حملة ترمب تخشى خسارة اليهود واللاتينيين في الولايات المتأرجحة

الإجهاض والعنصرية والفاشية عناوين رئيسية في حملة هاريس

أنصار نائبة الرئيس كامالا هاريس في نشاط انتخابي في ميشيغان (أ.ف.ب)
أنصار نائبة الرئيس كامالا هاريس في نشاط انتخابي في ميشيغان (أ.ف.ب)
TT

حملة ترمب تخشى خسارة اليهود واللاتينيين في الولايات المتأرجحة

أنصار نائبة الرئيس كامالا هاريس في نشاط انتخابي في ميشيغان (أ.ف.ب)
أنصار نائبة الرئيس كامالا هاريس في نشاط انتخابي في ميشيغان (أ.ف.ب)

بعد فترة من الشعور بالقلق الشديد على حملة نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، عادت الحملة وكبار الاستراتيجيين الديمقراطيين إلى الشعور بثقة معتدلة بأن حظوظها في الفوز عادت للارتفاع.

فبعدما كانت الاستطلاعات تشير إلى تراجع زخمها، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات المتأرجحة، نجح الإصرار على خطاب يحرض على «فاشية» منافسها الرئيس السابق دونالد ترمب، وعلى الحق بالإجهاض، في الأيام الأخيرة من السباق، في تغيير المعادلة. وتعزز ذلك مع ما وصف بخطاب الكراهية، أطلق خلال نشاط انتخابي لترمب يوم الأحد في نيويورك ضد البورتوريكيين، من قبل ممثل فكاهي معروف بمواقفه العنصرية ضد اللاتينيين واليهود والسود. وتعرض ترمب لنقد شديد لأنه لم يقم بإدانة أو رفض «نكات» الممثل من على منصة الاحتفال.

نائبة الرئيس كامالا هاريس ونائبها تيم والز يشاركان في حملة انتخابية (أ.ف.ب)

موجة غضب لاتينية ضد ترمب

وهو ما أدى إلى موجة غضب اجتاحت أوساط الجالية اللاتينية في ولايات عدة، وخصوصاً في الولايات المتأرجحة التي تعيش فيها أقلية منهم مؤثرة. وبرز ذلك خصوصاً في ولاية بنسلفانيا، التي يُعد الفوز فيها أساسياً، ويعيش فيها نحو نصف مليون من أصل بورتوريكي.

ويشعر العديد من الناخبين البورتوريكيين في الولاية بالغضب إزاء التعليقات العنصرية والمهينة، التي أدلى بها الممثل الفكاهي المؤيد لترمب، توني هينتشكليف ليلة الأحد، والتي أشار فيها إلى بورتوريكو باعتبارها «جزيرة عائمة من القمامة». ويقول البعض إن غضبهم يمنح هاريس فرصة جديدة لكسب الناخبين اللاتينيين في الولاية. وتواصلت ردود الفعل الداعية لمقاطعة نشاط ترمب في مدينة ألينتاون في بنسلفانيا ذات الأغلبية اللاتينية، وتضم واحداً من أكبر التجمعات السكانية البورتوريكية في الولاية.

ومع كون السباق متقارباً بشكل أساسي، فإن كل صوت مهم، وخاصة في بنسلفانيا. وحاولت حملة ترمب أن تنأى بنفسها عن تعليقات الكوميدي. وقالت دانييل ألفاريز، المستشارة البارزة لحملة ترمب، إن «النكتة لا تعكس آراء الرئيس ترمب أو الحملة». كما سارع المشرعون الجمهوريون الرئيسيون في ولايات فلوريدا ونيويورك وولايات أخرى ذات تعداد سكاني كبير من البورتوريكيين، إلى إدانة التعليقات، قائلين إنها لا تعكس قيم الحزب الجمهوري.

ورغم ذلك، قالت كارولين ليفات، المتحدثة باسم حملة ترمب، في بيان، رداً على أسئلة حول تلك التعليقات، وما إذا كان ترمب يخطط للتنديد بها علناً: «بسبب خطط الرئيس ترمب لخفض الضرائب، وإنهاء التضخم، ووقف موجة المهاجرين غير الشرعيين على الحدود الجنوبية، فإنه يحظى بدعم أكبر من المجتمع الأميركي من أصل لاتيني أكثر من أي جمهوري في التاريخ الحديث».

الرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث إلى أنصاره في أحد المهرجانات الانتخابية (أ.ف.ب)

حظوظ هاريس ترتفع

ويرى الديمقراطيون أن خطابات ترمب وتعليقاته التي تخلط بين التصريحات العنصرية والمعادية للنساء والإهانات المبتذلة والتعليقات المليئة بالشتائم لجذب أشد أنصاره، تقدم فرصة لهم لاستغلالها في حملة هاريس. ويزعم الديمقراطيون أيضا أن تعليقات الممثل الفكاهي عن بورتوريكو تذكر على الأقل بتعليقات ترمب السابقة عن الجزيرة، حين وصفها بأنها «قذرة»، وألقى المحارم الورقية على الناجين خلال زيارة له عام 2017 بعد أن دمر إعصاراً الجزيرة وقتل أكثر من ألفي شخص.

ويعتقد المسؤولون في حملة هاريس أنها عادت لتكون في وضع قوي في ولايات «الجدار الأزرق» الشمالية ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. وقال هؤلاء إن استطلاعات الرأي الداخلية تظهر أنها متقدمة قليلاً في جميع الولايات الثلاث، ولو كان بنسبة نصف نقطة مئوية فقط. ونقلت مجلة «بوليتيكو» عنهم اعتقادهم بأن هاريس لا تزال قادرة على المنافسة في جميع الولايات الأربع المتأرجحة في «حزام الشمس»، وتحسن حظوظها في جورجيا ونيفادا. في حين أن ولايتي أريزونا ونورث كارولاينا، هما الأصعب بين الولايات المتأرجحة.

وقالت هاريس في تجمع حاشد، الأحد، في فيلادلفيا: «لا تخطئ: سنفوز. سنفوز لأنك إذا كنت تعرف ما تدافع عنه، فأنت تعرف ما يجب أن تقاتل من أجله».

من جانبهم، يعتقد مساعدو ترمب أنه قادر على الفوز بواحدة على الأقل من ولايات «الجدار الأزرق»، وأنه يظل قادراً على المنافسة في جميع الولايات الثلاث. وهم متفائلون بشكل خاص بشأن ولاية بنسلفانيا، حيث يقول أعضاء فريقه إن البيانات الداخلية تظهر أنه متقدم، وإن كان ضمن هامش الخطأ. كما أن بعض مستشاريه أكثر تفاؤلاً ويعتقدون أنه قد يكتسح الولايات السبع المتأرجحة.

حملة ترمب قلقة

ومع تشديد ترمب في نهاية كل خطاباته بالحديث عن طوفان المهاجرين غير الشرعيين الذين يأخذون الوظائف الأميركية، ويرفعون أسعار المساكن ويتسببون في موجة من الجريمة، يرى الديمقراطيون أنها تخدم أجندتهم في وصفهم له بالفاشي. وبدلاً من أن يخفف من تهديداته، فقد صعد ترمب منها وهدد بمقاضاة وسجن خصومه السياسيين، الذين يسميهم «العدو الداخلي». ويعتقد مساعدو هاريس أن الحجة التي تربط ترمب بالفاشية تساعدها في التأثير على الجمهوريين المعتدلين، على الرغم من تشكيك البعض بصحة هذا الرهان.

وتشعر حملة ترمب بالقلق من أن التحذيرات التي أطلقها جون كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق، عن إعجاب ترمب بهتلر، قد تلقى صدى كبيراً لدى الناخبين اليهود غير الحاسمين، مما قد يضر به في بنسلفانيا وميشيغان.

الرئيس السابق دونالد ترمب في مهرجان انتخابي في ولاية جورجيا (إ.ب.أ)

هل تكفي أصوات النساء؟

كما ترى كلتا الحملتين أسباباً للخوف في ظل الفجوة الكبيرة بين الجنسين في الانتخابات. وفي حين تتصدر هاريس الناخبين من الإناث، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى دفاعها عن حق الإجهاض، يخشى بعض الديمقراطيين من أنها قد لا تفوز بعدد كافٍ من النساء للتعويض عن العجز المتوقع مع الرجال. ويخشى بعض مستشاري ترمب أن تظل حقوق الإجهاض قوة تعبئة للديمقراطيين حتى بعد عامين من إلغاء المحكمة العليا لهذا الحق.

ويرى الديمقراطيون أن رهانهم على التحريض ضد شعار ترمب «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماغا) الذي نجح في انتخابات مجلس النواب عامي 2018 و2022، قد ينجح مرة أخرى. لا بل يعتقدون أن نتائج التصويت ستظهر خطأ استطلاعات الرأي التي تعطي الرئيس السابق تقدماً. وينبع بعض تأكيداتهم من الميزة المالية الكبيرة لحملتهم وما يعتقدون أنه عملهم الميداني المتفوق. وفي الأسابيع الأخيرة، أرسلت حملة هاريس جيشاً من 2500 عضو من الموظفين عبر الولايات المتأرجحة، في حين أن حملة ترمب لديها استراتيجية غير مجربة تعتمد بشكل كبير على لجان العمل السياسي عديمة الخبرة والمجموعات الخارجية.


مقالات ذات صلة

ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة

الولايات المتحدة​ د. جانيت نشيوات (أ.ف.ب)

ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الطبيبة الأردنية، جانيت نشيوات، جراحاً عاماً للولايات المتحدة، بحسب قناة «فوكس نيوز» السادسة عشرة الإخبارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الإسرائيلي لويد أوستن (إ.ب.أ)

أوستن يؤكد لكاتس أهمية ضمان أمن الجيش اللبناني والـ«يونيفيل»

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، فيما يدرس تعيين مبعوث خاص لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
TT

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)
ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)

لا تزال الاتهامات تلاحق الفريق الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لتشكيل إدارته المقبلة، فبعدما أعلن مرشّح ترمب لتولي وزارة العدل مات غيتز (الخميس) سحب ترشّحه، بعدما واجهت تسميته معارضة واسعة حتى داخل حزبه الجمهوري على خلفية اتّهامه بدفع مبلغ مالي لفتاة قاصر كان عمرها 17 عاماً لممارسة الجنس معه، زعمت دعوى قضائية أن ليندا مكماهون التي اختارها ترمب لقيادة وزارة التعليم، سمحت «عن علم» بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتزعم الدعوى القضائية الحديثة أن مكماهون «مكّنت عن عمد من الاستغلال الجنسي للأطفال» من قِبل موظف في منظمة المصارعة العالمية «وورلد ريسلينغ إنترتينمنت» أو «WWE» في وقت مبكر من ثمانينات القرن العشرين، وهي ادعاءات تنفيها مكماهون.

ومكماهون هي الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة «WWE» التي أسستها مع زوجها فينس. وقد تنحت عن منصبها في عام 2009 للترشح لعضوية مجلس الشيوخ، لكنها خسرت في ولاية كونيتيكت في عامي 2010 و2012.

وتزعم الدعوى أن مكماهون وفينس قد مكّنا عن علم الاستغلال الجنسي للأطفال، وأن مكماهون كانت «الرائدة في محاولة إخفاء ثقافة الاعتداء الجنسي في (WWE)». وتزعم الدعوى أيضاً أن مكماهون وفينس سمحا عمداً للموظف «ملفين فيليبس جونيور» باستخدام منصبه بصفته مذيعاً في الصف الأول في الحلبة لاستغلال الأطفال جنسياً، وأن فيليبس كان يقوم بذلك أمام المصارعين والمديرين التنفيذيين في منطقة خلع الملابس، كما أنه كان يصوّر في كثير من الأحيان عملية الاعتداء الجنسي، وفقاً للدعوى القضائية.

وتم رفع الدعوى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مقاطعة بالتيمور بولاية ميريلاند، نيابة عن خمسة من أفراد عائلة جون دوس الذين يقولون إن أعمارهم كانت تتراوح بين 13 و15 عاماً عندما التقى معهم فيليبس الذي تُوفي عام 2012. ويقول كل منهم إنهم عانوا من أضرار عقلية وعاطفية نتيجة للإساءة الجنسية المزعومة.

وتزعم الدعوى القضائية أن عائلة مكماهون كانت «مهملة في دورها كأرباب عمل وفشلت في حماية المدعين»، الذين يطالبون بتعويضات تزيد على 30 ألف دولار.

وحسب الدعوى، فقد كان كل من مكماهون وفينس على علم بسلوك فيليبس. واعترف فينس أنه وليندا كانا على علم منذ أوائل ومنتصف الثمانينات من القرن الماضي بأن فيليبس كان لديه «اهتمام غريب وغير طبيعي» بالأولاد الصغار.

ووصفت لورا بريفيتي، محامية مكماهون، هذه المزاعم بأنها كاذبة. كما لم تستجب «WWE» إلى طلب من شبكة «سي إن إن» للتعليق.

وانسحب مرشّح ترمب لتولي وزارة العدل مات غيتز (الخميس)، وهو متّهم بأنه دفع قبل سنوات مبلغاً لفتاة قاصر كان عمرها 17 عاماً لممارسة الجنس معه، وهو أمر ينفيه بشدّة.

وفُتح تحقيق بشأنه بتهمة تعاطي مخدرات وتحويل أموال خاصة بالحملة الانتخابية لاستخدام شخصي ومشاركة صور وفيديوهات غير لائقة في مجلس النواب، وغير ذلك من التهم.