جزر الكناري تواجه سيلا غير مسبوق من المهاجرين... ومدريد تعزّز إمكاناتها

مهاجرون يتم نقلهم إلى ميناء ناوس في أريسيفي بجزر الكناري في إسبانيا بعد إنقاذهم من المياه قبالة الجزيرة في 15 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
مهاجرون يتم نقلهم إلى ميناء ناوس في أريسيفي بجزر الكناري في إسبانيا بعد إنقاذهم من المياه قبالة الجزيرة في 15 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
TT

جزر الكناري تواجه سيلا غير مسبوق من المهاجرين... ومدريد تعزّز إمكاناتها

مهاجرون يتم نقلهم إلى ميناء ناوس في أريسيفي بجزر الكناري في إسبانيا بعد إنقاذهم من المياه قبالة الجزيرة في 15 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)
مهاجرون يتم نقلهم إلى ميناء ناوس في أريسيفي بجزر الكناري في إسبانيا بعد إنقاذهم من المياه قبالة الجزيرة في 15 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة الإسبانية، الاثنين، تعزيز الإمكانات الهادفة إلى الحد من الهجرة غير الشرعية إلى جزر الكناري الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا، التي تواجه حالياً عدداً غير مسبوق من الوافدين.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا أثناء زيارة إلى الأرخبيل، إرسال طائرة، الثلاثاء، إلى السنغال لمدة «شهر ونصف شهر» ستتعاون «مع السلطات السنغالية والموريتانية» لمنع مغادرة المهاجرين غير الشرعيين من سواحلهما.

وأضاف أن طائرة أخرى ستُنشر في جزر الكناري لتعزيز إمكانات المراقبة الموجودة أصلاً. وشدّد الوزير على أنّ «هناك ازدياداً» في عدد المهاجرين الوافدين، «نتيجة لزعزعة الاستقرار في منطقة الساحل». وقال: «ضغط الهجرة أمر معقد جداً. يجب أن نواجهه بوسائل واضحة، وبشكل أكبر في البلدان الأصلية» للمهاجرين.

وقال الوزير الذي زار موريتانيا، الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن يتوجه إلى السنغال قريباً، إنه تم تجنّب وصول «أكثر من 12 ألف مهاجر» إلى جزر الكناري منذ بداية العام.

وسجل طريق الهجرة إلى جزر الكناري، الذي استُخدم بكثافة في السنوات الأخيرة بسبب تشديد الرقابة في البحر المتوسط، قفزة في عدد الوافدين في الأسابيع الأخيرة، وهو طريق خطير ومميت في كثير من الأحيان.

وشهد الأرخبيل وصول 23537 مهاجراً بين 1 يناير (كانون الثاني) و15 أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب أحدث أرقام صادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، ما يشكّل زيادة بنحو 80 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

وخلال الأيام الـ15 الأولى من أكتوبر وحده، وصل 8561 مهاجراً إلى الأرخبيل، وهو رقم قياسي منذ أزمة الهجرة السابقة في عام 2006، وفقاً لوسائل إعلام إسبانية. ويضع الوضع سلطات جزر الكناري في مواجهة صعوبات كبيرة، إذ لا تملك القدرة اللوجستية على استيعاب هذا العدد من الأشخاص، خصوصاً القاصرين.

وقال الرئيس الإقليمي لجزر الكناري فرناندو كلافيجو إنه «أمر محزن لكننا حطمنا كل الأرقام القياسية» مع وصول «نحو 100 قاصر غير مصحوبين بذويهم يومياً» ووجود ما مجموعه 3800 قاصر في الأرخبيل. وأضاف: «هذا أمر يفوق قدراتنا جميعاً»، مطالباً بتضامن المناطق الإسبانية الأخرى التي تتمتع بصلاحيات واسعة، خصوصاً في مسائل حماية الأطفال.


مقالات ذات صلة

تراجع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لأقل من 3 ملايين

شؤون إقليمية أحد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا (إعلام تركي)

تراجع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لأقل من 3 ملايين

تراجعت أعداد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة في تركيا إلى أقل من 3 ملايين لاجئ.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي رجل يحمل كلبه بينما يهرب الناس على الدراجات النارية بجوار المباني المتضررة في أعقاب غارة إسرائيلية على منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

مفوضية اللاجئين في لبنان: الأسابيع الماضية الأكثر دموية وفداحة منذ عقود

حذّر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين في لبنان إيفو فرايسن، اليوم (الجمعة)، من أن الأسابيع الماضية هي «الأكثر دموية وفداحة منذ عقود» على لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

خاص كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا طالبة لجوء سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)

البرلمان المصري يقرُّ قانون اللاجئين

أقر مجلس النواب المصري (البرلمان)، الثلاثاء، وبشكل نهائي، مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن «لجوء الأجانب»، الذي يتضمن 39 مادة «تنظم أوضاع اللاجئين وحقوقهم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء عبورهم إلى سوريا سيراً على الأقدام عبر حفرة ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية تهدف إلى قطع الطريق السريع بين بيروت ودمشق عند معبر المصنع في شرق البقاع بلبنان في 5 أكتوبر 2024 (أ.ب)

عبور 385 ألف سوري و225 ألف لبناني من لبنان إلى سوريا منذ 23 سبتمبر

أظهر تقرير للحكومة اللبنانية تسجيل عبور أكثر من 385 ألف سوري و225 ألف لبناني إلى الأراضي السورية منذ 23 سبتمبر (أيلول) وحتى الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

خطة هولندية لمكافحة «معاداة السامية»

اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
TT

خطة هولندية لمكافحة «معاداة السامية»

اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)

أعلنت الحكومة الهولندية، اليوم الجمعة، إطلاق خطة جديدة لمكافحة «معاداة السامية»، بعد أسبوعين من صدامات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشبان، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخصص مجلس الوزراء مبلغاً إضافياً قدره 4.5 مليون يورو سنوياً لهذه الخطة، سيجري استخدام جزء منه لتعزيز أمن المؤسسات اليهودية والكنس.

وقال وزير العدل ديفيد فان ويل: «للأسف، ازدادت معاداة السامية في هولندا، خلال العام الماضي، كما أظهرت الأحداث التي وقعت في أمستردام قبل أسبوعين».

بعد مباراة في الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بين أياكس أمستردام وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تعرّض مشجعون للأخير إلى الملاحقة والضرب في شوارع العاصمة الهولندية، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح، وإثارة سخط في كثير من العواصم الغربية.

واندلعت حوادث متفرقة قبل المباراة، شملت هتافات معادية للعرب رددها مشجعو مكابي وحرق علم فلسطيني في ساحة دام المركزية، قبل أن يتعرض أنصار الفريق الإسرائيلي لأعمال عنف.

وعَدَّت إسرائيل والسلطات الهولندية أن هذه الأحداث «معادية للسامية».

ونُقل خمسة من مشجعي مكابي إلى المستشفى لفترة وجيزة؛ لتلقي العلاج بعد إصابتهم في أعمال العنف التي أثارت غضب قادة غربيين.

وتشمل استراتيجية الحكومة أيضاً تشكيل فريق عمل معنيّ بمعاداة السامية، وإصدار قوانين أكثر صرامة بشأن «تمجيد الإرهاب» والتحقيق في أعمال العنف المرتكبة خلال الاحتجاجات.

كما سيجري استهداف مشجعي كرة القدم من أجل القضاء على الهتافات المعادية للسامية في الملاعب.

وقال رئيس الوزراء ديك شوف، للصحافيين: «إنه مزيج من القمع والوقاية».