أوقف رجلٌ يشتبه في أنه هاجم بسكين عدّة أشخاص، صباح السبت، في محطةٍ للقطارات بباريس ووضع في السجن على ذمّة التحقيق، وفق ما أفادت الشرطة الفرنسية. ولا تزال دوافع المهاجم غامضة، مع استبعاد فرضية العمل الإرهابي، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقد وقع هذا الهجوم، الذي استبعد مدير شرطة باريس أن يكون طابعه إرهابياً، قبل أقلّ من ستة أشهر من دورة الألعاب الأولمبية في باريس، حيث ينتظر توافد 15 مليون زائر وسط أجواء أمنية مشددة.
وأسفر الهجوم الذي نفّذ في إحدى الردهات الأرضية لمحطة ليون، الواقعة في جنوب شرق العاصمة الفرنسية صباح السبت، عن إصابة شخص بجروح خطرة في بطنه تُعرّض حياته للخطر، حسب مدير شرطة باريس، فضلاً عن شخصين آخرين إصابتاهما طفيفتان. ويعاني شخص رابع من حالة صدمة.
Ce matin à la Gare de Lyon, un individu a blessé 3 personnes à l’arme blanche avant d’être interpellé. Une personne est blessée gravement. Deux autres le sont plus légèrement. Elles ont été prises en charge par les services de secours. Merci à ceux qui ont maîtrisé l’auteur de...
— Gérald DARMANIN (@GDarmanin) February 3, 2024
وهذه الحصيلة غير مرشحة للارتفاع، حسب ما أكد مصدران لوكالة الصحافة الفرنسية؛ واحد مطلع على الملفّ وآخر في الشرطة. وتولّت خدمات الإسعاف رعاية الجرحى، حسب ما ذكر وزير الداخلية جيرالد دارمانان على منصة «إكس»، موجّهاً «الشكر لكلّ من سيطروا على منفّذ هذا العمل البغيض».
البحث عن الدوافع
وأعلنت النيابة العامة في باريس أنها أحيطت علماً بالتطوّرات. وفُتح تحقيق على خلفية محاولة اغتيال في هذا الخصوص عهد به إلى الشرطة القضائية. وأفادت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب، من جهتها، بأنها تواكب التطوّرات من كثب. وكشفت النيابة العامة أن «الضربات وجّهت بمطرقة وسكين هما قيد التحليل»، مشيرة إلى أن المشتبه به وضع في السجن على ذمّة التحقيق.
واستطلعت وكالة الصحافة الفرنسية عدّة جهات توافقت على أن الرجل كانت «له صفات المشرّدين»، من دون «أي مؤشّر إلى التديّن». وفي بادئ الأمر، «قام مارة بالسيطرة على» الرجل مالي الجنسية قبل تدخّل شرطة السكك الحديد التي سلّمته للشرطة المركزية، وفق ما أفاد مصدرٌ في الشرطة. وأفاد المصدر عينه بأن «المشتبه به لم يطلق أيّ هتاف خلال قيامه بفعلته»، مشيراً إلى «أنه قدّم للشرطيين رخصة قيادة إيطالية». وكشف مصدر مطلع على الملفّ أنه من مواليد الأوّل من يناير (كانون الثاني) 1992 حسب أوراقه الثبوتية. وخلص فحص طبي أوّل إلى أن حالته الصحية تتيح وضعه في الحبس الاحتياطي، وفق مصدر مطلع أعلن أنه سيخضع لفحص نفسي لاحقاً.
اضطرابات نفسية
أقيم حاجز أمني حول موقع الهجوم في المحطة، حيث انتشر نحو عشرة عناصر من قوى الأمن بالزيّ الرسمي وآخرون بزيّ مدني مع شارات برتقالية ملفوفة حول الذراع.
وتوجّه مدير شرطة باريس، لوران نونيز، إلى المكان، حيث عقد مؤتمراً صحافياً أكّد خلاله أن منفّذ الهجوم «هو في وضع قانوني في إيطاليا منذ عام 2016، وفي حوزته رخصة صالحة صادرة في 2019». وكشف «تلقائياً» للشرطة أنه يعاني من «اضطرابات نفسية»، وعُثر على «أدوية» في حوزته. وصرّح مدير شرطة باريس بأن عناصر التحقيق الأولى «لا تدفع إلى الظنّ بأنه عمل إرهابي». لكنه أوضح أن «التحقيقات في اتصالاته الهاتفية ومساره في إيطاليا وتصريحاته خلال الجلسات» ستتيح البتّ في إمكان «استبعاد الفرضية الإرهابية»، داعياً إلى التروّي فيما يخصّ دوافع العملية.
https://t.co/hFqyxwU2iY#InfoTrafic #LigneRLe trafic est ralenti entre Paris Gare de Lyon et Montargis et entre Paris Gare de Lyon et Montereau.Prévoir des allongements de parcours de 10 à 20 minutes.Un acte de malveillance a eu lieu à Paris Gare de Lyon.
— Ligne R (@LIGNER_SNCF) February 3, 2024
وجاء في تغريدة على شبكة «إكس» للشركة الوطنية للسكك الحديد في فرنسا «إس إن سي إف» أن «عناصر الأمن والإسعاف موجودون حالياً في الردهة 1 و3، ما يحول دون إمكان النفاذ إليهما راهناً». وكشفت الشركة أن «الحركة تباطأت بين محطة ليون في باريس ومونتارجي، وبين محطة ليون في باريس ومونترو»، مشيرة إلى «فعل كيدي».
وتعدّ محطة ليون أكبر محطة قطارات في فرنسا من حيث حركة الخطوط الكبيرة، ومنها تنطلق كلّ القطارات السريعة المتجّهة إلى منتجعات التزلّج خلال عطلة الشتاء. ويعبر من هذه المحطة أكثر من 100 مليون مسافر كلّ سنة، وتتوجّه القطارات التي تعبرها أيضاً إلى سويسرا وإيطاليا.