ترمب يرفع حدة خطابه ضد المهاجرين ويصف هاريس بـ«مختلة عقلياً»

انتقد «فوكس نيوز» لبثّها خطاب منافِسته الديمقراطية من الحدود

المرشّح الجمهوري دونالد ترمب لدى وصوله إلى موقع تجمّع انتخابي في تاسكالوسا بألاباما 28 سبتمبر (أ.ف.ب)
المرشّح الجمهوري دونالد ترمب لدى وصوله إلى موقع تجمّع انتخابي في تاسكالوسا بألاباما 28 سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

ترمب يرفع حدة خطابه ضد المهاجرين ويصف هاريس بـ«مختلة عقلياً»

المرشّح الجمهوري دونالد ترمب لدى وصوله إلى موقع تجمّع انتخابي في تاسكالوسا بألاباما 28 سبتمبر (أ.ف.ب)
المرشّح الجمهوري دونالد ترمب لدى وصوله إلى موقع تجمّع انتخابي في تاسكالوسا بألاباما 28 سبتمبر (أ.ف.ب)

وصف دونالد ترمب، السبت، منافِسته الديمقراطية كامالا هاريس، بأنها «مختلة عقلياً»، مُحذّراً من أن المهاجرين غير الشرعيين يعتزمون مهاجمة الأميركيين في منازلهم، في تصعيد جديد لحِدة خطابه الانتخابي.

وكان ترمب يسعى للرد على هاريس بعد زيارتها الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، الجمعة، وتعهدها ببذل مزيد من الجهود للسيطرة على طلبات اللجوء وعبور المهاجرين، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

هجوم شرس

وتُعدّ قضية الهجرة من أبرز نقاط الضعف لدى هاريس، في استطلاعات الرأي، حيث المنافسة متقاربة مع ترمب، في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وندّد ترمب بخطاب هاريس عند الحدود، عادّاً، أمام أنصاره في ولاية ويسكونسن المتأرجحة، أن الرئيس جو بايدن، ونائبته هاريس، يتحملان مسؤولية «غزو» هؤلاء «المجرمين» للبلاد.

جانب من زيارة هاريس إلى الحدود مع المكسيك 27 سبتمبر (رويترز)

ومنذ عام 2016، يرتكز خطاب ترمب، في المناطق التي تسكنها غالبية بيضاء وتعاني كساداً اقتصادياً، على معاداة المهاجرين، لكن هذا الخطاب أصبح أكثر تشدّداً مع اقتراب الانتخابات. وقال الرئيس السابق، البالغ 78 عاماً، وأول مرشح رئاسي مُدان بجريمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة، إن منافِسته هاريس «غبية». وأضاف: «جو بايدن أصبح متخلفاً عقلياً؛ لكن كامالا وُلدت هكذا (...)، وإذا فكرتم في الأمر، فقط شخص متخلف عقلياً يسمح بحدوث هذا لبلدنا».

من جانبها، أمضت هاريس، السبت، في جمع التبرعات لحملتها في سان فرنسيسكو، واتهمت ترمب بتكرار خطابه، الذي «نسمعه منذ سنوات». وأضافت: «هذه الانتخابات تدور حول رؤيتين مختلفتين إلى حدّ كبير لأمتنا، ونحن نرى هذا التباين في مسار الحملتين».

«نهب» و«قتل» و«اغتصاب»

وتحدّث ترمب في ويسكونسن على منبر تحيط به صور جنائية كبيرة لمهاجرين متهمين بارتكاب جرائم، راسماً صورة قاتمة لأميركا التي تتعرض لهجوم عنيف من قِبل المهاجرين، على الرغم من انخفاض أعداد العابرين بشكل غير قانوني، هذا العام، وكذلك معدل الجرائم، وفق مكتب التحقيقات الفيدرالي.

صعّد ترمب لهجته ضد المهاجرين في خطاب ألقاه بويسكونسن 28 سبتمبر (أ.ب)

وحذّر ترمب أنصاره من المهاجرين غير الشرعيين الذين «سيدخلون مطابخكم، ويجزّون رقابكم». وقال إن «المدن الصغيرة في أميركا تشعر بالرعب من المهاجرين الوافدين»، مضيفاً أنهم «سيغتصبون وينهبون ويسرقون ويسلبون ويقتلون شعب الولايات المتحدة الأميركية». وتابع أن المهاجرين غير الشرعيين، الذين وصفهم بـ«الحيوانات»، سيستولون على وظائف الأقليات والعمال النقابيين.

وبدا واضحاً أن ترمب منزعج من محاولة هاريس، الجمعة، تقديم رسالة صارمة بشأن الحدود مع المكسيك، حيث وصفها بأنها «كاذبة». واشتكى ترمب من تغطية قناة «فوكس نيوز» المحافِظة خطاب هاريس، قائلاً: «ينبغي لهم عدم السماح ببثّه».

وكان ترمب مُدركاً أن خطابه لا يشبه ما اعتاد الأميركيون سماعه، خلال الحملات الرئاسية على مرّ السنين. وتوقف ليقول: «أليس هذا خطاباً رائعاً وملهماً؟ لديّ أشخاص يجلسون في الصف الأمامي (...) وهم يقولون: يا إلهي»؛ في إشارة إلى اندهاشهم. وأضاف: «هذا خطاب قاتم، خطاب قاتم».

تقدم طفيف

ومع اقتراب موعد الاقتراع الرئاسي، أظهر استطلاع للرأي، أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» و«سيينا كوليدج»، تقدم المرشحة الديمقراطية بفارق ضئيل على منافسها الجمهوري في ولايتي ميشيغان وويسكونسن.

جانب من فعالية انتخابية نظّمتها حملة ترمب الجمهورية في وارن بميشيغان 27 سبتمبر (أ.ف.ب)

وأظهر الاستطلاع، الذي نُشر السبت، حصول هاريس على 48 في المائة من أصوات الناخبين المحتملين في ميشيغان، مقابل 47 في المائة لترمب، بينما حصلت على 49 في المائة في ويسكونسن، مقابل 47 في المائة للرئيس السابق.

وشمل الاستطلاع، الذي أُجري عبر الهاتف، خلال الفترة من 21 إلى 26 سبتمبر (أيلول) الحالي، 688 ناخباً محتملاً في ميشيغان، و680 في ويسكونسن. ويقع هامش الخطأ في عينة الناخبين المحتملين، في حدود أربع نقاط مئوية تقريباً.

كما خلص الاستطلاع إلى تقدّم هاريس بتسع نقاط مئوية على ترمب في منطقة الكونغرس الثانية في نبراسكا، التي يمكن أن يصبح صوت واحد فيها حاسماً في المجمع الانتخابي.


مقالات ذات صلة

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وحفيده بو بايدن خلال مغادرة البيت الأبيض والتوجه للمروحية الرئاسية (إ.ب.أ)

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

أمام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، قائمة طويلة من التحركات على الجبهتين الخارجية والداخلية، مع تبقي شهر واحد فقط قبل تركه رئاسة الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

منع المدعية ويليس من مقاضاة ترمب في قضية التدخل بنتائج الانتخابات في جورجيا

قضت محكمة استئناف في جورجيا، الخميس، بمنع المدعية العامة لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، من مقاضاة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والعديد من حلفائه.

«الشرق الأوسط» (أتلانتا)
المشرق العربي تصاعد الدخان عقب انفجار في قطاع غزة كما شوهد من جنوب إسرائيل (أ.ب)

بلينكن «متفائل» بإمكان التوصل لهدنة في غزة قبل انتهاء ولاية بايدن

أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّه ما زال «متفائلًا» بإمكان التوصّل خلال ولاية الرئيس جو بايدن إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و«حماس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤيدون للرئيس المنتخب دونالد ترمب خلال الانتخابات الأخيرة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ترمب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي توقعتا فوز هاريس في الانتخابات

رفع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب دعوى قضائية ضد صحيفة في ولاية أيوا وشركة استطلاعات رأي كانت وراء نشر توقع غير صحيح بفوز منافسته الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

جديد قضية شراء الصمت... محامو ترمب يتهمون أعضاء هيئة المحلفين بسوء السلوك

قال محامو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إن إدانته بدفع رشوة لشراء الصمت تخللها سوء سلوك أعضاء هيئة المحلفين، مما يفتح جبهة جديدة في معركتهم لإلغاء الحكم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الكونغرس الأميركي» يقرّ مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي

قبة مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ف.ب)
قبة مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ف.ب)
TT

«الكونغرس الأميركي» يقرّ مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي

قبة مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ف.ب)
قبة مبنى الكونغرس الأميركي (أ.ف.ب)

تجنّبت الولايات المتحدة الإغلاق الحكومي، وذلك بمصادقة مجلس الشيوخ في وقت مبكر اليوم (السبت) على مشروع قانون بهذا الشأن، بعد ساعات من إقراره في مجلس النواب.

وأتاح تصويت مجلس الشيوخ بعد نحو نصف ساعة من حلول الموعد النهائي في منتصف ليل الجمعة السبت (05.00 بتوقيت غرينتش)، تعليق إجراءات الإغلاق الحكومي الذي كان سيحيل مئات من موظفي القطاع العام على البطالة الفنية، ويؤدي إلى تجميد الكثير من المساعدات الاجتماعية وإغلاق بعض دور الحضانة، قبيل عيد الميلاد، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ووافق مجلس النواب الأميركي على خطة جديدة من رئيس المجلس مايك جونسون، في وقت متأخر من مساء الجمعة، لتوفير تمويل مؤقت للعمليات الاتحادية والمساعدات في حالات الكوارث، لكنه أسقط مطالب الرئيس المنتخب دونالد ترمب بزيادة حد الدين في العام الجديد.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يتحدث إلى الصحافيين بعد إقرار مشروع قانون التمويل الحكومي (أ.ب)

وأكد جونسون أن الكونغرس «سيفي بالتزاماتنا» ولن يسمح بإغلاق العمليات الاتحادية قبل موسم عطلة عيد الميلاد. لكن نتيجة اليوم كانت غير مؤكدة بعدما أكد ترمب إصراره على تضمين زيادة سقف الدين في أي اتفاق، وإذا لم يحدث ذلك، كما قال في منشور صباح اليوم، فليبدأ الإغلاق الحكومي «الآن».

وتمت الموافقة على مشروع القانون بأغلبية 366 صوتاً مقابل 34 صوتاً، وتمت إحالته إلى مجلس الشيوخ، من أجل تمريره بسرعة وهو أمر متوقع.

وقال جونسون قبل التصويت: «لن يكون لدينا إغلاق حكومي».

وكان جونسون أصر على أن الكونغرس «سيفي بالتزاماتنا»، ولن يسمح بإغلاق العمليات الفيدرالية قبل موسم عطلة عيد الميلاد. وقال جونسون بعد تصويت مجلس النواب: «هذه نتيجة جيدة للبلاد»، مضيفاً أنه تحدث مع ترمب وأنه «كان سعيداً بالتأكيد بهذه النتيجة أيضاً».

ومن المتوقع أن يوقع الرئيس جو بايدن على الإجراء ليصبح قانوناً يوم السبت، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».