلة رحم)».

لكن في الوقت نفسه ترصد نيللي غياب مخرجين كبار مثل كاملة أبو ذكري وتامر محسن ومحمد ياسين: «أتمنى أن يعودوا قريباً».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».