أربيل: استمرار مهاجمة قوات التحالف الدولي يقوّض جهود محاربة «داعش» في العراق

إثر مهاجمة مُسيّرتين القاعدة العسكرية للتحالف في مطار «حرير»

جندي أميركي يجري في قاعدة أمامية لقوات التحالف بالقرب من غرب الموصل بالعراق (أرشيفية - رويترز)
جندي أميركي يجري في قاعدة أمامية لقوات التحالف بالقرب من غرب الموصل بالعراق (أرشيفية - رويترز)
TT

أربيل: استمرار مهاجمة قوات التحالف الدولي يقوّض جهود محاربة «داعش» في العراق

جندي أميركي يجري في قاعدة أمامية لقوات التحالف بالقرب من غرب الموصل بالعراق (أرشيفية - رويترز)
جندي أميركي يجري في قاعدة أمامية لقوات التحالف بالقرب من غرب الموصل بالعراق (أرشيفية - رويترز)

في الوقت الذي حذّر وزير داخلية إقليم كردستان، ريبر أحمد، الأربعاء، من أن استمرار قصف مواقع التحالف الدولي المناهض لـ«داعش» سوف يقوّض جهوده في محاربتها، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، يوم الخميس، تعرض قاعدة عسكرية للتحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» بمطار «حرير» في محافظة أربيل لهجوم عبر طائرتين مُسيّرتين مفخختين في توقيتين منفصلين.

ووفقاً للمعلومات التي نشرها الجهاز في بيان له فإنه «في الساعة 23:30 من الليلة الماضية، وفي الساعة 00:40 من صباح اليوم (الخميس)، وعبر طائرتين مُسيّرتين مفخختين جرت مهاجمة القاعدة العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) بمطار (حرير) في محافظة أربيل».

ومع أن البيان أشار إلى أن «الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية ومادية» فإن تكرار الهجمات من الفصائل المسلحة الموالية لإيران بدأ يثير مخاوف من إمكانية أن يعيد تنظيم «داعش» خططه في تنفيذ المزيد من الضربات في العراق مجدداً بعد أن تمكن التحالف الدولي خلال السنوات الماضية من تقديم معلومات مهمة للجانب العراقي في استهداف مواقعه ومخابئه.

وكانت ما تطلق على نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضم فصائل شيعية مسلحة قد أعلنت في بيان لها، الخميس، مسؤوليتها عن استهداف المطار المذكور في هجمات تكررت أخيراً.

يُذكر أن الفصائل الشيعية المسلحة الموالية لإيران كثفت من هجماتها على القواعد العسكرية لقوات «التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش في سوريا والعراق» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بعد حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في وقت أعلنت إيران أنها لم تشارك في تلك الهجمات ولم تحصل بتنسيق معها.

إلى ذلك عدَّ وزير داخلية إقليم كردستان، ريبر أحمد، الأربعاء، الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة على القواعد العسكرية التي تتمركز بها قوات «التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش في سوريا والعراق» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تقوّض الجهود المبذولة في محاربة التنظيم.

وقال أحمد في كلمة له في أثناء مشاركته في مؤتمر «مبادرة حول العراق» الذي يُقام في معهد «تشاتام هاوس» في العاصمة البريطانية لندن: «نحن في الفترات الماضية شاركنا في استتباب الأمن في العراق»، مستطرداً القول إن «الهجمات التي تُشَنّ بالطائرات المُسيّرة باتت أمراً روتينياً جداً، وتستهدف إقليم كردستان».

وأضاف أن هذه الهجمات «ستتسبب في تقويض جهود الحرب ضد تنظيم (داعش)، خصوصاً أنها تشكل خطراً على الأُسر النازحة».

وأكد وزير داخلية الإقليم أن «مشكلات الإيزيديين لم تُحل، وأن اتفاقية سنجار أُبرمت قبل ثلاث سنوات، ولكن لم تُطبق حتى الآن»، مردفاً بالقول إن «الميليشيات ومسلحي حزب العمال الكردستاني مستمرون في احتلال الأراضي في قضاء سنجار وتوسيع نفوذهم، ولم يجرِ تعيين إدارة محلية للقضاء حتى الآن».

وتابع أحمد أنه «ما زال هناك الكثير لفعله من أجل وضع العراق على طريق الفيدرالية في وقت عمل العراق في السابق تحت سلطة مركزية»، مشيراً إلى أن «تهجير الكرد في كركوك والمناطق المحيطة بها مستمر ولم يجرِ تشكيل مجلس اتحادي حتى الآن، وما زال هناك مشكلات في توزيع الإيرادات حيث إن كل هذه المشكلات موجودة في العراق، ونحن في إقليم كردستان تحملنا كثيراً».

من جهته، وفي سياق جهود الحكومة العراقية في الاستمرار بترتيب العلاقة مع التحالف الدولي بما في ذلك البعثة الأممية التابعة له في العراق «يونامي»، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رغبة الحكومة العراقية في إعادة تحديد أولويات ومجالات عمل بعثة «يونامي».

وقال خلال استقباله رئيس الفريق المستقل للمراجعة الاستراتيجية لبعثة الأمم المتحدة في العراق فولكر بيرثس، والوفد المرافق له، إن «العراق يُبدي استعداده اللازم لتسهيل ومساعدة الفريق على القيام بمهامه، مستذكراً العاملين في الأمم المتحدة، الذين ضحّوا بأنفسهم في مختلف أرجاء العالم، كما أثنى على الموقف الشجاع والأخلاقي الذي أبداه الأمين العام للأمم المتحدة إزاء أحداث غزة، وهي محلّ احترام وتقدير».

وأضاف السوداني أنّ «الحكومة العراقية، بوصفها الجهة التنفيذية، هي الأقدر على تحديد الحاجة إلى مستوى ونوع المساعدة الأممية»، منوهاً برغبة الحكومة العراقية في إعادة تحديد أولويات ومجالات عمل بعثة «يونامي» بما ينسجم مع الحاجة لدعم ومعالجة قطاعات وأزمات، مثل الشحة المائية والتغيرات المناخية، بالإضافة إلى ما يخص الإصلاح الاقتصادي والمالي وتحسين الخدمات، ومكافحة الفساد وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان، وغيرها، وبيَّن أن «العراق أصبح اليوم فاعلاً وقادراً على حل مشكلاته الداخلية والخارجية، ويضطلع بدوره في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة، وحل القضايا الإقليمية».

من جانبه، أكد بيرثس أن «الفريق أجرى مشاورات في نيويورك مع كيانات الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن، إلى جانب الدول الأعضاء الأخرى المعنية في الأمم المتحدة والخبراء المستقلين، وقد أكدوا أنّ العراق حصل فيه تغيير كبير عمّا كان عليه في 2003 خصوصاً في مجال الديمقراطية والسلم الأهلي».


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوة عسكرية مشتركة بين «البيشمركة» والجيش العراقي (موقع باس الكردي)

تفجير يودي بضباط وجنود من الجيش العراقي و«قوات البيشمركة» الكردية

أعلنت وزارة «البيشمركة» في حكومة إقليم كردستان، مقتل عدد من الضباط وجرح جنود، جراء انفجار أكثر من عبوة مزروعة في المكان نفسه، محدثة انفجاراً سُمع لمسافات بعيدة.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي بارزاني خلال مراسم حفل التخرج (الشرق الأوسط)

نيجرفان بارزاني: «البيشمركة» جزء رئيسي من منظومة الدفاع العراقية

جدد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، السبت، دعواته المتكررة لتوحيد صفوف قوات الأمن الكردية (البيشمركة) وعدها جزءاً مهماً من منظومة الدفاع العراقية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مركب سياحي في البصرة (أ.ف.ب)

بغداد ترفض طلباً كردياً بتأجيل التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها»

رفضت الحكومة المركزية في بغداد طلباً لحكومة إقليم كردستان بتأجيل إجراء التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها» إلى موعد لاحق.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني (إكس)

بارزاني يحدد 4 مبادئ لتشكيل حكومة كردستان

شدد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، على أربعة مبادئ أساسية لتشكيل حكومة إقليم كردستان، أبرزها توحيد الإدارات وقوات «البيشمركة».

فاضل النشمي (بغداد)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)
TT

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)

أعلن الجيش السوداني اليوم السبت «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع».

وقال الناطق باسم الجيش السوداني على منصة «إكس» إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى نجحت في تحرير سنجة... وسنستمر في التحرير وقريبا سننتصر على كل المتمردين في أي مكان».

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بعد خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.

وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء السودان.