بيكي أندرسون: «الذكاء الاصطناعي» من الأدوات الأساسية في الإعلام وقد يكون تهديداً

مذيعة الـ«سي إن إن» قالت إن بعض أكبر القصص تأتي من الأشخاص العاديين... ومتابعة توتنهام ترهقها

بيكي أندرسون مذيعة ومديرة التحرير في «سي إن إن» - أبوظبي (الشرق الأوسط)
بيكي أندرسون مذيعة ومديرة التحرير في «سي إن إن» - أبوظبي (الشرق الأوسط)
TT

بيكي أندرسون: «الذكاء الاصطناعي» من الأدوات الأساسية في الإعلام وقد يكون تهديداً

بيكي أندرسون مذيعة ومديرة التحرير في «سي إن إن» - أبوظبي (الشرق الأوسط)
بيكي أندرسون مذيعة ومديرة التحرير في «سي إن إن» - أبوظبي (الشرق الأوسط)

لم تخفِ بيكي أندرسون مذيعة ومديرة التحرير في «سي إن إن» - أبوظبي قلقها من الآثار السلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، لكنها في المقابل شددت على أنه قد يكون من الأدوات الأساسية في القطاع.

أندرسون، أحد أكثر الوجوه الحاضرة في القناة الأميركية العالمية للأخبار في المنطقة، قالت لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معها: «على قطاع الإعلام اليوم التكيف مع التغييرات المتسارعة التي نشهدها كتقنيات الذكاء الاصطناعي وما إلى ذلك». وأردفت: «بالفعل، فإن غرف الأخبار تتبنى هذا النهج من خلال استخدامها أدوات التحليل الرقمي المفتوحة المصدر لتحليل الصور والبيانات. وباستخدام التقنيات الحديثة، أصبح من الممكن مثلاً التقاط صورة لعمود (التلغراف) في مكان، وبات بإمكان زملائنا تحديد موقعه بالضبط من خلال استخدام الأدوات المتاحة لدينا في غرفة الأخبار».

وأوضحت أندرسون أن لديهم موظفين متخصصين يمكنهم تحليل مقاطع الفيديو والتأكد من مصداقيتها وصحة المعلومات التي تحتويها. وتأتي أهمية هذا النوع من التحليل الرقمي من قدرته على تحليل الكم الهائل من المعلومات المتاحة والمعلومات المضللة التي تصعب معالجتها، ما يجعله إحدى الأدوات الأساسية في عالم الإعلام للتأكد من صحة المعلومات وتحليلها.

ثم تابعت قائلة: «رغم قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات وكشف المعلومات المضللة بشكل أسرع وأكثر دقة مما يمكن للإنسان القيام، هناك كثير من الآثار السلبية المحتملة من استخدامه في هذا القطاع. وبالنسبة لي، فإن التزييف العميق، واختراق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، والتلاعب بالصور من بعض أخطر التهديدات، ما لم نعالجها فنتفادى تداعياتها الخطيرة».

تجربتها العملية

بيكي أندرسون وصفت تجربتها في محطتي «بلومبرغ» و«سي إن بي سي» بـ«الرائعة»، وقالت: «لقد ساعدتني على تنمية مهاراتي وتعلم الأساسيات في المجال. ولكن عندما يتعلق الأمر بالبث التلفزيوني المباشر، فـ(سي إن إن) تمتلك سجلاً حافلاً في تغطية الأحداث الحيّة»، مشيرة إلى أن ما يثير دهشتها حتى الآن «الحجم الهائل لهذه العلامة الرائدة... والطريقة التي تتبعها في تطوير وصقل المهارات، بالإضافة إلى الخبرة الواسعة التي يتمتع بها فريقها الميداني في تغطية الأحداث». ومن ثم، أضافت: «غالباً ما نتعاون مع مهندسين ومصوّرين صحافيين من الذين طوّروا مهاراتهم في مناطق النزاع أو في بيئات قاسية أخرى، وبالتالي، فمن غير المرجح أن يتأثر هؤلاء الأشخاص المحترفون بالمشاكل الصغيرة».

واستطردت أندرسون: «تنعكس هذه الخبرة على طريقة عملنا في الاستوديو وكيفية تقديمنا للبث التلفزيوني المباشر في جميع أنحاء العالم، إذ إننا نستخدمها في الانتقال بين القصص والمواقع والمراسلين بسلاسة ودقة عالية... وأعتقد أن ثقافة ريادة الأعمال التي أسّسها تيد تيرنر في (سي إن إن) ما زالت متجذرة بقوة، وهذا يتجلى في الالتزام الدائم للمؤسسة بالعمل بحماسة لكشف القصص المهمة وسردها».

تغطياتها المثيرة

من ناحية ثانية، ذكرت مديرة تحرير «سي إن إن» في أبوظبي ومذيعتها اللامعة أنها حظيت «بفرصة تغطية كثير من الأحداث الكبيرة والقصص المهمة، بما في ذلك الأحداث المهمة التي شهدتها المنطقة، حيث استفدت كثيراً من جميع هذه التجارب». وقالت: «بالتأكيد تعلمت درساً مهماً في عالم الصحافة، وهو أن بعض أكبر القصص تأتي من الأشخاص العاديين الذين يتأثرون بما يجري حولهم في العالم... في كثير من الأحيان يمكن أن يكون الأشخاص العاديون، الأبطال الحقيقيين أثناء تغطية الأحداث». وفصّلت أندرسون: «على سبيل المثال، في حالة وقوع كارثة طبيعية، يمكن أن يكون عامل الإنقاذ المُنهَك الذي يعمل بلا كلل لكي ينقذ الأرواح هو بطل القصة الحقيقي، أو قد يكون الأب الذي يحاول العثور على ابنته وسط الدمار هو الشخص الذي يلهمنا ويترك أثراً في نفوسنا. وحقاً، يبحث المراسلون عن الأشخاص الذين يقفون وراء القصص والذين يلعبون دوراً حاسماً في تشكيل الأحداث».

وهنا، أشارت أندرسون إلى «المقاتلين في أوكرانيا يرتجلون باستخدام طائرات الدرون المسيّرة لاكتشاف الدبابات الروسية المتطورة ومهاجمتها، والزوجين المسنين اللذين يرفضان مغادرة منزلهما رغم القصف المستمر، وكذلك عامل الإغاثة الذي يعبر الحدود كل يوم في شاحنته... إن أولئك جميعاً أبطال حقيقيون، تلك القصص الصغيرة تدعم الصورة الأكبر وتعزّز فهم الأحداث والقضايا التي تهم الناس».

أداء «سي إن إن»

وحول أداء «سي إن إن» في الشرق الأوسط والخليج، قالت بيكي أندرسون: «يتضمن هذا النوع من الأسئلة كثيراً من الإجابات المحتملة، إلا أنه يمكن الكلام عن تفاعل رائع من قبل الجمهور مع منصات (سي إن إن). ويتضح هذا، خصوصاً، على منصات التواصل الاجتماعي، عبر القصص والمقابلات التي نعرضها على التلفزيون ومنصاتنا الرقمية باللغتين الإنجليزية والعربية... هذه المنصات تعد وجهات رئيسية للأخبار في المنطقة والعالم على حدٍ سواء». وأضافت: «نحن نهتم كثيراً بأخبار المنطقة، ونعتقد أننا نسرد قصصها بشكل جيد... هذا ليس مجرد كلام، بل هو واقع ملموس وحقيقي سواء كان ذلك في برنامجي، أو في برامج زملائي كريستيان أمانبور وريتشارد كويست وإيسا سواريس وجوليا شاتيرلي، التي تغطي كثيراً من الجوانب السياسية والاقتصادية، فضلاً عن الشؤون الراهنة والأحداث الحالية، والرياضة التي تلقى اهتماماً واسعاً في المنطقة».

ثم تطرقت أندرسون إلى وجود عامل مهم آخر يتجاهله البعض أحياناً، ويتمثل في «الأهمية الحيوية لوجود منظور محلي في تغطية الأحداث الجارية بمناطق مختلفة من العالم». وشرحت: «على سبيل المثال، في قصة أوكرانيا، يختلف المنظور من هذه المنطقة عن نظيره في أوروبا أو الولايات المتحدة أو آسيا أو أفريقيا. ولذا من الأهمية بمكان مراعاة وجود هذا العامل كجزء من تغطيتنا للأحداث. قد لا تكون هذه المقاييس الوحيدة المستخدمة للتقييم، إلا أنها تلعب دوراً كبيراً في فهم الأداء وتقييمه».

«كونيكت ذا وورلد»

وحول المواضيع التي يتناولها برنامج «كونيكت ذا وورلد» مع بيكي أندرسون، قالت إن «التنوع الكبير في المواضيع والقصص التي نغطيها أهم ما يميز البرنامج ويجعله ممتعاً للمشاهدين. إذ يوجد لدينا فريق كبير يعمل بجد على نجاح البرنامج، وبفضل ذلك التنوع يمكنني إجراء مقابلات مع زعماء دول في لحظة، ونجوم في عالم الرياضة في اللحظة التالية... وأستطيع التحدث مع كثيرين من رواد الأعمال والنشطاء والعلماء وصناع السينما وما إلى ذلك. ثم إن البرنامج يستغرق ساعتين، ما يمنحنا الوقت الكافي للتركيز على القصص الإخبارية العاجلة والمتغيرة، والغوص في القضايا الأكثر تعقيداً، فضلاً عن تسليط الضوء على جوانب مختلفة من القصص التي تتطلب كثيراً من الشرح والتحليل والنقاش».

بعدها طرحنا على بيكي أندرسون مجموعة من الأسئلة كالتالي:

أسئلة سريعة

* ما النجاح في حياتك المهنية؟

- «إيماني الشديد بأن النجاح مزيج من العمل الجاد والحظ، وكلما عملت بجد أكثر زادت حظوظك. آمنت بهذا الشعار لفترة طويلة، ولاحظت أن الأشخاص الناجحين الذين قابلتهم وأجريت معهم مقابلات، يعملون ويستمتعون في الوقت ذاته. الموهبة مهمة بالطبع، لكنها لا تكفي، فالتفاني في العمل الطريقة الوحيدة لتحقيق النجاح».

* ما أبرز التحديات التي واجهتك؟

- «قد يكون عملنا مرهقاً على المستوى العاطفي، إذ يمكن أن تترك بعض القصص والأحداث الصعبة أثراً عميقاً فينا. ومع أنني أعود إلى غرفتي في الفندق أو منزلي بعد انتهاء عملي، تترك معاناة الأشخاص في تلك القصص التي نغطيها أثراً في نفسي. بعد زيارتي الأخيرة إلى تركيا عقب الزلزال المدمر الذي حدث هناك، أدركت تماماً الصعوبات التي واجهها زملائي في تغطية تلك القصص الصعبة... قد يكون هذا النوع من الأحداث مرهقاً للغاية، ولكن على المرء تخفيف الضغط عن نفسه، ومهم جداً أن يحافظ على هذا التوازن بين العمل والحياة الشخصية، لصالحه ولصالح الأشخاص الذين يحبهم».

* ماذا عن أهم إنجازاتك؟

- «لقد كنت محظوظة للغاية، إذ أتيحت لي فرصة لقاء بعض شخصياتي المفضلة، كما أجريت كثيراً من المقابلات مع بعض القادة السياسيين في لحظات تاريخية وحاسمة، وشاهدت الإنسانية في أفضل حالاتها وفي أسوأ حالاتها في آن معاً، وسافرت إلى أكثر من 100 دولة ورأيت عدداً من المشاهد الأكثر استثنائية في العالم».

* هل من نصيحة تقدمينها للجيل الجديد؟

- «نعم، التفاني في العمل ورفض الاستسلام للفشل... لا تدع الفشل يثني عزيمتك، بل استخدمه فرصة للنمو والتطور. أيضاً، مهم أن تلاحق حلمك وتسعى إلى تحقيقه، ولكن عليك أن تكون مرناً وتتعلم من التحديات التي قد تواجهها... طبعاً توسيع معرفتك وتنمية مهاراتك».

* وماذا عن هواياتك؟

- «أحب السفر وأحرص على زيارة الأماكن التي تمنحني الراحة والاسترخاء... في حال أتيحت لي الفرصة، أفضل تمضية بعض الوقت على أحد الشواطئ المهجورة في المكسيك أو البرازيل والاستمتاع بالهدوء. وبجانب شغفي بالسفر، فإن الرياضة من هواياتي المفضلة، أنا أهوى لعب كرة المضرب، ثم إن استكشاف الممرات المائية المحيطة بمدينة أبوظبي من النشاطات التي أحب القيام بها للاسترخاء والابتعاد عن الضوضاء. بالإضافة إلى كل ذلك، أنا من مشجعي فريق نادي هوتسبير اللندني لكرة القدم، ولكن قد يكون مرهقاً للأعصاب مشاهدة مباريات فريقك المفضل في بعض الأحيان، لذا قررت الابتعاد عن ذلك قليلاً في الوقت الحالي».


مقالات ذات صلة

«امسك مزيّف»... استنفار مصري لمواجهة «الشائعات»

العالم العربي ندوة «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر

«امسك مزيّف»... استنفار مصري لمواجهة «الشائعات»

حالة استنفار تشهدها مصر أخيراً لمواجهة انتشار «الشائعات»، تصاعدت مع إعلان «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، الثلاثاء، عزمه إطلاق موقع «امسك مزيف».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
إعلام إدمون ساسين (إنستغرام)

استنفار الإعلام المرئي اللبناني على مدى 24 ساعة يُحدث الفرق

تلعب وسائل الإعلام المرئية المحلية دورها في تغطية الحرب الدائرة اليوم على لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق وزير الإعلام سلمان الدوسري التقى رئيسة الإدارة الوطنية للإذاعة والتلفزيون الصينية كاو شومين (واس)

شراكة إعلامية سعودية صينية تطلق برامج تنفيذية مع القطاعين العام والخاص

اختتم وزير الإعلام السعودي، اليوم، أعمال برنامج الشراكة الإعلامية السعودية الصينية، وشهدت الزيارة إبرام اتفاقيات وبرامج تنفيذية وورش عمل بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
إعلام توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين منصة سعوديبيديا وجامعة بكين للغات والثقافة (الخارجية السعودية)

مباحثات سعودية - صينية في بكين لتطوير التعاون الإعلامي

التقى سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، في بكين، اليوم الخميس، مدير مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني مو قاو يي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
إعلام ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)

فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

قد يكون من الواجب المهني الاعتراف بأن الجميع أخطأ في قراءة مجريات المعركة الانتخابية، والمؤشرات التي كانت كلها تقود إلى أن دونالد ترمب في طريقه للعودة مرة ثانية

إيلي يوسف (واشنطن)

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
TT

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)

شدد تميم فارس، رئيس «ديزني+» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن منصة «ديزني+» مهتمة بالعمل على «تقديم محتوى يلائم ويحترم ويراعي الثقافة المحلية للجمهور» في المنطقة. وأشار إلى أن «ديزني+» ماضية قدماً ليس فقط في تقديم أفلام ومسلسلات مشهورة مع ضمان ملاءمتها واحترامها للثقافة المحلية، بل إن «جميع المحتوى الموجه إلى الجمهور تجري مراجعته بدقة لتحقيق هذه الغاية».

تميم استهلّ اللقاء بقوله «أولاً وقبل كل شيء، يسعدني أننا أطلقنا منصة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذه المنطقة غنية بالثقافة والتراث والتقاليد. ولقد كان بمثابة حلم يتحقق أن نقدّم هذا المحتوى المميز إلى الجمهور المحلي العاشق للسينما والترفيه».

وتابع، من ثم، ليتطرّق إلى مواجهة بعض التحديات خلال هذه الرحلة فيقول: «ونحن بعد سنتين تقريباً على إطلاق (ديزني+)، نواصل - مثلاً - التعلّم من جمهورنا، وتنقيح محتوى المنصة؛ كي يراعي الثقافة المحلية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية. ويشمل هذا نهجنا المحلي للمحتوى، وهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا».

إطلاق «ديزني+»

تميم فارس شرح أن «ديزني+» منصة توفّر خدمة عرض المحتوى الترفيهي حول العالم، منذ إطلاقها في عام 2022 في 16 سوقاً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنها «تعرض مجموعة واسعة من أشهر القصص من إنتاج شركة (والت ديزني)، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية والأعمال الأصلية الحصرية من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) وغيرها الكثير».

ثم ذكر أن كثيرين اعتادوا مشاهدة الأفلام الكلاسيكية من «ديزني» بدءاً بـ«الأسد الملك» و«علاء الدين»، ووصولاً إلى «موانا» و«إنكانتو». بالإضافة إلى عرض هذه الأفلام العائلية المفضلة على «ديزني+»، فهي متوافرة كذلك للمشاهدة بخياري الدبلجة باللهجة المصرية أو اللغة العربية الفصحى المعاصرة.

وبعدها علّق من واقع تجربته الشخصية: «أنا مثلاً، نشأت على مشاهدة الكثير منها مدبلجاً بصوت أشهر الممثلين والممثلات مثل محمد هنيدي ومنى زكي وعبلة كامل وخالد صالح، والآن أُتيحت لي فرصة مشاهدتها مرة أخرى مع ابني زين على المنصة».

ثم لفت إلى أن «ديزني+» تقدّم محتوى جديداً باستمرار، بما في ذلك الإصدارات السينمائية الحديثة والضخمة الصيفية، وكان آخرها فيلم «قلباً وقالباً 2» من إنتاج «ديزني» و«بيكسار» على «ديزني+» في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد بأن «هذا الفيلم تصدّر قائمة أفلام الأنيميشن الأعلى تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وجارٍ الآن عرضه حصرياً على (ديزني+)... وفي الواقع، يجري عرض أعمال (ديزني) السينمائية كافّة على منصة (ديزني+) في نهاية المطاف».

تميم فارس، رئيس "ديزني+" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ديزني)

التكيّف مع المشهد التنظيمي الإقليمي

من جانب آخر، بالنسبة إلى الامتثال للقوانين المحلية للبث، أكد تميم فارس أن «فريقنا الإقليمي في (ديزني+) يقدّر الثقافة العربية تماماً، وأنا بصفتي أباً عربياً، أشارك تجربة شخصية مع ابني زين البالغ من العمر 7 سنوات؛ إذ نشاهد المحتوى معاً أو يشاهده بمفرده أحياناً. لذلك، أحرص على أن يكون ما يشاهده آمناً ومناسباً لثقافتنا العربية، ويتماشى مع قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا».

وأردف: «وكما ذكرت سابقاً... المحتوى هو الركيزة الأساسية لكل ما نقدّمه. ومنذ إطلاق المنصة، أنشأنا فريق امتثال متخصصاً على المستوى المحلي، وهو الفريق المسؤول عن مشاهدة المحتوى المعروض ومراجعته وفحصه بدقة. ولا يُجاز شيء إلا بعد تأكد هذا الفريق من أن كل كلمة تُنطق أو تُترجم أو تُدبلج تتوافق أو يتوافق مع قيمنا العربية وتقاليدنا. ولا بد أن يتوافق المحتوى الموجه إلى الجمهور الأصغر سناً مع هذه الإرشادات ليصار إلى عرضه على (ديزني+)».

وفي الاتجاه نفسه ركّز تميم على أنه «بالإضافة إلى فريقنا، ونظراً إلى أنني أب عربي لابن صغير، أدرك أن ابني يستطيع مشاهدة مسلسلاته وأفلامه المفضلة ضمن بيئة آمنة ومناسبة لكل أفراد العائلة من دون استثناء، وذلك من خلال تمكين الوالدين من ضبط إعدادات المشاهدة بسهولة مطلقة لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، بما في ذلك خيار إعداد حسابات خاصة بهم وحمايتها من خلال رمز سري».

وأضاف شارحاً: «وحقاً، نحن نولي أهمية قصوى للحفاظ على صدقنا وأصالتنا تجاه جمهورنا العربي، ونلتزم بتقديم محتوى عالي الجودة يتماشى مع قيمنا العربية الأصيلة. وبصفتي أباً، أشعر بالطمأنينة لمعرفة أن أطفالي يستمتعون بمحتوى آمن ومناسب لأعمارهم».

استراتيجيات «ديزني+» في المنطقة

وحول استراتيجيات «ديزني+» في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن المحتوى الذي تقدمه المنصة كفيلٌ بالتأكيد على مدى نجاحها، وقال: «منصة (ديزني+) تعرض ثمانية من أفضل عشرة أفلام تحقق أعلى مستوى مبيعات حول العالم التي تُعرض تقريباً معظمها بشكل حصري على (ديزني+)، ويمكن لمشاهدي المنصة مشاهدة آلاف المسلسلات والأفلام من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) والمحتوى الترفيهي للبالغين من (ستار). إننا نقدم حقاً المحتوى الذي يناسب تفضيلات الجميع من الفئات العمرية كافّة ومختلف شرائح المجتمع».

وزاد: «إننا نحرص دوماً على عرض الأعمال الجديدة على منصتنا، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن خيارات مشاهدينا المفضلة تتغيّر وتتوسع لتشمل رغبتهم في مشاهدة المحتوى العالمي أيضاً». وتابع: «لقد بادرنا مثلاً إلى تنظيم مجموعات متخصصة في الكثير من المدن السعودية، للتفاعل مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على المحتوى الذي يشاهدونه عبر المنصة. وفي الوقت نفسه، نحرص دوماً على الاستفادة من عملائنا المحليين والارتقاء بإمكاناتنا والمحتوى الذي نقدمه إليهم؛ كي ننجح في توفير خدمات تلبي احتياجات المنطقة».

المحتوى المحلي

تميم فارس قال إن «ديزني+» تتطلع لمزيد من الأعمال والإنتاجات التي تعزّز مكانتها في المنطقة، وبالتحديد على المستوى المحلي، «على سبيل المثال، أعلنا شعارنا الجديد الذي يضم للمرة الأولى على الإطلاق كلمة (ديزني) باللغة العربية. وبادرنا إلى إطلاق أول حملة إعلانية ننتجها محلياً على الإطلاق، ويشارك فيها فريق عمل سعودي بامتياز يضم أشهر صناع المحتوى المحليين، لتعزيز شعور المشاهدين على مستوى المنطقة بالشمولية والانتماء».

ثم أضاف: «وثانياً هناك المحتوى الذي تقدّمه المنصة؛ حيث نؤكد مواصلة التزامنا بتقديم محتوى جديد ومتنوع والحفاظ على مكانتنا الحالية، من خلال إضافة أعمال جديدة إلى مكتبتنا الضخمة من المحتوى الذي نعرضه للمشاهدين كل يوم... ونحرص على تقديم المحتوى الترفيهي الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتفضيلاتهم، بدءاً من الأعمال العالمية التي تحقق نجاحاً كبيراً وصولاً إلى المحتوى المحلي المدبلج باللغة العربية».

ومع تشديده على أن جميع الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تُعرض على «ديزني+» تتوافق بالكامل مع المتطلبات التنظيمية المحلية السعودية، أوضح تميم أن المنصة تسعى باستمرار إلى عقد مزيد من الشراكات مع أبرز الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وشركة اتصالات «زين» في الكويت، لتوفير مجموعة من خيارات الاشتراك، وتتطلّع إلى مواصلة عقد مزيد من الشراكات خصوصاً في السعودية في المستقبل القريب.

واختتم بتسليط الضوء على عروض الأفلام الوثائقية المرتبطة بالمنطقة، فقال: «نعرض حالياً فيلم (كنوز الجزيرة العربية المنسية) على منصة (ناشيونال جيوغرافيك)، لتمكين المشاهدين من رؤية ثقافتهم الغنية وتراثهم العريق من زاوية مختلفة، وننظر أيضاً في فرص توسيع نطاق المحتوى الذي نقدمه إلى المشاهدين، من خلال بناء شراكات واتفاقيات تعاون مع مجموعة محلية من صناع المحتوى وشركات الإنتاج».